العلاقات الإيرانية الصينية

عودة للموسوعة

العلاقات الإيرانية الصينية

العلاقات الإيرانية الصينية

إيران

الصين

العلاقات الإيرانية الفارسية، هي العلاقات الاقتصادية، السياسية والاجتماعية بين جمهورية الصين الشعبية (دولة شيوعية) والجمهورية الإيرانية الإسلامية (دولة إسلامية) منذ الثورة الإيرانية 1979 حتى الحاضر.

بالرغم من حتى العلاقات بين الحكومتين تعتبر جديدة نسبياً، إلا حتى العلاقات التجارية والدبلوماسية بين الشعبين والثقافتين قائمة منذ عام 200 ق.م. على أقل تقدير. طورت إيران والصين شراكة اقتصادية واستراتيجية ودية فيما بينهما.

خلفية

تعود العلاقات المتينة بين الصين وإيران إلى حقبة إمبراطورية الهان والإمبراطورية البارثية، حين كانت الحضارتان شريكتان تجاريتان على طريق الحرير القديم. ومع الفتح العربي للإمبراطورية الفارسية الساسانية في القرن السابع الميلادي، طلب بيروز الثالث، نجل الملك الساساني الراحل يزدجرد الثالث، اللجوء إلى الصين، التي كانت حينئذٍ تحت حكم أسرة تانگ بزعامة الإمبراطور گازونگ، وقد منحه هذا الأخير الإقامة في البلاد. وفي العصر الحديث، بالرغم من الاختلافات الإيديولوجية الكبيرة بينهما، هجر جميع من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية روح الله الخميني وزعيم الحزب الشيوعي الصيني ماوتسي تونگ لبلديهما إرثاً ثورياً مناهضاً للهيمنة الإمبريالية والاستغلال الأجنبي، الأمر الذي وضعهما في الخندق نفسه في لقاءة الوضع الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة.

ومع مرور الوقت، أصبحت الصين أقل حلفاء إيران من القوى الكبرى الغير جديرة بالثقة - ناهيك عن القول أكثرها جدارة بالثقة - وشكلت محوراً أساسياً لحفظ التوازن أمام الولايات المتحدة. وخلال حرب إيران المنهكة مع العراق التي دامت ثماني سنوات، كانت الصين هي القوة الكبرى الوحيدة التي زودت إيران بالأسلحة (على الرغم من أنها عملت الشيء نفسه مع بغداد). وفي عام 1985، سقطت حكومتا البلدين اتفاقاً سرياً للتعاون النووي خلال زيارة رئيس مجلس النواب الإيراني آنذاك علي أكبر هاشمي رفسنجاني إلى الصين. وازداد التعاون بين البلدين بشكل متواصل حتى عام 1997، عندما أدت الضغوط الأمريكية حول أزمة مضيق تايوان في العام الذي تجاوز إلى دفع الصين إلى تعليق مساعداتها في المجالين النووي و[تطوير] الصواريخ إلى طهران. ومع هذا، فبحلول ذلك الوقت، كانت السنوات المتتالية من الدعم التقني من الصين وكوريا الشمالية قد ساعدت إيران على إنشاء صناعة محلية لإنتاج الصواريخ، تشكل اليوم ركيزة أساسية في استراتيجيتها الدفاعية.

أما في الميدان الاقتصادي، فقد خفضت الصين وارداتها النفطية من إيران في السنوات الأخيرة بهدف الحفاظ على مسقطها بين الدول المعفاة من العقوبات الأمريكية المفروضة على الصادرات النفطية الإيرانية. ومع ذلك، فتبعاً للتخفيضات التي سببتها العقوبات على الجمهورية الإسلامية، استمرت الصين في شراء نصف صادرات النفط الخام الإيراني. هذا، وبالإضافة إلى الأسعار المنخفضة التي تعرضها طهران بسبب العقوبات، تشكل الإمدادات الإيرانية جزءاً هاماً جداً بالنسبة إلى بكين، لأن منتجي الطاقة الرئيسيين الآخرين في الخليج هم شركاء للولايات المتحدة.


العلاقات الاقتصادية

النفط والغاز

يعتبر النفط والغاز واحداً من الركائز الأساسية في العلاقة بين إيران والصين. تحولت الصين إلى النفط بصفة أساسية للحصول على إمداداتها من الطاقة عوضاً عن الفحم. كان هناك تزايداً سريعاً في استيراد الفحم منذ عام 1974 حتى التسعينيات. عام 2011، كان 10% من واردات النفط الصينية من إيران. حوالي 80% من إجمالي واردات الصين من إيران تعبير عن فحم والبقية منتجات معدنية وكيميائية. بسبب هذا الاعتماد على النفط والغاز الإيراني، تستثمر الصين حالياً في تحديث قطاع النفط والغاز الإيراني لتأمين الوصول إلى الموارد. منحت المؤسسة الوطنية الصينية للنفط عقد بقيمة 85 مليون دولار لحفر 19 بئر في حقول غاز طبيعي بجنوب إيران وسقطت عقداً آخر بقيمة 13 مليون دولار. مرة أخرى في 2004، تم التوصل لاتفاقية تستورد الصين بموجبها 270 مليون طن غاز طبيعي على مدار 30 عاماً من حقول جنوب فارس الغنية التي تعتبر من أغنى حقول الغاز الطبيعي في العالم لقاء 70 مليون دولار. شركة صينية أخرى، مجموعة صينوپك، حصلت على نصف حصة في حقول يارداروارن للنفط بقيمة 100 بليون دولار من أجل أعمال التنقيب. لاحقاً في 2007، سقطت المؤسسة الوطنية الصينية للنفط صفقة قيمتها 3.5 بليون دولار لتطوير حقول الغاز البحرية في إيران ثم سقطت عقداً آخر قيمته 2 بليون دولار لتطوير حقل نفط في شمال إيران بالقرب من الأحواز. < لم تكتفي الصين فقط بالمساعدة في تطوير قطاع النفط والغاز، لكنها دعمت الطموحات الإيرانية في جلب نفط بحر قزوين إلى الموانئ الإيرانية الجنوبية عن طريق خطوط أنابيب ليتم تصديره إلى أوروپا وآسيا. تعتمد إيران على مبيعاتها إلى الصين لتأمين استقرارها المالي. تبيع الصين الگازولين إلى إيران بالرغم من الضغوط الدولية التي تقوض إمكانية إيران من الحصول على الگازولين من موردين آخرين.

