عزازيل هي رواية صادرة عن دار الشروق سنة 2008، من تأليف الدكتور يوسف زيدان الخبير في المخطوطات والفلسفة.وتدور الرواية حول المسيحية في القرن الميلادي الخامس بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا ، وتناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي أضحت فيها المسيحية ديانة الأغلبية المصرية.

فازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية وهي النسخة العربية من جوائز بوكر البريطانية للأدب.

وزيدان هوواحد من ستة روائيين اختيروا ضمن القائمة النهائية للجائزة التي تمنح للسنة الثانية وقيمتها 50 ألف دولار.

محرر الرواية

يوسف زيدان باحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه. له عديد من المؤلفات والأبحاث الفهمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي. وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة، كما حتى له منطقات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية. عمل مستشاراً لعدد من المنظمات الدولية الكبرى مثل: منظمة اليونسكو، منظمة الإسكوا، جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات. ويعمل منذ عام 2001 مديرا مركز ومتحف المخطوطات في مخطة الإسكندرية.وقد ساهم وأشرف على مشاريع ميدانية كثيرة تهدف إلى رسم خارطة للتراث العربي المخطوط المشتت بين أراتى العالم المتنوعة.

التسمية

حدثة عزازيل تعني الشيطان بحسب اللغات القديمة.

وبحسب ما اتى في الموسوعة الشعرية من كتاب " الباقلاني" لأبي البركات الأنباري (1119-1181م) فإن إبليس وقبل حتى يرتكب المعصية كان ملَكاً من الملائكة ومسماه عزازيل ولم يكن من الملائكة ملَكٌ أشد منه اجتهاداً ولا أكثر منه فهماً.

موضوع الرواية

تتحدث الرواية عن ترجمة لمجموعة لفائف خيالية مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا. كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة مترجم وهمي معاصر وقام بنقلها من اللغة السريانية إلي العربية.

وتتألف الرواية من 380 صفحة فيها 31 فصلاً (رقاً) ولكل رق عنوان والرق الأخير هو(قانون الإيمان المسيحي) وهي تعبير عن سيرة ذاتية خيالية للراهب المسيحي المصري هيبا ،والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي بين القرنين الرابع والخامس للميلاد ( زمن انشقاق كنيستي أنطاكيا والإسكندرية وعقد مجمع أفسس الذي ناقش انشقاق نسطور أسقف القسطنطينية وحرمانه)والتي تلتها إنقسامات هائلة بين الكنائس الكبري وذلك علي خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح.

خط الراهب هيبا رقوقة مدفوعا بطلب من عزازيل أي "الشيطان" حيث كان يقول له:" أخط يا هيبا، أريدك حتى تخط،اخط كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله…." وأيضاً " يقول في رده على استفسار هيبا:" نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك".

وتتناول خط الراهب هيبا ما وقع له منذ خرج من أخميم في صعيد مصر قاصدا مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت. وهناك تعرض لإغواء أمرأة سكندرية وثنية (أوكتافيا) أحبته ثم طردته لما عهدت أنه راهب مسيحي. ثم خروجة هاربا من الأسكندرية بعد ثلاث سنوات بعد حتى شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا الوثنية علي يد الغوغاء من مسيحي الأسكندرية بتحريض من بابا الأسكندرية. ثم خروجه إلي فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في أورشاليم (القدس) ولقائه بالقس نسطور الذي أحبه كثيرا وأوفده إلي دير هادئ بالقرب من أنطاكية. وفي ذلك الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة، ويصاحب ذلك وقوعة في الحب مع امرأة تدعي (مارتا)، وينهي الرواية بقرار حتى يرحل من الدير وأن يتحرر من مخاوفه بدون حتى يوضح إلي أين.

الرواية تمتاز بلغتها العربية الفصيحة وتناولها فترة زمنية غير مطروقة في الأدب العربي برغم أهميتها، كما أنها تتسم بالدقة التاريخية فيما يتعلق بالأحداث والأماكن والشخوص (ما عدا الراهب هيبا والمرأتين مرتا وأوكتافيا).

الجدل حول الرواية

أثارت جدلا واسعا؛ نظرا لأنها تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي أضحت فيها المسيحية ديانة الأغلبية المصرية. وقوبلت بعاصفة من التصريحات الغاضبة من بعض رجال الكنيسة الأرثوذوكسية المصرية، حيث اتهم القمص "عبد المسيح بسيط" -أستاذ اللاهوت الدفاعي بالكلية الإكليريكية- الرواية بأنها تنتصر لمن تسميهم الكنيسة بالهراطقة، وتوجه هجوما شديدا للكنيسة ورمزها القديس مرقص. واتهم المؤلف في تصريحات صحفية" بمحاولة إيحاء القارئ بأن السيرة التي «ألفها» ـ عزازيل ـ سيرة حقيقية، وجدت مكتوبة في لفائف جلدية أثرية مكتوبة باللغة السريانية، أوالآرمية، وهي لغة المسيح.

ونطق سهل "المحرر بنى روايته على أساس أحداث واقعية وتواريخ معروفة، وقد وضع لها ثلاثة أهداف، هي: الفوز لمن سمتهم الكنيسة بالهراطقة، وتوجيه هجوم للكنيسة.

