العلاقات الهجرية السعودية

العلاقات الهجرية السعودية تشير إلى العلاقات الحالية والتاريخية بين المملكة العربية السعودية وهجريا. يتمتع البلدان بعلاقات اقتصادية وثيقة. الأولى لها سفارة في أنقرة وقنصلية في اسطنبول؛ بينما الأخيرة لها سفارة في الرياض وقنصلية في جدة. كلا البلدين عضوتام في منظمة التجارة العالمية ومنظمة التعاون الإسلامي (OIC).

وحسب استطلاع للرأي العام، في عام 2013، أجراه معهد پيو، فإن لدى الأتراك أكثر رؤية سلبية للسعودية بين جميع البلدان المسلمة التي أُجري فيها الاستطلاع، فقد عبّر 26% عن نظرة محبذة للسعودية و53% عبروا عن نظرة غير محبذة.

التاريخ

مصطفى اللباد

ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا الموضوع

سيطرت الدولة العثمانية على الحجاز لمدة أربعة قرون، وأُطلق على السلطان العثماني لقب «خادم الحرمين الشريفين» كمصدر للشرعية، حتى عاد الملك السعودي الراحل فهد بن عبد العزيز واستخدمه لنفسه ومن بعده ملوك السعودية حتى اليوم. وتمرد السعوديون على الأتراك طيلة الفترة الواقعة من نهاية القرن الثامن عشر وحتى العام 1929، حيث اعترفت الجمهورية الهجرية بسيطرة آل سعود على نجد والحجاز. وخلال العمليات العسكرية العثمانية المتعاقبة ضد السعوديين، فقد أعدم الكثير من القادة السعوديين في اسطنبول. وبالرغم من انضواء البلدين في التحالف الغربي، إلا حتى العلاقات الثنائية بينهما لم تتطور بسبب اختلاف هجريبة ونظم الحكم والقيم السياسية التي يمثلها كلاهما (فهمانية أتاتوركية في هجريا لقاء ملكية مطلقة في السعودية) ورواسب الماضي العالقة. وتبدل الأمر قليلاً في عصر تورگوت أوزال، حيث توجهت هجريا أكثر نحوالشرق الأوسط اقتصادياً، للإفادة من المزية الاقتصادية النسبية التي تملكها أنقره حيال الدول العربية، ولتأمين وارداتها من النفط. بعدها زار الرئيس الهجري كنعان إڤرين السعودية العام 1984، وفي العام 1985 زارها أيضاً رئيس الوزراء تورگوت أوزال، فاتحين الطريق أمام شركات الإعمار الهجرية للعمل في المملكة وسوقها الواعدة. وبعدهما، زار رئيس الوزراء سليمان دميرل المملكة العام 1993 على خلفيات اقتصادية أيضاً. وتغيرت الديناميكيات التي تتحكم في العلاقات الثنائية الهجرية - السعودية بعد وصول «حزب العدالة والتنمية» إلى السلطة في هجريا العام 2002، بسبب التخفيف من الطابع الفهماني - العسكري لنظام الحكم في هجريا ورغبة الحكومة الجديدة في التعاطي بفعالية أكثر مع قضايا الشرق الأوسط. من وقتها أرست السعودية سياساتها حيال هجريا على قاعدة الاستفادة من «ثقلها السني» في لقاءة غريمتها الإقليمية إيران، خصوصاً بعد احتلال العراق عام 2003. باللقاء استمرت الرؤية الهجرية للسعودية باعتبارها شريكاً تجارياً مربحا حقيقياً كأساس للعلاقات الثنائية، مع توسيعها سياسياً بهدف تمتين ذلك الأساس الاقتصادي المربح. على ذلك، تأسس «مجلس الأعمال الهجري - السعودي» في عام احتلال العراق، و«صندوق الاستثمار الهجري - السعودي» العام 2005، ثم تتوج التقارب بزيارة الملك السعودي الراحل إلى هجريا مرتين عامي 2006 و2007 بعد أربعين عاماً من زيارة الملك السعودي الراحل فيصل الخاطفة إلى هجريا العام 1966. تأرجح الأمل السعودي في اجتذاب هجريا لمعسكرها الإقليمي صعوداً وهبوطاً، بسبب التعاون الاقتصادي الكبير بين هجريا وإيران وعدم رغبة أنقره في البتر مع جارتها إيران لاعتبارات اقتصادية وسياسية واستراتيجية. لذلك لم يتحقق الرهان السعودي على هجريا في الفترة ما بين وصول «حزب العدالة والتنمية» إلى السلطة عام 2002 وحتى «الربيع العربي» عام 2011، بالرغم من التحسن المطرد في التبادل التجاري والاستثماري بين الرياض وأنقره. بمعنى آخر، استفادت هجريا اقتصادياً خلال تلك الفترة من السعودية بشكل يفوق المزايا السياسية التي حققتها الأخيرة من علاقتها مع هجريا.

السفير السعودي لدى هجريا هوعادل مرداد ، بينما السفير الهجري لدى السعودية هوأحمد مختار غون.

«الربيع العربي»

استعجلت هجريا فرصتها في القيادة الإقليمية مع اندلاع «الربيع العربي»، فابتعدت قليلاً عن السعودية وانحازت إلى جماعة «الإخوان المسلمين» التي بدت حصاناً رابحاً في الموجة الأولى من ذلك الربيع في تونس ومصر وليبيا. من ناحيتها، دعمت السعودية جماعة «الإخوان المسلمين» مادياً ومعنوياً لعقود طويلة في لقاءة نظم الحكم الشمولية بغرض تعزيز شرعيتها الإسلامية؛ لكن الأمر اختلف مع وصول الجماعة إلى الحكم في تونس ومصر، لأن الشرعية ذاتها أصبحت محلاً للتنازع بين المملكة والجماعة. ومع بروز تحالف هجري-«إخواني» كان الأمر مقلقاً للسعودية، من بروز تحالف حديث يهمش أدوارها الإقليمية. ساعتها كان الافتراق في العلاقات بين الرياض وأنقره وتنديد الملك الراحل عبد الله بدعم أردوغان للجماعة وانحيازه الواضح للحكم المصري الجديد منذ تموز 2013. لكن الأمر عاد وتبدل بعد انتنطق السلطة في السعودية إلى الملك سلمان، إذ تغيرت الأولويات السعودية من «لقاءة الإرهاب» إلى لقاءة ايران. كما حتى اشتعال اللقاءة الإقليمية بين السعودية وإيران على الأرض السورية جعل هجريا من حديث شريكاً مرغوباً للسعودية، بحيث تحاول المملكة ترميم العلاقات الهجرية المصرية لتشكيل تحالف إقليمي كبير يضم هجريا، للاستفادة من إطلالة هجريا الجغرافية على جميع من سوريا والعراق في تضييق الخناق على إيران وتحالفاتها الإقليمية.

انظر أيضاً

العلاقات الخارجية للسعودية
العلاقات الخارجية لهجريا
الأتراك في السعودية

الهامش

^ Saudi Arabia/Turkey: Turkish Trade Minister commends Saudi-Turkish relations International Islamic News Agency,ثمانية February 2010
^ Saudi Arabia’s Image Falters among Middle East Neighbors Pew Research Global Attitudes Project