معركة أقليش
معركة أقليش معركة الكونتات السبعة Batalla de Uclés | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من سقوط الأندلس | |||||||
حصن أقليش، حاصره المرابطون في المعركة | |||||||
| |||||||
الخصوم | |||||||
مملكة قشتالة ليون |
المرابطون | ||||||
القادة والزعماء | |||||||
سانشوألفونسيز † گارسيا أوردونييز † ألڤار فانييز |
الأمير تميم بن يوسف بن تاشفين محمد بن عائشة عبد الله بن فاطمة محمد بن أبي رنق الإمام الجزولي † |
||||||
القوات | |||||||
أكثر من 60 ألف | حوالي 30 ألف | ||||||
الخسائر | |||||||
مقتل أغلب الجيش ونجاة أقل من 500 فارس | عدة آلاف من القتلى، بما فيهم الإمام الجزولي. | ||||||
أقليش |
معركة أقليش سقطت في الجمعة 16 شوال 501 هـ / 29 مايو1108م بين جيوش دولة المرابطين والتي انتصرت على قوات الملك القشتالي ألفونسوالسادس بقيادة ابنه سانشوألفونسيز.
خلفية
في سنة 498 هـ، أغارت قوات ألفونسوالسادس ملك قشتالة سنة 498 هـ في 3,500 مقاتل على أحواز إشبيلية، وعاثت فيها واستولت على الكثير من الغنائم والسبي، فخرج لهم سير بن أبي بكر والي إشبيلية ومعه قوات محمد بن الحاج والي غرناطة حينئذ، وردّوهم على أعقابهم، وقتلوا منهم نحو1,500 مقاتل. انشغل المرابطون بعد ذلك حيث سقم قائدهم يوسف بن تاشفين سقم موته، حتى وافاه أجله في الأول من المحرم سنة 500 هـ، وخلفه ولده علي بن يوسف. وبعد حتى رتّب علي دولته، أمر أخاه تميم بن بوسف يأمره باستئناف الجهاد.
خرج تميم من غرناطة في آخر رمضان 501 هـ/مايو1108 م نحوجيّان حتى وافته قوات قرطبة بقيادة محمد بن أبى رنق، ثم سار إلى بيّاسة ومنها إلى أراضي قشتالة، وفي الطريق لحقته قوات مرسية بقيادة محمد بن عائشة، وقوات بلنسية بقيادة محمد بن فاطمة، ثم اتجهوا صوب بلدة أقليش الحصينة، فوصلوها في 14 شوال 501 هـ/27 مايو1108م، وحاصروها بقوة، فسقطت في أيديهم في اليوم التالي. بعد حتى ولج المرابطون المدينة، فر المقاتلة إلى حصن أقليش، وامتنعوا به، واستنجدوا بألفونسوالسادس الذي لبى ندائهم بأن أوفد قوات يقودها قائده ألبار هانس، ومعه ولي العهد سانشوالفتى الصغير ذي الأحد عشر عامًا ومُؤدّبه غارسيا أردونيث كونت قبرة وعدد من كونتات قشتالة.
المعركة
في أوائل مايو1108، في اطار تحرك جيش المرابطين أبوطاهر تميم بن يوسف، حاكم غرناطة، ضد الجناح الشرقي من قشتالة الوحدات من قرطبة، وبلنسية (فالنسيا) مرسية (مورسيا) انضم تقدم الجيش، ويوم 27 مايووصلوا امام القلعة الرئيسية لأقليش. وكان الملك ألفونسوالسادس، 77 عاما ويعاني من جروح، ولذلك وجه قوة اعطيت لابنه سانشو، وهوفتى في الخامسة عشر وقتل سانشوفي المعركة.