وقد أصدر الانبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس في مصر بيانا اتهم فيه مؤلف الرواية بالاساءة إلى المسيحية، مشيرا إلى أنه أخذ فيها منحى المؤلف "دان براون" في روايته شفرة دافنشي

وبدأ بعض المحامين الأقباط في التفكير في تحريك نادىوى ضد الرواية لمنع ترويجها ومصادرتها، ومن بينهم المحامي نجيب جبرائيل -رئيس مركز حقوق الحدثة- الذي اعتبر الرواية مسيئة، تطعن في العقيدة المسيحية، حيث تقول ببشرية المسيح وليس بألوهيته، معتمدة في ذلك على آراء "نسطور" المطرود والمحروم من الكنيسة الذي فصل بين الطبيعتين البشرية واللاهوتية للمسيح.

ويشير جبرائيل إلى حتى زيدان عبر في تلك الرواية عن آرائه بهجومه الشديد واللاذع على الكنيسة القبطية، واعتبر جبرائيل الرواية حافلة بالكثير من الانتهاكات للعقيدة المسيحية، ونالت من الثوابت العقيدية، وأضاف أنه يفترض أن يقوم بصفته -المستشار القانوني للبابا- بحمل دعوى عاجلة لمنع تداول الرواية.

وعلي جانب أخر، نطق روبير الفارس الروائي القبطي ورئيس القسم الثقافي بجريدة وطني لـ"العربية.نت" إذا الرواية ناقشت جزءا من التاريخ، والتاريخ ليس مقدسا، والذى يصنع التاريخ هوالانسان بخيره وشره، فالمسيحية بالذات تقول إنه ليس هناك أحد من البشر مقدس سوى المسيح فقط، ولا يستطيع أحد حتى يأتي ليقول إذا القديسين " المذكورين في الرواية لم يرتكبوا أخطاء."

وجهة نظر المؤلف

وكان الدكتور يوسف زيدان قد اكد حتى روايته «عزازيل» لا ينبغي النظر إليها من زاوية غير زواية الإبداع الأدبي، وأبدي زيدان أسفه من هجوم الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، علي الرواية وتشبيهها بـ «شفرة دافنشي» واتهامه بعدم الحياد وخلط الحقائق بخياله الروائي.

وشدد زيدان في تصريحات خاصة تجاوز ان نشرتها له جريدة المصري اليوم المصرية علي حتى جميع الوقائع والشخصيات الواردة في الرواية باستثناء «الراهب هيبا والمرأتين مرتا وأوكتافيا» هي وقائع عملية وشخصيات حقيقية، ونطق : «كان التحدي الإبداعي في الرواية هوكيف من الممكن أن أحرك الأحداث دون حتى أخالف أي واقعة عملية أوشخصية تاريخية»، لافتاً إلي حتى هيبا الرهاوي «بطل الرواية» ليس هوالراهب هيبا الذي عاش في آواخر القرن الخامس الميلادي، كما يعتقد الأنبا بيشوي قائلاً : «بطل الرواية ولد في القرن الرابع، وتوقفت الأحداث عام 431م، وهي نفس سنة انعقاد مجمع أفسس الذي شهد الانشطار الكبير بين الكنائس الأرثوذكسية.

وأكد زيدان حتى البابا كيرلس عمود الدين، بابا الإسكندرية الرابع والعشرين، ظهر في الرواية بحسب ما يوافق شخصيته التاريخية العملية، داعياً المشككين في ذلك قراءة رسالته المشهورة «اناتيما» أواللعنات التي صبها علي رأس الأسقف نسطور، منتقداً ما يسميه الأقباط تاريخ الكنيسة، مؤكداً أنه يعتبره جزءاً من تاريخ مصر الذي لا يمكن فصله عن باقي أجزاء تراثنا المشهجر.

ونطق: «الرواية دعوة للاهتمام بالإنسان المختفي بين الصراعات الممضىية، وتؤكد حتى العنف لا يرتبط بالضرورة بدين أوممضى معين، وإنما يرتبط بأشخاص محددين توهموا أنهم من حقهم اغتال الآخرين باسم الحق الإلهي»،وأضاف: أرفض مقارنة روايتي بشفرة دافنشي لأن الأخيرة خطت بأوهام غير ثابته، وهدف مؤلفها الانتشار العالمي وتحويلها لفيلم سينمائي علي عكس الأولي فهي رواية فلسفية تأسست علي فهم عميقة بالتراث.

وقلل زيدان من إمكانية تحويل الرواية إلي عمل سينمائي لاحتياجها إلي ميزانية ضخمة جداً إضافة إلي حتى الجمهور العربي لم يتعود بعد علي الرؤية الفلسفية الموجودة بالرواية.

جوائز

فازت الرواية بجائزة البوكر العربيه لأفضل رواية عربيه لعام 2009. كما نالت الرواية إستحسانا كبيرا من قبل النقاد والقراء العرب وشهدت أسواق الخط بمصر إقبالا شديدا علي نسخ الرواية.

انظر أيضا

• الكنيسة الأرثوذوكسية

المصادر

وصلات خارجية

• النسخة الكاملة لرواية عزازيل
• يمكنك تنزيل رواية عزازيل كاملة من خلال الوصلة التالية:

http://www.4shared.com/file/58417393/5b5ec5c3/_____.html?s=1 

لقراءة الرواية بحاجة إلى برنامج أدوبي أكروبات