عبد الحميد حمادوش

عودة للموسوعة

عبد الحميد حمادوش


الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش
الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش
الميلاد سنة 1919م
قجال , دائرة قجال , ولاية سطيف , الجزائر
التعليم ديني . زاوية بن حمادوش
المهنة عالم دين ، مدرس ،ومجاهد ، قائد إبان الثورة الجزائرية
اللقب حمادوش
الجنسية جزائرية


الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش (1919-1959) شيخ من شيوخ السلوك ، وعالم دين جزائري تفهم في جامع الزيتونة، وبعد رجوعه الى الديار شغل كرسي التدريس بـ زاوية بن حمادوش، تخرج على يديه الكثير من الفهماء ، وهوأيضا شخصية ثورية بارزة، وأحد قادة ثورة التحرير الجزائرية، وجبهة التحرير الوطني الجزائرية ، كان له دور مهم في لقاءة الاستعمار الفرنسي ، كما كان قائدا سياسيا يحسن التخطيط والتنظيم والتعبئة وامتلك رؤية واضحة لأهدافه ، ولأبعاد قضيته وعدالتها ، وكان يتحلى بإنسانية إلى جانب تمرسه في القيادة العسكرية والسياسية..

نظرة عن الشيخ

ظهرت عليه علامات النبوغ والفطنة والشجاعة وسرعة البديهة منذ صغره كما يروي إخوته. كان ابن بيئته ومجتمعه أحب الفروسية والصيد من أبيه الشيخ الطيب حمادوش ، ومن أخيه الشيخ عبد العزيز حمادوش . وأتقن سباق الخيل على يدي الفارس خليفي عمار من أولاد بونشاده. كانت الفروسية في ذلك الوقت زينة الأعراس والأفراح ،وكانت ميادينها حلبة لتنافس الشباب وإظهار مهاراتهم الفروسية على ظهور الخيل وإطلاق البارود في حركات بهلوانية عجيبة. ولم يكن الشيخ عبد الحميد يتخلف عن حضور المنافسات الفروسية رفقة الكثير من شباب المنطقة، وكان يمارس هواية الصيد بشغف ومهارة . لكن الحادث الخطير الذي سقط له في أحد الأعراس - حيث سقطت به الفرس فماتت من حينها ونجا هوبأعجوبة - جعلته يصرف اهتمامه عن الفروسية .

كان الشيخ عبد الحميد حمادوش ملازما لأخيه الشيخ محمد الصديق بن الطيب حمادوش ، وعند تولي هذا الأخير مشيخة الزاوية الفهمية ، بعد وفاة والده الشيخ الطيب البركة (قدس سره)،.... كان يفكر في مستقبل التعليم بالزاوية، وحاجة الناس إلى مرجعية دينية ، تتصدى لأمور التدريس والفتوى والإرشاد والتوجيه والإصلاح بالمنطقة . فكان الشيخ محمد الصديق حمادوش، يظهر هذه الرغبة للشهيد عبد الحميد حمادوش ، ويشجعه على طلب الفهم ، ويفتح له سببل التعهد على الفهماء ، ويصطحبه معه في زياراته إليهم ، فتعهد على الشيخ البشير الإبراهيمي ، والشيخ محمد العربي التباني المدرس بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة ،وكانت له لقاءات مع الشيخ الطيب زروق الفقيه ، الذي حثه على السفر إلى تونس للدراسة بـجامع الزيتونة .


نسبه

يعتبر من آل البيت ، ويمتد نسبه إلى إدريس الأزهر بن إدريس الأول بن عبد الله المحض الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ، والسيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . وهوحسني وحسيني فجده عبد الله المحض الكامل ، أبوه هوالحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط ، وأمه هي فاطمة بنت الإمام الحسين السبط .

  • رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعلي بن أبي طالب جداه ، وحمزة سيد الشهداء ، وجعفر الطيار في الجنة عماه، وخديجة الصديقة ، وفاطمة بنت أسد الشفيقة جدتاه ، وفاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سيدة نساء العالمين، وفاطمة بنت الحسين سيدة ذراري النبيين أماه ، والحسن والحسين ، سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبواه .

شجرة نسبه

هوالإمام الشهيد الشيخ عبد الحميد بن الطيب بن الصديق بن الطاهر بن محمد بن أحمد بن الصالح بن أحمد الملقب باحمادوش بن إدريس بن محمد بن إدريس بن محمد بن صالح بن أحمد بن ثابت بن محمد الحاج حسن بن مسعود القجالي الحسني بن عبد الحميد بن عمر بن محمد بن إدريس بن داود بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

— شجرة نسب الشيخ عبد الحميد بن الطيب بن الصديق حمادوش

.

مولده

ولد الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش ، سنة 1919م ، بمنطقة قجال ، وكان أصغر إخوته أبناء الولي الصالح العبد الشيخ الطيب البركة (طيب الله ثراه).

دراسته

حفظ القرآن الكريم مبكرا ، ثم انضم إلى حلقة الشيخ المختار بن الشيخ بـزاوية بن حمادوش ، فتابع دروسه الأولى في الفقه واللغة العربية .

في بداية الأربعينيات الفرن الماضي سافر إلى تونس قضى فيها فترة في جامع الزيتونة تجاوزت سبع سنوات مر فيها بمراحل التعليم المتنوعة وأخذ عن أساتذة وشيوخ أجلاء نذكر منهم: الشيخ محمد الفاضل بن عاشور - الشيخ المهدي الوزاني - والشيخ محمد بوشربية - الشيخ عمر الهمامي -الشيخ المختار بن محمود - والشيخ البشير النيفر - والشيخ الزغواني والشيخ العربي العنابي ، وغيرهم من فهماء تونس الخضراء . وكان من رفاق الشهيد في الدراسة بتونس السادة : عبد الحميد مهري - ومحمد الصالح يحياوي – وعمر شايب - ومبارك شايب - ومحمد الصغير قارة وغيرهم .

عودته الى الديار

عاد الأستاذ الشيخ عبد الحميد حمادوش ، من تونس لتبدأ فترة جديدة من مسيرة حياته ؛ مسيرة العطاء ، العطاء اللامحدود الذي ابتدأه ببذل ما وسعه جهده في محاربة الجهل ونشر الفهم والفهم ، والإصلاح الاجتماعي واختتمه ببذل الروح في سبيل الله .

نشاطه في الزاوية

بعد عودته في نهاية الأربعينيات عثر حتى الزاوية الفهمية بحاجة إلى إصلاح وترميم ، وكان الكثير من طلبة الزاوية ينتظرون عودته لاستئناف الدروس التي توقفت بعد وفاة الشيخ المختار بن الشيخ (رحمه الله).

قرر حتىقد يكون عمله في الاتجاهين : فاستأنف الدروس بمجموعة من الطلبة منهم : الشيخ القريشي مدني ، الأستاذ الشيخ السيد إسماعيل زروق ، والشهيد محمد رحال والشهيد الزايدي كفي ، والشيخ الحاج زروق ، والشيخ المحفوظ صفيح ، والشيخ بقاق إبراهيم ، والشيخ علي مليزي ، والشيخ عمار مليري ، والشيخ الشريف زروق ، والشيخ لحسن عبد العزيز ، والشيخ عبد الوهاب حمادوش ، والشيخ محمد الصغير حمادوش ، والشيخ محمد بوكراع وغيرهم ممن كان لهم الفضل الكبير في بعث أول مدرسة جزائرية في عهد الحرية والاستقلال .

في نفس الوقت كون لجنة من أجل جمع الأموال لإعادة بناء مسجد الجامع التابع للزاوية الفهمية والمرافق التابعة لها فكان في عونه رجال مخلصون من قجال وضواحيها من أمثال الحاج المهدي مدني وبن الفلاحي والشهيد سي حمود فني ، والشهيد سي علي بن الزايدي ،وعلي حمداش ، والشيخ الخير فاضلي ، وهيشور بوزيد وغيرهم .

تم تجديد قاعة الصلاة وحلقات الدرس وأضيف إليها مطهرة وحجرتان .وكان الأمل معقودا على بناء قاعة خاصة بالنساء لأداء الصلوات الخمس ومتابعة الدروس .


صفاته شخصية

كان ربعة في طوله ، ممتلئ الجسم ،رحب الصدر عريض المنكبين , ،طلق الوجه ، مهيب النظرة ، هشا عند اللقاء ، سريع المشية ، لباسه الجبة الجزائرية (الڤندورة) عادة- ما تكون رمادية أوزرقاء ليلية ، ويضع على رأسه عمامة بيضاء . أما عن صفاته الخلقية ، فقد كان جاز سخي زكي، رضي مقدام همام ، صابر صوام ، مهذب قوام ، وقور حليم تقي ، يجالس الفقراء، ويؤاكل المساكين، ويساعد المستضعفين ، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، ويتألف أهل الشرف بالبر لهم، يصل ذوي رحمه من غير حتى يؤثرهم على من هوأفضل منهم ، ولا عجب فهومن نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .

العالم الرسالي

كان الإمام الشهيد عبد الحميد رجل فهم وتعليم وتربية وسلوك تفانى في تحصيل الفهم حتى برع في أصوله وفروعه ، معقوله ومنقوله ، وتميز في علوم الفقه والأصول واللغة العربية ، وفنون الأدب ، ما جعله فهما من الأعلام في جيله ، وفحلا من فحول البيان ، فقد أبدع من على المنابر في شتى المناسبات ، كانت خطبه في الأعياد تقرع الأسماع ، فيغدولها في القلوب وجلا ، وفي الأنفس أثرا ، وفي العقول نورا ،وعلى الألسن ذكرا طيبا . أوخطبه في التجمعات التي كان يعقدها ثوار جبهة التحرير الوطني الجزائرية ، من حين إلى آخر في القرى والجبال ، فكانت تلهب حس الجماهير ، وتؤجج فيهم روح الثورة والجهاد لتحقيق إحدى الحسنيين النصر والاستقلال أوالشهادة في سبيل الله .