وجدت الصين في إيران شريكاً دائماً من أجل صادرتها ومورداً للطلب الصيني المتزايد على الطاقة. في مارس 2004، مؤسسة ژوهاي ژنرونگ، شركة حكومية صينية، سقطت عقد لمدة 25 عام لاستيراد 110 مليون طن مكعب من الغاز المسال من إيران. أعقب هذا عقداً آخر بين صينوپك وإيران للغاز المسال، تم التوقيع عليه في أكتوبر من العام نفسه. الاتفاقية، التي تصل قيمتها إلى 100 بليون دولار، أضافت 250 مليون طن من الغاز المسال إلى إمدادات الطاقة الصينية، ليتم إستخراجها من حقل يداوران لمدة 25 عام. في يناير 2009، سقطت إيران والصين عقد قيمته 1.76 بليون دولار من أجل التطوير الأولي لحقل أزادگان للنفط في غرب إيران. في مارس توصل البلدان لاتفاقية قيمتها 3.39 بليون دولار لإنتاج الغاز المسال في حقل جنوب فارس للغاز. بسبب إمكانيات التكرير المحدودة لديها، تستورد إيران ثلث منتجاتها المكررة مثل النفط من الصين.

الأميرة فرح بهلوي ورئيس الوزراء أمير-عباس هويدا أثناء زيارة رسمية للصين عام 1972.

في 2011، أفادت مجموعة الصادرات الخضراء الإيرانية حتى بكين وطهران سقطتها اتفاقية موسعة تمنح الصين حقوقاً حصريةً في عدة حقول نفط وغاز طبعي إيرانية خلال عام 2024. بموجب هذه الاتفاقية، ستمنح إيران شركات النفط الصينية حقوق حصرية في ثلاث مناطق ضخمة من الأراضي الإيرانية فضلاً عن حقوق بناء جميع المنشآت المطلوبة في هذه المناطق، والتي تقع جميعها على قمة حقول النفط والغاز الطبيعي الكبرى. في اللقاء، وعدت الصين بالتعامل مع أي هجوم أجنبي على هذه المناطق واعتباره هجوماً على أراضيها السيادية، والدفاع عنها أيضاً. لن بحاجة الصين لتصريح مسبق من الحكومة الإيرانية للحفاظ على وجودها العسكري وزيادته في إيران، وسوف تتحكم في حركة الإيرانيين داخل وخارج هذه الأراضي. يتسقط خبراء الصادرات الخضراء الإيرانية بأن هذه الاتفاقية كانت الأساس الملموس لبيان الميجور جنرال تشانگ تشاوتشونگ بأن "الصين لن تتردد في حماية إيران حتى مع نشوب حرب عالمية ثالثة".

في 1 مايو2019 نشرت تقارير عن حتى هناك ناقلة تحمل عشرون مليون برميل نفط إيراني في ناقلة عالقة أمام ميناء داليان الصيني منذ ستة أشهر، وأن الصين ترفض تمريرها خوفاً من العقوبات الأمريكية.

التأكيد على المعاقل الأوراسية

تسعى الصين إلى الالتفات نحوالغرب في إطار مشروع حزام طريق الحرير الاقتصادي ("سيشوزيلوجينگجداي") الذي أطلقه الرئيس الصيني شي جن‌پنگ في سبتمبر 2013. وقد تجاوز حتى دفع وانغ جي سي - أحد ألمع الأدمغة الاستراتيجية في الصين - بفكرة "الالتفات نحوالغرب" في عام 2011، بهدف ملاقاة استدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما نحوالشرق ولقاءتها. وتحت إدارة شي جن‌پنگ، يظهر حتى أولويات بكين المباشرة فيما يخص طريق الحرير هي ثلاثية الأبعاد:

1. تأمين التدفق البري للطاقة من آسيا الوسطى المجاورة (وروسيا)، بهدف لقاءة خطر الاعتراض البحري، وخصوصاً عبر ممرين مائيين حساسين، هما مضيق ملقة (الذي يعبر من خلاله 80 في المائة من النفط الصيني) ومضيق هرمز (الذي يمر من خلاله نحوخمس واردات الصين من النفط).

2. استغلال المشاريع التنموية بهدف تهدئة مقاطعة سنجان الغربية المضطربة والغنية بموارد الطاقة، حيث حمل الانفصاليون الأويغور، الذين يسعون إلى تأسيس دولة هجرستان الشرقية، السلاح مراراً ضد الصينيين الذين ينحدرون من قومية الهان.

3. تحفيز قدر أكبر من الاستقرار والتكامل الإقليميين عبر تطويق جيران الصين الغربيين في منطقة مزدهرة تمتد حتى أوروبا، وتكون بكين مركزها الاقتصادي والسياسي.


تُعد الصين المستورد الصافي الأكبر للنفط في العالم. ونظراً إلى مخاطر الاعتراض البحري، أصبحت الحاجة إلى قنوات طاقة برية بالغة الأهمية. ووفقاً لذلك، تم بناء أنبوبين جديدين لنقل النفط والغاز وتشغيلهما في عام 2006 وأواخر عام 2009. ويضخ أولهما النفط من منطقة أتيراوالكازاخستانية الشمالية المشرفة على بحر قزوين بشكل أساسي، ويمر عبر مقاطعة شينجيانغ الصينية ونحوالساحل، ليشكل حوالي أربعة في المائة من استيرادات الصين من النفط، التي بلغت 6.2 مليون برميل يومياً في عام 2014. والأنبوب الثاني يضخ الغاز الطبيعي بشكل أساسي من حقل سامان ديبي في هجرمانستان، التي كانت أكبر مورد للصين من الغاز الطبيعي منذ عام 2012. ووفقاً لأرقام عام 2013، شكلت واردات الغاز الهجرمانستاني حوالي نصف واردات الصين السنوية من الغاز الطبيعي، التي تبلغ 53 مليار متر مكعب وحوالي السدس من استهلاكها الكامل من الغاز. وتنوي حكومة عشق آباد زيادة هذه الصادرات إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2020.

