انتخابات ألمانيا.. الاشتراكيون يتساوون لأول مرة مع المحافظين


تستمر شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي في التصاعد في ألمانيا، وبات اليوم متساويا مع التحالف المسيحي، بينما تراجع حزب «الخضر» مجددا، في وقت يواجه فيه المرشح المسيحي الديمقراطي آرمين لاشيت، مزيدا من التحديات.

قبل خمسة أسابيع من استعداد الألمان للتوجه إلى مراكز الاقتراع، أظهر استطلاع رأي نشر يوم الأحد، حصول الاشتراكيين الديمقراطيين والمحافظين المسيحيين، على نفس القدر من التأييد.


وللمرة الأولى منذ أبريل 2017، يحصل الحزبان على نفس القدر من الدعم، في استطلاع رأي أجراه معهد «آي إن إس إيه» لاستطلاعات الرأي، لصالح صحيفة «بيلد أم سونتاغ».

تراجع «المسيحي»

وتراجع الاتحاد المسيحي، الذي كان المهيمن في السابق، ويتكون من حزبي «الاتحاد المسيحي الديمقراطي» و«الاتحاد الاجتماعي المسيحي» البافاري، بواقع ثلاث نقاط مئوية، ليصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، طبقا لاستطلاع المعهد 22 %.

وأضاف الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» على الجانب الآخر، نقطتين مئويتين ليصل إلى نفس القدر من الدعم، بينما تراجع حزب «الخضر» بمقدار نقطة مئوية أخرى ويحظى الآن بنسبة تأييد 17 %.

واستطلع المعهد آراء 1352 شخصا في الفترة من 16 حتى 20 أغسطس الجاري، بهامش خطأ زائد أو ناقص 2.8 نقطة مئوية.

وكان استطلاع رأي آخر قبل هذا الأسبوع قد أظهر ارتفاع شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وذلك في استطلاع الرأي الأسبوعي الذي يجريه معهد «فورسا» لقياس مؤشرات الرأي، وتفوق الحزب الاشتراكي آنذاك على حزب «الخضر»، واقترب من التحالف المسيحي.

وحسابيا، يمكن أن يتكون الائتلاف الحاكم المقبل في ألمانيا من التحالف المسيحي والاشتراكيين، أو من التحالف المسيحي والاشتراكيين والليبراليين الأحرار، أو من التحالف المسيحي والخضر واللبراليين الأحرار، أو من الاشتراكيين والخضر والليبراليين الأحرار، أو من الاشتراكيين واليسار والخضر.

وكان حزب الخضر قد تزعم لفترة نتائج استطلاع رأي، وتفوق على تحالف المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي، وحسب نتائج الاستطلاع فإنه في حال إجراء الانتخابات البرلمانية ذلك اليوم، فإن «الخضر» سيفوز بالانتخابات، لكن الحزب تراجع كثيرا لاحقا.

وفيما وجه زعيم الحزب الليبرالي الحر كريستيان ليندنر، انتقادات لمرشح المسيحيين الديمقراطيين آرمين لاشيت، أبدت المستشارة أنجيلا ميركل دعما قويا لرئيس حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي لاشيت، الذي يواجه صعوبات كبيرة قبل خمسة أسابيع من الانتخابات التشريعية.

افتقار القيادة

واتهم زعيم الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندنر، لاشيت بالافتقار إلى القيادة، وقال في تصريحات لصحيفة «بيلد آم زونتاع»: إن مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي لا يقدم في برنامجه شيئا من حيث المحتوى.

وكانت ميركل قد أعربت السبت عن «اقتناع تام» بترشح لاشيت لخلافتها على رأس المستشارية.

وأثنت ميركل خلال مشاركتها للمرة الأولى في الحملة الانتخابية، على الصفات الإنسانية للاشيت القادر على «بناء الجسور بين الناس».

