بليفاريزما
عودة للموسوعة
البليفاريزما (بالإنجليزية: Blepharisma) هوجنس من الهدبيات الطلائعية أحادية الخلية التي يمكن العثور عليها في المياه العذبة والمالحة. يضم جنس البليفاريزما مجموعة مكونة من حوالي 40 نوعا معتمدا والكثير من الأنواع الفرعية والسلالات. على الرغم من حتى هذه لأنواع تختلف اختلافا كبيرا من حيث الحجم والشكل، إلا حتى معظمها يمكن التعهد عليه بسهولة من خلال لونها الأحمر أوالوردي، والذي ينتج عن حبيبات صباغ البليفاريزمين.
يمتلك جميع أعضاء جنس الهدبيات هذا سلسلة طويلة من الغشيات على الجانب الأيسر من الأخدود عن طريق الفم، بالإضافة إلى "غشاء متموج" ( هيكل يشبه رفرف أووشاح أوشراع صغير، يتكون من أهداب طويلة مدمجة معا على هيئة ورقة واحدة) على الجانب الأيمن من الملامظ، نحوالخلف.
هناك أنواع معينة من البليفاريزما يمكن إدراجها في خانة الكائنات الحية النموذجية في مجال البحث الفهمي. بالإضافة إلى ذلك ونظرا لأن بعض الأصناف سهلة الاستزراع ويمكن توريدها بسهولة من بيوت الإمداد الفهمية، فهي كائن رائج لإجراء دراسات عليه بفصول العلوم في المدارس.
البنية
على الرغم من حتى الطول الطبيعي لهذه الكائنات يتراوح عادة بين 75 و300 ميكرومتر، إلا أنها يمكن حتى تكون أصغر من ذلك (حوالي 50 ميكرومتر)، أوأكبر بكثير وصولا إلى 1 ملم. شكل جسم البليفاريزما هوابآخر يختلف من نوع لآخر. فمثلا نجد حتى النوع النمطي لجنس B. persicinum يأخذ شكلا بيضاوي؛ فيما ال B. lateritium تكون على شكل قطرة، مع جزء خلفي مستدير؛ بينما ال B. elongatum وB. sphagni فهما طويلان ونحيفان، ومستدقان على مستوى الجزء الخلفي وصولا إلى نقطة تشبه الذيل.
جميع أنواع البليفاريزما ذات أهداب منتظمة الشكل، في صفوف طولية، مع أشرطة صباغ تتناوب مع صفوف الأهداب هذه. الأهداب، هي تعبير عن عضيات صغيرة شبيهة بالشعر، تعمل على نقل الطعام إلى الفم وتستخدم كذلك في الحركة. قد يكون الصباغ الوردي أوالأحمر باهتا للغاية وفي بعض الحالاتقد يكون غائبا تماما. في الجزء الخلفي للبليفاريزما توجد فجوة منقبضة، تكون في الغالب كبيرة جدا. يمكن حتى تتخذ النواة الكبروية مجموعة متنوعة من الأشكال. اعتمادا على الأنواع وفترة الحياة، قد تكون على شكل قضبان أوبيضاوية أوكروية أو حتى طوقية الشكل (على شكل سبحة أوسلسلة من الخرز).
التكاثر
تتكاثر البليفاريزما وعلى غرار جميع الهدبيات لا جنسيا، بشكل عرضي عن طريق الانشطار الثنائي. يمكن حتى يحدث الانشطار تلقائيا، كجزء من دورة الخلية النمائية، أويمكن حتىقد يكون نتيجة لظاهرة جنسية تسمى الاقتران، وهي عملية يتم من خلالها تبادل المواد الجينية بين الخلايا. أثناء عملية الاقتران، يتلامس اثنان من الكائنات الحية ويتشكل جسر سيتوبلازم مؤقت بينهما. تخضع النوى الصغيرة لكل خلية لانقسام اختزالي. بعد الانقسام، تنتقل النوى الصغيرة أحادية الصبغيات من فرد إلى آخر. تسمح هذه العملية بإعادة تشكيل الخصائص الوراثية، كما هوالحال عند الأنواع الأخرى التي تتكاثر جنسا يلي عملية الاقتران مباشرة انشطار ثنائي لكلا المقترنين.
