يناير 2019، قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس اليوتيوبر الشهير شادي سرور 15 يومًا، وذلك على ذمة القضية رقم 488 حصر أمن دولة عليا، بتهمة مشاركة جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون، ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

تُعرف القضية باسم «قضية الصفافير» ورقم 488، وتضم العديد من الشخصيات الشهيرة من أبرزهم: «كمال خليل وحازم حسني وحسن نافعة وماهينور المصري، وإسراء عبدالفتاح وخالد داوود وعمرو إمام، بالإضافة إلى حسام الصياد والصحفية سولافة مجدي».

بعد مرور سنتين تقريبًا، تم الإفراج عن شادي سرور، إذ قالت مصادر أمنية إنه تم الإفراج عنه، عقب قرار من الجهات القضائية، وذلك بعد العديد من المواقف المثيرة للجدل، واتهامه بـ«نشر أخبار كاذبة، إساءة استخدام مواقع السوشيال ميديا، واستفزاز الجمهور».

«انتحار»

شادي سرور، شاب عشريني، يؤدي دورا «ترفيهيا»، يعمل بإنتاج الفيديوهات الساخرة على مواقع التواصل أو ما يعرف بـ«اليوتيوبر» أو «الإنفلونسر» وحقق شهرة واسعة دفعت الممثلة المصرية بشرى لمحاولة استغلالها بإنتاج أول فيلم يعرض على الإنترنت فقط، حيث شاركته بطولة فيلم ساخر يحاكي الفيلم الأمريكي الشهير «تايتانك»، لكنه فشل.

2018، بدموع واضحة، أثار شادي سرور الجدل عندما أعلن أنه نوى الاعتزال ثم الانتحار، بعدها أعلن الإلحاد ثم تراجع أيضا، قال البعض إنه كان يبحث عن الشهرة، غيَّر «سرور» بعدها صورة صفحته الشخصية إلى «صاحب الصفحة مات» وكتب على صفحته قائلا «الواحد شايل هموم الدنيا والآخرة، خلاص تعبت فعلا، ماليش نفس أعيش، ومش عايز أكلم حد».

2 مليون مشاهدة، هو عدد المشاهدات التي حظى بها «سرور»، ولم ينتحر بعدها، بل استمر في إنتاج الفيديوهات.

«إلحاد»

عاد «سرور» للجدل مرةً أخرى، عندما أعلن إلحاده وتركه الإسلام بسبب ما وصف بـ«العنصرية والجحود في قلوب الناس اللي المفروض مؤمنة بالله، بل هم أهل النفاق».

وأضاف، عبر منشور على صفحته الشخصية على «فيس بوك»، أنه «ترك دين الإسلام بسبب الوضع النفسي الذي مرَّ به الفترة الماضية، مضيفا في منشور أرفقه بصورة له «نفس الإنسان في الصورة، لكن أصبحت شخصا جديدا، شخصا أنقذ نفسه من الموت، شخصا شاف (رأى) معاناة كبيرة، كاد يلجأ للانتحار فعليا، لأنه الحل الوحيد للتخلص من الألم والعذاب النفسي في الدنيا».

أثار إعلان «سرور» إلحاده الجدل مرةً أخرى، وحقق الفيديو ملايين المشاهدات، لم يقف الجدل المُثار عند جمهور التواصل الاجتماعي، إذ امتدّ للشخصيات العامة، قال الإعلامي شريف مدكور حينها، إن الإلحاد أصبح ظاهرة، وسببها رجال الدين وطريقة مخاطبتهم للمجتمع، مؤكدًا أنه يعرف الكثير من الشباب وكبار السن من حوله ألحدوا.

واستنكر «مدكور»، في مداخلة هاتفية لبرنامج «رأي عام» مع عمرو عبدالحميد على قناة «TeN»، ردة فعل المجتمع وبعض رجال الدين على إعلان «اليوتيوبر» شادي سرور إلحاده، قائلًا: «بعض رجال الدين كتبوا كلام صعب، لو شخص ألحد لن يعود للإسلام بعد هذا الكلام، يجب التعامل بسلاسة وحوار بدون زعيق وشتيمة وتهديد بالقتل». ودعا «مدكور»، المجتمع لدعم شادي سرور، قائلًا: «شاب صغير لما يقع في مأزق يجب أن يقف الناس معه، لا تهاجمه».

وأشار «مدكور»، إلى أنه يعرف أناسا ألحدوا، ثم عادوا للدين بسبب إسلام بحيري بسبب حديثه وطريقته أقنعتهم، أما رجال الدين فيدعون أنه يشوه الدين.

وطالب بمعاقبة السبب في إلحاد الشباب، وهم كما ذكر بعض رجال الدين والقنوات الدينية الفضائية التي أخافت الناس من الدين، وجعلت كل شيء حراما.

تراجع «سرور» فيما بعد عن إلحاده، وحذف المنشور الخاص بإعلان الإلحاد، وقال: «لما نزلت بوست وقلت سبت الإسلام أنا ماليش دعوة بالإسلام بتاعكم دا، دا همجية، دا مالوش علاقة بعبادة ربنا، أنا باعبد ربنا أحسن منكم كلكم، وأنا مؤمن بالله أكتر منكم». وأضاف: «تهديدات بالقتل والتعذيب وقضايا، إنتوا متخيلين إنكم مسلمين؟ إنتوا مسلمين في حتة تانية، من وجهة نظركم الهمجية، الدين بريء منكم، الإسلام بريء من الهمجية».