إدريس (الأول)
إدريس الأول | |||||
---|---|---|---|---|---|
أمير المغرب | |||||
الصومعة المستديرة لمسجد مولاي إدريس
| |||||
العهد | 788–791 | ||||
تبعه | إدريس الثاني | ||||
Born | 745 | ||||
Died | 791 | ||||
Burial |
زرهون، مكناس، المغرب
|
||||
Spouse | كنزة الأوربية | ||||
| |||||
الأسرة المالكة | اللفسة | ||||
الأب | عبد الله الكامل | ||||
الأم | عاتكة بنت عبد الملك |
إدريس الأول أومولاي ادريس هوإدريس بن عبد الله مُؤسس أول دولة إسلامية بالمغرب.
منذ حتى تولى العباسيون الخلافة سنة 132 هـ / 750 م، أصبح أبناء عمهم العلويون في نزاع شديد معهم، لأنهم اعتبروهم غاصبين للمنصب الأعلى في الدولة الإسلامية وأن الحق في توليه يرجع إليهم بالأسبقية. فصاروا يتحينون الفرصة للثورة عليهم.
كان أول من تزعم الحركة محمد بن عبد الله بن الحسن، المدعوالنفس الزكية الذي ثار بالمدينة، لكن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور قضى على ثورته سنة 145 هـ/ 762 كما قضى على الثورة الموازية لها التي قادها أخوه إبراهيم بالبصرة في نفس السنة، وكان محمد النفس الزكية فكر في تبليغ الدعوة إلى جميع الأنطقيم الإسلامية شرقا وغربا، آملا في كسب المزيد من الأنصار للقضية، فوجه بعض إخوته، ولعل منهم إدريس، إلى بلدان إسلامية مختلفة.
وبعد مرور أربع وعشرين سنة على هاته الثورة أي في سنة 169 هـ/ 786، قامت ثورة أخرى بقيادة الحسين بن علي بن الحسن المثلث في ناحية مكة بمكان اسمه فخ. ولم تنجح هاته الثورة بدورها حيث قضى عليها الخليفة الهادي ابن المهدي في معركة كانت شديدة وقتل فيها كثير من العلويين.
واستطاع إدريس، عم الحسين، وأخومحمد النفس الزكية. حتى ينجومن القتل ويفر من المكان باحثا عن ملجأ يأوي إليه. فكمقد يكون سنه يومئذ ؟ لا تسعفنا المصادر بجواب واضح عن هذا السؤال. ولكن إذا صدقنا ما أشار إليه البعض منها من كونه ساعد أخاه محمد النفس الزكية ، فيمكننا حتى نقدر سنه بين الأربعين والخمسين عند نشوب معركة فخ.
وأما نسبه، فهوإدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثني بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء، بنت الرسول عليه السلام. وأمه عاتكة بنت الحارث بن خالد بن العاص بن هاشم بن المغيرة المخزومي. فهوإذن، قرشي من الأبوين، ومنزلته وجيهة في الأسرة العلوية.
كانت أنظار العلويين، وهم في حالة المراقبة والاضطهاد التي يعانون منها، تتجه بالخصوص إلى المغرب، لبعده عن مركز الخلافة العباسية ولاشتهاره بحمل راية العصيان والمعارضة لتلك الخلافة. وقبل العلويين اتجهت أنظار الخوارج لنفس المنطقة. وأمكنهم حتى يؤسسوا بها دولتين مشهورتين في تاهرت وسجلماسة، مما يشير على حتى البلاد كانت مرشحة لتكون مركزا لثورة مضادة وربما لقيام خلافة مناهضة للخلافة العباسية.
فالتاتى إدريس إلى المغرب صحبة مولاه راشد بعد حتى حصل على مساعدة والي مصر وأفلت من مراقبة الشرطة العباسية، يفسره عزمه على الأخذ بثأر العلويين، من جهة، وطموحه إلى تأسيس دولة قادرة على مناوأة الخلافة العباسية والقضاء عليها إذا ما ساعدت الظروف على ذلك، من جهة أخرى.
