أبا إيبان

عودة للموسوعة

أبا إيبان

أبا إيبان

أبا إيبان يتوسط رئيس الوزراء الإسرائيلي بن جوريون والرئيس الأمريكي هاري ترومان.
وُلـِد 2 فبراير 1915
كيب تاون, جنوب أفريقيا
توفي 17 نوفمبر 2002
المهنة دبلوماسي وسياسي إسرائيلي

أبا ايبان (2 فبراير 1915 - 17 نوفمبر 2002) دبلوماسي وسياسي إسرائيلي.

ولد باسم اوبري سولومون مئير Aubrey Solomon Meir في كيب تاون جنوب أفريقيا وتلقى دراسته الجامعية في جامعة كمبردج حيث تفهم الشؤون الشرقية وأجاد اللغة العربية، وقد حاضر في الشؤون العربية والشرقية في نفس الجامعة من عام 1938 حتى عام 1940، ثم التحق بمشاة الجيش البريطاني ونقل إلى القاهرة، بناء على طلبه، عام 1941 ليعمل في مخط وزير الدولة البريطاني حيث تولى الرقابة على المواد العربية والعبرية، كما عمل كضابط اتصال بين بريطانيا و"الوكالة اليهودية"، وأشرف على تدريب كوادر صهيونية على العمليات الاستخبارية تمهيدا لتكليفهم بالتجسس لصالح الحلفاء، وفي عام 1946 انضم إلى القسم السياسي ثم أصبح، بعد ذلك، ضابط اتصال "الوكالة اليهودية" مع اللجنة الخاصة بفلسطين في الأمم المتحدة، وعقب قيام إسرائيل عين مندوبا لها في الأمم المتحدة حتى عام 1959، وحين عاد إلى إسرائيل انتخب عضوا عن حزب "مباي" "حزب عمال أرض إسرائيل" في الكنيست، وشغل منصب وزير التعليم والثقافة في عام 1960، ثم أصبح نائباً لرئيس الوزراء عام 1963، وفي عام 1966 تولى منصب وزير الخارجية، ويعد "إيبان" من أبرز المتخصصين الإسرائيليين في السياسة الخارجية الأمريكية، وقد لعب دورا هاما في التمهيد السياسي والدبلوماسي الإسرائيلي لعدوان 1967 خاصة في مباحثاته مع الرئيس الأمريكي جونسون ، وقد ارتفعت في إسرائيل، قبل وبعد حرب أكتوبر 1973، أصوات تنتقد "إيبان" وتحمله مسؤولية عزلة إسرائيل السياسية في أفريقيا، وبرغم محاولات "إيبان" الهجريز على مسؤولية العسكريين، وخاصة موشيه ديان، عن هزيمة إسرائيل في ميدان القتال في حرب أكتوبر، فقد تم إبعاده عن الاشتراك في حكومة "رابين" الأولى عام 1974، من أبرز خطه: "الصهيونية والعالم الغربي"، و"صوت إسرائيل"، و"شعبي"، كما شارك في وضع كتاب عن حياة "حاييم فايتسمان".


حرب 1967

حينما وصل أبا إيبان إلى واشنطن كان في استقباله السفير الإسرائيلي في واشنطن أفرام هارمان، وقد ركب معه سيارته من المطار الدولي إلى فندق ماي فلاور، وأبلغه حتى جونسون لن يقابله اليوم كما كان يتسقط لأنه مرتبط بزيارة رسمية ليوم واحد في كندا، وقد طار إليها في الصباح الباكر وسوف يعود في المساء. ولكن الرئيس الأمريكي قبل سفره أصدر تصريحا باسمه يعتبر أقوى ما صدر عنه في تأييد موقف إسرائيل في أزمة الشرق الأوسط. إلى غير ذلك كان على إيبان حتى يقضي يومه الأول في واشنطن مكتفياً بلقاءاته في وزارة الخارجية مع وزيرها، دين رسك، ومع كبار مساعديه.وقد ركز رسك في حديثه مع إيبان على ضرورة إعطاء الرئيس فرصة لبناء موقفه الدستوري والسياسي سواء مع الكونجرس أومع الرأي العام الأمريكي.

وقد طالب اجتماعاتهما إلى المساء فواصلاها على مائدة العشاء في غرفة الطعام الملحقة بمخط الوزير. وكان معظم الحديث عن سيناريوالقوة البحرية الدولية، وعن خطة عملها في اقتحام خليج العقبة، فإما حتى تتعرض لها مصر ويكون بعد ذلك ماقد يكون، وإما حتى تتراجع مصر إلى هزيمة سياسية ساحقة تكسر هيبتها ونفوذها وتمد تأثيرها إلى قوة النظام السياسي في القاهرة ذاتها.

وقد وقع في هذا الإجتماع أووجه رسك إلى إيبان سؤالاً عما إذا كان ينوي حتى يقابل يوثانت، الذي يعود من رحلته إلى القاهرة في ظرف ساعات. ورفض إيبان. وفي صباح اليوم التالي، كان أبا إبيان يتسقط إبلاغه في أية لحظة بموعده المنتظر مع الرئيس جونسون، يردد رسك على التليفون نفس سؤال اليوم السابق عن يوثانت فهويريد حتى يفرغ من مهمته في واشنطن باجتماعه مع الرئيس جونسون ويعود فوراً إلى إٍسرائيل ليلحق باجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي يوم الأحد، وهواجتماع يمكن حتىقد يكون حاسماً في التاريخ اليهودي. ثم أضاف إيبان إنه ليس هناك شيء ينتظره أويعنيه في تقرير يوثانت. ثم استطر إيبان طبقاً لمذكراته: "إن هناك حصاراً حول إسرائيل لابد من كسره. وأنا أشك حتى هناك شيئاً الآن يستطيع حتى يغير نظرتنا للأمور. وبصراحة كاملة فإنني أعتقد حتى العمليات العسكرية يفترض أن تبدأ في الأسبوع القادم.