عند البليفاريزما، وكما هوالحال عند بعض الهدبيات الأخرى، تستخدم المواد الكيميائية التي تدعى غامونات للحث على الاقتران عن طريق تحفيز التفاعل بين شركاء التزاوج المتوافقين. على الرغم من حتى الخلايا المستنسخة عند البليفاريزما تكون في بعض الأحيان قادرة على الاقتران مع بعضها البعض (ظاهرة تعهد الإخصاب الذاتي) عادة ما ينطوي الاقتران على تفاعل بين خلايا من أنواع مختلفة.
عند أنواع البليفاريزما اليابانية (بالإنجليزية: Blepharisma japonicum)، يوجد نوعان من التزاوج (I وII)، حيث يفرز جميع نوع منهما فرمونا معينا (تسمى على التوالي غامون 1 وغامون 2). عندما تصبح خلايا التزاوج من النوع الأول ناضجة جنسيا بشكل معتدل، فإنها تقوم بإنتاج وإفراز الغامون 1. يعمل هذا الأخير بشكل خاص على خلايا النوع الثاني من التزاوج، حيث يعمل على تحولها لتصبح قادرة على الاقتران مع خلايا النوع الأول، وتحفيزها على إفراز الغامون 2. يقوم الغامون 2 بعد ذلك بتحويل خلايا النوع الأول لكي تتمكن من الاقتران مع خلايا النوع الثاني. يمكن بعدها للخلايا القادرة على الاقتران عمل ذلك. يمكن للأنواع المتقابلة (النوع الأول مع النوع الثاني أوالعكس) الاقتران في إطار ما يسمى تهجين الأباعد (بالإنجليزية: Outcrossing) وإخفاء الطفرات المتنحية الضارة في الفترة ثنائية الصبغة من الدورة الجنسية.
التغذية والسلوك
تتغذى البليفاريزما أساسا على مجموعة متنوعة من الكائنات الحية الصغيرة، التي تضم البكتيريا، والطحالب السوطية، والدوارات، وغيرها من الهدبيات، بما في ذلك الأعضاء الأصغر التي تنتمي لنفس نوعها. أظهرت التجارب التي أجريت على البليفاريزما المتموجة (بالإنجليزية: Blepharisma undulans) حتى أكلها لأنواع من نفس جنسها يكسبها نموا زائدا. عندما يتبع الأفراد نظاما غذائيا يتكون من بليفاريزما أصغر أوبعض الهدبيات الأخرى (خاصة كولبيديوم كولبودا)، فإنهم يصلون إلى حجم كبير نسبيا. وطالما ظل نظامهم الغذائي دون تغيير، فإن هته "العمالقة" ستنقسم بدورها لتنتج في نهاية المطاف مزيدا من العمالقة. عندما تصبح الفرائس الكبيرة غير متوفرة، يفترض أن يعود النسل إلى الحجم الطبيعي.
السلوك
تتميز البليفاريزما بشكل ملحوظ بخوفها من الضوء، حيث أنه عندما تزداد مستويات الضوء فإن هذه الكائنات تبحث دائما عن المناطق المظلمة. تتمكن البليفاريزما من اكتشاف الضوء بواسطة حبيبات صبغة حساسة تقع أسفل غشاء خلوي|الغشاء البلازمي]] للخلية. تدعى الصبغة الموجود في هذه الحبيبات باسم البليفاريزمين، وهي نفس المادة التي تعطي للبليفاريزما لونها الوردي المميز. عادة ما تكون البليفاريزما وردية اللون عندما يتم الحصول عليها من الطبيعة، أما عندما تنموفي الظلام مع وجود وفرة في الطعام، فإنها تصبح حمراء. حيث يؤدي تعرضها للضوء أوالجوع إلى فقدانها للون، لكن الخلايا المصطبغة بدرجة عالية في اللقاء يمكن حتى تموت نتيجة لتعرضها للضوء الشديد.
