هنري الرابع من فرنسا

عودة للموسوعة

هنري الرابع من فرنسا

هنري الرابع
Henry IV
ملك فرنسا وناڤار (المزيد...)
ملك فرنسا (المزيد...)
فترة الحكم 2 أغسطس 1589 - 14 مايو1610
التتويج 27 فبراير 1594
سبقه هنري الثالث
تبعه لويس الثالث عشر
ملك نافار (more...)
الحكم 9 يونيو1572 – 14 مايو1610
سبقه جين الثالثة
تبعه لويس الثاني
Consort Margaret of France
Marie de' Medici
الأنجال
لويس الثالث عشر
Elisabeth, Queen of Spain
Christine, Duchess of Savoy
Nicholas Henri, Duke of Orléans
Gaston, Duke of Orléans
Henrietta Maria, Queen of England and Scotland
البيت الملكي بيت بوربون
الأب أنطوان من ناڤار
الأم جين الثالثة
وُلـِد (1553-12-13)13 ديسمبر 1553
Pau, فرنسا
توفي 14 مايو1610(1610-05-14) (عن عمر 56 عاماً)
باريس, فرنسا
المدفن بازيليكا القديس دني، فرنسا

هنري الرابع ملك فرنسا (بالفرنسية: Henri IV) ويعهد أيضاً بهنري الثالث ملك نافارا (13 ديسمبر 1553 - 14 مايو1610)، حكم مملكة فرنسا من عام 1589 إلى 1610، وهونفسه هنري الثالث من نافارا، ملك مملكة نافارا في الفترة من 1572 إلى 1610. وكان أول ملك من آل بوربون، العائلة الملكية الأوروبية المشهورة، وهي فرع من آل كاپتيون. والداه أنطوان دوق فندروم وجين الثالثة ملكة نافارا .

أساليب المحاورة الملكية
الملك هنري الرابع
Par la grâce de Dieu, Roi de France et de Navarre
أسلوب الإشارة His Most Christian Majesty
أسلوب المخاطبة Your Most Christian Majesty
الأسلوب البديل Monsieur Le Roi

الحب والزواج

كانت أم هنري في العماد مارگريت أنگولم، أميرة ڤالوا وناڤار ، والأخت التقية الحساسة، المحبوبة، لفرانسيس الأول، الجريء، الأنيق، عاشق النساء. أما أمه فجان دالبير المهرطقة، العنيدة، المتمردة، وأما أبوه أنطوان بوربون حفيد القديس لويس فكان وسيماً، شجاعاً، كيساً، مغروراً، ميالاً إلى التذبذب من ممضى إلى ممضى. ولا بد حتى هنري حمل بين جنبيه-وهويخرج إلى النور (14 ديسمبر [1553]) في مدينة پوبإقليم بيارن-كل صفات أسلافه إلا التقوى. وقد أقنع جده السعيد أمه جان وهي في المخاض بأن، ترتل للعذراء ترتيلة، لثقته بأنها ستكون فألا حسناً، ثم دعك شفتي الوليد بالثوم وسقاه النبيذ على سبيل العماد في بيارن. أما البطل فقد استنفد لبن ثماني سقمعات.

لم يستطب التفهم، فقد كره الكتابة، وهرب من النحو، ولكنه تفهم كيف من الممكن أن يخط بأسلوب ساحر. وقرأ پلوتارخ كأنه إنجيل البطولة. وقضى أكثر وقته في الخلاء، وبرز في الجري والوثب والمصارعة والركوب والملاكمة، وأكل الخبز الأسود والجبن والبصل، واستمتع بالصيف والشتاء بلذة سخرت من التشاؤم. نشأ هيگونوتيا، ولكنه لم يسمح قط للدين بأن يعطل الحياة. وحين دعي في التاسعة للعيش في البلاط وتفهم آدابه وأخلاقه، اعتنق الكاثوليكية في غير تردد، ولما عاد إلى بيارن في الثالثة عشرة استأنف العقيدة الهيجونوتية كأنه يغير ملابسه وفقاً لتغير المناخ.

وكان ينتقل بيسر أعظم من غرام إلى غرام-فأحب تجنوتفبيل الصغيرة، والآنسة مونتاجو، وأرنودين، ولاجارس (البغي)، وكترين دلوك، وآن دكاميفور. لقد كان يطرح العقائد والخليلات دون حتى يعذب ضميره أويغير هدفه.

فأما هدفه فهوحتى يتربع على عرش فرنسا. فلما ناهز التاسعة عشرة، أصبح ملكاً على نافار بعد حتى توفي ابوه، ولكن هذا لم يكن سوى لقمة أثارت شهيته للملكية دون حتى تشبعها، ومضى إلى باريس ليزف إلى مارجريت فالوا، فاستقبل استقبال وريث العرش لا يسبقه في خط الوراثة غير دوق أنجوودوق النسون. وعندما سقطت المذبحة عقب زقابل، تمالك جأشه وأنقذ رأسه بالارتداد المؤقت عن ممضىه.

وأما عروسه »مارجو« فكانت أعظم نساء فرنسا فتنة وألينهن عريكة. فجمالها لا يرقى إليه شك، وقد تغنى به رونسار ، ورتل برونتوم قصائد الغزل المشبوب في بشرتها الطرية الناعمة، وشعرها المتموج أوباروكاتها المتنوعة، وعينيها اللتين ترشقان المرح أوالغضب أوالشيطنة، وقوامها الممشوق كقوام محظية من محظيات القصور، المهيب كقوام ملكة، وقدميها الرشيقتين تقودان رقصات البلاط، وفيض حيويتها في جيل كله صراع وكآبة، جميع هذه المفاتن اجتذبت العدد الوفير من العشاق إلى مخدعها، واتهمتها الشائعات بالاستسلام اللبق للغرام بل ولعشق المحارم ولم يكن في وسع هنري حتى يشكووهوذوالعين الزائغة بين الحسان، ولكن حين استأنفت مارجوذبذباتها-وكانت تزوجته على غير إرادتها-بعد انحناءة قصيرة منه لزواج المرأة الوحيدة، بدأ يتساءل من ترى سيكون أباً لأطفاله. واتخذ له خليلة، ثم سقم، فلم تدخر جهداً في تمريضه، وإن عزت علته إلى »إفراطه مع النساء« ولكن سرعان ما باعدت بينهما الشكوك المتبادلة حتى لقد خطت تقول »لم نعد ننام معاً، ولا يحدث أحدنا الآخ«.

وظل في البلاط ثلاث سنوات على كره منه. وذات ليلة (1575) بينما كان يصيد، رمح بجواده خارج الحدود، ثم هرب متنكراً عبر فرنسا، وشق طريقه وسط الأخطار إلى نيراك، وحكم بيارن وجبيين حكماً تميز بالعدل والذكاء. وهجر الكثلكة، ورد للبروتستنت سلطانهم في بيارن، وحماهم في جيين. وبعد ثلاث سنوات لحقت به مارجو، وأعانها الملك الشاب-في أوقات فراغه من الصيد أوقتال الكاثوليك- على جعل مباهج بلاطها الصغير تغطي على خياناتهما. وفي عام 1582 وبعد حتى تعبت من تقديم العون لخليلاته في مخاضهن، عادت إلى باريس ، ولكن مغامراتها هناك كانت صارخة بحيث أمرها هنري الثالث بأن تعجل بالعودة إلى زوجها. وبعد حتى قضت عامين آخرين في بيارن اعتكفت في آجن. ووافق الملكان-»الهنريان« الآن-على حتى تعيش اشبه بالحبيسة في قصر أوسون الريفي، وقررا لها معاشاً طيباً (1587-1605). وحولت سجنها صالوناً، واستقبلت فيه الشعراء والفنانين والفهماء والعشاق، وألفت مذكراتها الحافلة بالقيل والنطق. وقد أطرى ريشليوأسلوبها، وأهداها مونتيني بعض منطقاته، وأثنى الوعاظ على برها بالفقراء. وبعد اغراءات لا يستهان بها وافقت على فسخ زقابلا، وسمح لها بالعودة إلى باريس والبلاط (1601). فاستأنفت هناك غرامياتها وصالونها، ثم غدت بدينة، وتابت، واتخذت فانسان ديول قسيساً لها، وبنت ديراً، ثم ماتت في سلام وتقوى (1615) بالغة من العمر اثنين وستين عاماً. إلى غير ذلك اختتمت حياتها، كما نطق معاصر لها، »مرجريت، البقية الباقية من سلالة فالوا، أميرة كلها... نيات طيبة... لم تؤذ أحداً إلا نفسها«.


هنري الثالث 1574-1589

هنري الثالث من فرنسا على فراش موته يوصي بهنري الرابع من ناڤار خليفة له (1589)

بعد حتى تربع الدوق أنجوفترة قصيرة على عرش بولندا عاد في الرابعة والعشرين ليعتلي عرش فرنسا باسم هنري الثالث ، آخر ملوك فالوالفرنسيين. وهويطالعنا في صورة له باللوفر لا يعهد مصورها، فتى طويلاً، نحيلاً، شاحباً، حزيناً، رجلاً ذا نية طيبة، شوشت عليه حياته الوراثة السيئة. كان ضعيف البنية، قلق العاطفة، سريع الإعياء، وكان عليه حتى يجتنب الركوب والصيد، ويلزم فراشه أياماً إثر دقائق من الغرام النشيط. وقد شكا حكة في جلده لا سبيل إلى برئها، وصداعاً في رأسه ووجعاً في معدته ونزفاً في أذنه. أبيض شعره وسقطت أسنانه قبل ان يبلغ السادسة والثلاثين. أما غطرسته البادية فلم تكن في حقيقتها سوى جبن، وأما قسوته فخوف، فإذا أوفد نفسه على سجيتها كان لطيفاً حذراً. ولكنه لسوء الحظ كان شديد الولع بارتداء ثياب النساء. ظهر في حفلة رقص مرتدياً ثوباً تقلصت فتحة عنقه وأحاطت برقبته عقد من اللآلئ، وكان يلبس الجواهر في أذنيه والأساور في ذراعيه. وجمع من حوله اثني عشر »غندورا«، شباب جعدوا شعورهم الطويلة وصبغوا وجوههم، وازدانوا بالثياب البهية، وضمخوا أنفسهم بالعطور التي نشرت أريجها حولهم. ومع أشباه الرجال هؤلاء ألف أحياناً-وهومتنكر في ثوب امرأة-أن يعربد في الشوارع ليلاً ويلعب ألاعيبه على المواطنين. وقد أفرغ خزانة بلده المشرف على الإفلاس والفوضى على أحبائه الذكور، فأنفق أحد عشر مليوناً من الفرنكات على زفاف أحدهم، وضاعف ثمن المناصب القضائية ليشتري هدية زواج لآخر. على أنه أنفق بعض مال شعبه في أغراض نافعة-فبني البون نوف وحسَّن اللوفر، وانتشل بعض أجزاء باريس من قذارتها إلى حسن العمارة والنظافة. وأعان الأدب والمسرح. وبذل جهوداً متبترة للنهوض بالادارة. وتكفيراً عن جميع سيئاته حج مرات راجلاً إلى شارتر وكليري، وفي باريس سار من كنيسة إلى كنيسة-وهويعبث بمسبحات كبيرة، وجمع في حماسة الكثير من الصلوات الربانية والسلامات المريمية، وسار في مواكب »التائبين الزرق« الليلية الرهيبة وجسده في غرارة بها ثقوب لقدميه وعينيه. ولم يعقب. أما أمه التي حملت إليه بذور الانحلال من أبوين مريضين فكانت تتطلع في أسى إلى تدهور سلالتها وانقراضها الوشيك.

