المدير الإقليمي لـ«الصحة العالمية»: التوزيع غير العادل للقاحات سبب ظهور «أوميكرون» - تحقيقات وملفات


د. أحمد المنظري: لقاحات «كورونا» ما زالت فعّالة ضدالمتحور الجديد.. ونتوقع زيادة الإصابات في الشتاء

قال الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، إن لقاحات كورونا ما زالت فعالة أمام المتحورات، ومنها «أوميكرون»، متوقعاً تزايد أعداد إصابات فيروس كورونا خلال فصل الشتاء، مشدداً على ضرورة التهوية الجيدة والابتعاد عن الأماكن المغلقة والالتزام بالتدابير الاحترازية المعتمدة خلال أشهر البرد.

وأكد «المنظرى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن «التوزيع غير العادل للقاحات حول العالم هو السبب الرئيسى وراء ظهور المتحورات المستمرة للفيروس»، مشيراً إلى أن تحليل «pcr» ما زال فعالاً لاكتشاف الإصابة بمتحور أوميكرون من عدمه.. وإلى نص الحوار:

 «دلتا» السائد إلى الآن ونجري دراسات لمعرفة مدى خطورة المتحور «أوميكرون» وسرعة انتشاره

بداية.. هل وصلت أى معلومات رسمية جديدة تفيد بأعراض متحور «أوميكرون»؟

- لدينا الكثير الذى نسعى إلى معرفته عن هذا المتحور الجديد عن طريق البحث والدراسة، وأعراض «أوميكرون» لا تختلف عن الأعراض المصاحبة للنسخة الأصلية من «كورونا»، وهناك بعض الأدلة على أنه يُسبب مرضاً أكثر اعتدالاً من «دلتا»، ولكن مرة أخرى، لا يزال من السابق لأوانه أن نكون رأياً نهائياً لمساعدتنا فى تكوين صورة أوضح عن شدة وأعراض المرض الذى يسببه، وندعو المزيد من البلدان إلى تقديم المزيد من البيانات إلى منصة البيانات السريرية الخاصة بالمنظمة.

هل اللقاحات تقل فاعليتها أمام هذا المتحور الذى أثار القلق بين سكان العالم؟

- حتى الآن وفى ضوء ما تم اكتشافه من معارف عن تحور أوميكرون، لم يظهر تأثير للمتحور الجديد على فاعلية اللقاحات الحالية، وهى لا تزال فعالة فى الوقاية من كورونا، وننصح بالاستمرار فى تلقى اللقاح، ومع ذلك فنحن نواصل البحث والدراسة للوقوف على كافة الآثار المحتملة.

هل يمكن القول إن متحور «دلتا» كما زعم البعض أخطر من «أوميكرون»؟

- تعود خطورة متحور «دلتا» إلى سرعة انتشاره على نطاق واسع، بحيث أصبح المهيمن بين جميع التحورات المكتشفة إلى الآن، فهو موجود حالياً فى أكثر من 193 بلداً فى العالم، وتعزى إليه حالياً معظم الإصابات، وحالياً وصل عدد البلدان التى اكتشف فيها «أوميكرون» إلى 57 بلداً فى أقاليم العالم الستة، لذلك سيكون من المهم مراقبة ما يحدث بعناية، لفهم ما إذا كان بإمكانه أن يتفوق على «دلتا» من حيث درجة الخطورة، حيث تشير بعض سمات «أوميكرون»، بما فى ذلك انتشاره العالمى وتميزه بالعدد الكبير من الطفرات، إلى أنه يمكن أن يكون له تأثير كبير على مسار الجائحة، ولكن لا يزال من الصعب معرفة ما سيكون عليه هذا التأثير بالضبط، لهذا السبب ندعو جميع البلدان إلى زيادة المراقبة والاختبار والتسلسل الجينومى، وفى الوقت نفسه يظل أحد أهم الأمور أننا ما زلنا نواجه جائحة من متحور دلتا، ولذا نؤكد أننا سنقوم بتطعيم جميع الأشخاص، خاصة أولئك المعرضين لأعلى معدلات الإصابة بالمرض بلقاحاتنا الحالية.