وتطبيقاً للمقولة الصينية «إذا أردت حتى تزدهر فإبنِ الطرقات أولاً» ("ياوشيانگ فو، زيان شيوى لو")، تسعى الصين كذلك إلى تحديث شبكة الطرقات والسكك الحديدية الواسعة الممتدة عبر آسيا الوسطى، وتموّل تلك الجهود عبر بنك الاستثمار للبنية التحتية الآسيوية وصندوق طريق الحرير. وفي عام 2012، أنجزت الصين بناء سكة حديد تمتد من قورغاس الصينية إلى زيتيجين في كازاخستان، ومنها إلى غرب روسيا وأوروبا، في موازاة السكة الحديدية التي تمتد من أورومتشي، عاصمة مقاطعة شينجيانغ، وتمر عبر بوابة جونغاريا الصينية (ألاشانكو) وإلى ألماتي، أكبر مدينة في كازاخستان. وقد يشق هذا الممر طريقه بين الشرق والغرب عبر إيران ليصل إلى الخليج في النهاية. ووفقاً للمفكر الاستراتيجي غاوباي، سعت الصين إلى إيجاد ثقل مضاد للتفوق البحري الأمريكي عبر بناء خط سكة حديد فائق السرعة قادراً على بسط السلطة من ساحل الصين الشرقي إلى قلب أوراسيا - ويشكل ذلك نوعاً من جدار قاري طالما وقوع اضطرابات بحرية. وعلى الرغم من التحديات التي قد يمثلها نظام أوراسي - الخاضع لسيطرة الصين - بالنسبة إلى روسيا، أفادت التقارير حتى الرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن منح الرئيس الصيني شي جن‌پنگ مباركته في أكتوبر 2014 بعد حتى وافق الأخير على حتى تُضم سكة الحديد العابرة لسيبيريا وسكة بايكال آمور ماجيسترال في مشروع حزام طريق الحرير الاقتصادي.


العلاقات التجارية

كان هناك علاقات تجارية غير معتمدة بين إيران والصين أثناء الحرب الباردة وتزايدت تدريجياً. وصلت قيمة التجارة في الثمانينيات إلى 1.627 بليون دولار وفي 2007 بلغت 15 بليون دولار. عام 2011، كان حجم التجارة بين إيران والصين 3.3 بليون دولار، وفي 2005، كان حجم التجارة الإيرانية الصينية 9.2 بليون دولار. يتسقط نائب وزير التجارة الإيراني مهدي غازان‌فاري حتى التبادل التجاري بين إيران والصين تعدى 25 بليون دولار في 2008. عام 2005، مثلت نسبة الصادرات الصينية 8.3% من إجمالي سوق الواردات الإيراني، مما يعطي الصين ثاني أكبر حصة في السوق بعد ألمانيا. شهدت الصادرات الصينية إلى إيران نمواً سريعاً في الخمسة سنوات الماضية، حيث حلت الصين محل اليابان كثاني أكبر مصدر في العالم إلى إيران. الواردات الإيرانية من الصين ارتفعت بنسبة 360% ما بين 2000 و2005. الصين حالياً مسئولة عن حوالي 9.5% من جميع الواردات الإيرانية. عام 1988، افتتح السوق الإيراني للصناعة الصينية عندما بدأت الصين في اعادة بناء اقتصادها.


العلاقات السياسية

20 أبريل 2002؛ الرئيس الصيني الأسبق جيانگ زمين برفقة نظيره الإيراني محمد خاتمي، في زيارة رسمية.


الرئيس الصيني شي جن‌پنگ برفقة المرشد الأعلى علي خامنئي.


هوا گوفنگ في زيارة دولة لإيران عام 1979، ويلقي خطاباً محاطاً بشاه إيران محمد رضا پهلوي وزوجته الامبراطورة شاهبانوفرح پهلوي.


على الرغم من حتى الصين هي المستورد الأكبر للنفط الإيراني منذ زمن بعيد، أدّتت العقوبات الدولية مؤخراً إلى تراجع الجمهورية الإسلامية من المرتبة الثالثة إلى المرتبة السادسة في لائحة موردي النفط إلى بكين، التي تتبوأ فيها المملكة العربية السعودية - منافسة إيران - المرتبة الأولى باستمرار. وبالمثل، عملى الرغم مما أفادته التقارير عن ازدياد قيمة التجارة الثنائية بين الصين وإيران إلى حوالي 50 مليار دولار أمريكي بحلول أواخر عام 2014، تظل تلك التجارة محدودة جداً مقارنة بالتجارة الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، التي تفوق قيمتها المبلغ المذكور بـ 11 ضعفاً.

واستناداً إلى هذه الأرقام، فالسؤال هولما تلعب إيران دوراً يظهر أنه أكبر من حجمها في حسابات بكين في المنطقة، فهماً حتى ذلك غالباً ما يسبب حيرة بالنسبة إلى شركاء الصين الأكبر بكثير من إيران في مجالي الطاقة والتجارة في الرياض وواشنطن،يا ترى؟ إذا وضعنا سياسة حافة الهاوية الدبلوماسية جانباً، يكمن الجزء الأكبر من الإجابة في قيمة إيران الجيوستراتيجية كمحور رئيسي في التقدم الصيني البري باتجاه الغرب، الذي تعتبره الصين ضرورياً للقاءة جميع من استدارة واشنطن نحوالشرق والتفوق البحري للولايات المتحدة.

القيمة الجيوسياسية لإيران

إن السؤال الذي يطرح نفسه هوأين دور إيران في ظل جميع هذه التطورات،يا ترى؟ فطهران ليست فاعلاً مؤثراً في آسيا الوسطى، ويعود ذلك جزئياً إلى رضوخها أمام موسكو، وإلى حذر بلدان آسيا الوسطى من التغلغل الإيراني في المنطقة عبر سياسة القوة الناعمة التي تمارسها. حتى إذا تجارة الجمهورية الإسلامية مع جمهوريات آسيا الوسطى متواضعة بشكل واضح. إلا حتى إيران تلعب دوراً جيوستراتيجياً كونها طريق الوصول غير الروسي إلى المياه المفتوحة الأكثر ملاءمة بالنسبة إلى تلك البلدان، وحيث تشكل التقاطع الوحيد لخط التجارة في آسيا الوسطى الذي يمتد بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. وفي مايو1996، استبدلت إيران وهجرمنستان هذه الحلقة المفقودة عبر افتتاح سكة حديد بين مشهد وتيجين طولها 300 كيلومتر. وفي ديسمبر 2014، افتتحت كازاخستان وهجرمانستان وإيران سكة حديد تمتد من أوجين (جانازون)، مروراً بجرجان، ووصولاً إلى موانئ إيران في الخليج.

وفي الوقت نفسه، أكملت هجرمانستان وإيران بناء أنبوب غاز في عام 1997 يربط كوربيجي الهجرمانستانية بكردكور الإيرانية، وأعقبه أنبوب غاز «دولة آباد- سرخس- خانكيران» في عام 2010. وتؤمّن هجرمانستان حوالى 14 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً إلى إيران، فضلاً عن نسبة كبيرة من كميات الكهرباء التي تستوردها الجمهورية الإسلامية. كذلك، يغذي الغاز الكازاخستاني المرسل في ناقلات نفط عبر بحر قزوين مقاطعات إيران الشمالية المحرومة من مصادر النفط والغاز، بموجب اتفاق تبادل يضمن بيع طهران لكمية مماثلة من الغاز نيابة عن أستانا عبر الخليج العربي. وبالإضافة إلى طرق التصدير الأقصر التي توفرها إيران، فإن العلاقات القائمة معها في مجال الطاقة مغرية نظراً إلى تاريخ روسيا الطويل في الضغط لتخفيض أسعار تصدير الطاقة من دول آسيا الوسطى الخاضعة لسيطرتها. ومع ذلك، لم تكن هذه العلاقات سلسلة تماماً - فقد نشبت خلافات بيروقراطية مع طهران حول رسوم العبور، وأسعار الوقود، وطرق الدفع، وما شابه ذلك.

وبالنسبة لبكين، فإن ما يزيد من قيمة إيران الجيوستراتيجية هومسقطها الممتد على أحد جسري العبور البريين في الصين نحوالغرب. أما الجسر الآخر فيمر بمحاذاة الشاطئ الشمالي لبحر قزوين عبر كازاخستان وجنوب غرب روسيا بالقرب من منطقة القوقاز، ولكن يمكن القول حتى إيران تمثل الطريق الأكثر أهمية لأنها صلة الوصل مع جميع من أوروبا والخليج. ونظراً لهذه الركيزة من الربط القاري، اتخذت الجمهورية الإسلامية مسقطاً مهماً بالنسبة إلى بكين، يتخطى حجم سوقها المحلي أودورها كمزود للطاقة.


المزيد من التقارب المستقبلي

الرئيس الصيني شي جين‌پنگ يصافح الرئيس الإيراني حسن روحاني، في 2015.

إذا أدى الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة إلى حمل العقوبات عن طهران، فليس هناك شك في حتى الصين ستعزز حضورها في الاقتصاد الإيراني. وبالمثل، يفترض أن تقابل الصين قدراً أقل من العقبات في توسيع شبكات الطرق، والسكك الحديدية، والأنابيب التابعة لها عبر الجسر البري الذي يمثله المنبسط الإيراني المرتفع. كذلك، من الممكن حتى يمهد الاتفاق النووي الطريق أمام انضمام إيران بشكل تام إلى «منظمة شانغهاي للتعاون»، فهماً حتى طلب عضوية إيران رُفض منذ عام 2008 على أساس حتى طهران تخضع لعقوبات الأمم المتحدة. ويُنظر عموماً إلى «منظمة شانغهاي للتعاون»، التي تضم الصين وروسيا، وجميع جمهوريات آسيا الوسطى باستثناء هجرمانستان كأعضاء كاملي العضوية، كثقل مضاد لـ «حلف شمال الأطلسي» ("الناتو") والولايات المتحدة، ولذلك يكادقد يكون من المؤكد حتى إيران تعتبر المنظمة ضمانة إضافية طالما نشوب أي نزاعات مع الغرب في المستقبل.

وعلى خلفية ذلك، يجب الاعتراف بأن خيارات واشنطن ضيقة. فاحتواء جميع من الصين وإيران هووصفة مؤكدة لدفع البلدين إلى التقارب. كما حتى لقاءة إيران بالتوازي مع استيعاب الصين - أوالعكس بالعكس، وهوسيناريوغير محتمل أكثر من الأول - سيهجر ثغرات يمكن لأي من الطرفين استغلالها. وحدثا انشغل البيت الأبيض بالألغاز الفارسية، ضعفت عملية "إعادة ترتيب" الموارد باتجاه آسيا، وهذا أمر يناسب بكين للغاية. ويمثل الشرق الأوسط وإيران على وجه الخصوص الأولوية الأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى واشنطن، ولكن الصين تمثل التحدي الأبرز للسياسة الخارجية البعيدة المدى للولايات المتحدة. لذا، فإن كيفية تفاعل بكين وطهران في الوقت الراهن ستكون لها نتائج هامة على الاستراتيجية الأمريكية الكبرى.

العلاقات العسكرية

تعود العلاقات العسكرية الصينية – الإيرانية إلى أوائل الثمانينات من القرن العشرين، إلّا أنّها مرّت بفترةٍ انخفاض مستوى التعاون نتيجة العقوبات النووية الدولية على طهران. أمّا اليوم، فيستعدّ البلدان لإعادة إحياء علاقةٍ من الممكن حتى تحمل تداعياتٍ جيوسياسية إشارة في المنطقة.

وقد وصف وزير الدفاع الصيني اللقاءات الأخيرة بـ”نقطة تحوّل” في الشراكة الاستراتيجية، في حين استمرت إيران في التعريف عن نفسها على أنها الدولة الموثوقة الوحيدة الموردة للنفط إلى بكين.

في الأسبوع الثالث من نوفمبر 2016، اختتم وزير الدفاع الصيني تشانغ وان تشيوان زيارةً لطهران دامت ثلاثة أيام، وهي الأخيرة في سلسلةٍ من التبادلات العسكرية الثنائية الرفيعة المستوى التي جرت على مدى العامين الماضيين. وسابقاً، وخلال زيارة قام بها الرئيس الصيني شي جين بينگ، كان البلدان قد وقّعا اتفاقية للتعاون الاستراتيجي بينهما أمدها خمسة وعشرين عاماً تضمنت دعوةً لتوثيق الروابط الدفاعية والاستخباراتية بين البلدين.

ومن المتوقّع حتى يسرّع تعيين اللواء محمد باقري رئيساً لهيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية في يونيوالمنصرم هذه العملية.

