سعد الدين الشاذلي

عودة للموسوعة

سعد الدين الشاذلي

سعد الدين الشاذلي
الفريق سعد الدين الشاذلي
ولد أبريل 1922
شبراتنا مركز بسيون، محافظة الغربية
توفي فبراير 2011
القاهرة، مصر
الرتبة فريق
الوحدة هيئة أركان حرب القوات المسلحة المصرية
المعارك/الحروب حرب فلسطين، حرب 1967، حرب الاستنزاف، حرب 1973

الفريق سعد الدين الشاذلي (و. 1922 - ت. 2011)، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، ولد في في أبريل 1922، بقرية شبراتنا مركز بسيون في محافظة الغربية في دلتا النيل. يوصف بأنه الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي بارليف في حرب أكتوبر عام 1973.

أهم المناصب التي تقلدها

سعد الدين الشاذلي وخلفه حسني مبارك في دورة تدريبية بموسكو.
  • مؤسس وقائد أول فرقة قوات مظلية في مصر (1954-1959).
  • قائد أول قوات من الجمهورية العربية المتحدة في الكونغوكجزء من قوات الأمم المتحدة (1960-1961).
  • ملحق عسكري في لندن (1961-1963).
  • قائد لواء المشاة (1965-1966).
  • قائد القوات الخاصة (الصاعقة) (1967-1969).
  • قائد لمنطقة البحر الأحمر (1970-1971).
  • رئيس هيئة أركان القوات المسلحة المصرية (1971-1973).
  • سفير مصر في بريطانيا (1974-1975).
  • سفير مصر في البرتغال (1975-1978).


حياته العسكرية

حظى بشهرته لأول مره في عام 1941 عندما كانت القوات المصرية والبريطانية تقابل القوات الألمانية في الصحراء الغربية، خلال الحرب العالمية الثانية وعندما صدرت الأوامر للقوات المصرية والبريطانية بالانسحاب. بقى الملازم الشاذلي ليدمر المعدات المتبقية في وجه القوات الألمانية المتقدمة[بحاجة لمصدر].

أثبت الشاذلي نفسه مرة أخرى في نكسة 1967 عندما كان يقود وحدة من القوات المصرية الخاصة المعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء ووسط أسوأ هزيمة شهدها الجيش المصري في العصر الحديث وإنقطاع الإتصالات مع القيادة المصرية وكنتيجه لفقدان الاتصال بين الشاذلي وبين قيادة الجيش في سيناء، فقد اتخذ الشاذلي قرارا جريئا فعبر بقواته الحدود الدوليه قبل غروب يومخمسة يونيووتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بحوالي خمسة كيلومترات وبقي هناك يومين إلي حتى تم الاتصال بالقياده العامه المصرية التي اصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورا. فاستجاب لتلك الأوامر وبدأ انسحابه ليلاً وقبل غروب يومثمانية يونيوفي ظروف غاية في الصعوبة، بإعتباره كان يسير في أرض يسيطر العدوتمامًا عليها، ومن دون أي دعم جوي، وبالحدود الدنيا من المؤن، واستطاع بحرفية نادرة حتى يبتر أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالي 200 كم). وقد نجح في العوده بقواته ومعداته إلي الجيش المصري سالما، وتفادى النيران الإسرائيلية، وتكبد خسائر بنسبة 10% الى 20% . فكان اخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء.

أثناء حرب العاشر من رمضان.

بعد هذه الحادثة اكتسب سمعة كبيرة في صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات، وقد كانت أول واخر مرة في التاريخ المصرى يتم فيها ضم قوات المظلات وقوات الصاعقة الى قوة موحدة هى القوات الخاصة.

تعيينه رئيساً لأركان القوات المسلحة

في 16 مايو1971، وبعد يوم واحد من إطاحة الرئيس السادات بأقطاب النظام الناصري، فيما سماه بـثورة التسليم عين الشاذلي رئيسًا للأركان بالقوات المسلحة المصرية، بإعتبار أنه لم يكن يدين بالولاء إلا لشرف الجندية ، فلم يكن محسوبًا على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك.

بقول الفريق الشاذلي : كان هذا نتيجة ثقة الرئيس السادات به وبإمكانياته، ولأنه لم أكن الأقدم والمؤهل من الناحية الشكلية لقيادة هذا المنصب، ولكن ثقته في قدراته جعلته يستدعيه، ويتخطى حوالي أربعين لواء من اللواءات الأقدم منه في هذا المنصب.

دخل الفريق الشاذلي في خلافات مع الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية آن ذاك حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء، حيث كان الفريق صادق يرى حتى الجيش المصري يتعين عليه ألا يقوم بأي عملية هجومية إلا إذا وصل إلى فترة تفوق على العدوفي المعدات والكفاءة القتالية لجنوده ، عندها فقط يمكنه القيام بعملية كاسحة يحرر بها سيناء كلها.

وجد الفريق الشاذلي حتى هذا الكلام لا يتماشى مع الإمكانيات العملية للجيش، ولذلك طالب حتى يقوم بعملية هجومية في حدود إمكانياته، تقضي باسترداد منعشرة إلى 12 كم في عمق سيناء.

بنى الفريق الشاذلي رأيه ذلك على أنه من المهم حتى تفصل الإستراتيجية الحربية على إمكانياتك وطبقا لإمكانيات العدو. وسأل الشاذلي الفريق صادق : هل لديك القوات التي تستطيع حتى تنفذ بها خطتك ،يا ترى؟ فنطق له: لا . فنطق له الشاذلي : على أي أساس إذن نضع خطة وليست لدينا الإمكانيات اللازمة لتطبيقها؟.

أنطق الرئيس السادات الفريق صادق وعين المشير أحمد إسماعيل وزيراً للحربية والذي بينه وبين الفريق الشاذلي خلافات قديمة. وقد أثرت العلاقة الشخصية السيئة بين أحمد اسماعيل وسعد الشاذلي على مجرى الأحداث في حرب أكتوبر 73 تاثيرا بالغا، فقد كان الاثنان لا يطيق أحدهما الآخر. وتمتد جذور الكراهية بين الرجلين الى عام 1960 حينما تصادف وجودهما في وقت واحد في ليوبولدفيل عاصمة الكونغو: العقيد سعد الشاذلي قائد الكتيبة المصرية التي كانت ضمن قوات الأمم المتحدة في الكونغووالعميد أحمد اسماعيل رئيس البعثة العسكرية المصرية لدراسة وسائل النهوض بجيش الكونغو. وعندما حاول العميد فرض سلطته على العقيد بحكم الأقدمية رفض الشاذلي ذلك رفضا باتا لعدم وجود أي صلات في العمل بين المهمتين، وتبادل الاثنان الحدثات الخشنة حتى كادا يشتبكان بالأيدي. وفيعشرة مارس 69 عين الرئيس الراحل عبد الناصر اللواء أحمد اسماعيل رئيسا للأركان بعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، وفي الحال توجه العميد الشاذلي الى مخط الفريق أول محمد فوزي وزير الحربية وقدم استنطقته وتوجه الى منزله حيث بقى ثلاثة أيام بعيدا عن عمله. ولكن الرئيس تدخل في الموضوع وأوفد زوج ابنته اشرف مروان الى منزل الشاذلي حيث أقنعه بالعودة الى عتمله بعد حتى أكد له وعد الرئيس بعدم احتكاك أحمد اسماعيل به. وبالعمل لم تطأ قدم أحمد اسماعيل طوال الشهور الستة التي قضاها رئيسا للأركان قاعدة أنشاص التي كان يعمل بها سعد الشاذلي قائدا للقوات الخاصة (الصاعقة والمظلات). وفي يومعشرة سبتمبر 69 أحال عبد الناصر اللواء أحمد اسماعيل على التقاعد اثر عملية الاغارة الاسرائيلية على الزعفرانة على خليج السويس. وفي ليلة 15 مايو1971 وعلى أثر تصفية الرئيس الراحل السادات لمجموعة مراكز القوى استعان الرئيس في وقت واحد بالغريمين لتدعيم مركزه وتثبيت حكمه، فأسند الى سعد الشاذلي منصب رئيس الأركان خلفا للفريق محمد صادق الذي عينه السادات في تلك الليلة وزيرا للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة بعد الاطاحة بالفريق أول محمد فوزي، كما تم له استنادىء اللواء احمد اسماعيل من التقاعد حيث اسند اليه منصب مدير المخابرات العامة. ورغم أنه لم يكن هناك احتكاك مباشر في العمل بين مدير المخابرات العامة ورئيس الأركان فان العلاقة بين الرجلين ظلت على حالها من حيث البرودة والكراهية المتبادلة.

وفي 26 أكتوبر نفذ السادات تدبيره بانطقة الفريق أول محمد صادق، وقام بتعيين الفريق احمد اسماعيل وزيرا للحربية وقائدا عاما للوقات المسلحة. وقبل تعيين احمد اسماعيل في هذا المنصب ببضع ساعات عرض السادات الأمر الذي انتواه على سد الشاذلي، وكانت مفاجأة سيئة بالنسبة له، فروى للرئيس التاريخ الطويل للخلافات بينهما منذ عام 1960.

في الكونغووما تتسم به علاقتهما من فتور وبرودة مما يجعل التعاون بينهما شبه محال. ولكن الرئيس أكد له حتى العلاقة بينهما ستكون حسنة وأفضل كثيرا من العلاقة السابقة بينه وبين محمد صادق.

وذكر الشاذلي في مذكراته أنه فكر وقتئذ في الاستنطقة، ولكن عاملين منعاه من ذلك، أملهما: ان استنطقته يفترض أن تفسر على أنها تضامن مع الفريق محمد صادق بعد انطقة الرئيس له. والعامل الثاني: حتى البعض قد يفسر استنطقته بأنه لا يريد دخول الحرب في حين حتى الحقيقة هي عكس ذلك.

إلى غير ذلك عثر الغريمان نفسيهما فجأة في مقر قيادة واحد وفي مخطين متجاورين بعد حتى أجبرتهما الظروف على ضرورة التعاون المتبادل والاشتراك معا في قيادة القوات المسلحة في فترة من أحرج الفترات التي مرت عليها في تاريخها، وهي فترة استكمال التحضيرات للمعركة الهجومية التي كان الفريق سعد الشاذلي للحقيقة والتاريخ قد بذل جهدا مضنيا وعملا شاقا متواصلا في سبيل اعداد القوات المسلحة لهذه المعركة المصيرية منذ حتى تولى منصب رئيس الأركان.

ورغم التحسن الذي جرى في الظاهر في العلاقات بين احمد اسماعيل وسعد الشاذلي، فان الكراهية العميقة بين الرجلين ظلت على حالها. ولم يكن ذلك في صالح القوات المسلحة المصرية بالطبع، اذ كيف من الممكن أن يمكن حتى تسير الأمور سيرا طبيعيا في المركزعشرة في الوقت الذي يوجد فيه هذا الانشقاق بين القائدين اللذين يتوليان أخطر منصبين في الحرب وهما القائد العام ورئيس الأركان. ولا جدال في أنا جانبا من غضب السادات وثورته الجامحة على سعد الشاذلي في الفترة الأخيرة من الحرب الى حد تهديده بالمحاكمة العسكرية حتى انتهى الأمر بعزله من منصبه كان يرجع الى جهود احمد اسماعيل في ايغار صدر السادات ضده عن طريق النقد اللاذع لتصرفاته والشكوى من عدم انصياعه لأوامره وآرائه.