كان الفهم عنده رسالة نور وخير يشع بها العالم على الناس من حوله ليعهدوا ربهم العليم الكريم ويدركوا أبعاد وجودهم في هذه الحياة ويتمكنوا من خلال النظر في آيات الله في القرآن المقروء وآياته في الكون المنظور من السموبإنسانيتهم روحا وفكرا وجسدا في عملية تكاملية مستمرة لا تنفرد بالروح فتجعل من الإنسان راهبا مبتنادى ، ولا تنفرد بالفكر فيغدوفيلسوفا متعاليا ولا تنفرد بالجسد فتخلد بالإنسان إلى الأرض ، وكان طلبة الفهم عنده قرة العين ، ومهجة الفؤاد ،يحرص على تربيتهم من خلال سلوكه معهم ،فلا يرون منه إلا ما يملأ العين ويقع في النفس مسقط التأسي والاقتداء ،ولا يسمعون منه إلا ما يزيدهم يقينا بالفهم ويحببهم فيه . كان يردد على أسماعهم الحديث الشريف " إذا الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب الفهم " ليسبح بهم في ملكوت الله ومحبته ويمشي معهم أحيانا إلى البستان ويجول بهم بين أشجاره وهويتلوعلى مسامعهم قول الله تعالى "هوالذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور". أويحمل المعول ويضرب الأرض ، وهويردد الحديث الشريف " اليد العليا خير من اليد السفلى" في إشارة إلى قيمة اليد العاملة المنتجة .

في عام من أعوام الجفاف والحاجة عجزت ميزانية العائلة عن إطعام الطلبة فما كان من الأمام إلا استأذن أخاه الأكبر الشيخ محمد الصديق حمادوش في بيع بترة أرض من أجل سد حاجة الطلبة من الطعام وبعد اتفاق الإخوة باعوا بترة أرض كانت بالقرب من دوار لخلف . وواصل بذلك الطلبة تعليمهم دون انقطاع ، إلى غير ذلك سجلت هذه الواقعة للأستاذ عبد الحميد حمادوش ، موقفا جريئا يؤكد أولا علي استمرار الدور الرسالي له، ولعائلته ، في خدمة الفهم وأهله وطلابه ، وحفظة القرآن الكريم . ويعطي ثانيا المثل في البذل من أجل الفهم الذي حمل الله من شأنه فجعل حامليه شهودا على وحدانيته وعدله رفقة الملائكة ، وباهى بطلبته الملائكة الأبرار .

العالم الإنسان والداعي والمبلغ

كان الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش ، رجلا حباه الله من الأخلاق الكريمة ، والخصال الحميدة ، والذكاء الحاد ، والبصيرة النافذة ، ما جعله مضرب المثل، من أبصره هابه، ومن عهده أحبه ووقره . إذا أقبل هلّ لمقدمه الحاضرون ، وانشرحت لمنظره الصدور ، ووقف لاستقباله الكبير والصغير ، وإذا جلس عظم به المجلس وحفته السكينة والوقار ، وإذا تحدث أصغت إليه الآذان ، وإذا سئل نقع غليل السائلين .لم يُر أبدا شاكيا ولا متأففا ، ولا ساخطا على الدنيا ، يقول ما يعمل ، منفتحا على الجميع .

كان شديد الورع ، ذا تقى وصلاح ، يحمل بين جوانحه قلبا فياضا بالعواطف السليمة ، والمشاعر النبيلة ، إذا رأى فقيرا لا تراه إلا ساعيا في أعطى يد العون له .اليتيم عنده أولى من ولده وأقرب إليه من نفسه .

وإذا ما جئنا إلى علاقات الأمام الشهيد عبد الحميد حمادوش الإنسانية وجدناه نعم الرجل المضياف الكريم السريع النجدة يسعى في خدمة إخوانه ولا يألوا في ذلك جهدا ولا يدخر وسعا . روى شيخ زاوية قجال عن الشيخ عمر روميلي ، وهوأحد الطلبة الذين كانوا يتابعون الدراسة في جامع الزيتونة .أنه حين سافر إلى تونس بغرض الدراسة، ولم تكن معه الوثائق الضرورية للإقامة فاختفى عند أحد الجزائريين خوفا من حتى تمسكه الشرطة فتعيده إلى بلاده .وكان الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش (رحمه الله)، هومن سعى له في الحصول على الوثائق المطلوبة للإقامة، والإنضمام بجامع الزيتونة.