فرد رسك – طبقاً لرواية إيبان في مذكراته: "إنني أفهمك".

وفي انتظار إبلاغه بموعده مع الرئيس جونسون، دعي إيبان إلى زيارة في غرفة عمليات الشرق الأوسط في مبنى البنتاجون. وهناك انضم إلى وزير الدفاع الأمريكي روبرت مكانمارا ورئيس هيئة أركان الحرب للقوات المسلحة الأمريكية المشهجرة، وهووقتها الجنرال إيرل هويلر، وكان في صحبته السفير الإسرائيلي في واشنطن هارمان، والملحق العسكري الإسرائيلي الجنرال يوسف جيفا. وأما الوزير المفوض في السفارة إيفرون وهوالشخص الأهم في التمثيل الإسرائيلي كله في واشنطن – فقد بقي في السفارة في واشنطن لمتابعة التطورات المستجدة مع جميع دقيقة.

واكتشف إيبان حتى الفارق الوحيد بين المؤسسة العسكرية الأمريكية وبين المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هوفارق في حساب الساعات فقط، بمعنى أنه في حين حتى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كانت تعتقد أنها لا تستطيع الإنتظار لساعات فإن المؤسسة العسكرية الأمريكية كانت تعتقد حتى إسرائيل تستطيع الإنتظار أياماً خصوصاً وأنه ليس هناك ما تخشى منه، فالتفوق مكفول لها بطريقة مؤكدة، وليس في وسع الطرف المصري حتى يغير الموازين في المستقبل المنظور.

وفي غرفة العمليات في البنتاجون، وأثناء عملية استعراض لكل الاحتمالات نطق الجنرال إيرل هويلر رئيس هيئة أركان الحرب المشهجرة موجهاً كلامه لإيبان: "إنني لا أريدك حتى تقلق من أي اعتبار.. سواء بدأوا هم (يقصد المصريين) أوبدأتم أنتم (يقصد الإسرائيليين) – فليس لدينا شك في النتيجة، فنحن نعهد حجم ما متاح لكم، كما أننا نقدر كفاءتكم في إدارته". ثم أضاف: "حسابات المعركة كلها في صالحكم... هذه تقديرات جميع خبرائنا ولم يعترض منهم أحد، فلديكم جميع ما لازم وزيادة".

وربما كان من أغرب التعليقات التي أبديت في هذه النقطة هوما ذكره ريتشارد هيلمز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في لقاء له مع دونالد نيف حتى "الإسرائيليين لم يكن لديهم عذر في الضغط الذي مارسوه في تلك الساعات وهم يتعجلوننا في التحرك. ففي ذلك الوقت كانوا يطلبون ما يحتاجونه من المخازن الأمريكية ليس بالأنواع ولكن بالأرقام الكودية السرية للأسلحة. ومعنى ذلك حتى جميع ما كان لدينا من أسرار السلاح كان مفتوحاً لهم.".

وفي صباح يوم 26 مايولم يكن أبا إيبان قد تلقى بعد معلومات محددة عن موعده مع الرئيس جونوسن، وقد رأى إرسال إيبي إيفرون الوزير المفوض في السفارة (وحلقة الاتصال المعتمدة مع الحكومة الخفية) إلى البيت الأبيض بنفسه لكي يستعجل موعد الاجتماع على أساس حتى إيبان يريد حتى يعود في أسرع وقت ممكن إلى إسرائيل. ومضى إيفرون بالعمل إلى لقاءة مع والت روستو، مستشار الأمن القومي للرئيس – وطمأنه روستوإلى حتى الرئيس يفترض أن يقابل وزير الخارجية الإسرائيلي في ظرف ساعة واحدة. وقام إيفرون فأبلغ إيبان بالموعد المحدد، واستبقاه والت روستولأنه أراد حتى يتحدث معه في ترتيبات الإجتماع.

كان والت روستوقبل دقائق قد حول إلى الرئيس الأمريكي مذكرة أخيرة قبل اجتماع مع إيبان تسلمها على الفور من وزير الخارجية دين رسك، وفي هذه المذكرة نطق رسك بالحرف "أمامك وأنت تقابل إيبان اليوم خياران:

1- حتى تهجر للإسرائيليين حتى يتصرفوا بما يرونه لحماية أمنهم، ومعنى هذا حتى الوقت قد حان لتطبيق سياسة إطلاق العنان لإسرائيل (واستخدم رسك نفس التعبير الشهير "Unleash Israel"). وتوصية الخارجية حتى الوقت من الممكن لم يجيء بعد لهذا.

2- حتى تقنع إبان بشكل قاطع بأن عملنا من أجل تشكيل قوة بحرية دولية تقتحم الخليج وتكسر الحصار – هي سياسة معتمدة وقابلة للتطبيق. وتوصية الخارجية حتى هذا هوالخيار الأفضل."

وقد حول روستوهذه المذكرة إلى مخط الرئيس وجلس مع إيفرون يبحثان ترتيبات لقاءة جونسون لوزير خارجية إسرائيل. فقد كان رأي مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي حتى يحاط لقاء الرئيس مع وزير الخارجية الإسرائيلي في هذه اللحظات الحساسة بأقل قدر ممكن من النادىية حتى لا تثور ردود عمل مبكرة ليس لها لزوم الآن. وتساءل روستووهويتحدث مع إيفرون: " هل يستطيع أبا إيبان حتى يقول إنه في مناسبة وجوده في واشنطن مر على الرئيس لكي يقدم له تحيته وإحترامه،يا ترى؟ - ورد إيفرون بأن أبا إيبان لا يستطيع حتى يدلي بمثل هذا التصريح للصحفيين بعد انتهاء لقاءته للرئيس جونسون، ولوعمل فإنهم يفترض أن يذبحونه في إسرائيل".