حينما وصل إدريس إلى المغرب توجه ، أولا، إلى طنجة التي كانت تعتبر آنذاك حاضرة المغرب الكبرى. وكان لا بد له، ولا شك، من وقت للإطلاع على أحوال البلاد وسكانها وجس نبض أهلها، على المستوى السياسي. فأخذ يتصل بنفسه أوبواسطة مولاه راشد ببعض رؤساء القبائل الكبرى في المغرب لإسماع حدثته ونشر دعوته. وقد احتفظت لنا بعض المصادر بوثيقة مهمة، يرجع الفضل في نشرها إلى علال الفاسي الذي نقلها عن مخطوط يمني. وهي تعبير عن نداء وجهه إدريس إلى المغاربة. وهونص طويل نكتفي هنا بإيراد فقرة منه:
(الوثائق : المجموعة الأولى ص 43.).
وأدت الدعوة والاتصالات إلى نتائج إيجابية في أمد قصير، مما يشير على ذكاء، إدريس ودهاء مولاه راشد إلى غير ذلك لبت جملة من قبائل البربر الدعوة وقبلت حتى تلتف حول إدريس . ولا شك حتى انتماءه للأسرة النبوية كان له أثر قوي في هذا الإقبال ، سيما والعلويون يومئذ كانوا يمثلون العنصر الثائر والمعارض. فالارتباط بدعوة إدريس معناه التحرر من جميع تبعية للخلافة العباسية وضمان الاستقلال السياسي للمغرب.
وترتب عن هذا الموقف الجماعي لقبائل البربر حتى حصل اتفاق بين إدريس بن عبد الله وزعيم أوربة القبيلة ذات الشوكة في المنطقة ، إسحاق محمد بن عبد الحميد الأوربي. وتحول إدريس إلى مدينة وليلي، حيث تمت بيعته يوم الجمعة أربعة رمضان سنة 172 هـ الموافقستة فبراير 789 م . وكانت قبيلة أوربة أول من بايعه من قبائل المغرب، نظراً لمنزلتها الكبرى في المنطقة. ثم تلتها قبائل زناتة وأصناف من قبائل أخرى مثل زواغة وزواوة ولماية وسدراته وغياثة ونفزة ومكناسة وغمارة الخ. وكان للقبائل في ذلك العصر أهمية أكبر من اليوم ، نظرا لكون البادية كانت أكثر سكانا من المدن ولكون ظاهرة العصبية كانت ذات تأثير خطير، على المستوى السياسي.
ويحدد القرطاس شروط البيعة ، إذ يقول: " بايعوه على الإمارة والقيام بأمرهم وصلواتهم وغزوهم وأحكامهم " (ص 20) . وكان الحدث في حد ذاته ذا أهمية قصوى في تاريخ المغرب لأنه يرمز إلى قيام الدولة المغربية المستقلة لأول مرة في حياة البلاد ، بحيث كانت الدولة الإدريسية بما خلقته من تنطقيد ونظم لتسيير البلاد أول صورة لدولة حقيقية في المغرب تكيف المعطيات البشرية المحلية مع تعاليم الإسلام وتراثه السياسي.
وما حتى بويع إدريس حتى كون جيشا من قبائل زناتة وأوربة وصنهاجة وهوارة وقاده لفتح أنطقيم مغربية أخرى وتوسيع مملكته. فاستولى على شالة، ثم على سائر بلاد تامسنا وتادلا. وعمل على نشر الإسلام بها. ثم عاد بجيشه إلى وليلي في آخر ذي الحجة من سنة 172 هـ. وتوقف مدة قصيرة بقصد إراحة الجنود.
ثم خرج في سنة 173 هـ لمواصلة نشر الإسلام بالمعاقل والجبال والحصون المنيعة ، مثل حصون فندلاوة وحصون مديونة وبهلولة وقلاع غياثة وبلاد فازاز أي الأطلس المتوسط . وتوصل إلى نتائج إيجابية عند قيامه بتبليغ الدعوة ، حيث استجاب السكان لدعوته بالقبول . ثم عاد من حملته العسكرية تلك في جمادى الأخيرة سنة 173 إلى مدينة وليلي بقصد إراحة جيشه .