يُعدّ باقري أصغر لواء إيراني، لكنّه مُنح أوسمة متعددة لتحقيقه إنجازات سرّية مختلفة. كما أنّه حائز على شهادة دكتوراه في الجغرافيا السياسية، كما تفيد بعض التقارير أنّه يفهم في “جامعة الدفاع الوطني العليا” في إيران. وعلى غرار سلفه، يُمكن اعتبار باقري “دخيلاً” لأنّه لا ينتمي لأيّ فصيل معروف من فصائل «الحرس الثوري».

وفي الواقع، قد يحدث هذا السبب الكامن وراء اختياره من قبل خامنئي وتفضيله على ضبّاط كبار أكثر أهميّة (وأكثر شعبية من دون شك) في «الحرس الثوري الإسلامي» مثل غلام علي راشد أويحيى رحيم صفوي أهمّ المستشارين العسكريين للمرشد الأعلى.

وعلى نحولافت للنظر، يمكن اعتبار عودة رضائي الأخيرة إلى الخدمة العسكرية كمحاولة مفترضة للوصول إلى رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة – من هنا يُبرّر غيابه من حفل تنصيب باقري بعد حتى تمّ تجاهله مرّة أخرى.

وفيما يتعلق بمبادرات محددة، أفادت بعض المصادر أنّ مسؤولين في الشؤون الدفاعية ناقشوا احتمال توسيع استخدام الصين للقواعد الجوية الإيرانية ومرافق القوات البحرية في منطقة الخليج، ظاهرياً لأغراضٍ تدريبية ولوجستية. واتفق هؤلاء أيضاً على تبادل الخبرات العسكرية المكتسبة، مع ذكر عددٍ من الأمثلة كلقاءة القوات الأمريكية بحراً وجواً.

بصرف النظر عن الاجتماعات التي جرت في ديسمبر 2015، تستمر الإشاعات حول رغبة إيران في الحصول على الجيل الثالث من الطائرات الصينية المقاتلة من طراز “تشنغدوجيه-10” وكذلك الرادارات المحمولة جواً وإلكترونيات الطيران لتجهيز التصاميم المستقبلية الخاصة بها.

وفي 2015، تلقى قائد القوات الجوية الإيرانية العميد حسن شاه صفي ترحيباً كبيراً في الصين، حيث زار عدداً من مصانع الطائرات والقواعد الجوية.

وبالمثل، يمكن للصناعة الإيرانية لمركبات جوية بدون طيار حتى تستمدّ الكثير من الفهم من الصين، مع استمرار بكين في الكشف عن أعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار ذات إمكانياتٍ متزايدة. وقد تلجأ طهران إلى طلب المساعدة من الصين في تطوير تكتيكاتٍ مشهجرة على غرار “حشد الطائرات بدون طيار” لإضافة بعدٍ حديث لأسلوبها الحربي غير المتناسق.

وقد تساعد بكين أيضاً في تحسين أنظمة توجيه الطائرات الإيرانية بدون طيار من خلال الملاحة بالأقمار الصناعية وخطوط الاتصالات. وفي أكتوبر 2015، وقّعت شركة الدفاع الإلكتروني الإيرانية “صا إيران” عقداً مع عددٍ من الشركات الصينية يقضي باستخدام نظام “بايدو-2” للملاحة بالأقمار الصناعية الخاص بها لأغراضٍ عسكرية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الإشارات العسكرية الصنف لهذا النظام هي أكثر دقةً من خدمات نظام التموضع العالمي GPS المتاح تجارياً، مما يعني أنّ هذه الإشارات يمكنها حتى تحسّن بشكلٍ ملحوظ استخدام إيران للملاحة بالأقمار الصناعية في صواريخها وطائراتها بدون طيار وفي أجهزةٍ أخرى.

المكتسبات البحرية والصاروخية والمدرعات المحتملة: يقول “فرزين نديمي” أنه في تشرين الأول/أكتوبر 2014، زار قائد القوة البحرية الإيرانية الأدميرال حبيب الله سيّاري الصين لطلب المساعدة في ترميم أساطيل النقل البري والغواصات الخاصة بالجمهورية الإسلامية وتحديثها.

وناقش أيضاً احتمال شراء مجموعةٍ كبيرة من المعدات البحرية الصينية بما فيها الفرقاطات والغواصات والصواريخ. وقد أظهرت القوة البحرية الإيرانية من خلال تصريحاتٍ وخطواتٍ علنية عن رغبتها في حتى تصبح قوة “مياه زرقاء” أساسية في المحيطين الهندي والأطلسي.

وبإمكان الصين مساعدة إيران على تحقيق هذا الهدف من خلال تقديم الخبرة والتدريب على المدى القصير، وأنظمة السفن والأسلحة العصرية في المستقبل، من الممكن بعد حمل العقوبات العسكرية – التي فرضتها الأمم المتحدة – في أواخر عام 2020، إذا لم يكن قبل ذلك (يمكنكم الاطلاع على القسم التالي لفهم المزيد عن هذه القيود القانونية).

وسيتناسب عددٌ كبير من الأنظمة الصينية القائمة مع حاجة إيران لقوةٍ بحرية مرنة قادرة على قيادة العمليات على الساحل كما في المياه الزرقاء، ومنها المدمرة “Type 052” و”الكورفيت C-28A” (المزودة بأربع صواريخ مضادة للسفن من نوع “C-802” ونظام الصواريخ أرض-جو“HQ-7“)، والفرقاطة “Type 054A” (التي فكرت روسيا أيضاً شراءها) والفرقاطة “Type 057” (المزودة بأنظمة أسلحة عصرية) والفرقاطة “P-18” للتصدير (المزودة بنظام الصواريخ لنقطة الدفاع وأربع صواريخ مضادة للسفن من نوع “C-803“) والكورفيت شبه الخفية والمزودة بالصواريخ من شركة “Wuchang Shipyard“.

وقد تسعى إيران أيضاً إلى توسيع قدرتها في أنظمة منع الوصول/تحريم الدخول (A2AD) من خلال حصولها على قوارب صواريخ الهجوم السريع الخفية الشهيرة من طراز “Type-002” الصينية الصنع، والتي توصف أحياناً بـ “قاتلة الناقلات”. وهذه السفن الحربية الفعالة التكلفة قد تُمكّن إيران من تطبيق دورياتها على مساحاتٍ أكبر ولفترات أطول.

بالإضافة إلى ذلك، وبصرف النظر عن العقوبات الحالية، تملك الصين تاريخاً طويلاً من التعاون مع إيران في مشاريع مختلفة للصواريخ المضادة للسفن التي تغطي نطاقاتٍ تتراوح ما بين 35 كيلومتر إلى ما يزيد عن 300 كيلومتر.

وقد يحمل هذا النوع من التعاون بقدرات إيران إلى مستوىً حديث إذا أوفدت بكين أي من الأجيال الجديدة لصواريخها الأسرع من الصوت مثل “CM-302” و“CX-1” (التي يمكن حتى تصل إلى 290 و280 كيلومتر، على التوالي، ومصممة لاستهداف مجموعات قتالية على الناقلات بفضل أجهزة البحث المتقدمة فيها) أو“YJ-22” (نسخة الهجوم الأرضي من صاروخ “C-802” وبنطاق 400 كيلومتر).

وهذه الأسلحة مثاليةٌ بالعمل لحظر الدخول إلى منطقة الخليج. وقد تحدثت إيران مؤخراً عن اللجوء إلى الصواريخ الأسرع من الصوت لأهداف منع الوصول/تحريم الدخول، ولكن من غير المعروف ما إذا كانت قد طوّرت مثل هذا النوع من القدرات.

وقد تستفيد القوات البحرية الإيرانية أيضاً من التكنولوجيا الصينية (والروسية) من أجل تجهيز تصاميم السفن الخاصة بها وتحديثها. وتميل طهران إلى تفضيل الاكتفاء الذاتي و[قطاع] البحث والتطوير المحليين لبناء أسطولها، إلّا أنها أنتجت حتى الآن سفن مبنية على تصاميم قديمة تفتقر للمعدات المتقدمة الفعالة كأنظمة الدفاع الجوي المتعددة الطبقات.

وقد دفع ذلك بالقوات البحرية إلى إعادة استخدام الأنظمة القديمة من سفن قابعة. ونظراً لتزايد التعاون الصيني ورغبة طهران في الحفاظ على صناعةٍ ناجحة للسفن، قد يقرر الإيرانيون التخلي عن أنظمتهم المكررة والبحث عن أجهزةٍ صينية عصرية (كنظام الدفاع الجوي للصواريخ “FL-3000N/HHQ-10“) من أجل تعزيز قدرات تصاميم السفن الحربية الإيرانية.

وتعمل القوات البحرية الإيرانية أيضاً منذ عدة سنوات على تطوير ثلاث غواصات مختلفة متوسطة الحجم، وقد تدل التأخيرات المتكررة في إنتاجها إلى مشاكل في دمج الأنظمة والموثوقية.

لذلك، قد تسعى إلى الحصول على غواصاتٍ صينية مصممة خصيصاً على غرار سفينة من فئة “Yuan” المزودة [بمحركات] الدفع المستقل الهوائية (AIP) وهونظامٌ أكثر هدوءاً بالمقارنة مع غواصات روسية من فئة “Kilo” التي تستخدمها إيران في الوقت الحالي. وتقدم الصين نسخةً متقدمة من سفينة “Yuan” للتصدير لكنها اقتصادية التكلفة ومزودة [بمحركات] الدفع المستقل الهوائية، فضلاً عن طراز “Type 039C” الذي شهد عدداً من التحسينات وطراز “S20” الأصغر (الذي سعت باكستان للحصول عليه).

وإذا اختارت إيران حتى تستمر في “نموذج الشراكة الاستراتيجية” التي حددها مؤخراً وزير الدفاع حسين دهقان ورئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، من المحتمل حتى تسعى إلى الجمع ما بين تصاميم الغواصات الروسية ذات الهيكل الواحد وتكنولوجيا الدفع المستقل الهوائية الصينية من أجل تحسين تطويرها الخاص للغواصات.

ويمكن للغواصات الصينية أيضاً حتى تطلق ما يصل إلى عشر صواريخ كروز، والتي قد تضم لدى القوات الإيرانية صاروخ “سومار”، وهونسخة من الصاروخ الروسي “Kh-55” بنطاقٍ نظري يصل إلى 2500 كيلومتر – إذا افترضنا أنّ البحرية الإيرانية قادرة على استخدام هذه الصورايخ على الغواصات ويسمح لها القيام بذلك.

وبينما لا يمكن التأكيد أنّ إيران قادرة على نشر صاروخ “سومار” في عملياتها قريباً، إلا حتى هذا النوع من التطوير قد يعطي قواتها البحرية قدرةً حقيقية على الهجوم البري.

وكبديل لذلك، يمكن حتى تسعى إيران إلى تسليح غواصاتها بالصواريخ الصينية المضادة للسفن من طراز “CM-708UNB” التي يبلغ نطاقها 290 كيلومتر.

ومن الضروري الانتباه أيضاً إلى الحرب البرية. فالروابط مع الصين قد تعطي إيران فرصة تفحّص تصاميم دبابات صينية عصرية أوشراءها أوحتى تجميعها على غرار الدبابة “MBT 2000” أوالدبابة “MBT 3000 (VT-4)” المتطورة جداً. وينطبق ذلك أيضاً على ناقلات الجنود المدرعة الحديثة، التي لم تتمكن إيران بعد من تطويرها محلياً.

ويخلص الباحث “فرزين نديمي” وهومحلل متخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج في تحليل حول تعزيز الروابط العسكرية بين إيران والصين في معهد واشنطن على أنه:

شدّدت تقارير جديدة لـ “وكالة أنباء فارس” الإيرانية شبه الرسمية على اهتمام طهران الكبير بتوسيع قدراتها البحرية وصولاً إلى الجهة الغربية من المحيط الأطلسي. إلّا أنّ معداتها الحالية بالكاد تسمح لها بوجودٍ ملحوظ ومستدام هناك. لذلك، يظهر أنّ المسؤولين الإيرانيين يولون الأولوية الكبرى لتعزيز التعاون البحري مع الصين بشكلٍ خاص. ونتيجة لذلك، يمكن للمرء حتى يتسقط زيادة التبادلات البحرية والمناورات المشهجرة، وربما حتى تبادلاتٍ لمنشآت تمركز مؤقتة في المستقبل. ويبدوإنّ إيران مصرةٌ أيضاً على بناء أسطولٍ غواصات لإطلاق الصواريخ – من الممكن مع الاستعانة بالمساعدة الصينية – للقاءة أسطول الغواصات الإسرائيلي الاستراتيجي المتوسع. إلّا أنّه بعكس صفقات الأسلحة الإيرانية البارزة مع روسيا، من المتسقط حتى يبقى أي اتفاق من هذا النوع مع الصين في غاية السرية في الفترة المقبلة. وعلى نطاقٍ أوسع، في حين وُصفت اتفاقية الدفاع بين طهران وبكين كمركّزة على العمليات، فإنها قد تمهّد الطريق لقيام تعاونٍ استراتيجي أكبر. ويضم ذلك حصول إيران على أسلحةٍ متقدمة من الصين بعد حتى يتم حمل القيود الحالية في غضون سنوات قليلة، وكذلك تحسين أنظمتها القائمة، وهما أمران قد يكمّلان جهودهما المشهجرة في التدريب والمناورات العسكرية. ويقيناً، من المتسقط حتى تنتهج الصين موقفاً أكثر حذراً من روسيا التي تدخلت مباشرةً في المنطقة نيابةً عن حليف طهران السوري وتتعاون اليوم مع قواتٍ حليفة لإيران على الأرض. إلّا أنّ بكين على استعداد تام لمنح إيران شراكة استراتيجية أوسع وأسلحة تقليدية قوية وتقنية جديدة. ونظراً للصناعة العسكرية المحلية الكبيرة في إيران، فحتى المساعدات الصينية المحدودة قد تساهم بشكلٍ ملحوظ في تحسين الموقف العسكري الإقليمي للجمهورية الإسلامية على المديين المتوسط والبعيد. – العقبات الدولية:

عندما تم تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 في يناير، تطلّب ذلك حصول جميع الدول الأعضاء على موافقة المجلس قبل بيع أي سفن حربية أوطائرات مقاتلة أوأنظمة صواريخ أودبابات لإيران لمدة خمس سنوات. وعند انقضاء تلك الفترة، لن يتم فرض أي قيود على شراء إيران للأجهزة الحربية من بلدانٍ على غرار الصين.

وفي غضون ذلك، تأمل طهران في الإتقاء من التدخل الخارجي من خلال انحيازها بشكل وثيق مع قوةٍ عالمية كالصين، التي غالباً ما يعتبرها الإيرانيون شريكاً استراتيجياً أكثر موثوقية من روسيا.

ولم يتم بعد قبول إيران في “منظمة شانغهاي للتعاون” التي تتزعمها بكين كعضوٍ كامل، وبالتالي يبقى التعاون العسكري العميق الذي يأتي مع العضوية بعيد المنال في الوقت الراهن. إلّا أنّ الاجتماعات الأخيرة الرفيعة المستوى مع الصين تشير إلى أنّ ذلك قد يتغير قريباً. بالإضافة إلى ذلك، إذا تعزيز التعاون النفطي بين البلدين قد يسمح لإيران بشراء أسلحةٍ جديدة ورئيسية لقاء النفط.

والجدير في الذكر حتى نطقت الصين قلقة من احتمال اشتداد حدة الصراع في الشرق الأوسط بعد حتى بترت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران منافستها الاقليمية.

وتصاعدت التوترات بين إيران ذات الأغلبية الشيعية والمملكة العربية السعودية المحافظة السنية في السنوات القليلة الماضية مع مساندتهما لأطراف متقاتلة في الصراعات الدائرة في الشرق الأوسط.

وتعتمد الصين على الشرق الأوسط في امدادات النفط لكنها تميل لهجر التعاملات الدبلوماسية مع المنطقة للأعضاء الدائمين الآخرين في مجلس الأمن الدولي – الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا.


في 29 نوفمبر 2019، أعرب قائد القوات البحرية الإيرانية، الأدميرال حسين خانزادي، عن إجراء مناورات مشهجرة بين إيران وروسيا والصين قريباً في شمال المحيط الهندي. ونطق خانزادي، في تصريح أدلى به بمناسبة اليوم الوطني للقوة البحرية الإيرانية، إذا الدول الثلاثة ستجري مناورات عسكرية في شمال المحيط الهندي في المستقبل القريب، مضيفاً حتى تصميم وتخطيط التدريبات تم أكتوبر 2019 وتستعد لها حالياً أساطيل إيران وروسيا والصين. وتابع: "عندما تتلاقى أسماء بعض الدول العظمى والقوية مثل إيران وروسيا والصين في مثل هذه المناورات فإن ذلك يعتبر حدثاً مهماً".

وأوضح حتى تعاون إيران مع روسيا والصين سيضمن الأمن الجماعي في البحر بعد صيف من التوترات البحرية في الشرق الأوسط، مردفاً: "المناورات المشهجرة بين الكثير من الدول، سواء على اليابسة أوفي البحر أوفي الجو، تشير إلى توسع ملحوظ في التعاون". وشدد في هذا السياق حتى "هذه التدريبات تحمل نفس الرسالة إلى العالم، والتي مفادها حتى الدول الثلاث قد وصلت إلى نقطة استراتيجية ذات مغزى في علاقاتها". وزاد بالقول إذا "هذه المناورات تسعى إلى إيصال هذه الرسالة للعالم، وهي تكمن في حتى أي نوع من الأمن في البحر يجب حتى يضم مصالح جميع الدول المعنية".

وبين خانزادي حتى "التفسير الدقيق لإجراء كهذا يعني أنه تم تشكيل مستوى عال جدا من التعاون السياسي بين الدول الثلاث، ونحن نتطلع الآن إلى تعزيز التعاون في القطاع العسكري أيضا، والذي يهدف بدوره إلى تعزيز الأمن، وفي رأينا فإن الأمن يتحقق عبر العمل الجماعي".


تجري الصين وروسيا وإيران تدريبات عسكرية بحرية مشهجرة اعتباراً من 27 ديسمبر 2019 في خليج عُمان، بحسب ما أعربت بكين وطهران، على سقط ازدياد منسوب التوتر في المنطقة منذ انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.

وتهدف التدريبات العسكرية المقررة من 27 حتى 30 ديسمبر إلى "تعميق التعاون بين أسلحة البحرية التابعة للدول الثلاث"، بحسب ما أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية ووكيان في 25 ديسمبر. وأوضح ووحتى سلاح البحرية الصيني سينشر خلال التدريبات مدمرة الصواريخ الموجهة شينينگ التي يطلق عليها "قاتلة حاملات" الطائرات نظراً لترسانتها من الصواريخ العابرة الهجومية المضادة للسفن، بحسب ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. لكنه لم يعط تفاصيل عن عدد الجنود والسفن المشاركة بالمجمل.