وبينما كان إيفرون لا يزال يتحدث مع روستو، دق التليفون في مخط مستشار الأمن القومي، وكان جونسون هوالذي يتحدث. وحين عهد حتى إيفرون موجود مع روستو، طلب إليه حتى يبعث به إلى مخطه، فقد كان جونسون يريد حتى يناقش مع الوزير المفوض في السفارة الإسرائيلية ما الذي يمكن حتى يبحثه مع أبا إيبان. وللوهلة الأولى فقد كان ذلك تصرفاً مذهلاً. فليس من المعقول حتى يبحث الرئيس الأمريكي بنفسه – مسبقاً – مع وزير مفوض هومرؤوس للسفير الذي هوبدوره مرؤوس لوزير الخارجية – أموراً يريد بحثها مع أبا إيبان. والواقع حتى جونسون كان يريد حتى يستوثق من إيرفون عن مدى ما يعهده إيبان، وهل هوفي دائرة الفهم اليقينية للخفايا أوأنه خارجها. ولقد لفتت هذه الواقعة بالعمل نظر دونالد نيف وغيره من دارسي هذه الفترة، وتعرضوا لها بالملاحظة والاستغراب.

كان ليندون جونسون مستعداً للقاء أبا إيبان بأكثر مما كان يتصور وزير الخارجية الإسرائيلي أويتسقطه. والواقع حتى بداية النصف الثاني من شهر مايو1967 كانت حافلة باعوامل تدفع جونسون دفعاً إلى خياره الإسرائيلي في الشرق الأوسط. وقد بدأت هذه الفترة بالنسبة له بتقرير سري خطه إليه الجنرال وستمورلاند القائد العام للقوات الأمريكية في فيتنام يطلب فيه زيادة في حجم قواته تصل إلى 160 ألف جندي. كانت القوات الأمريكية العاملة بالعمل تحت إمرة وستمورلاند قد وصلت إلى 440 ألف جندي، والآن عاد يطلب تعزيزاً إضافياً بحجم 160 ألف جندي. جميع ذلك دون حتى تظهر نتائج محققة للحرب تقنع الكونجرس أوالرأي العام بمساندة موقف جونسون إزاءها.

كان جونسون أيضاً قد اطلع على تقرير آخر عن عدد القتلى الأمريكيين في فيتنام في فترة الأسبوع الثاني من شهر مايو، وكان عددهم 2929 قتيلاً. وكان عدد الجرحى ضعف هؤلاء. ومن تلك الحقائق وغيرها فقد كانت شعبية جونسون في استطلاعات الرأي العام قد تدنت – طبقاً لاستقصاء قامت به مؤسسة جالوب – إلى 36% بهبوط قدره 20% عن العام السابق. وعاد جونسون بوساوسه إلى الانتخابات السابقة سنة 1968، واتىت المعلومات بأن الحزب الجمهوري يتجه إلى ترشيح ريتشارد نيكسون في هذه الانتخابات. كما حتى الشواهد راحت تشير إلى حتى جماعات المصالح المؤيدة لنيكسون ترتب حملة انتخابية مبكرة من طراز كفء يعتمد بالدرجة الأولى على استغلال التلفزيون الذي أصبح العدورقم 1 لجونسون بتأثير ما يعرضه من صور الحرب في فيتنام. وفي أعماقه فإن جونسون كان يقاوم مصير حتى يدخل التاريخ الأمريكي باعتباره أول رئيس للولايات المتحدة قادها إلى هزيمة سياسية وعسكرية وأمام إحدى دول العالم الثالث.

ولم تكن حرب فيتنام وحدها هي مصدر الضغط على الرئيس الأمريكي وتهيئته للقائه المنتظر مع وزير خارجية إسرائيل. ففي هذا الوقت كان الحديث المكتوم في العاصمة الأمريكية يدور حول تعلق جونسون الشديد بواحدة من ألمع نجوم المجتمع الأمريكي في ذلك الوقت، وهي السيدة ماتيلدا كريم، وهي زوجة رجل أعمال اتصل به وأصبح من أقرب أصدقائه. ومن المؤكد الآن حتى علاقة جونسون بماتيلدا وصلت إلى الحد الذي نادى باحثاً مدققاً مثل دونالد نيف حتى يقول في صفحة رقم 158 من دراسته عن حرب سنة 1967 ما نصه: إنه من سوء الحظ حتى الرئيس الأمريكي أسلم نفسه لمشاعر امرأة متحيزة في ساعات عصيبة ومعقدة بعوامل وأجواء أزمة دولية خطرة".

وكان أصدقاء جونسون وكذلك صفوة من معاونيه يعهدون تأثير ماتيلدا على الرئيس، فقد كانت هي وزوجها معه على الغداء أوالعشاء أكثر من مرة في الأسبوع في البيت الأبيض، كما حتى أجازاته بما فيها أيامه التي يقضيها في مغرسته في تكساس، كانت جميعها في صحبة ماتيلدا، وكان مغرماً بركوب الخيل معه والذهاب إلى ضفاف نهر بدرناليس القريب من مغرسته، وهناك كان يقوم بنفسه بإعداد الباربكيو(شواء اللحم) ويهجر نفسه على طبيعته ويمرح كشاب في العشرين من عمره.

وكان مخط الاتصالات في البيت الأبيض وكل العاملين فيه يعهدون حتى تليفونات ماتيلدا للرئيس لا يمكن ردها أوتأجيلها مهما كانت مشاغل الرئيس. وتسجل دفاتر المحادثات التليفونية في البيت الأبيض حتى تليفونات ماتيلدا كان لابد من تحويلها إلى الرئيس حيث هوحتى ولوكان في اجتماعات مجلس الأمن القومي، كذلك كانت هي الشخص الوحيد – إلى جانب مستشار الأمن القومي – الذي يملك إيقاظ الرئيس من نومه إذا طلبت ذلك. وفي معظم الليالي التي كان جونسون غير مرتبط فيها بعشاء رسمي، فقد كان موعده المفضل لتناول العشاء مع ماتيلدا كريم – وعندما تقتضيه الظروف حتى يمضى إلى نيويورك فقد كان يمضى جميع ليلة ليكون في صحبة ماتيلدا في الشقة الفاخرة التي تعيش فيها مع زوجها آرثر كريم في مانهاتن.

كانت ماتيلدا مولودة في 1927 من أب سويسري اسمه جالاند وأم إيطالية وهومزيج أعطاها نوعاً من الجمال والحيوية يظهر حتى تأثيرهما معاً منحها جاذبية لا تقاوم بشهادة الذين عهدوها عن قرب. وكانت حياتها حافلة، فقد انفصل والدها عن أمها أثناء طفولتها وألحقت في مدرسة داخلية كاثوليكية. ولم تقض غير سنوات في هذه المدرسة حتى غادرتها وظهرت في روا، ثم اختفت من روما لتظهر في إسرائيل ملتحقة بمعهد وايزمان وواقعة في غرام شاب من أعضاء جماعة شتيرن ضمن الحلقة التي كانت تنتمي إليها مجموعة الشباب الذين نفذوا محالة إغتيال اللورد موين وزير الدولة البريطاني في الشرق الأوسط ومقره القاهرة سنة 1944. ولم يكن هذا الشاب – ومسماه ديفيد دانون – ضمن الذين نفذوا محاولة الاغتيال مباشرة، بل كان دوره في الصفوف الخلفية من التخطيط والإعداد. وعندما تمكن البوليس المصري من اعتنطق الشابين اللذين نفذا عملية الاغتيال وحكم عليهما بالإعدام، ونفذ الحكم عملاً في سجن الاستئناف بالقاهرة – أصيب دانون بصدمة جعلته يعتزل العمل الإرهابي ويتفرغ لمهام النادىية السياسية للقضية الصهيونية. وفي ظروف معركة فلسطين 1948 عاد دانون إلى الخدمة في قوات الهاجاناة، وفي ذلك الوقت تزوج دانون من ماتيلدا التي هجرت الدين الكاثوليكي، وأصبحت يهودية ومقاتلة صهيونية متحمسة.

ومات دانون بعد ذلك في ظروف غير معروفة، وبعد سنوات قليلة ظهرت ماتيلدا في نيويورك، واستقرت في الولايات المتحدة، وهناك تزوجت من رجل أعمل أمريكي يكبرها سناً بكثير، وهوآرثر كريم. وتحولت المقاتلة الجميلة إلى سيدة مجتمع بدأ نجمها يلمع في نيويورك وواشنطن. وتعهد ليندون جونسون على الزوجين في الفترة التي كانت فيها نائب رئيس لكنيدي، وربما كان أول ما جمعهما معاً هوالحماسة الزائدة لإسرائيل. فقد كان معروفاً حتى ليندون جونسون صديق حميم لإسرائيل، كما حتى ماتيلدا كانت تعتبر نفسها صهيونية بالكامل. وقد روت هي مرة حتى ليندون جونسون نطق لها في أول مرة قابلها بعد إغتيال كيندي: "إنني أعهد أنكم كنتم تعتبرون كيندي صديقاً لإسرائيل، وهذا سليم، ولكن قولي لأصحابنا حتى إسرائيل فقدت صديقاً في البيت الأبيض وربحت صديقاً أفضل منه في نفس المكان". ولم يتضح عمق العلاقات بين جونسون وبين ماتيلدا إلا عندما أصبح جونسون رئيساً وهجرزت جميع الأضواء عليه وعلى حركاته وسكناته وعلى الذين يقابلهم ويختلط بهم، باعتبار حتى الرئيس هوبؤرة الاهتمام وملتقى الأضواء في العاصمة الأمريكية. وكانت ماتيلدا في ذلك الوقت تقترب من الأربعين وقد وصل جمالها إلى ذروته، وأكسبتها التجارب المتنوعة خبرة في ترويض الرجال.

وفي أيام الذروة من أزمة مايو1967 كان جميع أصدقاء إسرائيل يعزفون الطريق إلى قلب ليندون جونسون. وكان هجريزهم على ماتيلدا شديداً، ولم تكن هي بدورها في حاجة إلى من يقتنها. إلى غير ذلك فإنها كانت تعيش داخل صورة الأزمة دقيقة بدقيقة، وعلى اتصال مستمر ودائم بليندون جونسون.

وكان جونسون قد شرح لماتيلدا خطته في الأزمة وكيف أنه يريد حتى يبني موقفه على توافق عام مع الكونجرس ووسائل الإعلام والرأي العام الأمريكي، وأن هذا يتأتى بأن يظهر أمام الجميع أنه اتخذ جميع المسالك المتاحة له بالسياسة والدبلوماسية قبل حتى يلجأ إلى العمل المباشر. ولعدة أيام كانت ماتيلدا على اقتناع بصواب رأيه، ولكن صبرها راح ينفد بسرعة مع مرور الساعات وتزايد الإلحاح عليها إلى درجة حتى دونالد نيف ينقل عن الذين عهدوها في تلك الفترة أنها حذرت جونسون من وزير خارجيته رسك ومن بعض كبار المسئولين في وزارة الخارجية قائلة له: "إن هؤلاء الناس ليست لديهم مقومات المقاتلين في أزمة، وأن أعصابهم مستهلكة، وهي تخشى من أنهم يخدرون عزمه وتصميمه بكل هذا الذي يقترحونه عن ضرورة تهيئة الجولتوافق عام، بل إذا ماتيلدا مست صميم حيرة ليندون جونسون حين نطقت له أثناء مناقشة بينهما في حضور إيب فورتيس وهوأحد قضاة المحكمة العليا – ويهودي- إنه يستطيع حتى يكسب في الشرق الأوسط جميع ما خسره في الشرق الأقصى. وقد أضافة بن واتنبرج، وهورجل أعمال من أصدقاء جونسون وماتيلدا كريم، إلى ذلك قوله موجها كلامه للرئيس: "إن الحمائم في فيتنام صقور في الشرق الأوسط، وإذا استطعت حتى تعطيهم ما يطلبونه في الشرق الأوسط فسوف يعطونك ما تطلبه في الشرق الأقصى". وكان واتنبرج يشير بذلك إلى حقيقة حتى عدداً كبيراً من المثقفين اليهود كانوا يعارضون حرب فيتنام ذات الوقت الذي كانوا فيه يطالبون جونسون بشن الحرب في الشرق الأوسط. هكذا كان جونسون مستعداً لاستقبال أبا إيبان. وكان يفهم تماماً وجهة نظر الإسرائيلية ودواعي العجلة التي تدفعها. ومن ناحية أخرى كانت اتصالاته مع الكونجرس ومع الاتحاد السوفيتي ما زالت مستمرة.

واستمع إلى شرح أبا إيبان لآخر تطورات الموقف في هدوء. وهجر له الفرصة ليقول جميع ما عنده، ثم اتى عليه الدور ليتحدث، وبدأ فنطق لإيبان: "إنه يرجوحتى تعطيه إسرائيل فرصة تقاس بالساعات وليس أكثر، وأن تتصرف في هذه الساعات بوحي من ثقة كاملة فيه". ثم طلب من إيبان حتى يتذكر الإجراءات التي قام بها في الأيام الأخيرة لطمأنة إسرائيل إلى وسائل القوة المتاحة لها وإلى الوقوف الأمريكي إلى النهاية معها. وعد جونسون بعضاً من هذه الإجراءات فذكر أنه أصدر عن البيت الأبيض عدة تصريحات كان آخرها صباح هذا اليوم بإعلان حتى ما أقدمت عليه مصر غير قانوني وتعسفي، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع حتى تقبله كأمر واقع. وأضاف جونسون قائلاً لإيبان: "إنك كدبلوماسي تستطيع حتى تزن معنى هذا الكلام". ثم استطرد جونسون فنطق له: "إنه أمر بزيادات كبيرة على حجم الأسطول الأمريكي وأضاف إلى قوته في الساعات الأخيرة اثتنين من حاملات الطائرات، هما حاملة الطائرات أمريكا وحاملة الطائرات ساراتوجا، وهما هناك لا تقومان بنزهة بحرية وإنما هما في طريقهما للإنضمام إلى الأسطول الأمريكي لمهام جدية تعهدها إسرائيل ولابد حتى تقدرها. ثم أضاف جونسون، إنه سقط قبل يومين على أمر بإسرائيل آخر مجموعة كانت مطلوبة لإسرائيل من طائرات سكاي هوك، وهي أحدث مقاتلة قاذفة في الترسانة الجوية الأمريكية، وبالتالي فقد أصبح لدى إسرائيل أكثر من ثمانين طائرة من هذا الطراز، وذلك إلى جانب شحنات كبيرة وافق على إرسالها بسرعة من المخزون الاستراتيجي للولايات المتحدة في قواعدها الأوروبية. ثم تمهل ليندون جونسون في حديثة قليلاً قبل حتى يقل لإيبان: "هناك أشياء أخرى كثيرة، ويستطيع والت (يقصد والت روستو، مستشاره لشؤون الأمن القومي) حتى يحدثك عنها تفصيلاً، وإن كنت أظن حتى جماعتكم في استطاعتهم حتى يحدثوك عنها أكثر منه".

ثم عاد جونسون يقول إنه لا يساوره أي تردد فيما يتعين عليه حتى يعمله إزاء تعهداته لإسرائيل، فهوملتزم بهذه التعهدات، بل وعلى استعداد لأن يمضى إلى أبعد مما تعهد به. لكنه يريد من أصدقائه في إسرائيل حتى يتفهموا موقفه الدستوري، فهومقتنع بضرورة حتى يأخذ الكونجرس كله معه فيما يقرره. وتوقف في هذه اللحظة بعض الوقت ثم اعترته نوبة من الحكمة فنطق لإيبان بالحرف: "إن ما يفكر فيه الرئيس الأمريكي لا يساوي خمسة سنتات إذا لم يكن الكونجرس والرأي العام واقفين وراءه. بدون الكونجرس والرأي العام فأن رجل من تكساس طوله ستة أقدام وأربع بوصات، وأما بالكونجرس فأنا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

ثم أشار جونسون إلى حتى الكونجرس يتحرك بسرعة ليأخذ مكانه وراء إسرائيل وكذلك الرأي العام في الولايات المتحدة، ولكن علينا حتى نجيء إلى صفنا بالرأي العام لنضمن تأييده وعزلة الاتحاد السوفيتي، وهذا هوسبب اهتمامنا الوحيد: "المناقشات التي تجري في مجلس الأمن وتقرير يوثانت الذي هوالآن على وشك حتى يعلن".

