بينما أظهر استطلاع للرأي تأييد 81 % من الناس حظر تطبيق «TikTok»، لفرضه مشاهد عليهم لا يرغبون في مشاهدتها، وتأثيرها على الأطفال والمراهقين، أشار المختص بعلم النفس السيبراني، الدكتور يوسف السلمي، إلى أن هناك أسلوبين تنتهجهما وسائل التواصل الاجتماعي حاليا: السلوك الرقمي الأخير والاهتمامات.

أسلوب دعائي

أبان «السلمي» أن «TikTok» ينتهج أسلوب السلوك الرقمي الأخير، حيث يختلف التطبيق عن باقي وسائل التواصل، إذ لا يركز على اهتمامات المستخدم أو المتابعين أو المواضيع المشتركة بينهم، ولكنه يركز على السلوك الرقمي الأخير للمستخدم، ليغرقه داخل محتوى وفيديوهات متتابعة كثيفة جدا، وهو أسلوب دعائي يعتمد على خوارزميات تربط بين السلوك الأخير المتشابه، وينظر للمستخدم كمستهلك يجب إغراقه في سيل من الدعايات، وربطه مع محتوى متتالٍ، حدده من خلال سلوكه الأخير، ولكن عندما يكون التركيز على اهتمامات المستخدمين الذين يشاركونك اهتماماتك التقنية أو الرياضية سيأخذ ذلك وقتا أطول، ومن الصعب ربطه، وعرض محتوى يلبي اهتمامات المستخدم خلال فترة قصيرة.

خوارزميات ذكية

قال «السلمي»: جعل هذا الأسلوب، وهو التركيز على السلوك الرقمي الأخير، وربطه بسلوك مشابه له عن طريق خوارزميات ذكية، البرامج تتجه لهذا الأسلوب بإضافة خاصية الفيديوهات القصيرة، وبالطبع هذا لا يناسب الأشخاص الذين ينقادون خلف كل محتوى دون تفكير ناقد مثل صغار السن أو الأشخاص الذين لا يمتلكون قدرات وضبطا ذاتيا، لأن المشكلة الكبيرة أنهم يتعاملون مع الآلة، حيث تبتعد المعايير الإنسانية والأخلاقية والعادات والتقاليد تماما، ليحل محلها الذكاء الصناعي، ويربط المستخدم بناءً على مشاهداته الأخيرة، ليقع في بحر متلاطم من الفيديوهات التي لا تليق، وكان ذلك نتيجة ما يسمى «استهداف السلوك الرقمي الأخير»، موضحا: «فهمنا طريقة عمل بعض التطبيقات سوف يسهل علينا التعامل معها كمستخدمين نأخذ الجانب الإيجابي، وننمي الثقافة الرقمية لأبنائنا ومجتمعنا بطريقة عمل هذه التطبيقات وأساليبها المتنوعة».

دعوى قضائية

من جهة أخرى، يعاني موظفو TikTok فشل الشركة في حمايتهم من الإشراف على المحتوى، حيث رفع مشرف محتوى سابق بالمنصة دعوى قضائية ضدها، زاعمًا أن الشركة الأم (بايت دانس) لا توفر ضمانات كافية لحماية الصحة العقلية للمشرفين من هجوم شبه دائم من لقطات مؤلمة.

وفي دعوى قضائية جماعية، تم رفعها في محكمة مقاطعة كاليفورنيا المركزية، تقول كاندي فرايزر إنها أمضت 12 ساعة يوميًا في تنسيق مقاطع الفيديو التي تم تحميلها عبر المنصة لمصلحة شركة تعاقد تابعة لجهة خارجية، تدعى Telus International. وتشير «فرايزر» إلى أنها شهدت في ذلك الوقت آلاف أعمال العنف المتطرفة والتصويرية، بما في ذلك إطلاق النار الجماعي واغتصاب الأطفال وتشويه الحيوانات وأكل لحوم البشر والقتل الجماعي والإبادة الجماعية.

مراقبة مكثفة

تضيف «فرايزر» أنه من أجل التعامل مع الحجم الهائل من المحتوى، الذي يتم تحميله عبر المنصة يوميًا، كان عليها وزملائها المشرفين مشاهدة ما بين 3 و10 مقاطع فيديو في وقت واحد، مع تحميل مقاطع فيديو جديدة كل 25 ثانية على الأقل. يسمح للمشرفين بأخذ استراحة واحدة، مدتها 15 دقيقة، في الساعات الأربع الأولى من نوبتهم، ومن ثم استراحة إضافية لـ15 دقيقة كل ساعتين بعد ذلك.