وكان أحمد اسماعيل من جهة أخرى شديد الولاء والاخلاص للسادات، ولا يمكن حتى يفكر ف معارضته أوالوقوف في وجه آرائه، فقد كان السادات هوصاحب الفضل الأول عليه بعد حتى أطاح به عبد الناصر فيعشرة سبتمبر 69 وأيقن وقتئذ حتى حياته العملية قد انتهت ولم يبق أمامه سوى البقاء في ظلال النسيان حتى يوافيه الأجل.

وكان ذلك الشعور بالولاء المطلق للسادات بالاضافة الى الدرس القاسي الذي تلقاه من عبد الناصر حين أنطقه من منصبه بسبب الاغارة الاسرائيلية على الزعفرانه فيه تفسير نفسي واضح للنهج الذي انتهجه احمد اسماعيل في المركزعشرة وف الاسلوب الذي اتبعه في القيادة طوال مدة الحرب، وهوالحرص على عدم اغضاب السادات مما جعله يتمادى في تدخل في الشئون العسكرية، وفي خطط العمليات بشكل لا يتفق اطلاق مع الهيبة الواجبة للقيادة العامة وفي احترام اختصاصاتها. هذا الى جانب الترحيب الشخصي من احمد اسماعيل باشتراك الرئيس معه في اصدار القرارات العسكرية ذات الحساسية الخاصة والخطورة ضمانا لعدم تحمل المسئولية في حالة الفشل، اذ ان القرار في هذه الحالة هوقرار الرئيس ، ومن ذا الذي يجرؤ على حتى يوجه الى القائد العام حينئذ اللوم أوالمؤاخذة أويطالب بتقديمه للمساءلة والحساب؟


خطة المآذن العالية

يقول الشاذلي عن الخطة التي وضعها للهجوم على إسرائيل واقتحام قناة السويس التي سماها "المآذن العالية" إذا ضعف الدفاع الجوي يمنعنا من حتى نقوم بعملية هجومية كبيرة .. ولكن من نطق إننا نريد حتى نقوم بعملية هجومية كبيرة.. ففي استطاعتنا حتى نقوم بعملية محدودة ، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل منعشرة إلى 12 كيلومترا شرق القناة".

وكانت فلسفة هذه الخطة تقوم على حتى لإسرائيل مقتلين : المقتل الأول هوعدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفرادها. والمقتل الثاني هوإطالة مدة الحرب، فهي في جميع الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أوستة أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا.

ثم إذا الحالة الاقتصادية تتوقف تمامًا في إسرائيل والتعليم يتوقف والزراعة تتوقف والصناعة كذلك ؛ لأن معظم الذين يعملون في هذه المؤسسات في النهاية ضباط وعساكر في القوات المسلحة ؛ ولذلك كانت خطة الشاذلي تقوم على استغلال هاتين النقطتين.

الخطة كان لها بعدان آخران على صعيد حرمان إسرائيل من أبرز مزاياها القتالية يقول عنهما الشاذلي: "عندما أعبر القناة وأحتل مسافة بعمق 10: 12 كم شرق القناة بطول الجبهة (حوالي 170 كم) سأحرم العدومن أبرز ميزتين له؛ فالميزة الأولى تكمن في حرمانه من الهجوم من الأجناب؛ لأن أجناب الجيش المصري ستكون مرتكزة على البحر المتوسط في الشمال، وعلى خليج السويس في الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من المؤخرة التي ستكون قناة السويس، فسيضطر إلى الهجوم باللقاءة وعندها سيدفع الثمن فادحًا".

وعن الميزة الثانية نطق الشاذلي: "يتمتع العدوبميزة مهمة في المعارك التصادمية، وهي الدعم الجوي السريع للعناصر المدرعة التابعة له، حيث تتيح العقيدة القتالية الغربية التي تعمل إسرائيل بمقتضاها للمستويات الصغرى من القادة بالاستعانة بالدعم الجوي، وهوما سيفقده لأني سأكون في حماية الدفاع الجوي المصري، ومن هنا تتم عملية تحييد الطيران الإسرائيلي من المعركة.

