تحتفل مصر في الأول ديسمبر بيوم التحدي لذوي الهمم، وقد أعطى الإسلام هذه الفئة حقوقها واهتم بشأنها، وأثبت لها حق العيش باحترام والتعليم والعمل والتملك والزواج والمشاركة بالرأى كما قامت الدولة بتقديم توفير الخدمات لها وضمان حقوقها.
وفى السطور القادمة نعرض نظرة الإسلام لذوى الهمم وما قدمته مصر لرعايتهم.. يقول الشيخ عبد الحميد قرقر من علماء الأزهر: للإسلام نظرة خاصة فى رعاية أصحاب الهمم والتحدى تبدأ من التخفيف عليهم فى بعض الالتزامات الشرعية قال تعالي: «ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج» وتنتهى ببث الأمل فى نفوسهم ومراعاة حقوقهم الجسمية والنفسية، كما كان يدعو النبى صلى الله عليه وسلم للمريض ويبشره بالأجر فيهون عليه.
ويضيف: يتجه الإسلام أيضا إلى المجتمع المحيط بأصحاب الهمم فيعلمهم ويربيهم على السلوك الذى يجب أن يسلكوه معهم فى المعاملة فيؤكد أن ما حل بهم من بلاء لا ينقص من قدرهم ولا ينال من قيمتهم فهم جميعا سواء لا تفاضل إلا بالتقوى، فقد يكون صاحب الهمة أفضل وأكرم عند الله قال تعالى :«إن أكرمكم عند الله اتقاكم» وعاتب الله النبى صلى الله عليه وسلم فى قصة الصحابى الأعمى عبد الله بن أم مكتوم الذى حضر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجلس معه فأعرض عنه لانشغاله بدعوة كفار قريش وساداتها فأدار وجهه عنه والتفت إليهم فقال تعالى: «عبس وتولى أن جاءه الأعمى» فبعد هذا العتاب كلما رأه النبى هش له ورحب به وقال:( أهلا بمن عاتبنى ربى فيه)، وقد ولاه النبى صلى الله عليه وسلم على المدينة المنورة عندما خرج فى إحدى الغزوات رغم ظروفه.
كما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضى الله عنه وكان أعرجَ فى إحدى قدميه ليكون قاضيا على بلاد اليمن فلم يمنعه عرجه من تولى المناصب العليا.
ويؤكد أن هذه الفئات لها حقوق منها عدم السخرية قال تعالى: «يأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم»، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم: (هل تنصرون إلا بضعفائكم) والقرآن والنبى صلى الله عليه وسلم ينهيان نهيا قاطعا عن آن تتخذ العيوب سببا للتندر على أصحابها.
الشيخ عبد الحميد قرقر
ويضيف: شهدت مصر طفرة غير مسبوقة فى السنوات الأخيرة فى مجال رعايتهم وتأهيلهم مثل تخصيص عام ٢٠١٨عاما لهم ويوم أول ديسمبر يوما لهم وصدور قانون ينص على حقوقهم وامتيازاتهم سواء فى مجال التعليم والصحة وتوفير فرص عمل مناسبة وتوفير معاش لائق لهم كما طرحت الحكومة بطاقة الخدمات المتكاملة لهم وتأسيس صندوق استثمارى خيرى يهدف إلى تقديم الدعم المادى وشراء الأجهزة التعويضية والمستلزمات الخاصة بهم وأعدت وزارة التضامن مراكز لتأهيلهم صحيا ونفسيا مع إعداد دورات تدريبية لتعليمهم الحرف، بالإضافة إلى سياسة دمجهم مع الأصحاء فى المدارس، وقامت وزارة الشباب والرياضة بتنظيم المسابقات المناسبة محليا ودوليا، أما النقل فقد أعدت مقاعد لهم فى وسائل النقل وأماكن انتظار لسياراتهم فى الشوارع. وأخيرا أقول إن الرضا بقضاء الله وقدره لأصحاب التحدى علامة على صدق الإيمان وسبب لتحصيل الراحة والطمأنينة فى الحياة.
اقرا ايضا
نشأت الديهي: "أردوغان" يدعي أن تركيا قدمت شهداء في غزوتي بدر وأحد
