هدى عقيل هي عالمة أعصاب سورية أمريكية، ساهمت أبحاثها الرائدة في فهم البيولوجيا العصبية للمشاعر، بما في ذلك الألم والقلق والاكتئاب. اشتهرت عقيل وزملائها بتقديمهم أول مرشد فيزيولوجي على دور الأندروفين في الدماغ وإثبات حتى الأندروفين يتم تنشيطه بالإجهاد ويمكن حتى يسبب تثبيط الألم.

عقيل أستاذة متميزة في غاردنر سي كوارتون في مجال فهم الأعصاب في قسم الطب النفسي في كلية الطب بجامعة ميشيغان. بالإضافة إلى ذلك، تشغل منصب المدير المشارك لمعهد العلوم العصبية الجزيئية والسلوكية ومركز جامعة ميشيغان لاتحاد أبحاث الاضطرابات العصبية والنفسية في بريتزكر مع زوجها ستانلي واتسون.

تعتبر عقيل أيضاً من الفهماء السبع البارزين الذين يشتملون على فرقة العمل الخاصة ببحوث الامل للاكتئاب، الذين طوروا معاً خطة بحثية استثنائية تجمع بين الفهم الأكثر تقدماً في فهم الوراثة وفهم التخلق وفهم الأحياء الجزيئي والفيزيولوجيا الكهربائية وتصوير الدماغ، في محاولة للإسراع بأحدث البحوث الفهمية المتعلقة بالاكتئاب وما يرتبط به من اضطرابات المزاج والعاطفية.

تم تكريمها بالكثير من الجوائز والعضويات في مختلف الجمعيات طوال حياتها المهنية، وأبرزها كان تكريمها كرئيسة سابقة لجمعية العلوم العصبية، وهي أكبر منظمة لفهم الأعصاب في العالم.

الحياة المبكرة والتعليم

ولدت عقيل في دمشق في سوريا، حيث ترعرعت ضمن عائلة كانت تؤمن إيماناً راسخاً بالتعليم، حتّى بالنسبة للنساء، في مكان لم يكن يقدر تعليم المرأة في ذلك الوقت. التحقت بالمدرسة الكاثوليكية الفرنسية من فترة ما قبل المدرسة وحتى فترة المدرسة الثانوية حيث كانت تتلقى تعليمها على يد راهبات من جميع أنحاء العالم. كانت مأخوذة بفكرة إكمال الفهم بعد قراءة كتاب عن ماري كوري، عالمة الفيزياء الكبيرة الحاصلة على جائزة نوبل، والذي حصلت عليه من إحدى الراهبات الفرنسيات في مخطة المدرسة. وتشير عقيل إلى هذه الحالة على أنها "نقطة تحول" في حياتها، حيث أدركت أنه حتى المرأة التي نشأت بعيداً عن مراكز الفهم كبريطانيا العظمى وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية قادرة على حتى تصبح امرأة عظيمة مثل كوري. حصلت على درجة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في بيروت في لبنان. ولكن في السنة الثانية التحقت بالجامعة عن طريق منحة مؤسسة روكفلر التي طلبت منها الحصول على درجات كاملة، وهوأمر قاسي للغاية، لأنها لم تكن تجيد اللغة الإنكليزية، ومع ذلك استوفت هذا الشرط وتخرجت في عام 1967 بدرجة بكالوريوس الآداب في فهم النفس. اهتمت عقيل في البداية بسيكولوجيه اللغة، وهوالاهتمام الذي أثاره والدها، الذي كان عالماً نفسياً.

بعد التخرج، تابعت عقيل التعليم في الجامعة الأمريكية في بيروت لمدة عام تام قبل حتى تسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة التعليم في جامعة آيوا. في هذه الجامعة، درست دورة حول أساسيات فهم الأعصاب وفهم الصيدلة وكانت مفتونة بهذا المجال كثيراً، مما دفعها لإكمال الدورة في مختبر الفيزيولوجيا الكهربائية حيث أجرت أبحاثاً حول التفهم مع ستيف فوكس. تم قبول عقيل لاحقاً في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس لمتابعة دراستها للحصول على درجة الدكتوراه. عملت في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس مع جون ليبسكيند في مجال أبحاث الألم وبعد حتى حصلت على شهادة الدكتوراه. التحقت بمختبر جاك بارشاس في جامعة ستانفورد.

المسيرة المهنية والأبحاث

يغطي درس عقيل الكثير من المجالات، لكنه متجذر بشكل جماعي في فهم المشاعر. خلال مسيرتها المهنية، ضمت أبحاثها العمل على مستقبلات الأدوية المنومة وتحليلات الوظائف الهيكلية والدراسات السلوكية وفهم الأحياء العصبي للاضطراب النفسي الحاد والأدمغة بعد الوفاة والبحوث الوراثية الجزيئية. تقول عقيل: "لقد كان الأمر متعلق دائماً بكيفية تغير عملية استجابة الدماغ للعالم وكيف بدوره يغير الدماغ بيئة الحيوانات وتصوراته عن العالم، وأنا أحب جميع ذلك.".

في عام 1970، انضمت عقيل إلى جون ليبسكيند –الأستاذ المساعد في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس والذي كان مهتماً بفهم الأحياء العصبي للألم- وركّز بشكل أكثر تحديداً على الدوائر العصبية للألم الوهمي، وفكرة حتى الألم الوهمي لم يكن ظاهرة جسدية بحتة، بل نفسية أيضاً. ولاحظ عضوآخر في المختبر حتى التحفيز الكهربائي قلل من تجربة الألم المعززة بدلاً من تعزيزها، وهذا ما ألهم عقيل وزميلها طالب الدراسات العليا دايفيد ماير لمواصلة البحث في هذه الظاهرة، التي أشاروا إليها لاحقاً باسم "تسكين الألم الناتج عن التحفيز". وبالعمل على الفئران، وجدا حتى التحفيز في الكثير من مواقع الدماغ ومتلازمة صدى الدماغ قضيا على الاستجابة للمنبهات المؤلمة وهجر الأنماط الحسية الأخرى غير متأثرة نسبياً. أصبحت هذه الفكرة موضوع أطروحة دكتوراه عقيل. تم إجراء المزيد من البحوث في هذا المجال على الفئران من خلال استخدام ذبذبات دامور وسميث من أجل التحقيق في الدور الذي تلعبه أحاديات الدماغ الدوبامينية والدوبامين والنورادرينالين والسيروتونين. لتغيير الانتنطق في مسارات أحادي الأمين: استنزاف مخازن أحادي الأمين، واستبدال مخازن أحادي الأمين المستنفدة، وتعزيز أنظمة أحادي الأمين، وحصار إعادة متقبلات الكاتيكولامين. نتج عن الطرق الأربعة نتائج متسقة داخلياً. في عام 1977ـ اكتشفوا حتى النالوكسون المضاد للمخدر يعكس جزئياً التسكين الناتج عن التحفيز الكهربائي البؤري للدماغ.

يعمل مختبر عقيل حالياً على تطوير نماذج حيوانية من أجل فهم الأساس الوراثي والتنموي للاختلافات في المزاج وآثار هذه الاختلافات الفطرية على الإحساس بالقلق والاكتئاب وتعاطي العقاقير.

التكريم والجوائز

حصلت عقيل على الكثير من الجوائز طوال حياتها المهنية. في عام 1993، حصلت على جائزة المعهد الوطني لتعاطي المخدرات، في العام التالي حصلت بالمشاركة مع الدكتور ستانلي واتسون على جائزة روبرت ج. وكلير باساروللأبحاث الطبية في الطب النفسي العصبي. في عام 1998، تم تكريم الدكتورة عقيل بجائزة ساكار من جامعة كولومبيا وجائزة بريستول مايرز سكويب غير المقيدة. حصلت على جائزة جون ب. ماكغفرن في العلوم السلوكية من الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم في عام 2006، وفي عام 2007 حصلت على جائزة الإنجاز من جمعية العلوم العصبية ميكا سالبيتير مدى الحياة وجائزة باتريشيا جولدمان راكيتش لفهم الأعصاب الإدراكي. خلال السنوات الخمس الماضية، استمرت الدكتورة عقيل في الحصول على الجوائز على أبحاثها المتميزة، والتي تضم جائزة بول هوش للخدمات البحثية المتميزة من الكلية الأمريكية لفهم الأدوية العصبية في عام 2010، وجائزة سارنات لعام 2012 من معهد الطب مع الدكتور واتسون، وجائزة AAMC 2013 للبحوث المتميزة في العلوم الطبية الحيوية.

بالإضافة إلى ذلك، تم تكريم الدكتورة عقيل بعضوية الكثير من الجمعيات، بما في ذلك معهد الطب التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم، والرابطة الأمريكية لتقدم العلوم والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. علاوةً على ذلك، شغلت منصب رئيس الكلية الأمريكية لفهم الأدوية العصبية (1998) ورئيسة جمعية فهم الأعصاب في العالم. بالإضافة إلى ذلك، تشغل الدكتورة عقيل حالياً منصب الرئيس المشارك للجنة التوجيهية لفهم الأعصاب في مؤسسة المعهد الوطني للصحة، وتعمل في مجلس معهد الطب التابع للأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم.

الحياة العائلية

عقيل متزوجة من ستانلي واتسون الحاصل على شهادة الدكتوراه، ويشهجر الزوجان في إدارة معهد العلوم العصبية الجزيئية والسلوكية التابع لجامعة ميشيغان، وقد لعب جميع منهما دوراً أساسياً في حياة الآخر. يمتلك الزوجان طفلان، هما بريندون وكاتلين.

المصادر

وصلات خارجية

• Huda Akil at the Molecular and Behavioral Neuroscience Institute