محمود نور الدين

محمود نور الدين (26 يناير 1940 - 16 سبتمبر 1998) ضابط مخابرات مصري سابق، مؤسس وقائد تنظيم ثورة مصر الذي مثل أعنف رد عمل شعبي مصري على اتفاقيات السلام وسياسات التطبيع مع إسرائيل

البدايات

ولد محمود نور الدين في محافظة الإسكندرية في 26 يناير 1940 وبعد حصوله على الثانوية العامة سافر إلى لندن عام 1964 والتحق بالعمل بإدارة التمثيل التجاري ثم المخط التجاري التابع للسفارة المصرية في لندن وأتاح له وجوده في لندن استكمال دراسته بجامعة لندن حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد ثم تم إلحاقه بمخط المخابرات العامة بالسفارة المصرية وكان عمله مختصا بمتابعة النشاط الصهيوني في بريطانيا وأدى نور الدين لبلاده خدمات جليلة في هذا المجال خاصة خلال حرب عام 1973، واستمر نور الدين في عمله بكفاءة حتى اتىت زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977 والتي شكلت صدمة لنور الدين دفعته إلى تقديم استنطقته من جهاز المخابرات المصرية وانصبت جهوده بعد ذلك على تأسيس مجلة في لندن مناهضة لسياسات السادات حملت اسم "23 يوليو" بالاشتراك مع المحررين محمود السعدني وفهمي حسين وفنان الكاريكاتير صلاح الليثي وعاصم حنفي وآخرين وبتمويل غير معلن من حاكم الشارقة الحالي، سلطان بن محمد القاسمي، ولكن المجلة سرعان ما توقف إصدارها لأسباب مادية.

ثورة مصر

في عام 1983 عاد نور الدين إلى مصر وقد اختمرت في ذهنه فكرة العمل المسلح كطريقة للقاءة الوجود الإسرائيلي على أرض مصر وكان هدف نور الدين الرئيسي هولقاءة رجال الموساد ممن يتخفون تحت غطاء دبلوماسي، ومع مجي العام 1984 كان التنظيم المسلح الذي خطط له نور الدين قد بدأ في التشكل وحمل اسم "ثورة مصر" وضم مزيجا فريدا من المدنيين والعسكريين ووضع نور الدين أهداف التنظيم واضحة أمام بقية الأعضاء: تصفيه الكوادر الجواسيس العاملين تحت غطاء السلك الدبلوماسي، لكن بصورة غير رسميه حتى لا تقع مصر في أزمات دبلوماسيه أوما شابه، ورفض نور الدين رفضا قاطعا اغتيال أي مصري أيا كان موقفه السياسي وكان يردد دائما حتى "صدور الصهاينة أولى بكل رصاصة"

أول الرصاصات

اتىت أول عمليات التنظيم في يونيوعام 1985 حين تمكن أعضاؤه من اغتيال زيفي كيدار مسئول الأمن في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وفي أغسطس من نفس العام وجهت "ثورة مصر" ضربتها الثانية للموساد الإسرائيلي حين قام أعضاؤها باغتيال ألبرت اتراكشي المسئول السابق للموساد في إنجلترا والذي كان يعمل بالسفارة الإسرائيلية في مصر والذي وصفه محمود نور الدين في محادثة صحفي فيما بعد بأنه كان "يتلذذ بفقء أعين الأسرى المصريين".

اتىت العملية الثالثة احتجاجا على مشاركة إسرائيل في معرض القاهرة التجاري الدولي فقامت ثورة مصر بهجوم على سيارة إسرائيلية تضم المشاركين في جناح إسرائيل بالمعرض في عام 1986، وشهدت العملية الرابعة توسعا لضربات التنظيم حيث قرر نور الدين استهداف رجال المخابرات الأمريكية في القاهرة وتحقق ذلك في هجوم شنه أعضاء التنظيم على ثلاثة عاملين بالسفارة الأمريكية بالقاهرة في مايو1987، مما جعل التنظيم ملاحقا من الأمن المصري والموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية (سي.أي.ايه) على حد سواء.

الخيانة

كما هوالحال مع أغلب التنظيمات الثورية لم يتم اختراق "ثورة مصر" من خارجه بل من داخله، واتىت الخيانة من أقرب الناس لنور الدين وهوشقيقه "أحمد عصام" الذي لجأ إلى السفارة الأمريكية في القاهرة عارضا عليها كافة معلوماته عن التنظيم وأعضاؤه لقاء حصوله على الجنسية الأمريكية ومبلغ نصف مليون دولار ورغم ذلك فلم يحصل "أحمد عصام " على ثمن خيانته المرجوبل قامت السفارة بتسليمه إلى الأمن المصري مع بقية أعضاء التنظيم الذين تم إلقاء القبض عليهم في أواخر عام 1987.

محمود نور الدين معتقلاً

حوكم نور الدين مع عشرة متهمين آخرين من بينهم خالد نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي وجهت له تهم تمويل التنظيم وإمداده بالأسلحة ولكن سرعان ما تم تبرئته مع أربعة متهمين آخرين، في حين حكم على نور الدين بالسجن 25 عاما ولم يغب عن المحاكمة –بالطبع- دور الصحافة الرسمية المصرية التي سعت إلى تصوير أعضاء التنظيم ك"إرهابيين" ومدمني مخدرات ولكن ذلك لم يؤثر على حجم التعاطف الشعبي الضخم الذي بدا واضحاً خلال المحاكمة.

الرحيل

في 16 سبتمبر 1998 تم تشييع جنازة محمود نور الدين الذي لقي ربه في ليمان طره بعد حتى قضى 11 عاما في السجون المصرية، ورغم التواجد الأمني المكثف في الجنازة إلا حتى ذلك لم يحل دون مشاركة شعبية واسعة قام المشاركون خلالها بإحراق الفهم الإسرائيلي والهتاف ضد إسرائيل والولايات المتحدة.

تجدر هنا الإشارة هنا إلى حتى الأعمال المسلحة ضد الإسرائيليين لم تتوقف بتوقف تنظيم ثورة مصر، فقد شهد العام 1990 قيام الجندي المصري أيمن حسن بتطبيق عملية عسكرية علي الحدود المصرية الفلسطينية المحتلة ردا على إساءة جنود إسرائليين وإهانة الفهم المصري وقيام الإسرائليين بمذبحة المسجد الأقصى الأولى أدت إلى اغتال 21 ضابط وجندي إسرائيلي وإصابة 27 آخرين.