الثورة السورية الكبرى

عودة للموسوعة

الثورة السورية الكبرى



الثورة السورية الكبرى
النصب التذكاري للثورة السورية الكبرى في مجدل شمس.

الزمان تمّوز 1925 – حزيران 1927
المكان الانتداب فرنسي على سوريا ولبنان
الأطراف
 فرنسا المقاومة السورية

الثورة السورية الكبرى أوثورة عام 1925، بالإنگليزية: Great Syrian Revolt.
ثورة انطلقت في سورية ضد الاستعمار الفرنسي في 21 تموز عام 1925 بقيادة ثوار جبل العرب جنوب سورية، وانضم تحت لوائهم عدد من المجاهدين من مختلف مناطق سورية ولبنان والأردن تحت قيادة سلطان باشا الأطرش قائد عام الثورة، وقد حقق الثوار فوزات هزت فرنسا وكبدت الفرنسيين خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

المنطقة العربية بعد الحرب العالمية الأولى

تقسيم المشرق بين المحتلين حسب اتفاقية سايكس بيكو.

أدت الحرب العالمية الأولى إلى انهيار أربع دول عظمى وهي: إمبراطورية روسيا، وإمبراطورية النمسا والمجر، وألمانيا، والدولة العثمانية التي كانت سورية من ضمن هجرتها، وقد شجع انهيار الدولة العثمانية الدول الاستعمارية المنتصرة وهي إنكلترا وفرنسا على تقاسم هجرتها من خلال خلق مفهوم استعماري حديث عهد "بالانتداب"، والذي تصورته ووضعته قيد التطبيق القوى المتحالفة والمنتصرة في ذلك الوقت، أي فرنسا، إنكلترا، الولايات المتحدة، وإيطاليا، وتتلخص هذه الفكرة بأن توضع الممتلكات الجغرافية السابقة للدول المنهارة التي زالت بانتهاء الحرب العالمية الأولى (والمقصود هنا ألمانيا والدولة العثمانية)، تحت إشراف ووصاية عصبة الأمم (وهي المنظمة العالمية السابقة لمنظمة هيئة الأمم الحالية)، فحيث إذا ألمانيا خسرت مستعمراتها في أفريقيا فإن على الدولة العثمانية حتى تتنازل كذلك عن جميع ولاياتها العربية.

وبناءً على هذا الواقع فإن فرنسا ترث سورية ولبنان، بينما ترث إنكلترا العراق وفلسطين، وتوضع هذه البلدان تحت الوصاية المباشرة لهاتين الدولتين بانتداب رسمي من عصبة الأمم، مع مهمة تأمين لهذه الدول الجديدة الوسائل اللازمة التي تمكنها في وقت لاحق من الوصول إلى درجة كافية من الوعي السياسي والتطور الاقتصادي يؤهلها لنيل الاستقلال والسيادة، وتطبيقاً لتلك المخططات جرت مفاوضات بين فرنسا وإنكلترا في تشرين الأول من عام 1915 حول تحديد مناطق نفوذ كلتا الدولتين طالما تقسيم الدولة العثمانية وتم اتفاق سري حول هذا الموضوع أطلق عليه اتفاقية (سايكس بيكو) تيمناً باسم المفاوضين وهما البريطاني مارك سايكس والفرنسي فرنسوا جورج بيكو.

وفي الوقت نفسه، جرت مراسلات منذ العام 1915 بين السير هنري مكماهون والشريف حسين في الحجاز، ونجم عن المفاوضات الميدانية بين الطرفين التزام بريطاني خطي يتضمن الاعتراف باستقلال العرب ومساندتهم، ولكن بريطانيا حصلت في الوقت ذاته على تأجيل المفاوضات الخاصة بترسيم الحدود حتى نهاية الحرب، وفي لقاء هذا الوعد المبدئي يلتزم الشريف حسين بإطلاق نداء الثورة العربية ضد العثمانيين.


الثورة العربية الكبرى

ساحة المرجة يومستة أيار 1916 الذي أصبح عيد الشهداء.
يقول أسعد مفلح داغر في كتابه ثورة العرب: لا يفهم أحد عدد الذين شنقوا من أبناء الأمة العربية في سورية، ولكنهم على جميع حال يعدون بالألوف فضلاً عن الضباط والجنود العرب الذين أعدموا في الجيش.

فيستة أيار 1916 أقدم جمال باشا على إعدام أربعة عشر رجلاً من وجهاء سورية في بيروت ودمشق فكانت تلك أكبر قافلة للإعدام، وشكّلت محفزًا للشريف حسين لبدء الثورة العربية ضد الحكم العثماني، وهدفت الثورة، كما نصّ عليه في ميثاق دمشق، وفي مراسلات الحسين مكماهون التي استندت إلى الميثاق، على خلع طاعة الدولة العثمانية وإقامة دولة عربية، أوإتحاد دول عربية يضم الجزيرة العربية ونجد والحجاز على وجه الخصوص وسورية الكبرى عدا ولاية أضنة التي اعتبرت ضمن سورية في ميثاق دمشق مع احترام مصالح بريطانيا في جنوب العراق وهي المنطقة الجغرافية التي تبدأ في بغداد وتنتهي في ساحل الخليج.

وبتاريخعشرة حزيران عام 1916 بدأت الثورة العربية في مكة المكرمة وفي شهر تشرين الثاني عام 1916 أعرب الشريف حسين نفسه "ملكاً على العرب"، بينما كانت الدول العظمى لا تعترف به إلا بصفته ملكًا على الحجاز، وقد كان معه ألف وخمسمائة جندي وعدد من رجال القبائل المسلّحين ولم يكن لجيش الحسين مدافع فقدّمت له بريطانيا مدفعين ساهما في تسريع سقوط جدة والطائف وتوجه منها إلى العقبة حيث بدأت الفترة الثانية من مراحل الثورة رسميًا أواخر عام 1917 مدعومةً من الجيش البريطاني الذي احتلّ القدس فيتسعة أيلول عام 1917 وقبل نهاية العام كانت جميع أراضي سنجق القدس تحت الحكم البريطاني، أما جيش الحسين فكان يزداد بوتيرة سريعة إذ انضم إليه ألفي جندي مع أسلحتهم بقيادة عبد القادر الحسيني قادمين من القدس كما انضم أغلب رجال قبائل تلك الأصقاع إلى الثورة.

شُكّل الجيش العربي أوما يعهد بالقوات العربية بقيادة الشريف حسين وابنه فيصل وبقيادة غير مباشرة من الضابط البريطاني لورنس العرب، وتوجه نحوسورية واشتبك مع القوات العثمانية في معركة فاصلة قرب معان، أسفرت المعركة عن شبه إبادة للجيش السابع والجيش الثاني العثماني، وحررت معان في 23 ايلول عام 1918 تلتها عمان يوم 25 ايلول ثم درعا يوم 27 ايلول، وقبلها بيوم أي في 26 ايلول كان الوالي العثماني وجنده قد غادروا دمشق إيذانًا بزوال الحكم العثماني عنها.

دخلت القوات العربية مدينة دمشق يوم 30 أيلول من عام 1918، وفيثمانية تشرين الأول ولج الجيش الإنكليزي إلى بيروت ثم ولج الجنرال البريطاني إدموند ألنبي سورية، والتقى مع الجيش العربي في دمشق، وفي 18 تشرين الأول خرج العثمانيون من طرابلس وحمص، وفي 26 تشرين الأول من عام 1918 توجهت القوات العربية والبريطانية شمالاً حتى التقت بآخر القوات العثمانية الخارجة من سورية بقيادة القائد الهجري مصطفى كمال أتاتورك، وقامت معركة عنيفة قرب حلب في منطقة سميت فيما بعد قبر الإنكليز، وفي 30 تشرين الأول عام 1918 أبرمت هدنة مودروس والتي نصت على استسلام جميع القوات العثمانية وقبول الدولة العثمانية تخليها عن بلاد الشام والعراق والحجاز وعسير واليمن نهائيًا.


المملكة السورية العربية

الملك فيصل ملك سورية عام 1920.
فهم المملكة السورية العربية.
عملات معدنية من الدينار السوري، العملة الرسمية زمن المملكة.
من احتفالات العسكرية بإعلان الاستقلال فيثمانية آذار 1920.
خارطة تظهر حدود سورية عند إعلان المملكة العربية السورية في عهد الملك فيصل.
أعضاء المؤتمر السوري العام المنعقد في حزيران عام 1919.

بعد زوال الحكم العثماني أعرب الأمير فيصل تأسيس حكومة عربية في دمشق وكلف الضابط السابق في الجيش العثماني الدمشقي علي رضا الركابي بتشكيلها ورأستها ولقب بالحاكم العسكري، وضمت ثلاثة وزراء من جبل لبنان، ووزيراً من بيروت ووزيراً من دمشق وساطع الحصري من حلب، ووزير الدفاع من العراق، محاولاً الإيحاء حتى هذه الحكومة تمثل سورية الكبرى وليست حكومة على الأجزاء الداخلية من سورية، كما عين اللواء شكري الأيوبي حاكماً عسكرياً لبيروت وعين جميل المدفعي حاكماً على عمّان وعبد الحميد الشالجي قائداً لمسقط الشام وعلي جودت الأيوبي حاكماً على حلب.

وقد سعى الأمير فيصل جاهداً إلى بناء جيش سوري قادر على بسط الأمن والاستقرار والحفاظ على كيان الدولة المزمع إعلانها، وطلب من البريطانيين تسليح هذا الجيش ولكنهم رفضوا، وفي أواخر عام 1918 دعي الأمير فيصل للمشاركة في مؤتمر الصلح الذي انعقد بعد الحرب العالمية في فرساي، حيث زار فرنسا وبريطانيا الذين أكدوا له على حسن نواياهم تجاه سورية في حين أنهم كانوا من وراء ظهره يقتسمون ما تظل منها، ويقومون بتعديل اتفاقية سايكس بيكو، وقد طرح فيصل في المؤتمر قيام ثلاث حكومات عربية في جميع من الحجاز وسورية والعراق، وفي المؤتمر اقترح الأمريكيون نظام الانتداب، كما اقترحوا إرسال لجنة لاستفتاء الشعب حول رغباتهم السياسية وعهدت بلجنة كينغ كراين فوافق الفرنسيون والبريطانيون مكرهين على إرسال اللجنة الأمريكية.

عاد الأمير فيصل إلى سورية في 23 نيسان عام 1919 استعداداً لزيارة اللجنة الأمريكية، بعد حتى وكل عنه في عضوية مؤتمر الصلح عوني عبدالهادي، حيث عُقد اجتماع شعبي كبير برئاسة محمد فوزي العظم في صالة النادي العربي بدمشق، وألقى الأمير فيصل حدثة الإفتتاحية التي وضح فيها هدف اللجنة الأمريكية التي ستصل وطبيعة مهمتها، وزارت اللجنة التي استغرقت مدة تواجدها في المنطقة 42 يوماً 36 مدينة عربية، واستمعت إلى 1520 وفداً من قرى مختلفة، وقدمت إليها 1863 عريضة، جميعها طالبت بالاستقلال والوحدة، وفي ثلاثة تموز 1919، قابل وفد المؤتمر السوري اللجنة الأمريكية، وأبلغوهم بطلبهم باستقلال سورية الكبرى وإقامة نظام ملكي فيها.

بعد انتهاء اللجنة الأمريكية كينغ كراين من عملها اتى في توصياتها "إن بلاد الشام ترفض السيطرة الأجنبية، ويُقترح فرض نظام الانتداب تحت وصاية عصبة الأمم المتحدة حيث حتى العرب مجتمعين على حتىقد يكون الأمير فيصل ملكاً على الأراضي العربية دون تجزئتها"، وسلمت اللجنة تقريرها إلى الرئيس الأمريكي وودروويلسون في 28 آب عام 1919 الذي كان مريضاً، وأهمل التقرير بعد تغيير ويلسون موقفه بسبب معارضة كبار الساسة الامريكيين في مجلس الشيوخ (الكونغرس) له، لمخالفته السياسة الإنعزالية التي تتبعها أمريكا منذ عام 1833، والتي تقضي بعدم التدخل في شؤون أوروبا وعدم تدخل أوروبا بشؤون أمريكا.

قبل الأمير فيصل تحت الضغط عقد اتفاقية مع فرنسا ممثلة برئيس وزرائها جورج كليمانصووعهدت باسم اتفاق فيصل كليمانصوومن أبرز بنودها:

  • الانتداب الفرنسي على سورية مع احتفاظ البلاد باستقلالها الداخلي، وتعاون سورية مع فرنسا فيما يخصّ العلاقات الخارجية والمالية، وأن يقيم سفراء سورية في الخارج ضمن السفارات الفرنسية.
  • الاعتراف باستقلال لبنان تحت الوصاية الفرنسية الكاملة، وبالحدود التي سيعينها الحلفاء من دون بيروت.
  • تنظيم دروز حوران والجولان في فيدرالية داخل الدولة السورية.

