تنافس حاد على قيادة أوروبا بعد انسحاب ميركل


إعلان

في الوقت الحالي، لا يبدو أن أي قيادي يمتلك القدرة على القيام بهذا الدور، إذ إن التحديات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي عميقة جدا، من تراجع دولة القانون حتى داخل حدوده إلى خطر تهميش جيوسياسي أو تبعات بريكست.

وكان لميركل التي خلفها أولاف شولتس على رأس الحكومة الألمانية في بداية كانون الأول/ديسمبر، تأثير كبير على أوروبا عبر المساعدة على حماية تماسكها في سلسلة طويلة من الأزمات.

ورأى الأستاذ في جامعة نافارا في إسبانيا سيباستيان رايشي في تعليق على مدونته عن ميركل، أنها "تعتبر القائدة +الفعلية+ للاتحاد الأوروبي والعالم الحر أيضا".

وكشف استطلاع للرأي أجراه مؤخرا المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن 41 بالمئة من الناخبين الأوروبيين سيصوتون، إن استطاعوا، لأنغيلا ميركل كرئيسة لأوروبا مقابل 14 بالمئة فقط لإيمانويل ماكرون.

فرصة لماكرون

مع ذلك، تسنح لرئيس الدولة الفرنسية فرصة للبروز مع تولي باريس رئاسة الاتحاد الأوروبي لستة أشهر اعتبارا من كانون الثاني/يناير.

وقد كشف عن طموحاته قائلا إنه يريد العمل من أجل "أوروبا قوية في العالم، ذات سيادة كاملة، حرة في خياراتها وسيدة مصيرها".

وأكد ألكسندر روبينت بورغومانو في مذكرة تحليلية نشرها معهد "مونتين" للأبحاث، أن رحيل ميركل "قد يسمح للرؤية الفرنسية" لأوروبا بأن تفرض نفسها.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الزوزراء الإيطالي ماريو دراغي يتوسطهما الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريللا في روما في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 البرتو بيتسولي تصوير مشترك/ا ف ب

واعتبرت الأستاذة في جامعة كامبريدج هيلين تومسون في مقال حديث في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن ماكرون "يناور" لاستعادة زعامة أوروبا "بينما كُبحت حتى الآن محاولاته المعلنة لمنح الاتحاد الأوروبي هدفا سياسيا واضحا".

وأثارت المعاهدة الفرنسية الإيطالية التي وقعها مؤخرا مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في هذا السياق، اهتماما، بينما تتشكل تحالفات جديدة في أوروبا ما بعد بريكست.

وقد أطلق الرجلان دعوة مشتركة إلى إصلاح قواعد الميزانية الأوروبية من أجل السماح بمزيد من الإنفاق الاستثماري، في مبادرة من شأنها أن تثير استياء بلدان شمال أوروبا الأكثر تشددا في شؤون المالية العامة.

ويعتبر رئيس الحكومة الإيطالية الذي يلقب "سوبر ماريو" أو "ماريو الخارق" بعد توليه رئاسة البنك المركزي الأوروبي، بدوره، مرشحا محتملا للقيادة الأوروبية.

"سوبر ماريو"

وتقول نيكوليتا بيروتسي من مركز "معهد الشؤون الدولية" للدراسات في روما لوكالة فرانس برس، إن ماريو دراغي يمكن أن يملأ الفراغ الذي تركته ميركل بصفتها صانعة توافق" في الاتحاد الأوروبي. "وخلافا لنهج ميركل، قد يضخ ديناميكية جديدة في التكامل الأوروبي في المجالات الاقتصادية أو الدفاعية".

لكن دراغي يمكن أن يطمح إلى رئاسة الدولة في 2022، وهو منصب صلاحيات شاغله محدودة.

داخليا، سيواجه الرئيس الفرنسي في 2022 وضعا صعبا مع انتخابات رئاسية في الربيع نتائجها غير مؤكدة. لذلك يمكن أن تنشغل فرنسا بهمومها السياسية الداخلية ما يعيق قدرتها على تطوير رؤى أوروبية كبرى.

ماذا عن أولاف شولتس؟

في ألمانيا التي وصفت لفترة طويلة ب"سويسرا الكبرى" بسبب ميلها إلى التركيز على ازدهارها الاقتصادي من دون التورط كثيرا في القضايا الدولية الكبرى، تتحرك الأمور.

فقد جاء في برنامج الحكومة الجديدة "نريد تعزيز السيادة الاستراتيجية للاتحاد الأوروبي".

في الوقت نفسه، سيتولى أولاف شولتس رئاسة مجموعة السبع اعتبارا من كانون الثاني/يناير.

لكن لتولي القيادة الأوروبية، سيتعين على المستشار الجديد الذي يقدم نفسه على أنه وريث ميركل، أن يقسو على نفسه. سيكون عليه القيام بقطيعة مع "المركلية"، الدبلوماسية القائمة على البحث الدائم عن حل وسط والانتظار في الأزمات وإعطاء الأولوية للمصالح الاقتصادية بما في ذلك مع الأنظمة الاستبدادية مثل روسيا والصين. لأن مثل هذا النظام أ‘طى كل ما يمكن أن يعطيه.

ويقول بيوتر بوراس وجانا بوغليرين في تحليل "للمجلس الأوروبي بشأن العلاقات الخارجية" إن هذا النهج "لن ينجح على الأرجح في البقاء بعد ميركل"، لأنه لا يسمح "بحل العديد من التحديات التي تواجه أوروبا، مثل الوباء وتغير المناخ والمنافسة الجيوسياسية الدولية".

أوروبا بلا رأس؟

هل يكون إيمانويل ماكرون المؤيد لحلول أقوى، الأفضل في هذا السياق؟

يحذر البروفسور سيباستيان رايشي من أن "قيادة ماكرون تبقى خيارا، (...) لكنها احتمال ضئيل" بسبب الصعوبات التي سيواجهها في تشكيل "التحالفات" الضرورية. ويشتبه في أغلب ألأحيان بأن باريس تريد استخدام أوروبا للدفاع عن مصالحها بشكل أساسي.

وتبدو هيلين طومسون أكثر تشاؤما. وتقول الأستاذة في جامعة كامبريدج إن "الاتحاد الأوروبي الذي أضعفه التنافس بين الولايات المتحدة والصين والمنقسم داخليا بعمق (...) لا يمكن قيادته في الوقت الحالي، ولن يصبح أي شخص ميركل الجديدة".

تاريخ الخبر: 2021-12-28 13:14:46
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 80%
الأهمية: 89%

آخر الأخبار حول العالم

السعودية تنشئ مركزاً عالمياً متخصصاً في الفضاء - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:33
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 58%

بتهم ارتكــاب جرائم إبادة جماعية

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:40
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

400 فرصة لتطوير القطاع اللوجستي بالشرقية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:44
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 65%

الجلاجل: إجراءات استباقية لمواجهة تحديات المستقبل - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:34
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

أزيلال.. فاعلون إسبان وإيطاليون يكتشفون الإمكانيات السياحية للجهة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:25:30
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

هضبة تكنوبول قسنطينة: نحو استحداث ركن خاص بتمويل المؤسسات الناشئة

المصدر: جريدة النصر - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:34
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 52%

75.3 مليار ريال نموا بإيرادات السعودية للكهرباء السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-30 03:24:42
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية