استيلاء الحوثيين على السلطة

عودة للموسوعة

استيلاء الحوثيين على السلطة

Houthi takeover in Yemen
جزء من the Yemeni Crisis
التاريخ 21 September 2014 –ستة February 2015
(4 شهر , 2 أسبوع و2 يوم )
المسقط
Sana'a, Yemen
النتيجة

Houthi and Saleh loyalists victory leading to a civil war and a subsequent Saudi led intervention.

  • Houthis and Saleh's loyalists take over the Yemeni government
  • Fall of Sana'a to Houthis and Saleh forces
  • Prime Minister Mohammed Basindawa resigns
  • General Ali Mohsen al-Ahmar flees to Saudi Arabia
  • Hamid al-Ahmar flees to Turkey
  • Prime Minister Khaled Bahah resigns
  • President Abdrabbuh Mansur Hadi resigns
  • Houthis initially announced Parliament's dissolution
الخصوم

Houthis

  • Saleh Security forces
  • Republican Guard

Government of Yemen

  • Security Forces
  • Al-Islah militias
القادة والزعماء

Abdul-Malik al-Houthi
Mohammed Ali al-Houthi
Saleh Ali al-Sammad

Ali Abdullah Saleh
Abdrabbuh Mansur Hadi
Mohammed Basindawa
Ahmad Awad bin Mubarak
Khaled Bahah
Ali Mohsen al-Ahmar

استيلاء الحوثيين على السلطة أو انقلاب 21 سبتمبر هوإستحواذ جماعة الحوثيين على القرار السياسي في اليمن بعد طردهم السلطات الحكومية. بدأت باحتجاجات مفتعلة على قرارٍ للحكومة اليمنية يقضي بحمل الدعم عن المشتقات النفطية، وتحولت إلى إشتباكات بين الحوثيين، قوات علي عبد الله صالح، وميليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح وعلي محسن الأحمر. في 21 سبتمبر 2014، اقتحم الحوثيون مقر الفرقة الأولى مدرع التي يقودها علي محسن الأحمر وجامعة الإيمان الإصلاحية بعد أربعة أيام من الاشتباكات مع الفرقة الأولى مدرع، وسيطروا على مؤسسات امنية ومعسكرات ووزارات حكومية دون مقاومة من الأمن والجيش وأعرب منتسبوالتوجية المعنوي بوزارة الدفاع تأييدهم لـ"ثورة الشعب". الألوية العسكرية التي اشتبكت مع الحوثيين في سبتمبر 2014 كانت مرتبطة بعلي محسن الأحمر وموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح آيديولوجياً.

وجرى بعدها التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية برعاية الأمم المتحدة والذي قضى بتشكيل حكومة جديدة بقيادة خالد بحاح خلفًا لما سُمي بحكومة الوفاق الوطني. هرب علي محسن الأحمر وحميد الأحمر وتوكل كرمان وآخرين مرتبطين بهم إلى السعودية، وأعقب السيطرة على صنعاء معارك في إب والحديدة والبيضاء مع ميليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح وأُتهمت جماعة الحوثيين بخرق وعرقلة اتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني. إذ أرادوا من حكومة خالد بحاح حتى تكون صورية تشرعن لهم إستيلائهم على الدولة.

قدم عبد ربه منصور هادي وخالد بحاح إستنطقتهما في 22 يناير 2015 بعد هجوم الحوثيين على دار الرئاسة في 19 يناير، إحتجاجًا على موادٍ في مسودة الدستور الجديد. وذلك بعد يومين من اختطاف أحمد عوض بن مبارك وتهديدهم بـ"اجراءات خاصة" مالم تُنفذ مطالبهم. أصدر الحوثيون ما أسموه بالـ"إعلان الدستوري" فيستة فبراير وقاموا بحل البرلمان، وتمكين "اللجنة الثورية" بقيادة محمد علي الحوثي لقيادة البلاد، وأعربوا عن عزمهم تشكيل مجلس وطني من 551 عضوًا، ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء بقيادة محمد علي الحوثي وهوما رُفض محليًا ودولياً.

أعرب جمال بنعمر عن إستئناف المفاوضات لحل أزمة فراغ السلطة فيتسعة فبراير 2015. لم يبت مجلس النواب في استنطقة عبد ربه منصور هادي وغادر إلى عدن في 21 فبراير معلنًا عن نفسه رئيسًا من حديث في بيانٍ نُسب إليه. في 26 فبراير 2015، أصدر مجلس أمن الأمم المتحدة بيانًا يصف فيه عبد ربه منصور هادي بالـ"رئيس الشرعي" داعيًا جميع الأطراف وبالذات الحوثيين إلى الانخراط بحسن نية في المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة. وأعرب جمال بنعمر عن إمكانية نقل مكان المفاوضات إلى "مكان آمن" خارج صنعاء.

لم تنجح المفاوضات وفي 26 مارس 2015، سيطرت قوات الجيش وميليشيات الحوثيين على عدن وهرب عبد ربه منصور هادي إلى السعودية. فجر اليوم التالي، قامت طائرات سعودية باختراق المجال الجوي اليمني وقصف أهداف عسكرية ومدنية، فكانت بداية الحرب. جذور النزاع تعود إلى ما قبل الاحتجاجات الشعبية عام 2011 وتطور إلى حرب أهلية مفتوحة بين فصائل متعددة بأجندات مختلفة، يسيطر الحوثيون وقوات علي عبد الله صالح على أجزاء واسعة من البلاد ويخوضون معارك مع ميليشيات إصلاحية وإنفصالية ممولة سعودياً.

في يوليو2015 أصدرت اللجنة الثورية للحوثيين قرار بتعويم أسعار المشتقات النفطية، وهوالسبب الذي أتخذوه ذريعة لإسقاط الحكومة والسيطرة على السلطة، وتقرر حتى ثمن اللتر البنزين ب135 ريال يمني. ولكن هذا القرار حبرًا على ورق، حيث كانت المشتقات تباع في السوق السوداء دون توفرها في المحطات الرسمية، ومنذ أكتوبر 2015 بدأت المشتقات النفطية تباع في محطات التعبئة بثمن السوق السوداء بثمن يتراوح ما بين 400 - 500 ريال للتر الواحد.

خلفية

في 30 يوليو2014 م أعربت حكومة الوفاق حمل الدعم عن المشتقات النفطية حيث بلغ ثمن لتر البنزين 200 ريال يمني بعد حتى كان بـ125 ريال فقط وبلغ ثمن اللتر من مادة الديزل 195 للتر بعد حتى كان ثمن اللتر بـ 100 ريال. تسبب القرار بموجة من الاحتجاجات الشعبية في الكثير من محافظات اليمن ولكنها كانت احتجاجات غير منظمة بسبب عدم وجود أي جهه حزبية كبيرة تحتضن المحتجين الذين لم يجدوا وسيلة لتعبير عن رفضهم لقرار حمل الدعم عن المشتقات النفطية سوى بتر الطرقات واحراق الاطارات في الشوارع. قُتلت إمراة برصاص قوات الأمن أثناء تفريقها للمحتجين. واستمرت تلك الاحتجاجات لأربعة ايام ولكن سرعان ما ضعفت وتيرتها.

لم تكن المرة الأولى التي تُعلن فيها الحكومة اليمنية حمل الدعم عن المشتقات النفطية لتلافي الإنهيار الاقتصادي. نطقت الحكومة حتى فقط ربع الدعم المخصص للمشتقات النفطية كان يستفيد منه الفقراء، أما الباقي فالمستفيد الحقيقي منه كانوا حلفاء علي عبد الله صالح القبليين والعسكريين الذين يبيعون الديزل المدعوم لدول مجاورة محققين أرباحا طائلة. في عام 2005، خرج صالح بإعلان عدم ترشحه للرئاسة عام 2006 لإلقاء اللائمة على رئيس الوزراء حينها عبد القادر باجمال والذي كان مجرد قابلة، والسبب الرئيس الذي كان يدفع صالح لمناورة صندوق النقد الدولي بشأن حمل الدعم كان خشيته إنقلاب حلفائه عليه.

أكثر من 50% من المواطنين يعيشون على أقل من دولارين يوميًا و30% يعانون من إنعدام الأمن الغذائي، فإزالة أحد الفوائد الإجتماعية القليلة الملموسة مثل دعم المشتقات النفطية سبب كاف للخروج إلى الشوارع. عوضا عن إعادة تشكيل النظام السياسي وجلب أصوات سياسية جديدة ومعالجة الفساد وتقديم حكومة متجاوبة ومسؤولة، عرقلت المصالح الحزبية حكومة باسندوة واستمرت هيمنة النخب القبلية والعسكرية التي شكلت عماد نظام علي عبد الله صالح. افتقرت ماعُرف بحكومة الوفاق إلى تخطيط إقتصادي منسق وبقيت الوزارات الرئيسية محل تنافس الأحزاب السياسية التي فشلت في العمل على إيجاد رؤية موحدة لأجل اليمن. استثمر الحوثيون التذمر من هيمنة حزب التجمع اليمني للإصلاح لصالحهم، فطالبوا بتغيير الحكومة والتظاهر ضد الفساد وسوء الإدارة وإنعدام الخدمات العامة وهي نفس صيحات المتظاهرين عام 2011.

حمل الدعم عن المشتقات النفطية مفيد للإقتصاد اليمني لإنه لا يحتمل تكلفته نظرا لانخفاض الناتج القومي للفرد والعجز المالي الكبير، ولكن الحكومة لم تقم بإيجاد توافق سياسي ولا تهيئة الجمهور للقرار. سليم حتى قرار حمل الدعم كان متسقطًا، لكن الحكومة لم تقدم أي إشعار مسبق وحجم التخفيض كان أكثر حدة مما كان متسقطًا، مما أدى إلى زيادة بنسبة 60٪ في ثمن البنزين و95٪ زيادة على وقود الديزل. ولم تقم الحكومة بأي إصلاحات هيكلية تُذكر في البنية الإقتصادية والسياسية بالموازاة مع قرار حمل الدعم ولا حتى حملة توعوية توضح مسببات إتخاذها القرار وعن كيفية استخدام المال المتوفر عن حمل الدعم، اليمنيون لا يثقون بأن الأموال المتوفرة ستمضى لصالح المواطن بل إلى جيوب مجموعات مختلفة من المسؤولين الفاسدين. تكشف عملية حمل الدعم ومارافقها عن إنعدام كفاءة وأهلية المسؤولين اليمنيين. الإدارة الضعيفة وعدم وجود كفاءة في القدرات التقنية للهيئات الحكومية التطبيقية وغياب الدافع عند المسؤولين أمر قديم ومعروف لكل من تعامل مع اليمنيين، ولم يتغير كثيرًا في حكومة خالد بحاح والتي وإن كانت تحمل الدوافع والمحفزات للعمل، لمقد يكونوا تكنوقراط بالضرورة كما صورتهم الإدارة الرئاسية باستثناء بضعة أسماء.

في 2 سبتمبر 2014 أصدر الرئيس هادي قرار بالتراجع عن حمل الدعم عن المشتقات النفطية، وعادت الأسعار إلى ما كانت عليه من قبل حمل الدعم عنها، حيث أصبح ثمن اللتر الواحد سواء بنزين[] أوديزل[] مبلغ 150 ريال يمني.

في يوليو2015 بعد استيلاء الحوثيين على السلطة، أقرت اللجنة الثورية للحوثيين، تعويم أسعار النفط بناءاً على قرار حكومة الوفاق بحمل الدعم عن المشتقات النفطية، وهوالسبب الذي أتخذه الحوثيين ذريعة لإسقاط الحكومة والسيطرة على السلطة، وبحسب قرار الحوثيين فأنه سيبدأ العمل به من تاريخ 15 أغسطس 2015 وقضى القرار بحمل رسوم الجمارك، والضرائب، وصندوق الطرق، وصندوق التشجيع، وهي رسوم كانت تضاف للثمن السابق. كما قضى القرار بإضافة خمسة ريالات يمنية للتر الواحد، من مادتي البنزين، والديزل، لتمويل إنشاء محطة كهرباء.

ونص القرار على حتى تضاف رسوم أخرى لصالح إنشاء ميناء نفطي لمدة عامين، بواقع 1.60 ريال يمني على لتر الكيروسين و1.54 على لتر البنزين و1.79 على لتر الديزل. واتى القرار فيما تشهد المدن اليمنية أزمة خانقة في المشتقات النفطية والغاز المنزلي، حيث تباع المشتقات النفطية في محطات السوق السوداء بأسعار تصل إلى أضعاف الثمن الرسمي.


خلفية اقتصادية

الاقتصاد اليمني هوزراعي تاريخيًا، والحديث هنا هوعن خلفية "شمال اليمن" تحديدًا لكونها الحالة التي أُسقطت على الجمهورية اليمنية ولم تتغير الثقافة السياسة والاقتصادية عن المملكة المتوكلية اليمنية كثيراً. خلال عهد المملكة المتوكلية اليمنية في النصف الأول من القرن العشرين، حرص آل حميد الدين على حماية بلادهم من الأطماع الخارجية وتبنوا سياسة إنعزالية لذلك. سيطر الأئمة على أراض واسعة ووزعوها على المقربين منهم وقيادات جيوشهم القبلية، فكانت السيطرة على الأراضي الزراعية (الاقتصاد) مصدر القوة الرئيسي للطبقات الحاكمة وحكمها الاقطاعي، وهي ممارسة وعقلية استمرت عقب سقوط المملكة. عقب إنقلاب 1962، أصبحت الحكومة الجمهورية معتمدة إعتمادًا كليًا على التمويل والدعم الخارجي ولا زالت على هذه الحال إلى اليوم.

في عام 1994، لجأت الحكومة اليمنية إلى صندوق النقد الدولي للقيام ببرنامج دمج هيكلي في لقاء دعم الصندوق لمشاريع إنمائية. لمواكبة السياسات النيوليبرالية لصندوق النقد الدولي، قامت الحكومة بخطوات بطيئة لمحاولة خصخصة وتحرير الاقتصاد ومن أبرز هذه المراحل كان حمل الدعم عن المشتقات النفطية. لم تستطع الحكومة اليمنية منذ ذلك الحين إلغاء الدعم نهائيًا والسبب الرئيسي لذلك يعود لإستفادة شخصيات نافذة من الدعم بتهريب الديزل المدعوم لدول مجاورة. تسقط البنك الدولي حتى حمل الدعم بدون تدابير تعويضية سيزيد من نسبة الفقر، وهوماتجاهلته الحكومة. تحسن الأداء الإقتصادي بعد خطة صندوق النقد الدولي بصورة إشارة، ولكن التحسن لم يكن متعلقًا بخطة الإصلاح بل بارتفاع مداخيل القطاع النفطي في التسعينات والعقد الأول من الألفية الجديدة. بمعنى حتى التحسن الاقتصادي لم يكن مرتبطا بسياسة إنتاجية مستدامة أومستمرة بل بريع نفطي مؤقت.

الثروة تٌخلق على يد العمالة البشرية، فتحديات الاقتصاد اليمني بدرجة كبيرة منها، هي إجتماعية وسياسية.علي عبد الله صالح وحزب التجمع اليمني للإصلاح استغلوا الفرص الإقتصادية لتقوية مراكزهم سياسيًا، فعقود الدولة كانت تُمنح للموالين للنظام ومداخيلها كانت تصرف وفق معايير سياسية لا أولويات إقتصادية أوشروط إدارية. وكلهم يخشون الاستقرار المؤسسي ولذلك، مؤسسات اليمن السياسية والاقتصادية في غاية الضعف وبلا تأثير يُذكر. الحكومة اليمنية تحمل الدعم عن المشتقات النفطية كاجراء يمنع الانهيار ولكن الاقتصاد اليمني ككل لن يتحسن إلا عندما تكون السياسة الاقتصادية موجهة لتحقيق النمولا الحفاظ على النفوذ السياسي أوتقويته. فرص الاقتصاد اليمني هي في القطاع الخاص، الحكومة بحاجة لتنويع الاقتصاد وزيادة النمومن خلال خطة استثمارية وطنية متماسكة مبنية على بنية تحتية إجتماعية ومادية جيدة، تقوم بتوجيه الاستثمار نحوالتنمية الاقتصادية على المدى الطويل، وهوما يحتاج إلى سلم مجتمعي. هذا يظهر بديهيًا، ولكن أزمات اليمن السياسية ليست بذات البساطة.

خلفية سياسية

بعد إتفاق المبادرة الخليجية عام 2012، وُجدت في اليمن رئاسة وحكومة لا تملك إرادة سياسية لتحقيق الإصلاحات والتغييرات المتسقطة وكل قرارتها منذ 2012 كانت تهدف إلى إعادة توزيع الأدوار بين طرفي أزمة 2011. الرئاسة والحكومة اليمنية تشيد بالمبادرة الخليجية - اليمن ليست عضوا في ذلك المجلس - لحل الأزمة اليمنية عام 2011، بحسب تسمية المبادرة ووسائل الاعلام السعودية لها، وألقت باللائمة على ثورة الشباب اليمنية كسبب للانهيار الاقتصادي وتردي الأوضاع بشكل عام. لم تتحول ثورة الشباب اليمنية لأزمة إلا فور ركوبها من حلفاء علي عبد الله صالح المنشقين كالجنرال علي محسن الأحمر ورموز حزب التجمع اليمني للإصلاح، والمشاكل التي تمر بها اليمن ليست وليدة العام 2011، بل نتاج تفاقم مشاكل تعود إلى ستينيات القرن العشرين.

اليمن ليس كدول ما سُمي بالربيع العربي لإنه كان على حافة التصنيف كدولة فاشلة منذ العام 2007 على الأقل. وحمل الدعم عن المشتقات النفطية وإستغلال غضب المحتاجين لم يكن سوى وسيلة تُمكن الحوثيين من الإستيلاء على السلطة وفرض إرادتهم السياسية عليها. لم يكن إسقاط الحوثيين للحكومة حدثًا معزولًا بل إستمرارية للصراع السلطوي الذي بدأ قبل الاحتجاجات الشعبية عام 2011 بين علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر وحلفاؤه في حزب التجمع اليمني للإصلاح، والذي هوبدوره نتيجة لأساس المعضلة اليمنية المتمثلة بغياب النظام[]. وأعراض غياب النظام[] السياسي في اليمن تتمثل في تنامي الصراعات وأعمال الشغب والعنف الغوغائي، هيمنة "قادة" تبنوا سياسات إقتصادية وإجتماعية كارثية، إنتشار الفساد على نطاق واسع بين الوزراء وموظفي الخدمة المدنية، تراجع معايير الكفاءة البيروقراطية، تعديات متكررة على حقوق وحريات المواطنين، ضعف سلطة الهيئات التشريعية والمحاكم، وتجزئة وأحيانًا التفكك الكامل للأحزاب السياسية، ومناعة شبه معدومة أمام التدخلات الخارجية.


أسباب صعود الحوثيين

تتعدد مسببات صعود جماعة الحوثيين منذ عام 2012، وهناك عدة نظريات و"تحليلات" تعتمد على مسقط المتحدث. السعودية وأطراف مرتبطة بها في اليمن، ينظرون للحوثيين بأنهم "ذراع لإيران أوالفرس"، وأنهم شيعة إثنا عشرية. "محللون" إصلاحيون فسروا صعود الحوثيين وربطوه بما أسموه بالـ"تقارب الأميركي الإيراني" على حد تعبيرهم. ما يقوله زبائن السعودية اليمنيين هوإنعكاس لموقفها بطبيعة الحال، فالأحاديث عن تقارب أميركي إيراني هوموقف المملكة السعودية أصلاً.

باحثون وأكاديميين بالاضافة لوثائق ويكيليكس، قللوا من شأن هذه الإتهامات، ستيفين داي، أستاذ مساعد بكلية رولينز ومؤلف كتاب "المناطقية والتمرد في اليمن"، يقول تحركات الحوثيين مدفوعة بديناميكيات محلية، والروايات السائدة عن الأحداث في المنطقة لديها القليل لتعمله مع الحقائق والواقع في اليمن. وثائق ويكيليكس منذ العام 2009 كانت قد قللت من شأن هذه الاتهامات ونطقت بأن تسليح الحوثيين محلي. دبلوماسيون بريطانيون غير مُعرَّفين أدلوا بتصريحات مشابهة. غريغوري غوس، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فيرمونت ومؤلف كتاب "العلاقات السعودية اليمنية: الهياكل الداخلية والنفوذ الأجنبي"، يقول بأن الهجريز على الجوانب الطائفية أوالنظر للأحداث من عدسة طائفية يشوش جهود التحليل ويصرفها لأهداف غير مرغوبة.

لوكاس وينتر، محلل سياسي في قاعدة فورت ليفنوورث العسكرية بكانساس، يقول بأن التعميم بشأن "شيعية" الحوثيين سليم جزئيًا ولكنه يهدف إلى حجب جذور النزاع والتغطية على حقيقة حتى الزيدية فرع متميز عن المعتقدات الممارسة في إيران والعراق ولبنان. في عام 2014 و2015، دور إيران في الأحداث التي مرت بها اليمن لا زال غير واضحًا وملتبسًا وليس بوضوح علاقتها بحزب الله أوالميليشيات العراقية. ولم تتوفر معطيات أودلائل بأن المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، مرتبطة بطريقة ما بأحداث اليمن، أوحتى هناك تغيرًا جذريًا في موقف الولايات المتحدة منذ 2004 سواء تحت إدارة ديمقراطية أوجمهورية. هناك علاقة بين الحوثيين وإيران ولكن هذا القسم يتحدث عن مسببات صعودهم وما إذا كان للإيرانيين يد في هذا الصعود. آيديولوجيتهم، سياسيًا ودينيًا، والاتهامات المضادة، موضوع آخر بحاجة لكثير من التفصيل.

عوامل صعود الحوثيين في اليمن هي أربعة :

  • المبادرة الخليجية والحصانة لعلي عبد الله صالح.
  • سلوك وسياسيات حزب التجمع اليمني للإصلاح.
  • إستغلال الحوثيين للاحباط الشعبي لتحقيق أهداف فئوية خاصة بهم، وتصوير أنفسهم كـ"حركة وطنية" تهدف إلى تسليم مسار ثورة 2011.
  • إستمرار الصراع بين مراكز قوى نظام علي عبد الله صالح ومحاولة عبد ربه منصور هادي ضرب هذه القوى ببعضها.

المبادرة الخليجية

الحصانة لعلي عبد الله صالح من المسائلة القانونية، بالإضافة للمنقلبين عليه من حلفائه، سمحت له بلعب دور حيوي وحاسم في تأمين التحالفات القبلية والعسكرية التي سمحت للحوثيين بالسيطرة على صنعاء في 21 سبتمبر 2014.المبادرة الخليجية منحت أشخاصا كعلي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر ليس فقط فرصة الهروب من استحقاقات محاكمة عادلة وعدالة انتنطقية، بل فرصة للاستمرار بلعب دورٍ في السياسة اليمنية وهوماخلق فراغًا في السلطة نتيجة المماحكات وأعمال العنف بالوكالة بين هذه الأطراف.

اتفاق المبادرة الخليجية ابتكر بنية سياسية مصطنعة وضعيفة، كان اتفاقا لايقاف اطلاق النار بين قوات علي عبد الله صالح (ألوية الحرس الجمهوري والأمن الخاص) من جهة، وقوات علي محسن الأحمر (ألوية الفرقة الأولى مدرع وميليشيات تجمع الإصلاح) من جهة أخرى. رسميًا، لم تشر المبادرة إلى هذه الشخصيات والتكتلات واعتبرت ثورة الشباب اليمنية "أزمة سياسية" بين حزب المؤتمر الشعبي العام وتكتل أحزاب اللقاء المشهجر. ولكن الصراع على السلطة ليس بين مشاريع سياسية وإقتصادية مختلفة، بل بين مراكز قوى نافذة تنتمي لعصبة قبلية ومناطقية واحدة وتجمعها ثقافة سياسية مشهجرة. تطابق الثقافة السياسية وعدم إختلاف الأهداف يظهر في تصريحات وسلوكيات قيادات تجمع الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، حميد الأحمر، قيادي في تجمع الإصلاح ويمتلك نصف صنعاء، نطق عام 2011 :

الشباب والمتفهمين ليسوا الأكثر تأثيرًا في اليمن، اللاعبين المهمين هم رجال الدين ومشايخ القبائل

مثل علي عبد الله صالح بالضبط الذي يسمي أصحاب الكفاءات بالـ"مبنطلين" (من بنطال) ونطق في لقاءة قديمة مع جيزيل خوري :

لدي نصف مليون قبيلي يتحركون بأسلحتهم تحت إمرتي، فما هي حاجتي للمبنطلين؟

في خضم الاحتجاجات، كان قادة تجمع الإصلاح يحذرون من حتى الديمقراطية "مغامرة اليمن ليس مستعدًا لها". الذي وقع عام 2011 كان إعادة تدوير رموز نظام علي عبد الله صالح ولم يحدث أي تغيير للهياكل السياسية أونمط السلطة القائم، لم تكن هناك محاولات لتغييرها أصلاً.المبادرة الخليجية مكنت مراكز قوى النظام الذي ثار الشعب لاسقاطه من إكمال صراعهم تحت الطاولة عبر وكلاء قبليين وعسكريين متعددين عوضًا عن إدارة البلاد، وتزايدت حدة الصراع مع اقتراب موعد اختتام مؤتمر الحوار الوطني. مؤتمر الحوار الوطني كان فكرة أميركية وليست سعودية وأُدرجت خلال المفاوضات قبل تقديم المبادرة الخليجية، والهدف من الحوار كان كسر رتابة الحالة اليمنية المتمثلة بهيمنة مجموعة صغيرة على الحياة السياسية، بينما أرادت السعودية من خلال مبادرتها حماية وكلائها الذين دافعوا عن مصالحهم وإمتيازاتهم خلال سير جلسات الحوار، الذي اصطدم بواقع يمني يطغى عليه المكر السياسي ومعادلة توازن قوى بين خصوم ينتمون لنفس الثقافة السياسية واستمروا بممارسة النفوذ في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية. فطالما حتى علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر وشركاؤهم بقيوا في اليمن، لم تكن البلاد لتشهد تغييرًا حقيقيًا وملموساً.

لأن أزمات اليمن لم يكن لها حتى تُحل بتنحي علي عبد الله صالح واستلام عبد ربه منصور هادي السلطة وإجراء إنتخابات برلمانية، فمؤسسات الدولة اليمنية ضعيفة ومجرد السيطرة عليها لا يعني السيطرة على البلاد، فتنحي علي عبد الله صالح عن الرئاسة لم يعني أنه فقد السيطرة. منذ نقل السلطة عام 2012، يتحكم بالسياسة اليمنية ثلاثة أقطاب رئيسية هم عبد ربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر (حزب التجمع اليمني للإصلاح) وعلي عبد الله صالح. قلب الصراع بين التحالفات الثلاث كان الوصول إلى مؤسسات الدولة ومواردها، وتسخيرها بما يخدم هذه الفصائل بتأمين مصالحهم الاقتصادية وصيانة شبكات المحسوبية التي توطد سلطتهم.عبد ربه منصور هادي لم يكن معروفًا بين اليمنيين طيلة 17 عامًا كنائب لعلي عبد الله صالح، ولكن الحصانة لعلي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر التي ضمت شركاؤهم بطبيعة الحال، لم تكن وسيلة ناجعة لجلب الأمن والإستقرار لأمة ممزقة بالحروب مثل اليمن.

بما أنهم لم يُحاكموا، كان على قادة الفصيلين المتناحرين مغادرة اليمن لنفوذهما على الجيش والأجهزة الأمنية وتحكمهما بميليشيات قبلية. وبما أنهم بهذا النفوذ، فمن الطبيعي حتى يلجئوا لوكلاء قبليين وعسكريين لزعزعة إستقرار الأمن الداخلي ماشعروا حتى هناك محاولات لتقليم أظافرهم. بوجود واستمرارية علي عبد الله صالح وعلي محسن الأحمر وشركاؤهم، معضلة اليمن المتمثلة بعدم وجود دولة قومية تستوعب جميع مواطنيها وديمقراطية تجلب معها سيادة القانون، لم تكن لتجد طريقها إلى الحل.

بالإضافة إلى غياب الشفافية[] خلال توقيع المبادرة الخليجية وطبيعتها كاتفاق تقاسم للسلطة بين علي عبد الله صالح وحلفائه المنشقين،المبادرة الخليجية أصبحت مرجعية فوق دستور اليمني أوتم إعتبارها كذلك من قبل المسقطين على ذلك الاتفاق، إذ تنص المبادرة الخليجية التي توافق عليها حزب المؤتمر الشعبي العام وتكتل أحزاب اللقاء المشهجر على التالي :

يحل الاتفاق على المبادرة الخليجية وآلية تطبيقها محل أي ترتيبات دستورية أوقانونية قائمة ولا يجوز الطعن فيهما أمام مؤسسات الدولة

تنافس عبد ربه منصور هادي مع نفسه في انتخابات مرشح واحد عام 2012، وهي لم تكن انتخابات واستفتاء، لإن الانتخابات والاستفتاء مصطلحات توحي بعملية ديمقراطية وهي ليست الحالة هنا. إذ لم تجري "الانتخابات الرئاسية" بناءً على مطالب شعبية أوبحسب الدستور، بل وفقًا لاتفاق بين رؤوس الأحزاب صاغه لهم سعوديون، بالكاد يعهدون أي شيء عن الحكومات التمثيلية. ولأن من صاغ عملية الانتنطق هذه كان يهدف لخدمة مصالحه، كان متسقطًا حتى تقوم جهات خارجية بتغذية عوامل التوتر بين الجهات الفاعلة محلياً.

بتعطيل الدستور، لم يمتلك المجتمع الدولي خطة بديلة ووضعوا كافة آمالهم خلف المشروع السعودي للتحول الديمقراطي في اليمن. جزئيًا، يعود ذلك لأسباب تاريخية فهم اعتادوا البقاء في الظلام ما تعلق الأمر بهذا البلد، فسياسته العملية ليست إختلافًا في الآيديولوجيات والبرامج السياسية بل شبكة غير مفهومة من التحالفات، ومحاولة تقييم سياسات السعودية في اليمن أمر مماثل في المشقة. اعتقدوا حتى هذه الفصائل الثلاث المتصارعة ستلتزم باتفاق المبادرة الخليجية، لأن دافع المجتمع الدولي بشكل رئيسي كان الاستقرار في اليمن وإن كان بثمن هجر علي عبد الله صالح وأضرابه دون محاكمة. افترض المجتمع الدولي بما حتى اليمن دولة ضعيفة وتعتمد على المساعدات الخارجية بشكل كامل، فمن شأن ذلك حتى يولد خوفًا عند زعماء تلك الفصائل من عرقلة الفترة الانتنطقية بشكل علني وصريح. ولكن تقديراتهم كانت مخطئة، فأولئك لم يقوموا باستخدام شبكاتهم القبلية والعسكرية لفرض أجنداتهم السياسية فحسب، ولا مجرد تفريخ مئات الوسائل الاعلامية واستيعاب جميع عاطل عن العمل ليصبح صحفيًا وناشطًا ومحللًا ليشرعن تصرفاتهم ويلغي شرعية خصومهم، بل عرضوا خدماتهم وأبدوا استعدادهم الكامل لتمرير أجندة رعاة خارجيين.

سبب آخر لمعارضة المبادرة الخليجية، أنها سيرة نجاح للسياسة الخارجية للمملكة السعودية اتجاه اليمن باستمرارية وضعه كـ"حديقة خلفية"، فهي ليست سيرة نجاح يمنية بأي معيار. الهدف الحقيقي للسعودية من وراء مبادرتها كان ابقاء المؤسسة السياسية على حالها وإعاقة أي عملية تغيير سياسي حقيقية في البلاد بما يضمن إستمرار الهيمنة السعودية على اليمن، فالسعودية لديها زبائن في اليمن يعرقلون الإصلاحات السياسية الحقيقية والملموسة فاختارت عبد ربه منصور هادي الذي كان متسقطًا حتى يصبح هدفاُ لكل الأطراف المعنية. بما أنها القوة الأجنبية المهيمنة على القرار السياسي والاقتصادي اليمني، أرادت السعودية بديلًا لعلي عبد الله صالح يحفظ النظام ومؤسساته السياسية على حالها، فكانت المبادرة الخليجية لمنع تحقيق ثورة حقيقية. السعودية بنت سياستها الخارجية في المنطقة من تجربتها خلال الحرب الأهلية في الستينات، نشر الوهابية ودفع الرشاوى للسياسيين وشخصيات إجتماعية وإعلاميين في دول عديدة ولكن الحالة اليمنية هي الأقدم والأوضح.

منذ خمسة عقود والسعودية تدفع مليارات الدولارات سنويًا لآلاف المشايخ القبليين، المسؤولين الأمنيين، والحكومة اليمنية كذلك. هذه السياسة منعت السلطات اليمنية من إحتكار السلطة وضمان سلامة حدودها والتي تعد من أساسيات أي دولة في العالم. عملت السعودية للحفاظ على حكومة مركزية ضعيفة في اليمن وجهات سياسية فاعلة منقسمة على نفسها. للحفاظ على نفوذها، أقامت علاقات مع قادة سياسيين يعملون في الحكومة ومشايخ قبليين يشكلون ثقلا موازنًا لهم.هجري الفيصل رفض إعتبار هذه المدفوعات رشاوى واصفًا إياها بـ"المساعدات"، وبرغم توقف الرشاوى لزبائن المملكة عبر مخط سلطان بن عبد العزيز عام 2011، إلا حتى فصائل عديدة بمن في ذلك عائلة الأحمر استمرت في تلقي الرشاوى السعودية عبر قنوات أخرى.جمال خاشقجي اقترح تسمية هولاء بـ"أصدقاء السعودية في اليمن"، تدفع لهم السعودية الأموال لممارسة النفوذ، الحماية، والاستقرار وهومايهم السعودية وفقا لخاشقجي.

رفض المحتجون عام 2011 المبادرة الخليجية التي وافقت عليها الأحزاب السياسية في شهر أبريل من تلك السنة، والسبب في ذلك إحساسهم أنها مؤامرة خارجية تهدف إلى إجهاض ثورتهم. ومن الجدالات الرئيسية التي كانت تتداول على نطاق واسع حينها، حتى تسليم السلطة لعملاء السعودية أسوأ من حكم علي عبد الله صالح وبالكاد هم ممثلون لتغيير سياسي حقيقي وملموس. فكليهما قطبي نظام فاسد يستحيل إصلاحه. مثلما أفادت تسقطات عديدة منذ العام 2011، فقيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح كانت جزئاً رئيسيًا في نظام علي عبد الله صالح ولن تسمح بظهور نظام سياسي ديمقراطي تمثيلي يخضع للمسائلة. فالأحداث والسياسات التي تلت توقيع تلك المبادرة، أظهرت حتى علي محسن الأحمر وحميد الأحمر وغيرهم من أقطاب التجمع اليمني للإصلاح، لمقد يكونوا يهدفون لتحقيق تغيير جذري في الحالة السياسية والاقتصادية اليمنية حتى ولولم يطمحوا للحكم بأنفسهم مباشرة.

شبكة محسوبية علي عبد الله صالح وعدم بناء مؤسسات الدولة هي النتيجة المباشرة للنفوذ السعودي، فهومثل السعوديين قرر حتى ينشئ شبكة محسوبية خاصة به هوالآخر. الثعابين التي يشير إليها في سياسته التي سماها بالـ"رقص على رؤؤس الثعابين"، ليسوا سوى زبائن السعودية في اليمن. لفهم دور حزب التجمع اليمني للإصلاح وتحالفاته القبلية والعسكرية، هم كانوا الوسيلة المثالية والأكثر فعالية لضمان بقاء اليمن في حالة شبه دولة، الرئيس صالح كان أشياء كثيرة ولكنه لم يكن "صديقهم"، هجره السعوديون لأنه لم يتعرض لشبكاتهم واعتمد على النظام القبلي ولم يتصرف بشكل علني لتقوية الحكومة المركزية، وهي سياسة أسعدت السعوديين. يُنطق عن علي عبد الله صالح أنه كان يقول لليمنيين حتى "يجربوا حظهم" في مهمات التسول العابرة للحدود، ويقصد زيارات مشايخ قبليين ومسؤولين وربما يمنيين عاديين لقصور آل سعود في جميع عام لطلب العطايا والهبات والـ"مكرمات". بشكل عام، عملية الانتنطق من أي كان ذلك النظام الذي أقامه علي عبد الله صالح إلى دولة جمهورية ديمقراطية فعّآلة، لن تنجح عندما تتم برعاية مملكة هدفها الرئيسي إثبات حتى الجمهوريات والديمقراطيات أنظمة حكم غير ناجحة.

مع جميع هذا، وجدت جماعة فتيَّة بلا أي سابقة في الحكم، لا تحمل مشروعًا سياسيًا واضحًا ولكنها تجيد الحديث عما تعارضه وتبرع في إبراز الثغرات المنطقية والتناقضات النادىئية ومظاهر الفشل في خصومهما، فاستغلت جماعة الحوثيين الاحباط الشعبي من زيف عملية الانتنطق السياسي وعدم فعالية الحكومة الناتجة عن الاتفاق السعودي. ولكن شعبيتهم التي صعدت بسبب فشل خصومهم وضعف عبد ربه منصور هادي ولا علاقة لها بنثرياتهم المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل، انحسرت كثيرًا عندما غيروا استراتيجيتهم بعد 21 سبتمبر 2014، من دعم الحكومة الجديدة إلى محاولة السيطرة عليها واستنساخ أساليب خصومهم في اختلاق شبكات محسوبية داخل مؤسسات الدولة باسم "الشراكة".


هيمنة حزب الاصلاح

منذ عام 2012، تزايدت شعبية جماعة الحوثيين بين الرافضين للمبادرة الخليجية وحاولوا تقديم أنفسهم كحركة وطنية، وتحول صراعهم ضد نظام علي عبد الله صالح في صعدة إلى صراع مع حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي قام بتنشيط ميليشياته الجهادية في دماج. تلك المراكز الوهابية الممولة سعوديًا، كانت تحت مراقبة وكالات استخبارات مختلفة كمقرات تنشئة لإرهابيين لفترة طويلة، منذ تفجير سفارات الولايات المتحدة 1998 وحادثة تفجير يوإس إس كول عام 2000 على الأقل. لطبيعة جماعة الحوثيين الأصلية كحركة إحيائية للزيدية، خلافهم الرئيسي والحقيقي هومع حزب التجمع اليمني للإصلاح وليس علي عبد الله صالح وله جذور تعود إلى حروب صعدة الست وما قبلها، إذ كان الوهابية المرتبطين بحزب الإصلاح يُستعملون كمقاتلين غير نظاميين ضد الحوثيين خلال الفترة مابين 2004 و2010 برعاية واشراف السلطة. وكان قيادات تجمع الإصلاح رأس حربة تلك المعارك، فالسعودية مولت ميليشيات تابعة لعائلة الأحمر لقتالهم.

منذ الاحتجاجات عام 2011، كان حزب التجمع اليمني للإصلاح رافضًا لتواجد الحوثيين وتزايدت حدة مواقفه مع اندلاع الاشتباكات بين ميليشيات الطرفين في محافظة الجوف. أُستهدف المحتجون الحوثيون بخطاب تحريضي ووزعت منشورات تصفهم بـ"أعداء الثورة".حزب التجمع اليمني للإصلاح لم يبدأ ثورة الشباب اليمنية ولكنه سيطر على مجرياتها ووجه الاحتجاجات لتحقيق أجنداته. بدأ باعتباره مؤيدا مترددًا للـ"ثورة"، وعندما ظهر حتى علي عبد الله صالح بدأ بفقدان السيطرة في أواخر الربيع، انتقل التجمع للسيطرة على الموقف كعنصر فاعل ورئيسي في العملية الثورية بقدرته التعبوية داخل المساجد، والتمويل القادم من حميد الأحمر للعاطلين عن العمل وهوما أدى إلى إعادة هيكلة الاحتجاجات، وحرف أهدافها وتصاعد الاتهامات بـ"سرقة الثورة". بالتخويف والتهديد والضرب وشن حملات تكفير، بحلول شهر يونيوعام 2011، خلت "ساحات التغيير" من أي متظاهرين مستقلين تقريباً. أكثر من نصف المحتجين في "ساحات التغيير" كانوا إصلاحيين واعترف محمد السعدي حينها، الأمين العام المساعد لحزب الإصلاح ووزير الصناعة والتجارة في حكومة الوفاق، حتى الاصلاحيين في الساحات يتلقون أوامرهم من الحزب مباشرة. الوتيرة المتسارعة التي يغير فيها الحزب مواقفه، أبقت الحزب خارج السلطة وبلا مصداقية، ولم يمكن إعتباره بديلًا موضوعيًا لعلي عبد الله صالح لأن حزب التجمع اليمني للإصلاح كان جزئاً رئيسيًا من هجريبة ذلك "النظام".

الشباب لمقد يكونوا موحدين، مشتتين بلا قيادة سياسية ولا قنوات تواصل مع أحد سواء داخل اليمن أوخارجها، فمن الطبيعي حتى يسيطر حزب التجمع اليمني للإصلاح على سير الاحتجاجات ويوجهها الوجهة التي يريد، لأنه مهما بلغ حجم الاحتقان الشعبي في مكان ما، فهوليس كافيًا لتحقيق التغيير دون قيادة سياسية تمتص هذا الاحتقان وتترجمه بالقتال لأجل الأهداف التي حملها المحتجون. جميع النظم سواء كانت ديمقراطية أوسلطوية، عرضة للمصادرة من قبل عناصر نخبوية تحاول استخدام النظام لبناء سلطتها الشخصية والشباب لم يمتلكوا الوسائل ولا القيادة التي تحفزهم على مقاومة هذه القوى. في مثل هذه الحالات، يُعقد الأمل على القوى السياسية في المجتمع المتغير لبناء نظام سياسي فاعل مع تقدير المشاكل والظروف التي تمر بها البلاد المعنية. حزب التجمع اليمني للإصلاح أعرب عن عزمه بناء ما سماه بـ"الدولة المدنية الحديثة"، مصطلح مبهم وغير معروف ومع ذلك عثر طريقه إلى مسودة الدستور الجديد. لا يوجد دستور في العالم يعهد الدولة بأنها "مدنية" لسبب سهل أنه لا يوجد شي إسمه "دولة مدنية". (إنجليزية:Civil State) يعهدها قاموس أكسفورد بالـ"حالة المدنية" ما إذا كان المرء متزوجا أوأعزبًا ولا علاقة لها بأي نظام حكم، المعنى الوحيد للدولة المدنية قد يحدث أنها نقيض للدكتاتورية العسكرية وإلا فإن المصطلح لا يتداول بين فهماء السياسة وأقرب شئ للمصطلح هوالمجتمع المدني وهذا ليس نظامًا حاكماً.

هذه الجزئية وإن كانت تبدوغير مهمة أوجانبية، فهي تكشف عن عدم كفاءة أعضاء الحزب والآخرين ممن شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني، الذين لن يذكروا كآباء مؤسسين للجمهورية في خط التاريخ اليمني. فعندما لا يعهد منظروا ومثقفوا الحزب أنه لا يوجد في العلوم السياسية ما يسمى دولة مدنية، يصبح التشكيك في قدراتهم وكفائتهم التقنية لزامًا وأمرًا طبيعياً. ظهر انعدام الكفاءة وغياب الأهلية وعدم قدرة حزب التجمع اليمني للإصلاح على الإيفاء بوعوده ليس في بناء دولة ديمقراطية فحسب، فبناء الدولة يستغرق أعوامًا وهي عملية مستمرة ولا تتوقف، بل في تقديم الخدمات الأساسية للناس. بامكان اليمنيين حتى يتناسوا تاريخ الحزب وقياداته، لوكانت هناك بوادر على وجود رؤية لليمن ولكن ما ارتكبه حزب التجمع اليمني للإصلاح بعد إستيلائه على الاحتجاجات هو"خطأ" سقطت فيه الكثير من القوى السياسية في المجتمعات المتغيرة والطامحة للإنتنطق لنظم ديمقراطية، وهوتوجيه جهودهم للإستيلاء على غنائم الحكومة الساقطة أوتقاسمها مع قوى سياسية أخرى بدلًا من القيام بأعمال مثل جمع الضرائب وتقديم تعليم فعّال وما سواها من الأمور التي تعكس وجود رغبة وإرادة حقيقية بتحسين الواقع المعيشي للمواطنين.

كل المجتمعات تبدأ بدول توارثية، وهي حكومات يعمل فيها أهل وأصدقاء الحاكم، أوتسيطر عليها نخب مهيمنة مجتمعياً. هذه الدول تجعل فرص الوصول إلى السلطة السياسية والاقتصادية محدودة وحكرًا على أفراد يفضلهم النظام، وتبذل القليل من الجهد لعلاج مشاكل المواطنين على أساس قواعد ومعايير مطبقة على الجميع. إما حتى تتمكن من تحديث الحكومة وبناء بيروقراطية للدولة، أوتفشل في التطور على الإطلاق وتستمر في سياسات الزبائنية المعتادة في بلد مثل اليمن، حيث تسيطر نخبة إجتماعية محدودة ليست مسيسة بالضرورة، تتحكم في بلد ومجتمع زراعي أصلًا ويعاني من الفقر، بينما هذه النخب تنتمي لطبقات قبلية من غير "الفلاحين" ولديها فرص أفضل للحصول على الأسلحة والتدرب على استخدام العنف بما يحقق مصالحها. مع توسع المجتمع، تقوم تلك النخب بتوسيع دائرة الزبائن المحتملين. تجاوز علي محسن الأحمر وحميد الأحمر قاعدتهم القبلية الأصلية وتمكنوا من استيعاب زبائن من فئات أخرى تنتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وهوماخلق إحساسًا زائفًا روج له إعلام الحزب حتى قياداته تجاوزت ما يسمونه بـ"المركز المقدس"، وهي إشارة لهجرز السلطة والثروة والمناصب العسكرية في المرتفعات الشمالية للبلاد منذ ثمانينيات القرن العشرين. ولكن هذا ليس تغييرًا ولا عملًا ثوريًا لأن المبدأ المنظم للحياة السياسية لم يتغير بقيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح، جميع ما عمله أنه قام بتوسيع دائرة الزبائن والانتنطق من اختيارهم بناءً على أسس مناطقية وقبلية إلى أسس حزبية وفي حالة التجمع، يعني ذلك أنها دينية أيضاً.

قبل بدء جلسات الحوار الوطني، كان قادة الاصلاح يتحدثون عن "تحالف قبلي" ضد الحوثيين وعلي عبد الله صالح برعاية صادق الأحمر وعلي محسن الأحمر ورئيس الأمن السياسي السابق غالب القمش وذلك لـ"فرض هيبة الدولة". عمل هذا الائتلاف على مصالح مشهجرة قبل 2011 وقام بتحويل سير الاحتجاجات ومخرجات مؤتمر الحوار بما يتناسب مع تلك المصالح. عرقلوا مشروع العدالة الانتنطقية، وهدفهم الرئيسي والوحيد منذ ما قبل 2011 كان مجرد التخلص من علي عبد الله صالح إما لشعور انتابهم بضعفه أولصراع على الغنائم. فهم جميعًا متورطون بانتهاكات ومسؤولون عما آلت إليه الأوضاع في اليمن. عائلة الأحمر وعلي محسن الأحمر لم يوجهوا اهتمامهم ناحية المخط الرئاسي بدلا من ذلك، استخدموا المبادرة الخليجية لضمان إنشاء نظام يعمل لتحقيق مصالحهم التي تتضمن مصالح تجارية في قطاع الاتصالات وقطاعي النفط والغاز. برغم حتى الحزب حصل رسميًا على ثلاث وزارات فقط في حكومة باسندوة، لم تخفى هيمنة تجمع الإصلاح. اعتمدوا على عبد ربه منصور هادي ظاهريًا، وقاموا بتقوية شبكاتهم داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية والأمنية، واعتمادهم الحقيقي كان على الروابط القبلية والعسكرية للمناورة وفرض أجنداتهم.

ازداد تعدي حلفاء تجمع الاصلاح على مؤسسات الدولة، لا سيما على مستوى الإدارة المحلية وخصوصا في مسألة إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية. فقرارت إعادة هيكلة الجيش التي أصدرها عبد ربه منصور هادي عام 2012، لم تؤثر على علي محسن الأحمر ذلك حتى الموضوعين من الجيش استبدلوا بعناصر من حزب التجمع اليمني للإصلاح أو"قوى الثورة". سجل الحزب كان ضعيفًا في مكافحة الفساد بل أظهر اهتمامًا بالحفاظ على السلطة بالكيفية التي يألفها وهي المحسوبية والولاء القبلي. قللت قيادات الحزب القبلية والعسكرية من ظهورها العلني على الساحة وحرصوا على متابعة مصالحهم وصيانتها عن طريق التجمع اليمني للإصلاح وسياساته الرسمية. فكانت النتيجة ظهور حزب التجمع اليمني للإصلاح بمظهر المنتصر الوحيد خلال الفترة الأطول من الفترة الانتنطقية. وازدادت الانتقادات من فصائل مختلفة والتي تحمله مسؤولية فشل الفترة الانتنطقية، إنهيار الاقتصاد، وتردي الحالة الأمنية.

كل هذه العوامل استثمرها الحوثيون وعلي عبد الله صالح، بالتأكيد أهداف عبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح لم تكن متعلقة بمعالجة هذه السياسات، استفادوا من سياسات حزب التجمع اليمني للإصلاح لمناكفة السلطة، عملي عبد الله صالح كان يتلقف أي إستياء شعبي من حزب التجمع اليمني للإصلاح لتضخيمه وتطويعه في آلته النادىئية، وكذلك عمل الحوثيون. بالنسبة للعديد من اليمنيين حينها، كان هجومهم على تجمع الإصلاح فرصة لفك عقدة من عقد السياسية اليمنية. عثر الطرفان أنفسهم في حالة نفور مشهجر من تجمع الاصلاح وتحالفاته العسكرية والقبلية وبالتالي عملوا على إخراجهم من السلطة مرة واحدة وإلى الأبد، وإن كان معظم الهجريز إتجه ناحية تحالفات الإصلاح وليس الأساس الإخواني داخل الحزب. وهويثبت حتى الصراع في اليمن صراع سلطوي على غنائم الحكومة وموارد الدولة وليس إختلافًا في المشاريع والأهداف السياسية، فحزب التجمع اليمني للإصلاح أداة سياسية لعائلة عبد الله الأحمر وعلي محسن الأحمر.

بالإضافة لمحاولة السيطرة على مؤسسات الدولة والموارد، أظهرت القوى المتصارعة إستعدادها تقديم خدمات لرعاة أجانب خلال الفترة الانتنطقية.حسين الأحمر كان قد شكل ميليشيات مدعومة سعوديًا منذ ما قبل 2012، هناك مؤشرات على توقف الرشاوى السعودية لشبكة العملاء من مخط سلطان بن عبد العزيز عام 2011، ولكن مصادر مختلفة تشير لعودتها عبر قنوات أخرى. حرص حزب التجمع اليمني للإصلاح على إشعال سياسات الهوية بدلا من التنافس على برامج سياسية، تردد حسين الأحمر على قنوات سعودية مستعملًا لغة طائفية يصور خلالها المعارك، واصفًا جماعة الحوثيين بالـ"روافض"، برغم أنه وعائلته وقبيلته قادمون من خلفية زيدية. وكانت تربطه علاقات وثيقة مع تاجر السلاح المقرب من الحوثيين فارس مناع. يُعتقد حتى حسين أراد تقديم خدمة للسعودية بتصوير نفسه "مجاهداً" ومحالفًا للجماعات الوهابية بدماج والمرتبطة بالسعودية بدورها. هدفه وحزب التجمع اليمني للإصلاح كان تدويل أوعولمة النزاع سنيًا بدلالة حجم البروباغندا على شبكة الإنترنت، بهدف إثارة اهتمام الممولين الخليجيين، السعوديين تحديدًا، للإرهاب. وهوما دفع بالكثير إما لمساندة الحوثيين أوالتعاطف معهم أوالبقاء على الحياد. رهان عائلة الأحمر على سياسات الهوية باحياء تحالفتها التقليدية مع القوى الوهابية والإخوانية المرتبطة بحزب التجمع اليمني للإصلاح، أفقدهم التعاطف داخل قبيلتهم حاشد نفسها.

هناك من يجادل بأن مركز الحزب في صنعاء يختلف عن فروعه المحلية، وأنه يتعرض للإحراج من سلوكيات حلفائه. هذا ما يقوله بعض قيادات الحزب عندما يلتقون بغربيين ولكن لا توجد مؤشرات على صحة هذا الجدال، بدلالة حتى مبادئهم السياسية لم تتغير على مستوى القواعد والقيادات. على سبيل المثال، كان أعضاء الحزب يخطون منطقات يُفهم أويُستخلص منها حتى الفرقة الأولى مدرع مجرد ميليشيا تابعة لعلي محسن الأحمر بغض النظر عن الفكرة التي أراد صاحب الموضوع إيصالها، وسط إنكار الحزب رسميًا وإصراره حتى الجيش لا يتبع جهة معينة إلا الدولة. ولكن الحزب نفسه وعلى مسقطه الرسمي اعترف في 13 أبريل 2015 تزامنًا مع التدخل العسكري السعودي في اليمن، حتى الفرقة الأولى مدرع كانت مرتبطة به بالعمل وتحدث عن المسألة باعتبارها أمرًا إيجابياً. هناك خلافات بين مكونات تجمع الاصلاح المتنوعة، أظهرت تسجيلات صوتية بين حميد الأحمر وجمال بنعمر عدم ثقة الأحمر بمحمد قحطان، الذي نطق عنه حميد أنه أحد مسببات تناقض خطاب حزب التجمع اليمني للإصلاح فهولا يمثل إلا نفسه.محمد قحطان يُذكر في مصادر غربية بأنه من "الفصيل المعتدل" داخل التجمع. لذلك، أي جدالات عن "إحراج" يتعرض له الحزب من حلفائه قد يحدث صادرًا من الفصيل "المعتدل" داخل الحزب، ولكنهم لا يدلون بتصريحات كهذه أمام اليمنيين أوالصحافة الناطقة بالعربية.

الحملة على جماعة الإخوان المسلمين

بعض المصالح المحلية تقاطعت مع تلك الخارجية، لم يكن ليتقدم الحوثيون إلى محافظة عمران في 2 فبراير 2014 لولا إدراكهم بتصاعد حالة النقم والسخط اتجاه عائلة الأحمر في أوساط حاشد. على الرغم من محاولة النخب الجاهدة لتأطير الصراع طائفيًا أوبأي صورة أخرى، الوصول إلى السلطة والموارد السياسية هوأساس الصراع.محافظة عمران كانت اقطاعية خاصة ببيت الأحمر، ورغم حتى عبد الله بن حسين الأحمر كان رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح، إلا أنه رفض السماح للحزب ببناء مدارسه الوهابية في المناطق التابعة لقبيلته. فالعامل الديني لم يكن فاعلًا ولا مؤثرًا خلال معارك الحوثيين في عمران فجل أبنائها لا يزالون زيدية، ولكن حتى هذا لم يكن سببًا لمعاونتهم الحوثيين.

من المحتمل تنامي مشاعر معادية لأبناء عبد الله بن حسين الأحمر داخل حاشد لأسباب عديدة لخصها قريب لهم يدعى ياسر الأحمر :

اغتال وتبترات في الطرق، إثارة النعرات بين القبايل، ونهب المشاريع المخصصة للمنطقة. حرموا المنطقة من مختلف مشاريع الحياة من تعليم وصحة. حتى الطريق لا يوجد إلا أمام بيتهم فقط، المنطقة لا زالت على الطبيعة كما خلقها الله، لن تجد مشروعا خدميًا واحداً. هم تعمدوا حتى تظل حاشد هكذا كي يبقى أبنائها عساكر عندهم، وتعمدوا تجهيل الخلق (الناس) وجعلهم قتلة وقطاع طرق يخوفوا بهم الناس ومراكز النفوذ الأخرى

في نفس الوقت، من المؤكد حتى مشايخ حاشد الذين قاتلوا تجمع الاصلاح أورفضوا مساعدة عائلة عبد الله الأحمر، موالون لعلي عبد الله صالح. من خلال ما يُفهم من رسائلهم وتصريحاتهم، رواتبهم التي يتسلمونها من الحكومة السعودية توقفت حينها. مشايخ قبليين من حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبد الله صالح، وهوحزب بلا آيدولوجية سياسية ومعظم قادته من الباحثين عن الريع ويحددون مواقفهم بناء على حسابات الربح والخسارة الشخصية، كانوا ناقمين على بيت الأحمر ويعتبرونهم المتسببين بايقاف مرتباتهم التي يتسلمونها من السعودية، إذ باركوا تصنيف السعودية للإخوان المسلمين كجماعة إرهابية بل قدموا إعتذارًا لمن وصفوهم بـ"أصدقائنا وحلفائنا التي تربطنا بهم علاقات مصيرية وتاريخية منذ الأزل" ويقصدون السعودية، على ما اعتبروه تصويرًا لحاشد كقبيلة إخوانية بسبب إرتباط عائلة الأحمر بحزب التجمع اليمني للإصلاح. إيقاف الرشاوى السعودية لم يكن مرتبطا بـ"إخوانية" بيت الأحمر المزعومة بل بسبب الانقسام الذي أصاب بنية النظام عام 2011.

استمر تنسيق حزب المؤتمر الشعبي العام مع الحوثيين في عمران بشكل غير رسمي أومعلن، وبدأت الأحداث بمظاهرات احتجاجًا على المحافظ الإصلاحي القادم من محافظة إب، والذي كان يتحدث بصراحة عن تسخير المؤسسة العسكرية لمساندة حسين الأحمر في حربه مع الحوثيين، تم تلبية مطالبهم بتغيير المحافظ فيثمانية يونيو2014. ثم طالبوا بتغيير قائد اللواء 310 (الفرقة الأولى مدرع) باعتباره تابعًا لعلي محسن الأحمر ومواليًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وكان كذلك بالعمل. فخاضوا معارك متبترة مع حميد القشيبي وكان يُنظر لهدف الحوثيين حينها رغبتهم بتعيين قائد عسكري محايد لا يسخر إمكانيات الجيش لصالح فصيل حزبي، ولكنهم أرادوا التخلص من حزب التجمع اليمني للإصلاح فحسب والاستيلاء على المحافظة، فلم تكن تحركاتهم مدفوعة بمبادئ وأهداف لتحسين الإدارة المحلية.

وزارة الدفاع التي رفضت مباركة عمليات اللواء 310 وصرحت في أكثر من مناسبة عن وجوب تحييد المؤسسة العسكرية عن الصراعات الحزبية، في إشارة واضحة لنفوذ علي محسن الأحمر وحزب التجمع اليمني للإصلاح على اللواء 310 مدرع. قُتل حميد القشيبي فيثمانية يوليو2014 وأُستلم مقره من أحد الألوية التي كانت ضمن الحرس الجمهوري. بمقتل القشيبي، انهارت آخر معاقل حزب التجمع اليمني للإصلاح وعائلة الأحمر داخل الجيش اليمني وفي عمران، وبقي علي محسن الأحمر وحيدًا في صنعاء حتى هروبه في 21 سبتمبر 2014. حجم الأضرار التي ألحقها الحوثيون بعائلة الأحمر زادت من شعبيتهم، ضرب عائلة الأحمر كان له دلالة رمزية على اضعاف النفوذ السعودي ودخول اليمن فترة جديدة من تاريخه المعاصر، وساعد في تشكيل صورة جماعة الحوثيين كـ"حركة وطنية" تطهر اليمن من مراكز النفوذ المتهمة بالفساد.

ولكن المسألة أكثر تعقيدًا من ذلك، منذ 30 يونيو2013، تبنى الاعلام الاصلاحي، وليس الحزب رسميًا الذي ولج في حرب بيانات رسمية مع حزب المؤتمر الشعبي العام لاثبات ولاء واخلاص جميع منهما للسعودية، مواقفًا "حادة" من المملكة السعودية والإمارات بسبب عزل محمد مرسي واتهم السعودية بدعم الحوثيين، وتبنى نظريات عديدة عن مسببات هذا التحول مثل منع السعودية التنقيب عن النفط في محافظة الجوف، وأنها تسعى لاعادة أسرة حميد الدين لحكم اليمن، وغيرها من النظريات والتحليلات الكثيرة التي طلع بها الحزب بهدف التلاعب بالرأي العام. مسألة التنقيب عن النفط في محافظة الجوف وإن كانت حقيقية، ولكنها ليست مرتبطة بهذه القضية.

على مدى عقود، كان سلطان بن عبد العزيز آل سعود المسؤول الرئيسي عن "اللجنة الخاصة"، لجنة صغيرة أوجدت شبكة واسعة من العملاء والمخبرين في اليمن. آلاف اليمنيين يتلقون رشاوى من اللجنة التي بلغت ميزانيتها السنوية في أوجها 3.5 مليار دولار إلى تقليص المبالغ بعد اتفاق ترسيم الحدود عام 2000. من الصعب تحديد أوقات توقف وتدفق الرشاوى لأن عمل هذه اللجنة ليس رسميًا وقائم على اتصالات وعلاقات أفراد من آل سعود مع زبائن في اليمن، أمراء مختلفين لديهم زبائن متعددين. على صعيد آخر، هذه المسألة يُتعامل معها بقدر كبير من الراحة في اليمن ولذلك، عندما يتحدثون عن تدخلات من إيران والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أوأي جهة أخرى، هم لا يتحدثون من منطلقات وطنية بقدر ما يعكسون حرصًا بحماية إحتكار رعاتهم. هناك بضعة أمراء يتعامل معهم العملاء اليمنيون، سلطان بن عبد العزيز ونايف بن عبد العزيز متوفون، هناك محمد بن نايف وسلمان بن عبد العزيز عندما كان وزيرًا للدفاع،وبندر بن سلطان كان مشاركًا، أما سعود الفيصل فكان لديه القليل ليقوله بشأن لأن اليمن بالنسبة لهم ليس مسألة سياسة خارجية.

هولاء العملاء ليسوا حكرًا على فصيل واحد ولكن حزب التجمع اليمني للإصلاح هوأوضحهم بسبب حتى عبد الله الأحمر، الرئيس السابق وأحد مؤسسي الحزب، كان "رجل السعودية في اليمن". توقفت الرشاوى السعودية عام 2011، ولكنها عادت بعد ذلك بفترة قصيرة وكانت عائلة الأحمر من المشمولين، ورضخوا لضغوطات سعودية لايقاف إطلاق النار مع قوات علي عبد الله صالح عام 2011. تقلص عدد مستلمي الرشاوى وليس من المعروف ما إذا استمرت الزعامات القبلية الموالية لعلي عبد الله صالح باستلام الأموال من السعودية، ولكن تصريحاتهم تقترح خلاف ذلك خصوصًا وأن السعودية كانت تبحث عن بديل لعلي عبد الله صالح ومعظم المؤشرات كانت تشير ناحية معسكر علي محسن الأحمر. كان الرجل الثاني في النظام، رجل أعمال وقائد عسكري ولديه شبكة واسعة من المحاسيب والزبائن، وهومقرب من الجماعات الوهابية المناوئة للحوثيين.

في نفس الوقت، كانت دولة قطر تقوي علاقاتها وشبكة نفوذها مع زبائن من فصائل إخوانية داخل حزب التجمع اليمني للإصلاح. من المحتمل حتى ذلك قد شكل عاملًا للاضطراب فبندر بن سلطان وصفها بأنها ليست دولة حقيقية بل "مجرد 300 إنسان وقناة فضائية". التعليق كان بخصوص أي فصيل مسلح يجب حتى يُدعم في سورية، جبهة النصرة أوما أصبح داعش. ولكنه يظهر حتى البلدين كانا يتنافسان على النفوذ الإقليمي ويضم ذلك اليمن، برغم حتى كلاهما داعم لفصائل إسلامية. للتصدي للنفوذ القطري الجديد ونظرًا لتعدد الأمراء المسؤولين عن "الملف اليمني"، من الممكن أجرت السعودية اتصالات أوتوصلت إلى تفاهمات متبادلة مع جماعة الحوثيين. وبالنسبة لمشايخ حاشد المقربين من علي عبد الله صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام بشكل أوسع، من الممكن رأوها فرصة لإعادة تدفق الأموال السعودية إليهم كمحاربين للإخوان المسلمين حتى حتى آلتهم النادىئية أخذت بوصف أحمد علي عبد الله صالح بـ"سيسي اليمن".

استمر إعلام حزب المؤتمر الشعبي العام بالحديث عن "مؤامرة قطرية" خلال الفترة الأطول ما بين 2011 و2014، وذلك لتملق أومداهنة السعودية. جماعة الحوثيين خففت من لهجتها إتجاه السعودية لقاء الابتذال عن مؤامرات "صهيوأميركية". حزب التجمع اليمني للإصلاح من جانبه، لم يعلن موقفًا واضحًا، علي محسن الأحمر تمنى ممن سماهم بـ"أولياء الأمور" قادرون على حل مشكلاتهم، داعيا إيران للـ"كف عن التدخل في شؤون المنطقة". الحزب على الصعيد الرسمي، استمر بترويج نفسه كبديل لحزب المؤتمر الشعبي العام وعلي عبد الله صالح، ولكن لهجة وسائله الإعلامية كانت مختلفة والكثير من "تحليلاتهم" كانت صادرة أومقتبسة عن صحيفة القدس العربي التي اشترتها قطر، وصحف إخوانية ممولة منها حتى ديفيد هيرست، أول من أشار إلى إتصال سعودي بالحوثيين في الغارديان، أسس مسقطًا باسم "ميدل إيست آي" (إنجليزية:Middle East Eye) بمساعدة أشخاص مرتبطين بقناة الجزيرة.

اليمن دولة بالغة الضعف وبنخبة سياسية كالمقدمة أعلاه، فهذا الاحتقان الاقليمي كان عاملًا من عوامل صعود الحوثيين وتراجع خصومهم ولكن مدى هذا التنسيق، إذا سقط، ليس واضحاً.

الرقص على رؤوس الثعابين

بالعودة إلى هذه الأحداث، كان من الممكن إيقاف تقدم الحوثيين حينها أورسم حدود واضحة لهم على الأقل، لم يُفصل حميد القشيبي لارتباطاته الفئوية ولم يُعين قائد عسكري ولواء يأتمر لوزارة الدفاع، كأن الرئاسة أرادت استبدال تجمع الإصلاح وتحالفاته المسلحة بفصيل مسلح آخر عوضًا عن الدولة نفسها. أراد عبد ربه منصور هادي التخلص من الحمل الثقيل المتمثل بعلي محسن الأحمر وشركائه ونجح في ذلك. فقد كان يُنظر إلى ماحدث في 21 سبتمبر 2014 واتفاق السلم والشراكة الوطنية بأنه فوز لعبد ربه منصور هادي نفسه بالاضافة إلى الحوثيين. فالاتفاق حرر هادي من تأثير علي محسن الأحمر وحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي كان يستطيع عبر حلفائه فرض الكثير من التعيينات عليه.

عبد ربه منصور هادي كرئيس إنتنطقي، لم يرد إعلان الحرب ولم يشأ حتى يظهر بمظهر الموال لحزب التجمع اليمني للإصلاح وعلي محسن الأحمر، بل لم يكن الجيش على الاستعداد الكامل للقاءة الحوثيين، فرأى أنه وطالما حتى الحوثيون يستهدفون علي محسن الأحمر والإصلاح، فمزيج من ضغط المجتمع الدولي والوساطات الرئاسية كفيل بايقاف تقدم الحوثيين وإستمرار الفترة الانتنطقية. الجانب السلبي لهذه الاستراتيجية أنها أفرغت الجيش من أي أحد قادر وبالارادة اللازمة لاحتواء الحوثيين.فعبد ربه منصور هادي لم يمتلك قاعدة دعم قوية في الجيش. والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح لن يقاتلوا لانقاذ عبد ربه منصور هادي. كان متسقطًا حتى تستمر السياسات والأساليب السابقة في الحكم منذ توقيع المبادرة الخليجية، نظرًا للحالة التي تسلم عبد ربه منصور هادي السلطة خلالها. فالجيش منقسم، وقادته لا يخضعون للرئيس ووزارة الدفاع، وهناك فصائل مسلحة غير معتمدة موالية لصالح وعلي محسن الأحمر، وسيطرة الحكومة خارج صنعاء، والتي كانت رمزية أصلًا قبل عام 2011، تقلصت بشكل حاد منذ ذلك الحين.

مثلا، تقدمت الولايات المتحدة بطلب إلى الحكومة اليمنية عام 2012 لتوسيع عمليات الطائرات بدون طيار لـ"ضرب المجموعات التي تبدوميليشاوية"، وهومارفضته الحكومة اليمنية. مثل هذه العمليات تسميها وكالة الاستخبارات المركزية بـ"ضربات التوقيع"، وهي سياسة تستهدف التجمعات التي تأوي عناصرًا من تنظيم القاعدة، يستند اختيار الهدف فيها على أنماط سلوكية أوخصائص فريدة تحدد مجموعة ما عوضا عن تحديد الفرد. وهومادفع بتنظيم القاعدة لتجنب الانزواء والتخفي بين التجمعات القبلية في باكستان، ذلك لأن جمع المعلومات وتحديد القيادات في مناطق نائية مضيعة للوقت، فالتنظيمات الارهابية مثل القاعدة ليس لها هياكل هرمية. فصزبات التوقيع تمحي الشبكات الفرعية للتنظيم بشكل تام بحيث لا يتمكن من تجميع قواه واستعادة أنفاسه بصورة سريعة.

التفسير الوحيد لرفض الحكومة حينها، كان خشية ردة عمل سلبية من الجماعات الإسلامية، التي تُعهد باسم حزب التجمع اليمني للإصلاح كذلك. هناك معارضة محلية لهذه العمليات، ولكن سبب رفض التجمع اليمني للإصلاح يعود لرغبته بالحوار معهم لا قتالهم. مخالفًا خطابه الأول منذ توليه السلطة الذي وعد فيه بـ"استئصال القاعدة والموالين لها"، أعرب عبد ربه منصور هادي في سبتمبر 2012، عزمه على الحوار مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وذلك بسبب "ضغوطات من وسطاء"، وهولاء "الوسطاء" يتلقون تمويلًا ودعمًا سعوديًا للإحتياط ما تطلب الأمر تفعيل هذه الشبكات، والحوار مع تنظيم القاعدة هي رغبة حزب التجمع اليمني للإصلاح. فهذا مثال على التحديات والضغوطات التي قابلها الرئيس من كافة الأطراف.

السيطرة على صنعاء

أغسطس

في 18 أغسطس 2014، حشد الحوثيون مظاهرات في صنعاء منددة بحمل الدعم عن المشتقات النفطية وسبقها تهديد من عبد الملك الحوثي بـ"إسماع الحكومة لغة تفهمها" مالم تستجب لمطالب المحتجين. الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبد السلام نطق حتى الإطاحة بحكومة محمد باسندوة مطلب وطني وإحتجاجتهم سلمية ولكنهم "سيلجئون لخيارات أخرى" مالم تستجب الحكومة لمطالبهم، وأضاف حتى الحكومة أثبتت فشلها في إدارة شؤون البلاد. أوفدت الرئاسة وفدًا للتفاوض مع عبد الملك الحوثي. الناطق الرسمي محمد عبد السلام نطق حتى الوفد الحكومي الذي توجه إلى صعدة قدموا لهم عروضا لـ"بيع الشعب" والقبول بصفقات، فردوا عليهم أنهم ليسوا طلاب سلطة ويريدون حكومة تكنوقراط لا يتحكم فيها نافذين.

ردًا على مظاهرات الحوثيين، قامت الحكومة اليمنية وحزب التجمع اليمني للإصلاح بتسيير تظاهرات مضادة في 24 أغسطس 2014. وصفت الرئاسة المظاهرات المضادة بالـ"اصطفاف الشعبي" للدفاع عن "المكتسبات الوطنية" ورفضًا للمشاريع الطائفية و"السلالية"، واُتهم الحوثيين بافتعال المشاكل مع الوهابية[] الذين غرستهم السعودية في دماج مطلع الثمانينات، والتسبب في بدء جميع المعارك مع ميليشيات حزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة عمران وغيرها.حزب التجمع اليمني للإصلاح المحرك الرئيسي للتظاهرات المضادة.

واتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين باستغلال تذمر الشارع لتحقيق مكاسب سياسية. رد الحوثيون على هذا الإتهام بأن حزب التجمع اليمني للإصلاح كان أكثر من عزف على أوجاع الناس وقام بتوظيفها. المبعوث الأممي لليمن جمال بنعمر نطق في 28 أغسطس 2014 حتى جميع الأطراف مسؤولة وستكون مسؤولة عن الحالة التي وصلت وستصل إليها اليمن وعلى اليمنيين الاعتماد على أنفسهم لترتيب بيتهم الداخلي فالحل لن يأتي من الخارج مطالبا باستثمار دعم المجتمع الدولي لتحقيق تطلعاتهم وشدد على عدم القيام بأي أعمال من شأنها تهديد الأمن والإستقرار.

مبادرة الرئيس

في 2 سبتمبر 2014، أعربت وسائل الإعلام الحكومية على لسان عبد ربه منصور هادي عن تشكيل حكومة جديدة بعد أسبوع من تاريخه سماها "حكومة وحدة وطنية" مع إمتلاك الرئيس لحق إختيار وزراء ماسماها بالـ"وزارات السيادية" وهي الدفاع والداخلية والخارجية والمالية. وفيما يلي بنود المبادرة :

  • إعلان رئيس الجمهورية في اجتماع اللقاء الوطني الموسع أنه سيقوم خلال أسبوع بتكليف من سيشكل الحكومة بالتشاور مع المكونات السياسية.
  • للرئيس على وجه التحديد اختيار وتعيين الوزراء في الوزارات السيادية وهي وزارات، الدفاع، الداخلية، الخارجية، والمالية.
  • يحدد رئيس الجمهورية بالتشاور مع المكونات السياسية متطلبات تجسيد الشراكة الوطنية والكفاءة والنزاهة بما في ذلك تحديد حجم مشاركة طرفي المبادرة الخليجية والقوى السياسية الأخرى وأنصار الله والحراك الجنوبي السلمي والمرأة والشباب.
  • يُختار الوزراء على أساس المجال والكفاءة والنزاهة وعلى المكون الذي سيشارك تقديم اسمين لكل منصب وزاري محدد له إلى رئيس الجمهورية، ويختار رئيس الجمهورية بالتشاور مع رئيس الوزراء اسم من بين الإسمين المقدمين.
  • يحدد رئيس الجمهورية للمكونات السياسية فترة زمنية محددة لتقديم مرشحيها للحكومة وأي طرف لا يقدم مرشحيه في الموعد المحدد أويعزف عن المشاركة في الحكومة لرئيس الجمهورية إتخاذ القرار الذي يراه مناسبا وفقا لصلاحياته الدستورية.
  • يصدر رئيس الجمهورية قرار بإعادة النظر في الكلفة المضافة على الثمن الدولي بما يؤدي إلى تخفيض ثمن جميع من مادتي الديزل والبترول 500 ريال يمني بحيث يصبح ثمن مادة الديزل 3400 ريال يمني وثمن مادة البترول 3500 ريال يمني.
  • يتضمن برنامج الحكومة الجديدة إعادة النظر في السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية وتطبيق حزمة من الإصلاحات العميقة بما في ذلك إعادة النظر بطرق الشراء لمادتي الديزل والبترول بما يضمن جعل الثمن متحركا وفقا للأسعار الدولية مما يؤدي إلى مزيد من تخفيض الثمن وجعل المشتريات النفطية علنية وبعيدا عن تعدد الوسطاء والعمولات واتخاذ قرارات اقتصادية مزمنة لمعالجة آثار حمل الدعم عن المشتقات النفطية للتخفيف عن المزارعين والصيادين وتحسين التحصيل الضريبي والجمركي وجميع الإيرادات العامة للدولة وإنهاء الازدواج الوظيفي وتعميم نظام البصمة والقضاء على جميع مظاهر الفساد والعبث المالي.
  • يتضمن برنامج الحكومة الجديدة حمل الحد الأدنى للأجور.
  • التأكيد والالتزام من جميع المكونات والفعاليات السياسية بتطبيق مخرجات الحوار الوطني وفقا لآليات مزمنة، واستكمال المهام المتبقية لصياغة وإقرار الدستور والاستفتاء عليه.
  • تلتزم المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة والأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الكامل بتبني سياسة إعلامية وخطاب إعلامي بناء وإيجابي وداعم للعملية السياسية بشكل عام ولمخرجات الحوار الوطني بشكل خاص وتلتزم بعدم النيل من الأشخاص وكرامتهم وخصوصياتهم أوتبني ما يدعوللصراعات الممضىية والطائفية والمناطقية أوالتحريض على الكراهية والعنف وتكلف حكومة الوحدة الوطنية بوضع الآليات المناسبة لذلك.
  • التأكيد والالتزام من جميع المكونات والفعاليات السياسية بنبذ ورفض العنف والتطرف والأعمال المخلة بأمن واستقرار البلاد بدءً بإزالة مسببات التوتر المتمثلة في التجمعات المحيطة بالعاصمة وداخلها من خلال إزالة المخيمات وفض الاعتصامات واستكمال بسط سيطرة الدولة على محافظة عمران ووقف اللقاءات المسلحة في محافظة الجوف وبسط سيطرة الدولة على كافة أراضيها.
  • يدعواللقاء الوطني الموسع والمكونات والفعاليات السياسية عبد الملك الحوثي وأنصار الله للمشاركة في هذا الحل الوطني تجسيدا للشراكة الوطنية وحفاظا على أمن واستقرار ووحدة اليمن من خلال تطبيق ما عليه من التزامات في هذا الاتفاق وخاصة في الفقرات السادسة والسابعة من هذه المبادرة.

محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم أنصار الله، نطق حتى ماصدر عن اللجنة الرئاسية لا يمثلهم واعتبره "تمييعا لمطالب الشعب". علي البخيتي، وهومن مثلهم في مؤتمر الحوار الوطني، نطق أنهم لن يٌخدعوا بإصلاحات مظهرية وأن مطالبهم واضحة وأضاف بأن مصير الحكومة الجديدة هوالفشل طالما حتى نفس القوى السياسية ستقوم بتشكيلها ووزير أووزيرين من الحوثيين لن يتمكنوا من تحقيق أي تغييرات إيجابية ولم يكن ذلك هوسبب خروجهم للمظاهرات.

لم تعلن أي من الأحزاب السياسية موافقتها رسميا على المبادرة رغم توقيع بعض من أعضائها عليها.حميد الأحمر، قيادي بحزب التجمع اليمني للإصلاح، نطق في 2 سبتمبر 2014 بأن دعوة عبد ربه منصور هادي لـ"حكومة وحدة وطنية" تخالف ماسماه بالـ"شرعية التوافقية" بين طرفي الأزمة عام 2011 (يقصد المبادرة السعودية) وأي إلتفاف عليها ينسف شرعية مؤسسات الدولة القائمة.

سبتمبر

حشدت السلطة وحزب التجمع اليمني للإصلاح مظاهرات أخرى يوم الجمعةخمسة سبتمبر 2014، قابله مظاهرات من الحوثيين وحشد على مداخل العاصمة وتوجيه من عبد الملك الحوثي بوضع شارات صفراء على ملابسهم يوم الأحدسبعة سبتمبر 2014. قُتل متظاهران وجرح العشرات عند اقتحام قوات مكافحة الشغب لمخيمات المتظاهرين بشارع المطار، اتهمت وزارة الداخلية المتظاهرين أومن سمتهم "عناصر خارجة عن القانون" بإغلاق الطريق المؤدي إلى المطار وإخراج موظفي وزارتي الكهرباء والإتصالات وأنكرت استخدامها للرصاص للحي. حمل الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبد السلام مسؤولية تداعيات ماوصفه بالـ"عدوان" وأكد على حقهم في الدفاع عن النفس. ولم يخلي المتظاهرون المنطقة بعد إقتحامها.

فيثمانية سبتمبر 2014، خطب عبد الملك الحوثي قائلًا : :

وأنا أقول أنه (عبد ربه منصور هادي) الآن أمام اختبار حقيقي أمام الله وأمام شعبه، أمام الله أولًا لأنه في مسقطه كرئيس يتحمل المسؤولية أمام الله، وسيحاسبه الله يوم القيامة، يوم القيامة لا يمكن حتى ينفعه لا علي محسن الأحمر ولا حميد الأحمر ولا جميع أولئك الذين يخضعونه أويوجهونه أويدفعونه لتبني مواقف للدفاع عن الفساد والفاسدين، هوأمام اختبار حقيقي أمام الله وأمام شعبه، إمّا حتىقد يكون مع شعبه، وأنا أقول مع شعبه جميعًا، لأن دعم المطالب الشعبية والوقوف معها هووقوفٌ مع الشعب بكله، إذا كان مع شعبه هذا هوالشرف هذه هي المعزة، هذا هومقام العز والخير، ليس مقام هوان

—عبد الملك الحوثي،ثمانية سبتمبر 2014

في نفس اليوم، أعربت مايسمى بالمنسقية العليا للثورة اليمنية شباب، التابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح، الخروج للشوارع لـ"إسقاط الجرعة" (حمل الدعم عن المشتقات النفطية) و"إسترداد الأموال المنهوبة" و"تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". فيتسعة سبتمبر 2014 وبعد يوم من تعيين قائد حديث لقوات الأمن الخاصة، أطلقت القوات الأمنية النار على المتظاهرين أمام مجلس الوزراء مما أدى لمقتل سبعة منهم على الأقل وإصابة خمسين بالإضافة إلى سائق سيارة إسعاف يدعى "محمد سعيد النمر". وكالة سبأ الحكومية تقول حتى المتظاهرين أرادوا إقتحام المبنى فقامت بـ"واجبها الأمني"، نشرت قناة المسيرة مقاطع لمشاهد إطلاق النار مباشرة على رؤوس متظاهرين غير مسلحين.

أعرب الناطق الرسمي محمد عبد السلام حتى السلطة تعتبر الخيارات السلمية للتعبير غير مقبولة وتدفع الشعب لخيارات أخرى. وكالة سبأ للأنباء في نسختها الإنجليزية، نطقت حتى القوات الأمنية لم تطلق النار صوب المتظاهرين، وألقت باللائمة على الحوثيين و"شخصيات مسلحة" أخرى مضيفة حتى أجهزة الأمن تتعقب المسلحين من "الطرفين". دارت إشتباكات قصيرة في منطقة حِزيَّز جنوبي صنعاء بين مسلحين حوثيين وقوات أمنية مساء ذلك اليوم. وكالة سبأ الحكومية نطقت حتى الحوثيين اعتدوا على محطة كهرباء حزيز وتمركزوا في عدد من المنشآت الحكومية وأستخدموا أسلحة خفيفة ومتوسطة. مراسل بي بي سي عربي في اليمن عبد الله غراب، نطق إذا الحوثيين اشتبكوا مع وحدات عسكرية من قوات احتياط وزارة الدفاع بعد حتى سيطر الحوثيون على مدرستين حكوميتين وأطلقوا النار منهما على معسكر الاحتياط. الناطق الرسمي لأنصار الله نطق حتى قوة عسكرية إتجهت نحومخيم الاعتصام في حِزيَّز بعد أحداث مجلس الوزراء وحاولت إزالة المخيمات، ولكن من وصفهم بالـ"مجاميع الشعبية لحماية المعتصمين" تصدوا لتلك الحملة. أجرى رئيس الحكومة محمد باسندوة بعد الأحداث تغييرات في القادة الأمنيين حيث تم تعيين العقيد عبده القواتي مديرًا عامًا للشرطة بمحافظة صنعاء، والعقيد محمد الهجري مدير لإدارة شرطة الدوريات وأمن الطرق.

قُتل ثمانية متظاهرين في 11 سبتمبر 2014 بمحافظة عمران إثر إنفجار ثلاث عبوات ناسفة غرست في طريقهم بعد يوم من واحد من دعوة الحوثيين للتظاهر تنديدا بقتل المعتصمين أمام مبنى رئاسة الوزراء. في 13 سبتمبر، اندلعت اشتباكات بين نقطة أمنية ومسلحين حوثيين "حاولوا إدخال أسلحة" وفقا لغراب مراسل بي بي سي،ونطق مصدر أمني لغراب حتى مسلحين حوثيين أطلقوا النار على نقطة أمنية بشارع التلفزيون. نفى الحوثيون هذه الرواية ونطقوا أنهم تعرضوا لهجوم استهدف أعضائاً منهم كانوا من ضمن قافلة غذائية متجهة للمعتصمين.

في 15 سبتمبر، علق الحوثيون مشاركتهم في المفاوضات التي أشرف عليها جمال بن عمر بسبب ما وصفوه بـ"تدخل أطراف خارجية"، وذلك بسبب بيان صدر عن الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وهوالذي وصفه الناطق باسم أنصار الله محمد عبد السلام بأنه "أعاد المفاوضات إلى نقطة الصفر وتجاهل المطالب الشعبية، وهومايثبت حتى تلك الأطراف الخارجية ترغب الهيمنة على إدارة البلد وتجاهل المطالب العادلة والمشروعة". من جانبه اتهم عضوفريق المفاوضات عبد العزيز جباري الحوثيين بـ"محاولة السيطرة على الدولة تحت غطاء المطالب الشعبية بسبب أسعار الوقود"، ونطق حتى الحوثيين يطرحون "شروطا مغايرة أثناء التفاوض كإعادة تشكيل الأنطقيم وحصولهم على منفذ بحري وإلغاء مجلسي النواب والشورى وتشكيل لجنة وطنيةقد يكونون جزأ منها بدلا من غرفتي البرلمان".

أحداث

الاشتباكات

في 17 سبتمبر، إندلعت لقاءات مسلحة في مديرية همدان شمال صنعاء بين الحوثيين ومسلحين يقودهم "صالح عامر" مدير مخط علي محسن الأحمر مما أسفرت اللقاءات عن مقتل 32 شخصاً. صحف حزب التجمع اليمني للإصلاح نطقت بأن الحوثيين أرادوا الاستيلاء على منازل مواطنين بحجة أنها من أملاك آل حميد الدين، وفقًا لمزاعم صحف الحزب. الحوثيون نطقوا بأن مسلحين يتبعون حزب التجمع اليمني للإصلاح بقيادة "صالح عامر" قاموا باطلاق النار على أعضاء في الجماعة ومحاولة إقتحام منازلهم، فرد هولاء عليهم بمحاصرتهم داخل مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح ومنعوا الإمدادات من الوصول لفك الحصار. فجر مقر حزب التجمع اليمني للإصلاح في تلك المنطقة. وأحرقوا منزل "صالح عامر" وقُتل نجله بالإضافة لعدد غير مؤكد من القتلى والجرحى ونصب الحوثيون كمينًا لقوات من الفرقة الأولى مدرع (حُلت رسميا عام 2012) كانت في طريقها لتعزيز مسلحي التجمع اليمني للإصلاح في مديرية همدان.

امتدت الإشتباكات إلى منطقة ضمان في المدخل الشمالي الغربي للعاصمة صنعاء واستمرت حتى فجر 18 سبتمبر وقتل في الإشتباكات العقيد الركن صادق مكرم قائد لواء الدفاع الجوي في المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع). كما شهد المدخل الجنوبي لصنعاء اشتباكات خفيفة بين قوات الأمن ومسلحين قرب مخيم اعتصام للحوثيين في حزيز بسبب دخول سيارات قادمة من منطقة سنحان يشتبه بأنها كانت تنقل أسلحة للمعتصمين. توجه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، صباح 17 سبتمبر إلى محافظة صعدة للقاء عبد الملك الحوثي، والموافقة على عرض بصيغة جديدة تقدمت به الرئاسة اليمنية لإنهاء الأزمة، وضم الوفد الذي توجه إلى صعدة رئيس جهاز الأمن السياسي جلال الرويشان، ومدير مخط الرئاسة أحمد عوض بن مبارك، والقيادي الحوثي حسين العزي.

2014: سقوط صنعاء

الحوثيون يأخذون العاصمة

في 18 سبتمبر اشتبك المسلحين الحوثيين مع قوات أمنية في حي ضمان شمال صنعاء وشارع الثلاثين، كما حاصروا جامعة الإيمان التي يديرها عبد المجيد الزنداني، ونقلت أسوشييتد برس للأنباء عن سكان إفادتهم بمقتل نحو60 شخصا في القتال. في 21 سبتمبر 2014، سيطر الحوثيون على جامعة الإيمان ومقر الفرقة الأولى مدرع والقيادة العامة للقوات العسكرية ومنازل علي محسن الأحمر وحميد الأحمر.

نشر مسقط صحيفة 26 سبتمبر التابعة لوزارة الدفاع بيانا مقتضبا نسب لمنتسبي دائرة التوجيه المعنوي تأييدهم لـ"ثورة الشعب". أعربت وسائل الإعلام الحكومية استنطقة محمد باسندوة من رئاسة الوزراء والتوقيع على إتفاق مع الحوثيين برعاية الأمم المتحدة سمي بـ"إتفاق السلم والشراكة والوطنية 2014" في ذات الليلة. تواردت أنباء عن هروب علي محسن الأحمر لجهة غير معلومة وهومن أعربه الحوثيون مطلوبًا للعدالة. نشرت وسائل إعلام حزب التجمع اليمني للإصلاح وصحف إخوانية يعمل لحسابها ناشطون إصلاحيون أنه توجه إلى السعودية، لم يصرح أي مسؤول سعودي أوصحيفة سعودية بهروبه إليهم حتى وقت متأخر في 12 أبريل 2015، حيث نشر مسقط أوصفحة رقمية تابع لوزارة الداخلية السعودية ما مفاده أنه متواجد بالمملكة السعودية ويسعى جاهدًا لتشكيل ميليشيات لقتال الحوثيين والعودة إلى اليمن.

متعلقات

جانب من الحشود في صنعاء للاستماع لخطاب عبد الملك الحوثي في 23 سبتمبر 2014 والذي ألقاه من صعدة.
في

23 سبتمبر، احتشد عدد كبير في ساحة التغيير بصنعاء للاستماع لخطبة عبد الملك الحوثي والتي ألقاها من صعدة. ووجه عبد الملك معظم خطبته للداخل اليمني وتمحورت حول "الشراكة ونبذ الاقصاء" وجزء من حدثته كان موجها لحزب التجمع اليمني للإصلاح لـ"لاخاء والسلام والتفاهم" ومما اتى في حدثته :

هذه الجهود المتظافرة صنعت هذا الانجاز. اتفاقًا وطنياًَ وصيغة سياسية وعقدًا جديدًا يبنى عليه بناء حكيم وبنيان يمني أصيل، تدار به شؤون هذا البلد إذا شاء الله. أيضا من الانجازات المهمة لهذه الثورة أنها أزالت عقبة كبيرة وعائقًا من أخطر العوائق التي كانت تحول دون بناء دولة عادلة، ذلك العائق كان متمثلًا في أكبر وأخطر قوى النفوذ المتغلغلة في المؤسسات والنافذة في البلد بقيادة علي محسن الأحمر الذي كان يسعى لفرض إرادته فوق إرادة الشعب ويتحالف مع بعض القوى الخارجية بغية اخضاع هذا الشعب والهيمنة على قراره. واليوم وبعد هذا الانجاز المهم، بات الطريق معبدًا والباب مفتوحا أمام شعبنا، جميع شعبنا بكل مكوناته لرسم مستقبله وفق تلك الأسس السليمة القائمة على أساس الشراكة. هذا يحتاج إرادة وتصميمًا واستمرارية وصدقًا وإحساسًا مستمرًا بالمسؤولية وعزمًا وصبرًا وجدية من جميع المكونات .اليوم بات بالإمكان حتى تتحول الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة مع استرضاء الملاك للأرض وتعويضهم والاسم اللائق هوحديقة الحادي والعشرين من سبتمبر.

—عبد الملك الحوثي في 23 سبتمبر 2014

الرئيس عبد ربه منصور هادي ألقى حدثة في 25 سبتمبر نادى الحوثيين إلى الانسحاب من صنعاء، متهما إياهم ضمنا بعدم احترام اتفاق السلام. ومما اتى في الحدثة :

أكرر دعوتي الصادقة والمخلصة لاستغلال هذه الفرصة التاريخية لشراكة حقيقية بين جميع أبناء الوطن من خلال تطبيق اتفاق السلم والشراكة الوطنية، فما يجري الآن يفقد المواطنين الثقة في كثير من الشعارات التي كانوا يسمعونها، وآمن بها بصدق وإخلاص الكثير من البسطاء والأنقياء من أبناء شعبنا .أنا على ثقة بأن العقلاء في جميع القوى السياسية على قناعة بأن تصفية حسابات القوة العمياء المسكونة بالثأر، لا يمكن حتى تبني الدولة ولا مؤسساتها الدستورية، ولا يمكن حتى تؤسس لسلم اجتماعي بين جميع مكونات المجتمع.. وإنني لأتساءل إذا كانت مكافحة الفساد وبناء الدولة تتم بنهب البيوت والمعسكرات ومؤسسات الدولة فكيف يمكن حتىقد يكون الفساد والتخريب،يا ترى؟ وهل من يريد بناء الدولة المدنية الحديثة حتى ينتهك حرمات البيوت وأن يهاجم مؤسسات الدولة بغية نهبها وإضعاف علاقتها وصلتها بالشعب، فلا يمكن حتى نقبل بإضعاف مؤسسات الدولة بل وتدميرها معنويا وماديا، ولا يمكن حتى يقبل شعبنا بذلك بعد حتى نبذ كافة خيارات العنف وفضل السلام والحلول السياسية. شعبنا الذي اختار الدولة المدنية الحديثة والمواطنة المتساوية والسلمية في التعبير عن كافة خياراته..المدخل الحقيقي والشرعي لتطبيق هذه الاتفاقية (اتفاق السلم والشراكة الوطنية) هوالاعتراف بالسيادة الكاملة للدولة على كافة أراضيها ومناطقها وفي مقدمة ذلك عاصمتها صنعاء وتسليم كافة المؤسسات والأسلحة المنهوبة

—عبد ربه منصور هادي في 25 سبتمبر 2014

إشتباكات الأمن القومي

تواردت أنباء عن اقتحامهم لمبنى جهاز الأمن القومي ونشرت صحف إخوانية (إلى جانب صحف سعودية) أخبارًا عن إطلاقهم سراح سجناء إيرانيين. رئيس الأمن القومي علي حسن الأحمدي نفى إقتحامهم لمبنى الجهاز ولكنهم اقتحموا منزله، وفقًا للأحمدي. ونفى إطلاقهم لمساجين إيرانيين، وطيلة الحروب مع الحوثيين، لم تُحدد هوية سجين إيراني واحد في اليمن ولم يُعلنوا للرأي العام.

الناطق الرسمي للحوثيين تطرق لحادثة قُتل فيها 13 معتصمًا سلميًا أمام مبنى الجهاز في 14 يوليو2013، ولم يتم تقديم المتسببين للمحاكمة وأضاف أنه تواصل مع الأجهزة المعنية لحل المشكلة دون تفاصيل أكثر ولم يتحدث عن منزل اللواء الأحمدي.

في 27 سبتمبر 2014، دارت إشتباكات لمدة ساعتين أمام منزل آخر لرئيس الأمن القومي وقُتل ثلاثة من الحوثيين وجنديان حراسة وأصيب ستة جنود وتسعة حوثيين. دوافع الاشتباكات غير معروفة ولكن يُعتقد حتى سبب هجومهم على المنزل كان إشتباههم أنه يأوي علي محسن الأحمر.

سجون ومعامل متفجرات إصلاحية

أعرب الحوثيون عن عثورهم على نفق بين جامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع. والعثور على معامل لصناعة المتفجرات بالاضافة إلى أقنعة ولوحات سيارات وصناديق ذخيرة وبزات عسكرية للفرقة الأولى مدرع داخل الجامعة التي يديرها عبد المجيد الزنداني. ونفق آخر طوله يتجاوز مئتي متر ومزود بالاضاءة ووسائل التكييف ولوازم الاتصالات الأرضية بين جامعة العلوم والتكنولوجيا (فرع الطالبات) ومقر الفرقة العسكرية التي قادها علي محسن الأحمر. وأُكتشفت سجون سرية كان يديرها علي محسن الأحمر تحت الأرض في مقر الفرقة الأولى مدرع، أقبية تحت الأرض وبداخلها سلاسل لتقييد الأرجل والأعناق.

لم يصدر تعليق من حزب التجمع اليمني للإصلاح بخصوص السجون السرية في مقر الفرقة الأولى مدرع، ولكن جامعة الإيمان التابعة للحزب نفت وجود معامل متفجرات واصفة إعلان الحوثيين بمحض الأكاذيب والافتراءات في بيان صادر عنها. مجادلين بأن الإعلان صدر عقب إقتحام المجمع بالقوة وبالتالي بامكان الحوثيين حتى يضعوا ما يريدون بداخله وينسبونه لإدارة الجامعة.