وأبدى أبا إيبان ضيقه من أي شيء يصدر عن الأمم المتحدة، وأضاف إذا تجارب إسرائيل مع الأمم المتحدة جميعاً، وأسوأها ما جرى سنة 1956، ورد عليه جونسون قائلاً: "ولكن سنة 1967 ليست هي سنة 1956".

وسأله أبا إيبان في النهاية ماذا يقوله لزملائه في مجلس الوزراء الذي سيحضر اجتماعه يوم الأحد المقبل، ورد عليه جونسون: "قل لهم إذا إسرائيل لن تكون وحدها إلا إذا أرادت هي حتى تكون وحدها". وكان أبا إيبان يريد تعهداً محدداً فسال جونسون: "هل أستطيع حتى أنقل للمجلس أنكم يفترض أن تستعملون جميع وسائل القوة المتاحة لكم لدعم موقفنا؟"، ونطق له جونسون: "نعم"، ثم أضاف: "نعم" ثلاث مرات، وضع جميع واحدة منها خطاً لمزيد من التأكيد". وهم جونسون بالقيام وقد انتهت اللقاءة تقريباً، ثم توقف لحظة وعادة يقول لإيبان: "قل لهم إذا إسرائيل تستطيع حتى تعتمد علي. إنني لن أنكص عن وعد ولن أنسى حدثة قلتها. ولكي لا أريد حتى أهجر ثغرة لاحتمال تدخل سوفيتي لأنكم سئمتم الانتظار عدة ساعات". بعد سفر أبا إيبان من واشنطن بيوم واحد – خط والت روستومستشار الأمر القومي مذكرة إلى الرئيس جونسون يقول فيها:

«

"السبت 27 مايو1967

الساعة 3.3 بعد الظهر

من والت روستوإلى الرئيس

(كان الرئيس مع بعض أصدقائه، ومن بينهم ماتيلدا كريم وزوجها، قد مضى لتمضية عطلة نهاية الأسبوع في مغرسته في تكساس).

رأيتك إحاطتك بنقطتين بشأن ما تنوي السكرتارية العامة للأمم المتحدة حتى تعمله:

1- التثبت كأمر واقعي بأنه ليس هناك سفن تحمل الفهم الإسرائيلي يتسقط مرورها في الخليج لمدة ثلاثة أسابيع.

2- واستناداً إلى هذه المعلومات سيطلبون من الجمهورية العربية المتحدة حتى تواصل جميع السفن الأخرى اجتياز الخليج، باستثناء تلك التي تحمل مواد إستراتيجية. ولم يتضح ما إذا كان هذا يضم ناقلات البترول أم لا. وهناك ضغوط تبذل في نيويور بإتمام صفقة مع مصر تقضي بأن يسمح لجميع السفن باستثناء تلك التي تحمل فهم إسرائيل بعبور الخليج دون تفتيش. وقد عارض وزير الخارجية رسك هذا الاتجاه على ضوء بياناتكم الواضحة مع إبان إيبان مساء أمس. ولن تقبل إسرائيل مركز مواطن من الدرجة الثانية في الخليج. كما حتى الإسرائيليين يخشون حتى يمتد الوقف الاختياري (طبقاً لاقتراح يوثانت) إلى أكثر من ثلاث أسابيع ليصبح تسوية أمر واقع. 3- تتجه الآن سفينة أمريكية هي السفينة جرين آيلاند وهي محملة بأسلحة إلى الأردن، وهي على وشك دخول الخليج الآن إلى ميناء العقبة الأردني. وقد صدرت إليها التعليمات بأن تقف في وسط البحر حتى تتاح لكم الفرصة لسماع توصيات وزير الخارجية ووزير الدفاع، وكلاهما يقوم بإعداد توصياته لكم في اللحظة الراهنة. وقد يظهر دخول هذه السفينة إلى مواقع الحصار المصري نوعاً من الاختبار بدون إعداد. كما حتى حمولة السفينة كلها من الأسلحة المتوجهة للأردن، وهذا يثير رأياً آخر يستحسن عدم الموافقة على حتى تواصل السفينة رحلتها إلى ميناء العقبة. هذا مع الفهم حتى سفيرنا في الأردن يوصي بأن تمضي السفينة قدماً إلى هدفها بسبب الآثار النفسية المعاكسة التي يمكن حتى يحسب بها الأردنيون نتيجة لتوقفها. مع راتى ملاحظة حتى الإذاعات العربية تكرر الآن بصوت عالي أننا حولنا اتجاه السفينة لأنها تحمل أسلحة للأردن.

إمضاء والت روستو".»

ويوم 29 مايوأحال والت روستومستشار الأمن القومي لليندون جونسون إلى رئيسه (الذي كان لا يزال في مغرسته بتكساس) تقريراً عن آخر التطورات، وكان نصه كما يلي:

«

"يتطلب المخطط الخالي منا استنفاد الاحتمالات الممكنة في الأمم المتحدة، ثم نصدر بعد ذلك إعلاناً من قبل الدول البحرية، ثم نقوم باختبار مباشر لحرية الملاحة في خليج العقبة بأنفسنا. وثمة تقدير ضئيل من الثقة في حتى يسفر طريق الأمم المتحدة عن حل. وإن كان من المتسقط في أغلب الظن هواستنفاده من قبيل الإنضمام. وهناك ضغوط شديدة من جانب أصدقائنا الذين لا يؤمنون بفعالية الأمم المتحدة، وكلهم يرون حتى نتجنب طريق الأمم المتحدة بما في ذلك عدم الإصرار على استصدار قرار من مجلس الأمن بتأكيد حق المرور البريء (أي مرور السفن غير العسكرية).

