علي باشا إبراهيم (طبيب)

عودة للموسوعة

علي باشا إبراهيم (طبيب)

علي باشا إبراهيم
وُلـِد 10 أكتوبر 1880
الإسكندرية، مصر
توفي 1947
القاهرة، مصر
القومية مصري
الجامعة الأم كلية طب القصر العيني
المهنة عميد كلية طب القصر العيني، نقيب الأطباء، عضومجلس النواب، وزير الصحة، رئيس جامعة القاهرة
مبعث الشهرة رائد النهضة الطبية في مصر الحديث، وأول عميد مصري كلية طب القصر العيني، ومؤسس نقابة الأطباء
الديانة مسلم
الوالدان إبراهيم عطا، مبروكة خفاجي
الأقارب ليلى وحسن (أبنائه)
إسماعيل ومنى وهدى سراج الدين (أحفاده)

علي باشا إبراهيم (و.عشرة أكتوبر 1880 - ت. 1947)، هوطبيب مصري ويعتبر رائد النهضة الطبية في مصر الحديثة، وكان أول عميد مصري لكلية طب القصر العيني ومؤسس نقابة أطباء مصر، الجمعية الطبية المصرية، المجلة الطبية المصرية، وتولى وزارة الصحة ورئاسة جامعة القاهرة.

النشأة

ولد الدكتور على باشا ابراهيم في الإسكندرية فيعشرة أكتوبر من عام 1880 ، كان والده ابراهيم عطا فلاحا من إحدى قرى مدينة مطوبس التى تتبع محافظة كفر الشيخ حالياً، وكانت آنذاك تتبع محافظة الغربية، أما الأم فهى البطل الحقيقى في مسيرة هذه الشخصية الفذة، اسمها مبروكة خفاجي، فلاحة من مطوبس ، طلّقها زوجها ابراهيم بعد شهور قليلة من الزواج فرحلت إلى الإسكندرية وهناك وضعت ابنها على.

اضطرت الأم تحت ضغط الحاجة لأن تعمل قابل ، وكان هاجسها المؤرّق هوكيف من الممكن أن توفر لابنها فرصة التعليم كى يتجنب ما لاقته هى وتلاقيه في حياتها، وكان الطفل الصغير موضع اعجاب مدرسيه بمدرسة رأس التين الابتدائية وحصد جوائز عديدة في سنى حياته المبكرة وهوما طمأن الأم على حسن اختيارها.

كان ترتيب «على» الأول على مدرسته في الشهادة الابتدائية التى حصل عليها عام 1892 ، وأراد الأب حينذاك حتى يضمه إلى حضانته فراوغت الأم خشية حتى يتوقف مسار ابنها التعليمى عند هذا الحد، خصوصا حتى الحصول على الشهادة الابتدائية في ذلك الوقت كان يضمن لصاحبها وظيفة محترمة.

منحت الأم ابنها جميع مالديها من نقود، وهرّبته عبر أسطح الجيران قاصداً أسرة السمالوطي بالإسكندرية وهي إحدى الأسر الكبيرة التى كانت لها فروع في القاهرة، وفي فجر اليوم التالى كان علي يقصد محطة القطار إلى القاهرة حيث تولته هناك أسرة السمالوطي بالرعاية، فالتحق بالقسم الداخلى في المدرسة الخديوية بدرب الجماميز ليستكمل دراسته الثانوية وينال شهادة البكالوريا بتفوق في عام 1897 ويلتحق بمدرسة الطب بالقصر العيني ويتخرج منها عام 1901.

وكان طالب الطب يتلقى آنذاك ثلاثة جنيهات شهرياً تشجيعاً له على مواصلة الدراسة، وعهداناً من على بفضل والدته، اعتاد حتى يرسل الجنيهات الثلاثة إليها، أما هوفقد كان يتعيش بما يحصّله من قراءته للقرآن على المقابر في أيام الجمع.

أظهر على ابراهيم نبوغاً واضحاً أثناء الدراسة، ولم يكن يكتفى بالمناهج الدراسية فأقبل على قراءة المجلات الفهمية الطبية المتخصصة وكان بعضها باللغة الإنجليزية.


حياته العملية

علي باشا إبراهيم.