موقفه من تطوير الهجوم

أوفدت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين التي كان يقودها المشير أحمد إسماعيل تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب الرئيس السادات من إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا، فأصدر إسماعيل أوامره بذلك على حتى يتم التطوير صباح 12 أكتوبر.

عارض الفريق الشاذلي بشدة أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلوالتي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي ، وأي تقدم خارج المظله معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي.

بناء على أوامر تطوير الهجوم شرقًا هاجمت القوات المصرية في قطاع الجيش الثالث الميداني (في اتجاه السويس) بعدد 2 لواء، هما اللواء الحادي عشر (مشاة ميكانيكي) في اتجاه ممر الجدي، واللواء الثالث المدرع في اتجاه ممر "متلا".

وفي قطاع الجيش الثاني الميداني (اتجاه الإسماعيلية) هاجمت الفرقة 21 المدرعة في اتجاه منطقة "الطاسة"، وعلى المحور الشمالي لسيناء هاجم اللواء 15 مدرع في اتجاه "رمانة".

كان الهجوم غير موفق بالمرة كما تسقط الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسي، هوحتى القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي.

وبنهاية التطوير الفاشل أصبحت المبادأة في جانب القوات الإسرائيلية التي استعدت لتطبيق خطتها المعدة من قبل والمعروفة باسم "الغزالة" للعبور غرب القناة، وحصار القوات المصرية الموجودة شرقها خاصة ان القوات المدرعه التى قامت بتطوير الهجوم شرقا هى القوات التى كانت مكلفة بحماية الضفة الغربية ومؤخرة القوات المسلحة وبعبورها القنال شرقا وتدمير معظمها في معركة التطوير الفاشل ورفض السادات سحب ما تظل من تلك القوات مرة اخرى الى الغرب , اصبح ظهر الجيش المصرى مكشوفا غرب القناة. فيما عهد بعد ذلك بثغرة الدفرسوار.

ثغرة الدفرسوار

الفريق سعد الدين الشاذلي مع الرئيس السادات وقادة حرب أكتوبر في المركز 10

اكتشفت طائرة استطلاع أمريكية لم تستطع الدفاعات الجوية المصرية اسقاطها بسبب سرعتها التي بلغت ثلاث مرات سرعة الصوت وارتفاعها الشاهق وجود ثغرة بين الجيش الثالث في السويس والجيش الثاني في الإسماعيلية، وقام الأمريكان بإبلاغ إسرائيل ونجح إريل شارون قائد إحدى الفرق المدرعة الإسرائيلية بالعبور إلى غرب القناة من الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث، عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرّة بقوة محدودة ليلة 16 أكتوبر، وصلت إلىستة ألوية مدرعة، و3 ألوية مشاة مع يوم 22 أكتوبر.واحتل شارون المنطقة ما بين مدينتي الإسماعيلية والسويس، ولم يتمكن من احتلال أي منهما وكبدته القوات المصرية والمقاومة الشعبية خسائر فادحة.

تم تطويق الجيش الثالث بالكامل في السويس، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق السويس القاهرة، ولكنها توقفت لصعوبة الوضع العسكرى بالنسبة لها غرب القناة خصوصا بعد فشل الجنرال شارون في الاستيلاء على الاسماعيلية وفشل الجيش الاسرائيلى في احتلال السويس مما وضع القوات الاسرائيلية غرب القناة في مأزق قاسي وجعلها محاصرة بين الموانع الطبيعية والاستنزاف والقلق من الهجوم المصري المضاد الوشيك.

طالب الفريق الشاذلي بسحب عدد أربعة ألوية مدرعة من الشرق إلى الغرب ؛ ليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب، والقضاء عليها نهائيًّا ، وهذا يعتبر من وجهة نظر الشاذلي تطبيق لمبدأ من مبادئ الحرب الحديثة ، وهو"المناورة بالقوات"، فهمًا بأن سحب هذه الألوية لن يؤثر مطلقًا على أوضاع الفرق المشاة الخمس المتمركزة في الشرق.