حين بلغ تميم خبر خروج جيش قشتالة لنجدة أقليش، همّ العودة الانسحاب، لولا حتى ثبّته محمد بن عائشة ومحمد بن فاطمة وشجّعوه على القتال مهونين عليه أمر جيش قشتالة بأنه جيش صغير لا يزيد عددهم عن ثلاثة آلاف فارس، فثبُت تميم. إلا أنه بعد قدوم الجيش القشتالي، فوجئوا بخطأ التقديرات، ووجدوا أعداد القشتاليين تزيد عن ذلك بكثير، فلم يجد تميم بُدًّا من القتال. اختلفت الروايات الإسلامية في تقدير أعداد الجيش القشتالي، فمضى ابن القطان في كتابه «نظم الجُمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان» إلى حتى قوام الجيش القشتالي كان 10,000 فارس، فيما قدّره ابن عذاري 7,000 فارس، بينما قدّر المؤرخ الإسباني المعاصر فرانشيسكوغارسيا فيتث الجيش القشتالي بأكثر من 3,000 مقاتل، والمرابطون نحو2,300 مقاتل.
بدأت المعركة في 16 شوال 501 هـ/29 مايوسنة 1108 م بهجوم من المرابطين بقيادة ابن أبى رنق، وتبعته قوات مرسية وبلنسية، ثم قوات تميم، ودار قتال عنيف، سرعان ما دارت فيه الدائرة على الجيش القشتالي، وقتل ولي العهد الصبي ومربيه في المعركة، وفر ألبار هانس إلى طليطلة، بينما حاول الكونتات السبعة الذين صاحبوا الحملة الفرار إلى حصن بلنشون القريب، فلحقت بهم جماعة من المسلمين قتلتهم عن آخرهم. قدرّ ابن أبي غرس الفاسي في كتابه «الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس» عدد القتلى من القشتاليين في تلك السقطة بأكثر من 23 ألف قتيل، أما المؤرخ المعاصر محمد عبد الله عنان، فقد نقل عن مخطوطة محفوظة في مخطة الاسكوريال خطها الوزير ابن شرف بأمر تميم بن يوسف إلى أخيه أمير المؤمنين علي بن يوسف يبشّره بالفتح، ويُفهمه بأنه أمر بجمع رؤوس القتلى فبلغت الدانية منها أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، غير الغنائم والأسلاب الكثيرة. وقد خسر المسلمون عددًا من القتلى أبرزهم أحد الأئمة يدعى بالإمام الجزولي.
عاد تميم في قواته إلى غرناطة، وهجر قوات مرسية وبلنسية تحت إمرة قائديها لحصار قلعة أقليش، فحاصراها لفترة، ثم تظاهرا بالانسحاب، وارتدا بقواتهما ونصبا الكمائن، فخرج المدافعون عن الحصن، فهاجمهم المسلمون، وأمعنوا فيهم القتل والأسر، واحتلوا الحصن. ثم فتحوا بعض المناطق المجاورة وبذة وقونكة وأقونية وكونسويجرا، وغيرها.
النتيجة
نتيجة معركة أقليش فوز للمسلمين وفتحت أبواب قشتالة ومن حسن حظ أوروبا المسيحية حتى تميم بن يوسف بن تاشفين لم يقم بتطوير الهجوم، فاكتفى بالاستيلاء على بعض القلاع. ضرب الحزن الملك الفونسوالسادس بسبب وفاة ابنه الوحيد، فتوفي في السنة التالية.
المصادر
- ^ Freetalaba
- ^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص60
- ^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص61
- ^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص62
- ^ الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار المغرب وتاريخ مدينة فاس، ابن أبي غرس الفاسي، منشورات دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، المغرب، طبعة 1972 م، ص160
- ^ نظم الجُمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان لأبي محمد حسن بن علي، ابن القطان المراكشي، تحقيق محمود علي مكي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1990، ص64
- ^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص64
- ^ Francisco García Fitz (1998). Castilla y León frente al Islam: estrategias de expansión y tácticas militares (siglos XI-XIII). Sevilla: Universidad de Sevilla, pp. 357. ISBN 9788447204212.
- ^ نظم الجُمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان لأبي محمد حسن بن علي، ابن القطان المراكشي، تحقيق محمود علي مكي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة الأولى، 1990، ص66
- ^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص65
- ^ دولة الإسلام في الأندلس - العصر الثالث - القسم الأول: عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية ص66