وفي نصف رجب من السنة ذاتها (8 دجنبر 789)، توجه إدريس بجيشه صوب الجهة الشرقية من المغرب الأقصى، فوصل إلى مدينة تلمسان وخيم قبالتها. فخرج إليه أميرها محمد بن خزر بن صولات المغراوي فطلب منه الأمان، فأمنه إدريس، فقدم له محمد بن خزر بيعته، ودخل إدريس إلى تلمسان بعد حتى بايعته قبائل زناتة بتلك الجهات.
هكذا حصل إدريس على نتائج كبيرة في أقل من سنتين ، بفضل جده ومثابرته وشجاعته، وأصبح يضم تحت سلطته مملكة تمتد من تامسنا غربا إلى تلمسان شرقا، مارة بتادلا والأطلس المتوسط . جميع هذا أثار مخاوف الخليفة هارون الرشيد، سيما وهويلاحظ حتى إدريس في تحركاته العسكرية الأخيرة أخذ يتجه نحوالشرق وبات يشكل خطرا وشيكا على ولايتها الأمامية في المغرب: أفريقية ، التي كانت يومئذ في وضع قلق وتعاني من اضطرابات مختلفة . فلم ير الرشيد بدا من التخلص من إدريس بأية وسيلة.
ولا فائدة من الدخول في تفاصيل الرواية المتداولة عن اغتيال إدريس عن طريق السم التي سقط فيها بعض الاختلاف والزيادات القصصية. والمهم في ذلك هوحتى الرشيد لما رأى صعوبة توجيه جيش من العراق إلى المغرب وأدرك أنه لا يستطيع حتى يعتمد كثيرا على جيشه بأفريقية، قرر اللجوء إلى أسلوب الاغتيال على يد رجل ماهر في الكذب والتلبيس والجاسوسية. كما يحدث إلى يومنا هذا في قضايا الاغتيال السياسي. وبمساعدة إبراهيم بن الأغلب الذي كان من الرجال الثقاة عند الرشيد على الصعيد المحلي وكان مرشحا لتولي منصب الولاية على أفريقية. هل الشخص المكلف بهاته المهمة كان هوالشماخ أوسليمان بن جرير ،يا ترى؟ سؤال يستحيل الجواب عليه. وكل ما يمكن تأكيده هوحتى ذلك الشخص تمكن من اغتيال إدريس عن طريق السم سنة 177 هـ/ 793.
تلك، على وجه الإجمال، هي ترجمة إدريس الأول الذي أصبح شخصا مقدسا عند المغاربة له ضريح كبير في مدينة زرهون، يقام له فيه موسم كبير في جميع سنة.
قضايا تتعلق بترجمته
1. اختلاف في تاريخ قدوم إدريس إلى المغرب ،يا ترى؟ هناك رواية تقول إذا مجيء إدريس إلى المغرب وقع في عهد أبي جعفر المنصور أي إثر ثورة محمد النفس الزكية في سنة 145 هـ. ولكن أغلب الروايات تقول إنه اتى بعد مسقطة فخ سنة 169 هـ. وهوالتاريخ المعتمد عند جل المؤرخين القدماء والمحدثين.
2. ورد في بعض المصادر الزيدية حتى إدريس قصد المغرب داعيا لأخيه يحيى بن عبد الله الذي فر إلي الديلم . فلما بلغه موت أخيه في سجن الرشيد، نادى إلى نفسه. وهي رواية يصعب البت فيها. وهي، على أي حال ، لا تتنافى مع ما وقع من بعد.