كان في الموقف السياسي من الاضطراب ما لا يرقي إليه إدراك هنري، فهولم يخلق للحرب. وكانت كاترين تتوق إلى السلام وقد تقدم بها العمر، ولكن الهيجونوت ما زالوا ثائرين، فهم يائسون ولكنهم لم يذلوا. وكان أخوه الدوق ألينسون يتودد إلى ملكة بروتستنتية تجلس على عرش إنجلترا، وإلى ثوار بروتستنت في الأراضي المنخفضة، وإلى هنري نافار في بيارن. وكانت أقلية من زعماء الكاثوليك، ساهم نقادهم بـ »السياسيين«، تعتنق أفكار لوبيتال (الذي توفي حزيناً عام 1573)، فاقترحوا التسامح المتبادل بين الممضىين المقتتلين، ودافعوا عن فكرة مكروهة في المعسكرين، وهي حتى في استطاعة الأمة حتى تحيا دون وحدة في العقيدة الدينية. ونطقوا إذا على فرنسا إذا حظر البابوات مثل هذا التوفيق بين الفريقين حتى تبتر روابطها الدينية مع روما. فلما خاف هنري التعاون بين هؤلاء السياسيين والهيجونوت، وخشي غارات الجنود الألمان القادمين لتعزيز قوة البروتستنتية، أنهى عام 1576 الحرب الدينية الخامسة بتوقيعه »صلح الموسيو« في يوليو، واصداره مرسوم تهدئة-وهومرسوم يوليو-الذي منح الهيجونوت حرية العبادة في جميع مكان بفرنسا، وحق اختبارهم لجميع المناصب، وسمح لهم بثماني مدنقد يكون لهم فيها تام السلطة السياسية والعسكرية.

وصدمت هذه التنازلات الممنوحة لفريق افترض الناس أنه تحطم وانتهى معظم الكاثوليك الفرنسيين، لا سيما جماهير باريس الشديدة التمسك بعقيدتها. وكان كردينال اللورين قد اقترح عام 1562 »حلفاً مقدساً« يقسم أعضاؤه على الدفاع عن الكنيسة بكل وسيلة أياُ كانت، وبأي ثمن كائنا ما كان. ونظم هنري جيز مثل هذا الحلف في شميانيا عام 1568. ومن ثم ألفت الآن جماعات كهذه في كثير من الأنطقيم. وفي عام 1576 أعرب الدوق جهاراً تأليف »الحلف المقدس« واستعد لنزال يسحق به الهيجونوت سحقاً.

ولا حاجة بنا لتتبع سير الحروب الدينية السادسة والسابعة والثامنة إلا في تأثيرها على مجرى الأفكار في فرنسا. هنا دخلت الفلسفة ساحة الوغى مرة أخرى. ففي عام 1579 أصدر مؤلف غير معروف الاسم- من الممكن كان فليب دوبليسي- مورنيه- أحد مستشاري نافار-من بازل بياناً مثيراً سماه »دفاع (عن حقوق الشعب) ضد الطغاة«. خطه باللاتينية، ولكن سرعان ما ترجم إلى اللغات القومية. وقد دام أثره قرناً كاملاً واستخدمه الهيجونوت في فرنسا، والهولنديون ضد فيلب، والبيورتان ضد تشارلز الأول، والوجز تبريرا لعزلهم جيمس الثاني. واتخذت النظرية القديمة، نظرية »العقد الاجتماعي« الضمني المبرم بين الشعب وحاكمه، شكلاً محدداً في هذا الكتاب، وسنشهدها مرة أخرى في هوبز، ولوك، وروسو. فالحكومة أولاً هي ميثاق بين الله، والشعب، والملك، لدعم »الدين الحق« والامتثال له-وهوالبروتستنتية في هذه الحالة، وأي ملك يقصر في هذا يحل عزله-والحكومة ثانياً هي ميثاق بين الملك والشعب، الأول ليحكم بالعدل، والثاني ليطيع مسالماً. والملك والشعب على السواء خاضعان للقانون الطبيعي. أي قانون العقل والعدالة الطبيعية، الذي يمثل القانون الأدبي الإلهي، ويعلوعلى جميع قانون »وضعي« (أي من خلق الإنسان). أما وظيفة الملك فصيانة القانون الوضعي والطبيعي والإلهي، فهواداة القانون لا سيده. »والرعايا... بوصفهم هيئة، يجب اعتبارهم سادة المملكة وأصحابها المطلقين« ولكن من الذي يقرر حتى الملك طاغية،يا ترى؟ لا الشعب في جمهوره، »ذلك الوحش الكثير الرؤوس«، بل ليقرر ذلك القضتة، أومجلس كمجلس الطبقات الفرنسي مثلا. ولا يصح حتى يتبع جميع فرد خاص ضميره، فقد يحسب هواته ضميره، وهنا تأتي الفوضى، ولكن إذا نادىه القاضي للعصيان المسلح عمليه حتى يلبي الدعوة. على أنه يحل اغتال الطاغية بيد أي إنسان إذا كان مغتصباً.

واشتد صراع القوى والأفكار بعد حتى توفي دوق ألينسون (1584) واعترف هنري الثالث بهنري نافار وريثاً افتراضياً للعرش. وكف الهيجونوت بين عشية وضحاها عن حديث الطغيان والعزل وأصبحوا المؤيدين المتحمسين للشرعية لما تسقطوا من قرب انهيار ملك فالوا المتهافت وتسليمه فرنسا لرجلهم البروتستنتي البوريوني. وإذا القوم يعرضون عن كتاب »الدفاع« الذي كان بالأمس القريب بياناً هيجونوتياً، بل إذا أوتمان ذاته صرح بأن مقاومة هنري نافار خطيئة. ولكن أكثر فرنسا كان يقشعر فرقاً من فكرة ملك هيجونوتي يتربع على عرشها. فكيف يمكن حتى تمسح الكنيسة بالزيت المقدس بروتستنتياً في مدينة رامس،يا ترى؟ وهل يستطيع أحد يغير هذه المسحة حتىقد يكون ملكاً شرعياً لفرنسا،يا ترى؟ أما رجال الاكليروس السنيون، يتزعمهم اليسوعيون المتحمسون، فقد نددوا بالوراثة وأهابوا بجميع الكاثوليك حتى ينضموا إلى الحلف. وانضم إليه هنري الثالث بعد حتى جرفه هذا التيار، وأمر جميع الهيجونوت بأن يعتنقوا الكثلكة أويرحلوا عن فرنسا. وناشد هنري نافار أوربا حتى تعترف بعدالة قضيته، ولكن البابا سيكستوس الخامس حرمه، وصرح بأنه لا يمكن حتى يرث العرش لأنه زنديق سادر في زندقته. وهنا أعرب شارل، كردينال بوربون، نفسه وريثاً افتراضياً للعرش. وعاودت كاترين محاولتها في سبيل السلام، فعرضت حتى تؤيد نافار إذا تخلى عن بروتستنتيته، ولكنه أبى، وامتشق الحسام على رأس جيش بعضه كاثوليكي، واستولى على ست مدن في ستة شهور، وهزم جيشاً للحلف يبلغ ضعف جيشه عند كوترا (1587).

وسيطر الهيجونوت الآن وهم لا يتجاوزون جزءاً على اثني عشر من السكان على نصف مدن فرنسا الكبرى. ولكن باريس كانت قلب فرنسا وهي مع الحلف قلباً ونطقباً. ولم يرض الحلف بالتأييد الفاتر الذي لقبه من هنري الثالث، فأقام في العاصمة حكومة ثورية تتألف من ممثلين للأحياء الستة عشر؛ وتفاوضت حكومة »الستة عشر«، مع أسبانيا لتغزوإنجلترا وفرنسا، وبيتت اعتنطق الملك. وأوفد هنري في طلب حرس سويسري، ودعت حكومة الستة عشر دوق جيز إلى تقلد السلطة في باريس، نعته الملك، ولكن الدوق وصل، وهتفت له الجماهير زعيماً لقضية الكثلكة في فرنسا. وفر هنري الثالث إلى شارتر وقد شعر بالهوان وتوعد بالانتقام. ثم فقد أعصابه مرة أخرى؛ فتبرأ من هنري نافار، وعين هنري جيز قائداً أعلى للجيوش الملكية، ونادى مجلس الطبقات للاجتماع في بلوا. فلما اجتمع المندوبون لاحظ الملك في سخط مظاهر التكريم التي حظي بها جيز والتي تقرب مما يحظى به الملوك. وفي يوم تصميم مسعور أقنع بعض أعوانه بقتل الدوق. ونادى إلى لقاء خاص، وبينما النبيل الشاب يقترب من حجرة الملك طعنه تسعة من المهاجمين طعنات أودت بحياته، وفتح الملك الباب وتطلع في رضى يشوبه الانفعال إلى هدفه الذي تحقق (24 ديسمبر 1588). ثم أمر بسجن زعماء الحلف وقتل الكردينال جيز أخي الدوق. وفي فخر ورعب أنهى إلى أمه بطولاته التي ناب فيها عنه غيره، فعصرت يديها في يأس ونطقت له »إنك خربت المملكة«.

ولم يمض اثنا عشر يوماً حتى ماتت في التاسعة والستين وقد أضنتها المسئوليات والهموم والدسائس، وربما تبكيت الضمير أيضاً. ولم يكن أحد من الناس يتوقف ليحزن على موتها. ودفنت في مقبرة عامة ببلوا، لأن حكومة الستة عشر أعربت أنها ستلقى جثثها في السين إذا جئ بها إلى باريس. واتهم نصف فرنسا هنري الثالث بالقتل، وجاب الطلاب الشوارع مطالبين بعزله، اما لاهوتيوالسوربون يؤيدهم البابا فقد أحلوا الشعب من ولائه للملك، ونادى القساوسة إلى المقاومة المسلحة له في جميع مكان. وقبض على مؤيدي الملك، واحتشد الرجال والنساء داخل الكنائس مخافة حتى يحسبوا من أنصار الملك. واعتنق مؤلفوكراريس الحلف الايديولوجية السياسية للهيجونوت، فأعربوا حتى الشعب صاحب السيادة، وله الحق في خلع الطاغية عن طريق البرلمان أوالقضاة، وأي ملك في المستقبل ينبغي حتى يخضع للقيود الدستورية، وأنقد يكون واجبه الأول فرض الدين الحق- وهوالكاثوليكية في هذه الحالة.

أما هنري الثالث، الموجود الآن في تور مع بعض النبلاء والجنود، فقد عثر نفسه بين نارين. فجيش الحلف يزحف عليه من الشمال بقيادة دوق مايين، وجيش نافار يزحف من الجنوب فاتحاً المدينة تلوالمدينة، إذن فإحدى القوتين قابضة عليه لا محالة. واغتنم هنري الهيجونوتي فرصته، فأوفد دوبليس- مورني ليعرض على الملك محالفته وحمايته وتأييده. والتقى الهنريان عند بليسي- لي- تور وتعاهدا بوفاء جميع منهما لصاحبه (30 ابريل 1589). وهزم جيشاهما المتضافران مايين وزحفا على باريس.

وفي العاصمة المسعورة انصت راهب دومنيكي يدعى جاك كليمان في حماسة إلى ما تردد من اتهام لهنري الثالث بالاغتيال. وقد أكدوا له حتى القيام بعمل عظيم في سبيل قضية مقدسة سيمحوجميع تبعة عن أوزاره، وأثار ثائرته حزن كاترين دوقه مونبنسييه، شقيقة الأخوين القتيلين جيز، وحركة جمالها. فاقتنى خنجراً، وتسلل إلى معسكر الملك، وطعنه في بطنه، فقتله الحراس، ومات واثقاً من ثواب الجنة. أما هنري فالوا فقد توفي غداة طعنة (2 أغسطس 1589) وهويتوسل إلى اتباعه حتى يلزموا هنري نافار. وانتشرت الفوضى في جيش المحاصرين، وتبدد أكثره، وأجل الهجوم المقترح على باريس. أما في داخل الكنيسة فقد بلغت فرحة الحلف وتابعيه حد الهذيان. ووضعت بعض الكنائس صورة الراهب فوق مذبحها ، وهلل الأتقياء لاغتيال الملك باعتباره أنبل عمل في سبيل الله تم منذ تجسد المسيح(10). وأستدعيت أم كليمان من الريف، فوعظت في الكنائس، واحتفل القوم بها بترتيل ترنيمة مقدسة: »طوبى للبطن الذي حملك، وللثدي التي أرضعتك«.


الطريق إلى باريس (1589-1594)

بلغ هنري نافار الآن نقطة الحسم في حياته. لقد عثر نفسه فجأة، يحكم القانون والتنطقيد، ملك فرنسا. ولكن نصف جنده هجروه بمثل هذه السرعة الفجائية تقريباً. أما النبلاء الموالون لهنري الثالث فقد انطلقوا إلى ضياعهم؛ واختفى معظم الكاثوليك الذين كانوا يحاربون في جيشه. ورفض ثلثا فرنسا فكرة الملك البروتستنتي رفضاً باتاً. أما جماعة »السياسيين« فقد أسكنهم الاغتيالان برهة؛ واعترف برلمان باريس بالكردينال بوربون ملكاً على فرنسا؛ ووعد فليب ملك أسبانيا الحف بمضى الأمريكتين ليحتفظ بفرنسا في حظيرة الكاثوليكية. وكان التفسخ الذي أصاب إنتاج فرنسا وتجارتها قد جلب على البلاد من الدمار ما لم يبق لها معه إلا نشوة الحقد والكراهية القاتلة. وهوأمر لم يحزن فليب كثيراً.

Henry at the Battle of Arques
Henry IV at the Battle of Ivry, by Peter Paul Rubens
Henry IV, as Hercules vanquishing the Lernaean Hydra (i.e. the Catholic League), by Toussaint Dubreuil, circa 1600

كان محالاً على نافار حتى يهاجم مدينة كباريس تكن له العداء الشديد، بجيش انفرط عقده وتقلص عدده. ومن ثم فقد عمله في كفاية قيادية، عطلتها خليلاته أكثر مما عطلها العدو، إلى سحب قواته إلى الشمال ليتلقى المعونة من إنجلترا ، وتبعه مايين مما أتاحت له بدانته من سرعة. والتقى الجيشان عند آرك جنوبي دبيب مباشرة، وعدة جيش هنري 7.000 ، وجيش مايين 23.000 (21 سبتمبر 1589). ونستطيع حتى نفهم نتيجة المعركة من رسالة هنري إلى رفيقه في السلاح كريون، »أشنق نفسك أيها الشجاع كريون، لقد خضنا المعركة عند آرك ، ولم تكن أنت هناك« وشدد الفوز من عزيمة أعوان هنري السريين في جميع مكان. ففتحت عدة مدن أبوابها له مغتبطة، واعترفت به جمهورية البندقية ملكاً؛ أما اليزابث التواقة كالبندقية إلى الحيلولة دون سيطرة أسبانيا على فرنسا، فقد أوفدت له 4000 جندي، و22.000 جنيه مضىي ، و70.000 رطل من البارود، وشحنات من الأحذية، والطعام، والنبيذ، والجعة. ورد فليب على هذا بارساله تجريدة من فلاندر إلى مايين. والتقى الجيشان المعززان عند إفري على نهر أور في 14 مارس 1590. ورشق هنري في خوذته ريشة شرف كبيرة بيضاء- لا يكاد المرء يسميها ريشة طائر بيضاء- ونطق لجنده »إذا فرقكم وطيس المعركة لحظة فتجمعوا تحت أشجار الكمثري تلك التي ترونها على يميني، وإذا فقدتم أعلامكم فلا تغفلوا عن ريشتي البيضاء- ستجدونها دائما في طريق الشرف، وفي طريق النصر أيضاً كما أرجو«. وقاتل في المقدمة كما كان شأنه دائماً. وورم ذراعه الأيمن وتشوه سيفه من كثرة مقارعة العدو. وقد خدمه اشتهاره بالرأفة، إذ استسلم له الآلاف من الجنود السويسريين الذين كانوا في جيش مايين والذين لم تدفع لهم رواتبهم. وخلف فوز هنري الحلف بغير جيش، فزحف على باريس دون مقاومة تقريباً ليحاصرها.

ومن مايوإلى سبتمبر 1590 عسكر جنده الجائعون المفلسون حول العاصمة وهم يتحرقون شوقاً لمهاجمتها ونهبها، ولكن صدهم عن هذا رفض هنري الموافقة على مذبحة من الممكن كانت شراً من مذبحة القديس برتليمو. وبعد شهر من الحصار كان الباريسيون يأكلون لحم الخيل والقطط والكلاب، ويغتذون بالعشب. ورق لهم قلب هنري فسمح للأقوات بأن تدخل المدينة. واتى دوق بارما، والى فليب على الأراضي المنخفضة، لنجدة باريس بجيش حسن التجهيز من صناديد الاسبان، وتقهقر هنري إلى روان بعد حتى غلبته مناورات العدو، وتبعه بارما في صراع الاستراتيجية ولكن السقم أعجز الدوق، وعاد جيش هنري يحاصر العاصمة من جديد.

Jeton with portrait of King Henri IV, made in Nuremberg (Germany) by Hans Laufer
Entrance of Henry IV in Paris, 22 March 1594, with 1,500 cuirassiers

وقابل الآن هذا السؤال الفاصل: أيستطيع، وهوالبروتستنتي، حتى يظفر بعرش بلد 90% منه كاثوليك، وأن يحتفظ بهذا العرش،يا ترى؟ لقد كان الكاثوليك كثيرة غالبة حتى في جيشه. ولا ريب في أنه لم يكن من همومه الصغيرة تناقص موارده المالية وعجزه عن دفع رواتب جنده بعد ذلك. ومن ثم نادى معاونيه واعترف لهم بأنه يفكر في اعتناق الكاثوليكية، فوافق بعضهم على الخطة لأنها السبيل الوحيد إلى السلام، وندد آخرون بها باعتبارها تخلياً قاسياً شائناً عن الهيجونوت الذي أعطوه الدم والمال أملاً في حتىقد يكون لهم ملك بروتستنتي. هؤلاء أجابهم هنري بقوله: »لواتبعت نصيحتكم لما بقى في فرنسا بعد قليل ملك ولا ملكة. أريد حتى أمنح السلام لرعاياي والراحة لنفسي. فتشاوروا فيما بينكم ماذا تريدون ضماناً لأمنكم. وأنا على الدوام مستعد لإرضائكم(12)«. ثم نطق »ربما لم تكن شقة الخلاف بين الممضىين واسعة إلا لما بين المبشرين بهما من حقد وعداء. وسأعمل يوماً باستعمال سلطتي على حتى يستقيم هذا الأمر كله. ثم حدد صلب عقيدته بقوله »إن الذين يتبعون ضميرهم دون عوج على ديني، وأنا على دين جميع إنسان شجاع طيب«. وهجر دوبليسي- مورنيه، واجريبا دوبنيه، وكثير من زعماء البروتستنت الآخرين الملك، ولكن الدوق صلى، أصدق مستشاري هنري، الذي ظل بروتستانتيا وفيا، وافق على قرار مولاه »أن باريس تستأهل قداساً« .