وفي أواخر حزيران من العام 1919، نادى الأمير فيصل المؤتمر السوري العام إلى انعقاد، وكان يعتبره بمثابة برلمان بلاد الشام وقد تألف من 85 عضوًا، غير حتى فرنسا منعت بعض النواب من الحضور إلى دمشق، فافتتح المؤتمر بحضور 69 نائبًا وكان من أبرز أعضائه:

  1. تاج الدين الحسيني وفوزي العظم والد خالد العظم ممثلين عن دمشق.
  2. إبراهيم هنانوممثلاً عن قضاء حارم.
  3. سعد الله الجابري ورضا الرفاعي ومرعي باشا الملاح والدكتور عبد الرحمن كيالي ممثلين عن حلب.
  4. حج فاضل العبود ممثلاً عن دير الزور ومنطقة وادي الفرات.
  5. حكمت الحراكي ممثلاً عن المعرة.
  6. عبد القادر الكيلاني وخالد البرازي ممثلين عن حماة.
  7. أمين الحسيني وعارف الدجاني ممثلين عن القدس.
  8. سليم علي سلام وعارف النعماني وجميل بيهم ممثلين عن بيروت.
  9. رشيد رضا وتوفيق البيسار ممثلين عن طرابلس.
  10. سعيد طليع وإبراهيم الخطيب ممثلين عن جبل لبنان.

وانتخب هاشم الأتاسي رئيساً للمؤتمر، ومرعي باشا الملاح ويوسف الحكيم نائبين للرئيس، وقرر المؤتمر رفض اتفاق فيصل كليمانصووالمطالبة بوحدة سورية واستقلالها وقبول انتداب أمريكا وبريطانيا ورفض الانتداب الفرنسي ولكن على انقد يكون مفهوم الانتداب هوالمساعدة الفنية فقط.

توترت العلاقة بين فيصل وغوروفي أعقاب تراجع فيصل عن اتفاقه مع الفرنسيين وانحيازه للشعب، وطلبت الحكومة السورية ثلاثين ألف بدلة عسكرية لتنظيم الجيش ومن جهة أخرى سقطت حكومة كليمنصوفي فرنسا وحلّت حكومة ألكسندر ميلران اليمينية المتطرفة بدلاً منها، فتنصلت فرنسا من الاتفاق عملياً، وفي منتصف تشرين الثاني من العام 1919 بدأت القوات البريطانية الإنسحاب من سورية بعد تواجد دام حوالي العام.

وفيثمانية آذار عام 1920، عقد المؤتمر السوري العام بدمشق برئاسة هاشم الأتاسي وبحضور الأمير فيصل وأعضاء الحكومة، واستمر لمدة يومين بمشاركة 120 عضواً من أعضاء المجلس الوطني السوري وخرج المؤتمر بالقرارات التالية:

  1. استقلال البلاد السورية بحدودها الطبيعية استقلالاً تاماً.
  2. اختيار سموالأمير فيصل بن الحسين ملكاً دستورياً على البلاد بالإجماع ويلقب صاحب الجلالة.
  3. النظام السياسي للدولة مدني نيابي ملكي.
  4. تعيين حكومة ملكية مدنية، وتم تعيين علي رضا الركابي القائد العام للحكومة، ويوسف العظمة وزيراً للدفاع السوري، وتحويل اللغة الرسمية من الهجرية إلى العربية في جميع المؤسسات الحكومية والدوائر الرسمية المدنية والعسكرية والمدارس، وإلغاء التعامل بالعملة الهجرية واستبدالها بالجنيه المصري، ثم أصبح التعامل بالدينار السوري.
  5. رفض وعد بلفور الصهيوني في جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود أووطن هجرة لهم.
  6. رفض الوصاية البريطانية والفرنسية على العرب.

رفض الحلفاء الاعتراف بالدولة الوليدة وقرروا في نيسان من عام 1920 خلال مؤتمر سان ريموالمنعقد في إيطاليا تقسيم البلاد إلى أربع مناطق تخضع بموجبها سورية ولبنان للانتداب الفرنسي والأردن وفلسطين للانتداب البريطاني، وإن كان لبنان ومعه الساحل السوري وكذلك فلسطين لم تدخل عسكريًا تحت حكم المملكة نظرًا لكون جيوش الحلفاء فيها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.

رفضت الحكومة وكذلك المؤتمر العام مقررات مؤتمر سان ريمو، وأبلغوا دول الحلفاء بذلك تباعًا بين 13 و21 أيار من العام 1920، وكانت الأصوات تتعالى في سورية للتحالف مع كمال أتاتورك في هجريا، أوالثورة البلشفية في روسيا، وقد شهدت حلب لقاءات بين وزير الحربية يوسف العظمة، ووفد هجري ممثل لكمال أتاتورك، حول دعم السوريين في نضالهم ضد فرنسا، غير حتى تلك اللقاءات لم تؤد إلى نتيجة بسبب حتى أتاتورك كان يستغل السوريين لتحسين شروط تفاوضه مع الفرنسيين، فلف ظهره للسوريين وعقد اتفاقا مع فرنسا عُرف بمعاهدة أنقرة عام 1921، التي ضمت تنازل سلطة الاحتلال الفرنسي عن الأنطقيم السورية الشمالية وانسحاب الجيش الفرنسي منها، وتسليمها للسلطة الهجرية الوليدة.


سورية تحت الانتداب الفرنسي

وزير الحربية يوسف العظمة.
مسقط معركة ميسلون.
الجنود السوريون في معركة ميسلون.

كان لإعلان قيام المملكة العربية السورية تداعياته على المستوى الداخلي، فقد وصل التوتر إلى أوجه في سورية ولبنان، وتعددت الصدامات حيث هاجم بعض المسلمين قرى مسيحية في البقاع رداً إلى إصرار البطريرك الماروني إلياس الحويك ومعه مجلس إدارة جبل لبنان على استقلال لبنان، وفيخمسة تموز عام 1920 أوفد فيصل مستشاره نوري السعيد للقاء الجنرال الفرنسي غورو(Henri Joseph Eugène Gouraud‏) في بيروت، فعاد السعيد إلى دمشق في 14 تموز عام 1920 مزودًا بإنذار عهد باسم "إنذار غورو" وحددت مدة أربعة أيام لقبوله، وضم خمس نقاط وهي:

  1. قبول الانتداب الفرنسي.
  2. التعامل بالنقد الورقي الذي أصدره مصرف سورية ولبنان في باريس.
  3. الموافقة على احتلال القوات الفرنسية لمحطات سكك الحديد في رياق وحمص وحلب وحماة.
  4. حل الجيش السوري وإيقاف عمليات التجنيد الإجباري، ومحاولات التسليح.
  5. معاقبة من تورط في عمليات عدائية ضد فرنسا.

جمع الملك فيصل وزرائه لمداولة الأمر بينهم فكان رأي الكثيرين منهم النزول عند مطالب غوروومهادنته وقبول الإنذار وهنا برز الموقف الرجولي لوزير الحربية يوسف العظمة الذي عارض قبول الإنذار بشدة وحاول بكل الوسائل ثني الملك فيصل عن الاستجابة لتهديد الفرنسيين بحل الجيش العربي السوري، وبعد حتى يئس من تغيير الملك لرأيه أنشد عليه بيت الشعر الشهير للمتنبي:

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدمُ

وبالرغم من قبول الحكومة السورية للإنذار والعدول عن فكرة المقاومة وقبول مطالب الجنرال غورووالأمر بتسريح الجيش السوري وسحب الجنود من روابي قرية مجدل عنجر مخالفة بذلك قرار المؤتمر السوري العام ورأي الشعب المتمثل بالمظاهرات الصاخبة المنددة بالإنذار وبمن يقبل به، وأرسال الملك فيصل خطاباً إلى الجنرال غوروبالموافقة على الشروط وحل الجيش، بدأت القوات الفرنسية بالزحف بإمرة الجنرال غوابيه (بأمر من الجنرال غورو) باتجاه دمشق في تاريخ 24 تموز عام 1920 بينما كان الجيش السوري المرابط على الحدود يتراجع منفضًّا، ولمّا سُئل الجنرال غوروعن هذا الأمر أجاب بأن برقية فيصل بالموافقة على بنود الإنذار وصلت إليه بعد أنتهاء المدة.

لم يكن أمام أصحاب الغيرة والوطنية إلا المقاومة حتى الموت وكان على رأس هذا الرأي وزير الحربية يوسف العظمة، الذي عمل على جمع ما تظل من الجيش مع مئات المتطوعين والمتطوعات الذين اختاروا هذا القرار واتجهوا لمقاومة القوات الغازية الفرنسية الزاحفة باتجاه دمشق، وقد أراد العظمة بخروجه حتى يحفظ لتاريخ سورية العسكري هيبته ووقاره، فقد كان يخشى حتى يسجل في خط التاريخ حتى الجيش السوري قعد عن القتال ودخل المحتل عاصمته دون مقاومة، كما أراد حتى يسجل موقفاً أمام الشعب السوري نفسه بأن جيشه حمل لواء المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي منذ اللحظة الأولى، وإن ذلك سيكون نبراساً للشعب السوري في مقاومته للمحتل، فقد كان يدرك حتى من يهن يسهل الهوان عليه، وهوان الجيش قد تكون له عواقب وخيمة على البلاد ومستقبل المقاومة.

وقد تألفت قوات الجنرال غوابيه من الآتي:

  1. لواء المشاة (415).
  2. لواء الرماة الجزائريين الثاني.
  3. لواء سنغالي من الرماة الإفريقيين.
  4. لواء من السباهي المغاربة.
  5. خمس نضائد صحراوية، ومثلها جبلية، ونضيدتين من عيار 515.

وقد بلغ مجموع القوى الفرنسية تسعة آلاف جندي، يظاهرها طيارات ودبابات ورشاشات عديدة، بينما لم يتجاوز الجيش السوري الثلاثة آلاف جندي غالبيتهم من المتطوعين.

في الساعة التاسعة من يوم يوم 24 تموز عام 1920 بدأت المعركة عندما بدأت المدفعية الفرنسية في التغلب على المدفعية العربية، وبدأت الدبابات الفرنسية بالتقدم باتجاه الخط الأمامي العربي، ثم أخذ جنود السنغال الفرنسيين يحملون على ميسرة الجيش السوري المؤلف في معظمه من المتطوعة، وهاجم عدد من الخونة ميسرة الجيش السوري من الخلف وقضى على الكثير من الجنود وسلب منهم أسلحتهم، ولم يعبأ يوسف بهذه المصائب، وبقي بهمته وثباته وعزيمته، وكان قد بث الألغام على رؤوس وادي القرن وهوممر الجيش الفرنسي آملاً بأنه عند صعود الدبابات تنفجر الألغام، إلا حتى الخونة قد سبقوا وبتروا أسلاك الألغام، وقد قُبض على بعضهم وهم ينفذون خيانتهم، ولكن تجاوز السيف العذل، فلما اقتربت الدبابات أمر العظمة بإشعال الألغام فلم تشتعل وتقدم ففحصها بنفسه فرأى أكثرها معطلة تماماً وأسلاكها مقطوعة، ثم سمع ضجة من خلفه فالتفت فرأى حتى الكثيرين من الجيش والمتطوعة قد ولوا الأدبار على أثر قنبلة سقطت من إحدى الطائرات فلم يسعه إلا حتى عمد إلى بندقيته وهي آخر ما لديه من قوة فلم يزل يطلق نيرانه على العدوحتى مقتله يوم الأربعاء 24 تموز عام 1920.

السياسة التي اتبعها الفرنسيون خلال انتدابهم لسورية

شنق الفرنسين للثوار في ساحة المرجة.
دمشق عام 1925.

لجأت فرنسا بعد سيطرتها على تام التراب السوري أثر فوزها في معركة ميسلون في تموز 1920 الى تجزئة سورية الى عدة دول أوكيانات مستقلة وهي:

  • دولة دمشق (1920).
  • دولة حلب (1920).
  • دولة العلويين (1920).
  • دولة لبنان الكبير (1920).
  • دولة جبل الدروز (1921).
  • لواء الاسكندرون المستقل (1921).

وأعطيت الأنطقيم السورية الشمالية لهجريا الأتاتوركية خلال معاهدة أنقرة وترسيم الحدود بين القوة الاستعمارية وهجريا.

ولتمزيق الوحدة الوطنية في البلاد واضعاف المقاومة الوطنية للانتداب الفرنسي لجأ الجنرال غوروالى السياسة التي اتبعها الجنرال ليوتي في المغرب، وهي سياسة تقوم على عزل الأقليات الدينية والأثنية المتماسكة عن التيار الرئيسي في البلاد بحجة الدفاع عن حقوقها وانصافها، كما تقوم على تأليب الريف ضد المدن والبدوضد الحضر.

أسباب الثورة

سلطان باشا الأطرش يقود جيشه ضد القوات الفرنسية.
السويداء عام 1925.