تشكيل الحكومة الجديدة

الحكومة تحت الضغط

ترشيح أحمد بن مبارك

فيسبعة أكتوبر تم تعيين أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء. وهومارفضه الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي عبد الله صالح. عبد الملك الحوثي تحدث عن دور قناتي الجزيرة والعربية الذي وصفه بالمقزز ويعبر عن قوى معينة لم يسمها لا هم لها في المصلحة الشعبية، ووصف تعيين ابن مبارك بالـ"قرار الخارجي" ونطق :

أي رئيس وزراء ترشحه سفارات خارجية وتفرضه ويتخذ بشأنه قرار وفق املائات من سفارات خارجية سيرى في المستقبل ان المنة عليه لتلك السفارات التي قدمته ورشحته وفرضته وانها هي التي اوصلته إلى رئاسة الحكومة ثم بالتأكيد لا يستطيع ان يقف تجاه إملائاتها هي فيما يضر بأمن هذا البلد ولا يتوافق مع مصالح البلد، قد يحدث ضعيفا امام إملائاتها لأن لها عليه المنة

حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي عبد الله صالح وصف أحمد عوض بن مبارك بالـ"متطرف" وأنه ليس محايدا ولا مستقلًا بل "متحزبا منذ نعومة أظافره" وشكك في ولائه لوحدة اليمن، واعتبر تعيينه خرقا لاتفاقية السلم والشراكة. ولم يشر البيان المؤتمري إلى الحزب الذي ينتمي إليه ابن مبارك ومتى أبدى موقفا معارضًا للوحدة اليمنية. عبد الكريم الإرياني وصف موقف حزب المؤتمر الشعبي العام بالمتناقض ونطق حتى اللجنة العامة للحزب اجتمعت بعبد ربه منصور هادي قبل مدة وأقرت بالاجماع تفويض رئيس الجمهورية بتعيين رئيس الوزراء الجديد.

فيثمانية أكتوبر أعتذر أحمد عوض بن مبارك عن تشكيل حكومة جديدة وهوماوافق عليه عبد ربه منصور هادي، ونطقت وكالة سبأ الحكومية حتى مستشاري رئيس الجمهورية سيبحثون مجددا عن شخصية وطنية تكون محلا للاتفاق ووفق معايير اتفاقية السلم والشراكة. ونشر أحمد عوض بن مبارك نص الاعتذار واتى فيه أنه اعتذر عن قبول التكليف حتى لاقد يكون مطية لأحد أوعذرًا لتطبيق ماهوأسوأ بحق هذ الوطن، ورد على اتهامات التخوين والعمالة الموجهة إليه ووصفها بالترهات مطالبا الحوثيين باثبات ولائهم هم لليمن وأن يدفعوا عن أنفسهم هذه التهم التي التصقت بهم وكان ابن مبارك من المدافعين عنهم على ما اتى في البيان. وأضاف حتى هناك أدعياء يبحثون عن دمى يقومون بتحريكها.

حكومة خالد بحاح

في 13 أكتوبر، تم تعيين خالد بحاح، وزير النفط السابق وسفير اليمن إلى الأمم المتحدة رئيسا للوزراء وهوماتوافقت عليه كافة القوى السياسية. الرئيس عبد ربه منصور هادي نطق في 26 أكتوبر حتى الدولة أخذت على عاتقها مهمة حرب تنظيم القاعدة ولا ينبغي لأنصار الله استخدام محاربة القاعدة كذريعة لـ"احتلال محافظات أخرى"، ونادىهم للانسحاب من صنعاء وكافة المحافظات ومما اتى في الحدثة  :

إنما يحدث اليوم من تمدد مسلح ولقاءات دامية في بعض المحافظات والمديريات من قبل أنصار الله وتحت ذرائع واهية ويافطات مختلفة عملًا لا يمكن فهمه أوقبوله بعد التوقيع على إتفاقية السلم والشراكة الوطنية .. بل إذا ما وقع في صنعاء وعمران وقبلها في دماج ومؤتمر الحوار الوطني الكامل ما زال قائمًا .. ها هوأمرًا لا يمكن فهمه أوقبوله تحت أي مبرر فشعبنا قد أثبت أنه أكثر وعيًا من حتى تنطلي عليه أي مبررات أومزاعم بعد حتى شاهد ما شاهده من انتهاكات لهذا الاتفاق وقبلها الكثير من الاتفاقيات قبل حتى يجف حبرها فكيف تحمي مصالح الناس باحتلال المدن بالحرب باقتحام ومداهمة لوزارات وشركات نفطية كيف من الممكن أن تسمح لنفسها أي جماعة بأن تدعي ممارسة دور الدولة في بسط الأمن والاستقرار وكيف تسمح لنفسها بأن تتحدث عن سؤ النوايا من بقية الأطراف وهي تتقدم عسكريًا في ظل عملية سياسية فيها الكثير من الاستحقاقات المتبادلة التي لن تعالج إلا بالحوار السلمي والعمل السياسي الصادق

الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبد السلام رفض اتهامهم بالـ"احتلال" ونطق أنه كان على عبد ربه منصور هادي شكرهم لقتالهم تنظيم القاعدة وأضاف حتى اللجان الشعبية ستظل في جميع مواقعها لحماية مكتسبات الثورة الشعبية ولقاءة تهديد تنظيم القاعدة وحتى يتم تطبيق اتفاق السلم والشراكة الوطنية بما يكفل التعايش المشهجر وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي نصت على الشراكة في جميع مؤسسات الدولة، على حد تعبيره. وتحدث عن دول لم يسمها لا ترغب مصلحة اليمن وتريد من الرئيس حتى يتبنى مواقف متشنجة اتجاههم. في 25 أكتوبر 2014، كان عبد الملك الحوثي قد ألقى خطبة اتى فيها :

بعض القوى الداخلية والإقليمية لديها توجه إما حتى يبقى اليمن تحت حذائها، تحت هيمنتها، تحت سلطتها، وتتدخل هي في جميع شؤونه الصغيرة والكبيرة بما ترغب وحسب ما تريد. ليبقى الشعب اليمني باجمعه خاضعا باذلال وهوان للوصاية الخارجية وبائسا ومعانيا وفقيرا ولا ينعم لا بأمن ولا استقرار، ليبقى دائما يعيش حالة من الاضطراب والتناحر والغرق في المشاكل. تُفَعل أوراقًا للضغط، بعض القوى الداخلية للاسف الشديد، البعض منها بدون أخلاق، بدون قيم. قد يتواطئ مع الخارج في جميع هذا، إما يمن خاضع وراكع ومستجدي دائما بالخارج يا إما يمن أيضا يغرق في مشاكل لا تنتهي ويبقى معلقا بين السماء والارض لا يشهد استقرارا سياسيا، قد يرى البعض ان مصالحه تلتقي مع مصالح الخارج في هذا

أُعلن عن تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة خالد بحاح فيسبعة نوفمبر 2014، والتي ضمت 36 حقيبة. وأعرب جمال بنعمر اختتام زيارته الرابعة والثلاثين إلى اليمن والتي استغرقت خمسة عشر يومًا وهدفت إلى تسريع تطبيق اتفاق تطبيق السلم والشراكة الوطنية الذي عده الوسيلة الأمثل لإخراج اليمن من أزمتها الراهنة،وذَكَّر في بيانه بالاتفاق الذي سقطته كافة الاطراف السياسية بمن فيهم أنصار الله والمؤتمر الشعبي بتفويض الرئيس عبد ربه منصور هادي باختيار وزراء الحكومة.

فيثمانية نوفمبر 2014، أعرب مجلس أمن الأمم المتحدة عن ترحيبه بتشكيل الحكومة الجديدة مجددًا دعوته بدعم الرئيس عبد ربه منصور هادي وخالد بحاح. في صباحتسعة نوفمبر 2014، أدى ثلاثين وزيرا من أصل ستة وثلاثين اليمين الدستورية. في 18 ديسمبر 2014 وافق مجلس النواب اليمني على برنامج حكومة خالد بحاح ومنحها الثقة بعد يومين من رفض حزب المؤتمر الشعبي العام. وأعربت عن عدة توصيات منها إزالة المظاهر المسلحة والنقاط الغير حكومية وتطبيق جانبها من اتفاق السلم والشراكة الوطنية.

2015: هادي يستقيل

President Abdrabbuh Mansur Hadi, who resigned on 22 January 2015 in Sana'a. A month later, he escaped to his hometown of Aden, rescinded his resignation, and denounced the Houthi takeover.

منذ التوقيع على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية، لم يلتزم الحوثيون بأي من البنود المتعلقة بجانبهم من تطبيق الاتفاق وبالذات الملحق الأمني، وهوالاتفاق الذي ملأ به الحوثيون اليمن ضجيجًا بأنه اتفاق يمني نقي لم تؤثر عليه تدخلات خارجية، كما ورد في أول خطاب لعبد الملك الحوثي في 23 سبتمبر 2014. فجأة وبدون أي مقدمات، صعَّد الحوثيون لهجتهم اتجاه عبد ربه منصور هادي والذي رغم جميع شيء، كان أحد أبرز عوامل وصول الحوثيين إلى صنعاء ولكن حتى هذا لم يلقى تقديرًا من جانب الحوثيين واتهموه بدعم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. لجوئهم لهذا التصعيد هوللتهرب من الالتزام بالاتفاقية التي التي جروا القوى السياسية إلى توقيعها، الجزئية الوحيدة التي فشلت حكومة خالد بحاح في الالتزام بها كان البند الثامن من اتفاق السلم والشراكة الوطنية والذي نص على التالي :

يعمل الأخ رئيس الجمهورية عن كثب مع جميع المكونات من أجل تحقيق توافق على دستور حديث عبر آليات لجنة صياغة الدستور والهيئة الوطنية

عبد ربه منصور هادي وأحمد عوض بن مبارك تجاهلوا هذه الجزئية من الاتفاق وأُعلن عن الانتهاء من صياغة مسودة الدستور الجديد في أربعة يناير 2015. الإعلان الحكومي حينها، نطق حتى مسودة الدستور ستُسلم للهيئة الوطنية للرقابة على تطبيق مخرجات الحوار الوطني، يعقب ذلك فترة من المشاورات العامة حولها. ما إذا كان هناك خطة حقيقية لهذه "المشاورات العامة" أوحتى أحمد عوض بن مبارك وعبد ربه منصور هادي أرادوا المضي قدمًا بالدستور على أية حال، ليس واضحًا تمامًا ولكن تسريبات مكالمات هاتفية بين الرجلين تقترح أنهم لم يقيموا وزنًا لأي مكون داخلي عند إتخاذهم للقرارات.

هذه الجزئية الوحيدة التي يمكن الجدال بشأنها وهوحتى حكومة خالد بحاح والرئاسة لم تلتزم باتفاق السلم والشراكة الوطنية، وهي جزئية بسيطة والاختلاف حول خطة التقسيم الفيدرالية أمور يمكن معالجتها بطرق ووسائل تختلف عما ألفه الحوثيون. عدا ذلك، التزمت الحكومة والرئاسة بكافة البنود المتعلقة بها سواء على الصعيد السياسي والاقتصادي والاعلامي. في اللقاء، لم يلتزم الحوثيون بأي من الاتفاقات مثل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وكافة بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي تنص بعض بنوده على التالي :

  • تتعهد الأطراف إزالة جميع عناصر التوتر السياسي والأمني من أجل حل أي نزاع عبر الحوار وتمكين الدولة من ممارسة سلطاتها. ويجب وقف جميع أعمال العنف فورًا في العاصمة صنعاء ومحيطها من جميع الأطراف.
  • تؤكد الأطراف ضرورة بسط سلطة الدولة واستعادة سيطرتها على أراضيها كافة وفق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
  • تقوم القوات الأمنية والعسكرية التابعة للدولة بمهامها في ضمان أمن المحافظة واستقرارها. وتتحمل اللجنة المسؤولية الرئيسة عن الإشراف على الاتفاق وتطبيقه، بما في ذلك سحب جميع المجموعات المسلحة القادمة من خارج عمران
  • وقف جميع أعمال القتال ووقف إطلاق النار في الجوف ومأرب فورًا، وانسحاب جميع المجموعات المسلحة القادمة من خارج المحافظتين مع ترتيب الوضع الاداري والأمني والعسكري.
  • توفر اللجنة المشهجرة جميع الدعم والمساعدة اللازمين إلى المسؤولين المحليين لتمكينهم من ممارسة مسؤولياتهم بشكل كامل، وضمان مبدأ الشراكة الوطنية. وتكون اللجنة المنبر المناسب لمناقشة أي عقبات وحلها من أجل القيام بتلك المسؤوليات.
  • يتم الاتفاق على آلية، بمساعدة فنية من الأمم المتحدة، لتطبيق توصيات مؤتمر الحوار الوطني الكامل المتعلقة بـ"نزع السلاح واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من كافة الأطراف والجماعات والأحزاب والأفراد التي نهبت أوتم الاستيلاء عليها وهي ملك للدولة على المستوى الوطني وفي وقت زمني محدد وموحد".

لا يستطيع الحوثيون القول أنهم التزموا بأي من البنود الواردة أعلاه، وهي بنود أبرز من مباركتهم لمسودة الدستور. الحوثيون هم المسؤول الأول والوحيد في تقويض حكومة خالد بحاح وعرقلتها عن القيام بمهامها.

الخلاف حول الفيدرالية

برروا اختطافهم لابن مبارك بعدم التوافق على مسودة الدستور وبالذات ما تعلق بتقسيم البلاد إلى ستة أنطقيم فيدرالية. ولكنهم في الحقيقة معارضون للفيدرالية كمشروع وفكرة بالكلية، وهومشروع تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني ويوافقهم في ذلك أكبر مراكز القوى والنفوذ، الرئيس السابق علي عبد الله صالح. نادىئيًا، يزعم الحوثيون حتى خطة التقسيم الفيدرالية "مؤامرة أميركية صهيونية" على اليمن وفق تعابير ثقافتهم السياسية (طالع خلفية عن مركزية الحكم).

خلال جلسات مؤتمر الحوار الوطني وحصارهم صنعاء، كان الحوثيون يتبنون موفقًا مختلفًا وهوأنهم يريدون ضم محافظات حجة والجوف إلى الإقليم الفيدرالي المسمى "آزال"، مسميات الأنطقيم المصطنعة سيرة أخرى بحالها، ولكن هذا ما كان عليه موقف الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني مجادلين بأن حجة والجوف مناطق ذات أغلبية زيدية، وهويكشف عن سوء فهم لما تعنيه الفيدرالية ولكن الحوثيين حينها لم يدلوا بتصريحات حتى الفيدرالية "مؤامرة صهيوأميركية" وهوموقف أكده أحد أعضاء "المخط السياسي" للجماعة ويدعى علي القحوم، إذ نطق في 26 ديسمبر 2014 :

البند العاشر من اتفاق السلم والشراكة الوطنية ينص على حتى الهيئة الوطنية تعمل على معالجة شكل الدولة، كما حتى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني نصت على دولة اتحادية وعندما تم إقرار الستة الأنطقيم اعتبرنا حينها حتى التقسيم كان سياسيا ومعدا مسبقًا وطلبنا تشكيل لجنة مختصة لإعادة التقسيم. وهذا كان مطلبنا ولا زلنا مصرين عليه. أما الخيار الفيدرالي فهوموجود وقائم على ما نصت عليه مخرجات مؤتمر الحوار الوطني

محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين، أدلى بتصريحٍ مغاير لما نطقه القحوم واعتبر الفيدرالية "خطرًا على وحدة اليمن ونسيجها الاجتماعي" ونطق في 18 يناير 2015  :

تم ترحيل موضوع الأنطقيم من مؤتمر الحوار الوطني وطالبنا في أكثر من بيان وموقف ومظاهرة ولقاء عام أوخاص مع كافة الشركاء السياسيين رفضنا القاطع لهذه المستوى مطالبين بتشكيل لجنة ذات صلاحيات تناقش حاجة اليمن إلى الأنطقيم ... ورغم تحفظنا وتجاوز اتفاق السلم والشراكة يسعى الرئيس هادي إلى المغالطة والخداع مع جميع المكونات السياسية وسعى إلى فرض مشروع الانطقيم وتسليم مسودة الدستور النهائية وكأن شيئا لم يحدث اولا يوجد أي تحفظ اومعضلة وكانه لم تصله الكثير من النصائح والتنبيهات حتى الشعب اليمني لن يقبل بمثل هذه المستوى مهما كلف الأمر

وهناك إشكال آخر إلى جانب الاعتراض على الفيدرالية، وهوتفسيرات الحوثيين للبنود المتعلقة بالـ"شراكة" في اتفاق السلم والشراكة الوطنية المسقط في 21 سبتمبر 2014.

الشراكة

هناك عدة بنود في اتفاق السلم والشراكة تشير إلى "الشراكة على المستوى المركزي (صنعاء) وفي المحافظات"، وهوما يمكن تفسيره بالتمثيل المتساوي لكافة المكونات السياسية في المجالس المحلية والمناصب الوزارية بمن فيهم الحوثيين الذين لم يتحولوا لحزب سياسي أصلًا ولا ينوون الاقدام على ذلك. برغم حتى إنهاء "المحاصصة" في المناصب والقطاعات العسكرية كان أحد أكبر شعارات الحوثيين قبل اقتحامهم صنعاء. وبالعمل، كانت المحاصصة وتنافس الأحزاب السياسية على المناصب أحد أبرز مسببات رداءة أداء حكومة باسندوة. استهلكوا الأطروحات التي تنتقد مراكز القوى والنفوذ، وأسرفوا في إظهار مساوئ الفترة الانتنطقية وما رافقها من أخطاء دون حتى يثبتوا أنهم بديل أفضل أوبقدر المسؤولية.

الحكومات الائتلافية والتي تلجأ للمحاصصة الحزبية غالبًا ما تكون ضعيفة وتحاول الالتفاف على تآكل شرعيتها الواضح بهذا السلوك، فالمحاصصة أوتحديد نسب التمثيل في الوظيفة العامة أوأي قطاع، غالبًا ماقد يكون متعلقًا بتمثيل النساء أوالأقليات الدينية والإثنية المستضعفة (في حالة اليمن اليهود والإسماعيلية)، بغض النظر عن المواقف المؤيدة أوالرافضة لهذه السياسات، ولكنها في الأصل متعلقة بالحقوق المدنية والسياسية للمجموعات الأضعف في المجتمع وليس الأحزاب السياسية وبالتأكيد ليس الميليشيات المسلحة.

بعد إكتشاف الحوثيين أنهم الفصيل الأقوى في صنعاء، لم يعد الالتزام بأي من الاتفاقيات مبررًا طالما حتى باستطاعتهم فرض ما يريدون بقوة السلاح والابتزاز، ولم تعد المحاصصة مع بقية القوى السياسية مهمة بل مضىوا لتشكيل سلطات موازية للدولة تحت مسمى "اللجان الشعبية" تفرض قرارتها على الجميع. هم ليسوا مهتمين بالمشاركة السياسية كما يردد عبد الملك الحوثي في خطبه، بل بالسيطرة على المؤسسات للسيطرة على الميزانية[] وبالتالي إعتماد برنامج من المحسوبية لضمان الولاء لعبد الملك الحوثي، وتحول المحسوبية إلى أداة سياسية فاعلة ليست بعقلية الإدارة الجديدة على اليمن. كان عبد الملك الحوثي يعلن القرارات الجمهورية، التي ينبغي لمنصور هادي إعلانها، في خطاباته. فهموا "الشراكة" بأنها إقتحام الوزارات والمؤسسات الحكومية بكافة أشكالها، وتعيين "لجان رقابية" بقيادة أعضائهم لـ"مكافحة الفساد". بالاضافة إلى مخالفتهم للأعراف الدبلوماسية بتفتيشهم للبريد الدبلوماسي وإعتبارهم ذلك عملًا بطولياً.