وقالت: «كان من المهم بالنسبة إليه على الدوام جعل كرامة الفرد التي لا تتجزأ محور كل شيء»، وأضافت: «أنا على اقتناع تام» بأنه «سيخدم الألمان بهذا النهج»، في حين يواجه لاشيت صعوبات قبيل الانتخابات المقررة في 26 سبتمبر، ودافعت ميركل عن قرارها بالتزام الحذر حيال الحملة الانتخابية وترك الحرية للمرشح لخلافتها.

وخلال سنواتها الـ13 في منصب المستشارة، حققت ميركل نجاحات كبيرة خصوصا على المستوى الاقتصادي ومسرح السياسة الدولية، وإلا لما أعيد انتخابها لثلاث ولايات أخرى، غير أن سياسة «الباب المفتوح» أمام اللاجئين بداية من عام 2015 أدت إلى تذمر الناخبين الألمان، خصوصا مع وقوع هجمات إرهابية وجرائم جنائية نفذها لاجئون، والنتيجة هو صعود اليمين الشعبوي.

واستغل حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD)، اليميني الشعبوي تذمر قطاع عريض من الألمان من سياسة اللجوء، ليحقق النجاح في ولايات الشرق ويدخل البرلمان الألماني (بوندستاغ) في انتخابات خريف 2017 لأول مرة في تاريخه، وفي 2018 بدأ الحزب ينجح في دخول كل برلمانات الولايات التي أجريت فيها انتخابات وبنسب مرتفعة، ليحمل متابعون سياسة ميركل السبب في صعود اليمين بهذا الشكل.

قوة الضغوطورغم أن الضغوط كانت قوية فإن كثيرين لم يتوقعوا أن يأتي الرد بهذه السرعة، فبعد ساعات من التراجع الكبير لحزبها في انتخابات ولاية هيسن بقيادة فولكر بوفيير، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الإثنين 29 أكتوبر 2018، أنها لن تترشح مجددا لرئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي قضت 18 عاما من حياتها السياسية رئيسة له.

وسبق التراجع الكبير لحزب ميركل في هيسن، خسارة تاريخية للحزب المسيحي الاجتماعي (البافاري) برئاسة زيهوفر في الانتخابات في بافاريا، التي نُظَّمت في 14 أكتوبر 2018، وحصل الحزب على 37.2 % من الأصوات، وهي أسوأ نتيجة له منذ نحو 60 عاما، وبهذه النتيجة بدأت الضغوط تتزايد على ميركل.

قسم ميركل اليمين الدستورية كمستشارة لألمانيا لولاية رابعة في مارس 2018 لن يتكرر من جديد، فهي لن تترشح لانتخابات البرلمان الألماني (بوندستاغ)، المقررة في خريف 2021، وبذلك لن تكون أمامها فرصة لتولي منصب المستشارية، وستخرج ميركل برغبتها من الحياة السياسية الألمانية كلها، إن لم تضطر للخروج مبكرا لسبب ما.

وخلال إعلانها التاريخي في برلين عن عدم ترشحها من جديد لمنصب المستشارة، قالت ميركل (64 عاما): «لقد قلت مرة إنني لم أولد كمستشارة وهذه المقولة لم أنسها أبدا».

في سنة 1998 اقترح رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي آنذاك فولفغانغ شويبله، ميركل لتولي منصب الأمين العام للحزب، لتصبح كذلك بعد أربع سنوات، وفي سنة 2005 فازت مع حزبها بالانتخابات لتصبح أول مستشارة وتخلف بذلك غيرهارد شرودر المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وتمكنت «ماما ميركل» كما يلقبها الألمان، من كسر الصور النمطية، فهي تعد أول امرأة قادمة من شرق ألمانيا تتولى منصب المستشار باعتبارها زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أحد أبرز الأحزاب السياسية في ألمانيا.
تاريخ الخبر: 2021-08-25 00:40:39
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

رئيس نيجيريا يصل إلى الرياض - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-27 03:23:49
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية