الثورة الجليلة

عودة للموسوعة

الثورة الجليلة

الثورة الجليلة
Glorious Revolution
أمير أورانج يهبط في تورباي
نقش وليام ميلر (1852)
التاريخ 1688–1689
المسقط الجزر البريطانية
ويُعهد أيضاً بـ
  • ثورة 1688
  • حرب الخلافة الإنگليزية
  • الثورة البيضاء
المشاركون المجتمع الإنگليزي والويلزي والأيرلندي والاسكتلندي والقوات الهولندية
النتائج
  • استبدال جيمس الثاني بكل من وليام الثالث وماري الثانية
  • الانتفاضة اليعقوبية 1689
  • الحرب الوليامية في أيرلندة
  • الحرب مع فرنسا؛ إنگلترة واسكتلندة ينضمون للتحالف العظيم
  • صياغة وثيقة حقوق 1689
تاريخ إنگلترة
بريطانيا قبل التاريخ (قبل 43م)
بريطانيا الرومانية (43–410)
إنگلترة الأنگلو-ساكسونية (410–1066)
إنگلترة النورمانية (1066–1154)
بيت پلانتاجنت (1154–1485)
أسرة لانكاستر (1399–1471)
أسرة يورك (1461–1485)
أسرة تيودور (1485–1603)
بيت ستوارت (1603–1642)
المحمية
وكومنولث إنگلترة
(1642–1660)
استعادة ستوارت
والثورة المجيدة
(1660–1707)
مملكة بريطانيا العظمى (1707–1800)
لبريطانيا العظمى وأيرلندة (1801–1921)
لبريطانيا العظمى وأيرلندا ش. (1927–الآن)

الثورة الإنجليزية أوالثورة المجيدة (بالأيرلندية: An Réabhlóid Ghlórmhar, بالغالية الاسكتلندية: Rèabhlaid Ghlòrmhor or ويلزية: Chwyldro Gogoneddus ؛ Glorious Revolution) نشبت في نوفمبر 1688 ضد طُغيان الملَكية، . وقد تمثّل نجاحها في عزل الملك جيمس الثاني .

الملكة ماري ابنة الملك جيمس الثاني

وتنصيب ابنته ماري وزوجها وليم اورانج ملكين على إنجلترا. كما تمثّل ذلك النجاح بشكل واضح في "إعلان الحقوق" الذي أصدره البرلمان الإنجليزي عام 1689، وقد استعرض إعلان الحقوق المظالم التي ارتكبها الملك جيمس الثاني في حقِّ الشعب، واشترط على الملك الجديد عدم القيام بأي عمل يؤدي إلى الانتقاص من حقوق الشعب.

خلفية

جيمس الثاني والسابع، ملك إنگلترة واسكتلندة وأيرلندة، بريشة السير گدفري نلر. معرض الپورتريهات الوطني، لندن

من ذا الذي كان يستطيع حتى يتخيل حين يقع بصره على الصورة(1)التي رسمها فان دايك في اللونين الأزرق والمضىي لدوق يورك وهوفي الثانية من عمره حتى هذا الطفل البريء الحي سيقضي قضاء مبرماً على أسرة ستيوارت ويكمل آخر الأمر، وفي "الثورة الجليلة" انتنطق السلطة من الملك إلى البرلمان، وهوما كان أبوه قد بدأه بشكل مخز من قبل،يا ترى؟ ولكن في الصورة التي رسمها رايلي(2) للشخص عينه تحت اسم جيمس الثاني، نجد حتى الحياء قد انقلب إلى ذهول وارتباك. وأن الحساسية تغيرت إلى عناد وتصلب، وأن البراءة تحولت بين أعضاء العشيقات المذعنات الطيعات إلى لاهوت جامد لا ينثني. فما كان إلا حتى حدد هذا الخلق لصاحبه مصيراً كان جميع فريق يناضل من أجل ما يظهر له هوأنه حق، ومن ثم يستحق منا بعض العطف.

لقد أوردنا من قبل ذكر فضائل جيمس الثاني، فكم من مرة عرض نفسه لخطر الموت في عمله في البحرية. ووازن الناس بينه وبين أخيه، موازنة سقمية، في النشاط الحكومي والإداري، والاعتدال في الإنفاق، وفي ارتباطه بحدثته. أنه استمسك بما أوصاه به شارل وهويحتضر، من العناية بأمر نل جوين، فسدد ديونها، وخصص لها ضيعة تكفل لها رغد العيش. وبعد ارتقائه العرش ظل لبعض الوقت على علاقته مع آخر عشيقاته كاترين سدلي. ولكنه بناء على اعتراضات الأب بنز أجزل لها العطاء على خدماتها وأقنعها بمغادرة إنجلترا، لأنه اعترف بأنه إذا سقط بصره عليها ثانية فإنه لا يملك فكاكاً من سلطانه عليه(3). إذا الأسقف بيرنت الذي ساعد على خلعه، حكم عليه بأنه "صريح مخلص بطبيعته، ولوأنه في بعض الأحيان متلهف محب للانتقام، صديق ثابت على العهد، إلى حتى أفسدت عقيدته الدينية مبادئه وميوله الأولى(4)"وكان مقتصداً ينمي ثروته بسرعة، ولم يعمد قط إلى غش العملة، كما كان رحيماً بالشعب في موضوع الضرائب(5). إذا ماكولي بعد حتى دون ثمانمائة صحيفة عن حكم جيمس الذي لم يدم لأكثر من ثلاثة أعوام، انتهى إلى "أنه تنحى بمناقب كثيرة، إلى حد أنه لوكان بروتستانتياً، لا بل كاثوليكاً معتدلاً، لكان عصره عصراً زاهراً مجيداً(6)".

وتفاقمت أخطاؤه بنموسلطانه. وكان مغروراً متعجرفاً حتى قبل اعتلائه العرش، ينظر إلى معظم الناس باحتقار، لا يفتح قلبه إلا لقلة منهم، وتمسك تمسكاً حرفياً بنظرية أبيه، وهي أنه ينبغي حتىقد يكون للملك مطلق السلطة، ولم يكن له المزاج الواقعي الذي كان لأخيه والذي استوعب به الحدود العملية لهذه السلطة المطلقة. ويجدر بنا حتى نقدر حق التقدير غيرته الدينية، ورغبته في منح إخوانه الكاثوليك في إنجلترا حرية العبادة والمساواة في الحقوق السياسية. وكان مخلصاً لأمه وأخته الكاثوليكتين، وكان طوال الخمسة عشر عاماً السابقة محاطاً بالكاثوليك في بيته، وكان موضع استغراب عنده حتى الديانة التي أنجبت مثل هذا العدد الكبير من أفاضل الرجال وفضليات النساء، يضع الإنجليز أمامها العراقيل ويبغضونها ويحدون من انتشارها. ولم يشاطر البروتستانت ما تناقلوه من ذكريات حية في أذهانهم عن مؤامرة البارود، أوخوفهم من حتى يولي عليهم ملك كاثوليكي، يميل عاجلاً أوآجلاً ويقتنع، بانتهاج سياسة ترضي البابا الإيطالي. حتى إنجلترا البروتستانتية كانت تشعر بأن أي ملك كاثوليكي لا بد حتى يعرض للخطر استقلالها الديني والفكري والسياسي.

إن تصرفات جيمس الأول بعد ارتقائه العرش خفضت من هذه المخاوف شيئاً قليلاً: أنه عين هاليفاكس رئيساً لمجلس الملك، وسندرلند وزيراً، وهنري هايد (أرل كلارندون الثاني) حاملاً لأختام الملك، وكل هؤلاء من البروتستانت. وفي أول خطاب له في هذا المجلس وعد بالإبقاء على نظم الكنيسة والدولة، وعبر عن تقديره لتأييد كنيسة إنجلترا لاعتلائه العرش، ووعد بأن يوليها عناية خاصة. وعند تتويجه أدى اليمين المألوفة لدى ملوك إنجلترا الحديثين، بالمحافظة على الكنيسة الرسمية وحمايتها. وحظي الملك جيمس الثاني لعدة شهور بشعبية لم تكن متسقطة.

وأول إجراء مؤيد للكاثوليكية اتخذه جيمس، لم يكن يحمل عدواناً مباشراً على البروتستانت. أنه أمر بالإفراج عن جميع المسجونين بسبب رفضهم تأدية قسم الولاء والسيادة. وبهذا أفرج عن آلاف من الكاثوليك، بل أخلى معهم سبيل ألف ومائتين من الكويكرز وكثير من المنشقين غيرهم. ومنع إقامة الدعوى بعد ذلك في المسائل الدينية. وأطلق سراح دانبي واللوردات الكاثوليك الذين أودعوا السجن بناء على اتهامات تيتسي أوتس. وحوكم أوتس من حديث وأدين بتهمة الإيمان الكاذبة التي أدت إلى إعدام عدد من الأبرياء، وأعربت المحكمة هن أسفها لأنها لم تستطع الحكم عليه بالإعدام، وحكمت عليه بغرامة قدرها ألفان من الماركات، وأن يربط خلف عربة ويجلد بالسياط مرتين علانية، والأولى من أولدجيت إلى نيوجيت، والمرة الثانية بعد الأولى بيومين، من نيوجيت إلى تايبيرن، وأن يوضع على آلة التعذيب، المشهرة، خمس مرات سنوياً طيلة بقائه على قيد الحياة. وعاش أوتس بعد هذا التعذيب، وأعيد إلى السجن (مايو1685) وطلبوا إلى الملك إعفاءه من الجلد للمرة الثانية، ولكنه رفض.

وتحطمت الهدنة المزعزعة بين الشيع الدينية بثورة مزدوجة. ذلك أنه في مايوهبط أرشيبالد كامبل، إرل أرجيل العاشر، في اسكتلندة، وفي يونيه رسا جيمس ودوق مونموث على الشاطئ الجنوبي الغربي لإنجلترا، وفي مسعى مشهجر لخلع الملك الكاثوليكي. وأصدر مونموث بلاغاً وصم فيه الملك جيمس بأنه غاصب طاغية سفاح، كما اتهمه بإحراق لندن والمؤامرة البابوية، ودس السم لشارل الثاني، وتعهد الغزاة ألا يضعوا السلاح أويكفوا عن القتال حتى يخلصوا البروتستانتية وحريات الشعب والبرلمان. ومني أرجيل بالهزيمة في 17 يونية، وأعدم في 30 يونية، وبذلك أخفق الجناح الشمالي للثورة. ولكن أهالي دورستشير-وهم بيوريتانيون شديدوالتمسك بممضىهم-رحبوا بمونموث وحيوه مخلصاً ومنقذاً لهم. وانضم تحت لوائه عدد كبير جداً من الناس، إلى حد أنه في ثقة وجلال ومهابة، اتخذ لقب جيمس الثاني ملك إنجلترا. ولم يقدم له الأشراف والطبقات الغنية أي عون أوتأييد. وهزم جيشه المختل النظام على يد القوات الملكية في سدجمور (6 يولية 1685) وهذا آخر حرب جرى فيها القتال على تراب إنجلترا قبل الحرب العالمية. ولاذ مونمورث بالهرب، وتوسل إلى الملك حتى يعفوعنه فأبى، وضرب عنقه.

من حروب أسكتلندا

وتعقب جيش الملك، بقيادة برس كيرك، فلول الثوار، وشنق الأسرى دون محاكمة. وشكل جيمس لجنة يرأسها قاضي القضاة جفريز، لتمضى إلى المنطقة الغربية لتحاكم الأشخاص المتهمين بالإنضمام إلى الثورة أوالتحريض عليها. وسمح للمحلفين بالاشتراك في المحاكمات، باعتبار حتى هذا من حق المتهمين، ولكن جفريز قذف المحلفين الرعب، حتى حتى قلة قليلة من المتهمين هي التي أصابت شيئاً من الرحمة لدى هذه "المحكمة الدموية" (سبتمبر 1685) . وشنق نحوأربعمائة، وحكم على ثمانمائة بالعمل الإجباري في مزارع جزر الهند الغربية(7). وكانت اليزابيث في 1569 وكرومل في 1648، وقد اتهما قبل ذلك هذه الأعمال الوحشية، ولكن جفريز تفوق عليهما في إرهاب المتهمين والمحلفين والتجهم والعبوس، وصب اللعنات على ضحاياه، والتحديق في وجوههم في كثير من الخبث، والإدانة لمجرد الشك، إلا إذا ساعدت رشوة مجزية على إقناعه بالبراءة(8). وبذل جيمس جهوداً متواضعة ليضع حداً للوحشية، ولكن ما حتى تمت الإبادة الكاملة وخمدت النار المحرقة حتى حمل جفريز إلى مرتبة النبلاء، وعينه رئيساً لمجلس اللوردات (6 سبتمبر 1686).

وأسهم هذا الإجراء الانتقامي في إبعاد النبلاء عن الملك. وعندما كلب من البرلمان إلغاء "قانون الاختيار" (الذي يقضي بإقصاء الكاثوليك عن الوظائف ومقاعد البرلمان) وتعديل قانون "حق التحقيق في قانونية الاعتنطق" وإنشاء جيش تحت إمرة الملك، لم يستجب البرلمان لشيء من هذا. فعطله جيمس (20 نوفمبر) وأخذ يعين الكاثوليك في الوظائف العامة. ولما أعترض هاليفاكس على امتهان البرلمان على هذا النحو، عزله جيمس من المجلس. وأحل محله، رئيساً للمجلس، سندرلند الذي أعرب تحوله إلى الكاثوليكية على الفور (1687). وحين امتدح جيمس إلغاء لويس الرابع لرسوم نانت(9) استنتجت إنجلترا أنه لوتمتع جيمس بمثل هذه السلطة المطلقة التي يتمتع بها البوربون، لما تردد في اتخاذ خطوات مماثلة ضد البروتستانت في إنجلترا. ولم يخف جيمس اعتقاده بأن سلطته الآن باتت مطلقة بالعمل، وأن لويس الرابع عشر في نظره هولمثل الأعلى للملك. وقبل الإعانات من لويس لفترة من الزمن، ولكنه أبى عليه حتى يملي سياسة الحكومة الإنجليزية. فتوقفت الإعانات.

وكان لويس أكثر تعقلاً فيما يتعلق بإنجلترا منه بالنسبة لبلاده. وعلى حين أنه أضعف فرنسا باضطهاده الهيجونوت، نراه يحذر جيمس من مغبة التسرع في تحويل إنجلترا إلى الكاثوليكية. كما حتى البابا إنوسنت الحادي عشر زود جيمس بمثل هذه النصيحة. وعندما أوفد إليه الملك الإنجليزي يعده بقرب انضواء إنجلترا تحت راية الكنيسة الكاثوليكية في رومة(10)، نصحه الباب بأن يقنع بالحصول على التسامح الديني للكاثوليك الإنجليز، كما حذر هؤلاء حتى يكفوا عن الأطماع السياسية، ووجه رئيس الجزويت لتعنيف الأب بنز ولومه على القيام بمثل هذا الدور الخطير في الحكومة(11). إذا البابا أنوسنت لم يخفف من غيرته الكاثوليكية، ولكنه كان يخشى قوة لويس الرابع عشر التي تبتغي التطويق والسيطرة، كما كان يأمل في إمكان تحويل إنجلترا من مجرد تابع أوخادم ذليل للسياسة الفرنسية ومشروعاتها إلى قوة متوازنة ضدها. وأوفد البابا مبعوثاً بابوياً-للمرة الأولى منذ عهد ماري تيودور -ليوضح لجيمس حتى أي تصدع في العلاقة بين البرلمان والملك لا بد حتى يضر بالكنيسة الكاثوليكية(12).

ولم يستفد جيمس من هذا النصح. إنه أحس، وكان في الثانية والخمسين حين اعتلى العرش، أنه قد لا يتيسر له فسحة من الأجل لتطبيق التغييرات الدينية التي ينشدها والتي يجيش بها صدره، ولم يؤمل كثيراً في حتى ينجب ابناً، وهنا قد تخلفه ابنته البروتستانتية، وتقلب عمله رأساً على عقب، إلا إذا أقيم هذا العمل على أساس وطيد راسخ قبل موته. وطغت آراء الأب بنز والملكة وسلطانهما على جميع نصح بالتروي والتريث. ولم يكتف الملك بالذهاب إلى القداس، تحفه الجلالة والمهابة لملكية، بل طلب كذلك إلى مستشاريه حتى يلحقوا به لحضور القداس. وتكاثر الأساقفة حول الحاشية، وعين الكاثوليك في المناصب العسكرية، وحرض القضاة (الذين كان له حق تعيينهم وعزلهم) على توكيد حقه في إعفاء هؤلاء المعينين من العقوبات التي فرضها عليهم "قانون الاختبار". وجند، تحت إمرة ضباط أغلبهم من الكاثوليك، جيشاً قوامه ثلاثة عشر ألف رجل لا يخضعون إلا لأوامره هو، وواضح حتى مثل هذا الجيش كان يهدد استقلال البرلمان. وعطل العمل بالقانون الذي يفرض العقوبات على حضور العبادة الكاثوليكية علانية.وأصدر في يونية 1686 مرسوماً يحرم على رجال الدين إلقاء عظات في الخلافات الممضىية. ولما خطب الدكتور جون شارب في "دوافع المرتدين" أمر جيمس بوصفه الرئيس الشرعي للكنيسة الإنجليزية، هنري كمبتون أسقف لندن، بفصل شارب مؤقتاً من سلك رجال الكنيسة الأنجليكانية، فرفض كمبتون. فعين جيمس، متجاهلاً قانوناً صدر في 1673، "محكمة كنسية" جديدة، سيطر عليها سندرلند وجفريز، وحاكمت كمبتون بتهمة شق عصا الطاعة على التاج، وعزلته من وظيفته.وبدأت الآن الكنيسة الأنجليكانية،التي كانت قد التزمت من قبل بالطاعة المطلقة، نقول بدأت للملك ظهر المجن.

أن الملك جيمس كان يأمل في كسب الكنيسة الأنجليكانية إلى جانب المصالحة والتراضي مع روما، ولكن تصرفه المتهور قضى الآن على هذه السياسة. وبدلاً من ذلك انتهج سياسة التوحيد بين الكاثوليك والمنشقين ضد الكنيسة الرسمية. حتى وليم بن الذي عثر طريقه إلى قلب الملك وأحرز ثقته، نصحه بأنه يستطيع حتى يظفر بالتأييد الحار من جانب جميع البروتستانت الإنجليز، فيما عدا الأنجليكانيين إذا هوبجرة قلم ألغى القوانين التي تحرم العبادة العلنية على فرق المنشقين وفي أربعة أغسطس 1687 أصدر جيمس أول "إعلان للتسامح" في عهده. ومهما تكن دوافع الملك، فإن هذه الوثيقة تحتل مكاناً في تاريخ التسامح الديني. إنه ألغى جميع قوانين العقوبات فيما يتعلق بالديانة، وأبطل جميع الاختبارات الدينية، ومنح الحرية الدينية للجميع،وحظر التدخل في شئون الاجتماعات الدينية المسالمة. وأخلى سبيل جميع المسجونين بسبب الخلافات الدينية. حتى هذا الإعلان مضى إلى أبعد مما مضىت إليه إعلانات التسامح في عهد شارل الثاني، التي كانت قد أبقت على الاختبار الديني لمن يتولون الوظائف، وسمحت بالعبادة الكاثوليكية داخل الدور الخاصة فقط. وأكد للكنيسة الرسمية حتى الملك سيواصل حمايته لها في جميع حقوقها القانونية.ومما يدعوإلى الأسى والأسف حتى هذا الإجراء قدر له حتىقد يكون إعلاناً ضمنياً للحرب على البرلمان، الذي كان قد سن من قبل جميع القيود وعدم الأهلية التي ألغيت الآن. ولوسلم البرلمان بسلطة الملك في إلغاء التشريعات البرلمانية لكان لزاماً حتى تنشب الحرب الأهلية من جديد.

ودخل هاليفاكس الذي كان في هاتيك الأيام ألمع عقلية في إنجلترا، المعركة بكتيب لا يحمل اسم المؤلف بعنوان "رسالة إلى منشق" (أغسطس 1687) -"أكثر النشرات توفيقاً في هذا العصر(13)" حث فيه البروتستانت حتىقد يكونوا على يقين من حتى هذا التسامح الذي قدم إليهم الآن، صدر عن ملك موال لكنيسة تدعي العصمة من الخطأ، وتنكر التسامح صراحة. وهل يمكن حتىقد يكون ثمة انسجام دائم بين حرية الفكر والضمير وبين كنيسة لا تخطئ،يا ترى؟ وكيف يطمئن المخالفون إلى أصدقائهم الجدد الذين دمغوهم بالأمس القريب بأنهم هراطقة،يا ترى؟ "كنتم بالأمس أبناء الشيطان، وأنتم اليوم ملائكة النور(14)". ومن سوء الحظ حتى الكنيسة الأنجليكانية كانت قد اتفقت مع روما فيما يتعلق بأبناء الشيطان، وأنها في السنوات السبع والعشرين الأخيرة أخضعت مخالفيها لألوان من الاضطهاد والتعذيب تعفيهم من قبول الحرية حتى على أيد كاثوليكية. وأسرع رجال الدين الأنجليكانيون إلى التماس التصالح مع المشيخيين والبيورتانيين والكويكرز، وتوسلوا إلى هؤلاء جميعاً حتى يرفضوا التسامح الراهن، ووعدوهم على الفور بتسامح يحظى بموافقة جميع عن البرلمان والكنيسة الرسمية. وبعث بعض المخالفين بخطابات شكر إلى الملك، ولكن الأغلبية كانت بجانبها في تحفظ. وعندما حانت ساعة الفصل نبذ الجميع الملك.

وتابع جيمس خطواته. لقد تطلبت جامعات إنجلترا لعدة سنوات مضت من أساتذتها وطلبتها الالتزام بممضى الكنيسة الأنجليكانية، ولم يستثن من ذلك إلا منح درجة لطالب لوثري، ومنح درجة فخرية لدبلوماسي مسلم، على حتى القساوسة الأنجليكانيين رأوا في أكسفورد وكمبردج هيئات وظيفتها الرئيسية إعداد الرجال لقبول الممضى الأنجليكاني، وتقرر ألا يلتحق بهما أي كاثوليكي. ورغبة في كسر هذا القيد أوفد جيمس، إلى نائب رئيس جامعة كامبردج رسالة يلزمه فيها بأن يستثني من الأنجليكاني راهباً بندكتياً يعي للحصول على درجة الأستاذية. ورفض نائب رئيس الجامعة ففصل بأمر من لجنة المحكمة الكنسية. فأوفدت الجامعة وفداً من بين أعضائه ايزاك نيوتن، ليشرح للملك موقف لجامعة. ولكن الراهب حل المشكلة بالانسحاب (1687). وفي نفس العام رشح الملك لرياسة كلية مجدلن في أكسفورد، رجلاً لا يتمتع بغزارة الفهم، ولكنه ذوميول كاثوليكية،فرفض الزملاء انتخابه، وبعد نزاع طويل اقترح الملك مرشحاً ليس عليه إلا اعتراض أيسر من سابقه، وهوباركر أسقف أكسفورد الأنجليكاني، ولكن الزملاء الذين يشكلون الهيئة الانتخابية رفضوه كذلك، ففصلوا بأمر من الملك، وعين الأسقف باركر قسراً.

واشتدت وطأة الاستياء عندما ارتمى الملك أكثر فأكثر في أحضان مستشاريه الكاثوليك. وكان إعجابه بالأب بتر شديداً إلى حد الإلحاف على البابا برسمه أسقفاً، بل كاردينالاً، ولكن أنوسنت أبى. وفي يوليه 1687 عين جيمس الجزويتي القدير، ولكن المستهتر، عضواً في المجلس المخصوص (الملكي)، فاحتج كثير من الكاثوليك الإنجليز بأن هذا تصرف طائش، ولكن جيمس كان في عجلة من أمره ليصل بالنضال إلى غايته. وكان في هذا المجلس الآن ستة من الكاثوليك، مكنت لهم حظوتهم لدى الملك من السيطرة والغلبة(15). وفي 1688 عين أربعة من الأساقفة الكاثوليك لإدارة شئون الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا، وخصص جيمس لكل منهم راتباً سنوياً قدره ألف جنيه، والواقع حتى الكاثوليك شاركوا الآن الأنجليكان في أنه أصبح لكل من الفريقين كنيسة تساندها وتعاونها الدولة.

ووفي 25 أبريل 1688 جدد جيمس نشر "إعلان التسامح" الذي مضى على صدوره عام واحد، وأكد فيه من حديث عزمه على توفير حرية الفكر والضمير" لكل الإنجليز إلى الأبد. فمن الآن فصاعداً لا بد حتى يعتمد التعيين في الوظائف والترقي فيها على الجدارة الشخصية لا الممضى الديني. وتنبأ بأن الإقلال من الخلافات الدينية لا بد حتى يفتح أسواقاً جديدة للتجارة الإنجليزية، ويزيد من ازدهار الأمة ورخائها.وتوسل إلى رعاياه حتى يطرحوا جانباً جميع الأحقاد، وينتخبوا البرلمان الجديد دون تمييز بين المذاهب الدينية، والتحقق من انتشار هذا الإعلان الموسع على أوسع نطاق ممكن، أصدر مجلس الملك توجيهاتها إلى جميع الأساقفة ليرتبوا مع جميع رجال الدين أمر تلاوته في جميع كنيسة في الأنطقيم في إنجلترا، يوم 20 أو27 مايو. واستخدم رجال الدين على هذا النحو، وسيلة للاتصال بالجماهير، أمر له سوابقه الكثيرة في إنجلترا. ولكن لم تكن الرسالة قط يوماً بغيضة إلى الكنيسة الرسمية إلى مثل هذا الحد. وفي 18 مايوحمل سبعة أساقفة أنجليكانيين إلى الملك ظلامة أوضحوا فيها أنهم لم ترتض ضمائرهم حتى يوصوا قساوستهم بتلاوة الإعلان، لأنه يخرق قرار البرلمان بأنه لا يجوز إلغاء تشريع برلماني إلا بموافقة البرلمان نفسه، فأجاب جيمس بأن رجال اللاهوت هم الذين كانوا يلحون على عظاتهم وخطبهم دوماً على ضرورة الامتثال للملك وطاعته بوصفه رئيساً للكنيسة، وأنه ليس في الإعلان ما يخدش أويسيء إلى كرامة أحد.ووعد بأنه يفترض أن ينظر في ظلامتهم، ولكنهم إذا يتلقوا منه رداً في الغد عمليهم حتى يذعنوا لأمره.

وفي صبيحة اليوم التالي بيعت آلاف النسخ من هذه الظلامة في شوارع لندن، في الوقت التي ما زالت فيه قيد البحث عند الملك. وأحس جيمس بأن هذا يجافي قواعد اللياقة، وعرض الظلامة على القضاة الاثني عشر في المحكمة الملكية، فأشاروا بأنه تصرف في حدود حقوقه المشروعية. ومن ثم أغفل الرد على الظلامة. وفي 20 مايوتليت الظلامة في أربع كنائس في لندن، وتجاهلوها في الكنائس الست والتسعين الباقية. وشعر الملك بأن سلطته قد امتهنت، وأمر الأساقفة السبعة بالمثول أمام المجلس. فلما اتىوا أبلغهم بأن عليهم حتى يخضعوا للمحاكمة بتهمة نشر طعن أوقذف فيه تحريض على الفتنة، وعلى أية حال فإنهم لكي يتفادوا السجن في الحال، يمكن حتى يقبل الملك منهم وعداً كتابياً بالحضور عند استنادىئهم. فأجابوه بأنهم بوصفهم من أشراف المملكة، ليسوا في حاجة إلى تقديم أي ضمان سوى حدثتهم. وأحالهم المجلس إلى برج لندن (السجن) وحياهم الأهالي وهتفوا لهم على الجانبيين عند نقلهم عبر نهر التيمز.