قاموا بتعيين محافظين جدد عن طريق حزب المؤتمر الشعبي العام في المجالس المحلية، اقتحموا مقرات وسائل الإعلام الحكومية وسخروها لنشر البروباغندا الخاصة بهم، اقتحموا مقرات شركات نفطية وغيروا طاقم الإدارة والغالب حتى المعينين الجدد من الموالين للجماعة، وتواردت أنباء غير مؤكدة ولكنها واردة، أنهم كانوا يضغطون على عبد ربه منصور هادي لتعيين أحد أعضائهم ويدعى صالح الصماد نائبًا للرئيس. طالبوا بمنصب نائب الرئيس ونائب رئيس الوزراء، نائب الأمين العام لمجلس الوزراء، نائب مدير مخط الرئيس ورئيس أونائب رئيس جهاز الأمن السياسي، وكيل أونائب وكيل جهاز الأمن القومي، رئيس أونائب رئيس مجلس الشورى، رئيس لجنة الحدود واللجان الرقابية، رئاسة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، نائب محافظ البنك المركزي، رئاسة هيئة التأمينات والمعاشات، رئاسة الخطوط الجوية اليمنية، رئاسة الهيئة العامة للصناعات الدوائية، بالإضافة إلى مناصب الأمين العام لمجلس النواب ودائرة الشؤون المالية والإدارية. وسعوا لتعيين إنسان منهم في منصب نائب وزير في أغلب الوزارات، إضافة إلى دائرتي المالية والرقابة عن جميع وزارة، وجميع إدارات الرقابة والتفتيش في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات والبنوك الحكومية.

هذا وفقا لقناة الجزيرة فالقراءة مع الابقاء في الذهن أنها قناة متعاطفة مع حركات الإسلام السياسي بمختلف أشكالها المسلحة وغيرها أمر ضروري، ولكن إحتمالية صحة الوارد قوية نظرًا لتحركات وتصريحات الحوثيين منذ 21 سبتمبر 2014، فكل هذه السلوكيات تمت تحت هدف "فرض الشراكة" الذي أعرب عنه عبد الملك الحوثي في 15 ديسمبر 2014. بل كانوا يريدون دمج ميليشياتهم في الأجهزة الأمنية إذ نطق الناطق الرسمي للجماعة متحدثًا عن عبد ربه منصور هادي :

ورغم جميع هذه التجاوزات وتجميد الإتفاقيات ومحاولة ربط الكثير من القضايا بتواجد اللجان الشعبية في العاصمة صنعاء ورفضه إيجاد حلول منطقية وعادلة تقضي بالشراكة لهذه اللجان في المؤسسات الأمنية سعى إلى الدفع ببعض الجهات لتبني مواقف رافضة للشراكة وعرقلة أي تسوية في هذا الجانب

دمج ميليشياتهم في الأجهزة الأمنية والعسكرية رُفض رفضًا قاطعًا، فلا معنى لتطهير المؤسسة العسكرية ووزارة الداخلية من العناصر الموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح وإستبدالهم بعناصر من الحوثيين، لأن من شأن ذلك حتى يخلق نفس الاشكالات التي ظهرت بـ"أخونة" هذه القطاعات مثل تسخيرها لخدمة مصالح فئوية ضيقة، أوالتستر على المجرمين والجناة طالما أنهم ينتمون لنفس الفصيل المسيطر. وقد بدأت هذه الاشكالات بالظهور خلال بضعة أشهر من تسلم الحوثيين للسلطة عمليًا في صنعاء، فهم يتحفظون على المتهم منهم في قضايا جنائية، ويستعملون ميليشياتهم لفرض أئمة مساجد. عدا حتى ولائات وحدات من الجيش اليمني (الفرقة الأولى مدرع) لعلي محسن الأحمر وتجمع الإصلاح كانت أبرز تبريرات الحوثيين لمهاجمتها. تغلغل تجمع الإصلاح والمتعاطفين مع المنظمات الارهابية في المؤسسة العسكرية والأمنية معضلة قديمة تعود لما قبل العام 2012، ولكن استبدال عناصر تجمع الإصلاح والموالين لعلي محسن الأحمر بحوثيين، تغيير سطحي ولا يعالج المشاكل الهيكلية التي يعاني منها الجيش اليمني.

ما قام به الحوثيون باسم "الشراكة"، يتشابه مع ما قام به حزب التجمع اليمني للإصلاح عبر مراحل مختلفة من تاريخه، وإن كانت جرأة وطريقة الأخير أقل إنكشافًا ذلك لأن تجمع الاصلاح كان جزءاً من نظام علي عبد الله صالح ومتآلف مع شبكات المحسوبية الراسخة لذلك "النظام"، وكلهم يدعون شرعيات ثورية ووطنية لتمرير أهدافهم.

الحكومة القسري من السلطة

الهجوم على دار الرئاسة

دارت إشتباكات مسلحة بين الحوثيين وقوات الحرس الرئاسي في العاصمة اليمنية صنعاء بعد يومين من اختطاف أحمد عوض بن مبارك وتهديد الجماعة بـ"سلسلة إجراءات خاصة". بدأت الاشتباكات صباح 19 يناير 2015، واستمرت إلى مساء اليوم التالي باقتحام الحوثيين لدار الرئاسة. ووصف قائد الحرس الرئاسي اللواء صالح الجعيملاني مايقوم به الحوثيون بالانقلاب.

في مساء 20 يناير 2015، ألقى عبد الملك الحوثي خطابًا طالب فيه بأربعة نقاط تتعلق بمسودة الدستور و"تطبيق الشراكة" ومعالجة الاوضاع في محافظة مأرب وهذه النقاط كانت  :

  • تسليم وضع الهيئة الوطنية لمراقبة مخرجات الحوار قبل حتى تمارس أي مهمة.
  • تهذيب مسودة الدستور وحذف جميع المخالفات.
  • "تطبيق الشراكة الوطنية".
  • الدخول الفوري في معالجة الخطر الأمني الذي تعانيه البلاد ومعالجة الاوضاع في محافظة مأرب.

ومما يؤكد الوارد أعلاه أنهم طالبوا بمناصب عليا في كافة الوزارات والهيئات الحكومة ما نطقه عبد الملك الحوثي في تلك الخطبة  :

رفضوا إشراكنا في الأجهزة الحكومية المعنية بمكافحة الفساد بل أبدوا حساسية كبيرة من أي نشاط لنا في هذا الجانب وقابلت اللجان الثورية عقبات كبيرة

استجاب عبد ربه منصور هادي لمطالب عبد الملك الحوثي في 21 يناير 2015 وتم الإتفاق مع الحوثيين لقاء إطلاق سراح أحمد عوض بن مبارك، وأن ينسحب الحوثيين من المناطق التي سيطروا عليها خلال الإشتباكات الأخيرة أهمها دار الرئاسة والقصر الجمهوري الذي يسكن فيه رئيس الوزراء، ومن معسكر الصواريخ. لم يلتزم الحوثيين بالإتفاق ولم ينسحبوا من دار الرئاسة أويطلقوا سراح بن مبارك حينها. هم أرادوا رئاسة وحكومة صورية تنفذ أهدافهم وتوفر لها غطاءً شرعيًا وقد تجاوز وأن هدد خالد بحاح بتقديم الاستنطقة في 17 ديسمبر 2014. قدم خالد بحاح استنطقة حكومته في 22 يناير 2015 واتى في بيان الاستنطقة  :

إننا ننأى بأنفسنا، حتى ننجر إلى متاهة السياسة غير البناءة والتي لا تستند إلى قانون أونظام. قررنا اليوم حتى نقدم استنطقتنا لفخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني، حتى لا نكون طرفا فيما يحدث، وفيما سيحدث، ولا نتخمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله
The banner of the Houthis, with the slogan (in Arabic) "God is Great, Death to America, Death to Israel, Curse on the Jews, Victory to Islam".
Commenting on the meaning of the slogan, Ali al Bukhayti, the former spokesperson and official media face of the Houthis said: "We do not really want death to anyone. The slogan is simply against the interference of those governments."

فراغ السلطة

الإعلان الدستوري الحوثي

كرتون سياسي بريشة الرسام اليمني سامر الشميري، يعبر فيه عن رؤيته لما سمي بالإعلان "الدستوري" للحوثيين.

بعد استنطقة خالد بحاح وتبعها استنطقة عبد ربه منصور هادي، اعتبر عبد الملك الحوثي الاستنطقات "مؤامرة"، ولم يصدق حتى عبد ربه منصور هادي استنطق عملًا ونطق أنها مناورة للابتزاز. فهم لم يريدوا استنطقة عبد ربه منصور هادي أوإسقاط حكومة خالد بحاح بقدر ما كانوا يبحثون عمن يشرعن ويسهل لهم سيطرتهم على السلطة، لإنهم جماعة مقاتلة تشكلت ونمت بفضل الحرب أصلًا، ولم تألف العمل السياسي. عبد الملك الحوثي اعتبر استنطقة خالد بحاح وعبد ربه منصور هادي "مؤامرة" لخلق الفوضى والتهرب من "تحقيق مطالب الشعب"، ويقصد بـ"مطالب الشعب" تعيين حوثي بمنصب نائب وزير في جميع وزارة.

نادى عبد الملك الحوثي القوى السياسية للتوصل إلى حل لجماعته، وعقدوا مؤتمرًا في 1 فبراير 2015 أمهلوا فيه القوى السياسية من غير جماعتهم بالتوصل إلى حل خلال ثلاثة أيام وإلا فإنهم سيفوضون "اللجان الثورية" بترتيب أوضاع السلطة والفترة الانتنطقية. لم يكن إلىستة فبراير 2015 حتى أعرب الحوثيون عما أسموه بـ"الإعلان الدستوري" والذي نص على تكوين مجلس وطني من 551 عضوًا ومجلس رئاسي من خمسة أعضاء بقيادة محمد علي الحوثي، ابن عم عبد الملك الحوثي، وعن فترة إنتنطقية من سنتين لحين إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية. حل "الإعلان الدستوري" مجلس النواب برغم إعترافه بالدستور النافذ الذي ينص على إيكال منصب رئيس الجمهورية لرئيس مجلس النواب وهويحيى الراعي، والذي بدوره سيدعولعقد انتخابات رئاسية خلال 60 يوماً. العودة إلى مجلس النواب في ظل هيمنة حزب المؤتمر الشعبي العام تعني عودة علي عبد الله صالح، إبنه أحمد أوأي مقرب من تلك الدائرة إلى السلطة من جديد، وهوما لا يريده عبد الملك الحوثي.

مجلس أمن الأمم المتحدة اعتبر الإعلان أحادي الجانب ورفض الاعتراف به، وقام بان كي مون بزيارة السعودية وأعرب من هناك حتى عبد ربه منصور هادي هوالرئيس الشرعي للبلاد مطالبًا باعادة السلطة إليه فيثمانية فبراير 2015. رُفض الإعلان من مجلس الأمن لفشل الحوثيين في بناء تكتل أوإئتلاف يضم المجموعات السياسية المتنوعة. فيتسعة فبراير 2015 أعرب جمال بنعمر عن العودة إلى طاولة المفاوضات من جديد، في 16 فبراير، طالب مجلس الأمن الحوثيين بتحمل مسؤولية تصرفاتهم والتوقف عن استعمال العنف لتحقيق أهدافهم، عدم محاولة إملاء أوفرض رؤيتهم لمستقبل اليمن، والافراج عن عبد ربه منصور هادي - يُزعم أنه كان تحت الإقامة الجبرية حينها - والعودة إلى عملية سياسية مقيدة بخط زمني محدد وواضح. وأصدر الحوثيون بيانًا يرفضون فيه بيان مجلس أمن الأمم المتحدة ويتهمونه بالـ"تدخل في الشأن اليمني"، مثال آخر على الاستهلاك الحوثي للمشاعر والعواطف القومية اليمنية في المكان والإتجاه الخاطئ والاساءة إليها بتوظيفها لتمرير أجنداتهم فالأمم المتحدة منظمة دولية وليست بلدًا معادياً.

حول شرعية هادي

في 21 فبراير 2015، غادر عبد ربه منصور هادي مقر إقامته في صنعاء إلى عدن، وتواردت أنباء ثبت عدم صحتها عن حاجته إلى رعاية طبية بصورة عاجلة. ورد في بيان منسوب إليه أنه تراجع عن إستنطقته وكانت دول مجلس التعاون الخليجي أول المرحبين بهذه المستوى، عبد ربه منصور هادي لم يصدر بيانًا ولم يلق خطابًا ويُعتقد بشكل واسع حتى البيان المنسوب إليه والذي لا يعترف بحكومة خالد بحاح، صيغ في الرياض. فالسعودية لم تكن سعيدة باتفاق السلم والشراكة الوطنية والذي ألغى المبادرة الخليجية عمليًا، وإن لم يكن رسميًا إذ لا زال اسم تلك المبادرة يتردد في بيانات مجلس الأمن.

قبل أسبوع تمامًا من مغادرة هادي، أصدر ذلك المجلس بيانًا يعبر فيه عن متابعته للمستجدات في اليمن الـ"شقيق"، وطالبوا مجلس الأمن بتفعيل القرار رقم بخصوص معرقلي التسوية السياسية والذي صدر تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ينص على إمكانية التدخل العسكري، وقبل ذلك كانت صحف سعودية تنشر موادًا عن "عقوبات خليجية على اليمن" عُدل في البيان الصادر إلى حتى دول المجلس ستتخذ ما يلزم لحماية "مصالحها الحيوية"، التي لم تحدد، ولـ"مساعدة الشعب اليمني الشقيق".مجلس الأمن لم يصدر قرارًا تحت الفصل السابع وطالب المجلس في قراره الحوثيين المشاركة بـ"حسن نية" في مفاوضات الامم المتحدة، سحب قواتهم من المؤسسات الحكومية والأمنية.

أعرب السعوديون سواء عبر مجلس التعاون الخليجي أووسائط أخرى، في أكثر من بيان ومناسبة رفضهم للـ"تدخلات الخارجية في شؤون اليمن"، ودعمهم لـ"شرعية فخامة الرئيس هادي الدستورية" و"رفض الإنقلاب الحوثي على الشرعية الدستورية". بغض النظر عن كونه حاكمًا دمية بقرار وطني شبه معدوم، وهوسبب كافٍ لنزع شرعيته في القانون الدولي، ولكن "شرعية" عبد ربه منصور هادي ليست دستورية. البند الرابع من المادة 65 من قانون الانتخابات العامة والاستفتاء تنص على :

لا يجوز إجراء الانتخابات الرئاسية بأقل من 2 من المرشحين

فـ"شرعية" عبد ربه منصور هادي "توافقية" ومستمدة من المبادرة الخليجية وليست من الدستور اليمني، كما تقترح البيانات السعودية. ووفق المبادرة التي أعتبرتها الأحزاب السياسية مرجعية قانونية و"فوق دستورية"، تنتهي فترة رئاسة عبد ربه منصور هادي في 21 فبراير 2014. الحوثيون لمقد يكونوا طرفًا في المبادرة الخليجية ولكنهم شاركوا في مؤتمر الحوار الوطني وسقطوا على مخرجاته، ونادىيتهم تطالب بتطبيقها. في يناير 2014، اتفق المجتمعون في مؤتمر الحوار الوطني على التمديد لعبد ربه منصور هادي لسنة أخرى بحجة حتى متطلبات الفترة الانتنطقية لم تكتمل، بمعنى حتى شرعيته حسب التمديد الذي بدوره لم يشر إلى الدستور، تنتهي في 21 فبراير 2015. حتى المرجعية "القانونية" وهي المبادرة الخليجية، لم تشر إلى إحتمالية التمديد، وما هي صلاحيات أعضاء مؤتمر الحوار الوطني لتمديد فترة رئاسته لأجل غير محدود. بعد توقيع اتفاقية السلم والشراكة الوطنية من قبل نفس الأطراف التي سقطت على المبادرة الخليجية، أنهى ذلك الاتفاق المبادرة الخليجية عمليًا على أرض الواقع، ولم يشر الاتفاق الذي نقضه الحوثيون بأنفسهم، إلى تمديد فترة عبد ربه منصور هادي الرئاسية. ما قام به الحوثيون انقلاب بمعنى الاستيلاء الغير القانوني على السلطة، ولكن هذا لا يجعل عبد ربه منصور هادي بشرعية مستمدة من الدستور اليمني بالضرورة. باختصار، عبد ربه منصور هادي نُصب رئيسًا من قوى خارجية ولم يُنتخب.

أحيانًا، الدستور والقوانين النافذة قد لا تكون مصدرًا أخلاقيًا للشرعية طالما غابت الأخلاقيات التي تُرسم من خلالها في أحاديث المواطنين اليومية. فلوكانت على الدستور، لكان علي عبد الله صالح رئيسًا إلى العام 2013، فالثورات والإحتجاجات الشعبية ليست قانونية. إذا تم حسابها ديمقراطيًا، فالغرض من الديمقراطية هوخلق أشكال حكم مسؤولة أمام المواطنين وإقامة حكومة تكون ممثلا حقيقيا لرغبات عموم الشعب، ومن هنا تأتي غالب الشرعيات السياسية وهومالم يتحقق في اليمن كون عبد ربه منصور هادي كان المرشح الوحيد. في الدول الهشة أو"المجتمعات المتغيرة"، غالبًا ما تكون الديمقراطية مهددة والحل قد يحتاج هيمنة نخبة سياسية قوية على القرار السياسي، تعمل على بناء المؤسسات وتراكم السلطات بما يشكل دولة فعّآلة، تنهي العجز السياسي وملامح الإضطراب وهولاء يستمدون شرعيتهم بتحقيق هذه الأهداف، المشكلة في اليمن، هي حتى عبد ربه منصور هادي ليس قائدًا كاريزماتيًا ولا هوأوعبد الملك الحوثي وعلي عبد الله صالح قادرين على فرض سيطرتهم. مفهوم الشرعية السياسية حوله خلاف بين فهماء السياسة ولكن نقطة الالتقاء هي القبول الشعبي العام وهذا يتأتى بالوسائل الديمقراطية، أوقوة الدولة وقدرتها على تطبيق عملية تحديث سياسية ومؤسسية بمعنى القدرة على الحكم بما يسهل عملية الانتنطق الديمقراطي إذا كانت ضمن الأجندة.

انادىءات التأثير الخارجي

إيران وكوريا الشمالية

علي عبد الله صالح

Ali Abdullah Saleh, Yemen's longtime president who was ousted after a 2011 revolution.

علاقة الحوثيين بصالح

أصدرت لجنة العقوبات الأممية بيانا فيسبعة نوفمبر 2014 بشأن التنسيق بين علي عبد الله صالح والحوثيين. والشائعات عن هذا التحالف بدأت مبكرًا منذ عام 2013 حتى حتى وسائل اعلام حزب التجمع اليمني للإصلاح وصفت الحوثيين بالـ"جناح المسلح لحزب المؤتمر الشعبي العام". "الجناح المسلح" لحزب المؤتمر الشعبي العام هم رجالات علي عبد الله صالح في الجيش والأمن والميليشيات القبلية الموالية له، والحوثيون لمقد يكونوا جزءاً من شبكة محسوبية صالح في يوم من الأيام. ونفى علي عبد الله صالح أي تواصل مباشر بينه وبين عبد الملك الحوثي، ولا يوجد ما يثبت تواصلًا مباشرًا بين الرجلين حتى الآن. لكن المؤشرات قوية على صحة هذه الفرضيات، جزئيًا على الأقل، ولكنه تحالف تكتيكي أنخرط فيه الطرفان، تنسيق ضد خصوم مشهجرين وليس تحالفًا استراتيجيًا بعيد المدى. بمعنى حتى الحوثيين لن يقبلوا بأن يجني علي عبد الله صالح أي مكاسب إضافية، باستثناء مكسب الثأر من الخصوم المشهجرين. وقد تجلت هذه الحقيقة بعد استنطقة عبد ربه منصور هادي وظهور الخلافات بين الطرفين حول كيفية حل أزمة فراغ السلطة.

