في ذكرى وفاتها.. كيف شكل فراق الأهل أزمة في حياة المبدعة "سناء جميل"
في ذكرى وفاتها.. كيف شكل فراق الأهل أزمة في حياة المبدعة "سناء جميل"
الفن ليس خيارًا.. مقولة تنطبق على مشوار الفنانة الكبيرة سناء جميل، التي لا ينكر أحدا موهبتها العظيمة، التي بدت واضحة منذ بداية انطلاقها في فيلم "بداية ونهاية"، للمخرج صلاح أبوسيف، وظلت هكذا راقية ومتألقة، حتى رحلت عن عالمنا في الثاني والعشرين من ديسمبر، عام 2002.
اليوم، تحل ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة، و نقدم أبرز المحطات في مشوارها الفنى:
"بداية ونهاية، الزوجة الثانية، زينب، المستحيل "، رغم الأعمال الفنية القليلة التي قدمتها سناء جميل، إذا ما تمت مقارنتها بالموهبة الكبيرة، والتي كان يجب أن تحظى بقدر أكبر من الأعمال والبطولات، إلا أن هذا الرصيد كان كافيًا لتحفر من خلاله مكان بين أهم 100 فيلم في تاريخ السينما، بأفلامها، زينب، بداية ونهاية، الزوجة الثانية، والمستحيل، إنها الفتاة الفقيرة المغلوبة على أمرها في الأول، والزوجة المتسلطة في الأخير.
صعوبات واجهت سناء جميل:
الصعوبات التي واجهتها طوال مشوارها، لم تكن في الفن، وإنما من ذلك بكثير، ربما منذ بدأ الحلم ينبت في داخلها، فقد ولدت في الـ27 من إبريل، عام 1930، لأسرة مسيحية، في مركز ملوي بمحافظة المينا، ودرست الفنون المسرحية، إلا إنها عندما قررت احتراف التمثيل رفضت أسرتها وطردتها من المنزل.
لم يحن قبل الأسرة على سناء منذ هذه اللحظة وطوال سنوات عمرها، الأمر الذي كان يؤرقها كثيرًا لكن "النداهة"، التي أخدتها من عالمها إلى عالم السحر والفن، لم تسمح لها بالعودة مرة أخرى، واستمرت في تقديم الأدوار الفنية، تبدع في كل مررة أكثر من المرة التي سبقتها، لكن شيء ما كان ينقصها، ربما عوضها عنه، وجود حبيبيها ورفيق دربها الكاتب لويس جريس، الذي دعمها كثيرًا وأحبها بجنون.
سناء جميل كانت حريصة على لقاء أي من أفراد أسرتها، ولو لمرة واحدة، حتى وهي مفارقة للحياة، وأوصت ألا تدفن إلا بحضور أحد منهم، وفي سبيل تنفيذ ذلك نشر جريس إعلان في الجرائد، ولمدة ثلاث أيام، باتت خلالهم حبيسة غرفة نومها تتنظر النظرة الأخيرة، لكن أحد لم يلبي النداء، ودفنها لويس جريس وحده، في الثاني والعشرين من ديسمبر عام 2002.