هل تتوقع المنظمة ارتفاع إصابات كورونا مع دخول فصل الشتاء؟

- علينا أن نكون حذرين ومستعدين لارتفاع أعداد الحالات فى أشهر الشتاء، فهذا ما لاحظناه فى الشتاء الماضى، ومع أن الفيروس نفسه لا يتأثر بدرجة الحرارة هبوطاً وارتفاعاً، فإن السلوكيات التى تنتشر فى فصل الشتاء، من حيث البقاء فى أماكن مغلقة، وسوء التهوية، وتجمع أعداد كبيرة فى أماكن محدودة تسبب انتشار العدوى، ولا ننس دور أشكال العدوى الأخرى التى تحدث فى فصل الشتاء مثل العدوى بالإنفلونزا والزكام وغيرهما من أمراض البرد التى تسبب السعال والعطس، ومن ثم تزداد فرص انتقال الفيروس المسبب لكورونا من المصابين به لمن حولهم، لذلك ننصح بالحرص على التهوية الجيدة وتلقى لقاح الإنفلونزا الموسمية ومعالجة الأعراض المصاحبة للبرد والالتزام بأعلى مستوى من الإجراءات الوقائية لتجنب العدوى.

«التحور» جزء طبيعي من نشاط أي فيروس

ما سبب ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا؟

- التحور جزء طبيعى من نشاط أى فيروس، وعائلة كورونا الفيروسية معروف عنها أنها فى نشاط دائم ينجم عنه تحور النسخة الأصلية من الفيروس، لكن وتيرة التحور تزداد عندما يتسع نطاق انتشاره، وتقل جهود الوقاية منه، وثمة سبب بالغ الأهمية هو عدم التوازن فى تقديم اللقاح، فوجود مناطق عالية التغطية بالتطعيم، وأخرى محدودة، كما هو الحال الآن يؤدى إلى سرعة تحور الفيروس، لذلك نحث جميع البلدان على الإسراع بتقديم اللقاح للفئات ذات الأولوية وتوسيع مظلة التغطية بالتطعيمات لتحقيق النسب المستهدفة، خاصة أن التوزيع غير العادل للقاحات هو السبب فى ظهور المتحور الجديد.

فى حال قلة فاعلية اللقاحات أمام المتحور الجديد.. ما السيناريو المتوقع أمام العالم لمواجهته؟

- حتى الآن لم تتأثر فاعلية اللقاح فى مواجهة أوميكرون، ومع ذلك فنحن والشركاء المعنيون نعمل على كافة السيناريوهات ومنها تأثر فاعلية اللقاحات، وهناك العديد من اللقاحات الجديدة يستمر العمل عليها لمواجهة أى تأثر محتمل، وفى الوقت نفسه فإن الإسراع بتحقيق الأهداف المتعلقة بالتطعيم ونظر اللقاح من شأنه أن يسرع باحتواء الفيروس ووقف الجائحة.

كيف ترى المنظمة التسابق حالياً بين الشركات للإعلان أن لقاحها هو الفعال ضد «أوميكرون»؟

- جميع اللقاحات التى حصلت على مصادقة منظمة الصحة العالمية للاستخدام الطارئ أو مصادقة غيرها من هيئات الاعتماد الدولية والوطنية المرموقة والمعروفة بصرامة معاييرها، هى لقاحات فعالة وتتمتع بالسلامة والجودة، ولا تزال إلى الآن قادرة على الوقاية من المتحورات الجديدة.

هل الكواشف وتحليل «pcr» قادرة على اكتشاف المتحور الجديد؟

- تعمل التشخيصات الموجودة لدينا بنجاح فى اكتشاف أوميكرون، سواء تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، أو الاختبارات السريعة القائمة على المستضدات.

تأثير «كورونا» على حياة الناس

لا يزال «كوفيد-19» يؤثر سلباً على حياة الناس وصحتهم فى جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط وخارجه، مما ينشر الشعور بالخوف والإحباط، وقد أدى وصول المتحور الجديد المثير للقلق «أوميكرون» إلى تفاقم الوضع، كما أنه يُشكل تهديدات محتملة للمكاسب التى تحققت بصعوبة خلال العامين الماضيين، وهناك تباين فى الاتجاهات الحديثة لانتشار كورونا فى الإقليم، ففى حين سجَّلت بعض البلدان انخفاضات فى حالات الإصابة والوفيات فى الفترة الأخيرة، سجلت عدة بلدان زيادة فى حالات الإصابة والوفيات، وأُبلغ عن قرابة 17 مليون حالة إصابة مؤكدة وحوالى 313 ألف وفاة على مستوى الإقليم حتى منتصف ديسمبر الحالى.

تاريخ الخبر: 2021-12-24 21:21:14
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية