أعادت جائحة كورونا قصة الاحتيال الكبرى لــ "سارة ابراهيم" المصابة بالسرطان التي تم تداولها منذ خمسة سنوات، ولكن هذه المرة مع طالبة تدرس دكتوراه في القانون ببريطانيا اسمها "ياسمين عبدالعزيز"، إلا أن المغردين السعوديين كشفوا حقيقة هذا المعرف الوهمي الذي استعطف الناس بقصة "ياسمين" الحزينة والتي عادت الى أرض الوطن وهي تحمل فيروس "كورونا المستجد" بدلاً من حملها شهادة الدكتوراه -على حد زعمها-، وكان سعوديون قد هبوا لمساعدتها وسداد الفواتير التي طلبتها في رسالتها الأخيرة قبل وفاتها، وبعد أن انكشف هذا المغرد الوهمي قام بحذف التغريدات من الحساب.

وأوضحت مصادر مطلعة في سفارة خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المتحدة عدم وجود مبتعثة في جامعة نوتنغهام تدعى «ياسمين عبدالعزيز»، مؤكدة وجود من يحاول التحايل بطريقة أو بأخرى لاستعطاف السعوديين، مشيرة إلى أن السفارة ستتعامل مع هذه الحالات عبر الجهات المختصة، مهيبة بالمواطنين تحري الدقة واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية، مؤكداة في الوقت ذاته أن السفارة ملتزمة بخطتها في التعامل مع هذه المرحلة، وتعزيز مساندتها للمواطنين، من باب التكاتف في مواجهة مثل هذه الأزمات، ودعت لأهمية التواصل مع الجهات الصحية المختصة للحصول على التعليمات والإرشادات الصحية اللازمة.

وأوضح عائض الشهراني، المستشار الاجتماعي والتربوي لـ " الرياض"، أن الشعب السعودي كغيره من شعوب الأرض تحركه العواطف وتأسره الحالات الإنسانية كونه شعب معطاء بطبعه وسخي بعطائه ملتزم بتعاليم دينه، ومنها التكافل الاجتماعي بمساعدة الضعيف وإغاثة الملهوف وهذا الشيء لايختلف عليه اثنان وهو مايستغله ضعاف النفوس وعديمي المروءة منذ زمن ليس بالقريب.

وأضاف: لعل ما وصل إلينا مع الثورة التكنلوجية زاد من التركيز عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح الوعي لدى المواطن السعودي أكبر بحكم التجارب السابقة، بالإضافة إلى حرص حكومتنا الرشيدة –حفظها الله- على حماية شعبها بسن الكثير من القوانين التي تنص على عدم الانسياق خلف من يعزفون على وتر العاطفة، وزيادة الوعي لدى المواطن، وتشجيعها له للقيام بدوره الاجتماعي، والحث عليه كواجب ديني قبل أن يكون انساني، ولكن عن طريق القنوات الرسمية والمحددة مسبقاً من قبلها وذلك حفاظاً على عدم استغلاله ممن لا يراعي ضميره الإنساني، ولكي لا يقعوا ضحايا لمن يريد التربص بهذا البلد ونهب خيراته ومقدراته أو استغفال أبنائه .

وأشار إلى أن هذا الوعي انعكس مؤخراً على أبناء الوطن الغيورين عليه، فأصبحنا نرى كل يوم من يكشف عن مخططاته وعدم ولائه لهذا الوطن حتى ممن تربوا فوق أرضه وتحت سمائه، وهذا لم يكن ليكون لولا حفظ الله لهذه الأرض ومنحه لها قادة حكماء يمدهم الله كل يوم تمكيناً على تمكينه، فحفظ الله بلادنا وقادتنا وأبناء وطننا من كل مكروه وسوء.

فيما أكد د. يوسف الرميح، المتخصص في علم الجريمة، أن عمليات النصب والاحتيال عن طريق استعطاف الإنسان كثيرة الحدوث عن طريق استغلال الوفيات والأمراض والأفراح وانتحال أي سم لطلب المساعدات حتى تنهال عليهم .

وقال إن نشر الأخبار الكاذبة بين الناس والنصب والاحتيال، وأكل أموال الناس بالباطل وسرقة الناس تتعلق جميعها بجريمة استعطاف الناس وجمع الأموال منهم دون أي حق، وتعتبر جريمة إلكترونية ويعاقب عليها فاعلها وفق النظام .

وأشار الرميح، إلى أنه على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عدم تقديم أي مساعدة يستغل فيها العاطفة أو لشخص مجهول خاصة وأن الجمعيات والمراكز الخيرية موجودة في كل مدينة وكل قرية في المملكة وهي المعنية بالفقراء والمساكين، بالإضافة إلى دور سفارات المملكة في تقديم كافة أنواع الدعم والمساعدة لجميع مواطنيها ومقيميها في الخارج .

وأفاد بأن جمع الأموال عن طريق الحسابات الوهمية تكون غالبا أهدافه إما للمخدرات أو الإرهاب وما إلى ذلك ، مشيرا إلى استهداف المجتمعات العربية ومنها "المملكة" هدف رئيسي لكثير من عصابات النصب والاحتيال، مطالبا مستخدمي التواصل رفع أي عملية جمع أموال أو استغلال إلى القنوات الرسمية .