أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة

من المنتظر أن يصوت "مجلس الأمن" الدولي، اليوم الجمعة، على قرار جديد يهم ملف الصحراء المغربية، سيجدد بموجبه ولاية بعثة "المينورسو"، ويعبر عن وضعية توازن القوى بين الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بهذا الموضوع، وهو القرار الذي كان المزمع أن يتم التصويت عليه أول أمس الأربعاء، قبل أن يتم تأجيله، بعد أن حاولت الجزائر التنصل من مسؤوليتها في هذا الملف، وهي التي زعمت مرارا أنها تدعم الحل والمسار الأمميين، بينما ترفض اليوم أن تجلس إلى مائدة مستديرة وضعتها الأمم المتحدة للبحث عن حل، الأمر الذي فرض إلزامها بضرورة المشاركة في جلسات المائدة المستديرة التي كان المبعوث الأممي السابق "هورست كوهلر"، قد أطلقها في جنيف سنة 2018.

وعن السيناريوهات المحتملة لهذه الجلسة، أكد الأستاذ الجامعي السيد"الشرقاوي الروداني"، الخبير في الدراسات الجيو استراتيجية والأمينة، أنه: "لابد من الإشارة إلى أن الملفات داخل أروقة مجلس الأمن هي متداخلة، والمواقف تبقى مرتبطة بالاصطفافات وتحولات مراكز القوى والمصالح بين الدول خاصة المؤثرة"، مشيرا إلى أن: "القرار المقبل والذي حسب المعطيات المتوفرة، فإن تأجيل التصويت كان مناورة جزائرية أخذت صبغة إدارية لكي تربح الوقت وتحاول البحث عن حلفاء لتوجهاتها المعادية للمملكة المغربية".

  في هذا الصدد، شدد الأستاذ "الشرقاوي" على أن: "لائحة أعضاء الكونغرس الذين يضغطون على الإدارة الأمريكية من أجل توسيع مهمة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان، هي  من بين المناورات والمؤامرات التي حبكتها الجزائر من أجل الضغط ومحاولة تفادي السيناريو الذي سيدينها"، مشيرا إلى أن: "روسيا والصين ستعارضان هذه التوصية بشكل مطلق". 

وفي قراءة أولية لمواقف الدول الأعضاء الدائمين وغير الدائمين، أكد "الشرقاوي"، أن روسيا، تريد حفظ ماء وجه الجزائر ولا تريد قرارا أمميا بصيغة تدين الجزائر، في إشارة إلى مناورة الكركرات، أما "الصين" يضيف ذات المتحدث، فتريد صيغة متوازنة لا تمس بمصالحها ولا تشكل تراكم يمكن البناء عليه خاصة بعد عودة الولايات المتحدة الأمريكية الى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في وقت تبقى هذه الأخيرة، أي الولايات المتحدة الأمريكية، أمام اختبار الاعتراف، وهي حاملة قلم الصياغة، وبالتالي سيكون اتجاهها هو الحفاظ على الوضع القائم (Statu quo)، وسيكون قرار متقدم على الأخير 2548 على اعتبار المستجدات ومحاولة تملص الجزائر من دورها في حل الملف عبر انسحابها من المفاوضات، قبل أن يؤكد الولايات المتحدة الأمريكية مع فرنسا وبريطانيا، إلى جانب دول أعضاء غير دائمين، يذهبون في هذا الاتجاه ويتكلمون عن أطراف العملية السياسية وليس طرفين.

كما أكد "الشرقاوي"، أنه بإستثناء النيجر التي قد تحسم موقفها من البداية، فإن تونس وكينيا يطبقون مبدأ "wait and see"، فى حين سيكون موقف "سان فنسنت" و "جزر ترينيداد"، إيجابيا نظرا لارتباط ذلك بالعلاقات المهمة وتملك المملكة المغربية لأهمية هذا البلد في مجالها الجيوسياسي.

أما فيما يهم "النرويج"، "استونيا"، "الهند"، "المكسيك"، "أيرلندا" و"فيتنام"، فقد أكد "الشرقاوي"، أنها دول تصوت حسب تداخل مصالحها مع الدول الأعضاء الدائمين، وغالبا هذه الدول  تشكل Unblock مع الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي يكون لها اصطفاف مع المواقف الأمريكية، وهذا ما يلاحظ الآن من خلال اتجاه هذه الدول نحو انتخاب رئيس International Low Commission  ومبعوثة الأمم المتحدة الى ميانمار السنغافورية Noeleen Heyzer.