انظر أيضا
- نواة كبروية
مراجع
- ^ Miyake, Akio; et al. (June 29, 1990). "Defensive Function of Pigment Granules in Blepharisma japonicum". European Journal of Prostistology. 25 (4): 310–315. doi:10.1016/S0932-4739(11)80122-7. PMID 23196043.
- ↑ Hirshfield; et al. (1965). "A proposed organization of the genus Blepharisma Perty and description of four new species". J. Protozool. 12 (1): 136–144. doi:10.1111/j.1550-7408.1965.tb01826.x.
- ^ Kahl, Alfred (1930–35). F. Dahl (المحررون). Urtiere oder Protozoa I: Wimpertiere oder Ciliata (Infusoria) In: Die Tierwelt Deutschlands. ثلاثة Spirotricha. Jena: G. Fischer. صفحات 442–448. صيانة CS1: يستخدم وسيط المحررون (link)
- ^ Hanna, Jannette. "Blepharism". Micscape Magazine. مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2019. اطلع عليه بتاريخ 30 أغسطس 2019.
- ^ Giese, Arthur (Jan 1938). "Reversible bleaching of Blepharisma". Transactions of the American Microscopical Society. 57 (1): 77–81. doi:10.2307/3222804. JSTOR 3222804.
- ^ Lynn, Denis H. (2007). The Ciliated Protozoa: Characterization, Classification and Guide to the Literature (الطبعة 3). Springer. صفحة 23.
- ^ Sugiura, M.; et al. (31 May 2005). "Developmentally and environmentally regulated expression of gamone 1: the trigger molecule for sexual reproduction in Blepharisma japonicum". Journal of Cell Science. 118 (12): 2735–41. doi:10.1242/jcs.02359. PMID 15928050.
- ↑ Miyake A. (1981). Cell interaction by gamones in Blepharisma In: Sexual Interactions in Eukaryotic Microbes (O’Day, D.H. editor), pp. 95-129 New York: Academic Press. (ردمك 978-0124312975)
- ^ Sugiura M, Shiotani H, Suzaki T, Harumoto T (2010). "Behavioural changes induced by the conjugation-inducing pheromones, gamone 1 and 2, in the ciliate Blepharisma japonicum". Eur. J. Protistol. 46 (2): 143–9. doi:10.1016/j.ejop.2010.01.002. PMID 20167456.
- ^ Bernstein C, Bernstein H (1997). "Sexual communication". J. Theor. Biol. 188 (1): 69–78. doi:10.1006/jtbi.1997.0459. PMID 9299310.
- ^ Giese, Arthur (1938). "Cannibalism and Gigantism in Blepharisma". Transactions of the American Microscopical Society. 57 (3): 245–255. doi:10.2307/3222693. JSTOR 3222693.
- ^ Matsuoka; et al. (2000). "Analyses of Structure of Photoreceptor Organelle and Blepharismin associated Protein in Unicellular Eukaryote Blepharisma". Photochemistry and Photobiology. 57 (3): 245–255.
- ^ Giese, Arthur C. (1981). "The Photobiology of Blepharisma". Photochemical and Photobiological Reviews (باللغة الإنجليزية). Springer, Boston, MA. صفحات 139–180. doi:10.1007/978-1-4684-7003-1_4. ISBN .
التصنيفات: هدبيات, صيانة CS1: يستخدم وسيط المحررون, CS1: long volume value, صفحات بها مراجع بالإنجليزية (en), صور كما في ويكي بيانات, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P105, صفحات تستخدم خاصية P225, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, بوابة علم الأحياء/مقالات متعلقة, بوابة علم الأحياء الدقيقة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P685, صفحات تستخدم خاصية P3151, صفحات تستخدم خاصية P830, صفحات تستخدم خاصية P2752, صفحات تستخدم خاصية P850, صفحات تستخدم خاصية P846, معرفات الأصنوفة