بدوره، أكّد كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبوالفضل شكارجي أنه بالنسبة لإيران، تهدف التدريبات لتعزيز "أمن التجارة الدولية في المنطقة" و"محاربة الإرهاب والقرصنة". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عنه قوله إذا التدريبات ستفضي إلى "استقرار الوضع الأمني".

انظر أيضاً

  • العلاقات الخارجية للصين الامبراطورية
  • العلاقات الخارجية لجمهورية الصين الشعبية
  • العلاقات الخارجية لإيران
  • منظمة تعاون شانغهاي
  • An Shihkao
  • العلاقات الإيرانية الروسية
  • العلاقات الأمريكية الإيرانية
  • Pirooz

المصادر

  1. ^ Dorraj, Manochehr and Currier, Carrie L (2008). "Lubricated with Oil: Iran-China Relations in a Changing World" Middle East Policy
  2. ^ China, U.S. Energy Information Administration, http://www.eia.gov/countries/cab.cfm?fips=CH 
  3. ^ George L. Simpson Jr. (2010). "Russian and Chinese Support for Tehran" Middle East Quarterly
  4. ^ Vivienne Walt (2005). "Iran Looks East" Fortune
  5. ^ Erica Downs & Suzanne Moloney (2011). "Getting China to Sanction Iran" Foreign Affairs
  6. ^ Economy, Archived from the original on 22 April 2009, https://web.archive.org/web/20090422021123/http://www.iran-daily.com/1388/3378/html/economy.htm 
  7. ^ Business, 23 September 2009, http://english.aljazeera.net/business/2009/09/2009923113235664683.html 
  8. ^ "In a Treasonous Act, Iranian Regime Sells Out Parts of the Country to China!". CNN.Translated from اختصاصی/ الحاق برخی مناطق کشور به حوزه منافع ملی چین / خیانت رسمی حکومت به استقلال ایران Retrieved 23 January 2012
  9. ^ "China must protect Iran even with WWIII". Press TV. Retrieved 22 January 2012.
  10. ^ "Boxed in: $1 billion of Iranian crude sits at China's Dalian port". رويترز. 2019-05-01. Retrieved 2019-05-01.
  11. ^ News, Iran Vajahan, http://www.iranvajahan.net/cgi-bin/news_en.pl?l=en&y=2002&m=4&d=20&a=10 
  12. ^ News, July 2006, http://www.payvand.com/news/06/jul/1078.html 
  13. ^ Economy, http://www.iran-daily.com/1387/3263/html/economy.htm#s342852 
  14. ^ News, May 2006, http://www.payvand.com/news/06/may/1046.html 
  15. ^ كڤن ليم (2015-06-11). "إيران بعينَي بكين". مجلة الوعي العربي.
  16. ^ "العلاقات الصينية – الإيرانية : المكتسبات من تعزيز الروابط العسكرية والعقبات الدولية". معهد واشنطن، المركز الديمقراطي العربي. 2016-1-27. Retrieved 2018-03-31. Check date values in: |date= (help)
  17. ^ "في "رسالة للعالم".. إيران تعلن عن قرب مناورات عسكرية بحرية مع روسيا والصين". روسيا اليوم. 2019-11-29. Retrieved 2019-11-30.
  18. ^ "تدريبات عسكرية روسية صينية إيرانية هذا الأسبوع في خليج عُمان". جريدة الشرق الأوسط. 2019-12-26. Retrieved 2019-12-26.

وصلات خارجية

التاريخ

  • "Iran in Central Asia"
  • The Sassanids in China
  • For more on Iranian-Chinese relations in history see E.I. p.424-460.

حديثاً

  • "Iran's New Alliance With China Could Cost U.S. Leverage". By Robin Wright, Washington Post Staff Writer, Wednesday, November 17, 2004; Page A21 [1] [2]
  • Chinese Arms Transfers to Iran
  • Photos of Jiang Zemin at Persepolis
تاريخ النشر: 2020-06-08 14:03:12
التصنيفات: CS1 errors: dates, Portal templates with all redlinked portals, العلاقات الإيرانية الصينية, العلاقات الثنائية للصين, العلاقات الثنائية لإيران

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

60 دقيقة.. الأهلى 0/0 منتخب السويس.. وركلة جزاء مهدرة للأحمر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:39
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 48%

بعد حادث الغواصة "تيتان".. 6 كتب من أدب المحيطات يجب قراءتها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:02
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

مهاجم توتنهام يقترب من الإنضمام لبايرن ميونيخ

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:13
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

حوافز وتسهيلات.. جهود الدولة لتوطين وتعميق الصناعة المحلية (فيديو)

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:42
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 45%

منتخب مصر لكرة اليد يخسر أمام صربيا في كأس العالم للشباب

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:09
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

صور من سماء مكة المكرمة ترصد الاستعدادات النهائية لحج هذا العام

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:47
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 50%

حفلات وورش حكى.. برنامج فعاليات "بيت السنارى" خلال يوليو القادم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:01
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 64%

شوط أول سلبى بين منتخب مصر الأولمبى والنيجر فى أمم أفريقيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:50
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 44%

توزر: العثور على جثة كهل متعفنة داخل منزله

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:21:58
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

بلينكن: ''تمرّد فاغنر'' يكشف وجود تصدّعات حقيقية في سلطة بوتين

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:00
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

الكاف: الاحتفاظ برئيس اتحاد محلي للفلاحة و صاحب نقطتي بيع مواد علفية

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:06
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 68%

تعليم القاهرة تعلن رابط تحويلات التلاميذ بين المدارس والإدارات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:41
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 46%

“كاريتاس” تشارك في مؤتمر الشباب بروما

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:10
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

30 دقيقة.. الأهلي يضغط لتسجيل هدف التقدم واستبسال من منتخب السويس

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:49
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 50%

الأهلى يكتفى بتعادل سلبى مع منتخب السويس فى الشوط الأول

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:44
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 36%

الصحة: حملة 100 يوم صحة تعمل من خلال أكثر من 5000 وحدة رعاية أولية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:38
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 49%

في يومهم العالمي.. أسرار ووظائف "البحّارة" في مصر القديمة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:00
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

فتح 8 مجازر حكومية بأسوان لذبح الأضاحى فيها بالمجان

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:16
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 52%

ربيعة يهدر ركلة جزاء للأهلى أمام منتخب السويس فى كأس مصر

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-06-25 21:22:36
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 47%

تحميل تطبيق المنصة العربية