بعد التخرج اتىت المستوى الأولى في الحياة العملية مخيبة لآماله، إذ افتتح بالتعاون مع صديقه الدكتور عبد المجيد محمود عيادة في إحدى المناطق الشعبية لكنهما اضطرا إلى إغلاقها بعد شهور قلائل لأن الإقبال آنذاك كان على الأطباء الأجانب فقط، بعدها اتجه على ابراهيم للعمل في مصلحة الصحة، وتصادف حتى سقطت حادثتان كشفتا عن نبوغه اللافت في مجال تشخيص الأمراض، إذ ظهر وباء حديث في قرية بوشا بالقرب من مدينة أسيوط احتار في وصفه الأطباء وانتدب على ابراهيم إلى هناك، حيث شخّص السقم باعتباره كوليرا آسيوية.


تعددت بعد ذلك إنجازات على إبراهيم الطبية، وكانت أولى العمليات الجراحية التى أجراها عملية استئصال كلية، وهى عملية كبيرة في ذلك الوقت إذا وضعنا في الاعتبار تخلف التجهيزات الطبية التى تحتاجها عملية من هذا النوع، ثم أجرى عملية تفتيت حصوة في المثانة دون جراحة كبيرة وكان ذلك أيضا أسلوبا غير معتاد في مثل هذا النوع من العمليات، وانطلقت شهرة على إبراهيم في القطر المصرى وانتقل هومن نجاح إلى آخر،

إلا حتى المستوى الكبرى في مسيرته كانت نجاحه في علاج السلطان حسين تام من سقم عضال ألمّ به وفشل في علاجه الأطباء الأجانب فأشار مستشاروالسلطان عليه بالطبيب المصرى على إبراهيم الذى أجرى له عملية جراحية ناجحة أنعم بعدها السلطان عليه بلقب جراح استشارى الحضرة العلية السلطانية.

انتخب لعضوية مجلس النواب، واختير عميدا لكلية الطب عام 1929 ليكون أول عميد مصري لكلية طب قصر العيني وقد فتح علي باشا إبراهيم الباب أمام الفتيات المصريات لدراسة الطب. وفي يناير 1930 ألف الجمعية الطبية المصرية عقب اجتماع نادى إلى عقده وزملاؤه الذين أصدروا المجلة الطبية المصرية.

في 28 يونيو1940 عيّن علي باشا إبراهيم وزيرا للصحة في وزارة حسن صبري باشا، وفي سبتمبر 1941 (بعد خروجه من الوزارة مباشرة) عين مديراً لجامعة فؤاد الأول.

أسس علي باشا إبراهيم نقابة أطباء مصر عام 1940، وكان أول نقيب لأطباء مصر. وأسس مستشفى الجمعية الخيرية بالعجوزة.

اكتشافه وباء الكوليرا في مصر

في عام 1902 انتشر وباء غريب في قرية موشا بالقرب من أسيوط. وحارت مصلحة الصحة في أمر هذا الوباء. وانتدبت الدكتور علي إبراهيم للبحث عن سببه. وهنا ظهرت الفوائد العملية الحقيقية لدراسات علي إبراهيم المتعمقة. إذ لم يلبث صاحبنا فترة قصيرة إلا وتوصل الي حقيقة الداء. وقرر حتى الوباء هوالكوليرا الأسيوية. واستطاع حتى يدرك حتى مصدر هذا الوباء هوالحجاج الذين حملوا معهم ميكروبه عند العودة من الحج. وبعث علي إبراهيم بقئ السقمي الي مصلحة الصحة لتحليله. فردوا عليه بأن القيء خال من ميكروب الكوليرا. فلم يكن منه إلا حتى أوفد إليهم مرة ثانية ليعيدوا تحليله. وكان قرار الطبيب الشاب موضع مناقشات طويلة، إنتهت برجوح كفة صاحبنا. وتم الاستجابة لمقترحاته في اتخاذ الاحتياطات اللازمة للسقم قبل انتشاره بالصورة الوبائية.