كان لاندلاع الثورة اسباب كثيرة ومن أهمها:

  • رفض السوريون الاحتلال الفرنسي لبلادهم وسعيهم لتحقيق الاستقلال التام.
  • تمزيق سورية إلى عدة دويلات صغيرة (حلب - الدروز - العلويين - دمشق).
  • الضرر الاقتصادي الكبير الذي لحق بالتجار السوريين نتيجة للسياسة التي اتبعها الفرنسيون في سورية حيث سيطر الفرنسيون على النواحي الاقتصادية فربطوا العملة السورية واللبنانية بالفرنك الفرنسي.
  • الدكتاتورية العسكرية التي مارسها الجنرالات الفرنسيون ابان انتدابهم.
  • محاربة الثقافة والطابع العربي للبلاد ومحاولة إحلالها بالثقافة الفرنسية وإسناد المناصب الكبرى للفرنسيين.
  • الغاء الحريات في سورية وملاحقة الوطنيين واثارة النزعة الطائفية الأمر الذي أدى الى تذمر السوريين.
  • فشل اللقاء الذي عُقد بين زعماء جبل الدروز والمندوب السامي الفرنسي في سورية بحيث عبر زعماء الدروز عن استيائهم من سياسة الجنرال الفرنسي كاربييه وطالبوا بتبديله بحاكم آخر الا حتى المندوب السامي أهانهم وهددهم بالعقوبة القاسية اذا تمسكوا بموقفهم عملى اثر ذلك أعرب سلطان باشا الأطرش أنه لا بد من الثورة لنيل الاستقلال.

وبرأي الدكتور عبد الرحمن الشهبندر حتى الاسباب الواردة أعلاه هي الاسباب البعيدة للثورة أما الاسباب القريبة فهي معاداة الجنرال الفرنسي كاربييه لال الأطرش ومحاولته سحق نفوذهم حيث صار يلقي جميع من تردد أليهم ولوبالسلام المجرد البسيط في غياهب السجن مما دفع سلطان باشا الأطرش لإعلان الثورة.

مطالب الثورة

كان من أبرز مطالب لثورة:

  1. وحدة البلاد السورية بساحلها وداخلها، والاعتراف بدولة سورية عربية واحدة مستقلة استقلالاً تاماً.
  2. قيام حكومة شعبية تجمع المجلس التأسيسي لوضع قانون أساسي على مبدأ سيادة الأمة سيادة مطلقة.
  3. سحب القوى المحتلة من البلاد السورية، وتأليف جيش وطني لحفظ الأمن.
  4. تأييد مبادئ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان في الحرية والمساواة والإخاء.

سير وأحداث الثورة

المجاهد أدهم خنجر.
أعدمته السلطات الفرنسية في 30 أيّار عام 1923 في بيروت.

سعى الكولونيل كاتروالذي أوفده الجنرال غوروالى جبل العرب الى عزل الدروز عن الحركة الوطنية السورية، وأبرم في أربعة آذار عام 1921 معاهدة مع العشائر الدرزية نصت على حتى يؤلف جبل الدروز وحدة ادارية خاصة مستقلة عن دولة دمشق لها حاكم محلي ومجلس تمثيلي منتخبان، لقاء اعتراف الدروز بالانتداب الفرنسي، ونتيجة المعاهدة عين سليم الأطرش كأول حاكم درزي للجبل.

لم يرتح سكان الجبل للادارة الفرنسية الجديدة، وحدث أول صدام معها في تموز من عام 1922 باعتنطق المجاهد أدهم خنجر الذي كان قادماً الى سلطان الأطرش حاملاً رسالة اليه، وقد اعتقله الفرنسيون بتهمة اشتراكه في الاعتداء على الجنرال غوروفي حوران، وطلب سلطان الأطرش من القائد الفرنسي في السويداء تسليمه أدهم خنجر فأفهمه بأنه في طريقه الى دمشق، فكلف الأطرش مجموعة من أنصاره بمهاجمة القافلة المسلحة المرافقة للمعتقل، ولكن الفرنسيون تمكنوا من نقله إلى لبنان وفي 30 أيّار عام 1923 أعدموه في بيروت.

وقد أقدم الفرنسيون على تدمير منزل سلطان باشا الأطرش في القريا في أواخر آب عام 1922 رداً على هجومه على قواتهم، وعندها قاد الأطرش الثوار الدروز طيلة عام في حرب عصابات ضد القوات الفرنسية، واستقدمت فرنسا قوات كبيرة للقضاء على الثوار مما اضطر الأطرش إلى اللجوء الى الأردن في أواخر الصيف من عام 1922، وتحت الضغط البريطاني سلم الأطرش نفسه للفرنسيين في نيسان عام 1923 بعد حتى أتفق معهم على عقد هدنة.

توفي سليم الأطرش مسموماً في دمشق عام 1924، وعين الفرنسيون الكابتن كاربييه Carbillet حاكماً على الجبل خلافاً للإتفاق المبرم مع الدروز، حيث راح ينكل بالأهالي ويعرضهم للسجون وأعمال السخرة والملاحقة، كما عمل على تطبيق سياسة فرق تسد بإثارة الفلاحين ضد الاقطاعيين وعلى رأسهم آل الأطرش، وهوما دفع أهالي مدينة السويداء إلى الخروج في مظاهرة عارمة احتجاجاً على ممارسات السلطات الفرنسية، الأمر الذي سرع موعد اندلاع الثورة.

ضاق الدروز ببمارسات الكابتن كاربييه وهوما دفعهم إلى إرسال وفد الى بيروت فيستة حزيران من العام 1925 لتقديم وثيقة تطالب المفوض السامي موريس بول ساراي بتعيين حاكم درزي على الجبل بدلاً من الكابتن كاربييه Carbillet بسبب ممارساته السيئة بحق أهالي الجبل ومن بعض هذه الممارسات حسبما ورد في مذكرات الدكتور عبد الرحمن الشهبندر:

  1. تخصيص عدد من رجال الجندرمة لضرب الناس وإهانتهم تطبيقاً لرغبات الكابتن كاربييه ورجال حاشيته.
  2. اعتنطق حامد قرقوط من أعيان قرية ذيبين خمسة أشهر بدون سبب ولا محاكمة وكان يهان ويضرب صباحاً ومساءاً.
  3. جلد حسين كابول من قرية كفر اللحف حتى تمزق جلده، لأنه أهمل حتى يحيي الكبورال ديوشيل أثناء مروره في الطريق العام.
  4. اعتنطق وهبة العشموش في السويداء وضربه ضرباً مبرحاً لانه رفض تأجير منزله.
  5. إطلاق الكبورال ديوشيل عدة طلقات من مسدسه على محمد بك الحلبي مدير العدلية العام، ولم يلقى أي عقاب على عمله الجنائي هذا.
  6. اعتنطق حسين صدّيق لمدة خمسة عشر يوماً لأنه لم يمضى لاستقبال الكابتن كاربييه، مع فرض غرامة قدرها 25 ليرة مضىية على القرية لأنها لم تستقبله أستقبالاً فخماً، وقد فرضت هذه الغرامة على قرية عرمان للسبب ذاته.
  7. اعتنطق فهد بك الأطرش قائمقام صلخد وضربه ضرباً مبرحاً دون تحقيق بناءاً على وشاية بسيطة من أحد الجواسيس.
  8. فرض غرامة على أهالي السويداء قدرهاعشرة ليرات مضىية ليضاع قطة الليوتينان موديل زوجة أحد ضباط الحامية الفرنسية.
توزع معارك الثورة السورية الكبرى على المحافظات السورية عام 1925.

طرد المفوض السامي ساراي وفد الجبل ورفض لقاءتهم وأخطرهم بوجوب سرعة مغادرتهم بيروت والعودة إلى بلادهم وإلا نفاهم إلى تدمر، فكان ذلك السبب المباشر لاندلاع الثورة السورية، حيث نادى سلطان باشا الأطرش إلى عقد اجتماع في السويداء وطافت المظاهرات أنحاء الجبل وجرى الاتصال مع عدد من الزعماء السياسيين في دمشق وعلى رأسهم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر رئيس حزب الشعب للتشاور وتنسيق المواقف، ومع حتى حزب الشعب أعرب أنه يسعى لتحقيق مبادئه وبرنامجه بالطرق القانونية المشروعة، فقد تم التعاهد بين عدد من أعضائه بصفة شخصية ووفد من الجبل على إشعال نار الثورة في سورية، واتفق الطرفان على التعاون من أجل طرد الفرنسيين من سورية وتحقيق الاستقلال والوحدة.

في تلك الفترة بدا جلياً للدكتور عبد الرحمن الشهبندر حتى سورية تعيش مخاض الثورة وأن الشعب السوري مقدمٌ لا محال على نيل حريته واستقلاله، فبدأ الإتصال بزعماء ووجهاء المدن السورية يحثهم على الثورة ضد الاستعمار الفرنسي ويشحن هممهم ويعزز شعورهم الوطني ويطلب منهم بدء الكفاح المسلح لنيل الإستقلال، وكان هدف الشهبندر تشتيت القوات الفرنسية جغرافياً لإضعاف قوتها ولتخفيف الضغط عن العاصمة دمشق وجبل العرب.

ولتحقيق هذا الهدف تواصل عبد الرحمن الشهبندر مع الزعيم ابراهيم هنانوفي المنطقة الشمالية، الذي كان سباقاً في مقاومة قوات الاستعمار الفرنسي منذ حتى وطئت الساحل السوري في أوائل العام 1920، وقد دامت أعمال المجاهدين في المنطقة الشمالية حتى 15 نيسان 1926 ومن أبرز المعارك التي جرت في تلك الفترة معركة تل عمار، والتي كانت آخر معارك الثورة في تلك المنطقة، وجرت في أوائل شهر نيسان 1925.

كما اجتمع الشهبندر مع الوجيه محمد بك العيّاش في دمشق واتفق معه على أعطى الثورة إلى المنطقة الشرقية، واستطاع العيّاش تشكيل مجموعات ثورية لضرب القوات الفرنسية في مدينة دير الزور، وبالعمل وجه الثوار ضربات مؤلمة للقوات الفرنسية وكان أخرها اغتال ضباط فرنسيين في منطقة عين البوجمعة على طريق دير الزور الرقة، ونتيجة الحادثة قامت الطائرات الفرنسية بقصف القرى قصفاً مدمراً وتهدمت البيوت على رؤوس الأطفال والنساء واشتعلت النيران في المزروعات والبيادر، وهلكت الماشية فكان قصفاً مرعباً ومدمراً والخسائر البشرية والمادية جسيمة، جميع ذلك من أجل الضغط على الأهالي لتسليم الثوار، وقد اغتال نتيجة القصف رجلين وامرأة كانت حاملاً، ومن الجرحى العشرات الذين أصيبوا بالرصاص وبشظايا قنابل الطائرات.

الجنرال غورو.

جرت محاكمة الثوار في مدينة حلب، وفيخمسة آب عام 1925 أصدر المفوض السامي الفرنسي موريس بول ساراي في بيروت قراراً برقم (49 أس) بنفي جميع أفراد أسرة عياش الحاج من مدينة دير الزور إلى مدينة جبلة، وحكم على محمود العيّاش مع ثلاثة عشر من رفاقه بالإعدام، وتم تطبيق حكم الإعدام رمياً بالرصاص في 15 ايلول عام 1925 في مدينة حلب، كما حكم على محمد العيّاش بالسجن لمدة 20 عاماً في جزيرة أرواد في محافظة طرطوس، وإمعاناً بالتشفي والانتقام اغتالت السلطات الفرنسية عميد الأسرة عياش الحاج في أوائل عام 1926 وأقيمت صلاة الغائب على روح هذا المجاهد في كافة البقاع السورية.

وكان الدكتور عبد الرحمن الشهبندر على تواصل مع القائد فوزي القاوقجي الذي كان يتحضر لإضرام الثورة في مدينة حماة على الرغم من أنه كان معروفاً بولائه الشديد للفرنسيين ونال في جيشهم رتبة عالية ومركزاً (قيادة الجيش الوطني في حماة) قلما يناله غيره من السوريين، ولكن القاوقجي حسبما ورد في مذكرات الشهبندر كان مستاءاً من إلقاء وجهاء وفهماء مدينة حماة في السجون وأهانتهم، وتقسيم البلاد إلى حكومات، واستخدام الأسافل في الوظائف، وحمل الضرائب على المكلفين وإذكاء النعرات الطائفية بين أفراد الشعب السوري، وفي أربعة تشرين الأول عام 1925 أعرب القاوقجي الثورة في حماه وضواحيها وكاد حتى يستولي على المدينة لولا قصف الطائرات العنيف للأحياء الشعبية فخرج إلى البادية لإثارة القبائل ضد الفرنسيين وتخفيف الضغط عن الثوار في المناطق الأخرى، وقد حقق فوزات مهمة على القوات الفرنسية وحامياتها وثكناتها وأنزل بها خسائر فادحة حتى أسند إليه مجلس الثورة الوطني قيادة الثورة في منطقة الغوطة ومنحه سلطات واسعة.

وفي 11 تموز عام 1925، أرسال المفوض السامي الفرنسي موريس بول ساراي رسالة سرية إلى مندوبه في دمشق يطلب منه حتى يستدعي بعضاً من زعماء الجبل بحجة التباحث معهم بشأن مطالبهم ليقوم بالقبض عليهم وإرسالهم منفيين إلى تدمر والحسكة، وقد نفذ المندوب هذه الخدعة الدنيئة عملاً ومن الزعماء الذين تم نفيهم إلى تدمر (عقلة القطامي، الأمير حمد الأطرش، عبد الغفار الأطرش، نسيب الأطرش)، و(برجس الحمود، حسني عباس، علي الأطرش، يوسف الأطرش، علي عبيد) نفوا إلى الحسكة.

ونتيجةً للسياسات والممارسات الفرنسية أقدم سلطان باشا الأطرش على إعلان الثورة في 21 تموز عام 1925، من خلال إذاعة بيان سياسي وعسكري يدعوالشعب السوري الى الثورة على الانتداب الفرنسي، واتى فيه:

أيها العرب السوريون تذكروا أجدادكم وتاريخكم وشهداءكم وشرفكم القومي، تذكروا حتى يد الله مع الجماعة، وان إرادة الشعب من إرادة الله، وان الأمم المتمدنة الناهضة لن تنالها يد البغي، لقد نهب المستعمرون أموالنا واستأثروا بمنافع بلادنا، وأقاموا الحواجز الضارة بين وطننا الواحد، وقسمونا الى شعوب وطوائف ودويلات، وحالوا بيننا وبين حرية الدين والفكر والضمير وحرية التجارة والسفر حتى في بلادنا وأنطقيمنا، إلى السلاح ايها الوطنيون إلى السلاح تحقيقاً لأماني البلاد، إلى السلاح تأييداً لسيادة الشعب وحرية الأمة، إلى السلاح بعدما سلب الأجنبي حقوقكم واستعبد بلادكم ونقض عهودكم، ولم يحافظ على شرف الوعود الرسمية، وتناسى الاماني القومية.
المفوض السامي موريس بول ساراي.

بدء الأطرش بشن الهجمات العسكرية على القوات الفرنسية وأقدم على حرق دار المفوضية الفرنسية في صلخد ثاني أكبر مدينة في الجبل بعد السويداء واحتلها، وفي أوائل أيلول من عام 1925 هاجم الأطرش قوة فرنسية في بلدة الكفر بقيادة الكابتن نورمان وفتك رجاله بها ولم يفلت من الفرنسيين إلا بضعة أفراد، ولم يزد عدد الثوار عن مئتين بينما تجاوز عدد الجنود المائتين والستين بينهم عدد كبير من الضباط الفرنسيين، وقتل في المعركة أربعون ثائراً منهم مصطفى الأطرش شقيق سلطان باشا الأطرش.

جن جنون ساراي للهزيمة التي سقطت بقواته، وأمر بتجهيز حملة كبيرة لتأديب الثوار يتجاوز عددها الخمسة الاف جندي وعلى رأسها الجنرال ميشووهي مجهزة بأحسن العتاد وأحدث الألات ومدعومة بالطائرات الحربية، وفي اليوم الأول من أب عام 1925 اشتبكت الحملة مع قوات الثوار في بلدة اغرس وكان عدد الثوار يقارب الثلاثة ألاف وانهزم الثوار في المعركة، وما إذا حل المساء حتى هاجم الثوار مؤخرة القوات الفرنسية حيث الذخائر والمؤن واستولوا عليها وقتلوا الكثير من الجنود الفرنسيين، وفي صباح اليوم التالي تقدم مئة وسبعة عشر مجاهداً من السويداء ولحق بهم أربعمائة مجاهد من أهالي مجدل ونجران وسليم وغيرها من القرى القريبة، واشتبكوا مع القوات الفرنسية في قرية المغرسة، حيث أبيدت القوات الفرنسية ولم يسلم منها إلا زهاء الألف ومائتي جندي فروا إلى السكة الحديدية في قرية أغرس ليستقلوا القطار الذاهب إلى العاصمة دمشق، وقتل في المعركة المجاهد حمد البربور من قرية أم الرمان وكان اليد اليمنى لسلطان باشا الأطرش.

وفي 20 آب عام 1925 أوفد حزب الشعب وفداً للاجتماع بسلطان باشا الأطرش ومناقشة انضمام دمشق للثورة وضم الوفد توفيق الحلبي وأسعد البكري وزكي الدروبي، وتصادف وجود الوفد مع وجود الكابتن رينومندوب ساراي الذي كان يفاوض الثوار باسم السلطات الفرنسية لعقد معاهدة سلام واستطاع وفد حزب الشعب اقناع الثوار بعدم التوقيع على المعاهدة، وفي أواخر آب عام 1925 اجتمعت قيادات حزب الشعب ومنهم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر مع سلطان باشا الأطرش في قرية كقر اللحف واتفقوا على حشد خمسمائة مجاهد للهجوم على دمشق من ثلاث محاور ولكن هذا العدد لم يجتمع لدى سلطان باشا كما حتى القوات العسكرية التي بدء الجنرال غملان بحشدها على طول السكة الحديدية في حوران جعلت قيادات الثوار تُعرض عن خطة مهاجمة دمشق وتتفرغ للتصدي للحملة الفرنسية، واتفق الثوار على الزحف باتجاه قرية المسيفرة للتصدي للحملة الفرنسية الجديدة، وفي 17 أيلول عام 1925 شنوهجوماً ليلياً على القوات الفرنسية المتحصنة فيها وكاد حتىقد يكون النصر حليفهم لولا تدخل الطائرات الفرنسية التي أجبرتهم على الإنسحاب، وكانت خسائر الفرنسيين كبيرة تجاوزت التسعمائة جندي علاوة على العتاد والأليات بينما خسر الثوار أقل من مائتي مقاتل، ثم دارت معارك بين الثوار والقوات الفرنسية الزاحفة باتجاه السويداء واضطر الفرنسيون بعد احتلال مؤقت للمدينة إلى الانسحاب بعد حتى قررت قيادة الثورة أعطى نطاقها إلى الشمال لتخفيف الضغط على الجبل.

وفي أربعة تشرين الأول عام 1925، قاد فوزي القاوقجي الثوار والبدومن قبيلة الموالي في معرة النعمان وجوارها، وكاد حتى يسيطر بقواته على مدينة حماة لولا تدخل الطائرات الفرنسية والتزام أعيان ووجهاء حماه الحياد واختبائهم في منازلهم ليروا ماقد يكون من أمر الثورة، فإذا نجحت فهم المؤسسون لها وإن فشلت فهم بعيدون عن عواقبها، على حتى ذلك لا يعني حتى ثورة حماة لم تأتي بثمارها بل على العكس فقد أدت إلى إنسحاب القوات الفرنسية من مدينة السويداء بناءاً على طلب من المفوض السامي الفرنسي ساراي لدعم الحامية الفرنسية في مدينة حماة.

اشتعال النيران في احياء دمشق بعد حتى اعطى الجنرال ساراي أوامره بقصفها بالمدفعية.

وامتدت الثورة إلى غوطة دمشق ودارت فيها معارك ضارية بين الثوار بقيادة المجاهد حسن الخراط والفرنسيين، وكانت أولى المعارك في قرية المليحة أوما أطلق عليها الثوار معركة الزور الأولى، التي اغتال فيها عدد من الجنود الفرنسيون وغنم فيها الثوار 29 حصاناً، وفي 18 اكتوبر عام 1925 ولج الثوار دمشق وكان على رأسهم نسيب بك البكري ثم انضم إليهم ثوار الشاغور وباب السلام بزعامة حسن الخراط وبقي الثوار أربعة أيام كاملة سحقوا بها جميع الجنود المعتصمين في المتاريس في حي الشاغور والميدان واضطر الجنود الفرنسيون إلى اللجوء إلى القلعة مع عوائلهم واحتموا بأبراجها.

أمر ساراي قواته بضرب دمشق بالمدافع من القلاع، وقد دمر القصف ما يزيد عن ستمائة منزل كمن نهب الجنود الفرنسيون المخازن والمحال، وقد وصل لمسامع الثوار حتى الجنرال ساراي قدم لدمشق لزيارة قصر العظم في البزورية، فقرروا خطفه، ولذلك دخلوا المدينة من جهة الشاغور ووصلوا إلى القصر لكن ساراي كان قد غادره على وجه السرعة، فاشتبك الثوار مع الجنود الفرنسيين واشتعلت النيران في القصر لضراوة المعركة، واستمرت المعارك بين ثوار الغوطة والقوات الفرنسية، فحدثت معركة الزور الثانية في 17 تشرين الثاني 1925، ومعركة يلدا وببيلا في 19 تشرين الثاني 1925، ومعركة حمورة في 17 كانون الأول 1925، ومعركة النبك في 14 و15 أذار 1926.

في أواخر تشرين الأول عام 1925، كان ثوار الجبل يتجمعون في المقرن الشمالي ثم ساروا باتجاه الغرب فاحتلوا اقليم البلان ثم بلدة حاصبيا دون أدنى مقاومة من الحامية الفرنسية التي فضل قائدها الانسحاب عندما فهم بوصول الثوار، ثم توجه الثوار إلى بلدة راشيا بعد حتى فهموا حتى معركة قوية سقطت بين دروز البلدة وبين حاميتها الفرنسية، وبعد قتال شديد تمكنوا من دخول قلعتها واحتلالها.

دخل الثوار السوريون فترة الاستنزاف مع امتداد أمد الثورة، وعانوا من نقص الذخيرة والمؤن، وهوما ساعد القوات الفرنسية على تشديد الخناق عليهم بجلب المزيد من القوات والنجدات المساندة، مما أضطر الثوار للنزوح إلى الأزرق في إمارة شرقي الأردن، ولم يمكنهم الإنكليز من المكوث طويلاً، فنزح سلطان الأطرش وجماعته من المجاهدين إلى وادي السرحان والنبك في شمال المملكة العربية السعودية، ثم إلى الكرك في الأردن، وقد رفض تسليم سلاحه إلى المستعمِر وحكم عليه بالإعدام.

عاد سلطان الأطرش ورفاقه إلى الوطن بعد حتى أصدرت فرنسا عفواً شاملاً عن جميع المجاهدين اثر توقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936، واستقبل سلطان ورفاقه في دمشق في 18 أيار عام 1937 باحتفالات شعبية كبيرة.

المدن السورية المشاركة بالثورة

تحركت الثورة من جميع مناطق ومدن سورية بقياده عدد كبير من الوجهاء والقادة، ومن ابرز المدن السورية المشاركة في الثورة:

جبل العرب وحوران، (سلطان باشا الأطرش):

القائد سلطان باشا الأطرش، جبل العرب.

سلطان باشا الأطرش هوالقائد العام للثورة السورية الكبرى، ولد في قرية القريا في محافظة السويداء منطقة صلخد في سورية في العام 1888 لعائلة الأطرش الدرزية، والده "ذوقان بن مصطفى بن إسماعيل الثاني" مؤسس المشيخة الطرشانية عام 1869، كان مجاهداً وزعيماً محلياً قاد معركة ضارية في نواحي الكفر عام 1910، وهي إحدى معارك أبناء الجبل ضد سامي باشا الفاروقي، والتي كانت تشنها السلطنة العثمانية على جبل الدروز لكسر شوكته وإخضاعه لسيطرتها، أعدمه الأتراك شنقاً بسبب تمرده عام 1911، أماّ والدة سلطان فهي "شيخة بنت إسماعيل الثاني".

أعرب سلطان باشا الأطرش تأييده للثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين في بيان نطق فيه: "لم نتخذ قرارنا بتأييد الشريف حسين عن فورة عاطفية اوهوى، وانما لأننا نستلهم من تاريخ طائفتنا الطويل مواقفها السياسية والحربية المماثلة ضد العناصر الاعجمية التي تمكنت بنا في الداخل، والغزاة الطامعين الذين اتوا لاستعمارنا وسلب خيراتنا من الخارج" وعلى إثرها جند الأطرش مجموعات من شباب بلدته ومن القرى المجاورة في الجبل لتكون طليعة الجيش العربي في تحرير دمشق، وفيخمسة ايلول عام 1918، زحف سلطان باشا الأطرش إلى دمشق مع قوات الجيش العربي، واشهجر في معركة تلال المانع قرب الكسوة، وكان في طليعة القوات التي دخلت دمشق قبل وصول الملك فيصل ببضعة ايام، وحملت الفهم العربي على دار الحكومة وعلى دار البلدية في ساحة المرجة في بدمشق.

وفي 21 تموز عام 1925، أضرم سلطان باشا الأطرش نار الثورة السورية الكبرى بالبيان الذي أذاعه واتى فيه: "إلى السلاح ايها الوطنيون إلى السلاح تحقيقا لأماني البلاد، الى السلاح تأييدا لسيادة الشعب وحرية الأمة، الى السلاح بعدما سلب الاجنبي حقوقكم واستعبد بلادكم، ونقض عهودكم ولم يحافظ على شرف الوعود الرسمية، وتناسى الاماني القومية"، وخلال الثورة خاض الأطرش معارك كثيرة ومنها معركة الكفر في 20 تموز عام 1925 ومعركة المغرسة في اول آب عام 1925 ومعركة المسيرفة والسويداء، وقد هزت هذه المعارك سلطات الإنتداب الفرنسي، وجدت نفسها أمام مأزق كبير فلجأت إلى إرسال آلاف الجنود إلى سورية ولبنان مزودين بأحدث الأسلحة لقاء قلة مصادر تموين الثوار، مما أدى إلى قلب الميزان لصالح الفرنسيين، فأعادوا سيطرتهم على كثير من المدن التي حررها الثوار.

أستمر الفرنسيون بتشديد خناقهم على الثوار وجلبوا حملات متتالية ونجدات جديدة، فاضطر الثوار إلى للنزوح إلى الأزرق في إمارة شرقي الأردن، ولم يمكنهم الإنكليز من المكوث طويلاً، فنزح سلطان الأطرش وجماعته من المجاهدين إلى وادي السرحان والنبك في شمال المملكة العربية السعودية، ثم إلى الكرك في الأردن، وقد رفض تسليم سلاحه إلى المستعمِر وحكم عليه بالإعدام.

عاد سلطان الأطرش ورفاقه إلى الوطن بعد حتى أصدرت فرنسا عفواً شاملاً عن جميع المجاهدين اثر توقيع المعاهدة السورية الفرنسية عام 1936، واستقبل سلطان ورفاقه في دمشق في 18 أيار عام 1937 باحتفالات شعبية كبيرة.

وفي 26 آذار عام 1982 توفي القائد سلطان باشا الأطرش عن عمر ناهز 91 عاماً، وقد نعاه الرئيس حافظ الأسد، وألقى على جثمانه نظرة الوداع في بيته في القريّا، وكان مأتمه يوماً تاريخياً مشهوداً حشد أكثر من نصف مليون من المشيعين، وحمل نعشه في طائرة مروحية حلّقت فوق مواقع المعارك الخالدة التي خاضها ودفن في قريته القريّا محمولاً على عربة مدفع.

عهد عن سلطان باشا الأطرش تمسكه بالعادات والتنطقيد والقيم والشهامة الاصيلة، فكان لا يسكت على ضيم، ولا يقبل اهانة الضيف، ولا يبخل على الوطن والامة بشيء يملكه، وقد قيل فيه كلام كثير، وكان الشاعر القروي رشيد سليم الخوري أحد الذين تأثروا بثورته، فنطق يخاطبه:

خففتَ لنجدة العاني سريعاً غضوباً لورآك الليثُ ريعا
وحولك من بني معروف جمعٌ بهم وبدونهم تُفني الجموعا
وثبتَ الى سنام التّنكِ وثباً عجيباً علّم النسر الوقوعا
وكهربت البطاحَ بحدّ عضب بهرتّ به العدى فهووا ركوعا

دمشق، (عبد الرحمن الشهبندر):

الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، دمشق.

الدكتور عبد الرحمن الشهبندر العقل المدبر للثورة السورية الكبرى، من مواليد دمشق عام 1879، انضم إلى الحلقة الإصلاحية المناهضة للحكم العثماني والتي كان يرأسها الشيخ طاهر الجزائري في سن مبكرة، وقُدم إلى المحاكمة بتهمة الاشتراك في تأليف رسالة موضوعها (الفقه والتصوف) وكاد حتى يسجن وربما يعدم بسبب هذا الانضمام وبسبب منطق في صحيفة المقطم المصرية حول خلافة السلطان عبد الحميد الثاني غير حتى صغر سنه يومذاك أنقذه من السجن أومما هوأخطر من السجن.

في عام 1922 قدم مستر كراين إلى دمشق على رأس لجنة دولية فاستقبلته الجماهير مطالبة بالاستقلال وحرية الجمهورية العربية السورية من الانتداب الفرنسي ونتيجة لذالك اعتقلت القوات الفرنسية الكثير من الوطنين الأحرار في سورية ولبنان وكان من بينهم عبد الرحمن الشهبندر ثم حكمت عليه الحكومة الفرنسية آنذاك بالسجن لمدة 20 عام ثم النفي إلى منطقة بيت الدين في لبنان ومن ثم إلى جزيرة أرواد، بعد عام ونصف صدر عفوعنه فسافر إلى أوروبا وأمريكا بهدف شرح الحقائق وتوضيح الممارسات الفرنسية على جميع من سورية ولبنان فكان أول سياسي عربي سافر إلى الغرب لإيضاح الأمور على حقائقها.

ومنذ عودته إلى دمشق في تموز عام 1924 أخذ يعمل على تنظيم العمل السياسي ويدعوإلى الوحدة العربية ويطالب بإلغاء الانتداب، وإقامة جمهورية سورية في نطاق الاتحاد مع جميع البلدان العربية المستقلة، ولتحقيق ذلك ومنذ بدء إرهاصات الثورة بادر الشهبندر إلى الإتصال بزعماء ووجهاء المدن السورية يحثهم على الثورة ضد الاستعمار الفرنسي ويشحن هممهم ويعزز شعورهم الوطني ويطلب منهم بدء الكفاح المسلح لنيل الإستقلال وتحقيق الحلم الوطني العربي بأقامة الجمهورية العربية السورية، فكان على اتصال بالمجاهد سلطان باشا الأطرش في جبل العرب وحسن الخراط في غوطة دمشق وابراهيم هنانوفي المنطقة الشمالية ومحمد العيّاش في المنطقة الشرقية وفوزي القاوقجي في حماة.

ما إذا ترامى إلى سمع الشهبندر عن نية زعماء الجبل وفي مقدمتهم سلطان باشا الأطرش إعلان الثورة ضد الفرنسيين وإنقاذ البلاد من براثن احتلالهم، حتى التحق بصفوف الثوار وقاتل معهم وكان أكثر المقاتلين شهرة وحين تهدأ المعارك يهتم بمعالجة الجرحى، ولكن الفرنسيين أرغموا الثورة على التقهقر إلى الجنوب فانتقل الطبيب عبد الرحمن الشهبندر والقائد سلطان باشا الأطرش إلى منطقة الأزرق، ومن الأزرق غادر الشهيندر إلى العراق من حديث ومن ثم إلى مصر، واستقر في القاهرة عشرة أعوام، بعد حتى حكمت عليه السلطة الفرنسية بالإعدام، وكان خلالها يعمل للقضية العربية بالتعاون مع اللجنة التطبيقية للمؤتمر السوري الفلسطيني بالإضافة إلى ممارسته مهنة الطب.

بتوقيع معاهدة عام 1936 في باريس بين الوفد السوري والفرنسيين، ألغيت أحكام الإعدام وقرارات النفي، فعاد عبد الرحمن الشهبندر إلى دمشق في 11 أيار عام 1937، ولكنه عاد ليهاجم الاتفاقية في جميع مكان، بعد حتى قوبل باستقبال ضخم خرجت فيه الآلاف لاستقباله، طاف بعدها في جميع المدن السورية يندّد بالتفاوض مع الفرنسيين ويدعوإلى جميع أشكال الاحتجاج على الاحتلال، بما في ذلك الإضرابات والمقاطعة والمظاهرات.

في صباحستة تموز عام 1940 عندما كان الشهبندر في عيادته ولج إليه ثلاثة أشخاص تظاهروا أنهم يحملون مريضاً وأطلق أحدهم النار عليه فأصابه في رأسه وأرداه قتيلاً، وشيع جثمانه في دمشق ودفن أمام قبر صلاح الدين الأيوبي في الجامع الأموي.

غوطة دمشق، (حسن الخراط):

المجاهد حسن الخراط، غوطة دمشق.

حسن ابن محمد الخراط، من أوائل زعماء الثورة السورية بدمشق، ولد بدمشق في حي الشاغور بزقاق المزار عام 1861، لم يتلق الفهم في المدارس، وعمل حارساً في أحد بساتين الشاغور، ثم انتسب إلى سلك الحراس التابع لمديرية شرطة دمشق فكان برتبة نقيب حراس.

وقد كان على توصل مع نسيب البكري (أحد وجهاء دمشق)، الذي اجتمع مع الشهبندر في اب من العام 1925 واتفقا على بدأ الثورة في غوطة دمشق، وعلى أثرها شكل الخراط مجموعة ثورية سميت بالعصابات الشاغورية واشتق اسمها من حي الشاغور الذي اتخذه الخراط منطلقاً لهجماته ضد القوات الفرنسية، وبعد حتى ذاع سيطه أنضم إليه مقاتلين من مختلف الأحياء والقرى الدمشقية. وشن الثوار بقيادته هجمات ليلية على المنشآت الفرنسية في أحياء الشاغور وسوق ساروجة والجزماتية، واستطاعوا تدمير جميع الأبنية الفرنسية في هذه المناطق، كما كبدوا القوات الفرنسية خسائر جسيمة في الأرواح واغتنموا اسلحتها واحتجزوا عدداً من جنودها كرهائن.

أحس الفرنسيون بخطر حسن الخراط فجهزوا حملة لتأديبه وحفاظ هيبتهم، فخرجت الحملة إلى زور بلدة المليحة في غوطة دمشق، فلقيهم الخراط ومن معه هناك وتمكن من أخذ ما معهم من الخيل والسلاح، وبعد حتى أسر رئيس الدرك (رفيق العظمة) أوفده إلى جبل العرب، وعهدت هذه المعركة باسم معركة الزور الأولى (الزور: هوالأرض الكثيفة الشجر)، وبعدها كانت معركة الزور الثانية وهدفها الانتقام من الثوار، فدارت المعركة عنيفة عند جسر الغيضة وتم فيها إسقاط طائرة فرنسية، وأصيب حسن الخراط في كتفه وأسعف.

وفي السادسة مساء من يوم الأحد 18 تشرين أول عام 1925، قاد الخراط هجوماً كبيراً ضد الجيش الفرنسي في دمشق، مستهدفاً مقر الحكم الفرنسي في قصر العظم والذي كان مقراً لإقامة المفوض السامي الفرنسي موريس ساراي، وبعد قتال ضارٍ سيطر على القصر بعد حتى دمرت بواباته وغرفه، وكانت ردة العمل شديدة من الفرنسيين الذين قصفوا دمشق بالمدفعية والطيران، فدمر جزء كبير من أحيائها ومبانيها وهجر أهلها، ثم دخلت المصفحات الفرنسية المدينة لتقتل جميع من تراه أمامها، مستعملة سياسة الأرض المحروقة، وهوما اضطر الثوار للانسحاب منها والتمركز في بساتين الغوطة الشرقية.

بقي الخراط يقضّ مضاجع الفرنسيين ويغير على مراكزهم، فيقتل من جنودهم، ويغنم من أسلحتهم، ثم يلوذ هووجنوده بالغوطة الشرقية، إلى حتى حاصره الفرنسيون في بستان المضىي في إحدى قرى الغوطة الشرقية، وألقوا عليه وابلاً من الحمم أدت إلى مقتله في 25 كانون الأول عام 1925، فلما فهم الفرنسيون بمقتله، فرحوا فرحاً عظيماً، وقاموا بتوزيع الأوسمة على كافة ضباط الجيش الفرنسي الذين شاركوا في القصف والمعارك في ذلك اليوم.

دير الزور، (عائلة عياش الحاج):

الوجيه محمد بك العياش، دير الزور.

تعرضت عائلة عياش الحاج بكاملها لبطش السلطات العسكرية الفرنسية بعد حتى اتهمتهم بالتحضير لثورة وادي الفرات تزامناً مع اندلاع الثورة السورية الكبرى، وقد بدأت مسيرة الأسرة النضالية باجتماع محمد العيّاش مع الدكتور عبد الرحمن الشهبندر زعيم حزب الشعب في دمشق واتفقا على أعطى الثورة إلى منطقة الفرات وفتح جبهة ضد الفرنسيين لتشتيت قواتهم وتخفيف الضغط عن ثوار الغوطة وجبل العرب.

عاد بعدها العيّاش من دمشق وبدأ يعد العدة بإثارة غيرة وحماسة أهالي مدينة دير الزور، واتفق مع أخيه محمود على حتى يمضى إلى قرى عشيرة البوسرايا التي تقطن غربي مدينة دير الزور، وأن يشكل مع أصدقائه الذين يرضون العمل من أجل الثورة مجموعات ثورية لضرب القوات الفرنسية، واستطاع العيّاش تجنيد بعض الأشخاص الذين يعملون مع الفرنسيين في مراكز الترجمة وغيرها ليفهموه بالأخبار عن أوضاع وتحركات الفرنسيين ونشاطاتهم وعن توقيت عملياتهم العسكرية ويقوم العيّاش بتوجيه الثوار لضرب القوات الفرنسية.

واستطاع الثوار توجيه ضربات مؤلمة للقوات الفرنسية وكان أخرها الهجوم على سيارة تقل أربعة ضباط فرنسيين مع سائقهم في منطقة عين البوجمعة على طريق دير الزور الرقة، وقد ألقى الثوار القبض على الضباط واقتادوهم مع سيارتهم بعد حتى غنموا أسلحتهم إلى مكان جنوب مكان الحادثة في البادية يسمى "العكيصية"، وألقوا بهم مع سائقهم في أحد الآبار المهجورة حيث لفظوا أنفاسهم الأخيرة، وكان ذلك في مطلع شهر حزيران عام 1925 ثم انسحبوا إلى شواطئ الفرات حيث الغابات والجزر النهرية.

جن جنون الفرنسيين بفقدان الاتصال بالضباط الأربعة وبدأت حملة كبيرة اشهجرت بها الطائرات الفرنسية للبحث عنهم، وعندما عثروا على جثثهم واستدلوا من مخبريهم عن أسماء الثوار، تحركت قوة عسكرية كبيرة اشهجرت فيها المدافع والطائرات، وطوقت عشيرة البوسرايا، وقامت طائرات فرنسية بقصف منازل العشيرة قصفاً مدمراً، وتهدمت البيوت على رؤوس الأطفال والنساء واشتعلت النيران في المزروعات والبيادر، وهلكت الماشية فكان قصفاً مرعباً ومدمراً والخسائر البشرية والمادية جسيمة، جميع ذلك من أجل الضغط على الأهالي لتسليم الثوار، وقد اغتال نتيجة القصف رجلين وامرأة كانت حاملاً، ومن الجرحى العشرات الذين أصيبوا بالرصاص وبشظايا قنابل الطائرات.

وعندما اقتنع الفرنسيون بأن القصف لا يجدي لجأوا إلى وسيلة دنيئة فيها الكثير من الخسة والنذالة حيث هددوا باعتنطق نساء الثوار وأمهاتهم وأخواتهم حتى يسلَم الثوار أنفسهم للفرنسيين، وعندما وصل الخبر إلى الثوار سقط عليهم كالصاعقة، إلا حتى شرف العربي تهون دونه الأرواح، فخرجوا من مخابئهم وسلموا أنفسهم وهم مرفوعي الرأس فسلمت العذارى والنساء من الغدر المبيت.

جرت محاكمة الثوار في مدينة حلب ووكلت أسرة عيّاش الحاج المحامي فتح الله الصنطق للدفاع عنها لقاء مئة ليرة مضىية، واستمعت المحكمة إلى الكابتن (بونو) رئيس الاستخبارات الفرنسية بدير الزور الذي نطق: "إذا كان جميع من الاشقياء، الذين اقترفوا هذا الجرم الفضيع يستحق الموت مرة واحدة فإن محمد العيّاش زعيم العصابة يستحق الشنق مرتين". وفي خمسة آب عام 1925 أصدر المفوض السامي الفرنسي في بيروت قراراً برقم (49 أس) بنفي جميع أفراد أسرة عياش الحاج إلى مدينة جبلة وحكم على محمود العيّاش مع ثلاثة عشر من رفاقه بالإعدام وتم تطبيق حكم الإعدام رمياً بالرصاص في 15 ايلول 1925 في مدينة حلب، كما حكم على محمد العيّاش بالسجن لمدة 20 عاماً في جزيرة أرواد في محافظة طرطوس.

وإمعاناً بالتشفي والانتقام استغلت السلطات الفرنسية تردد عيّاش الحاج على مقهى خارج مدينة جبلة ودبرت من دس له السم في قهوته، ومانعت السلطات الفرنسية من نقل جثمانه إلى ديرالزور، لأسباب تتعلق بالأمن العام، ودفن في جبلة في مقبرة جامع السلطان إبراهيم الأدهم، ليتنفس الفرنسيون الصعداء بعد وفاته، لأن الحوادث التي كانت تقع في منطقة الفرات، كانت تجري برأيه وأمره وهوفي منفاه، وأقيمت صلاة الغائب على روح هذا المجاهد في كافة البقاع السورية. بقيت عائلة عيّاش الحاج في مدينة جبلة حتى صدور قرار العفوالفرنسي عام 1929 وعادوا بعدها إلى مدينة دير الزور.

ادلب، (إبراهيم هنانو):

الزعيم ابراهيم هنانو، أدلب.

إبراهيم بن سليمان آغا بن محمد هنانو، من أبرز قادة الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي، ولد في بلدة كفر تخاريم في محافظة إدلب غربي حلب في سورية لأسرة غنية من أصول كردية، وكان والده سليمان آغا أحد أكبر أثرياء مدينة كفر تخاريم.

بدأ ابراهيم هنانونضاله الثوري منذ حتى وطئت قوات الاستعمار الفرنسي الساحل السوري في أوائل عام 1920 وتحركت نحوالداخل السوري، حيث استدعى عدد من أهالي قريته الذين يثق بوطنيتهم وقدراتهم لتشكيل أول مجموعة جهادية في المنطقة الشمالية أطلق عليها اسم "جمعية الدفاع الوطني"، وبدء عدد المقاتلين المنتسبين لهذه المجموعة بالازدياد حتى وصل إلى خمسين رجلاً في قرية كفر تخاريم، وبدأت حركة تجنيد مماثلة في القرى المجاورة حتى أصبح عدد المجاهدين 400 مجاهد، وقامت هذه القوة بالهجوم ليلة 18-19 نيسان عام 1920 على حارم فهزمت الفرنسيين وأجبرتهم على الانسحاب إلى القلعة الرومانية المجاورة قرب القصبة، وبقيت هذه القوة محاصرة حتى دخول القوات الفرنسية دمشق في 25 تموز عام 1920.

انطلق هنانوفي شهر آب عام 1920 إلى مدينة مرعش ليقابل قائد الفيلق الثاني الهجري، حيث عقد معه اتفاقية كي تمد الحكومة الهجرية الثورة بالأسلحة والذخيرة، وتم توقيع هذه الاتفاقية فيستة أيلول من عام 1920، عاد بعدها هنانوإلى سورية وبدأ ينظم صفوف المجاهدين من حديث وبعد استتباب الأمور التنظيمية قام هنانوبإعلان الثورة في أواسط شهر أيلول عام 1920 بإذاعة خطابه الشهير الذي وجهه لأبناء الشعب السوري وقد نطق فيه:

يا أبناء سورية الأشاوس، يا أباة الضيم، من قمة هذا الجبل الأشمّ أستصرخ ضمائركم، وأقول لكم، إذا بلادنا العزيزة أصبحت اليوم محتلة، مهددة من قِبَل المستعمرين، أولئك الذين اعتدوا على قدسية استقلالنا وحرياتنا، فيا أبطال الوغى، ويا حماة الديار، إلى الجهاد، إلى النضال عملاً بقوله تعالى: {وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ".

حُكم على هنانوأربع أحكام غيابية بالإعدام من قبل محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية، ومع سيطرة الفرنسيون على الطرق، ونقص الدعم العسكري لهنانو، إضطر في أوائل حزيران من عام 1921 إلى مغادرة معاقله إلى الجنوب حيث حاول التفاوض مع الشريف عبد الله، في الطريق إلى شرق الأردن تعرض لكمين قرب جبل الشعر بالقرب من حماة في 16 حزيران عام 1921، في معركة مكسر الحصان حيث فقد معظم من كان معه واستطاع النجاة بنفسه وتم القضاء على ثورته.

لم تكن تطلعات هنانوالسياسية ملائمة للشريف عبد الله ولم يتم اللقاء بينهما، فأكمل هنانوطريقه إلى القدس حيث قبض عليه الإنجليز في 13 اب عام 1921 وسلموه إلى الفرنسيين، وبعد القبض علي هنانوقدم إلى محكمة الجنايات العسكرية الفرنسية بتهمة الإخلال بالأمن والقيام بأعمال إجرامية، وعقدت المحاكمة أول جلساتها في 15 أذار عام 1922 في ظل إجراءات أمن مشددة، وطالب النائب العام الفرنسي المحكمة بإعدامه قائلا "لوحتى لهنانوسبعة رؤوس لطلبت بترها جميعاً"، وخوفاً من تصاعد الثورة وخوفاً من غضب الشعب قررت المحكمة براءته.

ولما نشبت الثورة السورية الكبرى عام 1925، اتصل الزعيم ابراهيم هنانوبالثوار من أجل إعداد سرية مجاهدين لدعم الثورة، لكن هذه السرية تم تطويقها في كفر تخاريم من قبل الفرنسيين وفكت الحصار بعد معركة شرسة، وقد دامت أعمال المجاهدين في المنطقة الشمالية في تلك الفترة من 20 كانون الأول عام 1925 وحتى 15 نيسان عام 1926 ومن أبرز المعارك التي جرت في تلك الفترة معركة تل عمار، والتي كانت آخر معارك الثورة في المنطقة الشمالية، وجرت في أوائل شهر نيسان عام 1925.

تحول ابراهيم هنانوبعد ذلك للعمل السياسي فاصبح أحد أعضاء الكتلة الوطنية، وتولى زعامة الحركة الوطنية في شمال سورية، وفي عام 1928 تم تعينه رئيساً للجنة الدستور في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور السوري، إلا حتى المفوض السامي الفرنسي سعى إلى تعطيل الجمعية التأسيسية والدستور مما أدى إلى خروج مظاهرات تطالب بتطبيق بنود الدستور، وفي عام 1932 وفي مؤتمر الكتلة الوطنية انتخب إبراهيم هنانوزعيما للكتلة الوطنية، وفي عام 1933 لعب دوراً في استنطقة حكومة حقي بيك العظم، بسبب نيتها الموافقة على المعاهدة الفرنسية.

توفي إبراهيم هنانوعام 1935 بعد صراع مع السقم، وشيع جثمانه في مدينة حلب حيث سار في موكب التشييع أكثر من 150 ألفاً وامتد التشييع من الجامع الأموي في حلب إلى مقبرة الشيخ الثعلبي في الجهة الغربية من المدينة.‏

حماة، (فوزي القاوقجي):

القائد فوزي القاوقجي، حماة.

ولد فوزي القاوقجي في طرابلس بلبنان عام 1890، التحق بالجيش العثماني وتخرج عام 1912 ضابطاً في سلاح الخيالة، وكان مقره في مدينة الموصل، وهناك بدأت مواهبه بالبروز فصار بعد وقت قصير معلِّماً للفروسية في كتيبته ثم محاضراً لضباط الفيلق وقواده مما أعطى له فرصة كبيرة للتعهد على أكبر عدد ممكن من الضباط العرب في وقت كان العراق في طليعة المناطق العربية التي تأججت فيها المشاعر القومية.

نظر بشك وريبة إلى الثورة العربية الكبرى التي اعلنها الشريف حسين في الحجاز بسبب معاونة الإنجليز للشريف حسين، لأدراكه حتى الإنجليز لا يساعدون الشعوب العربية حرصاً على مصلحتهم فى الوقت الذى يساعدون اليهود على انتزاع فلسطين، ويبرمون في الوقت عينه اتفاقية سايكس بيكوالتي يقتسمون بموجبها المنطقة مع فرنسا، ولهذا آثر القاوقجي الولاء للجيش العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وظل يقاتل في صفوف الأتراك رغم مضايقتهم له وكرهه لتسلطتهم وتيقنه من خسارتهم.

عاد القاوقجي فور انتهاء الحرب إلى مسقط رأسه طرابلس عام 1918، وأقام هناك إلى حتى زارها الملك فيصل بن الحسين ونادىه إلى العمل في خدمة الدولة العربية الجديدة فقبل الدعوة، وقد عُين في الشعبة الثالثة في ديوان الشورى الحربي وهناك تكشف له غدر الحلفاء فطلب نقله إلى إحدى الوحدات العاملة، فعُين آمر السرية الأولى من لواء الخيالة الهاشمي، ولدى دخول الفرنسيين دمشق عام 1920 كان القاوقجي يتولى حراسة قصر الملك فيصل وقلعة دمشق.

آلمه خسارة الجيش السوري لمعركة ميسلون واستشهاد وزير الحربية يوسف العظمة عام 1920 وحزّ في نفسه دخول الفرنسيين دمشق مستعمرين فصمَّم منذ تلك اللحظة على التخطيط للثأر والتحرير مهما بلغت التضحيات، ولهذا بدأ يعد للثورة ويدعولها وينظم الخلايا وتواصل مع القائد ابراهيم هنانوفي الشمال وبعد قيام الثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش أعرب القاوقجي من جهته الثورة في حماه وضواحيها وكاد حتى يستولي على المدينة لولا قصف الطائرات العنيف للأحياء الشعبية فخرج إلى البادية لإثارة القبائل ضد الفرنسيين وتخفيف الضغط عن الثوار في المناطق الأخرى، وقد حقق فوزات مهمة على القوات الفرنسية وحامياتها وثكناتها وأنزل بها خسائر فادحة حتى أسند إليه مجلس الثورة الوطني قيادة الثورة في منطقة الغوطة ومنحه سلطات واسعة.

بقي القاوقجي متنقلاً بين حماة والغوطة والقلمون على مدى ثلاث سنوات خاض عشرات المعارك وكبد الفرنسيين خسائر فادحة، وكان هدفه تخفيف الضغط على الثوار في جنوب سورية، ووصلت أصداؤها إلى طرابلس وجرود عكار والضنية إلى درجة حتى الفرنسيين جمعوا أعيان طرابلس وهددوا بقصف المدينة من البحر بعد حتى نفوا عبد اللطيف البيسار وعبد الحميد كرامي وآخرين إلى جزيرة أرواد.

وبقي القاوقجي يقاوم من مسقط إلى مسقط ومن منطقة الى أُخرى حتى اضطره النقص الضخم في العتاد والسلاح واستشهاد عدد كبير من المجاهدين معه إلى اللجوء الى جبل العرب، وبقي فترة إلى حتى استدعته اللجنة الثورية إلى عمّان والقدس عام 1927، وكلف بالسفر إلى هجريا لإقناعها بمساعدة الثورة السورية وأمام عدم تلقيه أي دعم استوعب حتى الثورة لن يخط لها النجاح فى ظل هذا الوضع العربي المتردى حيث الخلافات قد اشتدت بين الزعماء السياسيين للثورة، وقلة أوانعدام الدعم للثوار.

أسندت جامعة الدول العربية إلى فوزي القاوقجي عام 1947 قيادة جيش الإنقاذ للدفاع عن فلسطين وقضيتها العادلة وذلك على أثر المعارك الضارية في فلسطين بين العرب واليهود، فأبلى القاوقجي بلاء حسناً في جميع المعارك التي خاضها، إلى حتى فوجئ بإبرام الهدنة بين الأنظمة العربية يومذاك والصهاينة وأدرك حتى التآمر قد عمل عمله في اللحظات الحاسمة، وأمام انقطاع المؤن والنقص في العتاد والذخائر انسحب إلى جنوب لبنان وقدم استنطقته الى الامين العام لجامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام، عاد بعدها القاوقجي إلى دمشق ثم انتقل للعيش في بيروت إلى حتى وافته المنية في كانون الأول من عام 1976.

نتائج الثورة

سلطان باشا الأطرش على جواده في ثورة العام 1925.

حققت الثورة نتائج كبيرة على صعيد النضال الوطني والسعي لتحقيق الاستقلال التام عن فرنسا، ومن أبرز هذه النتائج:

  1. زعزعت هذه التحركات الكبيرة بشكل كبير سياسة الفرنسيين في سورية وأصبحوا على قناعة تامة بأن الشعب في سورية لن يرضخ ولا بد من تأسيس حكومة سورية وطنية والرضوخ لأرادة الشعب وثورته الكبرى، كما أصبحوا على قناعة تامة بضرورة الجلاء عن سورية ومنحها استقلالها التام، ففي عام 1928م قدم النائب (سيكست كوانتين) اقتراحاً بإرجاع سورية ولبنان إلى عهدة عصبة الأمم تخلصاً من الدم المراق فيهما والمصاريف، فنال اقتراحه مائتي صوت من أصل أربعمائة وثمانين صوتاً.
  2. أدت الثورة لبعث الحركة الداعية إلى إقامة حكومة ملكية في سورية، حيث يرى أنصار هذا المشروع انه الضمانة الوحيدة لقيام التعاون الصادق المستمر لتطبيق الانتداب، فكان علي بن الحسين المرشح لهذا العرش إلا إذا المشروع فشل بسبب رفض السوريين له.
  3. أجبرت الثورة فرنسا على إعادة توحيد سورية بعد حتى قسمتها إلى أربع دويلات (دمشق، وحلب، وجبل العلويين وجبل الدروز).
  4. اضطرت إلى الموافقة على إجراء انتخابات فازت فيها المعارضة الوطنية بقيادة إبراهيم هنانووهاشم الأتاسي.
  5. اضطرت فرنسا إلى إجراء إصلاحات إدارية من عزل مفوضها السامي وضباطها العسكريين في سورية وتعيين البدائل عنهم، كما حصل مثلاً مع المفوض السامي ساراي بعـد مهاجمة الثـوار لقصر العظـم بدمشق، فعينت مندوباً مدنياً جديداً وهو(دي جوفنيل).
  6. أجبرت فرنسا على إرسال أبرز قياديها في الحرب العالمية الأولى مثل الجنرال (غاملان) بعد تزايد قوة الثوار وفوزاتهم.
  7. مهدت لخروج الفرنسيين نهائياً من سورية عام 1946 حيث أستمر النضال بشكله السياسي.
  8. قصفت دمشق بالطيران لمدة 24 ساعة متواصلة، وخلوبعض القرى في جبل العرب من أهلها نتيجة لتدميرها وحرقها.
  9. كانت الثورة فوزا للوعي القومي والوطني على الإقليمية والطائفية حيث كان أبرز شعاراتها التي أطلقها قائدها الدين لله والوطن للجميع.

شهداء الثورة السورية الكبرى

بلغ عدد قتلى الثورة السورية الكبرى 4213 قتيل موزعين على المحافظات السورية التالية:

  • 315 قتيل حلب وادلب.
  • 331 قتيل اللاذقية طرطوس والساحل.
  • 731 قتيل دمشق والغوطتين.
  • 150 قتيل حماة.
  • 250 قتيل حمص والنبك والقلمون.
  • 71 قتيل دير الزور والجزيرة.
  • 34 قتيل درعا.
  • 2064 قتيل جبل العرب.
  • 267 قتيل إقليم البلان، راشيا مجدل شمس، والقرى التي حولها أقارب أهل الجبل من لبنان وفلسطين.

صرح الثورة السورية الكبرى

صرح الثورة السورية الكبرى، في بلدة القريا التابعة لمحافظة السويداء.

يقع صرح الثورة السورية الكبرى في بلدة القريا على مسافة 15 كم جنوب مدينة السويداء، وهي مسقط رأس قائد الثورة سلطان باشا الأطرش، وقد بدء بناء الصرح عام 1987 وافتتح عام 2010 بمساحة تصل إلى 6200 متر مربع وتضم بناء الصرح وملحقاته على مساحة 2800 متر مربع. ويضم بناء الصرح في قسمه الأرضي المتحف العام لصرح الثورة السورية الكبرى الذي يعتبر شاهداً حياً يروي مآثر الثوار وبطولاتهم في لقاءة الاستعمار الفرنسي حيث يضم معالم وإنجازات الثورة والمقتنيات والأسلحة الحربية التي كان يستخدمها الثوار خلال لقاءة الاستعمار والبيارق والصور والوثائق الخاصة التي واكبت الثورة السورية الكبرى.

ويقع إلى جانب المتحف في وسط الصرح قاعة مركزية تضم رفاة القائد العام للثورة السورية الكبرى المجاهد سلطان باشا الأطرش إضافة إلى بانوراما من الفسيفساء تجسد معارك الثورة ولوحات توثق أسماء المعارك والشهداء الذين قتلوا فيها إلى جانب غرفة للإدارة ومخطة ومتحف خاص بالقائد العام للثورة يحتوي على اللباس العربي الكامل الخاص به من عباءة وثوب وصدرية وجاكيت وقنباز وأسلحة وعتاد حربي يضم بندقية حربية ورشاشاً كان يستخدمه وبندقية صيد وأربعة رشاشات وبندقية فرنسية وحزاماً جلدياً لحفظ الطلقات وعصا خشبية على شكل دبوس وبعض الطلقات إضافة إلى وسام الأرز الوطني الذي حاز عليه وكذلك سيفان فرنسيان أحدهما يعود لقائد حملة الكفر الجنرال نورمان وغمد سيف ثالث وهاتفان ميدانيان ومسدس إشارة وثلاث طلقات ومفجر صاعق ومغلاق بندقية وقذيفة رشاش وعدادات طائرة.