أوعن سعيه في إصلاح ذات البين ،فكان يبذل من أجلها الجهد والمال ، فكان حدثا سمع بخصام أونزاع حصل بين طرفين أوأطراف معينة في مكان ما لم ينتظر حتى يأتيه طرف منهم يدعوه إلى الإصلاح بينهم بل كان يباغت الجميع فيدعوالطرفين إليه بالزاوية فيكرمهم ،ويسمع من جميع طرف شكواه ،ثم يعظهم بحدثات بليغة مؤثرة ،حتى يزيل من القلوب ما علق بها من ضغائن وأحقاد وأطماع ووساوس ،ثم يدعوهم إلى العفووالصفح عن بعضهم البعض . وإذا تعلق الأمر بحقوق واجبة الأداء ، أمرهم بأدائها، وساعدهم على ذلك مااستطاع؛ ذكر في روايا منقولة عن شيوخ زاوي بن حمادوش، حتى طريقة الشهيد عبد الحميد حمادوش ، في الإصلاح كان لها الأثر البالغ في النفوس. فقللت من النزاعات بين الناس، وصاروا يسعون إلى فك خصوماتهم بأنفسهم قبل حتى يبلغ خبرها إلى الشيخ عبد الحميد حمادوش فيحرجهم بمباغتته لهم. ومما يتميز به الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش أيضا أنه كان منفتحا على الحياة بجميع مواقعها وتنوع اختصاصاتها وتعدد أعمالها ووظائفها وحرفها ومهنها ، كان يدرك تماما حتى العالم الذي يتصدى للدعوة إلى دين الله العظيم وتبليغ تعاليمه ونشر ثقافته ، ينبغي حتىقد يكون ملما بعلاقة الدين بالحياة ، تلكم العلاقة الدقيقة جدا ، والخطيرة جدا على الدين والحياة معا، إذا لم يكن الوعي بها كافيا ،فكثيرا ما ينسى الداعي الشخص المدعوأمامه وربما لا يعهد شيئا عن أحواله أوعمله أووظيفته أوحرفته ، فيفتنه من حيث يريد إرشاده وتوجيهه أويضله من حيث يريد له الهداية ،أويفسده من حيث يريد له الإصلاح إلى غير ذلك يتحول الداعي بسبب جهله بعلاقة الدين بالحياة، ودور الدين في إصلاح المجتمع وتنمية الحياة في جميع مواقع العمل فيها نحوالأفضل والأصلح والأنجع ،إلى مضل مفسد دون حتى يدري ، من هنا كان وعي الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش بالمسألة .

فكان يتحرك في جميع مواقع الحياة ومع الناس من مواقع المسؤولية والعمل من منطلق اختلاف الأشخاص وأحوالهم وأعمالهم فكان إذا أتى فلاحا حدثه علي محاولة تطوير فلاحته وتحسين الإنتاج من خلال الاستفادة من تجربة المعمر في فلاحته وربما ختم حديثه معه بالحديث الشريف : " إذا الله يحب إذا عمل أحدكم عملا حتى يتقنه."

وقد روي أحد المشتغلين بالميكانيكا لشيخ الزاوية الفهمية بقجال - حتى الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش (رحمه الله)، كان يزوره في ورشته ،فلا يحدثه عن شيء خارج دائرة عمله، بل كان يركز كلامه عن الميكانيكا ، وعن دورها في الحياة الجديدة، وفي تطوير الفلاحة والصناعة ، وكيف حتى كثيرا من الصناعات في أوروبا تطورت على يد ميكانيكيين كانت لهم ورشات مثلنا، وكيف حتى هؤلاء الميكانيكيين كانوا يبذلون الجهود المضنية ويدفعون الأموال الطائلة ،وربما بذل أحدهم جميع ما يملك من أجل الوصول إلى اختراعه ،كذلك الذي اخترع طلاء الأواني !حيث لم يصل إلى اختراعه إلا بعد حتى باع جميع مقتنياته من أجل الحصول على المواد الضرورية لأجراء تجاربه، وكان آخر ما باعه كرسيه الذي يجلس عليه للعمل . وكم كانت فرحته عظيمة عندما تحصل على النتيجة بعد ما دفع آخر ما يملك !. هكذا كان الشيخ عبد الحميد حمادوش يتحرك في أوساط العمال ، وأصحاب الحرف ،يرشد جميع واحد في ميدانه، ويقول لهم : " تفهموا الحرف والصناعات وفهموها الناس فإنها من أعظم العبادات " .


اهتمامه بالتاريخ والآثار

لم تكن اهتمامات الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش ، محدودة ،أومحصورة في مجال التعليم والتربية ، والفتوى وحسب. بل كانت له اهتمامات تاريخية ، وفكرية وثقافية وسياسية . حدثني أكثر من واحد حتى الإمام الشهيد كان يحدثنا عن تاريخ منطقة قجال ، وكان يوصي بالمحافظة على ما يعثر عليه المواطنون من آثار أثناء عمليات حفر الترع أوأسس البيوت . وكانت له مراسلات مع بعض المؤرخين في الخارج كما اجتهد في جمع الكثير من الوثائق ،ولكن مع الأسف الشديد فإن كثيرا من مراسلاته والوثائق التي كان يحتفظ بها لم نعثر لها على أثر . هل هي عند من أودع عندهم خطه قبل التحاقه بالثورة ،يا ترى؟ أم هي من الوثائق التي أخذها المؤرخ الجزائري المهدي البوعبدلي .

اهتمامه بالصحافة

أما عن اهتماماته بالسياسية فكان يتجلى في متابعته للصحف والمجلات العربية مثل البصائر ، والأهرام المصرية ، ومجلة لواء الإسلام ، ومجلة الدعوى ، أما الصحف الناطقة بالفرنسية فكان يقرأها له ابن أخيه النذير حمادوش ، الذي كان يتقن اللغة الفرنسية .أما الأخبار المسموعة فكان يتابعها عبر المذياع فكان يتابع صوت الجزائر ، وصوت العرب ، وكان الأستاذ يبدي إعجابه الشديد بالأناشيد التي تمجد الثورة الجزائرية . كان اهتمام الإمام بالأخبار وسيلة لنشر الوعي الوطني في أوساط الشباب الجزائري ومتابعة تطورات الثورة في الداخل والخارج . نطق شيخ زاوية بن حمادوش ذكر لي العمري بن غذفة ، حتى الإمام الشهيد كان دائم الزيارة له في دكانه المتواضع داخل الحارة اللقاءة لصيدلية فرحات عباس ، حيث كان يشتغل خياطا رفقة الطالب سي ساعد كتفي ، الملقب بالروج . وكان الإمام يتابع الأخبار والبرامج الثقافية ، ويحاول حتى يشرح للحاضرين معه ما قاسي عليهم فهمه من حدثات وجمل ومصطلحات، وأخبار ، وبهذا يؤدي دوره الإعلامي والتثقيفي في أوساط المواطنين .

موقفه يوم زيارة الحاكم الفرنسي نيجلان

كان ذلك في ربيع سنة 1950 م حيث أعدت الإدارة الاستعمارية الفرنسية بالتعاون مع أعوانها من القياد والمنتخبين احتفالا ضخما لاستقبال الحاكم العام أدمون نيجلان الذي قدم لتدشين مدرسة قجال ،وقررت الإدارة حتى تكلف الشيخ عبد الحميد حمادوش بإلقاء حدثة الترحيب التي أعدت من طرف الإدارة الاستعمارية . فاقترح عليهم الشيخ عبد الحميد حمادوش حتى يحرر الحدثة بنفسه فلما رُفض طلبه نطق لهم :" لا أرضى لنفسي حتى أكون بوقا لغيري ، ولا حتى يقولني أحد ما لا أريد حتى أقوله " ، وقد حاول أحد المقربين من الإدارة الاستعمارية حتى يخوفه فنطق له :يا عبد الحميد إنك تخاف على نفسك ،فكان جوابه لا خوف إلا من الله . وقد أحدث موقف الإمام الشهيد (رحمه الله)، هذا ضجة كبيرة، وطالبت بعض الأطراف معاقبته ،ونطق الذين ينظرون إلى المسألة من مسقط الحضوة لدى فرنسا : لقد اتىه العز إلى أنفه فرفضه . ولولا عناية الله تعالى بالإمام الشهيد وتدخل أخيه الأكبر الشيخ محمد الصديق حمادوش لدى بعض المعارف، لكان مصيره السجن .

انخراطه في الثورة

ظل الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش يؤكد قناعته تجاه الاستعمار وفي وجوب مقاومته إلى حتى قامت الثورة. ذكر شيخ زاوية بن حمادوش حتى الشيخ القريشي مدني (رحمه الله) نطق : " …وكان الشيخ عبد الحميد (رحمه الله)، من السباقين بالانضمام إلى ثورة أول نوفمبر 1954 ميلادي ، وأظهر نشاطا مكثفا في توعية المواطنين ، والتعريف بالأهداف التي ترمي إليها الثورة ، وشرع في جمع الأسلحة من المواطنين ، وكذا جمع التبرعات لفائدة الثورة . وكان الذي يعينه في جمع الأسلحة والذخيرة الحربية ، الشهيد سي حمود فني (رحمه الله) ، وأول مدفع رشاش ولج جبل بوطالب، كان على يدي الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش ، كان هذا الرشاش اقتناه المجاهد خليفة فلاحي من عهد الحرب العالمية الثانية ، واحتفظ به إلى حتى اندلعت الثورة ، فباح به إلى الإمام عبد الحميد حمادوش ، فكلفني بأخذ هذا الرشاش ، من هذا المواطن ، وسلمته بدوري إلى المجاهدين وكان (رحمه الله) كتوما للسر إلى أبعد الحدود، وكان يقول : " إذا الثورة تنجح بالكتمان لا بإفشاءالأسرار…" ، وكان (رحمه الله)، لم يخامره أدنى شك في نجاح الثورة ، ولا يتردد في عمله الثوري أبدا مهما كلفه ذلك ، من تضحيات . وكان يقول لي : " إذا الثورة ستنتصر بإذن الله ، وإن الجزائر ستستقل لا محالة ، ولا أدري أتطول بي الحياة وأعيش حتى أرى الاستقلال ، أم استشهد ولا أرى الاستقلال …" كما نطق إبن أخته وتلميذه الشيخ إسماعيل زروق ، الذي كان مودع سره ، وبريده مع بعض المجاهدين ، فإن الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش، كانت له علاقات واتصالات مع قيادات كبيرة في الثورة المجيدة ، في بدايتها وكانت تصله مراسلات من القائد العموري ، ويوسوف يعلاوي ، وغيرهم .

صلاته الأخيرة بالناس

في سنة 1956 توسعت الثورة ،وبدأ يظهر عملها في ولاية سطيف وضواحيها ،وأحس الاستعمار بذلك وبدأت محاولاته في تعقب تحركات المواطنين واستفزاز هم وتخويفهم. وكانت أولى تحرشاته بأهل قجال في عيد الفطر لسنة 1374 هجرية ، الموافق لشهر ماي 1956 ميلادية ، حيث كانت آخر صلاة صلاها الإمام الشهيد بالناس ، وفي الوقت الذي كان المصلون ملتفين حول الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش ، لسماع خطبة العيد فإذا بالعدويطوقهم بثلاث دبابات ومجنزرة وطائرة استكشافية تحلق فوق رؤوسهم ، تنبه الإمام الشهيد لذلك فنطق : أيها الناس لا تتفرقوا علي عادتكم من هنا ،حتى لا يؤذينا العدو، بل عودوا إلى المسجد. فعاد الناس جميعا إلى الجامع .ثم بعد ذلك خرجوا عائدين إلى بيوتهم وانتهى الأمر بسلام ، بعد ذلك توقفت الدراسة بالزاوية الفهمية ، وغادرها طلبة الفهم ، فمنهم من التحق بالثورة ، ومنهم من هاجر إلى فرنسا والتحق الشيخ القريشي مدني بالثورة ، أما صغار الطلبة فتولى تعليمهم الشيخ إسماعيل زروق ، أما الشهيد عبد الحميد فقد واصل عمله السري ،ولم يكن يطلع أحدا على اتصالاته ، إلا الشيخ إسماعيل زروق ، الذي كان واسطته مع بعض المجاهدين ، من أمثال الشيخ قدور كسكاس ، والشهيد أحمد الضحوي (رحمهما الله) .

لا للخروج من أرض الجهاد

استمر الإمام الشهيد في عملهالسري ، مراسلة قياديي الثورةالمجيدة حتى سنة 1958 ميلادي ، حيث كثف الاستعمار مخابراته ، واستعان بجواسيسه وأعوانه ، للكشف عن الثوار . ولعله ارتاب في أمر الإمام الشهيد ،أوتأكد من دروه في الثورة المجيدة ، ولكنه لم يجد ما يبرر له القبض عليه . فحاول حتى يجعله في خدمته فشدد عليه الحراسة ، فكان يأتيه أحيانا ويستدعيه حينا آخر ويهدده مرة أخرى، حتى يلزمه بالتعاون مع الإدارة الاستعمارية . وفرض عليه الحضور اليومي إلى مركز الدرك للتوقيع . وهنا يسجل الإمام الشهيد موقفا آخر من مواقف الإيمان والاحتساب لله تعالى؛ روى عن ابن أخيه عبد الوهاب أنه بعد رجوعه في يوم من تلك الأيام العصيبة من مركز الدرك الاستعماري في رأس الماء ، عرج على بيت أخيه الشيخ عبد العزيز (رحمه الله)، فاقترح عليه حتى يسافر إلى تونس حرصا على نفسه وحياته بما تمثله من مستقبل المرجعية الدينية للمنطقة، والتعليم بالزاوية الفهمية .فكان رد الإمام الشهيد : "أتريدني يا سيدي عبد العزيز حتى أولي الأدبار، وأفر من أرض الجهاد، فأبوء بغضب الله تعالى "!

إلتحاقه بالجبل

اشتد الأمر عليه ، فتأكد حتى قوة العدوستظل وراءه حتى تنال منه ما ترغب ، أوتقضي عليه ، فقرر حتى يلتحق بالجبل. وفي صباح ذلك اليوم عاد إلى بيته بقجال، وكان قد هجر المبيت فيه منذ مدة ، فلا يأتيه إلا نهارا . يقول الشيخ إسماعيل زروق : " في ذلك اليوم طلب مني الإمام حتى أشتري له شفرات حلاقة من دكان الطيب بوقزولة الدكان الوحيد بقجال يومئذ، وما كدت أعود إليه بشفرات الحلاقة، حتى وجدت آليات العدوقد أحاطت بـ قجال والطريق المؤدي إلى مدينة سطيف وأخرجوا جميع أفراد العائلة ، وسألوا عن سيدي عبد الحميد حمادوش ،وكنا قد فهمنا بمغادرته البيت نحوبير الابيض . فقلنا لهم : لقد توجه إلى سطيف ،فهجروا القرية وتوجهوا نحومدينة سطيف ، أما سيدي عبد الحميد ، فقد اختفى عند الشيخ موسى حلتيم . ولما غادر جميع عساكر العدوالمنطقة ، أسرع إليه الطيب بوقزولة بسيارته وتوجه به نحوأم الحلي . وكان آخر ما نطقه في صباح ذلك اليوم لابنه الشيخ محمد الهادي ، ذي الأربع سنوات الذي تعلق بساقه وكأنه يودعه الوداع الأخير ، فنطق له : " أبوك الذي تلاحقه فرنسا لم يعد له بقاء معكم". ومنذ ذلك اليوم لم تقع أعيننا عليه حتى بلغنا خبر استشهاده .

يومياته بين الشعاب والجبال والكازمات

فيما يلي مجموعة أحداث ووقائع وأخبار عن الإمام الشهيد عبد الحميد حمادوش ، سجلها مؤلف كتاب سيرة الإمام الشهيد، ذاكرة بعض المجاهدين أثناء مرافقة الإمام الشهيد أوالالتقاء به بعد التحاقه بالجبل . سجلها المؤلف من أفواههم ،وهي منسوبة إلى أصحابها .

  • 1- بعد مغادرة بيته بقجال، انطلق صوب أم الحلي ، وفي مشتة الشطاطحه ، التقى بالمجاهد قويدر درغال، فنطق له : " ياسي قويدر عهد التخفي انتهى " يقول المجاهد قويدر ، ثم طلب مني حتى اشتري له كراسات وأقلاما ومحفظة . وفي نفس اليوم أدى زيارة إلى الشيخ عراس فني (رحمه الله) المعروف بمحبته للشيخ عبد الحميد حمادوش ، وإخوته والزاوية الفهمية ، وولعه الشديد بالقرآن ، وطلبة الفهم ، وحرصه على خدمة بيوت الفهم بكل ما يملك .
  • 2- بعد التحاقه بالجبل عين الإمام الشهيد في بداية سنة 1958 ميلادي ، قاضيا لمنطقة سطيف ، وفي حفل تنصيبه حضرت وفود من القيادات العليا للثورة ، وبعد إلقاء الحدثات المعهودة في مثل هذه المناسبات ، اتىت حدثة الإمام معبرة عن وعي كبير بالفترة الدقيقة التي تمر بها الثورة ، وتصور واضح لما يجب حتى تكون عليه القيادات من الالتزام والأداء لتستمر الثورة في خطها التصاعدي نحوتحقيق الاستقلال الوطني ، وقد أثرت تلك الحدثة في الحضور حتى تناقلتها الأسماع وتحدثت بها الألسن من منطقة إلى أخرى . وأكد لي الشيخ القريشي مدني ، هذه الواقعة وأضاف أنه كان من بين الحاضرين امرأة تعمل مسقمة علقت بعد سماعها حدثة الأستاذ قائلة : "كيف تهجرون هذا الرجل في مثل هذه المناطق الخطرة ؟، إذا الثورة ستخسر جميع شيء ، إذا لم تحافظ على رجالها العظام "
  • 3- نطق السيد عبد العزيز لنقر : إذا الإمام الشيخ عبد الحميد حمادوش ظل لمدة وإلى يوم استشهاده يتردد على بيتهم بعد انتهاء أعماله الجهادية في الجبال ومناطق الثورة المتنوعة ومن المعروف حتى هذا البيت هوبيت الشيخ عبد الله لنقر ، بيت القرآن والصلاح، وبيت الشهيد سي التونسي (رحمه الله)، ومن المؤكد حتى الإمام الشهيد ما اختار الإقامة في هذا البيت إلا لما عثر فيه من العفاف والطهر والاحترام والتقدير .ومن المناسب في هذا المقام حتى أسجل ما حفظه عنه تلميذه المخلص الشيخ عبد القادر فني. حيث كان حدثا زار مكانا أوأقام فيه وشعر فيه بالراحة والهناء والتقدير يقول :" إذا المكان الذي يعيش فيه المرء عزيز الجانب، موفور الكرامة تستطيبه النفس ويهنأ به البال "
  • 4- رغم جميع ما كانت تفرضه يوميات الثورة من أعباء ومسؤوليات جهادية، وما كانت تستدعيه ترصدات العدوبالثورة ورجالها من احتياطات أمنية وتنقلات تكتيكية، فإن الشيخ عبد الحميد حمادوش ، كان يتحين جميع فرصة ممكنة ،لتقديم تفهم أوموعظة أوتوجيه في موضوع مناسب للأحوال التي يعيشها الثوار في الجبال والشعاب والكهوف والمخابئ وذلك من أجل ربط القلوب بالله تعالى .ودفعها إلى تحمل المشاق والصعاب ، ومدافعة الخوف والقلق ونوازع النفس إلى الدعة والراحة واشتياق القلب إلى الزوجة والولد .كانت أغلب دروسه ومواعظه حول الإيمان والصبر والاحتساب لله تعالى ، والقضاء والقدر ، وكانت أمثلته من جهاد الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم)، وجهاد آل بيته ، وجهاد الصحابة (رضي الله عنهم) ، وجهاد رجال المقاومة الوطنية (رحمهم الله) . كان حدثا جلس في مكان ،واجتمع حوله اثنان أوثلاثة ، لم يهجر لهم فرصة للغووالكلام الذي لا يرجى منه نفع ، فيبادرهم بدرس ، أوسرد واقعة فيها عبرة ، أوشرح آية إلخ .

استشهاده

كان ذلك في اليوم التاسع من شهر جوان (يونيوحزيران) 1959 ميلادي. اتىت معلومات عن تحركات قوات للعدوالفرنسي، مؤلفة من دبابات ومجنزرات تصحبها طائرات نحوالمنطقة القربية من جبل قطيان .وكان الإمام رفقة تسعة من الجنود المسلحين ، اقترب منهم العدو، وأخذ يطاردهم ،وهم يردون عليه ، حتى قضى على أكثرهم ،وظل الإمام الشهيد يقابل العدومقبلا غير مدبر ،حتى استشهد . وفاضت روحه الطاهرة إلى ربها راضية سقمية . لقد وفقه الله إلى الشهادة ، كما كان يطلبها دائما ويؤكد لرفقائه حتى لا يولوا العدوأدبارهم أبدا ، وعليهم حتى يقابلوا العدوبصدورهم حتى الشهادة . مصداقا لقوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أومتحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير".