ففي 18 مايو1593 أوفد هنري إلى البابا وأكليروس من باريس يبدي رغبته في حتى يفهم العقيدة الكاثوليكية. وكان جريجوري الرابع عشر قد جدد حرمه. ولكن الأكليروس الفرنسي الذي لم يذل أبداً لروما تأهب لإعداد التائب الجديد لأنقد يكون ملكاً تقياً. على أنه لم يكن بالتلميذ السهل القيد. فهويرفض أي تعهد بأن يشن حرباً على الهرطقة، وهويأبى حتى يسقط أويؤمن بـ »هراء هوواثق جميع الثقة من حتى أغلبهم لا يؤمنون به(16)«، ولكنه وافق في سماحة على عقيدة المطهر لأنها »أعظم مصادر دخلكم(17)«. وفي 25 يوليوخط لخليلته آنذاك »سأقفز القفزة الخطرة« ثم مضى إلى كنيسة دير سان دنيس، واعترف، ونال الغفران، واستمع إلى القداس. ورماه الآلاف في المعسكرين بالنفاق. وأنكر اليسوعيون كثلكته وواصل زعماء الحلف مقاومتهم. ولكن موت دوق بارما والكردينال بوربون كان قد أوهن قوة الحلف، وفقدت حكومة الستة عشر منزلها في أعين الوطنيين الفرنسيين لتأييدها خطة فليب الرامية إلى جعل ابنته ملكة على فرنسا. ومال كثير من النبلاء إلى هنري بوصفه القائد الحربي الكفيل بكبح جماح فليب، والحاكم الرحيم الذي يستطيع حتى يرد العافية إلى وطن استشرت فيه الفوضى حتى كادت تمزق أوصاله. وأعربت مجلة ذكية تدعى »سانتير منيبيه« (1593-94) عن عواطف جماعة »السياسيين« والبورجوازيين، وسخرت في ظرف وتهكم اليسوعيين والحلف، وأعربت أنه »ما من سلام بلغ من الظلم ما يجعله لا يرجح أكثر الحروب عدلاً«. وطلب الجميع السلام في شوق، حتى باريس المتعصبة. واستمرت الاشتباكات الصغيرة ثمانية شهور أخرى، ولكن في 22 مارس 1594 ، زحف هنري إلى باريس ودخلها ولم يكد أحد يعترضه، وعظم ترحيب الجماهير به حتى أنه أراد حتى يدخل نوتردام لم يكن بد من حمله فوق الرؤوس. وثبت ملكاً في ذلك اللوفر ذاته، الذي كان فيه قبل اثنين وعشرين عاماً سجيناً قاب قوسين من الموت، واستسلم للبهجة والفرح، فأصدر بطريقته المرحة، عفواً عاماً ضم حتى آل جيز وحكومة الستة عشر. وأكتسب بعض أعدائه بالغفران عنهم دون تردد وبالمجاملة السمحة الكيسة ورشا البعض بمال اقترضه.

على أنه لم يكسب الجميع إلى صفه. ففي ليون اقتنى بيير باريير مدية وشحذها ثم شد رحاله إلى باريس معلناً نية اغتيال الملك. فقبض عليه في ميلون وشنق دون إبطاء. ونطق هنري »وا أسفاه، لوفهمت بالأمر لعفوت عنه.« وأوفد البابا حدثنت الثامن للملك حل الكنيسة، ولكن اليسوعيين واصلوا مهاجمته في مواعظهم. وفي 27 ديسمبر هجم فتى في التاسعة عشرة يدعى جان شاتيل على الملك بخنجر ولكن لم يصبه بأسوأ من بتر في شفته وكسر في سنه. ومرة أخرى رأى هنري العفوعن هذا المتعصب، ولكن رجال السلطة أسقطوا بشاتيل جميع أنواع التعذيب التي نص عليها القانون ضد قتلة الملوك. وقد اعترف الرجل في كبرياء برغبته في اغتال الملك لأنه زنديق خطر، وأعرب استعداده لبذل محاولة أخرى في سبيل خلاص نفسه. ونطق في اعترافه إنه تلميذ لليسوعيين، ولكنه أبى حتى يورطهم بأكثر من هذا في مغامرته. وقد رويت عن اليسوعي الأسباني خوان داريانا (الذي سنلتقي به ثانية) عبارات وافق فيها على اغتيال الملوك الفاسدين، لا سيما هنري الثالث، وتبين حتى اليسوعي الفرنسي جان جينار خط يقول إنه كان من الواجب اغتال هنري الرابع في مذبحة القديس برتلميو، وإنه يجب التخلص منه الآن »بأي ثمن وبأية طريقة«. وفي بواكير عام 1595 أمر برلمان باريس اليسوعيين بالرحيل عن فرنسا بناء على التماس من الاكليروس الفهماني في السوربون.


الملك الخلاق 1594-1600

Itinerary of François Pyrard de Laval, (1601–1611)

تبين هنري حتى مهمة التعمير أشق من قهر القوة المسلحة. ذلك حتى اثنين وثلاثين عاماً من »الحروب« الدينية خلفت في فرنسا من الخراب والفوضى ما خلفته حرب المائة عام في القرن السابق. فبحرية فرنسا التجارية كادت تختفي من البحار، وقد بلغ عدد البيوت التي دمرت ثلاثمائة ألف، وأعرب الحقد تعطيله للفضيلة، وسمم فرنسا بشهوة الانتقام. وأغار الجنود المسرحون على الطرق والقرى سرقة وتقتيلاً وتآمر النبلاء ليفرضوا استرداد سيادتهم الاقطاعية ثمناً لولائهم للملك، وكانت الأنطقيم التي طال هجرها معتمدة على مواردها تقسم فرنسا إلى دويلات مستقلة ذاتياً، وكان الهيجونوت يطالبون بالاستقلال السياسي والحرية الدينية، والحلف لا يزال يحتفظ بجيش في الميدان؛ واقتنى هنري قائده مايين بالمال فارتضى الهدنة ثم الصلح في النهاية (يناير 1596). وبعد حتى سقطت الشروط، اصطحب هنري الدوق البدين في مسيرة طويلة جعلته يلهث إعياء، ثم أكد له حتى هذا هوانتقامه الوحيد منه. ولما تزعم أحد قواده المدعوشارل جونتو، دوق بيرون، مؤامرة ضده، عرض عليه هنري العفوإذا اعترف، ولكنه أبى، فأمر بمحاكمته، وأدين بالجريمة وبتر رأسه (1602). وأدركت فرنسا الآن حتى نافار ملك. وسمح له شعب فرنسا الذي أرهقته الفوضى-بل توسلت إليه طبقات رجال الأعمال-أن يجعل ملكية البوربون الجديدة مطلقة السلطان. لقد كانت الاستبدادية الملكية نتيجة للحرب الأهلية في فرنسا بينما كانت في إنجلترا سبباً لها.

وجبى هنري الضرائب لأن حاجة الحكومة الأولى كانت المال. أما مجلس المالية الموجود فقد انبعث منه من نتن الرشوة والفساد قدر أكثر من المألوف. وولى هنري صلى الجريء رئاسة المالية، وأطلق يده في تنقية الهواء واخلاء الطريق بين ما يدفعه الشعب من الضرائب وما يصل منها إلى الخزانة. كان مكسمليان بتون، بارون روزني، دوق صلى، صديق هنري الوفي مدى ربع قرن. قد قاتل جنباً إلى جنب مع هنري خلال أربعة عشر عاماً؛ وهاجم الآن-وهوبعد في السابعة والثلاثين-الموظفين المختلسين عديمي الكفاية بهمة لا تعهد الكلل، حتى أصبح أعظم أعضاء مجلس الملك قيمة وأقلهم شعبية. وصورته التي رسمها له دمونستبيه معروضة في اللوفر، يطالعنا فيها رأس كبير وجبين عريض وعينان مرتبتان حادتان. ها هنا العبقرية العملية التي لا غنى عنها لكبح الروح الرومانسية لملك شغله لعب دور كازانوفا عن لعب دور شارلمان كاملاً. وجعل صلى من نفسه الحارس الرقيب على الإدارة الحكومية. وإذ كان مديراً للمالية والطرق والمواصلات والمباني العامة والتحصينات والمدفعية، ومأموراً للباستيل، ومشرفاً عاماً على باريس، فقد عثر في جميع مكان، وأشرف على جميع شيء، وأصر على الكفاية والاقتصاد والنزاهة، وقد عكف على العمل خلال جميع ساعات يقظته. وعاش عيشة التقشف في حجرة بسيطة على جدرانها صور لوثر وكالفن. ثم رعى مصالح إخوانه الهيجونوت. وثبت العملة، وأعاد تنظيم البيروقراطية وهذبها، وأكره لصوص الموظفين على حتى يتقيئوا ما سرقوه. وقد استرد للدولة جميع الأملاك والموارد التي تملكها الأفراد خلال الحروب، وألزم 40.000 من المتهربين من الضرائب بدفع ضرائبهم. عثر خزانة الدولة مدينة بمبلغ 296.000.000 جنيه، فسدد هذه الديون، ووازن الميزانية، وجمع فائضاً بلغ 13000.000 جنيه. وحمى وشجع جميع نواحي الحياة الاقتصادية، وبنى الطرق والكباري، وخطط للقنوات الكبرى التي أزمعت حتى تربط الأطلنطي بالبحر المتوسط، والسين باللوار. وأعرب حتى جميع الأنهار الصالحة للملاحة جزء من الأملاك الملكية، وحظر وجود العوائق فيها، وأعاد من حديث تدفق السلع داخل البلاد.

