عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي يروي سيرة الشهيدة بربارة
عضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي يروي سيرة الشهيدة بربارة
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الجمعة، بتذكار استشهاد بربارة وصديقتها يوليانة .
وقال ماجد كامل الباحث في التراث القبطي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، "ولدت القديسة بربارة في قرية جامس بنيقوديمية "ما يقابل مدينة أزمير التركية الآن علي أرجح الأراء “ وكان ذلك حوالي عام 220 م تقريبا من أب ثري يدعي ديفوروس، وهو رجلا وثنيا شديد الكراهية للمسيحين ؛ وعندما رأي والدها جمال ابنته خاف عليها من الفتنة، فبني لها قصرا ضخما وأحاطه بحرس ؛ وفتح لها نافذتين للتهوية في الحمام الخاص بها، ولقد كانت بربارة محبة للقراءة والتأمل ؛ فشدها فكرة وجود خالق لهذا الكون العظيم”.
وتابع "وأخذت تبحث عنه في كتب الفلاسفة ؛ وعندما سمعت بزيارة العلامة السكندري الشهير "اوريجانوس “ ( 185- 254 م ) للمدينة؛ طلبت مقابلته ؛ فقام بتبشيرها بالعقيدة المسيحية حتي آمنت وأعتمدت دون أن تخبر والدها بهذه التحولات الكبري في حياتها ؛ ثم قامت بقتح نافذة ثالثة في حمام منزلها حتي يصبح علي مثال الثاوث القدوس ؛ كما قامت بوضع علامة الصليب علي حوض الماء الموجود بالحمام الخاص بها ؛ وعندما زارها والدها في القصر ذهل لهذه التغيرات ؛ فسأل عن معناها ؛ وعندما علم أنها آمنت بالمسيحية جن جنونه ؛ فقام بضربها وشدها من شعرها ؛ وعندما أستل سيفه ليقتلها ؛ هربت من وجهه ؛ وتقول الرواية أنه أعترض طريقها حجرا كبيرا ؛ فأنشق أمامها بطريقة معجزية حتي عبرت وسطه ؛ ثم عاد الحجر إلي طبيعته”.
وواصل "أما والدها فلقد ألتف حول الحجر وقبض عليها ؛وفي ثاني يوم سلمها إلي الوالي ويدعي "مرقيان " ؛فقام بملاطفتها في البداية محاولا إقناعها بالرجوع عن المسيحية ؛ فلما رأي إصرارها علي إيمانها ؛ فقام بجلدها بالسياط حتي سالت منها الدماء ؛ ثم مشط جسدها بأمشاط حديدية ؛ ثم أمر الوالي أن يعري جسدها وتسحل في شوارع المدينة ؛ فأرتاعت القديسة من الأمر ؛ وصرخت إلي الله أن يستر عليها جسدها ؛ فكساها الله بثوب نوراني ستر جسدها ؛ وعندما رأت صديقتها " يوليانة" حالتها هكذا ؛ بكت من أجلها كثيرا ؛ وعندما شاهدها الوالي وهي تبكي ؛ أمر أن يقبض عليها هي أيضا ؛ وألقاهما معا في السجن ؛ وفي الصباح خرجت الفتاتان إلي خارج المدينة لقطع رأسهما ؛ وبلغت قساوة القلب والتجبر عند الأب أن يطلب هو نفسه أن يقطع رأسها بيده ؛ وبالفعل تجرد الأب من الحنان الأبوي الطبيعي ؛ وقام بقطع رأسها بنفسه ؛ وقام السياف بقطع رأس صديقتها يوليانة ؛ ولكن الله أنتقم من والدها ؛فهبت عليه صاعقة سحقته وهو في طريق رجوعه من الجبل إلي المدينة ؛ ونالت الفتاتان أكليل الاستشهاد".
ولفت إلى أن كنيستها الأثرية بمصر القديمة، فهي أحد الكنائس الموجودة داخل حصن بابليون ؛ ولقد تأسست في القرن الرابع الميلادي وأوائل القرن الخامس الميلادي، وتبلغ مساحتها 26 x 14,5 م وأرتفاعها 15 مترا ؛ ويغطي صحن الكنيسة والهيكل الأوسط سقف خشبي جمالوني الشكل ؛ وتحتوي الكنيسة علي أنبل رخامي يتكون من مقصورة مستطيلة الشكل محمولة علي 10 أعمدة رخامية".