وقد دفن حيث استشهد رفقة الجنود الذين كانوا معه ولم ينج منهم إلا المجاهد عصار عمار الذي توفي منذ مدة. وما إذا بلغ خبر استشهاد الشيخ الإمام عبد الحميد حمادوش، قيادة القوات المحتل الفرنسية بمركز "برقنوس "برأس الماء ، حتى سارعت إلى نشره بالمنطقة كلها ، للتعبير عن انتقامها من المجاهدين وإظهار التشفي والشماتة ، وبث الرعب والخوف في الأوساط الشعبية . كان ذلك عملها حدثا تمكنت من أسر أواغتال مجاهد ؛ وذكر واحد من شيوخ زاوية بن حمادوش أنه في مساء ذلك اليوم ، فاجأ فيه قائد قوات العدوالشيخ سيدي محمد الصديق حمادوش ، حيث قدم بسيارة جيبت " وبسياقة جنونية دار عدة دورات حول البيت مثيرا فينا الرعب والفزع ، ثم توقف أمام الشيخ محمد الصديق حمادوش .وفي يده صورة للشهيد ملطخة بالدماء .كان منظرها مرعبا للغاية ! وبعنجهية وغطرسة رمى الصورة أمام الشيخ قائلا : هذا مصير جميع الفلاقة ،لن يفلت منا أحد، سنأتي بهم أين ما كانوا ،ثم انصرف.


- مصادر:

• تراجم فهماء ولاية سطيف

•شيوخ وفهماء الممضى المالكي في الجزائر

• منشورات الجمعية الدينية لمسجد قجال

• زاوية بن حمادوش بقجال تاريخ وفهماء - منشورات مخبر البحوث والدراسات في حضارة المغرب الإسلامي – جامعة منتوري قسنطينة - الخريطة التاريخية والأثرية لمنطقة ، سطيف - الملف التاريخي - دار بهاء الدين للنشر والتوزيع - من ص . 177 . الى . ص . 192

• مجلة منبر قجال

• المعالم - دورية فهمية محكمة تعنى بنشر البحوث والدراسات التاريخية والتراثية

مراجع

  1. ^ تراجم فهماء قجال
تاريخ النشر: 2020-06-08 01:13:51
التصنيفات: أشخاص من سطيف, مالكية, مجاهدون جزائريون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قطر وفلسطين اليوم.. القنوات الناقلة للمباراة والتشكيلة المتوقعة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:27
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 99%

سفير طهران: لم يتم استهداف أي مركز استشاري إيراني بسوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:08
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 97%

مفتشون أمريكيون في كييف لتعزيز المراقبة على استخدام المساعدات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:21
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 88%

المجلس الأعلى للدولة الاتحادية ينعقد بمشاركة بوتين ولوكاشينكو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:11
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 85%

لوكاشينكو يؤكد اهتمام إفريقيا بالعمل مع الشركاء وخاصة روسيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:12
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 98%

لوكاشينكو: تجارتنا مع روسيا صعدت إلى مستوى تاريخي

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:01
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 87%

بوتين: استراتيجية التطوير التكنولوجي لدولة الاتحاد حتى عام 2035

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:07
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 94%

بلاغ هام من وزارة الأوقاف بخصوص أداء مناسك الحج الموسم المقبل

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:09:26
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

الكرملين يعلن موعد زيارة بوتين إلى تركيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:17
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 88%

مصر ترد على حظر السعودية لأحد أشهر منتجاتها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:20
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 86%

إيطاليا تستضيف قمة مع قادة أفارقة لعرض "اتفاقات جديدة"

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:07:50
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 97%

السيسي يدين الهجوم الذي طال أحد المواقع على حدود الأردن مع سوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:07:59
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 97%

المصادقة على ترشيح فلاديمير بوتين لخوض الانتخابات الرئاسية

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:07:47
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 91%

هذه أجندة المجلس الحكومي يوم الخميس المقبل

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:09:25
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 51%

غانتس عن "مؤتمر النصر": من يرقص لا يقرر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:23
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 100%

"سانا": قتلى وجرحى بهجوم إسرائيلي على جنوب دمشق (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:25
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 94%

قتلى وجرحى بقصف صاروخي أوكراني لدونيتسك

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:05
مستوى الصحة: 86% الأهمية: 95%

خروج كيت أميرة ويلز من المستشفى

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:07:48
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 87%

بطولة إيطاليا: سباليتي أفضل مدرب لموسم 2022-2023

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:07:45
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 91%

بوتين خلف عجلة القيادة يقود ضيفه لوكاشينكو حول ستريلنا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:10
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 98%

الأردن يهزم العراق بالوقت الضائع في مباراة مجنونة (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:28
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 94%

الاتحاد الأوروبي يطالب بتدقيق عاجل في عمل "الأونروا"

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-01-29 15:08:15
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 89%

تحميل تطبيق المنصة العربية