سورة مريم
مريم مريم | |
---|---|
| |
التنزيل | مكية |
الجزء | جزء 16 Qāla ʾa-lam |
عدد السجدات | 6 |
عدد الآيات | 98 |
عدد السجدات | 1 (58 آية) |
عدد الحدثات | 972 |
عدد الحروف | 3835 |
فاتحة السورة | 5 كاف هاء ياء عين صاد (كهيعص) |
جزء من سلسلة عن |
القرآن |
---|
البنية النصية
|
شخصيات محورية
|
المحتوى
|
العلوم
|
التاريخ
|
القراءات والروايات
|
التفسير
|
الترجمة
|
نساء ذكرن في القرآن
|
مواضيع متعلقة
|
وجهات نظر
|
شخصيات ذكرت ضمنياً في القرآن
|
|
سورة مريم، السورة التاسعة عشر في القرآن، وهي إحدى السور المكيّة، ماعدا الآيات 58 و71 فهي مدنية. بلغ عدد آياتها 98 آية، وتقع في الجزء السادس عشر. ونزلت بعد سورة فاطر. والسورة سُميّت على اسم العذراء مريم أم عيسى المسيح، لتكون بذلك السورة الوحيدة في القرآن التي سُميّت على اسم امرأة.
تبدأ السورة بسيرة زكريا حين نادى الله نادىء خفيا أي من القلب بأن يجعل له وليا أوخلفا ،فاستجاب له الله ووهب له يحيى، ثم تأتي سيرة مريم بنت عمران حين تمثل لها ملك في صورة بشر وبشرها بالمسيح، وتعجب قومها من هذا بعد ذلك، تشير إليه ثم يتحدث بإذن الله ليقول ويؤكد حتى أمه مريم أشرف نساء الأرض، ويخاطب الناس بعد ذلك ويذكر لهم حتى الله أوصاه بالصلاة والزكاة والبر بوالدته. بعد ذلك يذكر سيرة إبراهيم مع أبيه وكيف كان يدعوأباه ليكف عن عبادة الأصنام، ثم يذكر الأنبياء الذين أنعم عليهم الله وكيف خلف من بعدهم خلف نسوا الصلاة واتبعوا الشهوات. وفي نهاية السورة تقريباً استنكار كيف من الممكن أن نطق الذين أشركوا والذين كفروا حتى الله اتخذ ولداً، مؤكدا أنه لا ينبغي له هذا، لأن جميع من في السموات والأرض عباد الرحمن.
الترتيب والتسمية
الترتيب
ترتيب سورة مريم هو19 بالنسبة إلى 114 سورة هي جملة سور القرآن، وتقع في الجزء السادس عشر من أجزاء القرآن الثلاثون. وقد ذكر الإمام جلال الدين السيوطي سورة مريم في كتابه أسرار ترتيب القرآن، حيث خط حتى سبب ورود سورة مريم بعد سورة الكهف مباشرةً لا في موضع آخر حتى سورة الكهف تحتوي على أعاجيب ومعجزات، تتمثل في سيرة أصحاب الكهف وطول لبثهم في الكهف دون طعام ولا شراب، كذلك سيرة موسى مع الخضر وسيرة ذي القرنين وبناء السد. لذلك من الطبيعي حتى ترد سورة مريم بعد سورة الكهف لاحتوائها على أعجوبتان هما ولادة يحيى وولادة المسيح العذرية. كذلك قد ذُكِرَ حتى أصحاب الكهف من قوم عيسى بن مريم وسيبعثون قبيل يوم القيامة بعد نزول المسيح ويحجون معه.
التسمية
وقد سميت هذه السورة باسم مريم العذراء تخليداً لها، فقد ولدت المسيح بمعجزة فريدة من نوعها حيث أنها ولادة عذرية من غير أب حسب المعتقد الإسلامي والمسيحي. وهي السورة الوحيدة التي سُميت باسم امرأة، كذلك تعد مريم العذراء هي السيدة الوحيدة التي ذُكرت باسمها صراحة في القرآن، مما يُظهر ذلك عظم قدرها في الإسلام، فقد ذكرها القرآن قبل ذلك في سورة آل عمران:
أي أنها أفضل النساء على الإطلاق منذ زمن حواء امرأة آدم حتى قيام الساعة. كذلك في سورة التحريم:
وذُكِرت في مواضع أخرى يغلبها الثناء.
كذلك ذُكِر في الحديث النبوي حتى النبي محمد نطق:
كذلك روى أبوهريرة عن النبي محمد أنه نطق:
فالنساء المذكورات في الحديث ليس أفضليتهن على مَن سبقهن من النساء أومَن كُنَّ في زمانهن فقط، بل على من تجاوز ومن لحق، وذلك أنهن حُزْنَ من المزايا والخصال ما لم يجتمع لامرأة قط.
أسباب النزول
ذُكر في سليم البخاري حتى أحد مسببات نزول سورة مريم هوتأخر الملاك جبريل عن تنزيله للوحي على النبي محمد، وذلك حينما سأله أصحابه عن سيرة أصحاب الكهف وذي القرنين، ولذلك قد رجا النبي محمد من الله حتى يأتيه جبريل بالوحي بشأن ما طلبه منه أصحابه، فشّق ذلك عليه مشقة شديدة، فلما هبط جبريل أخيراً بالوحي نطق له النبي محمد: «أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك»، فرد عليه جبريل: «إني كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور إذا بعثتُ نزلتُ وإذا حبستُ احتبست»، ولذلك نزلت الآية رقم 64 من سورة مريم: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا .
كذلك هناك سبب لنزول الآية رقم 66: وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا ، فقد نطق الكلبي أنها نزلت في أُبيّ بن خلف حين أخذ عظاماً بالية يفتها بيده ويقول: «زعم لكم محمد أنّا نبعث بعدما نموت».
كذلك ذُكِر سبب نزول الآية رقم 77: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا ، وهي قد نزلت في العاص بن وائل السهمي، وكان أحد المشركين، وكان لخباب بن الأرت دين عنده وهوكان أول من أظهر إسلامه، وكان العاص يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه، فنطق العاص: «لا أقضيك حتى تكفر بمحمد!» فرفض خباب ونطق: «لا أكفر حتى تموت وتبعث»، فاستهزأ به العاص ونطق: «إني إذا مت ثم بعثت ؛ جئني وسيكون لي ثم مال وولد فأعطيك»، ويقصد بذلك أنه أدخل الجنة بعد الممات استهزاءً بمعتقد المسلمين، ولذلك نزلت هذه الآية فيه.
كما ذُكِر حتى الآية 96 من السورة قد نزلت لكي يخبر الله عباده أنه يغرس في قلوب عباده الصالحين مودة ومحبة، وقد ذكر الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه لُباب النقول في مسببات النزول:
كهيعص
كهيعص ، هي الآية الأولى بسورة مريم، وهي حروف مبترة وليست بحدثة واحدة. ذٌكِرت في تفسير الجلالين بأن: «الله أفهم بمراده بذلك»، فتفسير الآية غير معروف عند معظم المفسرين. وقد نطق عبد الله بن عباس: «هواسم من أسماء الله تعالى»، ونطق قتادة بن نادىمة: «هواسم من أسماء القرآن». وقيل في مواضع متفرقة أنه اسم آخر للسورة، وقيل أنه قسم أقسم الله به.
معجزة ميلاد يحيى
ابتدأت السورة بذكر النبي زكريا وبيان رحمة الله لهذا النبي في قوله: ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ، فزكريا كان يكفل مريم ويرعاها في محرابها في بيت المقدس، وكان يرى دائماً عند مريم رزقاً من طعام، فيكون الوقت صيفاً فيجد عندها فاكهة الشتاء، ويكون الوقت شتاءً فيجد عندها فاكهة الصيف، على الرغم من أنها لا تخرج من خلوتها، فقد ذكر ذلك في سورة آل عمران: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ . فثارث في قلبه مشاعر الأب فتوجه إلى الله يسأله الولد قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آَلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ، وذلك على الرغم أنه قد تقدم به العمر، وأخذ الشيب من رأسه جميع مأخذ، وكذلك كانت زوجه قد تقدم بها السن، ولم تلد له من الولد ما تقر به عينه. وهنا تأتي الملائكة وتبشره بغلام قد اختار له الله اسم "يحيى"، ويعني اسمه "الحياة"، ولم يُسمّى أحدٍ بهذا الاسم من قبل، وقد اندهش زكريا حتى ينجب وهوعجوز وامرأته لا تلد، فردت عليه الملائكة بأن الله قادر على جميع شيء. وسأل زكريا ربه آية أومعجزة له، فأبلغه الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام لا يستطيع فيها النطق رغم أنه سيكون سليم المزاج غير معتل، فإذا وقع له هذا أيقن حتى امرأته حامل، وأن معجزة الله قد تحققت، وعليه ساعتها حتى يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة، وخرج زكريا يوماً على الناس وأراد حتى يحدثهم، فاكتشف حتى لسانه لا ينطق، فعهد حتى معجزة الله قد تحققت. وأوحى إليهم حتى يسبحوا الله كثيراً في الصباح والمساء.
ووُلِدَ يحيى وكبر، وصار مثالاً للزهد بين بني قومه بأنه يبر والديه يعطف على الجميع ومُحب للخير، فأوحى له الله وعظّم شأنه: يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ، وقد وردت قصه رواها عبد الله بن المبارك: «نطق الصبيان ليحيى بن زكريا : امضى بنا نلعب، فنطق : ما للعب خلقنا، نطق: وذلك قوله "وَآَتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا "». وقد ذكر الحافظ بن كثير حتى «الله فهمه الكتاب، وهوالتوراة التي كانوا يتدارسونها بينهم، ويحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار. وقد كان سنه إذ ذاك صغيراً، فلهذا نوّه بذكره، وبما أنعم به عليه وعلى والديه». ولأجل ذلك سلّم الله عليه في قوله: وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا .
وتروي السُنّة النبوية عن تلك الآية أنه في يوم من الأيام التقيا يحيى وعيسى، فنطق عيسى ليحيى : «استغفر لي يا يحيى، أنت خير مني»، فرد يحيى: «استغفر لي يا عيسى، أنت خير مني»، فرد عيسى : «بل أنت خير مني، سلمت على نفسي وسلم الله عليك». وهذا لا ينكر حتى عيسى أعلى مقاماً في النبوة من يحيى، فعيسى المسيح من الخمسة الأولي العزم من الرسل، وهم أكمل الرسل والأنبياء، وهومذكور في سورة الأحزاب من ضمنهم: وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا .
ذِكر مريم ومعجزة ميلاد المسيح
بداية من الآية 16 حتى الآية 40 تذكر السورة فضل مريم وسيرة ميلاد المسيح. ومفادها حتى مريم كانت مثالاً للعبادة والتقوى، وبحسب القرآن فإن الله أعطاها فضلاً عظيماً ومكانة عالية، وكانت مريم قد انتقلت للعبادة في بيت المقدس، وكانت معروفة بعفتها وطهارتها، وكان معزولة عن الكل لأجل العبادة تحت رعاية زكريا، فاتخذت من دون أهلها ستراً يسترها عنهم وعن الناس. جميع ذلك إنما كان تمهيداً للمعجزة الكبيرة ؛ وهي مولد عيسى منها من دون أب كسائر الخلق، لذلك أوفد الله لها ملاكاً ظهر على شكل بشر، وكان الملاك جبريل، فاستعجبت مريم ومن وجوده فاستعاذت بالله، و قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ، فطمأنها جبريل و قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ، فاطمئنت مريم، لكن سرعان ما تذكّرت ما نطقه ﴿لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا﴾ فاستغربت العذراء من ذلك، فلم يمسسها بشر من قبل، ولم تتزوج، ولم يخطبها أحد، كيف من الممكن أن تنجب بغير زواج. فذكرها الملاك حتى هذا شيء سهل على الله، فلا غرابة في ذلك، وأنه سيكون بذلك آية ومعجزة للناس جميعاً، لكن المعجزة تقع عندما يريد الله حتى تقع. ولذلك نفخ جبريل في جيب مريم فحملت فوراً، والجيب هوشق الثوب الذي في الصدر.
بعد مرور فترة الحمل دون مشاكل أوتعب، حانت لحظة الولادة، فأصاب مريم ألم الولادة، الأمر الذي جعلها تسير إلى جذع نخلة لتستند عليها وتمسك بها من شدة الألم، فـ﴿قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾. وليس المقصود هنا تمني الموت، فالمقصود بـ﴿نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾ أي يا ليتني كنت شيئاً تافهاً فلا يعهدني أحد ولا يذكرني أحد، فالنسيء هوالكثير النسيان، والمنسي أي غير مذكور لا يخطر بالبال. فقد تمنت ذلك لفهمها بأن الناس سيرمونها بالفاحشة فيأثمون بسببها. وقتها سمعت صوت يناديها: فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ، وكان ذلك هوالوليد عيسى، قد أنطقه الله ليبعد عنها الحزن. وطلب منها حتى تهز جذع النخلة لتسقط عليها بعض الثمار لتأكل، ولتشرب، ولتمتلئ بالسلام والفرح ولا تفكر في شيء، فإذا رأت من البشر أحداً فلتوحي إليهم أنها قد نذرت لله صوماً فلن تتحدث اليوم مع أي إنسان. وبالعمل مضىت بوليدها إلى المسجد، والتقت بقومها في طريقها، ورأوا الوليد بين ذراعيها، فاستنكروا عليها وجود طفل لها وهي لم تتزوج ولم تكن بغياً، وسألوها عن ذلك، فأشارت إليه ليتحدثوا معه، على أساس أنها صائمة في هذا اليوم، وكانت واثقة بأن الحجة ستوافيها بالوليد، وفطنوا إلى ماذا تريد، فاستغربوا و﴿قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا﴾؟! فهم لم يستبعدوا حتى يتحدث الرضيع فقط، ولكنهم أنكروا الحديث معه. فجأة، نطق الرضيع و قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا .
يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي أنه كان في إمكان اليهود رجم مريم بحسب الشريعة اليهودية لإنهم اعتقدوا أنها قد أتت بالطفل من الزنا، ولكنهم لم يرجموها لسبب أقوى كان معجزا إلى حدٍ كبير ليمنعهم من تطبيق قول الشريعة فيها. والغريب حتى هذه المعجزة لم تُذكر صريحة في الأناجيل الأربعة المعتمدة بالعهد الجديد.
تأتي الآيات من 34 إلى 36 تذكر حقيقة المسيح، فتقول: ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ، والشاهد هنا حتى الموصوف بتلك الصفات السابقة هوعيسى بن مريم، من غير شك ولا مرية، فهذا الخبر اليقيني، عن عيسى، وما قيل فيه مما يخالف هذا فإنه مقطوع ببطلانه، وغايته حتىقد يكون شكاً من قائله لا فهم له به، ولهذا كُتِب: ﴿الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ﴾، ويمترون من "المرية" أي الشك، فمن النصارى من اختلف حول طبيعة المسيح ويشك فيها، فمنهم من يقول أنه الله أووابن الله، ومنهم من يقول أنه عبد الله ورسوله وهوقول الحق حسب إيمان المسلمين. كذلك اختلف حوله ممن كفروا به من اليهود، فمنهم من نطق أنه ساحر كذاب، أوأنه ولد زانية. كذلك ذكر القرآن أنه ﴿مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ﴾، أي: ما ينبغي ولا يليق، فبحسب ما يؤمن المسلمون حتى الله هوالمالك لجميع الممالك، فكيف يتخذ من عباده ومماليكه ولداً؟، فهو﴿سُبْحَانَهُ﴾ تنزه وتقدس عن الولد والنقص، فهو﴿إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ أي كان الأمر صغيراً أم كبيراً لا يصعب عليه، فإذا كان قدره ومشيئته نافذاً في العالم العلوي والسفلي، فكيفقد يكون له ولد،يا ترى؟ وكيف يستبعد إيجاده عيسى من غير أب؟. ولهذا أبلغ عيسى -بحسب القرآن- أنه عبد مربوب كغيره، فنطق: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ﴾ الذي خلقنا، وصورنا، ونفذ فينا تدبيره، وصرفنا تقديره، «فَاعْبُدُوهُ» أي: أخلصوا له العبادة، وفي هذا الإقرار بتوحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، والاستدلال بالأول على الثاني، ولهذا نطق: ﴿هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ أي: طريق معتدل موصل إلى الله، لكونه طريق الرسل وأتباعهم، وما عدا هذا، فإنه من طرق الغي والضلال.نطقب:اقتباس3 وفي الآيات 37 و38 التي تلت الآيات السابقة، أبلغ القرآن حتى الأحزاب من اليهود والنصارى وغيرهم على اختلاف طبقاتهم اختلفوا في طبيعة عيسى كما تقدم، وأن جميع الفرق التي نطقت غير حتى عيسى هوعبد الله ورسوله فهي فرق ضالة، لذلك توعدهم الله في القرآن ونطق: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾ بالله ورسله وخطه، ويدخل فيهم اليهود والنصارى، فالتوعد ﴿مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ أي: مشهد يوم القيامة، فحينئذ يتبين الحق من الباطل. أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ أي: ما أسمعهم وما أبصرهم في ذلك اليوم، فهي صيغة تعجب، فجميع الفرق -الأحزاب- تقر ببطلان دعواتهم حول طبيعة المسيح، وغير ذلك من الفرق والملل الأخرى، وذلك في يوم الحساب في الآخرة، ولكن الظالمون -منهم- في الدنيا في ضلال جعلهم صموا عن سماع الحق، فالشاهد هنا حتى المقصود كما ذُكِر في تفسير الجلالين: اعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في الآخرة بعد حتى كانوا في الدنيا صماً عمياً عن الحق.
وفي الآية 39 يوجّه النداء إلى النبي محمد: وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ، أي: أنذرهم يا محمد من يوم الحسرة وهويوم القيامة؛ ففيه يتحسر المسيء على هجر الإحسان في الدنيا ويندم على فات، فإذا قضى الله الأمر لهم فيه بالعذاب وهم في الدنيا في غفلة عنه ولا يؤمنون به. أما الآية 40 فتكمل المعنى، ففيه يقول الله محذراً ومؤكداً: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ، أي: ﴿إِنَّا نَحْنُ﴾ فيها تأكيد على حتى الله هوالخالق المالك المتصرف، وأن الخلق كلهم يهلكون ويبقى هو، ولا أحد يدعي مُلكاً ولا تصرفاً، بل هوالوارث لجميع خلقه في قوله: ﴿نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا﴾،﴿وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ أي: إلى الله يرجعون للحساب يوم القيامة.
ذِكر أنبياء آخرين
ذُكِر بعد سيرة مريم والمسيح إشارات طفيفة لرسل وأنبياء، وهم: إبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وهارون وإسماعيل وإدريس وآدم ونوح، وذلك من الآية 40 حتى الآية 58 والتي تنتهي بسجدة.
إبراهيم
نطقب:اقتباس3
بحسب القرآن، يقول الله للنبي محمد: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ، اقصص عليهم قصص إبراهيم، فقد كان صديقاً من أهل الصدق لا يكذب، ونبياً من الله قد أوحى إليه. وكانت له سيرة مع أبيه، فقد نطق لأبيه : "ما تصنع بعبادة الوَثَن الذي لا يسمع ﴿وَلا يُبْصرُ﴾ شيئاً ولا يدفع عنك ضرّ شيء ؟، كذلك ذُكر ما نطقه في سورة الأنعام: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ، وأكمل فنطق : يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا وإن كنت من صلبك وتراني أصغر منك لأني ولدك فافهم أني قد أطلعت من الفهم من الله على ما لم تفهمه أنت، ولا أطلعت عليه، فاقبل مني نصيحتي وأبصرك هدى الطريق المستوى الذي لا تضلّ فيه إذا لزمته، وهودين الله الذي لا اعوجاج فيه. يا أبتي لا تعبد الشيطان إذا الشيطان كان لله عاصياً. فأنا أخاف حتى يمسك عذاب من الله إذا لم تتب فتكون قريناً وصاحباً للشيطان في النار". وقد أهدى إبراهيم لأبيه النصيحة فلم يقبلها، بل تهدده وتوعده فنطق : ﴿أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ﴾ فتعيبها، ﴿لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ﴾ عن التعرض لها ﴿لَأَرْجُمَنَّكَ﴾ بالحجارة أوبالكلام البذيء فاحذرني ﴿وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا﴾ أي اهجرني وقاطعني واهجرني دهراً طويلاً. فرد عليه إبراهيم بلُطف ونطق له : ﴿سَلَامٌ عَلَيْكَ﴾ مني أي لا أصيبك بمكروه، ﴿سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا﴾، أي سأطلب من ربي حتى يغفر لك فهوكان بي باراً لطيفاً، فقد هداني لعبادته والإخلاص له. ولهذا نطق : وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُورَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا كما شقيتم بعبادة الأصنام. وقد استغفر إبراهيم لأبيه كما وعد، فلما تبين له أنه عدوٌ لله تبرأ منه كما ذُكِر في سورة التوبة: وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ . وقد ورد حديث قدسي في سليم البخاري عن أبي هريرة حتى النبي محمد نطق:
وبعد ذلك ﴿اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ ومضى إلى الأرض المقدسة وهي فلسطين، وأقرّ الله عينه بذرية صالحة، وذلك بأن رزقه بإسحاق من زوجته سارة ومن بعده ولد إسحاق يعقوب، وكلاهما كانا أنبياء، وهوما ذُكِر في نهاية الآية 49: ﴿وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا﴾، كذلك في سورة العنكبوت: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ . وأثنى الله على إبراهيم وإسحاق ويعقوب في الآية التالية: وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا وتعني ﴿لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾ أي رزقهم الله الثناء الحسن، والذكر الجميل من الناس.
موسى
بعد ذِكر النبي إبراهيم في السورة مباشرةً، يقول الله للنبي محمد حتى يقصص قصص موسى، فقد كان مخلصاً لله في عبادته وكان رسولاً نبياً، فقد ذُكِرَ في الآيات: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ، فقد ناداه الله ونطق له: ﴿يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ كما في سورة القصص، وكان ذلك من ناحية جبل الطور، فقد كان على يمين موسى حين أقبل من مدين، وقد قربه الله منه مناجياً بأن أسمعه الله كلامه. وذُكِر حتى الله قد وهبه بحسب طلبه حتىقد يكون هارون أخوة معه وأصبح نبياً، وذلك عندما نادى موسى ربه ونطق: وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ، وأجاب الله طلبه و قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ، وذلك كما في سورة طه، وهي السورة التالية لسورة مريم. لذلك ذُكِر في الآية 53 من سورة مريم: وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا . فقد وهب الله لموسى أخاه هارون رحمةً به، ليكون مُعيناً لأخيه ومسانداً له في مسألة الدعوة، وهذه لم تحدث مع أي نبي آخر حتى يجعل الله له معيناً في حمل هذه المهمة، لذلك نطق موسى -كما في سورة القصص-: وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ .
إسماعيل
بعد ذِكر إبراهيم وموسى في الآيات السابقة، يقول الله للنبي محمد حتى يقصص قصص إسماعيل، فهوجد العرب العدنانيون، وكان معروفاً في قومه بأنه إذا وعد أحد بأي شيء كان يوفّي به، وكان رسولاً نبياً، وقد ذُكِر ذلك في الآية 54: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ، وذلك رغم حتى جميع الأنبياء كانوا صادقي الوعد، ولكن كان هناك ما يميز النبي إسماعيل في هذا الأمر، فأنه قد صدق الوعد مع أبيه إبراهيم عندما طلب منه أبوه حتى يذبحه امتثالاً لأمر ربه، وذلك حسب المعتقد الإسلامي، فكما ورد في الآية 102 في سورة الصافات حتى إسماعيل رد عليه دون تردد: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ﴾، وقد ظهر صدق الوعد في بقيّة رد إسماعيل: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾. كذلك كان إسماعيل ﴿يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ أي كان يأمر قومه بالصلاة دائماً والزكاة ويذكرهم بذلك، حتى بلغ مكانة عظيمة عند الرب لأنه راضٍ عنه دائماً.
إدريس
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا —سورة مريم : 56 - 57 |
ذكرت السورة في آيتين فضل النبي إدريس، حيث بدأت في الآية رقم 56 بـ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ﴾، فهوكان جد أبي نوح وأول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبس المخيط وأول من نظر في فهم النجوم والحساب وسيرها،﴿إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً﴾ فقد أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، وقيل سمي إدريس لكثرة دراسته لكتاب الله. ومسماه في التوراة أخنوخ، وعند الإغريق هرمس، وعند المصريين القدماء تحوتي، وذلك بحسب تفسير التحرير والتنوير للشيخ محمد الظاهر بن عاشور.
وفي الآية التالية: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ، وقد أختلف في تفسير هذه الآية، فقد ذَكَر جماعة المفسرين حتى إدريس حمل مكاناً علياً حملاً مجازياً لما أوتيّ من الفهم الذي فاق به عن سلفه. وذكرت جماعة أخرة حتى النبي إدريس رُفع حملاً حقيقياً إلى السماء مثلما رٌفع عيسى، وذلك مُشابه للعدد 24 بالإصحاح الخامس بسفر التكوين: «وسارَ أخنوخُ مع اللهِ، ولم يوجَدْ لأنَّ اللهَ أخَذَهُ»، أي أنه كان مطيعاً لله حتى حمله الله ولم يرد حتى يره الموت؛ وهذا بحسب معظم التفاسير المسيحية. وبحسب تفسير الجلالين فإن النبي إدريس حي في السماء أوفي الجنة، وقد حمل وأدخلها بعد حتى أُذيق الموت وأحيي ولم يخرج منها.
أنبياء آخرين وذِكر ذريتهم
الآية رقم 58 تُعد نتيجة لما قبلها من أمثلة قصيرة عن قصص الأنبياء، كذلك اللتين بعدها نتيجة مستخرجة منها، فالآية 58 تقول: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا . فـ﴿مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ﴾ المقصود هم إدريس ونوح،﴿وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ﴾ أي نوح ومن أبناء سام وذريته فيما بعض في السفينة أثناء الطوفان، ﴿وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾ أي من بني إسماعيل وإسحاق أبناء إبراهيم وكذلك يعقوب بن إسحاق،﴿وَإِسْرَائِيلَ﴾ والمقصود أنبياء معنيين من ذرية يعقوب وهم موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى،﴿وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا﴾ أي من جملتهم خبر أولئك، وتختتم الآية بمدحهم ووصفهم بأنهم ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩﴾ أي حتى الأنبياء إذا سمعوا كلام الله المتضمن حججه ودلائله وبراهينه؛ سجدوا لربهم خضوعاً واستكانة؛ وحمداً وشكراً على ما هم فيه من النعم العظيمة.
خاتمة السورة
بعد ذِكر الله أنبيائه والثناء عليهم في الآيات السابقة، ذُكر من خلفوهم من ذريتهم فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا .
﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ﴾ أي من قاموا مقام آباؤهم الذين اتسموا بالورع والتقوى لأنهم أنبياء مرسولون من عند الله، وقد أنعم عليهم من فضله بالتوجه إلى عبادة الله والدعوة إليه فكان لهم مكاناً عظيماً عنده، وليس مثل الكثير من ذريتهم الذين ﴿أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ﴾؛ أي هجروا صلاتهم وأضاعوا وقتها وأهملوها كما أهموا باقي أركان عبادتهم لله واتجهوا للمعاصي فاتبعوا الشهوات الصارفة عن عبادته والدعوة له كما عمل آبائهم، لذلك جزائهم بأنهم ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ أي خسراناً في الآخرة.
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا
واستثني من ذلك من تاب وآمن وعمل صالحاً في حياته الدنيا، فأولئك يدخلون الجنة جزاء ما عملوا ورحمة من الله ولا يظلمون أوينقصون شيئاً من ثوابهم، وأكد على وعده بأنه مأتياً لا محالة خاصةً أنهم آمنوا بالله وكتابه غيباً. ووعدوا بأنهم لن يسمعوا فيها لغواً من الكلام لكن يسمعون سلاماً من الملائكة أومن بعضهم على بعض؛ وقدّر لهم رزقهم في الجنة من المأكل والمشرب بأنه موجود بشكل دائم لا ينبتر وللتقريب إلى الأذهان ذُكر بأن هذا الرزق سيكون موجوداً ليلاً ونهاراً على قدرهما وذلك للتبسيط على قدر عقول البشر؛ فالجنة لا يوجد بها تتابع لليل والنهار.
وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا
والآية 64 ختام حكاية لما نطقه جبريل للنبي محمد، فقد ذكر عديد من المُفسرين حتى الوحي احتبس عنه لفترة من الوقت بعد حتى سأله البعض عن أصحاب الكهف وذي القرنين والروح، حتى نطقوا: إذا رب محمد قد قلاه -أي أبغضه وكرهه-، فلما هبط جبريل على محمد بعد فترة من غياب -قيل خمسة عشر يوماً وقيل أكثر- نطق له: «يا جبريل احتبست عني حتى ساء ظني واشتقت إليك» فنطق له جبريل: «إني كنت أشوق ولكني عبد مأمور، إذا بعثت جئت، وإذا حبست احتبست»، وأنزل الله هذه الآية وسورة الضحى.
ثم ذكر أنه ﴿رَّبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ﴾ ورب ﴿مَا بَيْنَهُمَا﴾ فهوخالقهما وخالق جميع شيء ومالكهما ومالك جميع شىء. ﴿فَٱعْبُدْهُ وَٱصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ﴾ أي أخلص له العبادة مع الصبر والجلد والقوة والاحتمال ومجاهدة للنفس الأمارة بالسوء. والاستفهام في ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾ للإنكار والنفي، والسمي بمعنى المسامي والمضاهي والنظير والشبيه. فكأنه يقول "هل تفهم له نظيراً أوشبيهاً يستحق معه المشاركة في العبادة أوالطاعة؟" فتكون الإجابة لا؛ لأنه وحده المستحق للعبادة والطاعة. وقد ذُكر في الآية الحادية عشر من سورة الشورى بأنه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ﴾.
- وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا
ذكر الله بعد ذلك حتى الإنسان الكافر به والذي لا يصدق بالبعث بعد الموت يتعجب ويستنكر كيفية ذلك لأنه سيفنى من بعد موته بحسب إعتقاده، فيرد الله عليه: ﴿أَوَ لاَ يذكرُ الإنسانُ﴾ المتعجب بأنه خلقه وأنشأه بشراً سوياً من غير شيء ﴿ولمْ يكُ﴾ من قبل إنشائه إياه ﴿شَيئاً﴾ يُذكر. لذلك توعد لهم الرب بقوله: فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا أي لسوف يخرجون يوم القيامة من قبورهم مع أوليائهم من الشياطين حول جهنم قعوداً.
آراء حول السورة
مريم أخت هارون
تعد الآية رقم 28 جزء من حكاية دخول مريم على قومها وهي تحمل وليدها عيسى، فاستنكروا عليها عملتها باعتبار أنهم اعتقدوا أنها أتت به من الزنا، فنطقوا موبخين مريم:
فهناك رأي يقول بأن القرآن يذكر بأن مريم أخت هارون، فكيف تكون أختاً له مع وجود فارق زمني كبير بينهما. فقد كان هارون الأخ الأكبر لموسى ومعاصراً له، فلعل هناك خلط بين مريم أخرى هي أخت موسى وهارون، ومريم أم المسيح. والمعروف بين جملة المفسرين حتى مريم هي ابنة عمران، وعمران من سبط ونسل يهوذا، وليس يهوذا من نسل هارون أخوموسى. فهناك عدة آراء كلها تتفق في المضمون على حتى القرآن لا يؤكد على حتى هارون هوأخومريم مباشرة، فالشيخ يوسف القرضاوي يقول: أنهم تنتسب إليه بخدمتها للهيكل وانقطاعها للعبادة فيه، فقد كانت خدمة الهيكل موقوفة على ذرية هارون. فالمقصود بـ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ أي: يا من تنتسبين إلى هذا النبي الصالح بالخدمة والعبادة والانقطاع للهيكل. فقد كان هذا توبيخاً إليها مع استهزاء بعفتها. وقد ورد في الحديث النبوي حديث المغيرة بن شعبة، فنطق:
أي حتى هذا عُرفٍ تعارفه الناس في ذلك الزمن، مما يشير إلى تجذُّر الدين وتأثيره في نفوسهم، ولكن لا يشير بالضرورة إلى حقيقة تديّنهم واستقامتهم.
وفاة المسيح
ذُكر في الآية 33 من السورة:
والتي ذُكِرت على لسان النبي عيسى عندما كان في المهد أنه نطق عنه نفسه: ﴿يَوْمَ أَمُوتُ﴾، وأن ذلك مرشد على أنه توفي عملاً على الصليب وقام من بين الأموات بحسب ما ذُكِر ﴿وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾، وذلك على حسب المعتقد المسيحي، وهوما يخالف المعتقد الإسلامي بشأن المسيح في أنه ما زال حياً حتى الآن وأنه لم يمت. وقد رد فهماء المسلمون على ذلك بأن الآية مقصود بها حتى هناك حياةً بعد الممات في الآخرة، وذلك مشابه للآية رقم 15 من نفس السورة التي ذُكر فيها سلام الله على يحيى: وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ، وهذا لا يثبت إطلاقاً بأن يحيى سيموت ويقوم من بين الأموات مرة أخرى. وقد ذُكِر في سورة النساء: وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ، وقد ذكر وتلك الآية تنفي قتله أوصلبه وأن الله حمله إليه وهوما زال حياً بحسب مُعتقد عموم المسلمين.
إحصاءات خاصة بالسورة
- سجدة واحدة بالسورة، وهي بالآية رقم 58: أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا .
انظر أيضاً
- مريم بنت عمران
- سورة آل عمران
- سورة المائدة
المصادر
- القرآن الكريم.
- جلال الدين السيوطي، أسرار ترتيب القرآن، دار الاعتصام، القاهرة، بدون تاريخ.
- جلال الدين السيوطي، لُباب النقول في مسببات النزول، مخطة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004.
- إسماعيل بن كثير، قصص الأنبياء، مخطة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2001.
- محمد متولي الشعراوي، مريم والمسيح،المخطة التوفيقية، القاهرة، 1999.
- حسنين محمد مخلوف، حدثات القرآن تفسير وبيان، دار نور الإيمان، القاهرة، 2006.
- جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف، مخطة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004.
- مجموعة فهماء، رد افتراءات المنصرين حول الإسلام العظيم، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة، 2008.
- محمد عبد الرحيم أبوالوفا، محادثة مع أهل الكتاب، دار هاني الخراز للنشر والتوزيع، جدة، 2001.
معلومات
-
^ ذُكِرت رواية أخرى عن عبد الله بن عباس عن النبي محمد: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.»
- ^ ورد في سليم البخاري أنه نطق: أبلغنـا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن حمويه نطق: أبلغنا أبوبكـر محمد بن معمر الشامي نطق: أبلغنا إسحاق بن محمد بن إسحاق الرسعني نطق: حدثني جدي نطق: حدثنا المغيرة نطق: حدثنا عمر بن ذرّ عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس نطق: نطق رسول الله: «يا جبريل ما يمنعك حتى تزورنا أكثر مما تزورنا؟» نطق فنزلت: وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ، نطق: كان هذا الجواب لمحمد رسول الله. (رواه البخاري عن أبي نعيم، عن عمر بن ذرّ).
- ^ ورد في سليم البخاري أنه نطق: أبلغنا أبونصر أحمد بن إبراهيم، نطق: أبلغنا عبد الله بن محمد الزاهد، نطق: أبلغنا البغوي نطق: حدثنا أبوخيثمة، وعلي بن مسلم نطقا حدثنا وكيع نطق: حدثنا الأعمش، عن أبي الضحي، عن مسروق، عن خباب نطق: كنت رجلا قيناً وكان لي على العاص بن وائل دين، فأتيته أتقاضاه فنطق لي: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد، فقلت: لا أكفر حتى تموت وتبعث، فنطق: وإني لمبعوث بعد الموت،يا ترى؟ فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مالي، نطق: فنـزلت فيه: أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآَيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا . (رواه البخاري عن الحميدي، عن سفيان. ورواه مسلم، عن الأشج عن وكيع كلاهما عن الأعمش).
- ^ ورد في الأثر حتى ابن أبي حاتم نطق: حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن البصري، نطق: نطق رجل: «والله لأعبدن الله عبادة أذكر بها»، فكان لا يرى في حين صلاة إلا قائماً يصلي، وكان أول داخل إلى المسجد وآخر خارج، فكان لا يعظم، فمكث بذلك سبعة أشهر، وكان لا يمر على قوم إلا نطقوا: «انظروا إلى هذا المرائي»، فأقبل على نفسه فنطق: «لا أراني أذكر إلا بشر، لأجعلن عملي كله لله»، فلم يزد على حتى قلب نيته، ولم يزد على العمل الذي كان يعمله، فكان يمر بعد بالقوم، فيقولون: «رحم الله فلاناً الآن»، وتلا الحسن: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا .
- ^ ذكر ابن كثير في كتابه "تفسير القرآن العظيم" عن رواية ابن جرير لتفسير نزول هذه الآية: «... وقد روى ابن جرير أثراً حتى هذه الآية نزلت في هجرة عبد الرحمن بن عوف. وهوخطأ، فإن هذه السورة بتمامها مكية لم ينزل منها شيء بعد الهجرة، ولم يصح سند ذلك، والله أفهم».
- ^ اسم "يحيى" عربي، اتى على صيغة العمل المضارع، وحَيِيَ حَياة: ضد مات، ويَحْيَا: يعيش. أما اسم "يوحنا" الذي ورد في العهد الجديد فهوعبري الأصل معناه: "يهوه حنون". وقد ذكر في إنجيل لوقا: «فَنطق لَ ُه الملاك: «لا تَخَ ف يا زكريّا. لَقد سمع اللهُ صلا َتكَ. َوس َت ِلد لَكَ زوج ُتك ألِيصابات ابناً، فَسمه ُيوحنّا.» (لوقا 1 : 13)؛ حسب الترجمة العربية المبسطة للكتاب المقدس.
- ^ ذُكِرَ في سورة البقرة: تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَ ، كذلك في سورة الإسراء: وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ، والمقصود بـ ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ و﴿وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ﴾ أي حتى الكمال درجات، والله قد جعل بعض الرسل أكمل من بعض، وفَضَّل بعضهم على بعض.
- ^ ذُكِرَ في سورة آل عمران: إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ، قد يظهر ذلك تناقضاً في حتى الذي بشر مريم هوملاك واحد أم عدة ملائكة. ولكن جمهور المفسرين يؤكدون على حتى المقصود بالملائكة في الآية بسورة آل عمران هوالملاك جبريل فقط، فالعرب تُخبِر أحياناً عن الواحد بلفظ الجمع؛ لأنها ترغب به الجنس. كقول الناس: "رأيت الساعي متنقلاً بدراجات البريد". وهولم يركب إلا دراجة واحدة. وهناك مثال من القرآن في سورة آل عمران: آلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، وذلك رغم حتى القائل واحد.
- ^ كما ذُكِرَ في سورة يس: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .
-
^ نطق في ذلك ابن جريج ومنه قول أمية بن الصلت:
فَأهْوَى لها بالنََفخِ في جيب دِرْعِها فألقتْ سَوِيّ الخلق ليس بتوأمِ - ^ مذكور في سفر التثنية، وهوالسفر الخامس والأخير من أسفار التوراة، عن عقوبة رجم الزاني والزانية حتى الموت ما يلي: «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْل، يُقْتَلُ الاثْنَانِ: الرَّجُلُ الْمُضْطَجِعُ مَعَ الْمَرْأَةِ، وَالْمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيلَ. إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الْفَتَاةَ الْمَخْطُوبَةَ فِي الْحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، يَمُوتُ الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. وَأَمَّا الْفَتَاةُ فَلاَ تَفْعَلْ بِهَا شَيْئًا. لَيْسَ عَلَى الْفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلْمَوْتِ، بَلْ كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلَى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هكَذَا هذَا الأَمْرُ. إِنَّهُ فِي الْحَقْلِ وَجَدَهَا، فَصَرَخَتِ الْفَتَاةُ الْمَخْطُوبَةُ فَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا. إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجِدَا. يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ». (تثنية 22 : 22 - 29)، وذلك على حسب ترجمة الفانديك للكتاب المقدس.
- ^ يذكر بعض فهماء المسلمون حتى هذه المعجزة لم تُذكر في الأناجيل منسوبة إلى المسيح لسبب أنه قد نطق في سورة مريم ﴿إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ﴾، وهذا يتناقض مع عقيدة التثليث التي يؤمن بها المسيحيين، وأن المعجزة كُتبت في إنجيل لوقا لكنها لم تُنسب إلى المسيح، بل إلى يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا)، حيث ذُكِر في الأصحاح الأول ما يلي نصه: «وَأَمَّا أَلِيصَابَاتُ فَتَمَّ زَمَانُهَا لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ابْنًا. 58 وَسَمِعَ جِيرَانُهَا وَأَقْرِبَاؤُهَا أَنَّ الرَّبَّ عَظَّمَ رَحْمَتَهُ لَهَا، فَفَرِحُوا مَعَهَا. 59 وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ، وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60 فَأَجَابَتْ أمُّهُ وَقَالَتُْ: «لاَ! بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا». 61 فَقَالُوا لَهَا: «لَيْسَ أَحَدٌ فِي عَشِيرَتِكِ تَسَمَّى بِهذَا الاسْمِ». 62 ثُمَّ أَوْمَأُوا إِلَى أَبِيهِ، مَاذَا يُرِيدُ أَنْ يُسَمَّى. 63 فَطَلَبَ لَوْحًا وَكَتَبَ قِائِلاً: «اسْمُهُ يُوحَنَّا». فَتَعَجَّبَ الْجَمِيعُ. 64 وَفِي الْحَالِ انْفَتَحَ فَمُهُ وَلِسَانُهُ وَتَكَلَّمَ وَبَارَكَ اللهَ. 65 فَوَقَعَ خَوْفٌ عَلَى كُلِّ جِيرَانِهِمْ. وَتُحُدِّثَ بِهذِهِ الأُمُورِ جَمِيعِهَا فِي كُلِّ جِبَالِ الْيَهُودِيَّةِ، 66 فَأَوْدَعَهَا جَمِيعُ السَّامِعِينَ فِي قُلُوبِهِمْ قَائِلِينَ: «أَتَرَى مَاذَا يَكُونُ هذَا الصَّبِيُّ؟» وَكَانَتْ يَدُ الرَّبِّ مَعَهُ.» (إنجيل لوقا 1 : 57 - 66). وقد ذُكِرت هذه المعجزة في إنجيل الطفولة، وهي أحد أناجيل الأبوكريفا الغير معترف بها.
- ^ ذُكِرت عقيدة المسلمين في المسيح في سورة النساء، وهي موجهة إلى أهل الكتاب: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً . كذلك روي في الحديث النبوي في سليم البخاري: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الصَّفَّارُ، قَالَ : حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ، قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ». رواه البخاري.
- ^ يذكر القرطبي في تفسيره: نطق محمد بن إسحاق والكلبي والضحاك: إذا آزر أبوإبراهيم وهوتارح، مثل إسرائيل ويعقوب، قلت فيكون له اسمان كما تقدم. ونطق مقاتل: آزر لقب، وتارح اسم، وحكاه الثعلبي عن ابن إسحاق القشيري.
-
^ يذكر الطبري في تفسيره: والعصيّ هوذوالعصيان، كما العليم ذوالفهم. وقد نطق قوم من أهل العربية: العصيّ: هوالعاصي، والعليم هوالعالم، والعريف هوالعارف، واستشهدوا لقولهم ذلك، بقول طريف بن تميم العنبريّ:
أوَ كُلَّـما وَرَدَتْ عُكاظَ قَبِـيـلَةٌ بَعَثُوا إلـيَّ عَرِيفَهُمْ يَتَوَسَّمُ ونطقوا: نطق عريفهم وهويريد: عارفهم، والله أفهم.
- ^ نُسب إلى بولس في رسالته إلى العبرانيين بالعهد الجديد: «... بالإيمانِ نُقِلَ أخنوخُ لكَيْ لا يَرَى الموتَ، ولم يوجَدْ لأنَّ اللهَ نَقَلهُ. إذ قَبلَ نَقلِهِ شُهِدَ لهُ بأنَّهُ قد أرضَى الله» (الرسالة إلى العبرانيين : 11 : 5)
- ^ بحسب تفسير البغوي للآية وسيرة حمل إدريس، نطق وهب بن منبه: كان يحمل لإدريس جميع يوم من العبادة مثل ما يحمل لجميع أهل الأرض في زمانه فعجب منه الملائكة واشتاق إليه ملك الموت، فاستأذن ربه عز وجل في زيارته، فأذن له فأتاه في صورة بني آدم. وكان إدريس يصوم الدهر، فلما كان وقت إفطاره نادىه إلى طعامه فأبى حتى يأكل معه، فعمل ذلك ثلاث ليال فأنكره إدريس، فنطق له الليلة الثالثة: إني أريد حتى أفهم من أنت،يا ترى؟ فنطق: أنا ملك الموت استأذنت ربي حتى أصحبك، نطق: فلي إليك حاجة، نطق: وما هي،يا ترى؟ نطق: تقبض روحي، فأوحى الله إليه حتى أقبض روحه فقبض روحه وردها الله إليه بعد ساعة، نطق له ملك الموت: ما في سؤالك من قبض الروح،يا ترى؟ نطق: لأذوق كرب الموت وغمه لأكون أشد استعداداً له، ثم نطق إدريس له: إذا لي إليك حاجة أخرى، نطق: وما هي،يا ترى؟ نطق: تحملني إلى السماء لأنظر إليها وإلى الجنة والنار، فأذن الله في حمله، فلما قرب من النار نطق لي حاجة أخرى، نطق: وما تريد،يا ترى؟ نطق: تسأل مالكاً حتى يفتح لي أبوابها فأردها فعمل، ثم نطق: فما أريتني النار فأرني الجنة. فمضى به إلى الجنة فاستفتح فأوحى الله إليه حتى أقبض روحه، فقبض روحه وردها الله إليه بعد ساعة، نطق له ملك الموت: ما في، ففتحت أبوابها فأدخله الجنة، ثم نطق ملك الموت: أخرج لتعود إلى مقرك، فتعلق بشجرة ونطق: لا أخرج منها، فبعث الله ملكاً حكيماً بينهما فنطق له الملك: ما لك لا تخرج،يا ترى؟ نطق: لأن الله تعالى نطق: كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ وقد ذقته، ونطق: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا وقد وردتها، ونطق: لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ فلست أخرج، فأوحى الله إلى ملك الموت "بإذني ولج الجنة وبأمري لا يخرج" فهوحي هناك، ذلك قوله تعالى: وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا .
- ^ بدأت سورة الضحى بهذه الآيات تأكيداً على عدم نسيان الله للنبي محمد: وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى .
- ^ كما ذُكر في سورة الجاثية: وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
- ^ ورد في إنجيل لوقا ما يفيد حتى لمريم نسب مع النبي هارون أخي موسى عن طريق زكريا، والذي كان متزوجاً امرأة من ذرية هارون اسمها أليصابات، وكانت امرأته نسيبة مريم بحسب الإنجيل، ويقول جمهور فهماء المسلمين أنها كانت خالتها. والنص المشار إليه هو: «كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ». (إنجيل لوقا 1 :5)، وفيه أيضاً: «وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَ» (إنجيل لوقا 1 : 36). وبذلك، فلا يبعد حتىقد يكون لمريم نسب بعيد مع النبي هارون، وعلى هذا فلا إشكال في التعبير القرآني.
- ^ هناك آية أخرى في سورة آل عمران تنفي موت أوصلب المسيح من وجهة نظر المسلمين، وهي الآية رقم 55 التي نطقت: إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ، وكان هناك جدل بخصوص : ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ وشُرحت من قبل غير فهماء المسلمين حتى المقصود هوحتى الله قد أمات عيسى ثم حمله إليه، وقد يحدث ذلك هوالمقصود بحادثة الصلب ومن ثم قيامته من بين الأموات حسب المعتقد المسيحي. وظهرت ردود من فهماء المسلمين تنفي ذلك وكانت أدلتهم حتى إذا حدثة التوفي ليست بمعنى الموت، ولكن لغة القرآن تختلف، فقد ذُكِرَ في سورة الأنعام: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ، والمقصود بـ ﴿يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ﴾ أي ينيمكم بالليل، فالنوم معنى من معاني التوفي، كذلك توجد آية في سورة الزمر بنفس المعنى حيث نطقت: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ، وقد سُميّ النوم موتاً لأن النوم غيب عن حس الحياة.
- ^ ورد في الحديث النبوي روي عن أبي هريرة: فيقول: نطق رسول الله : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ». (البخاري : 2222، مسلم : 151، البيهقي 1 : 244).
وصلات خارجية
- سورة مريم: تجويد-تفسير - مسقط التفسير.
- تأملات في سورة مريم. للشيخ أبوإسحاق الحويني، مسقط طريق الإسلام.
- مشروع المصحف الإلكتروني. جامعة الملك سعود.
- سورة مريم مكتوبة بالرسم العثماني
- ^ معلومات عن سورة مريم. آيات. Archived 15 November 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ سورة مريم. المحجة البيضاء، مسقط الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس. Archived 25 March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ جلال الدين السيوطي، أسرار ترتيب القرآن، دار الاعتصام، القاهرة، بدون تاريخ، صـ: 115.
- ^ أسرار ترتيب القرآن. المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.[[تصنيف:منطقات ذات وصلات خارجية مكسورة from خطأ: زمن غير سليم]]<span title=" منذ خطأ: زمن غير سليم" style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة]
- ^ سورة مريم تشهد على حتى القرآن من عند الله. أسرار الإعجاز الفهمي في القرآن والسنة. Archivedخمسة March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ لوجه الله - "تأملات.. في سورة مريم". مصرس، بتاريخ 31 ديسمبر 2012. Archivedخمسة March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ السيدة مريم أم المسيح. مسقط أهل السنة والجماعة. Archived 20 October 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير قوله تعالى "وإذ نطقت الملائكة يا مريم إذا الله اصطفاك وطهرك..."، تفسير ابن كثير. المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ مسألة: الجزء الرابع، الجامع لأحكام القرآن. المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ سيرة عيسى بن مريم عبد الله ورسوله وابن أمته عليه من الله أفضل الصلاة والسلام.قصص الأنبياء لابن كثير.[[تصنيف:منطقات ذات وصلات خارجية مكسورة from خطأ: زمن غير سليم]]<span title=" منذ خطأ: زمن غير سليم" style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة] Archived 29 August 2013[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ فتوى رقم: 145623، ما معنى حديث لم يكمل من النساء إلا أربعة. الإسلام سؤال وجواب. Archived 20 July 2013[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ أسباب نزول سورة مريم. قِبلة. Archived 14 March 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ كتاب: مسببات النزول. نداء الإيمان. Archived 12 October 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ خباب بن الأرت. سيرة الإسلام، بتاريخ 1 مايو2006. Archived 12 April 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ أسباب نزول القرآن. الموسوعة الكاملة. Archived أربعة March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ أسباب نزول سورة مريم. المصحف الإلكتروني. Archivedستة October 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير قوله تعالى: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا". المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ جلال الدين السيوطي، لُباب النقول في مسببات النزول، مخطة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، صـ: 269.
- ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف، مخطة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، صـ: 305.
- ^ تفسير البغوي، تفسير قوله تعالى: كهيعص. المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ ملخص سيرة زكريا عليه السلام. Islam Guiden. Archived 13 October 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تأملات في سورة مريم. المختار الإسلامي. Archived 13 March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ سيرة زكريا عليه السلام. مسقط الموضوعات، إسلام ويب، بتاريختسعة يونيو2011 Archived 16 August 2011[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ يحيى عليه السلام. نون للأبحاث والدراسات القرآنية. Archived 17 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ يحيى عليه السلام. حدثات.[[تصنيف:منطقات ذات وصلات خارجية مكسورة from خطأ: زمن غير سليم]]<span title=" منذ خطأ: زمن غير سليم" style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة]
- ^ زكريا عليه السلام. مسقط لكل مسلم. Archived 13 March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ إسماعيل بن كثير، قصص الأنبياء، مخطة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2001، صـ: 403.
- ^ سيرة زكريا ويحيى عليهما السلام. المخطة الإسلامية، إسلام ويب. Archived 14 May 2011[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ زكريا ويحيى -عليهما السلام-. ركن الطفل، إسلام ويب.[[تصنيف:منطقات ذات وصلات خارجية مكسورة from خطأ: زمن غير سليم]]<span title=" منذ خطأ: زمن غير سليم" style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة] Archived 28 February 2014[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ يحيى عليه السلام. مسقط لكل مسلم. Archived 13 March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ يحيى عليه السلام. الشباب. Archived 21 November 2011[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير قوله تعالى "يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبياً"، تفسير ابن كثير. المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ يحيى عليه السلام. طريق الصالحين. Archived 12 September 2011[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ كان يحيى عليه السلام معصوماً من الذنوب. الإسلام سؤال وجواب. Archivedستة June 2013[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ أولوالعزم من الرسل خمسة. رسالة الإسلام. Archivedسبعة March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ أولوالعزم من الرسل. مركز الفتوى، إسلام ويب.
- ^ عيسى عليه السلام. مسقط لكل مسلم. Archived 19 August 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف ومدقق، الآيات 16 و17 من سورة مريم. التفاسير. Archived 1 December 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تناقض مزعوم بين الآية 45 آل عمران والآية 20 سورة مريم. شبكة الحقيقة الإسلامية، بتاريخ 13 يناير 2007. Archived 1 December 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ ملخص سيرة عيسى عليه السلام. Islam Guiden. Archivedتسعة October 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ محمد متولي الشعراوي، مريم والمسيح،المخطة التوفيقية، القاهرة، 1999، صـ: 107.
- ^ معاني القرآن، نَسْياً مَّنسِيّاً. التفاسير. Archivedسبعة October 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ أحكام القرآن ج 3. تبيان.
- ^ نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام. الإسلام سؤال وجواب. Archived 1 June 2013[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ محمد متولي الشعرواي، مرجع سابق، صـ: 115 -117.
- ^ التثنية 22 - تفسير سفر التثنية، آية21،20 وآية22-29. كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس - الإسكندرية. Archived 16 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ محمد متولي الشعرواي، مرجع سابق، صـ: 119.
- ^ إنكار تحدث المسيح - عليه السلام - في المهد. بيان الإسلام. Archived 21 June 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ المسيح لم يتحدث في المهد. الدعوة الإسلامية. Archivedعشرة March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ حسنين محمد مخلوف، حدثات القرآن تفسير وبيان، دار نور الإيمان، القاهرة، 2006، صـ: 176.
- ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف، مخطة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى 2004، صـ: 307.
- ^ تفسير القرآن العظيم، تفسير قوله تعالى: "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون". المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ المسيح بين العقيدة الإسلامية والعقيدة المسيحية. مسقط الدعوة الإسلامية. Archivedثمانية March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ نشهد حتى المسيح رسول الله وحدثته وروح منه. جريدة الشرق الأوسط، بتاريخ 13 فبراير 2010. Archived 27 January 2011[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ جزء من حديث الأوزاعي لابن حذلم. موسوعة الحديث، إسلام ويب.
- ^ تفسير البغوي، تفسير قوله تعالى "ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون". المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ تفسير السعدي، سورة مريم. المصحف الإلكتروني. Archivedخمسة March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ إسماعيل بن كثير، مرجع سابق، صـ: 425 : 427.
- ^ تفسير الطبري، سورة مريم. المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ مريم - تفسير السعدي. الإسلام للجميع.
- ^ تفسير: فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ. آيات.
- ^ . آيات.
- ^ تفسير السعدي، تفسير سورة مريم عدد آياتها 98 (آية 34-65). عماد الإسلام Archived 2 October 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، المرجع سابق.
- ^ حسنين محمد مخلوف، حدثات القرآن تفسير وبيان، مرجع سابق، صـ: 176.
- ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين، مرجع سابق، صـ: 308.
- ^ تفسير ابن كثير، تفسير قوله تعالى "أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا". المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ تفسير الطبري، القول في تأويل قوله تعالى "إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون". المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ . آيات.
- ^ تفسير القرطبي، قوله تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً...". المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ حوار إبراهيم مع أبيه. إمام المسجد. Archived 1 December 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير الطبري: يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا. التفاسير. Archived 1 December 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، مرجع سابق، صـ: 308.
- ^ حسنين محمد مخلوف، مرجع سابق، صـ: 176.
- ^ إسماعيل بن كثير، قصص الأنبياء، مرجع سابق، صـ: 92.
- ^ إسماعيل بن كثير، قصص الأنبياء، مرجع سابق، صـ: 93.
- ^ شرح السُنّة، كتاب الفتن، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: "وَأَنْذِرْهُم...". موسوعة الحديث، إسلام ويب. Archivedخمسة March 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير ابن كثير، سورة العنكبوت. القرآن، البدو.
- ^ تفسير الطبري، لقول في تأويل قوله تعالى: "فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ...". المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، مرجع سابق، صـ: 309.
- ^ تفسير البغوي: تفسير قوله تعالى: "وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا". المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ تفسير: "وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا". الروح للقرآن الكريم. Archived 1 December 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ في ظلال القرآن الكريم، مريم من الآية 50 إلى الآية 57. الشبكة الدعويّة.
- ^ تفسير ابن كثير، تفسير قوله تعالى: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا". المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي: "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ...". الروح. Archived 26 June 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِياًّ ﴾ [مريم:54]. مسقط الدكتور زغلول النجار.
- ^ تفسير القرطبي، قوله تعالى: واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا. المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ تفسير ابن كثير، تفسير قوله تعالى: واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا. المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ تفسير التحرير والتنوير، قوله تعالى: واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا. المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ قاموس الكتاب المقدس، شرح حدثة أخْنُوخ البار السابع من آدم. كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الحبشي القس. Archived 21 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف، مرجع سابق، صـ: 309.
- ^ تفسير البغوي، نطق تعالى: وحملناه مكاناً علياً. المخطة الإسلامية، إسلام ويب.
- ^ آية 58 من سورة مريم. تفسير الميزان، قادتنا. Archived 30 November 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير قوله تعالى: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا...". تفسير البغوي، المخطة الإسلاميّة، إسلام ويب.
- ^ قوله تعالى: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح...". أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، المخطة الإسلاميّة، إسلام ويب.
- ^ تفسير قوله تعالى: "أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم...". تفسير ابن كثير، المخطة الإسلاميّة، إسلام ويب.
- ^ آية 59 من سورة مريم. تفسير الميزان، قادتنا. Archivedثمانية September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين بهامش المصحف الشريف، مرجع سابق، صـ: 309.
- ^ تفسير ابن كثير: سورة مريم - الآية 59. القرآن الكريم، جامعة الملك سعود، مشروع المصحف الإلكتروني. تاريخ الوصول: ثلاثة سبتمبر 2014. Archived 23 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير الشعراوي، الصفحات من 1 إلى 8. خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي. تاريخ الوصول:خمسة فبراير 2016. Archived 22 June 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ)، سورة مريم الأية 64. التفاسير. تاريخ الوصول:خمسة فبراير 2016.
- ^ جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، مرجع سابق، صـ: 310.
- ^ تفسير الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي (ت 1431 هـ)، سورة مريم الأية 65. التفاسير. تاريخ الوصول:خمسة فبراير 2016.
- ^ محمد حسين الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، سورة مريم الآية 65. تفسير القرآن. تاريخ الوصول:خمسة فبراير 2016. Archived 14 October 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ أمين الدين أبوعلي الفضل بن الحسين بن الفضل الطبرسي الطوسي السبزائريي الرضوي، مجمع البيان في تفسير القرآن، تفسير سورة مريم (66-70). تفسير القرآن. تاريخ الوصول:خمسة فبراير 2016. Archived 30 September 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ مريم أخت أي هارون؟. برهانكم. Archived أربعة June 2015[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ مجموعة فهماء، رد افتراءات المنصرين حول الإسلام العظيم، مركز التنوير الإسلامي، القاهرة،2008، صـ: 253.
- ^ يا أخت هارون. برهانكم. Archived أربعة June 2015[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ حول قوله تعالى: {يا أخت هارون . مسقط الموضوعات، إسلام ويب.
- ^ سنن الترمذي، باب ومن سورة مريم. المخطة الإسلامية، إسلام ويب
- ^ يا أخت هارون. نون للأبحاث والدراسات القرآنية. Archivedثمانية June 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ دعوى عدم حسم القرآن مسألة صلب المسيح عليه السلام. بيان الإسلام. Archived 21 June 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ محمد عبد الرحيم أبوالوفا، محادثة مع أهل الكتاب، دار هاني الخراز للنشر والتوزيع، جدة، 2001، صـ: 107 - 110.
- ^ محمد متولي الشعراوي، مرجع سابق، صـ: 236 - 237.
- ^ هل توفي سيدنا عيسى عليه السلام،يا ترى؟ - 1. الموسوعة الكاملة. Archived 26 February 2017[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ هل توفي عيسى عليه السلام - 2. الموسوعة الكاملة. Archived 1 April 2016[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ تفسير قوله تعالى: (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم). مركز الفتوى، إسلام ويب، بتاريخ 28 نوفمبر 2000. Archived 27 January 2013[Date mismatch] at the Wayback Machine.
- ^ وما قتلوه وما صلبوه. شبكة ابن مريم الإسلاميّة. Archivedخمسة May 2015[Date mismatch] at the Wayback Machine.