سنواته اللاحقة ووفاته

وفي أوائل سنة 1946 ابتدأت صحة علي باشا إبراهيم في الاعتلال. فكان كثيرا مايلزم بيته ويعتكف عن عمله. وكان يحس إحساسا شديدا بدنوأجله. فلما كان يوم الثلاثاء السادس الموافق الثامن والعشرين من يناير سنة 1947، حيث تناول غذاء خفيفا. ثم مضى في النوم حتي إذا كانت الساعة الخامسة أفاق من نومه وهنا صعدت روحه الي بارئها. وفي اليوم الثاني خرجت جموع الشعب فأدت صلاة الجنازة علي فقيدها العظيم خلف الأمام الأكبر الشيخ مصطفي عبد الرازق.

ذكراه

فيلا علي باشا إبراهيم

أحد معالم شارع خليل أغا بجارن سيتي. بناها المعماري أوسكار هورويتز. ثم إشتراها من الورثة تاجر سوري ثم إشتراها كويتي.


مجموعته الأثرية

قام بإهداء جزء من مجموعة تحفه الخاصة لمتحف آثار كلية أداب جامعة القاهرة. وبعد وفاته أهدت زوجته مجموعة أخرى لدار الآثار المصرية (متحف الفن الإسلامي حالياً).


جوائز وتكريمات

في عام 1931 تم منح أمير ال جراحة رتبة الباشوية، بعد الابتكارات العالمية التي حازها في العالم أجمع، وألقى جميع من عبد العزيز البشري، والدكتور نجيب محفوظ، والشاعر أحمد شوقي، خطباً بديعة في أمير الجراحة، وأول وزير صحة في مصر. فخط عنه الشاعر حافظ إبراهيم:

هل رأيتُم موفقًا كعليٍّ في الأطباءِ يستحقُّ الثناءَ
أودعَ اللهُ صدرَهُ حكمةَ العلـ ـمِ وأجرى على يديهِ الشفاءَ
كم نُفُوسٍ قد سلَّها من يدِ المو تِ بلُطفٍ منهُ وكم سلَّ داءَ
فأرانا لقمانَ في مصرَ حيًا وحَبانا لكُلِّ داءٍ دواءَ
حفظَ اللهُ مبضعًا في يديهِ قد أماتَ الأسى وأحيا الراتىَ

ونطق البشري واصفاً علي إبراهيم باشا: "رقيق الجسم أدنى إلى حتىقد يكون هزيل، أسمر اللون مستطيل الوجه غليظ الشفتين من غير قبح، واضح الثنايا، لعينيه بريق وفيهما جمال متفخم اللفظ، تاؤه بين التاء والطاء، وادع النفس هادىء ال طب اع خفيف الروح، ولعل هذا الهدوء العجيب من أبلغ العناصر في نجاحه في عمله المرعب الدقيق، ولا تستطيع ألا تلحظ حتى لهذا الرجل أصابع ليست كأصابع البشر، فإنها تسترعيك بطولها وسراحتها وانسجام خلقها، على أنه إذا تحدث رأيته دائما يستعين بسبابته ووسطاه فلا تزالان كالمقص في انفراج والتئام، إلى حتى يفرغ من حديثه حتي كأنك تعهده من أصابعه كما تعهده من وجهه".

وأضاف البشري، "أنه ذات يوم اتىه رجل غني، وألح عليه حتى يداوي قدمه، فرفض، ونطق له هذا الفن ليس عندي، وعندما ألح الرجل نطق له عملي حتى افتح كرشك أبتر رقبتك أكسر رجلك، لوقدر لك حتى تجد من الطرب ما لا تجده في أنامل العقاد، وهي منكفئة علي أوتار القانون، لافتاً إلى أنه كان له كثير من الابتكارات في فنون ال جراحة حيث هي مواهب يتخير الله لها من يشاء من عباده".

وتحدث نجيب محفوظ، عن إسهامات علي باشا في الارتقاء بمدرسة ال طب المصرية، ووقوفه مع الشباب في بداية حياتهم الفهمية، والمراكز الفهمية التي أسسها في مصر، أما الشاعر أحمد شوقي فقد ألف قصيدة مطلعها "وضئيل من إساءة الحي لم يعن باللحم والشحم اختزاناً".

وفي عام 1984، رشحت الجمعية الطبية المصرية شيخ الجراحين أحمد أبوذكري لإحدي جوائز الدولة التشجعية والتقديرية، لذا كان علي الجراح الذي شاهد في صغره ال طب يب علي إبراهيم باشا حتى يخط عدة وريقات بالقلم الرصاص عن ذكرياته في الطب، ذكر فيها، حتى والده أخذه لعيادة الدكتور علي إبراهيم باشا في عابدين، وأنه قد أحب به إعجابا كبيرا، وهومن جعله يتجه لدراسة الطب؛ ليصبح جراحا مثل علي إبراهيم باشا، الذي حمل من شأن ال طب وال جراحة في مصر عموما، وأنشأ الجمعية ال طب ية بدار الحكمة، ونقابة الأطباء وقصر العيني الجديد، كما أوفد الأطباء المصريين في بعثات إلي الخارج في مختلف المجالات.

وأضاف حتى إبراهيم باشا بجانب براعته في ال جراحة فقد كان فنانا وخبيرا في السجاد، خبرة قل إذا كان يضارعه فيها أحدًا، لافتا إلى أنه تمرن علي يد ال طب يب المنياوي باشا، لمدة ثلاثة سنوات ثم تعهد بعدها علي تجارب ال جراحة في إنجلترا، مؤكدا أنه بالقراءة والمشاهدة والإخلاص في العمل يشعر ال طب يب أنه خلق لمهنة الطب.

انظر أيضاً

  • ليلى علي إبراهيم، ابنته، مهتمة بالآثار الإسلامية والفن الإسلامي، أستاذ الآثار الإسلامية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة سابقاً.

المصادر

  1. ^ Ismail Serageldin - جدي الدكتور على باشا إبراهيم، مؤسس القصر العيني الحديث وأشهر جراح مصري أشرف على تمصير الطب في فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، مديرًا لجامعة... Archived 23 November 2019[Date mismatch] at the Wayback Machine.
  2. ^ مجلة الثقافة، السنة 8، العدد 373، 19 فبراير 1946، لجنة التأليف والترجمة والنشر
  3. ^ ". بي بي سي. 2018-01-28. Retrieved 2020-04-02. Text " وثائق نادرة " ignored (help)
تاريخ النشر: 2020-06-09 07:27:11
التصنيفات: Webarchive template wayback links, Webarchive template warnings, Pages with citations using unnamed parameters, Articles with hCards, مواليد 1880, وفيات 1947, أطباء مصريون, خريجو كلية طب القصر العيني, أشخاص من الإسكندرية, أشخاص من محافظة كفر الشيخ, عمداء كلية طب القصر العيني, رؤساء جامعة القاهرة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

بعد وصوله إلى المرتبة الرابعة عالميًا.. مصير متحف الشمع بحلوان؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:32
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 50%

أغمى عليه وتوقف قلبه.. وفاة شاب بلدغة نحلة!

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:50
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز قبل انطلاق الجولة 19 اليوم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:56
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 48%

زوجة عشرينية تقفز من الطابق الخامس هربًا من جحيم زوجها

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:50
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 69%

الأوقاف: موافقة الطرق الصوفية شرط لإقامة الحضرة والأمسية بالمساجد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:58
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 45%

غدًا.. «سينما المرأة» يكرم الأفلام الفائزة بمهرجان الإسماعيلية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:32
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

القبض على مدرسة الأحياء بطلة واقعة البودي جاردات

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:51
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

رهف القحطاني ومروج الرحيلي يتصدران الترند بظهور جرئ في المالديف

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:48
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 56%

الشتاء راجع.. الأرصاد الجوية تكشف مفاجآت عن حالة الطقس على مدار أسبوع

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:57
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 44%

بيان من الداخلية بشأن ما أثير حول علاقة ضابط بـ«مستريح أسوان»

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:48
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

ترقبوا.. أول بدر عملاق فى 2022 يزين سماء مصر اليوم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:55
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 39%

تفحم مريض داخل العناية المركزة بمعهد ناصر بعد أن انفجر فيه الجهاز

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:49
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

بدعوة رسمية من البرلمان البريطانى.. مفتى الجمهورية إلى لندن

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-05-15 12:21:36
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

تحميل تطبيق المنصة العربية