لكن السادات وأحمد إسماعيل رفضا هذا الأمر بشدة، بدعوى حتى الجنود المصريين لديهم عقدة نفسية من عملية الانسحاب للغرب منذ نكسة 1967، وبالتالي رفضا سحب أي قوات من الشرق للغرب، وهنا وصلت الأمور بينهما وبين الشاذلي إلى فترة الطلاق.


الخروج من الجيش

في 13 ديسمبر 1973 وفي قمة عمله العسكري بعد حرب أكتوبر تم تسريح الفريق الشاذلي من الجيش بواسطة الرئيس أنور السادات وتعيينه سفيراً لمصر في إنجلترا ثم البرتغال وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر والتي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والاوسمة كما ذكر هوبنفسه في كتابه مذكرات حرب أكتوبر.

في عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب ديفيد وعارضها علانية مما جعل الرئيس السادات يأمر بنفيه من مصر حيث استضافته الجزائر.

في المنفى خط الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب والتي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثتاء سير العمليات على الجبهة أدت إلى وأد النصر العسكري والتسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهوالكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة. ووضعت أملاكه تحت الحراسة, كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية .

وقد تقدم برقع خطاب للنائب العام المصري

نص خطاب الذي وجهه الى النائب العام

السيد النائب العام :

تحية طيبة.. وبعد

أتشرف أنا الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 من مـايو1971 وحتى 12 ديسمبر 1973، أقيم حاليا بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية بمدينة الجزائر العاصمة وعنواني هوصندوق بريد رقم 778 الجزائر- المحطة b.p 778 alger. Gare بأن اعرض على سيادتكم ما يلي :

أولا: إني أتهم السيد محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربيـة بأنه خلال الفترة ما بين أكتوبر 1973 ومايو1978، وحيث كان يشغل منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية بأنه ارتكب الجرائم التالية:

الإهمال الجسيم

وذلك انه وبصفته السابق ذكرها أهمل في مسئولياته إهمالا جسيما واصدر عدة قرارات خاطئة تتعـارض مع التوصيات التي أقرها القادة العسكريون، وقد ترتب على هذه القرارات الخاطئة ما يلي:

(أ) نجاح العدوفي اختراق مواقعنا في منطقة الدفرسوار ليلة 15/16 أكتوبر 73 في حين انه كان من الممكن ألا يحدث هذا الاختراق إطلاقا.

(ب) فشل قواتنا في تدمير قوات العدوالتي اخترقت مواقعنا في الدفرسوار، في حين حتى تدمير هذه القوات كان في قدرة قواتنا، وكان تحـقيق ذلك ممكنا لولم يفرض السادات على القادة العسكريين قراراته الخاطئة.

(ج) نجاح العدوفي حصار الجيش الثالث يوم 23 من أكتوبر 73، في حين أنه كان من الممكن تلافي وقوع هذه الكارثة.

تزييف التاريخ

وذلك انه بصفته السابق ذكرها حاول ولا يزال يحاول حتى يزيف تاريخ مصر، ولكي يحقق ذلك فقد نشر مذكراته في كتاب اسماه (البحث عن الذات) وقد ملأ هذه المذكرات بالكثير من المعلومات الخاطئة التي تظهر فيها أركان التزييف المتعمد وليس مجرد الخطأ البريء.

الكذب

وذلك انه كذب على مجلس الشعب وكذب على الشعب المصري في بياناته الرسمية وفي خطبه التي ألقاها على الشعب أذيعت في شتى وسائل الإعلام المصري. وقد ذكر الكثير من هذه الأكاذيب في مذكراته (البحث عن الذات) ويزيد عددها على خمسين كذبة، اذكـر منها على سبيل المثال لا الحصر مايلي:

(أ) انادىءه بان العدوالذي اخـترق في منطقـة الدفرسوار هوسبعة دبابات فقط واستمر يردد هذه الكذبة طوال فترة الحرب.

(ب) انادىءه بأن الجيش الثالث لم يحاصر قط في حين حتى الجيش الثالث قد حـوصر بواسطة قوات العدولمدة تزيد على ثلاثة أشهر.

الانادىء الباطل

وذلك انه ادعى باطلا بأن الفريق الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية قد عاد من الجبهة منهارا يوم 19 من اكتوبر 73، وانه أوصى بسحب جميع القوات المصرية من شرق القناة، في حين انه لم يحدث شيء من ذلك مطلقا.

إساءة استخدام السلطة

وذلك أنه بصفته السابق ذكرها جاز لنفسه بان يتهم خصومه السياسيين بانادىءات باطلة، واستغل وسائل إعلام الدولة في ترويـج هذه الانادىءات الباطلة. وفي الوقت نفسه فقد حرم خصومه من حق استخدام وسائل الإعلام المصرية -التي تعتبر من الوجهة القانونية ملكا للشعب- للدفاع عن أنفسهم ضد هذه الاتهامات الباطلة.

ثانيا:

إني أطالب بإقامة الدعوى العمومية ضد الرئيس أنور السادات نظير ارتكابه تلك الجرائم ونظرا لما سببته هذه الجرائم من أضرار بالنسبة لأمن الوطن ونزاهة الحكم.

ثالثا:

اذا لم يكن من الممكن محاكمة رئيس الجمهورية في ظل الدستور الحالي على تلك الجرائم، فإن اقل ما يمكن عمله للمحافظة على هيبة الحكم هومحاكمتي لأنني تجرأت واتهمت رئيس الجمهورية بهذه التهم التي قد تعتقدون من وجهة نظركم انها اتهامات باطلة. إذا البينة على من ادعى وإني أستطيع- بإذن الله- حتى أقدم البينة التي تؤدى إلى ثبوت جميع هذه الانادىءات وإذا كان السادات يتهرب من محاكمتي, على أساس حتى المحاكمة قد تترتب عليها إذاعة بعض الأسرار، فقد سقطت قيمة هذه الحجة بعد حتى قمت بنشر مذكراتي في مجلة "الوطن العربي" في الفترة ما بين ديسمبر 78 ويوليو1979 للرد على الأكاذيب والانادىءات الباطلة التي وردت في مذكرات السادات. لقد اطلع على هذه المذكرات واستمع إلى محتوياتها عشرات الملايين من البشر في العالم العربي ومئات الألوف في مصر.

الفريق سعد الدين الشاذلي

عودته

عاد عام 1992 إلى مصر بعد 14 عاماً قضاها في المنفى وقبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن دون محاكمة رغم ان القانون المصرى ينص على حتى الأحكام القضائية الصادرة غيابياً لابد حتى تخضع لمحاكمة أخرى.

وجهت للفريق للشاذلي تهمتان الأولى هي نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف " الشاذلي " بارتكابها. أما التهمة الثانية فهي إفشاء أسرار عسكرية في كتابه ، وأنكر الشاذلي صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة ، بدعوى حتى تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية.

وأثناء تواجده بالسجن ، نجح فريق المحامين المدافع عنه في الحصول على حكم قضائى صادر من أعلى محكمة مدنية وينص على حتى الإدانة العسكرية السابقة غير قانونية وأن الحكم العسكرى الصادر ضده يعتبر مخالفاً للدستور. وأمرت المحكمة بالإفراج الفورى عنه . رغم ذلك، لم ينفذ هذا الحكم الأخير وقضى بقية مدة عقوبته في السجن ، وخرج بعدها ليعيش بعيدًا عن أي ظهور رسمي.

ظهر لأول مرة بعد خروجه من السجن على قناة الجزيرة في برنامج شاهد على العصر فيستة فبراير 1999.

الجدير بالذكر حتى الفريق الشاذلى هوالوحيد من قادة حرب أكتوبر الذى لم يتم تكريمه بأى نوع من أنواع التكريم, وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر والتي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة كما ذكر هوبنفسه في كتابه مذكرات حرب أكتوبر. على الرغم من الدوره الكبير في إعداد القوات المسلحة المصرية, وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، وإستحداث أساليب جديدة في القتال وفى إستخدام التشكيلات العسكرية المتنوعة، وفى توجيهاته التى تربى عليها قادة وجنود القوات المسلحة المصرية.