وفي يومي 29 و30 يونيه حاكم الأساقفة السبعة-أمام محكمة الملك-أربعة قضاة مع هيئة المحلفين. وبعد يومين من مناقشات حادة في قاعه يحيط بها عشرة آلاف من أهالي لندن المهتاجين، أصدر المحلفون حكماً بعدم الإدانة. وابتهجت جميع إنجلترا البروتستانتية، ونطق أحد النبلاء الكاثوليك "لن تع ذاكرة الإنسان قط مثل هذه الصيحات والهتافات ودموع الفرح التي حدثت اليوم(16)"وتوجهت الشوارع بالمشاعل والنيران التي أضرمت في الهواء الطلق. وسار الناس في موكب خلف شخوص من الشمع تمثل البابا والكاردينالات والجزويت، أحرقت وسط احتفالات صاخبة. إذا هذا الحكم كان يعني عند البسطاء من الناس أنه لا ينبغي التسامح مع الكاثوليكية، وعند ذوي الإدراك الأوسع أوالعقل الأنضج كان يعني تثبيت حق البرلمان في سن قوانين ليس للملك حتى يبطلها،وأن إنجلترا، في الواقع، وحتى ولولم تكن من الناحية النظرية، ملكية دستورية، لا ملكية مطلقة.

على حتى جيمس الذي عراه الاكتئاب والحزن بسبب الهزيمة، أخذ يتعزى بالطفل الذي وضعته له الملكة فيعشرة يونيه، بل الموعد المتسقط للولادة بشهر، وفي مقدوره حتى ينشئ هذا الولد النفيس تنشئة قوامها الولاء والإخلاص للكاثوليكية،وكان يمكن لوالد والولد، في وجه أية معارضة أومعوقات، حتى يقتربا يوماً بعد يوم خطوة من الهدف المقدس-ألا وهوالملكية القديمة، تعيش في وئام ووفاق مع الكنيسة، وفي إنجلترا يسودها الهدوء والسلام والتراضي، في أوربا نادمة على ارتدادها عن عقيدتها، موحدة في ظل هذه العقيدة الحقه وحيدة العالمية.


الإطاحة بالعرش والملك في المهد

ربما كانت هذه الولادة لتي اتىت قبل الأوان هي التي جلبت الكارثة على رأس الملك المتهور. واتفقت إنجلترا البروتستانتية مع جيمس في حتى هذا الولد قد يواصل السعي لإعادة الكثلكة، ومن ثم يمكن القول بأنها خشيته لنفس السبب الذي أحبه الملك من أجله وأنكرت إنجلترا البروتستانتية في أول الأمر، بنوة الطفل الملك. واتهمت الجزويت بأنهم دسوا إلى مخدع الملكة وليداً اشتروه، كجزء من مؤامرة أرادوا منها إبعاد الابنة البروتستانتية ماري عن وراثة العرش. وانعطفت إنجلترا أكثر فأكثر نحوماري، على أنها أمل البروتستانتية الإنجليزية، ووطنت النفس على القيام بثورة أخرى لإجلاس ماري على العرش لتكون ملكة إنجلترا.

ولكن ماري كان آنذاك زوجة وليم أورانج الثالث، رئيس الدولة في المقاطعات المتحدة. ماذا يقول وليم المزهوبنفسه في أنه مجرد زوج الملكة،يا ترى؟ لما لا يعرض عليه الاشتراك في الحكم مع ماري؟وفوق جميع شيء، انه هوأيضاً يجري في عروقه الدم الملكي الإنجليزي. حتى أمه كانت ماري أخرى، وكانت ابنة شارل الأول. ليس في نية وليم على أية حال حتى يلعب دور الزوج للزوجة الملكة. ومن الجائز حتى الأسقف بيرت-الذي كان قد اتخذ سبيله إلى القارة هرباً، عند ارتقاء جيمس العرش-أقنع ماري، بإيعاز(17) من وليام، حتى تتعهد بالطاعة التامة لوليم "في جميع الأمور" أياً كانت السلطة التي تخولها التصرف فيها،فوافقت على "أنقد يكون الحكم والسلطة في يديه هو، لأنها لا ترغب إلا في حتى يعمل هوبالوصية التي تقول: أيها الأزواج أحبوزوجاتكم، كما تعمل بالوصية التي تقول: أيها الزوجات أطعن أزواجكن في جميع شيء(18)" وتقبل وليام الطاعة،ولكنه تجاهل التلميح الرقيق إلى علاقته بعشيقته السيدة فليير(19)، فإن الحكام البروتستانت أيضاً، يحوز لهم فوق جميع شيء، حتى يخدعوا أويخونوا زوجاتهم.

إن وليام الذي يحارب لويس الرابع عشر حفاظاً على استقلال هولنده والبروتستانتية، راوده الأمل لبعض الوقت في كسب والد زوجته (جيمس) في تحالف ضد ملك فرنسا الذي كان يحطم توازن القوى والحريات في أوربا، ولما خاب فأله، عمد إلى التفاوض مع الإنجليز الذين تزعموا حركة المقاومة ضد جيمس. إنه تغاضى من قبل عن الحملة التي نظمها مونمورث على الأرض الهولندية ضد الملك جيمس، وسمح لها بالإقلاع من أحد الثغور الهولندية دون عائق(20)، وخشي بحق حتىقد يكون جيمس قد دبر خطة لإعلان عدم أهليته لوراثة عرش إنجلترا. ومتى ولد الملك ابن فمن الواضح حتى يسقط حق ماري في العرش. وفي أوائل 1687 أوفد وليم افرهارد فان ديكفلت إلى إنجلترا ليقيم علاقات ودية مع زعماء البروتستانت. وعادت البعثة برسائل مبشرة من مركيز هاليفاكس، وأوفد شروزبري وإرل كلارندن (ابن رئيس اللوردات السابق) ومن دانبي، والأسقف كمبتون وغيرهم. وكانت الرسائل غامضة مبهمة إلى حد لا ينم عن خيانة صريحة، ولكنه انطوى على تأييد حار لوليم في نضاله من أجل العرش.