واستطاع هنري حتى يخلق فرنسا من حديث بمعونة وزراء أحسنَ اختيارهم كوزيره صلى. فرد للمحاكم و»البرلمانات« وظائفها وسلطتها الشرعية، وإذا كان قد جاز للموظفين البيروقراطيين بتوريث مناصبهم لأبنائهم لقاء ثمن يؤدونه فإن الدافع له لم يكن مجرد جمع المال، بل كفالة استقرار الإدارة والنهوض بالطبقات الوسطى- ولا سيما رجال القضاء »نبالة الرداء«- ليكونوا لقاءاً وموازناً للارستقراطية المعادية. وقد تفهم هذا الملك، الذي كان فيه من الحرص على الحياة والعمل ما لا يسمح له بقراءة كتاب أوليفييه دسير المسمى »مسارح الزراعة« (1600)- تفهم هذا الكتاب بعناية، وفيه اقتراحات لأساليب زراعية أكثر فهمية، وأرسى هذه التحسينات في أراضي التاج لتكون نماذج وحوافز للفلاحين الخاملين. وكان يقول إنه يتوق لرؤية »دجاجة في جميع قدر يوم الأحد«(21). وحظر على النبلاء حتى يركبوا خيلهم فوق الكروم أوحقول الغلال وهومنطلقون إلى صيدهم، ومنع غارات الجند على أراضي الفلاحين. وألغى عشرين مليون جنيه من متأخرات الضرائب المستحقة على الفلاحين (ربما لأنه عهد أنه لن يستطيع جمعها أبداً). وسبق كوليير بحمايته الصناعات الموجودة بالرسوم الكمركية، وادخال الصناعات الجديدة كصناعة الخزف المصقول والزجاج وتربية دودة القز ، وغرس أشجار التوت في حدائق التويلري وفونتنبلو، وأمر بأن يغرس منها عشرة آلاف في جميع أسقفية ، وأعان ووسع مصانع السجاد المرسوم التي يملكها آل جوبلان. ورغبة في تفادي السياسات المقيدة التي فرضها مفهموالحرف على نقاباتهم، أعاد تنظيم الصناعة الفرنسية على أساس تعاوني-فأصحاب العمل والعمال متحدون في جميع حرفة، خاضعون للتنظيم الذي تفرضه الدولة. ولكن الفقر لم يبرح مخيماً على البلاد، من جهة بسبب الحرب والطاعون والضرائب. ومن جهة لأن عدم التكافؤ الطبيعي في القدرات، وسط تساوي الجميع في الجشع، كفيل في جميع جيل بأن تستوعب قلة من الناس أكثر السلع. أما الملك فتوخى القصد في عيشه، إلا حتى يسرف مع خليلاته. ورغبة في شغل المتعطلين وتنقية الريف من قدامى المحاربين العاطلين النهمين، مول عدداً كبيراً من الأشغال العامة المتنوعة: فوسعت الشوارع ورصفت، وشقت القنوات، وغرست الأشجار على الطرق العامة، وفتحت المتنزهات والميادين-كالبلاس رويال (وهواليوم بلاس دي فوج) والبلاس دوفين-لتتيح لباريس متنفساً. وأنشأ الملك مستشفى الميرة للعجزة. ولم يكتمل نضج هذه الاصلاحات كلها قبل موته المفاجئ، ولكن حينما ختم حكمه كانت البلاد تتمتع برخاء لم تشهده منذ أيام فرنسيس الأول. وأهم من ذلك كله حتى هنري أنهى الحروب الدينية، وفهم الكاثوليك والبروتستنت حتى يعيشوا بسلام. لا في مودة وصداقة، لأن أحداً من غلاة الكاثوليك لم يكن ليسلم بحق هيجونوتي في الوجود، ولا كان أي هيجونوتي حار الإيمان لينظر إلى العبادة الكاثوليكية إلا على أنها عبادة أصنام. وقد وضع هنري حياته على كفه وأصدر (13 ابريل 1598) مرسوم نانت التاريخي، الذي أباح الممارسة الكاملة للعقيدة البروتستنتية، ومنح الصحافة البروتستنتية حريتها، في جميع مدن فرنسا الثمانمائة إلا سبع عشرة مدينة كانت فيها الكاثوليكية الممضى الغالب (كما في باريس). وثبت مبدأ صلاحية الهيجونوت للمناصب العامة، وكان منهم في مجلس الدولة اثنان عملا، وتقرر تعيين تورين الهيجونتي مارشالاً لفرنسا. كذلك تقرر حتى تدفع الحكومة رواتب القساوسة البروتستنت ونظار المدارس البروتستنتية وأن يقبل الأطفال البروتستنت في جميع المدارس والكليات والجامعات والمستشفيات كالأطفال الكاثوليك سواء بسواء. أما المدن التي كان يسيطر عليها الهيجونوت مثل لاروشيل، ومونبلييه، ومونتوبان-فتظل على حالها وتنفق الدولة على جامعاتها وحصونها على حتى الحرية الدينية التي منحت على هذا النحوكانت لا تزال ناسيرة، فهي لم تشكل غير الكاثوليك والبروتستنت، ولكنها كانت أكثر ألوان التسامح الديني تقدماً في أوربا. لقد اقتضى تحويل »جلالة الملك المسيحي جداً« إلى مسيحي حقاً، رجلاً ذا عقيدة مشكوك في سلامتها.

وتصايح الكاثوليك في طوال فرنسا وعرضها بالسخط على المرسوم زاعمين حتى فيه حنثاً بما توعد به هنري من تأييد لعقيدتهم. وندد به البابا حدثنت الثامن »كألعن ما يمكن تصوره، منحت به حرية الضمير للجميع، وهذا أسوأ شئ في الوجود.« وأعرب الكتاب الكاثوليك من حديث بأنه يحل خلع الملك الزنديق أوقتله، أما المؤلفون البروتستنت أمثال أوتمان، الذين دافعوا عن سيادة الشعب إبان حكم هنري الثالث، فقد أطروا فضائل الاستبدادية -في ملك بروتستنتي. وأبى برلمان باريس طويلاً حتى يختم المرسوم بخاتم الإنضمام الرسمي الذي اقتضاه العهد حتى يصبح أي مرسوم ملكي قانوناً مقبولاً. ونادى هنري الأعضاء، وبين لهم حتى ما عمله لم يكن عنه غنى للسلام ولتعمير فرنسا. فأذعن البرلمان، وقبل ستة من الهيجونوت بين أعضائه.

وسمح هنري لليسوعيين بأن يعودوا إلى فرنسا (1603) من الممكن ليسكت المعارضة الكاثوليكية ويسترضي البابا. وعارض صلى بقوة هذه المستوى، ونطق إذا اليسوعيين »رجال نابغون، ولكنهم شديدوا الخبث والدهاء«، وإنهم ملتزمون بقضية الهابسبورج، ومن ثم بقضية خصمي فرنسا- أي أسبانيا والنمسا، وانهم متعهدون بالطاعة العمياء للبابا وميالون إليها، وهوليس إلا سجيناً جغرافياً للهابسبورج وتابعاً مالياً لهم، فهم لا محالة مملون على هنري سياساته إذا عاجلاً أوآجلاً فإن أخفقوا فسيقنعون أحد المتعصبين »بأن يقضي عليك بالسم أوبغيره« وأجاب هنري بأن مساندة اليسوعيين سيكون له عوناً كبيرًا على توحيد فرنسا، وأن استمرار نفيهم وعدائهم أشد خطراً على حياته وسياساته من عودتهم إلى فرنسا وقبل اليسوعي بيير كوتون كاهن اعتراف له، ووجده إنساناً لطيفاً وفياً، ثم فرغ بعد ذلك لحكم فرنسا ولزعازع الحب العاتية.

زير النساء

في متحف كونديه بشانتي لوحة شائقة رسمها فرانس بوربي الابن، يظهر فيها هنري في عنفوان قوته وعزته. رشيق البنية، سهل الملبس في سراويل منفوخة وصدرة وجوارب سوداء، ذراعه اليسرى على خاصرته، وتحت لحيته الشيباء طوق مكشكش، ثم أنف أشم، وفم حازم، وعينان فيهما تيقظ وتشكك ورحمة. ولقد خلعت عليه سنوالحملات الطوال مشية الجندي وخلقه وريحه: فهوقوي نشيط لا يكل، له من شواغله ما يمنعه من الإسراف في النظافة أومن تغيير ملابسه حين يجب تغييرها؛ نطق صديق إنه كان أحياناً »تفوح من جسده رائحة خبيثة كأنه الجيفة« كان بعد يوم من السير أوالقتال يفاجئ معاونيه بتنظيم رحلة صيد. إنه مضرب المثل في بسالته، ولكن أمعاءه تجنح إلى الاسهال إذا دنت المعركة(26)، وقد عانى في السنين السبع الأخيرة من حياته من الدوزنتاريا وعسر البول والنقرس. أما ذهنه ففي نشاط جسده ومرونته. وهوسريع في تبين الزيف والهراء، يلتقط لب الأمور للتووالساعة، ويخط الرسائل التي لا تزال تنبض بالحياة، ويشرح بطرفه صدر فرنسا والتاريخ. حين عين لافيوفيل في أحد المناصب نطق الرجل متمثلاً بعبارة وردت في الأنجيل »مولاي، لست مستحقاً« أجاب هنري »أفهم ذلك جيداً، ولكن ابن أخي طلب إلي حتى أعينك«. وذات يوم اعترضه صاحب حاجة وهوفي طريقه إلى الغداء وبدأ يقول في لغة طنانة »مولاي الملك، حتى أجبيسيلا، ملك لاكيديمون-« ونطق هنري وهويثن »ويحك! لقد بلغني نبوءه، ولكنه كان قد تغدى، أما أنا فلم أعمل«. يقول مؤرخ فرنسي »لقد كان أذكى ملك أنجبته فرنسا«.

ثم كان أحبهم إلى الناس. لم يكن بعد أكثرهم شعبية، لأن نصف فرنسا مازال يقبله على مضض، ولكن الذين عهدوه فهم حميمة كانوا لا يترددون في حتى يساقوا إلى الموت حرقاً من أجله، وبعضهم يعمل وهوآخذ جميع شئ في اعتباره، فهوأقرب الحكام مثال، لا إنادىء فيه ولا غرور، يرسل نفسه على سجيتها، طيب القلب، بطئ الغضب، سريع العفودائماً. شكت حاشيته من كرهه للظهور في أبهة الملوك, وسمح للشعراء وكتاب المسرحيات بالسخرية منه، وإن أعجبه أكثر حتى يمثله ماليرب رباً للفضيلة والحسن. وكان يمضى للتفرج على الهزليات التي تهجوه، ويوهن من شرتها بضحكه. ولم ينتقم ممن عارضوه بالقول أوالعمل »لوأنني شنقت جميع من خطوا أووعظوا ضدي لما وجدت في جميع غابات مملكتي ما يكفيهم من المشانق«. كان له حساسية الشاعر، فهويحس فقر الشعب برهافة إحساسه بجمال النساء. لم يكن رواقياً، فالتحكم في عواطفه ليس من شيمه؛ كانت له عيوبه الكثيرة، فقد يحدث وقحاً دون قصد، أوجلفا في مرح وابتهاج. وكانت تسكنه روح رابليه، فهويستمتع بالقصص المكشوفة ويرويها بطريقة لا تباري. يسرف في لعب الورق، ويخسر المبالغ الكبيرة، ويغش أحياناً كثيرة، ولكن يرد مكاسبه الحرام دائماً. وكان يهمل مطاردة عدومتقهقر ليطارد امرأة متقهقرة.

ولا حاجة بنا لأن نعدد غرامياته كلها. على حتى ثلاث نساء على الأخص كن معالم طريقه إلى العرش. إنه يخط الرسائل الغرامية الملتهبة إلى »كوريساند الجميلة« ويقول في إحداها »إني ألتهم يديك... وأقبل قدميك ملون مرة... أنها لبقعة مقفرة حقاً تلك التي نمل فيها وجودنا معاً(32)«. ولكن لم يأت عام 1589 حتى كان قد ملها، واكتشف استر امبير دبوالامبير. وبعد عام، حين كان في السابعة والثلاثين، ودون حتى يعوقه سقم السيلان ، سقط في غرام جابرييل دستريه ، وكانت يومها فتاة في السابعة عشرة، خلع عليها أحد الشعراء »الشعر المضىي، وعيون النجوم، ونحر الزنبق، واصابع اللؤلؤ، وثدي المرمر«. وصف حبيبها بلجارد في لحظة طيش مفاتنها للملك فعدا هنري بفرسه اثني عشر ميلا وهومتنكر يشق أرض العدوليراها. وضحكت على أنفه الطويل، وسقط على قدميها، وانسحب بلجارد. واستسلمت هي لسحر المال والملك، وولدت لهنري ثلاثة أطفال. وكان يأخذها لبلاطه وفي رحلات صيده، ويعانقها علناً، ويفكر في الزواج منها إذا ارتضت مارجوطلاقه. وتظافر الوعاظ الهيجونوت والكاثوليك في التنديد به زانياً، ضالاً، ووبخه صلى الشجاع على تبديده أموال الدولة على محظياته. فطلب المغفرة معتذراً بأنه وقد جاهد هذا الجهاد في الحرب وأحكم، وأخفق هذا الاخفاق في الزواج، فإن له ما لكل جندي من الحق في شيء من الترفيه(35)، وأقام على حب جابرييل ثماني سنين غدت بدينة حريصة على الاقتناء. وراحت تدس لصلى، وتدعوه »التابع«، ونطق لها هنري في غيظه إذا وزيراً مثله أثمن في نظره من عشر محظيات مثلها. ثم لان وعاد إلى حديث الزواج منها، ولكنها ماتت فيعشرة أبريل 1599 وهي تلد طفلاً ميتا. وبكاها بكاءً مريراً وخط يقول: »لقد ماتت نبتة الحب التي في باطني«.

Henry IV and Marie de Médicis

ولكن النبتة انتعشت بعد شهرين حين التقى بهنرييت دنتراج، ابنة ماري توشيه ذاتها التي كانت خليلة شارل التاسع. ونها أبوها وأمها وأخوها لأبيها حتى تستسلم إلا لخاتم الزواج، فخط لها هنري تعهداً بالزواج مشرطاً بأن تنجب له ولداً، ولكن صلى مزقه أمامه، فخط هنري تعهداً آخر وسلمه لها معه عشرين ألف كراون. وبرئ ضمير السيدة وأصبحت محظية الملك. ورأى بعض دبلوماسييه أنه قد آن له حتى يستقر. فأقنعوا مارجوبقبول الطلاق شريطة ألا يتزوج هنري من خليلته. ووافق البابا كليمان الثاني على منح الطلاق بنفس الشروط، واقترح ماريا مديتشي ابنة دوق توسكانيا الكبير عروساً لهنري؛ واقترح المصرفيون والفلورنسيون إلغاء دين فرنسا الضخم لهم إذا جعل هنري ماريا مليكته(37). واحتفل بالزواج غياباً في فلورنسا (5 اكتوبر 1600). وانتزع هنري نفسه من ساحة قتال ليمضى إلى ليون ليحيي زوجته، ووجدها طويلة بدينة متعجرفة وبذل جميع مجاملة ملكية، وأنجب منها لويس الثالث عشر ثم عاد إلى الآنسة دنتراج على أنه كان يقوم بواجباته الزوجية بين الحين والحين. وأنجبت له ماري دمديسي (كما كانت تسميها فرنسا) سبعة أطفال في عشر سنين. ورباهم هنري، مع أبنائه من جابرييل وهنرييت، في سان- جرمان- أن- لي.

وقدمت هنرييت إلى الملكة، وأسكنت قصراً بقرب اللوفر، ولكنها بعد حتى ولدت الملك أصرت على أنها هي، لا ماري، الملكة الشرعية. وتآمر أبوها وأخوها لأبيها لخطفها هي وابنها إلى أسبانيا ويجعلا فليب الثاني يعترف بالغلام »الدوفين« الشرعي لفرنسا (1604). واكتشفت المغامرة وقبض على الأخ، وأفرج عن الأب حين رد تعهد هنري بالزواج. وواصل هنري مطاردته لهنرييت كأنه الزير الجائع. وكانت تقابل ملاطفاته بالاشمئزاز والكراهية، وتقبل الرشا من فليب الثالث ثمناً لتجسسها لحساب اسبانيا.

مملكة نافارا

الجزء الشمالي من مملكة نافارا ظل مستقلاً، ولكن انضم مع فرنسا في اتحاد في 1589 عندما ورث الملك هنري الثالث من نافارا حكم العرش الفرنسي كهنري الرابع من فرنسا، وفي 1620 دمج الجزء الشمالي من المملكة مع مملكة فرنسا.

وسط هذه السخافات التي لا تصدق خطط الملك لكسر الحصار الذي طوق آل هابسبورج فرنسا به-ذلك النطاق الحديدي المؤلف من الأراضي المنخفضة ولكسمبورج، واللورين، وفرانش كونتيه، والنمسا، والممرات الفالتيليه، وسافوي، وإيطاليا، واسبانيا. وزعم صلى في مذكراته أنه أقترح على هنري وجيمس الأول ملك إنجلترا »خطة عظمى« تتحد بمقتضاها فرنسا، وإنجلتره، واسكتلنده، والدنمرك، والسويد، والأنطقيم المتحدة (هولنده)، وألمانيا البروتستنتية، والبندقية، ضد الهابوسبرج، وتنتزع أمريكا من أسبانيا، وتحرر ألمانيا من ريقة الإمبراطور، وتطرد الاسبان من الاراضي المنخفضة، ثم يقسم المنتصرون جميع أوربا - فيما عدا الروسيا وهجريا وإيطاليا واسبانيا - إلى »جمهورية مسيحية« فدرالية من خمس عشر دولة مستقلة ذاتيا، يتجر بعضها مع البعض دون رسوم جمركية وتحمل سياساتها الخارجية إلى مجلس فدرالي مسلح بقوة عسكرية عليا. أما هنري فيبدوحتى الفكرة الضخمة لم تخطر بباله قط؛ ولعل قصارى ما حلم به حتى يمد فرنسا إلى »حدود طبيعية« عند الرين، وجبال الألب، والبرانس، والبحر، وأن يحررها من الخوف من أسبانيا والنمسا. وفي سبيل هذه الأهداف كان يلجأ إلى أي وسيلة متاحة له: فسعى إلى عقد الأحلاف مع الدول البروتستنتية، وساعد الهولنديين في ثورتهم على أسبانيا، ودبر تأييد ثورة يقوم بها المسلمون في بلنسيه، وشجع الهجر على مهاجمة النمسا.

وأتاح نزاع تافه إشعال شرارة هذا العداء البوربوني-الهابوسبورجي ليصبح حرباً أوربية. ذلك حتى الدوق جون وليمن حاكم إمارة ييليش - كليفس-بيرج الثلاثية الصغيرة القريبة من كولونيا، توفي في 25 مارس 1609 دون حتى يعقب. وأدعى الامبراطور رودلف، بوصفه السيد الاقطاعي الأعلى للإمارة، حتى له الحق في تعيين كاثوليكي لهذا العرش الصغير. واحتج هنري بأن المزيد من اخضاع الدوقية للهابوسبورج سيعرض حدود فرنسا الشرقية للخطر. وانضم إلى براندبورج والبالاتينات والأنطقيم المتحدة في تصميمها على تعيين خلف بروتستنتي لجون وليم، فلما احتل الارشيدوق ليوبولد النمسوي ييليش بالجيوش الإمبراطورية اتخذ هنري أهبته للحرب.

وتوافق غرامه الأخير توافقاً مثيراً مع الدعوة إلى هذه المعركة الفاصلة الكبرى. ذلك أنه برغم بلوغه السادسة والخمسين وما بدا عليه من اكتمال أحس تدريجا في 1609 بحنين طاغ لشارلوت مورمونسي ذات الستة عشر ربيعاً. وتابت عليه، ولكنها قبلت أمره بأن تتزوج أمير كونديه الجديد. وروى بأن خليلته هنرييت وبخته ساخرة بقولها »ألست شريراً جدا لأنك ترغب حتى تضاجع زوجة ابنك ،يا ترى؟ فأنت عليم بأنك أبلغتني بأنه (أي الامير) ولدك.« وهرب كونديه بعروسه إلى بروكسل، وتحرق هنري شوقاً إلى مطاردتها، ونظم ماليرب هذا التحرق شعراً. والتمس فيلروا وزير خارجية هنري من الأرشيدوق ألبرت حاكم الأراضي المنخفضة حتى يعيد الأميرة إلى باريس، ولكن الأرشيدوق رفض بتشجيع من فليب الثالث ملك أسبانيا. وهدد فيلروا بحرب »قد تشعل ناراً في أربع أركان العالم المسيحي«. وبدا لهنري حتى من توفيق العناية حتى تقع بروكسل في الطريق إلى ييليش: فهوإذن قاهر هذه السيدة - والأراضي المنخفضة الأسبانية - تمهيداً لتحطيم الإمبراطور وإذلال أسبانيا. واستأجر المرتزقة السويسريين واستعد لجمع جيش عدته ثلاثون ألف مقاتل. ووعده جيمس الأول ملك إنجلترا باربعة آلاف آخرين.

وروعت فرنسا الكاثوليكية، فقد أسرفت في تصديق الشائعات التي تواترت بأن مفاتن الأميرة هي سبب الحرب الحقيقي، وأفزعها حتىقد يكون حلفاء الملك وقواده أكثرهم من البروتستنت، وتساءلت ماذا عساهقد يكون مصير الكاثوليكية والبابوية في أوربا إذا انهزم جنوبها الكاثوليكي على يد شمالها البروتستنتي، وعلى يد ذلك الملك الذي كان بالأمس القريب هيجونوتياً. وهبطت الضرائب المفروضة لتمويل هذه الحرب المرهوبة بشعبية هنري، وهي أبداً قلقة لا ثبات لها؛ وحتى بلاطه تحول عنه لأنه رأى فيه رجلاً أعماه الحمق عن حتى يدرك أنه لم يعد في طاقته حتى يجمع بين لوثاريووالاسكندر في شخصه. وأرجفت التنبؤات بأنه مقتول عما قريب - وربما كانت تحريضات مشجعة لمن يتأثرون بها.

