منذ مطلع الألفية الجديدة، ومع التقارب الثقافي والرياضي بين تركيا والدول العربية، باتت ملاعب تركيا تستهوي المواهب العربية المتألقة اللافتة للأنظار، وبات العديد من اللاعبين العرب تلمع أسماؤهم وتتغنّى بهم الجماهير التركية بمختلف أندية كرة القدم.

ويتميّز الدوري التركي الـ"سوبر ليغ" بالمنافسة المحتدمة، وعادةً لا يُحسَم هوية بطله إلّا بالجولات الأخيرة، كما تتّسم الملاعب التركية بالبنية التحتية فائقة الجودة، بفضل الجهود الحكومية الدؤوبة لدعم قطاعات الشباب والرياضة بالبلاد.

كما تنفق الأندية التركية مبالغ واستثمارات ضخمة لتطوير اللعبة الجماهيرية الأولى عالمياً، وتبذل جهوداً لاستقطاب اللاعبين المميزين لتضع فرقها في مصاف الأندية الأوروبية والعالمية حول العالم.

ويأتي ذلك إضافة لكون الدوري التركي محط أنظار العديد من كبرى الأندية الأوروبية الّتي تستهدف الحصول على خدمات اللاعبين الصاعدين الموهوبين.

اللاعب المغربي يونس بلهندة بقميص فريق "غلطة سراي" التركي قبل انتقاله إلى فريق "أضنة دمير سبور" (AFP)

حضور مميز لأسود الأطلس

تستحوذ النجوم المغربية خلال الأعوام الأخيرة على نصيب الأسد من عدد اللاعبين العرب المحترفين بالدوري التركي، وتبرز عديد الأسماء الّتي تعلّقت بها الجماهير التركية وهتفت لها لسنوات.

ويأتي في مقدمة هؤلاء اللاعبين، يونس بلهندة، الذي لعب أربع سنوات لأحد أبرز الأندية التركية "غلطة سراي"، وذلك قبل أن ينتقل خلال الميركاتو الصيفي الماضي إلى صفوف"أضنة دمير سبور"، موقّعاً عقداً جديداً يمتد لـ3 سنوات.

ويلي ذلك المهدي بنعطية، قائد منتخب "أسود الأطلس" سابقاً، والذي وقّع لفريق "فاتح قره جمرك" عقداً لموسمين. إضافة لعديد المواهب المغربية الأخرى المتألقة بالمستطيل الأخضر في تركيا مثل حامي عرين "أسود الأطلس" منير المحمدي ومواطنه أيوب الكعبي، لاعبا نادي "هطاي سبور"، فضلاً عن فيصل فجر لاعب نادي "سيفاس سبور".

الفراعنة.. أسماء لا تنساها الجماهير

يأتي عميد لاعبي العالم الصقر المصري أحمد حسن، في مقدمة أبرز اللاعبين المصريين والعرب الخالدين بأذهان وقلوب الجماهير التركية، إذ لعب حسن لثمانية سنوات بمختلف الأندية التركية، بدءاً بـ"قوجه ألي سبور"، و"دنيزلي سبور"، مروراً بـ"غنشلار بيرليغي"، و"بشيكطاش"، لينطلق من محطته الأخيرة بتركيا إلى أحد كبار الأندية الأوروبية "أندرلخت" البلجيكي.

وشجّع تألّق حسن بالملاعب التركية عقد صفقات لاعبين مصريين آخرين على مر السنين، مثل عبد الظاهر السقا الذي لعب بقميص "أنقرة سبور" و"قونيا سبور" و"دنيزلي سبور"، إضافة إلى أيمن عبد العزيز الذي حصل على الجنسية التركية بعد مسيرة طويلة رفقة "طرابزون سبور" و"ديار بكر سبور"، و"أنطاليا سبور".

وخلال الأعوام الأخيرة برز أسم جناح المنتخب المصري الطائر محمود حسن "تريزيغيه" الّذي تألّق مع نادي قاسم باشا لموسمين انتقل بعدهما إلى "أستون فيلا"، أحد أعرق أندية الدوري الإنجليزي "بريميرليغ"، فضلاً عن مواطنه وزميله السابق كريم حافظ الّذي لا يزال يرتدي قميص نادي قاسم باشا نفسه. كما يتألّق الفرعون المصري الآخر مصطفى محمد حالياً بألوان قميص "غلطة سراي" لموسم ثانٍ على التوالي قاد خلالهما هجوم فريقه محقّقاً شعبية كبيرة بين جماهير أحد أكثر الأندية شعبية في تركيا.

محاربو الصحراء ونسور قرطاج

يضم فريق "غلطة سراي" ذاته أحد أبرز لاعبي المنتخب الجزائري، وهو لاعب خط الوسط سفيان فيغولي، الذي انضم إلى الفريق التركي قادما من نادي "ويستهام" الإنجليزي، ويُعتَبر صاحب الـ32 عاماً من أبرز لاعبي فريق "الأحمر والأصفر"، وهو الفريق الأكثر تتويجاً ببطولة الدوري التركي لـ22 مرة. كما يرتدي محارب الصحراء الآخر حسام الدين غشة، في مركز الجناح المهاجم بفريق "أنطاليا سبور".

وعن نسور قرطاج، يتواجد حالياً بصفوف فريق "قاسم باشا" الظهير الأيسر التونسي مرتضى بن ونّاس، وهو لاعب دولي لعب كذلك بقميص منتخب بلاده. فضلاً عن أسامة الحدادي لاعب خط الوسط التونسي الآخر الذي انتقل حديثاً لصفوف فريق "يني ملاطيا سبور" التركي.

TRT عربي