وفي يونية 1687 أصدر كاسبار فاجل، الحاكم العام، رسالة أوضح فيها بصورة آراء وليام في التسامح. إذا وليم يريد حرية العبادة للجميع ولكنه يعارض إلغاء "قانون الاختبار" الذي يقصر حق تولي الوظائف العامة على أتباع الممضى الأنجليكياني(21). حتى هذا البيان الرسمي للتحفظ أكسب وليم تأييد الأنجليكانيين البارزين. ولما قضى مولد ابن لجيمس على فرض وليم في حتى يخلفه (جيمس) قرر زعماء البروتستانت دعوة وليم للقدوم والاستيلاء على العرش عنوة. وسقط الدعوة (30 يونية 1688) إرل شروزبري الثاني عشر، ودوق ديفونشير الأول، إرل دانبي، إرل سكاربره، وأمير البحر أدوارد رسل (ابن عم وليم رسل الذي أعدم في 1683)، هنري سدني (أخوالجرنون)، والأسقف كمبتون. أما هاليفاكس فإنه لم يسقط متذرعاً بأنه يؤثر المعارضة الدستورية. ولكن كثيرين غير هؤلاء، من بينهم سندرلند وجون تشرشل، وكلاهما آنذاك في خدمة جيمس) بعثوا إلى وليم يؤكدون مساندتهم له(22). وكان المسقطون يفهمون فهم اليقين حتى دعوتهم للمغامرة، من ذلك أق شروزبري الكاثوليكي السابق الذي تحول إلى البروتستانتية، رهن ضياعه نظير أربعين ألف جنيه، وعبر البحر إلى هولنده ليساعد فيتوجه الغزو(23).

الغزو

إقلاع الجيش وإعلان لاهاي

پورتريه على صهوة جواد لوليام الثالث، بريشة يان ويك، لتخليد ذكرى الإبرار في بريكسهام، تورباي،خمسة نوفمبر 1688

ولم يكن في مقدور وليام حتى يتخذ أي إجراء فوري. لأنه لم يكن على ثقة من شعبه. كما كان يخشى حتى يجدد لويس الرابع عشر هجومه على هولنده في أية لحظة. وخشيت الولايات الألمانية كذلك مهاجمة فرنسا لها، ومع ذلك لم تبد هذه الولايات اعتراضاً على غزووليام لإنجلترا، ولفهمها بأن الهدف الأسمى لوليم هوكبح جماح ملك البوربون. أما حكومتا آل هابسبورج في النمسا وأسبانيا فقد نسيتا كثلكيتهما في بغضهما للملك لويس الرابع عشر، وأقرتا خلع ملك كاثوليكي يصادق فرنسا بل حتى البابا نفسه منح الحملة بركته ورضاءه السامي. ومن ثم أصبح بإذن من الدول لكاثوليكية حتى يأخذ وليم البروتستانتي على عاتقه الإطاحة بجيمس الكاثوليكي. وتعجل لويس وجيمس كلاهما الغزو، وأعرب لويس حتى روابط "لصداقة والتحالف" القائمة بين إنجلترا وفرنسا تحتم عليه حتى يعلن الحرب على جميع من يغزووإنجلترا. ولكن جيمس الذي خشي حتى يؤدي هذا البيان إلى توحيد صفوف رعاياه البروتستانت ضده بشكل أقوى، نفي وجود مثل هذا التحالف، ورفض مساعد فرنسا له. وانتصر غضب لويس الرابع عشر على استراتيجيته، فأمر جيوشه بمهاجمة ألمانيا، لا هولندة (25 سبتمبر 1688)، ووافقت الجمعية العمومية للمقاطعات المتحدة، التي حررت لبعض الوقت من الخوف من فرنسا، على حتى يقود وليم حملة قد تؤدي بإنجلترا إلى الدخول في تحالف ضد فرنسا.

وفي 19 أكتوبر تحرك الأسطول -خمسين سفينة حربية، وخمسمائة سفينة نقل، وخمسمائة فارس، واحد عشر ألفاً من المشاة، بما فيهم عدد كبير من الهيجونوت اللاجئين من الاضطهاد في فرنسا. وصدت الرياح الأسطول، فانتظر حتى يهب "نسيم بروتستانتي" (مؤات)، وأقلع ثانية في أول نوفمبر.وخرج أسطول إنجليزي ليعترض سبيله، ولكن مزقته العاصفة. وفيخمسة نوفمبر، وهوعطلة وطنية احتفالاً بذكرى "مؤامرة البارود" ألقى الغزاة مراسيهم في "ثورباي"، وهومنفذ على المانش على شاطئ دورشستر. ولم يلق الغزاة أية مقاومة، ولكنهم كذلك لم يلقوا أي ترحيب. فإن الناس لمقد يكونوا قد نسوا جفريز وكيرك.


انهيار حكم جيمس

رفض جيمس عرضاً فرنسياً بإرسال تجريدة لدعمه، خوفاً من أنها قد تُفقِدة الدعم الشعبي. وأصدر جيمس أوامره إلى جيشه بالتجمع في سالزبري تحت إمرة لورد جون تشرشل، ولحق الملك به هناك، ولكنه عثر القوات يعوزها الولاء والإخلاص، يخيم عليها الفتور إلى حد الارتياب في اشتراكهم في معركة، فأمر بالتقهقر، وفي تلك الليلة (23 نوفمبر) انحاز لتشرشل واثنان من كبار الضباط فيجيش الملك إلى وليم مع أربعمائة رجل(24). وبعد ذلك بأيام قلائل انضم جورج الدنماركي، زوج الأميرة آن ابنة جيمس، إلى جماعة الخارجين على الملك، والذين يتزايد عددهم،ووجد الملك التعس، لدى عودته إلى لندن، حتى ابنته آنوسارا جنجز زوجة تشرشل قد هربتا إلى نوتنجهام. وتحطمت روح الملك الذي كان يوماً مزهواً مختالاً، حين عثر حتى ابنتيه كلتيهما قد انقلبتا ضده. فأوفد هاليفاكس للتفاوض مع وليام وفي 11 ديسمبر غادر الملك نفسه عاصمة ملكه، ولما عاد هاليفاكس من الجبهة، عثر الأمة بلا رئيس ولا زعيم، فعمد جماعة من النبلاء إلى تنصيبه رئيساً لحكومة مؤقتة. وفي يوم 13 تسلموا من جيمس رسالة تقول بأنه سقط في أيدي الأعداء، في فافرشام في كنت. فأنفذوا بعض القوات لإنقاذه، وفي يوم 16 عاد الملك الذليل إلى قصر هوايتهول وأوفد وليم أثناء تقدمه نحولندن، وبعض حراس هولنديين زودهم بتعليمات بأن يحملوا جيمس إلى روشستر، وهناك يسهلون له طريق الفرار. وقد كان، وسقط جيمس في الفخ الذي نصب له، وغادر إنجلترا إلى فرنسا (23 ديسمبر).وعمر ثلاثة عشر عاماً بعد سقوطه، ولكنه لم ير إنجلترا ثانية قط.

وليام وماري يصبحا ملكين شريكين

وليام الثالث وماري الثانية حكما معاً لخمس سنوات. ثم حكم وليام منفرداً إثر وفاة ماري في 1694.