وسمع فرانسوا رافاياك بهذه التنبؤات، وكان موطنه انجوليم. وقد اطال التأمل في سجنه الذي أودعه لجريمة لم يقترفها، ورأى الرؤى، ودرس اللاهوت، وقرأ الكتيبات التي تدافع عن اغتال الطغاة. وإذ كان قوي الذراع، ضعيف العقل، فقد راح يداعب هذه الفكرة، وهي حتى الله اختاره لتحقيق التنبؤات ولإنقاذ فرنسا من مصيرها البروتستنتي. فلما أفرج عنه انطلق إلى باريس (1609)، ونزل عند مدام دسكومان، وهي صديقة لهنرييت دنتراج، وأعترف لها بأنه يفكر في اغتال الملك. وأوفد تحذير لهنري، ولكنه كان قد ألف مثل هذه الإنذارات إلفاً جعله لا يعبأ بالتحذير. وبينما كان يخترق الشوارع حاول رافاباك حتى يقترب منه، وأوقفه الجند، فنطق إنه يريد حتى يسأل الملك أسليم أنه يدبر الحرب على البابا، وأن الهيجونوت يستعدون لذبح الكاثوليك. ثم حاول حتى يدخل ديراً وينضم إلى اليسوعيين، ولكن طلبه رفض. فعاد إلى أنجوليم ليقوم بواجبه في الفصح، وتناول القربان، وتسلم من أحد الرهبان حقيبة صغيرة قيل إنها تحتوي على شظية من الصليب الذي توفي عليه المسيح. واقتنى مدية، ثم عاد إلى باريس. وأوفدت مدام دسكومان تحذيراً إلى صلى فأبلغ الملك به.

وكان هنري يتأهب للحاق بجيشه في شالون. ففي 13 مايو1610 عين الملكة وصية خلال غيابه. وفي اليوم الرابع عشر رجاه ابنه غير الشرعي، دوق فاندوم، ألا يبرح بيته لأن التنبؤات بمقتله حددت هذا اليوم نهاية لحياته. وفي العصر قرر حتى يخرج في نزهة بعربته، وأن يزور صلى المريض، ويستمتع بـ »نسمة هواء«. وتفادياً لانتباه الناس صرف حرسه، ولكن كان يرافقه سبعة من الحاشية. واقتفى رافاياك أثر العربة وكان يراقب اللوفر. وعند نقطة في شارع فيرونيري وقفت العربة لتشابك في المرور. وهنا قفز رافاياك على سلمها وطعن الملك طعنة نجلاء من عنفها حتى السلاح اخترق قلبه. فمات هنري للتوتقريباً.

وتحمل رافاياك وزر جريمته كاملاً حين عذب، وأنكر حتى له محرضين أوشركاء، وأسف على عنف عملته، ولكنه صرح بثقته بأن الله غافرها كما يغفر للمذنبين في سبيل قضية مقدسة. ومزقت أربعة جياد أوصاله، وأحرق جذعه في ميدان عام. واتهم الكثير من اليسوعيين بأنهم ألهبوا عقل القاتل، وقيل إذا كتاب ماريانا عن الملكية »دي ريجي« »الذي يبرر اغتال الطغاة« كان يباع علناً في حوانيت باريس. ورد اليسوعيون بأن هذا الكتاب شجبة صراحة مجمع اليسوعيين عقد بباريس عام 1606. وحكمت السوربون على اليسوعيين بأنهم مسئولون عن التعاليم الخطرة وأحرقت كتاب ماريانا رسمياً. أما ماري مديسي فقد حمت اليسوعيين من الأذى بصفتها وصية، وقبلت ارشادهم في الإيمان والسياسة.

وأصاب فرنسا الاضطراب والفرقة لمشروع هنري الأخير وموته المفاجئ. وارتضت قلة هذا الاغتيال على أنه عمل إلهي في سبيل الدفاع عن الكنيسة. ولكن الكثرة العظمى، من الكاثوليك والبروتستنت على السواء، ناجت على ملك رجحت جهوده من أجل شعبه أخطاءه وحماقته وذنوبه رجحاناً كبيراً. ولم يكن قد غاب من ذاكرة الفرنسيين جميع ما أورثه مع العرش من فقر وخراب، ومن اضطراب ديني، ومن فساد وعجز حكوميين؛ لقد رأوا الآن أمة نظيفة منظمة، غنية برغم الضرائب المرتفعة، لها من القوة ما يتيح لها حتى تتحدى السيادة الأسبانية الطويلة. وذكروا في حنين ما طبع هنري من بساطة في الملبس والمسلك والحديث، وذكروا روحه المرحة وطبيعته الرقيقة، وبسالته المبتهجة في الحرب، وكياسته في الصداقة والدبلوماسية، واغضى تراخيهم الخلقي عن تلك المغامرات التي لم يبد فيها إلا رجلاً على هواهم. لقد وصف نفسه بحق بأنه »ملك وفي، أمين، صادق(44)«، ولكنه كان إلى ذلك أعظم ملوك فرنسا إنسانية ورحمة، ثم إنه كان منقذ فرنسا. من الممكن بدت خطته في الوصول بفرنسا إلى حدودها الطبيعية أمراً غير عملي، ولكن ريشليوأتبعها بعد عشرين عاماً، ثم حققها لويس الرابع عشر بعد ذلك. ولم يمض طويل زمن على موته حتى أجمعت أوربا على تلقيبه بهنري الأكبر. وفي الثورة الفرنسية أدين جميع الملوك الفرنسيين من خلفائه، إلا هنري الرابع، فقد ظل يتربع المكان الأول في قلب الشعب.

العلاقات الدولية لهنري الرابع

نقش لهنري الرابع
Coin of Henry IV, demi écu, Saint Lô (1589)

The reign of Henry IV saw the continuation of the rivalry among France, the Habsburg rulers of Spain, and the Holy Roman Empire for the mastery of Western Europe, a conflict that would only be resolved after the Thirty Years' War.

اسبانيا وإيطاليا

During Henry's struggle for the crown, Spain had been the principal backer of the Catholic League, and it tried to thwart Henry. Under the Duke of Parma, an army from the Spanish Netherlands intervened in 1590 against Henry and foiled his siege of Paris. Another Spanish army helped the nobles opposing Henry to win the معركة كراون against his troops in 1592.

After Henry's coronation, the war continued as an official tug-of-war between the French and Spanish states, which was only terminated by the سلام ڤرڤان في 1598. This enabled him to turn his attention to Savoy, with which he also had been fighting. Their conflicts were settled in the معاهدة ليون of 1601, which mandated territorial exchanges بين فرنسا ودوقية ساڤوا.

ألمانيا

In 1609 Henry's intervention helped to settle the War of the Jülich succession through diplomatic means.

It was widely believed that in 1610 Henry was preparing to go to war against the Holy Roman Empire. The preparations were terminated by his assassination, however, and the subsequent rapprochement with Spain under the regency of Marie de' Medici.

الدولة العثمانية

Bilingual Franco-Turkish translation of the 1604 Franco-Ottoman Capitulations between Sultan Ahmed I and Henry IV of France, published by François Savary de Brèves (1615)

Even before Henry's accession to the French throne, the French Huguenots were in contact with Aragonese Moriscos in plans against the Habsburg government of Spain in the 1570s. Around 1575, plans were made for a combined attack of Aragonese Moriscos and Huguenots from Béarn under Henry against Spanish Aragon, in agreement with the king of Algiers and the Ottoman Empire, but this project floundered with the arrival of John of Austria in Aragon and the disarmament of the Moriscos. In 1576, a three-pronged fleet from Constantinople was planned to disembark between Murcia and Valencia while the French Huguenots would invade from the north and the Moriscos accomplish their uprising, but the Ottoman fleet failed to arrive. After his crowning, Henry continued the policy of a Franco-Ottoman alliance and received an embassy from Sultan Mehmed III in 1601. In 1604, a "Peace Treaty and Capitulation" was signed between Henry IV and the Ottoman Sultan Ahmet I. It granted numerous advantages to France in the Ottoman Empire.

In 1606–7, Henry IV sent Arnoult de Lisle as Ambassador to Morocco to obtain the observance of past friendship treaties. An embassy was sent to Tunisia in 1608 led by François Savary de Brèves.

شرق آسيا

During the reign of Henry IV, various enterprises were set up to develop trade with faraway lands. In December 1600, a company was formed through the association of Saint-Malo, Laval, and Vitré to trade with the Moluccas and Japan. Two ships, the Croissant and the Corbin, were sent around the Cape of Good Hope in May 1601. One was wrecked in the Maldives, leading to the adventure of François Pyrard de Laval, who managed to return to France in 1611. The second ship, carrying François Martin de Vitré, reached Ceylon and traded with Aceh in Sumatra, but was captured by the Dutch on the return leg at Cape Finisterre. François Martin de Vitré was the first Frenchman to write an account of travels to the Far East in 1604, at the request of Henry IV, and from that time numerous accounts on Asia would be published.

From 1604 to 1609, following the return of François Martin de Vitré, Henry developed a strong enthusiasm for travel to Asia and attempted to set up a French East India Company on the model of England and the Netherlands. On 1 June 1604, he issued letters patent to Dieppe merchants to form the Dieppe Company, giving them exclusive rights to Asian trade for 15 years. No ships were sent, however, until 1616. In 1609, another adventurer, Pierre-Olivier Malherbe, returned from a circumnavigation of the globe and informed Henry of his adventures. He had visited China and in India, and had an encounter with Akbar.


إغتياله والتبعات

Henry was the subject of attempts on his life by Pierre Barrière in August 1593 and Jean Châtel in December 1594.

In the third assassination attempt, King Henry IV was killed in Paris on 14 May 1610 by a Catholic fanatic, François Ravaillac, who stabbed him in the Rue de la Ferronnerie. Henry's coach was stopped by traffic congestion related to the Queen's coronation ceremony, as depicted in the engraving by Gaspar Bouttats.Hercule de Rohan, duc de Montbazon, was with him when he was killed; Montbazon was wounded, but survived. Henry was buried at the Saint Denis Basilica.

His widow, Marie de' Medici, served as regent for their nine-year-old son, Louis XIII, until 1617.

الأجداد

تمثال هنري الرابع على Pont Neuf

الزواج والأطفال الشرعيين

الإسم الميلاد الوفاة ملاحظات
Louis XIII, King of France September 27 1601 May 14, 1643 Married Anne of Austria in 1615.
Elizabeth, Queen of Spain November 22, 1602 October 6, 1644 Married Philip IV, King of Spain in 1615.
Christine Marie, Duchess of Savoy February 12, 1606 December 27, 1663 Married Victor Amadeus I, Duke of Savoy in 1619.
Nicholas Henri de France, duc d'Orléans April 16 1607 November 17 1611 Died young.
Gaston, Duke of Orleans April 25 1608 February 2 1660 Married (1) Marie de Bourbon, Duchess of Montpensier in 1626.
Married (2) Margaret of Lorraine in 1632.
Henrietta Maria, Queen of England November 25, 1609 September 10, 1669 Married Charles I, King of England in 1625.
Henri, his wife Marie and their children

ملاحظات

  1. ^ . Google Books. Retrieved 19 December 2010.
  2. ^ . Google Books. Retrieved 19 December 2010.
  3. ^ The Moriscos of Spain: their conversion and expulsion, Henry Charles Lea, p. 281 [1]
  4. ^ L. P. Harvey. . Google Books. p. 343. Retrieved 19 December 2010.
  5. ^ East encounters West: France and the Ottoman Empire in the eighteenth century, Fatma Müge Göçek, p.تسعة [2]
  6. ^ Randall Lesaffer, [3] Peace treaties and international law in European history, p. 343
  7. ^ Asma Moalla, [4] "The regency of Tunis and the Ottoman Porte, 1777–1814", p. 59
  8. ^ Asia in the Making of Europe, Volume III: A Century of Advance. Book 1, Donald F. Lach pp. 93–94 [5]
  9. ^ . Google Books. Retrieved 19 December 2010.
  10. ^ . Google Books. p. 393. Retrieved 19 December 2010.
  11. ^ A history of modern India, 1480–1950, Claude Markovits p. 144: The account of the experiences of François Martin de Vitré "incited the king to create a company in the image of that of the United Provinces"
  12. ^ Baird, Vol. 2, [6] p. 367
  13. ^ Baird, Vol. 2, [7] p. 368
  14. ^ Pierre de l'Estoile, Journal du règne de Henri IV. Paris: Gallimard (1960), p. 84
  15. ^ Knecht, Robert J. The Murder of le roi Henri, History Today. May 2010 issue.
  16. ^ Moote, A. Lloyd, Louis XIII, the Just, (University of California Press, Ltd., 1989), p. 41
  17. ^ Knecht, Renaissance France, genealogies; Baumgartner, genealogicl tables.

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

ببليوجرافيا

  • Baumgartner, Frederic J. France in the Sixteenth Century. London: Macmillan, 1995. ISBN 0333620887.
  • Briggs, Robin. Early Modern France, 1560–1715. Oxford: Oxford University Press, 1977. ISBN 0192890409.
  • Bryson, David M. Queen Jeanne and the Promised Land: Dynasty, Homeland, Religion and Violence in Sixteenth-century France. Leiden and Boston, MA: Brill Academic, 1999. ISBN 9004113789.
  • Buisseret, David. Henry IV, King of France. New York: Routledge, 1990. ISBN 0044456352.
  • Cameron, Keith, ed. From Valois to Bourbon: Dynasty, State & Society in Early Modern France. Exeter: University of Exeter, 1989. ISBN 0859893103.
  • Finley-Croswhite, S. Annette. Henry IV and the Towns: The Pursuit of Legitimacy in French Urban Society, 1589–1610. Cambridge: Cambridge University Press, 1999. ISBN 0521620171.196
  • Frieda, Leonie. Catherine de Medici. London: Phoenix, 2005. ISBN 0173820390.
  • Greengrass, Mark. France in the Age of Henri IV: The Struggle for Stability. London: Longman, 1984. ISBN 0582492513.
  • Holt, Mack P. The French Wars of Religion, 1562–1629. Cambridge: Cambridge University Press, 2005. ISBN 9780521547505.
  • Knecht, R. J. Catherine de' Medici. London and New York: Longman, 1998. ISBN 0582082412.
  • Knecht, R. J. The French Religious Wars, 1562–1598. Oxford: Osprey, 2002. ISBN 1841763950.
  • Knecht, R. J. The Rise and Fall of Renaissance France, 1483-1610. Oxford: Blackwell, 2001. ISBN 0631227296.
  • Lee, Maurice J. James I & Henri IV: An Essay in English Foreign Policy, 1603–1610. Urbana: University of Illinois Press, 1970. ISBN 0252000846.
  • LLoyd, Howell A. The State, France, and the Sixteenth Century. London: George Allen and Unwin, 1983. ISBN 0049400665.
  • Lockyer, Roger. Habsburg and Bourbon Europe, 1470–1720. Harlow, UK: Longman, 1974. ISBN 0582350298.
  • Love, Ronald S. (2001). Blood and Religion: The Conscience of Henri IV, 1553-1593. McGill-Queen's University Press.
  • Major, J. Russell. From Renaissance Monarchy to Absolute Monarchy: French Kings, Nobles & Estates. Baltimore: Johns Hopkins University Press, 1997. ISBN 0801856310.
  • Moote, A. Lloyd. Louis XIII, the Just. Berkeley: University of California Press, 1991. ISBN 0520075463.
  • Mousnier, Roland. The Assassination of Henry IV: The Tyrannicide Problem and the Consolidation of the French Absolute Monarchy in the Early Seventeenth Century. Translated by Joan Spencer. London: Faber and Faber, 1973. ISBN 0684133571.
  • Pettegree, Andrew. Europe in the Sixteenth Century. Oxford: Blackwell, 2002. ISBN 063120704X.
  • Salmon, J. H. M. Society in Crisis: France in the Sixteenth Century. London: Ernest Benn, 1975. ISBN 0510263518.
  • Sutherland, N. M. Henry IV of France and the Politics of Religion, 1572–1596. 2 vols. Bristol: Elm Bank, 2002. ISBN 1841508462.
  • Sutherland, N. M. The Huguenot Struggle for Recognition. New Haven: Yale University Press, 1980. ISBN 0300023286.
  • Sutherland, N. M. The Massacre of St Bartholomew and the European Conflict, 1559–1572. London: Macmillan, 1973. ISBN 0333136292.
  • Sutherland, N. M. Princes, Politics and Religion, 1547–1589. London: Hambledon Press, 1984. ISBN 0907628443.

وصلات خارجية

  • Description of Henry IV's assassination (in Spanish).
هنري الرابع من فرنسا
بيت بوربون
فرع أصغر من Capetian dynasty
وُلِد: 13 ديسمبر 1553 توفي: 14 مايو 1610
ألقاب ملكية
سبقه
Jeanne III
ملك ناڤار
بإسم هنري الثالث
9 يونيو1572 – 14 May 1610
تبعه
لويس الثالث عشر
أمير أندورا المشارك
9 يونيو1572 – 14 مايو1610
سبقه
هنري الثالث
ملك فرنسا
2 أغسطس 1589 – 14 مايو1610
نبيل فرنسي
سبقه
Antoine de Bourbon
دوق ڤندوم
دوق بومون
كونت مارل
Count of La Fère
كونت سواسون

17 نوفمبر 1562 – 1607
اندمجت في التاج
سبقه
هنري الثالث
Count of Diois
2 أغسطس 1589 – 27 سبتمبر 1601
كونت پروڤانس وفوركالكييه
كونت ڤيينوا
دوفان ڤيينوا

2 أغسطس 1589 – 14 مايو1610
الملكية الناڤارية
سبقه
Jeanne III
Duke of Albret
كونت ليموج
كونت فوا
كونت أرمنياك
Count of Comminges
Count of Bigorre
Count of Périgord

9 يونيو1572 – 1607
اندمجت في التاج
ڤايكونت بيارن
Lord of Donezan

9 يونيو1572 – 14 مايو1610

تاريخ النشر: 2020-06-07 20:07:30
التصنيفات: صفحات تستخدم وسوم HTML غير صالحة, Pages with citations using unsupported parameters, تاريخ فرنسا, تاريخ إسپانيا, ممالك اسبانيا, دول سابقة في أوروبا, بوربون, ملوك فرنسا, دوقات فندوم, ملوك كاثوليك, هني الرابع من فرنسا, عائلة بوربون, ملوك نافارا, دوفانات ڤيينوا, دوفانات فرنسا, Counts of Foix, Counts of Armagnac, فرسان الوشاح, ملوك رومان كاثوليك, تحولوا إلى الرومانية الكاثوليكية, Calvinist converts to Catholicism, أشخاص في حروب الدين الفرنسية, أمراء أندورا, نوستراداموس, أوكسيتان (شعب), متحولون للكاثوليكية, روم كاثوليك فرنسيون, People from Pyrénées-Atlantiques, أشخاص حرمتهم الكنيسة الكاثوليكية, Assassinated French people, Assassinated monarchs, ملوك مقتولون, مواليد 1553, وفيات 1610, پروتستانت تحولوا إلى كاثوليك, پروتستانت سابقون, أشخاص تزوجوا في فرنسا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بطريرك روسيا يدعو إلى وقف إطلاق نار في أوكرانيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:24:00
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 91%

«الحج والعمرة» تتيح الحجز المُبكر لحجاج الداخل ضمن 4 باقات

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:23:58
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 87%

أعطال كهربائية تؤجل مباراة النصر والطائي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:24:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

بأسعار تبدأ من 3984: تعرف على باقات الحج من داخل السعودية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:24:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 66%

إستونيا تعتزم نقل الأصول الروسية المجمدة إلى كييف

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:24:01
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 92%

الصين تدعو «الصحة العالمية» إلى الحياد بشأن «كورونا»

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:24:02
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 88%

مراد : ولاية إن قزام ستكون محورا هاما نحو العمق الإفريقي

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:24:40
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 54%

روسيا تعفو عن سجناء قضوا 6 أشهر على الجبهة في أوكرانيا

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:24:00
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 97%

عاجل/ الوطني لتنمية الحياة الفطرية: 70% من الأمراض منشأها حيواني

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:25:21
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

أمازون تلغي 18 ألف وظيفة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:24:16
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 64%

تعديل مواعيد الجولات من 19 حتى 23 في دوري روشن السعودي السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:24:14
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

بايتاس يكشف مستجدات جديدة حول مباراة المحاماة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-01-05 15:25:20
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 56%

تحميل تطبيق المنصة العربية