ما بعد

انظر أيضا

  • Power vacuum
  • Terrorism in Yemen#US air attacks
  • Yemeni Revolution
  • Saudi Arabian-led intervention in Yemen

المصادر

  1. ^ Mona al-Naggar (25 January 2015). "Shifting Alliances Play Out Behind Closed Doors in Yemen". New York Times. Retrieved 11 February 2015.
  2. ^ "Al-Houthis and Al-Qaeda". al-Ahram. 15 January 2015. Retrieved 11 February 2015.
  3. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة letters
  4. ^ "Yemeni president quits, throwing nation deeper into chaos". Reuters. 22 January 2015. Retrieved 22 January 2015.
  5. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة takeovergovt
  6. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة agreeon
  7. ^ Empty citation (help)
  8. ^ Empty citation (help)
  9. ^ Empty citation (help)
  10. ^ Empty citation (help)
  11. ^ Empty citation (help)
  12. ^ Empty citation (help)
  13. ^ Empty citation (help)
  14. ^ Empty citation (help)
  15. ^ Empty citation (help)
  16. ^ . CTV News. 
  17. ^ . Al Jazeera. 
  18. ^ . The Columbian. 
  19. ^ Empty citation (help)
  20. ^ . Al Jazeera. 
  21. ^ Empty citation (help)
  22. ^ Empty citation (help)
  23. ^ Empty citation (help)
  24. ^ Empty citation (help)
  25. ^ Empty citation (help)
  26. ^ Empty citation (help)
  27. ^ Empty citation (help)
  28. ^ Empty citation (help)
  29. ^ Empty citation (help)
  30. ^ Empty citation (help)
  31. ^ Mr. Benedict J. Clements, David Coady, Ms. Stefania Fabrizio, Mr. Sanjeev Gupta, Mr. Trevor Serge Coleridge Alleyne, Mr. Carlo A. Sdralevich. Energy Subsidy Reform: Lessons and Implications. International Monetary Fund. p. 99.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  32. ^ Steven C. Caton. Yemen. ABC-CLIO. p. 121.
  33. ^ Gregory D. Johnsen. The Last Refuge: Yemen, al-Qaeda, and the Battle for Arabia. Oneworld Publications. p. 177-78.
  34. ^ Empty citation (help)
  35. ^ Empty citation (help)
  36. ^ Empty citation (help)
  37. ^ Steven C. Caton. Yemen. ABC-CLIO. p. 118.
  38. ^ Steven C. Caton. Yemen. ABC-CLIO. p. 121.
  39. ^ Steven C. Caton. Yemen. ABC-CLIO. p. 122.
  40. ^ Steven C. Caton. Yemen. ABC-CLIO. p. 123.
  41. ^ Empty citation (help)
  42. ^ Empty citation (help)
  43. ^ Empty citation (help)
  44. ^ Empty citation (help)
  45. ^ Empty citation (help)
  46. ^ Empty citation (help)
  47. ^ Empty citation (help)
  48. ^ Empty citation (help)
  49. ^ Empty citation (help)
  50. ^ Empty citation (help)
  51. ^ Henri J. Barkey, Scott Lasensky, Phebe Marr. Iraq, Its Neighbors, and the United States: Competition, Crisis, and the Reordering of Power. US Institute of Peace Press. p. 106.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  52. ^ Empty citation (help)
  53. ^ Empty citation (help)
  54. ^ Empty citation (help)
  55. ^ Empty citation (help)
  56. ^ Empty citation (help)
  57. ^ Empty citation (help)
  58. ^ Empty citation (help)
  59. ^ Empty citation (help)
  60. ^ Empty citation (help)
  61. ^ Empty citation (help)
  62. ^ Empty citation (help)
  63. ^ Empty citation (help)
  64. ^ Empty citation (help)
  65. ^ Empty citation (help)
  66. ^ Empty citation (help)
  67. ^ Empty citation (help)
  68. ^ Empty citation (help)
  69. ^ Empty citation (help)
  70. ^ Empty citation (help)
  71. ^ Sarah Phillips. Yemen's Democracy Experiment in Regional Perspective. Palgrave Macmillan. p. 108.
  72. ^ Empty citation (help)
  73. ^ Empty citation (help)
  74. ^ Empty citation (help)
  75. ^ Empty citation (help)
  76. ^ Larbi Sadiki. Routledge Handbook of the Arab Spring: Rethinking> Democratization. Routledge. p. 169.
  77. ^ Mahmoud Hamad, Khalil al-Anani. Elections and Democratization in the Middle East: The Tenacious Search for Freedom, Justice, and Dignity. Palgrave Macmillan. p. 126.
  78. ^ Empty citation (help)
  79. ^ Empty citation (help)
  80. ^ Empty citation (help)
  81. ^ Empty citation (help)
  82. ^ Empty citation (help)
  83. ^ Empty citation (help)
  84. ^ Empty citation (help)
  85. ^ Empty citation (help)
  86. ^ Empty citation (help)
  87. ^ Empty citation (help)
  88. ^ Empty citation (help)
  89. ^ Empty citation (help)
  90. ^ Empty citation (help)
  91. ^ Empty citation (help)
  92. ^ Empty citation (help)
  93. ^ Empty citation (help)
  94. ^ Empty citation (help)
  95. ^ Empty citation (help)
  96. ^ Empty citation (help)
  97. ^ Empty citation (help)
  98. ^ Stephen W. Day. Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union. Cambridge University Press. p. 284.
  99. ^ Empty citation (help)
  100. ^ Empty citation (help)
  101. ^ Empty citation (help)
  102. ^ Empty citation (help)
  103. ^ Empty citation (help)
  104. ^ Empty citation (help)
  105. ^ Empty citation (help)
  106. ^ Empty citation (help)
  107. ^ Empty citation (help)
  108. ^ Noorhaidi Hasan. Laskar Jihad. SEAP Publications. p. 78.
  109. ^ Empty citation (help)
  110. ^ Theo Padnos. Undercover Muslim: A Journey into Yemen. Random House. p. 34.
  111. ^ Empty citation (help)
  112. ^ Barak A. Salmoni, Bryce Loidolt, Madeleine Wells. Regime and Periphery in Northern Yemen: The Huthi Phenomenon. Rand Corporation. p. 74.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  113. ^ Empty citation (help)
  114. ^ Empty citation (help)
  115. ^ Empty citation (help)
  116. ^ Empty citation (help)
  117. ^ Empty citation (help)
  118. ^ Empty citation (help)
  119. ^ Empty citation (help)
  120. ^ Empty citation (help)
  121. ^ Empty citation (help)
  122. ^ Empty citation (help)
  123. ^ Empty citation (help)
  124. ^ Empty citation (help)
  125. ^ Empty citation (help)
  126. ^ Empty citation (help)
  127. ^ Empty citation (help)
  128. ^ Empty citation (help)
  129. ^ Empty citation (help)
  130. ^ Beverley Milton-Edwards. Islamic Fundamentalism Since 1945. Routledge. p. 152.
  131. ^ Empty citation (help)
  132. ^ Empty citation (help)
  133. ^ Anthony Dworkin, William Lawrence, Stefan Wolff. After the Uprisings: Political Transition in Tunisia, Libya and Yemen. World Politics Review.CS1 maint: multiple names: authors list (link)
  134. ^ Empty citation (help)
  135. ^ Empty citation (help)
  136. ^ Empty citation (help)
  137. ^ Tom Lansford. Political Handbook of the World 2014. CQ Press. p. 1605.
  138. ^ Empty citation (help)
  139. ^ Empty citation (help)
  140. ^ M. Th Houtsma. E.J. Brill's First Encyclopaedia of Islam. BRILL. p. 285.
  141. ^ Empty citation (help)
  142. ^ Empty citation (help)
  143. ^ Tariq Thachil. Elite Parties, Poor Voters: How Social Services Win Votes in India. Cambridge University Press. p. 244.
  144. ^ Empty citation (help)
    • Empty citation (help)
    • Empty citation (help)
    • Empty citation (help)
    • Empty citation (help)
  145. ^ Empty citation (help)
  146. ^ Empty citation (help)
  147. ^ Empty citation (help)
  148. ^ Empty citation (help)
  149. ^ Empty citation (help)
  150. ^ Empty citation (help)
  151. ^ Sarah Phillips. Yemen's Democracy Experiment in Regional Perspective. Palgrave Macmillan. p. 101.
  152. ^ Empty citation (help)
  153. ^ Empty citation (help)
  154. ^ Empty citation (help)
  155. ^ Empty citation (help)
  156. ^ Tom Lansford. Political Handbook of the World 2014. CQ Press. p. 1605.
  157. ^ Empty citation (help)
  158. ^ Empty citation (help)
  159. ^ Empty citation (help)
  160. ^ Empty citation (help)
  161. ^ Empty citation (help)
  162. ^ نطقب:Cite podcast
  163. ^ Empty citation (help)
  164. ^ Empty citation (help)
  165. ^ Empty citation (help)
  166. ^ Peter Wilson. Saudi Arabia the coming storm. M.E. Sharpe. p. 129.
  167. ^ Empty citation (help)
  168. ^ Empty citation (help)
  169. ^ Empty citation (help)
  170. ^ Empty citation (help)
  171. ^ Empty citation (help)
  172. ^ Empty citation (help)
  173. ^ Empty citation (help)
  174. ^ Empty citation (help)
  175. ^ Empty citation (help)
  176. ^ Empty citation (help)
  177. ^ Empty citation (help)
  178. ^ Empty citation (help)
  179. ^ Empty citation (help)
  180. ^ Empty citation (help)
  181. ^ Empty citation (help)
  182. ^ Empty citation (help)
  183. ^ Empty citation (help)
  184. ^ Empty citation (help)
  185. ^ Empty citation (help)
  186. ^ Empty citation (help)
  187. ^ Empty citation (help)
  188. ^ Empty citation (help)
  189. ^ Empty citation (help)
  190. ^ Empty citation (help)
  191. ^ Empty citation (help)
  192. ^ American Foreign Policy Council. The World Almanac of Islamism. Rowman & Littlefield. p. 386.
  193. ^ Empty citation (help)
  194. ^ American Foreign Policy Council. The World Almanac of Islamism. Rowman & Littlefield. p. 387.
  195. ^ Empty citation (help)
  196. ^ Empty citation (help)
  197. ^ Empty citation (help)
  198. ^ Empty citation (help)
    • Empty citation (help)
    • Empty citation (help)
    • Empty citation (help)
  199. ^ Empty citation (help)
  200. ^ Empty citation (help)
  201. ^ Empty citation (help)
  202. ^ Empty citation (help)
  203. ^ Empty citation (help)
  204. ^ Stephen W. Day. Regionalism and Rebellion in Yemen: A Troubled National Union. Cambridge University Press. p. 245.
  205. ^ Julie Chernov Hwang. Peaceful Islamist Mobilization in the Muslim World: What Went Right. Palgrave Macmillan. p. 157.
  206. ^ Empty citation (help)
  207. ^ Empty citation (help)
  208. ^ Empty citation (help)
  209. ^ Empty citation (help)
  210. ^ Empty citation (help)
  211. ^ Empty citation (help)
  212. ^ Empty citation (help)
  213. ^ Empty citation (help)
  214. ^ Empty citation (help)
  215. ^ Empty citation (help)
  216. ^ Empty citation (help)
  217. ^ Empty citation (help)
  218. ^ Empty citation (help)
  219. ^ Empty citation (help)
  220. ^ Empty citation (help)
  221. ^ Empty citation (help)
  222. ^ Empty citation (help)
  223. ^ Empty citation (help)
  224. ^ Empty citation (help)
  225. ^ Empty citation (help)
  226. ^ Empty citation (help)
  227. ^ Empty citation (help)
  228. ^ Empty citation (help)
  229. ^ Empty citation (help)
  230. ^ Empty citation (help)
  231. ^ Empty citation (help)
  232. ^ Empty citation (help)
  233. ^ Empty citation (help)
  234. ^ Empty citation (help)
  235. ^ Empty citation (help)
  236. ^ Empty citation (help)
  237. ^ Empty citation (help)
  238. ^ Empty citation (help)
  239. ^ Empty citation (help)
  240. ^ Empty citation (help)
  241. ^ Empty citation (help)
  242. ^ Empty citation (help)
  243. ^ Empty citation (help)
  244. ^ Empty citation (help)
  245. ^ Empty citation (help)
  246. ^ Empty citation (help)
  247. ^ Empty citation (help)
  248. ^ Empty citation (help)
  249. ^ Empty citation (help)
  250. ^ Empty citation (help)
  251. ^ Empty citation (help)
  252. ^ Empty citation (help)
  253. ^ Empty citation (help)
  254. ^ Empty citation (help)
  255. ^ Empty citation (help)
  256. ^ Empty citation (help)
  257. ^ Empty citation (help)
  258. ^ Empty citation (help)
  259. ^ Empty citation (help)
  260. ^ Empty citation (help)
  261. ^ Empty citation (help)
  262. ^ Empty citation (help)
  263. ^ Empty citation (help)
  264. ^ Empty citation (help)
  265. ^ Empty citation (help)
  266. ^ Empty citation (help)
  267. ^ Empty citation (help)
  268. ^ Empty citation (help)
  269. ^ Empty citation (help)
  270. ^ Empty citation (help)
  271. ^ Empty citation (help)
  272. ^ Empty citation (help)
  273. ^ Empty citation (help)
  274. ^ Empty citation (help)
  275. ^ Empty citation (help)
  276. ^ Empty citation (help)
  277. ^ Empty citation (help)
  278. ^ Empty citation (help)
  279. ^ Empty citation (help)
  280. ^ Empty citation (help)
  281. ^ Empty citation (help)
  282. ^ Empty citation (help)
  283. ^ Empty citation (help)
  284. ^ Empty citation (help)
  285. ^ Empty citation (help)
  286. ^ Empty citation (help)
  287. ^ Empty citation (help)
  288. ^ Empty citation (help)
  289. ^ Empty citation (help)
  290. ^ Empty citation (help)
  291. ^ Empty citation (help)
  292. ^ Empty citation (help)
  293. ^ Empty citation (help)
  294. ^ Empty citation (help)
  295. ^ Empty citation (help)
  296. ^ Empty citation (help)
  297. ^ Empty citation (help)
  298. ^ Empty citation (help)
  299. ^ Empty citation (help)
  300. ^ Ali H. Soufan. The Black Banners: The Inside Story of 9/11 and the War Against al-Qaeda. W. W. Norton & Company. p. 154.
  301. ^ Beverley Milton-Edwards. Islamic Fundamentalism. Routledge. p. 152.
  302. ^ Nefissa Naguib, Inger Marie Okkenhaug. Interpreting Welfare and Relief in the Middle East. BRILL. p. 143.
  303. ^ Empty citation (help)
  304. ^ Empty citation (help)
  305. ^ Empty citation (help)
  306. ^ Empty citation (help)
  307. ^ Empty citation (help)
  308. ^ Empty citation (help)
  309. ^ "Photo Essay: Rise of the Houthis". Newsweek.تسعة February 2015. Retrieved 27 March 2015.
  310. ^ Empty citation (help)
  311. ^ Empty citation (help)
  312. ^ Empty citation (help)
  313. ^ Empty citation (help)
  314. ^ Empty citation (help)
  315. ^ Empty citation (help)
  316. ^ Empty citation (help)
  317. ^ Empty citation (help)
  318. ^ Empty citation (help)
  319. ^ Empty citation (help)
  320. ^ Empty citation (help)
  321. ^ Empty citation (help)
  322. ^ Empty citation (help)
  323. ^ Empty citation (help)
  324. ^ Empty citation (help)
  325. ^ Empty citation (help)
  326. ^ Empty citation (help)
  327. ^ Empty citation (help)
  328. ^ Empty citation (help)
  329. ^ Empty citation (help)
  330. ^ Empty citation (help)
  331. ^ Empty citation (help)
  332. ^ Empty citation (help)
  333. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير سليم؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة un.org
  334. ^ Empty citation (help)
  335. ^ Empty citation (help)
  336. ^ Empty citation (help)
  337. ^ Empty citation (help)

وصلات خارجية

  • Demystifying Yemen's Conflict (Midwest Diplomacy)
  • Timeline: Yemen (BBC)
  • YEMEN: The conflict in Saada Governorate – analysis, IRIN, 24 July 2008


خطأ استشهاد: وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "ملاحظة"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="ملاحظة"/> أوهناك وسم </ref> ناقص

تاريخ النشر: 2020-06-06 09:39:25
التصنيفات: صفحات بأخطاء في المراجع, Pages with empty citations, CS1 maint: multiple names: authors list, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة, مقالات تحتاج تصليح روابط, 2010s coups d'état and coup attempts, 2014 in Yemen, 2015 في اليمن, 21st-century revolutions, Rebellions in Yemen, Arab Winter in Yemen, معارك اليمن, Conflicts in 2014, نزاعات 2015, حوثيون, Sana'a, Shia–Sunni sectarian violence, Wars involving Yemen, الأزمة اليمنية (2011-الحاضر)

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لماذا أوروبا أهم من الولايات المتحدة بالنسبة لبوتين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:17:35
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 95%

"لم الشمل".. القمة العربية تستكمل أعمالها في الجزائر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:17:50
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 88%

عيون مغلقة بالصمغ وفم مكمم.. جثة تثير الرعب في مصر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:11
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 89%

محاولات لإحياء "دوري السوبر" من قبل رئيسه الجديد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:57
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 91%

للإطاحة برونالدو وسواريز.. دعوة للصلاة والصوم 12 ساعة في غانا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:17:33
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 87%

لاعب إنجليزي يسجل أفضل هدف في التاريخ بالصدفة! (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:17:32
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 92%

إنفاذ يطلق 11 مزادا في السعودية لبيع أصول عقارية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:43
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 91%

إيرانيون يطالبون بحرمان منتخبهم من كأس العالم

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:52
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 88%

الهند تنقذ روسيا وتسجل أكبر واردات نفطية على الإطلاق

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:17:51
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 87%

فان غال.. الرحلة الأخيرة لـ "طائر البجع" بعد تجاوز السرطان

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:48
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 93%

توصيات بانتظار التفعيل

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:55
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 95%

مونديال 1938.. حارس ينقذ 11 إيطالياً من بطش موسوليني

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:46
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 99%

السيسي: دول إقليمية تدعم الميليشيات للتدخل بشؤون المنطقة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:12
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 96%

مبعوثة أميركية: روسيا لا يمكنها أن تمنع تدفق الغذاء للعالم

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:17:49
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 97%

اتفاق مصري جزائري على ضرورة إجراء انتخابات ليبيا قريباً

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:34
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 88%

البيت الأبيض: لا إشارات حول نية روسيا استخدام النووي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:23
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 98%

(سارعي للمجد والعلياء)

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:19:00
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 88%

مسح لرويترز: إنتاج أوبك يتراجع في أكتوبر بعد قرار خفض الإنتاج

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-02 15:18:50
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 93%

تحميل تطبيق المنصة العربية