ووصل وليام إلى لندن في التاسع عشر من ديسمبر. واستغل فوزه في حزم وحذر واعتدال ممتاز، ووضع حداً للشغب الذي آثاره البروتستانت في لندن وسلبوا فيه منازل الكاثوليك وأحرقوها. وبناء على طلب الحكومة المؤقتة، ونادى اللوردات والأساقفة وأعضاء البرلمان السابقين للاجتماع في كوڤنتري. وأعرب "المؤتمر" الذي أنعقد هناك في أول فبراير 1689 حتى جيمس اعتزل العرش بفراره. وعرض المجتمعون حتى يتوجوا ماري ملكة، ويرتضوا وليام نائباً لها. فقبلا (13 فبراير). ولكن المؤتمر قرن هذا العرض " بإعلان الحقوق" الذي سنه وأصدره البرلمان من حديث في 16 ديسمبر على أنه "وثيقة الحقوق"، وأصبح (بالرغم من عدم موافقة وليام عليه صراحة) جزءاً حيوياً أساسياً في قوانين المملكة:

نقش من القرن 18، مبني على رسم من صاموِل ويل، لتقديم وثيقة الحقوق إلى وليام الثالث وماري الثانية
وثيقة الحقوق

حيث حتى الملك السابق جيمس الثاني ... سعى جهده حتى يدمر ويستأصل العقيدة البروتستانتية وقوانين وحريات هذه المملكة من جذورها:

1- بانتحاله لنفسه وممارسته سلطة التحلل من القوانين وإلغائها، أوتطبيقها دون موافقة البرلمان..
3- بإنشاء "محكمة خاصة بالقضايا الدينية".
4- بجباية أموال من أجل الملك وليستخدمها هو، بحجة الامتيازات والحقوق الملكية، في غير الوقت ولغير الغرض اللذين أقرهما البرلمان.
5- بتجنيد جيش ثابت والاحتفاظ به دون موافقة البرلمان.
7- بإقامة الدعوى أمام "محكمة الملك" في مسائل وقضايا هي من اختصاص البرلمان وحده.

وكل هذا يتعارض تماماً، وبطريق مباشر، مع قوانين هذه المملكة وشرائعها المعروفة. ولما كانوا (أعضاء البرلمان-المجتمعون) على ثقة تامة من حتى ... أمير أورانج ... يفترض أن يحميهم من إهدار حقوقهم التي أثبتوها هنا، ومن أية محاولات أخرى للاعتداء على حقوقهم المدنية وحرياتهم، فإن اللوردات والآباء الروحيين والنواب المجتمعين في وستمنستر، يقررون حتى يعينوا وليم وماري، أمير وأميرة أورانج، ملكاً وملكة على إنجلترا وفرنسا وإيرلندة، وأن يقسم اليمين المذكورة بعد، جميع الأشخاص الذين يحتاج القانون منهم حتى يقسموا يمين الولاء.

"أقسم أنا (س من الناس) حتى أمقت وأبغض وأنبذ من جميع قلبي على أنها كفر وهرطقة، تلك النظرية الدنسة اللعينة.. التي تقول بأنه يجب حتى يخلع أويقتل، بيد رعاياه أوعيرهم أياً كانوا، جميع أمير يصدر ضده البابا أوأية هيئة في المقر البابوي في روما، قراراً بالحرمان من الكنيسة أومن العرش.. كما أعرب أنه ليس، ولا ينبغي حتىقد يكون. لأي حاكم أوفرد أومطران أودولة أوعاهل أجنبي، أية ولاية أوسلطة أوسيادة أوسلطان.. في هذه المملكة. أسألك العون على هذا يا رب".

وحيث ثبت بالتجربة أنه لا يتفق مع سلامة هذه المملكة ولا مع مصلحتها حتى يحكمها أمير مناصر للبابا، أوملك أوملكة متزوجة من أحد أشياع البابا، فإن اللوردات والآباء الروحيين والنواب المذكورين يرجون فوق ذلك حتى يسن تشريع يقضي بأن جميع إنسان أوأشخاص يذعنون أوسيذعنون للبابا أوالكنيسة في روما، أوتكون أوستكون لهم علاقة بهما، أوسيدينون بالممضى البابوي، أويتزوجون من نصيرات البابا والمشيعات له، يجب استبعادهم وحرمانهم إلى الأبد من وراثة أوأملاك أوالتمتع بتاج وحكومة هذه المملكة(25).


إعلان الحقوق

كان من أبرز ما تضمّنه إعلان الحقوق (قانون الحقوق الانجليزي) بالإضافة إلى ذلك:

  • حقِّ الملك في التاج مستمد من الشعب الممثل في البرلمان، وليس من الله.
  • ليس للملك إلغاء القوانين أووقف تطبيقها أوإصدار قوانين جديدة، إلا بموافقة البرلمان.
  • لا تُفرض ضرائب جديدة، ولا يُشكّل جيش حديث إلا بموافقة البرلمان.
  • حرية الرأي والتعبير في البرلمان مكفولة ومُصانة.

أثر الثورة

كان لهذه الثورة أثر كبير في الحياة في إنجلترا، حيث أنها قضت نظرياً وعملياً على فكرة حقّ الملوك الإلهي، كما أصبح البرلمان هوصاحب الحدثة العليا في شئون الحكم، كما كان لها أثر كبير خارج إنجلترا، حيث تطلّعت الشعوب في أوربا إلى تحقيق نظام الحكم البرلماني كما شاهدوه في النموذج الإنجليزي.الثورة الإنجليزية في عام 1688 نتج عنها سيادة البرلمان على التاج وفوق جميع شيء حق التطور.


نقد

أن هذا الإعلان التاريخي عـَبـَر من النتائج الجوهرية لما أسمته إنجلترا البروتستانتية "الثورة الجليلة": وهي الاعتراف الصريح بالسيادة التشريعية للبرلمان، التي طالما نازع فيها أربعة ملوك من آل ستيوارت، وحماية المواطن ضد السلطة للتعسفية للحكومة، واستبعاد الكاثوليك من تولي عرش إنجلترا أوالمشاركة فيه. ويلي هذه النتائج في الأهمية، وهوإدماج سلطة الحكومة في الأرستقراطية مالكة الأرض، لأن الثورة بدأها كبار النبلاء، وسار بها إلى غايتها صغار الملاك الممثلون في مجلس العموم. وواقع الأمر حتى الملكية "المطلقة" المتمسكة "بحق الملك الإلهي" تحولت إلى أولجاركية إقليمية أوذات علاقة بالملكية الخاصة للأرض. وهي أوليجاركية تميزت بالاعتدال والجد والبراعة في إدارة دفة الحكم، متعاونة مع ملوك الصناعة والتجارة والمال، كما أهملت بصفة عامة أمر الحرفيين والفلاحين. إذا الطبقات المتوسطة العليا أفادت من الثورة بصورة عملية. واستردت مدن إنجلترا حريتها، لتحكمها أوليجاركيات التجار المستغلين. حتى تجار لندن الذين أحجموا من قبل عن مساعدة جيمس، أقرضوا وليم مائتي ألف جنيه فيما بين وصوله إلى العاصمة، وتسلمه اعتمادات البرلمان لأول مرة(26). إذا هذا القرض عزز اتفاقية غير مسطورة: فالتجار يهجرون لملاك الأرض حكم إنجلترا، على توجه الأرستقراطية الحاكمة سياسة البلاد الخارجية نحوالمصالح التجارية، وتحرر التجار أكثر فأكثر من النظم الرسمية.

وثمة عناصر مخزية غير كريمة كانت في "الثورة الجليلة(27)". فيما يظهر أنه منادىة للأسف حتى تضطر إنجلترا إلى استنادىء جيش من هولنده ليصلح من أخطاء الإنجليز أنفسهم، وأن تساعد الابنة على خلع أبيها عن عرشه، وأن ينحاز قائد جيشه إلى الغزاة،وأن تشارك الكنيسة الوطنية في الإطاحة بملك تجاوز لهذه الكنيسة حتى بررت وقدست سلطته الإلهية المطلقة في وجه أية ثورة أوأي عصيان. كما كان منادىة للأسف حتىقد يكون تثبيت سيادة البرلمان على حساب مناهضة حرية العبادة. ولكن السيئات التي اقترفها هؤلاء الرجال والنساء طويت في الأحداث مع رفاتهم، أما حسنتاهم التي أدوها فقد بقيت بعدهم وآتت أكلها. أنهم حتى في إقامة الأوليجاركية وضعوا أسس ديموقراطية كان لا بد حتى تنشأ مع توسيع القاعدة الانتخابية.

وجعلوا من دار الرجل الإنجليزي قلعته، آمناً نسبياً من "عجرفة الحكم" و"أخطاء الظلم" وأسهموا إلى حد ما في هذا التوفيق الذي يدعوا إلى الإعجاب بين لنظام والحرية، وهذا هوقوام الحكومة الإنجليزية اليوم.إنهم عملوا هذا كله دون إراقة قطرة من الدم، اللهم إلا ما نزف من أنف الملك المنزعج المنهوك الأخرق الذي تخلى عنه الجميع في ساعة العسرة.

انظر أيضا

  • قانون الحقوق الانجليزي


ملاحظات

المصادر

المراجع

  • Maurice Ashley, The Glorious Revolution of 1688 (Hodder & Stoughton, 1966; also Panther History 1968)
  • Robert Beddard, A Kingdom without a King: The Journal of the Provisional Government in the Revolution of 1688 (Phaidon, 1988).
  • Eveline Cruickshanks, The Glorious Revolution (British History in Perspective) (Palgrave Macmillan, 2000). ISBN 0312230095.
  • Jonathan I. Israel, The Anglo-Dutch Moment: Essays on the Glorious Revolution and its World Impact (Cambridge University Press, 2003). ISBN 0521544068.
  • Carmel McCaffrey, In Search of Ireland's Heroes [Ivan R Dee 2006] ISBN-13 978-1-56663-615-5
  • John Miller, The Glorious Revolution (Longman, 2d. Ed., 1997). ISBN 0582292220.
  • David Onnekink, The Anglo-Dutch Favourite: The Career of Hans Willem Bentinck, 1st Earl of Portland (1649-1709), Ashgate Publishing, Ltd., 2007, ISBN 0-754-65545-8
  • Steven C. A. Pincus, England's Glorious Revolution 1688–89: A Brief History with Documents (Bedford/St. Martin's, 2005). ISBN 0312167148.
  • Stuart Prall, The Bloodless Revolution: England, 1688 (Anchor Books, 1972).
  • Edward Vallance, The Glorious Revolution: 1688 — Britain's Fight for Liberty (Brown Little, 2006). ISBN 1933648244.


وصلات خارجية

  • BBC History: Charles II
  • The Glorious Revolution of 1688
  • Declaration of the Prince of Orange, October 10, 1688
  • Economic analysis of the Glorious Revolution from EH.NET
  • Catholic Encyclopedia article
  • a marxist view of the Glorious Revolution by Duncan Hallas
  • http://www.open2.net/civilwar/6.3.aftershocks.html
  • History of the Monarchy > The Stuarts > Mary II and William III
تاريخ النشر: 2020-06-08 14:00:59
التصنيفات: Articles with short description, نزاعات 1688, 1688 في إنگلترة, العلاقات البريطانية الهولندية, مناهضة الكاثوليكية في إنگلترة, مناهضة الكاثوليكية في اسكتلندة, مناهضة الكاثوليكية في أيرلندا الشمالية, مناهضة الكاثوليكية في ويلز, مناهضة الكاثوليكية في المملكة المتحدة, الملكية البريطانية, تمردات في إنگلترة, 1688 في أيرلندة, غزو إنگلترة, ثورات القرن 17, إنگلترة ستوارت, 1688 في اسكتلندة, حروب أهلية في إنگلترة, التعاقب على التاج البريطاني, الثورة المجيدة, جيمس الثاني من إنگلترة, وليام الثالث من إنگلترة, ماري الثانية من إنگلترة, انقلابات عسكرية في إنگلترة, الانقلابات ومحاولات الانقلاب في القرن 17, استعادة ستوارت, تاريخ المملكة المتحدة, Articles containing non-English-language text

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بعد تصدرها التريند.. تفاصيل مسلسل ياسمين صبري الجديد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:20
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

«الأعلى للثقافة» ينظم ملتقى الإبداع النسوي الخميس

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:41
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

ننشر أجندة لقاء المجلس التصديري للحاصلات الزراعية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:33
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

تعرف على حصاد مهرجان رشيد للموسيقى والغناء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

مايا مرسي: الإرادة السياسية تسعى لتمكين النساء اقتصادياً

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:30
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 53%

ألمانيا تطلب مصريين في عدد من الوظائف.. تعرف على طريقة التقديم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:16
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 53%

مجلس الدولة: مواقف سيارات الأجرة والبوفيهات لا تخضع للضريبة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:12
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 59%

«بخاف من الضلمة وبضحك على نفسى».. تصريحات لـ ياسمين صبرى أثارت الجدل

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:36
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

مصر تشارك في جنازة رئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:27
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 57%

«القومى للترجمة» يقدم تخفيضات 40%؜ بمناسبة اليوم العالمى للترجمة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:40
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 68%

كاتب صحفى: الرئيس السيسى أولى اهتمامًا كبيرًا بملف الصحة «فيديو»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:36
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 57%

«الصناعات الطباعية»: 9 بنود أساسية للنهوض بالتصدير والصناعة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:33
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

اسعار المستلزمات المدرسية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

«الناشرين المصريين»: حل مشكلة تأشيرات المشاركين بمعرض الرياض للكتاب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:40
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

الأزمات تطارد شاكيرا.. محاكمة عاجلة والسجن 8 سنوات في انتظارها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:28
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 56%

تفاصيل الموسم الثانى من برنامج حكاوي القهاوي وموعد عرضه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-27 15:21:18
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

تحميل تطبيق المنصة العربية