ظلت أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول مخبأة تحت اللفائف وقناع الوجه الجنائزى حتى تم الكشف عنها مؤخرًا فى دراسة علمية نُشرت اليوم فى مجلة فرونتيرز فى الطب، للدكتور زاهى حواس عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة.
استخدمت تقنية أشعة متطورة من التصوير المقطعي، وكشفت لأول مرة عن وجه الفرعون وعمره وحالته الصحية بالإضافة إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء وإعادة دفنها.
وكانت مومياء القناع الجنائزى أيقونة حفل موكب المومياوات الملكية المهيب الذى انتقل من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط فى أوائل أبريل من هذا العام.
والملك أمنحتب الأول هو ابن الملك أحمس قاهر الهكسوس والذى تولى عرش مصر بعد والده وحكم البلاد لمدة ٢١عاما.
وتم العثور على موميائه عام 1881 فى خبيئة الدير البحرى الملكى فى الأقصر، وظل وجه صاحب المومياء والمعلومات عنه حبيسة اللفائف وخلف القناع الملكى حتى كشفت عنها الدراسة العلمية التى نشرت مؤخرا فى المجلة .
وأوضح د. حواس أن هذه الدراسة نجحت ولأول مرة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة فى إزاحة اللفائف بواسطة الكمبيوتر عن وجه الملك والذى اتضح انه يشبه بشكل كبير والده الملك احمس الأول والمحفوظة فى متحف الأقصر، وحددت الدراسة بشكل دقيق عمرالملك وقت الوفاة وقدرته بنحو ٣٥ عاما، كما أنبأت الدراسة عن الحالة الصحية الجيدة للملك فلم تظهر أى امراض أو إصابات بالمومياء تنبئ عن سبب الوفاة.
وكشفت الدراسة معلومات مثيرة عن طريقة التحنيط المميزة حيث اتضح أن وضعية تقاطع الساعدين على جسد مومياء الملوك (التى تسمى الوضعية الآوزيرية) بدأت بمومياء الملك امنحتب الأول، وهذه الوضعية الأوزيرية لم تر فى من سبق الملك واستمرت بعده فى ملوك المملكة الحديثة.
وأشارت د.سحر سليم إلى أن الدراسة أثبتت أن المخ لا يزال موجودًا فى جمجمة الملك فلم تتم إزالته فى عملية التحنيط، على عكس معظم ملوك المملكة الحديثة مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثانى وغيرهما حيث تمت إزالة المخ ووضع مواد تحنيط وراتنجات بداخل الجمجمة.
وأوضحت أن صور الأشعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة فى الدراسة كشفت عن وجود ٣٠ تميمة فى داخل المومياء وبين لفائفها، كذلك عن وجود حزام أسفل ظهر مومياء الملك مكون من ٣٤ خرزة من الذهب .
أقرأ أيضا | خبير آثار: «البعث والخلود» مفردات ميزت الديانة المصرية