مؤلفاته

  • حرب أكتوبر، ممنوع تداوله في مصر
  • مذكرات سعد الدين الشاذلي
  • الخيار العسكري العربي
  • الحرب الصليبية الثامنة
  • أربع سنوات في السلك الدبلوماسية

أسرته

أثناء حرب أكتوبر 1973، كانت ابنته، شهدان، مقيمة في مدينة نيويورك ومتزوجة من أمريكي صيني.

انظر أيضًا

  • حرب أكتوبر
  • ثغرة الدفرسوار

مرئيات

<embed width="480" height="385" quality="high" bgcolor="#000000" name="main" id="main" >http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayer.swf?f=http://media.marefa.org/modules/vPlayer/vPlayercfg.php?id=80f74cca14cc6e97462" allowscriptaccess="always" allowfullscreen="false" type="application/x-shockwave-flash"/>
  • سعد الشاذلي، شاهد على العصر، ج2
  • شعد الشاذلي، شاهد على العصر، ج3
  • سعد الشاذلي، شاهد على العصر، ج4
  • سعد الشاذلي، شاهد على العصر، ج5
  • سعد الشاذلي، شاهد على العصر، ج6
  • سعد الشاذلي، شاهد على العصر، ج7
  • سعد الشاذلي، شاهد على العصر، ج8
  • سعد_الشاذلي،_شاهد_على_العصر،_ج9
  • سعد الشاذلي، شاهد على العصر، ج10


المصادر

  • شهادته على العصر قناة الجزيرة.
  • برنامج سري للغاية حرب أكتوبر قناة الجزيرة
  1. ^ حماد, جمال (2002). المعارك الحربية على الجبهة المصرية. القاهرة، مصر: دار الشروق. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

وصلات خارجية

  • المسقط الرسمي للفريق سعد الدين الشاذلي
  • المسقط الرسمي لمذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي
  • برنامج شاهد على العصر الفريق سعد الدين الشاذلي إنتاج قناة الجزيرة
  • حلقات شاهد علي العصر مع الفريق سعد الدين الشاذلي، قناة الجزيرة
  • البوم صور للفريق سعد الدين الشاذلي من جروب فيس بوك
  • شهادة محمود السعدني عن سعد الشاذلي
تاريخ النشر: 2020-06-06 13:40:18
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, Infobox military person image param needs updating, Pages using deprecated image syntax, Pages using infobox military person with unknown parameters, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, قادة عسكريون, مواليد 1922, وفيات 2011, رؤساء أركان حرب الجيش المصري, عسكريون مصريون, أشخاص من بسيون, أشخاص من محافظة الغربية, مصريون من حرب أكتوبر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

خاص ل “الأيام 24”.. القائمة النهائية للمنتخب المغربي في كأس إفريقيا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-24 12:12:04
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 73%

الرئيس السيسي يستقبل القائد العام للقوات المسلحة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-24 12:21:13
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

الشركة المتحدة تحصد النصيب الأكبر من جوائز «ديرجيست» - فن

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-24 12:20:57
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

“حماة المال العام” يدخلون على خط اعتقال الناصيري وبعيوي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-24 12:12:09
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 82%

النصيري ضمن اهتمامات مانشستر يونايتد في الانتقالات الشتوية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-24 12:13:24
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي: زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب تشيلى

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-24 12:21:25
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

بعد الرفض الجزائري ساكنة مخيمات تندوف تتوافد على موريتانيا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-24 12:11:54
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 79%

طقس الأحد.. انخفاض درجات الحرارة تحت الصفر

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-24 12:13:25
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

جامع الفنا.. إقبال كبير للسياح على مراكش مع احتفالات "البوناني"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-12-24 12:13:20
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية