تل براك
Tell Brak as seen from a distance with several excavation areas visible
| |
Shown within سوريا
| |
الاسم البديل | Nagar, Nawar |
---|---|
المكان | محافظة الحسكة، سوريا |
الإحداثيات | Coordinates: |
النوع | مستوطنة |
المساحة | 40 هكتارs (99 أكرs). |
الارتفاع | 40 مترs (130 قدم). |
التاريخ | |
الفترات | [Tell Halaf |
الثقافات | Halaf culture, Northern Ubaid, Uruk, Kish civilization, Hurrian |
ملاحظات حول المسقط | |
تواريخ الحفريات | 1937–1938, 1976–2011 |
الأثريون | Max Mallowan, David Oates, Joan Oates |
الاتاحة للعامة | yes |
المسقط الإلكتروني | tellbrak.mcdonald.cam.ac.uk |
تل براك Tell Brak النجار قديماً يقع غربي نهر جغجغ" أحد روافد نهر الخابور وعلى بعد 42 كم من مدينة الحسكة في سوريا. وعلى هذا التل كان مقر "نارام سين" وكان قوي التحصين منيعاً. ولقد شهد هذا التل أحداثاً هامة، امتدت خلال حقبة طويلة من الزمن أي من الألف السادس إلى الألف الثاني ق.م .
في تل براك عُثر على بناء مدرج ومعبد وفيه عُثر على محتويات ومكتشفات اثرية هامة، ففي المعبد عُثر على تماثيل حيوانات كثيرة وأقنعة بشرية وعيون وأصنام حتى سمي بمعبد العيون ، وتعود إلى الحقبة 3500 - 3300 ق.م.
وفي معبد "تل براك" هذا عُثر على مئات من التماثيل وآلاف من الكسر الحجرية والرخامية تمثل أشخاصاً لم يعرض منها إلا الكتفان والرقبة والعينان البارزتان جداً، مما يشير على استخدام سحر الإصابة بالعين، فهي إذن تمائم وطقوس دينية لها دلالات للحماية من الشر والعدو، وهي واحد من المعتقدات وطرق التقرب من الالة في هذه المنطقة من سوريا . ولعلها تعاويذ قدمها السكان إلى المعبد تعبيراً عن تفانيهم لصد العدوان المحتمل الذي يهدد المدينة ولجلب الخير وابعاد الشر . وثمة تمائم عُثر عليها في المعبد في شرفة العيون، تمثل حيوانات كالضفدع والقنفد والدب والأسد وغيرها من التماثيل والتمائم .
تحيط به مجموعة من التلال الصغيرة، تعود بتاريخها إلى عصر أوروك حتى العصر الروماني، عُثر على سطحه على كُسر فخارية تعود بعهودها إلى 6000سنة ق.م تقريباً، ويبدوحتى المسقط استُوطن منذ ذلك الحين واستمر فيه الاستيطان إلى الألف الأول ق.م.
تشير المكتشفات التي عُثر عليها في تل براك وفي المواقع المجاورة، مثل تل بيدر، إلى حتى المسقط يخفي في داخله مدينة نَغَر Nagar القديمة، التي كانت من أبرز المدن في شمالي سورية في الألف الثالث ق.م، وكانت تحتل المسقط نفسه مثل مدن كيش وماري في قوائم محفوظات إبلا.
عثر مهندسون فرنسيون في المسقط على تمثال بازلتي عام 1930، معروض في متحف اللوفر في فرنسة، وقام «بيير بواديبار»، الذي كان مسؤولاً عن تصوير المواقع الأثرية من الجوفي المنطقة بنشر درس عنه، كما قام بتطبيق أسبار صغيرة في تل براك ليتحقق من مسقط التمثال في الأصل. ومن عام 1937 إلى عام 1938، نقب فيه ماكس مالون Max Mallowan، وعُثر على معبد العيون الشهير جداً والمُؤرخ في نهاية الألف الرابع ق.م، كما كُشف عن بناء نُسب إلى الملك الأكادي «نارام سن»، ومنذ عام 1976 تقوم بعثة إنكليزية بإدارة «ديفيد أوتس» مع زوجته David and Joan Oates بالتنقيب في المسقط، وانصب جهدهما في السنوات الأولى على دراسة معالم المدينة في الألف الثالث ق.م، وبشكل خاص خلال الحكم الأكادي، إذ جعل الحكام الأكاديون منها مقراً إدارياً لمملكتهم. وفي الثمانينات ركزا اهتمامهما على تاريخ المدينة، خلال الحكم الميتاني، في النصف الثاني من الألف الثاني، ويجهدان حالياً في الكشف عن طبقات الألف الرابع ق.م، أي عصر حضارة أوروك، حيث كان تل براك في ذلك العصر من أكبر المدن في غربي آسيا.
العصور التاريخية الرئيسية في تل براك
ما قبل التاريخ
كان تل براك من أبرز المواقع الحضارية في الألف الخامس ق.م، إذ شهد حضارتي حلف والعُبيد، إلا حتى طبقات هاتين الحضارتين كانت متوضعة تحت طبقات حضارات الألف الرابع والثالث ق.م، وكان من المتعذر الوصول إليهما بسهولة، وإن دل هذا على شيء فإنما يشير على أهمية المسقط في عصور ما قبل الكتابة.