إن أي قرارات من الأمم المتحدة قد يحدث لها مذاق معين داخل وخارج الأمم المتحدة، لكنه حال حتى تنطلق تحركاتنا خارج الأمم المتحدة فسيكون في استطاعتها حتى تستحوذ على جميع الأضواء. هذا مع أنني من طبيعة الحال أفهم ضرورة استخدام جميع آليات الأمم المتحدة، وإن كنت قد بدأت أشعر حتى إمكانياتها جميعاً قد استنفدت."

إمضاء والت روستو".»

وفي الساعة التاسعة من مساء نفس اليوم الأحد 29 مايو، اتصل الدكتور رالف بانش مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة بالسفير حمد عوض القوني. وخط السفير القوني بعد هذا الاتصال برقية شفرية إلى القاهرة، كان نصها:

«

"إلحاقاً لبرقية البعثة رقم 3108/149 بتاريخ 29/5:

أبلغني الدكتور بانش حتى السكرتير العام قد عدل عن توجيه النداء (إلى الرئيس جمال عبد الناصر بشأن إعلان الوقف الاختياري في الخليج لمدة أسبوعين) كما عدل عن توجيه النداء الآخر إلى أشكول. وطلب سحب الندائين لأنه لا يود حتى يقوم بعمل يسيء إلى الموقف بدلاً من تخفيفه.أضاف حتى يوثانت لم يصله كتابة قبل سفره من القاهرة من السيد وزير الخارجية بتأكيد ما تم الاتفاق عليه.

شكرت السكرتير العام وقدرت له هذا التصرف الأخير، فقد جنبنا عواقب خطيرة.

إمضاء

مندوب دائم

محمد عوض القوني"»

كان السفير القوني متعجلاً في إرسال هذه البرقية للقاهرة حتى لا تبني مصر فألها على الإنطباع بان حالة الوقف الاختياري لا تزال قائمة ومنفذة. وبالتالي فإنه لم يضمن برقيته جميع تفاصيل حديثه مع بانش متعجلاً حتى يصل مضمونها إلى القاهرة بأسرع ما يمكن لكي تعيد تقدير حساباتها. ثم عاد بعد ذلك فخط برقية شفرية أخرى إلى القاهرة يقول فيها "إنه حاول ان يستوضح بانش عن الأسباب التي دعت السكرتير العام إلى تغيير رأيه في ظرف عدة ساعات، ولم يحصل منه على جواب شاف سوى حتى بانش يردد له ما تجاوز حتى نطقه من حتى السكرتير العام يسعى إلى حل أزمة ولا يريد حتى يضيف إليها أزمة أخرى. وهويشعر حتى تدخله في هذه الفترة ليس مناسباً، وإنما هوسيكتفي بتقريره إلى مجلس الأمن ويهجر للمجلس إذا شاء حتى يطلب هوأية حلول يقترحها أعضاؤه ويتوصلون إليها من خلال مناقشاتهم.

ثم روى السفير القوني في برقيته أنه أثار مع بانش نقطتين:

1- أنه لم يكن هناك اتفاق على حتى يقوم وزير خارجية الجمهورية العربية المتحدة بتبليغ يوثانت كتابة قبل سفره من القاهرة بأي شيء. وأن فهم القاهرة هوحتى يوثانت كان في تلك الفترة من مهمته يحاول تنسيق أفكار وجهود الأطراف.

2- الدليل على ذلك أنه بعد عودة السكرتير العام إلى نيويورك بعث بندائه إلى جميع من الرئيس جمال عبد الناصر وإلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول، وأنه هوشخصياً (أي السفير القوني) أبلغ يوثانت بموافقة الرئيس على ندائه ولم يسمع منه سوى حدثات الشكر والتقدير.

ثم خلص القوني إلى حتى الموضوع بدا له مستغرباً. وزاد من استغرابه حتى يوثانت هوالذي كان يجب عليه بروتوكولياً "أن يبلغه بنفسه أنه غير فكره وعدل عن توجيه ندائه". وكان واضحاً من هذا كله حتى الضغوط على يوثانت أصبحت أكثر مما يحتمل. ولم يكن أحد يتصور في ذلك الوقت حتى مصدر هذه الضغوط المتزايدة هومغرسة ليندون جونسون في تكساس.

وذات يوم في نهاية 1967 جاء بدعوة من جونسون سفراء السعودية وتونس ولبنان والكويت، في محاولة من جونسون لأثبات عدم عزلة أمريكا عن العالم العربي. جلس السفراء إلى المائدة يأكلون ويتحدثون في الوضع في الشرق الأوسط ، بينما جونسون يداعب كلبه المدلل (بيجل) ويطعمه من فتات النائدة إذ ذاك نطق جونسون:

«دعونا من الكلام في السياسة، ولنجعل من غذائنا مناسية اجتماعية تماماً.»

وحين تغير الكلام .. لم يستطع جونسون مسايرة هذا التغيير، حتى نادى كلبه وبدأ يتحدث إليه:

«ماذا أستطيع حتى أعمل،يا ترى؟ رجل يضايق جاره ضيقاً شديداً إلى حتى فرغ صبر الجار، فأمسك به وضربه (علقة) ساخنة. فماذا أستطيع حتى أعمل من أجله.»


تمكنه من اللغة العربية

قام في عام 1947 بترجمة رواية "يوميات نائب في الأرياف" للمحرر توفيق الحكيم.

وفاته

توفي في إسرائيل عن عمر يناهز السابعة والثمانين، وهوأحد أبرز ساستها المخضرمين "أبا إيبان" وزير خارجيتها في الفترة ما بين أعوام 1966 1973، أي أنه لف الدبلوماسية الإسرائيلية خلال حربين فاصلتين في التاريخ الإسرائيلي.

مرئيات

وزير الخارجية الإسرائيلي آبا إيبان يتحدث عن استهداف الموساد
للخبراء الألمان في مصر، أواخر الخمسينيات.


تراجم

  • Voice of Israel. 1957. OCLC 332941 .
  • The tide of nationalism (Herbert Samuel lecture). 1959. OCLC 371099.
  • My people: the story of the Jews. 1968. ISBN 0-394-72759-2.
  • My country; the story of modern Israel. 1972. ISBN 0-394-46314-5.
  • Abba Eban: an autobiography. 1977. ISBN 0-394-49302-8.
  • The new diplomacy : international affairs in the modern age. 1983. ISBN 0-394-50283-3.
  • Heritage : civilization and the Jews. 1984. ISBN 0-671-44103-5.
  • Personal witness : Israel through my eyes. 1992. ISBN 0-399-13589-8.
  • Diplomacy for a new century. 1998. ISBN 0-300-07287-2.


المصادر

  • صحيفة العالمية
  • The Commentator; "In Memoriam"; Volume 67, Issue 5; November 25, 2002
  • Biography at "The Department for Jewish Zionist Education," http://www.jafi.org.il/education/100/people/BIOS/eban.html

وصلات خارجية

  • Abba Eban Centre for Israeli Diplomacy (Part of the Harry S. Truman Institute for the Advancement of Peace)
  • Israeli Ministry of Foreign Affairs (Biography and Selected Speeches)
  • Interest & Conscience in Modern Diplomacy PDF of speech presented at the Carnegie Council's Fourth Annual Morgenthau Memorial Lecture
مناصب دبلوماسية
سبقه
إلياهوإيلات
السفير الإسرائيلي للولايات المتحدة تبعه
أفراهام هارمان
مناصب سياسية
سبقه
زلمان أران
وزير تعليم إسرائيل تبعه
زلمان أران
سبقه
جولدا مئير
وزير خارجية إسرائيل تبعه
إيجال ألون
  1. ^ الإنفجار 1967،. مركز الأهرام للترجمة والنشر. |first= missing |last= (help)
  2. ^ هل يمكن حتى تتغير أمريكا،يا ترى؟ السياسة الأمريكية من (بيجل) إلى تعهدات (أوباما)، الفكر القومي العربي
تاريخ النشر: 2020-06-07 09:57:27
التصنيفات: الممثلون الدائمون لإسرائيل لدى الأمم المتحدة, وزراء إسرائيليون, إسرائيليون, مواليد 1915, وفيات 2002, سفراء إسرائيل إلى الولايات المتحدة, خريجو جامعة كمبردج, زملاء جامعة كمبردج, Alumni of Queens' College, Cambridge, British Army officers, Israel Prize for lifetime achievement & special contribution to society recipients, Israeli expatriates in the United States, يهود إسرائيليون, People educated at St Olave's Grammar School, Politicians from Cape Town, People from Southwark, South African emigrants to Mandatory Palestine, South African emigrants to the United Kingdom, يهود بريطانيون, South African Jews, South African people of Lithuanian-Jewish descent, Israeli people of South African-Jewish descent, Presidents of Weizmann Institute of Science, Alignment (political party) politicians, Mapai politicians, Ministers of Education of Israel, Ministers of Foreign Affairs of Israel, Members of the 4th Knesset (1959–61), Members of the 5th Knesset (1961–65), Members of the 6th Knesset (1965–69), Members of the 7th Knesset (1969–74), Members of the 8th Knesset (1974–77), Members of the 9th Knesset (1977–81), Members of the 10th Knesset (1981–84), Members of the 11th Knesset (1984–88), CS1 errors: missing name

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عاجل.. 6 بلدان تتأثر بزلزال الصين: قوته 7.3 ريختر - أخبار العالم

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:20:27
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

مباحثات جزائرية روسية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:17:57
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 86%

«عهد دميانة» للروائى أسامة عبدالرؤوف الشاذلى فى ضيافة «هن»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:22:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

الدفاع البريطانية توضح أسباب رفضها توريد مقاتلات لأوكرانيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:21:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

الإسماعيلى يحدد موعد الإعلان عن خليفة ميدو

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:21:22
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

عمره أكثر من 5 آلاف عام.. تقرير برنامج الدوم عن آلة الناى الموسيقية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:21:16
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

الأزهر يُدين العدوان الإسرائيلي على نابلس وقتل 10 شهداء

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:21:34
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

ضم عدد كبير من اللوحات.. جاليرى ضى المهندسين يستضيف 4 فنانين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:22:41
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

وزير الرياضة: أزمة قيد صفقات الزمالك انتهت.. وهدفنا تقليل الاحتقان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:21:35
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

فرنسا: نذكر إسرائيل بواجباتها باحترام القانون الإنساني

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:18:35
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 96%

الصين تسجل زلزالا بقوة 7.3 درجة قرب الحدود مع طاجكستان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:21:17
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

اليوم.. خالد ميري في دار المعارف 

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:21:32
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

طرد ميدو من الإسماعيلى.. لماذا تفشل تجارب «العالمى» التدريبية؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:21:34
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

صفقات الزمالك الجديدة تزين قائمة الفريق أمام الترجى التونسى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:21:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

السويد: محادثات الناتو مع أنقرة ستستأنف في منتصف مارس

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-23 03:18:34
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 88%

تحميل تطبيق المنصة العربية