انظر أيضاً

مراجع

  1. ^ العبد الله، علي، دروس من الثورة السورية الكبرى، منطقة منشورة في جريدة المدن الإلكترونية، 17/03/2015.
  2. ^ الحرب العالمية الأولى أدت بعد عشرين عاما إلى الحرب العالمية الثانية التي كرست غياب أوروبا لمصلحة قوة عظمى في العالم هي أميركا، منطقة منشورة في جريدة العرب الإلكترونية، 2014\06\29.
  3. ^ سورية والانتداب الفرنسي 1920-1946، منطقة منشورة في مسقط معابر، 15/3/2003.
  4. ^ الحمش، منير، العرب في لقاءة مخاطر التقسيم، منطقة منشورة في مسقط حزب البعث العربي الإشتراكي (القيادة القومية)، 1/3/2012.
  5. ^ حسين بن علي الهاشمي، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 20/4/2016.
  6. ^ مراسلات الحسين – مكماهون، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 20/4/2016.
  7. ^ المملكة السورية العربية، منطقة منشورة في موسوعة الفهم.
  8. ^ السادس من أيار عيد الشهداء ذكرى أول قافلة للشهداء في سبيل الحرية ما هي سيرة هذا اليوم المجيد؟
  9. ^ سورية خلق دولة وولادة أمة، مرجع سابق، ص.241
  10. ^ تاريخ الاحتلال البريطاني لسورية 1918 بقلم: المحامي علاء السيد من مسقط سيريا نيوز
  11. ^ الثورة العربية الكبرى، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 20/4/2016.
  12. ^ التسلسل الزمني لعمليات الثورة العربية، منطقة منشورة في صحيفة الرأي، 18/2/2016.
  13. ^ يوسف، نضال، سيرة قبر الانكليزي في حلب، منطقة منشورة في مسقط سورية الإلكتروني، 12/8/2010.
  14. ^ عصر السلطان عبد الحميد، مرجع سابق، ص.287
  15. ^ الحكومة السورية (أكتوبر 1918)، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 20/4/2016.
  16. ^ زيدان، رغداء، الحكومة العربية الأولى وأحلام الاستقلال، منطقة منشورة في مسقط السورية نت، 1/1/2015.
  17. ^ المؤتمر السوري العام، منطقة منشورة في مسقط الثورة العربية، 20/4/2016.
  18. ^ صالح، جاسم، فيصل الأول، منطقة منشورة في مسقط الثورة العربية، 12/7/2008.
  19. ^ وثائق سورية مشروع فيصل _ كليمنصو، منطقة منشورة في مسقط الجمل بما حمل، 16/11/2008.
  20. ^ المؤتمر السوري العام، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 20/4/2016.
  21. ^ محمد عزة دروزة. 1986. مذكرات وتسجيلات. الجزء الثاني. الجمعية الفلسطينية للتاريخ والآثار. ص 63-65.
  22. ^ جرار، ألاء، اتفاقية سان ريمو، منطقة منشورة في مسقط موضوع، 2/4/2014.
  23. ^ مؤتمر سان ريمون، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 20/4/2016.
  24. ^ الأنطقيم السورية الشمالية، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 20/4/2016.
  25. ^ شهداء معركة ميسلون يوثقون بدمائهم إرادة شعب سوري مقاوم للاستعمار لا تنكسر، منطقة منشورة في مسقط جريدة الوحدة الإلكتروني.
  26. ^ معركة ميسلون، منطقة منشورة في مسقط الفهم، 16/3/2016.
  27. ^ يوسف العظمة الشعلة التي أنارت درب الجلاء الطويل، منطقة منشورة في مسقط صحيفة تشرين الإلكتروني، 16/04/2013.
  28. ^ الجنابي، أحمد، معركة الشرف العسكري ميسلون، منطقة منشورة في مسقط الجزيرة نت.
  29. ^ معركة ميسلون… فاتحة الثورة السورية الكبرى والرد المدوي على أطماع الغزاة الفرنسيين في سورية، منطقة منشورة في مسقط سانا، 24/7/2014.
  30. ^ العجلاني، شمسس الدين، في ذكرى معركة ميسلون أدق التفاصيل عن الانتداب الفرنسي (غورولم يحتل دمشق)، منطقة منشورة في مسقط رابطة أدباء الشام، 26/6/2010.
  31. ^ يوسف العظمة، منطقة منشورة في مسقط الموسوعة العربية، 16/3/2016.
  32. ^ اليوم الذكرى 94 لمعركة ميسلون الخالدة بقيادة الشهيد يوسف العظمة، منطقة منشورة في مسقط زيم الإخباري، 24/7/2014.
  33. ^ يوسف العظمة .. بطل معركة ميسلون، منطقة منشورة في مسقط سيرة الإسلام، 05/06/2011.
  34. ^ الحافظ، محمد، صفحات مشرقات وحقائق تاريخية عن معركة ميسلون، منطقة منشورة في مسقط الألوية الثقافية، 6/10/2014.
  35. ^ مسقط التاريخ السوري.
  36. ^ الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، موسوعة ويكيبيديا، 20/4/2016.
  37. ^ سلطان باشا الأطرش، موسوعة ويكيبيديا، 20/4/2016.
  38. ^ الثورة السورية الكبرى، موسوعة الفهم، 20/4/2016.
  39. ^ البعيني، نجيب، سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى، منطقة منشورة في مسقط الخيام، 9/4/2008.
  40. ^ البعيني، نجيب، الثورة السورية الكبرى شعارها النبيل اضطهد كثيراً من أحداثها، منطقة منشورة في مسقط الرأي، 17/4/2011.
  41. ^ الخطيب، محمد كامل، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (الأعمال الكاملة)، الثورة السورية الوطنية - مذكرات عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الثانية، 1993، ص 10.
  42. ^ شوقي، أيهاب، منطقة منشورة في مسقط التجمع القومي الديمقراطي الموحد.
  43. ^ قاسمية، خيرية، أدهم خنجر أبرز آباء المقاومة والاستقلال هكذا أعدمه الحقد الفرنسي في بيروت، منطقة منشورة في مسقط السرائر.
  44. ^ محافظة، علي، حركات المقاومة الوطنية في الوطن العربي - الثورة السورية الكبرى، منطقة منشورة في مسقط صحيفة الدستور، 8/8/2010.
  45. ^ الشوفي، منهال، صفحات من سفر الثورة السورية الكبرى... بطولات وتضحيات طردت الإنتداب وصنعت الاستقلال، منطقة منشورة في مسقط صحيفة الثورة الإلكتروني، 18/4/2006.
  46. ^ الشوفي، منهال، الانتداب الفرنسي - سيرة وطن، منطقة منشورة في مسقط البوصلة، 5/8/2014.
  47. ^ قاسمية، خيرية، الثورات الوطنية في سورية في عهد الانتداب الفرنسي، منطقة منشورة في مسقط الموسوعة العربية، 20/4/2016.
  48. ^ الشوفي، منهال، صفحات من سفر الثورة السورية الكبرى - بطولات وتضحيات طردت الإنتداب وصنعت الاستقلال، منطقة منشورة في مسقط جريدة الثورة السورية، 18/4/2006.
  49. ^ محافظة، علي، حركات المقاومة الوطنية في الوطن العربي (الثورة السورية 1925)، منطقة منشورة في مسقط جريدة الدستور، 8/8/2010.
  50. ^ الشوفي، منهال، صفحات مجيدة من تاريخنا الوطني (1) معركة الكفر والثأر لميسلون، منطقة منشورة في مسقط السويداء اليوم، 1/12/2013.
  51. ^ الصحناوي، ضياء، حمد البربور شهيد تل الخروف، منطقة منشورة في مسقط سورية الإلكتروني، 20/9/2008.
  52. ^ الخطيب، محمد كامل، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (الأعمال الكاملة)، الثورة السورية الوطنية - مذكرات عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الثانية، 1993، ص 120.
  53. ^ أسباب الثورة السورية الكبرى، منطقة منشورة في مسقط سلطان الأطرش.
  54. ^ الطبيب المناضل عبد الرحمن الشهبندر «1879 ـ 1940»م، منطقة منشورة في مسقط صحيفة تشرين الإلكتروني، 30/10/2013.
  55. ^ رابطة أدباء الشام.
  56. ^ رائد الاستقلال وأول وزير خارجية لسورية.. قاوم المحتل الفرنسي فاغتاله العملاء، منطقة منشورة في مسقط ألف ياء الأخبار، 17/04/2013.
  57. ^ الراشد، سعد، الزعيم إبراهيم هنانوصفحات نضال ومواقف بطولة، منطقة منشورة في مسقط صحيفة الجماهير، العدد: 14431، 2015/12/13.
  58. ^ إبراهيم هنانوالآغا الذي أنفق أمواله على قتال المحتل ووضع اللبنة الأولى للدستور ومات فقيراً وحيداً، منطقة منشورة في مسقط السوري الجديد، 24/1/2016.
  59. ^ الشاهين، مازن محمد فايز، تاريخ دير الزور، دار التراث، 2009، ص 753.
  60. ^ هنري غورو، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 3/4/2016.
  61. ^ الحسين، محمد، ملحمة "البوجمعة"... بطولة زادت اللحمة الوطنية، منطقة منشورة في مسقط e-syria، تاريخ 14/4/2011.
  62. ^ النجرس، محمود، ملحمة البوجمعة - من ملاحم الاستشهاد البطولي في وادي الفرات، جريدة الفرات، 2005.
  63. ^ الخطيب، محمد كامل، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (الأعمال الكاملة)، الثورة السورية الوطنية - مذكرات عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الثانية، 1993، ص 6.
  64. ^ فوزي القاوقجي، الموسوعة العربية، 14/4/2016.
  65. ^ العنتبلي، أشرف، فوزى القاوقجى صفحات من حياته وجهاده، ويكيبيديا الأخوان المسلمون، 20/4/2016.
  66. ^ العماطوري، معين، بيان الثورة السورية الكبرى قوبل بمنشور "فرنسي" عاجز، منطقة منشورة في مسقط سورية الإلكتروني، 18/4/2016.
  67. ^ موريس بول ساراي، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 3/4/2016.
  68. ^ الخطيب، محمد كامل، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (الأعمال الكاملة)، الثورة السورية الوطنية - مذكرات عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الثانية، 1993، ص 22.
  69. ^ الخطيب، محمد كامل، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (الأعمال الكاملة)، الثورة السورية الوطنية - مذكرات عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الثانية، 1993، ص 26.
  70. ^ الخطيب، محمد كامل، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (الأعمال الكاملة)، الثورة السورية الوطنية - مذكرات عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الثانية، 1993، ص 36.
  71. ^ معركة المسيفرة، منطقة منشورة في موسوعة ويكيبيديا، 23/4/2016.
  72. ^ حوران، شوقي، معركة المسيفرة كما رواها القائد سلطان باشا الأطرش، منطقة منشورة في مسقط الجولان الإلكتروني، 11/04/2010.
  73. ^ الخطيب، محمد كامل، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (الأعمال الكاملة)، الثورة السورية الوطنية - مذكرات عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الثانية، 1993، ص 51.
  74. ^ الخطيب، محمد كامل، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (الأعمال الكاملة)، الثورة السورية الوطنية - مذكرات عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الثانية، 1993، ص 70.
  75. ^ الخطيب، محمد كامل، الدكتور عبد الرحمن الشهبندر (الأعمال الكاملة)، الثورة السورية الوطنية - مذكرات عبد الرحمن الشهبندر، منشورات وزارة الثقافة، الطبعة الثانية، 1993، ص 80.
  76. ^ الشوفي، منهال، صفحات من سفر الثورة السورية الكبرى - بطولات وتضحيات طردت الإنتداب وصنعت الاستقلال، منطقة منشورة في مسقط الثورة السورية، 18/4/2006.
  77. ^ العماطوري، معين، بيان الثورة السورية الكبرى قوبل بمنشور "فرنسي" عاجز، منطقة منشورة في مسقط سورية الإلكتروني، 18/4/2009.
  78. ^ الأطرش، منصور، سلطان باشا الأطرش، منطقة منشورة في مسقط اكتشف سورية.
  79. ^ سلطان الأطرش، ويكيبيديا، 9/12/2015.
  80. ^ الأطرش، ريم، سيرة حياة سلطان باشا الأطرش، منطقة منشورة في مسقط سلطان الأطرش.
  81. ^ الجبين، ابراهيم، عبد الرحمن الشهبندر أول الفهمانيين المدافعين عن العروبة والإسلام، منطقة منشورة في مسقط صحيفة العرب، 2013\11\30.
  82. ^ عبد الرحمن الشهبندر المناضل الدمشقي، منطقة منشورة في مسقط مؤسسة الوحدة للطباعة والنشر والتوزيع.
  83. ^ عبد الرحمن الشهبندر، منطقة منشورة في مسقط مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية، 23/07/2002.
  84. ^ الجبين، ابراهيم، عبدالرحمن الشهبندر.. أول الفهمانيين المدافعين عن العروبة والإسلام، منطقة منشورة في مسقط صحيفة العرب الإلكتروني، 2013\11\30.
  85. ^ اسماعيل، لؤي، اغتيال الدكتور عبد الرحمن الشهبندر في عيادته في حي الشعلان، منطقة منشورة في مسقط الجولان الإلكتروني، 16/01/2010.
  86. ^ Author Sami Moubayed lists the birth year as 1861 (Moubayed, 2006, p. 381,) while author Michael Provence writes al-Kharrat was 50 years old in late 1925 (Provence, 2005, p. 100.)
  87. ^ حسن الخراط.. اسم يثير الرعب في قلوب الفرنسيين، مسقط أزمنة، 31/7/2011.
  88. ^ حسن الخراط، مسقط الموسوعة العربية.
  89. ^ الشامي، أبوبكر، القائد البطل حسن الخرّاط، مسقط رابطة أدباء الشام، 23/4/2011..
  90. ^ الباحث عبد القادر عياش في منتدى فوزية المرعي، منطقة منشورة في مسقط جريدة الفرات الإلكتروني، العدد: 1024.
  91. ^ العهدي، صبحي، ملحمة البطولة - دنشواي في سورية بطلها محمود عيّاش (أبوستيتة) مناضل من دير الزور، مجلة منارة الفرات، 2008، كانون الأول، ص 46.
  92. ^ إبراهيم هنانو، منطقة منشورة في مسقط الفهم، 30/3/2016.
  93. ^ كنفاني، عدنان، ابن البلد... إبراهيم هنانو، منطقة منشورة في مسقط سورية الإلكتروني، 20/8/2008.
  94. ^ كنفاني، عدنان، ابن البلد... إبراهيم هنانو، منطقة منشورة في مسقط سورية الإلكتروني، 20/8/2008.
  95. ^ كنفاني، عدنان، ابن البلد... إبراهيم هنانو، منطقة منشورة في مسقط سورية الإلكتروني، 20/8/2008.
  96. ^ النعمة، عمار، ابراهيم هنانوحكاية نضال، منطقة منشورة في مسقط جريدة الثورة الإلكتروني، 18/4/2016.
  97. ^ فوزي القاوقجي، ويكيبيديا، 14/4/2016.
  98. ^ فوزي القاوقجي، الموسوعة الفلسطينية، 14/4/2016.
  99. ^ سليمان، محمود حمد، المجاهد فوزي القاوقجي، منطقة منشورة في مسقط ذاكرة طرابلس وتراثها.
  100. ^ الانتداب الفرنسي على سورية ولبنان، ويكيبيديا، 9/12/2015.
  101. ^ المسقط الرسمي للمجاهد سلطان باشا الأطرش
  102. ^ من هوسلطان باشا الأطرش، منطقة منشورة في مسقط اتحاد الديمقراطيين السوريين، 14/10/2015.
  103. ^ 10 حاطوم سهيل،عشرة لوحات فنية من الفسيفساء تتوسط صرح الثورة السورية الكبرى في القريا، منطقة منشورة في مسقط وكالة سانا السورية، 18/5/2015.
  104. ^ صرح الثورة السورية الكبرى، منطقة منشورة في مسقط وزارة الثقاففة السورية، 15/4/2010.
  105. ^ متحف صرح الثورة السورية الكبرى في السويداء، منطقة منشورة في مسقط جريدة تشرين السورية، 16/04/2013.
  106. ^ متحف صرح الثورة السورية الكبرى في السويداء يروي مآثر الثوار وبطولاتهم، منطقة منشورة في مسقط أكتشف سورية.

وصلات خارجية

تاريخ النشر: 2020-06-07 20:12:03
التصنيفات: ثورات القرن 20, حروب استقلال, التاريخ العسكري لفرنسا, ثورات عربية, صفحات تستعمل قالبا ببيانات مكررة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الخارجية الأمريكية تدعو إلى وقف التصعيد في سوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:33
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 85%

الطاقة الذرية تكشف عن تسرب غير مشع في محطة زابوروجيه جراء القصف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:29
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 87%

وزير الدفاع الأميركي يلتقي نظيره الصيني في كمبوديا

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:23
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 95%

مقتل العشرات في حريق بمصنع في مدينة أنيانغ الصينية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:18
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 100%

الجيش الأمريكي يسرع شراء الأسلحة لتجديد ترسانته

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:32
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 90%

بلاغ من الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط يؤكد اعتقال زيان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 03:25:07
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

جزر سليمان.. تحذير من تسونامي بعد زلزال عنيف بقوة 7 درجات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:35
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 97%

وزير الدفاع الأمريكي يلتقي نظيره الصيني في كمبوديا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:28
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 85%

زلزال عنيف بقوة سبع درجات يضرب جزر سليمان وتحذير من تسونامي

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:24
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 88%

مصرع 36 شخصا بحريق في مصنع وسط الصين

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:31
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 87%

خطوات لإتقان فن الحديث والحوار فن التواصل

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:15:20
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 41%

بعد 12 عاما.. إطلالة الشيخة موزا تثير الاهتمام

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:42
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 91%

أردوغان يتهم واشنطن بتسليح الأكراد في سوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:16:32
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 98%

تحذير طبي.. سماعات الأذن تنذر بـ”اضطرابات خطيرة”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:15:19
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 44%

كيف تفتح “آيفون” بصوتك فقط.. حتى في حالة “القفل”

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 06:15:21
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 48%

بلاغ من الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالرباط يؤكد اعتقال زيان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 03:25:04
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

صناعة المستقبل.. تحقيق الطموح وتنمية القدرات

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-11-22 03:23:51
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

تحميل تطبيق المنصة العربية