عصر أوروك (الألف الرابع ق.م.)
شهدت حضارة أوروك نشوء المدن وأصول الكتابة، وكان يُعتقد حتى موطن هذا الإنجاز الحضاري هوجنوبي بلاد الرافدين، إلا حتى لدينا من الشواهد في تل براك ما يدحض هذا الاعتقاد، فقد كشفت تنقيبات عام 1997 عن سور ضخم للمدينة وبوابة تعود إلى بواكير الألف الرابع ق.م، كما عُثر على كتابات تصويرية أقدم من عصر أوروك نفسه. وقد وصلت مساحة المسقط، في منتصف الألف الرابع ق.م إلى ما يزيد على 100هكتار (عصر أوروك الوسيط)، وبذا تكون مدينة تل براك إحدى أقدم مدن العالم قاطبة، ويشير مخطط المدينة وأبنيتها، إضافة إلى ثروتها من المضى والعاج، إلى نظام مدني متطور تجاوز نشوء الكتابة نفسها.
ومن الناحية المعمارية، ذات الأهمية البالغة، لابد من الإشارة إلى ما يسمى بمعبد العيون، الذي كشف عنه «مالون» في الثلاثينات من القرن العشرين، فقد عُثر في داخله على مذبح متقن الزخارف، معروض اليوم في متحف حلب، إلى جانب سلسلة من المعابد مشيدة فوق مصطبة عالية لايتعدى أحدثها 4000 سنة ق.م، إلا بوقت قصير، وتمثل أقدم معابد بلاد الرافدين مع ملحقاتها من المخازن.
وعهد تل براك في أواخر عصر حضارة أوروك صناعة الأختام، وطبعات سدادات الجرار الفخارية التي تختلف عن مثيلاتها في جنوبي الرافدين، كما عُثر على شواهد صناعات معدنية وأدوات صوانية وأدوات من حجر السبج (الأوبسيديان)، وحين حلت حضارة «جمدة نصر» مكان حضارة أوروك في جنوبي بلاد الرافدين استمرت حضارة أوروك في تل براك، وتابعت تجارتها بالمعادن والمواد الأخرى التي نُقلت من الأناضول، وكان النحاس من أبرز المواد المستوردة من مناجم شرقي الأناضول، في حين كان الصوف السلعة المفضلة محلياً في الألف الرابع ق.م.
حضارة الألف الثالث ق.م.
عهد تل براك حضارة نينوى، إلا حتى طبقات هذه الحضارة بحاجة إلى مزيد من الدراسة والكشف، والمعروف من خلال الرُّقُم المسمارية المكتشفة في إبلا، وتل بيدر، حتى تل براك تبوأ أوج ازدهاره السياسي في الألف الثالث ق.م، وتفيد رقم إبلا أنه نحوالعام 2400 ق.م، كانت «نَغَر» من أبرز مدن سورية الشمالية المشهورة بتربية الخيول المهجنة، التي كان سكان إبلا على استعداد لدفع أثمان باهظة في سبيل الحصول عليها.
وفي عام 2330 ق.م تقريباً، فتح صرغون الأكادي بلاد سومر، وشنَّ هجوماً عسكرياً من غربي إيران إلى الفرات، وادعى أنه دمّر إبلا، وبذا يمكن القول إذا صرغون وخلفاءه تمكنوا من تأسيس أول امبراطورية في التاريخ، وجعل حفيده «نارام سن»، أومن الممكن أحد أولاده، من تل براك عاصمة المنطقة.
حضارة الألف الثاني ق.م.
تحتل مدينة الألف الثاني ق.م، مساحة واسعة في أعلى قمة التل الشمالية، ويبدوأنه في العصر الميتاني (أواخر عصر البرونز) احتلت المدينة الخارجية أراضي شمالي التل. وقد عُثر في بيوت هذا العصر على فخار من نموذج «نوزي» و«الخابور»، كما عثر على معبد وقصر من العصر الميتاني كانا يحويان عدداً من النصوص المسمارية، وبتراً نادرة من الحديد والنحاس والزجاج والعاج. وقد سُجل على نصين من الألواح المسمارية قسمٌ قاطع، تم بحضور الملكين «تواشرتا» و«أرتاشومارا»، وعلى كلا النصين الختم الملي للملك «ساوستتار». ويفيد من نص آخر، حتى «نگر» كانت تُلفظ «نَوار» Nawar في نهاية الألف الثالث وبداية الألف الثاني ق.م، وتقع في مقاطعة المدينة الميتانية المهمة «تعيدو».
حاصر تل براك مرتين الملكان «أددنيراري الأول» و«شلمانصر الأول» في بداية القرن الثالث عشر ق.م، وكانا قد دمرا القصر والمعبد بما فيهما، حيث عُثر داخلهما على بقايا من مخلفات الحديد والنحاس وقوالب لصب المعادن، وأدوات برونزية، إضافة إلى كميات من عاج الفيل وفرس النهر وكتل زجاجية وبتر من الخزف المزجج، وتمثال من الحجر الكلسي.
حضارة الألف الأول ق.م.
لا يوجد فهمياً ما يشير إلى بقايا أثرية تعود إلى أواخر العصر الآشوري، ويُعزى وجود بعض كسر تماثيل بازلتية إلى الآراميين، وقد عثر على تمثال حجري من هذا العصر، قرب تل براك في الثلاثينات من القرن العشرين. وهناك مسقطان رومانيان يقعان أسفل تل براك، أحدهما على شكل قلعة، والآخر قرية صغيرة، إضافة إلى مخاضة رومانية تعبر وادي جغجغ بالقرب من تل براك.
أهمية تل براك التاريخية
تعود أهمية تل براك إلى مسقطه الجغرافي، إذ كان بوابة تتحكم بالطرق التجارية المنطلقة من جنوبي بلاد الرافدين إلى بلاد الأناضول شمالاً، وإلى الفرات والبحر المتوسط غرباً. كان تل براك مدينة ذات أهمية بالغة منذ بداية الألف الرابع ق.م. وأثبتت الحفريات أهمية التواصل الحضاري للمسقط، سواء من ناحية التحضر أوالتنظيم الإداري، وصار تل براك (نَغَر) في نهاية الألف الثالث ق.م أكبر المواقع في حوض الخابور وأهمها، إذ إنه كان يتحكم بمعظم الطرق التجارية القادمة من بلاد الرافدين، التي تنقل بوساطتها المواد الخام إلى الأناضول وإلى الغرب، وتشهد الأبنية المشيدة في أواسط الألف الثالث ق.م، على تطور معماري لا مثيل له. وتشير اللقى الأثرية الفريدة إلى نظام إداري دقيق في عصر الامبراطورية الأكادية، وبذلكقد يكون تل براك المركز المهم الثاني إضافة إلى تل موزان، من العصر الحوري ـ الميتاني في نهاية الألف الثالث، فهماً بأن التل قد سُكن باستمرار حتى العصر الروماني، مما يشير على أهميته الاستراتيجية.
الموضوعات ذات الصلة
- أكاديون
- العصر البرونزي
- حوريون
- عصور ما قبل التاريخ
- ميتانيون
انظر أيضاً
- Cities of the Ancient Near East
- Tell Chuera
الهوامش
- ^ Bowden 2012, p. 48.
- ^ ديفيد وجون أوتس، محمد وحيد خياطة. "تل براك". الموسوعة العربية.
فراءات أخرى
- Matthews, Donald M. (1997). The early glyptic of Tell Brak: cylinder seals of third millennium Syria. Göttingen: Vandenhoeck & Ruprecht. ISBN .
- Matthews, Donald; Eidem, Jesper (1993). "Tell Brak and Nagar". Iraq. 55: 201–207. ISSN 0021-0889. JSTOR 4200376.
- Matthews, Roger (2001). Excavations at Tell Brak - Vol. 4: Exploring an Upper Mesopotamian Regional Centre, 1994–1996. Cambridge: McDonald Institute for Archaeological Research. ISBN .
- J. Oates, Digging Deeper at Tell Brak, Proceedings of the British Academy, vol. 131, pp. 1–39, 2005
- Oates, David; Oates, Joan (1989). "Akkadian Buildings at Tell Brak". Iraq. 51: 193–211. ISSN 0021-0889. JSTOR 4200303.
- Oates, David; Oates, Joan (2008). Excavations at Tell Brak - Vol. 3: The Uruk and Ubaid Periods. Cambridge: McDonald Institute for Archaeological Research. ISBN .
- Oates, Joan (1982). "Some Late Early Dynastic III Pottery from Tell Brak". Iraq. 44 (2): 205–219. ISSN 0021-0889. JSTOR 4200163.
- Joan Oates, Joan; McMahon, Augusta; Karsgaard, Philip; Al Quntar, Salam; Ur, Jason (2007). "Early Mesopotamian urbanism: a new view from the north". Antiquity. 81 (313): 585–600. ISSN 0003-598X.
- Wilhelm, G. (1991). "A Hurrian Letter from Tell Brak". Iraq. 53: 159–168. ISSN 0021-0889. JSTOR 4200345.
- R. J. Matthews, Imperial catastrophe or local incident? An Akkadian hoard from Tell Brak, Syria, Cambridge Archaeological Journal, vol. 4, pp. 290–302, 1994
- M.Mallowan, Excavations of Brak and Chagar Bazar (Iraq 1947).
- David and Joan Oates, and H.McDonald, Excavations at Tell Brak, the Mitanni and Old Babylonien Periods (Cambridge 1998).
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Tell Brak. |
- Tell Brak feature
- (Yale University) Akkadian Empire Project: The Limits of Knowledge
- Piotr Michalowski, "Bibliographical information (Tell Brak & related matters)
- Piotr Michalowski, "An Early Dynastic Tablet of ED Lu A from Tell Brak (Nagar)" (pdf file)
- SciAm: Ancient Squatters May Have Been the World's First Suburbanites
- Death and the City: Recent Work at Tell Brak, Syra - Oriental Institute video/audio lecture