3. ممضى إدريس : الرائج عند بعض الباحثين المغاربة المعاصرين حتى إدريس كان سنيا ومالكيا ، وهوقول لا يثبت أمام النقد التاريخي. فالسنة كانت ، في عهد إدريس ، موجودة كممارسة لا كممضى . فالممضى السني لم تكن سقطت بعد صياغته النهائية وحررت مبادئه وجمعت نصوصه كاملة. ويجب انتظار عصر الأشعري وتلامذته، ابتداء من القرن الثالث الهجري ليظهر الممضى بقواعده وأحكامه. كما حتى دخول الممضى المالكي إلى المغرب مع إدريس بعيد الاحتمال، إذا اعتبرنا القنوات التي مر بها الممضى المالكي ليصل إلى أفريقية ثم إلى الأندلس، واعتبرنا شخصية الفهماء الأولين الذين تذكر المصادر الموثوق بها أنهم كانوا أول من أدخل الممضى إلى المغرب. فهنالك أزيد من قرن بين هؤلاء وإدريس. ولا ننس ، في الأخير، حتى إدريس نشأ في بيئة زيدية وأنه بسلوكه وثورته على العباسيين طبق أحد مبادئ الزيدية الذي يقول بأن الإمامة هي حق لمن قدر عليها من العلويين. وقد ثبت من مصدر معروف هومقاتل الطالبيين لأبي الفرج الاصبهاني حتى عبد الله بن الحسن، أبا إدريس وكذلك أخوه الحسن بن الحسن قد اعتنقا ممضى الزيدية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعن هذه المدرسة تخرج أولاد عبد الله الذين ثاروا على العباسيين، مثل محمد النفس الزكية وإبراهيم ويحيى وإدريس وسليمان. ومن المعلوم حتى الممضى الزيدي لا يختلف كثيرا عن الممضى السني ويلتقي في بعض الأفكار مع المعتزلة، الشيء الذي من الممكن يفسر التعاطف الذي حصل بين إدريس وإسحاق الأوربي الذي قيل عنه إنه كان معتزليا. ومهما يكن، فلم يرد في المصادر التاريخية التي نعتمد عليها أي إشارة بأن إدريس كان سنيا أومالكيا، وإنما هوتخمين واجتهاد من بعض الباحثين المعاصرين. والمصادر التي نعتمد عليها تتحدث عن التردد الذي سقط بين المذاهب بالمغرب والأندلس في الفترة الأولى من دخول الإسلام قبل حتى يقع الاختيار النهائي على السنة والممضى المالكي.
4. تأسيس فاس : كانت الرواية المتداولة والمنقولة عن القرطاس هي حتى إدريس الثاني هوالمؤسس الأول لمدينة فاس . لكن، بعد العثور على بتر نقدية إدريسية والإطلاع على نصوص الرازي والبكري وابن سعيد وغيرهم ، وبعد الدراسة المهمة التي قدمها المستشرق ليفي بروفنصال في هذا الصدد، يتضح حتى المؤسس الأول لمدينة فاس كان هوإدريس بن عبد الله، أي إدريس الأول وأن إدريس الثاني أضاف إليها عدوة القرويين بعد مرور عشرين سنة على البناء الأول. وكانت المدينة الثانية تحمل اسم "العالية" حسب شهادة النقود.
انظر أيضاً
- Idris II of Morocco
- Idrisid dynasty
- History of North Africa
- Moulay Idriss Zerhoun
المراجع
المصادر
- عقد فريد في تاريخ الشرفاء التليد - تأليف الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن الفهمي.
- د.حسين مؤنس. تاريخ المغرب وحضارته / المجلد
- ابن سهل الرازي : أخبار فخ ,ص158.
- ابن فندق: لباب الأنساب ,1/412.
- أبوالفداء: المختصر في أخبار البشر، 1/315.
- الجنداري: تراجم الرجال ضمن شرح الأزهار ,1/6.
- دولة اللفسة في المغرب - تأليف الدكتور سعدون عباس نصرالله - دار النهظة العربية للطباعة والنشر. ص 59-76
- كتاب جمهرة انساب العرب لأبي محمد علي بن احمد بن سعيد بن حزم الأندلسي المتوفي سنة 456 هجري صفحة 49
وصلتان خارجيّتان
- ديوان الأشراف اللفسة
- اللفسة بالمغرب الأفصى
سبقه New creation |
Idrisid dynasty 788–791 |
تبعه Idris II |