حللت وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس» الأسباب التى تجعل محمد صلاح، نجم ليفربول الإنجليزى، أحد أعظم لاعبى كرة القدم فى العالم، وكيف جسّد أحلام كرة القدم المصرية، وأصبح رمزًا للقوة الناعمة لمصر، وأيقونة النجاح ومصدر إلهام لدى كل المصريين، وبطل ونموذج يحتذى به فى الإصرار على السعى خلف الحلم.

وذكرت الوكالة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، أن محمد صلاح هو أحد أعظم لاعبى كرة القدم الذين يلعبون اليوم، ويعتبر مرادفًا لتحول ليفربول إلى «الطاغوت الهجومى الذى لا يمكن إيقافه»، بعد أن ساعد فى تحقيق لقب الدورى الإنجليزى الممتاز الذى كان بعيد المنال، فى موسم ٢٠١٩/٢٠٢٠، كما أنه يجسد آمال المصريين فى تحقيق المجد الكروى، وهم يستعدون لكأس الأمم الإفريقية ٢٠٢١ التى تبدأ فى ٧ يناير المقبل.

وبعيدًا عن المستطيل الأخضر، اكتسب «مو» شعبية هائلة فى مصر، بسبب أعماله الخيرية، التى تشمل بناء المستشفيات والمدارس والمعاهد الدينية، وبالطبع بناء ملعب لكرة القدم، فى قريته الصغيرة «نجريج»، على بعد ٨٠ ميلًا شمال القاهرة، كما أنه اجتذب الكثير من الاهتمام فى بلده، بسبب حملاته التوعوية حول أضرار تعاطى المخدرات ومناهضة العنف ضد المرأة، وفق الوكالة.

وأشارت «فرانس برس» إلى ما حظى به نجم ليفربول الإنجليزى من ثناء شديد فى مصر والعالم أجمع، على مدار الأيام الأخيرة، بسبب تصريحاته بشأن لقاح فيروس «كورونا» ومدى أهميته، وتشجيعه الجميع على أخذه وعدم الخوف منه، مشددًا على إلزامية الحصول على اللقاحات وأثرها الفعال فى محاربة «كوفيد-١٩».

ونقلت عن سوزان جبريل، خبيرة السياسة الرياضية فى الشرق الأوسط، لدى مركز أبحاث «CEVIPOL» فى باريس، ومرصد العالم العربى والمسلمين فى بروكسل، القول إن «صلاح نموذج للمصرى الأصيل، فهو يعيش حياة صحية للغاية، لا يدخن ولا يشرب الكحول، ويُنظر إليه على أنه مسلم نموذجى، وشخص كريم، وقبل كل شىء رياضى رائع وأحد أفضل لاعبى الكرة الأفارقة على مر كل العصور».

وشدد التقرير على أن «صلاح» يحتفظ بقدر كبير من الفخر بجذوره المصرية، وسط نجاحه الباهر، مشيرة إلى تصريحه بعد فوزه ببطولة دورى أبطال أوروبا فى ٢٠١٨/٢٠١٩: «لقد جئت من قرية صغيرة إلى القاهرة، وأن أكون مصريًا يلعب فى تلك المستويات هذا أمر لا يصدق».

وأوضح أن «صلاح المسلم المتدين اعتاد على زيارة قريته فى مصر لقضاء شهر رمضان كل عام، ويواظب على أداء الصلوات الخمس فى اليوم، على الرغم من تدريباته وجدول اللعب المزدحم، كما إنه لا يزال يحتفل بكل هدف من أهدافه بالسجود والشكر لربه».

ولم يقتصر الأمر على المصريين، واستطاع «مو» كسب قلوب متابعيه خارج مصر، وفق «فرانس برس»، مشيرة إلى احتفال مشجعى ليفربول، الذى يعد أحد أندية كرة القدم الأكثر شهرة فى إنجلترا، بإحراز الدورى الإنجليزى الممتاز فى ٢٠١٨، الذى كان «صلاح» مفتاح الفوز به، عبر أغنية قالوا فيها إنهم «قد يعتنقون الإسلام إذا واصل اللاعب المصرى تسجيل مزيد من الأهداف».

وأضافت الوكالة: «منذ ظهور هذا الهتاف لأول مرة فى ملعب أنفيلد، عام ٢٠١٨، تمكن محمد صلاح من الحفاظ على مستواه المذهل، بما يتضمنه من حركات مراوغة بارعة، وقدرة على قراءة المباراة، وسرعة غير مسبوقة، واستطاع بعدها أن يتجاوز الرقم القياسى الذى سجله بطل تشيلسى السابق ديديه دروجبا بـ١٠٤ أهداف، ليصبح أكثر لاعب إفريقى سجل أهدافًا فى تاريخ الدورى الإنجليزى، ومن بين أفضل لاعبى العالم».

وواصلت: «محمد صلاح أصبح أغلى لاعب إفريقى فى تاريخ كرة القدم، بعدما نجح فى تحقيق حلم نادى ليفربول فى الحصول على لقب الدورى الممتاز، تحت الإدارة الناجحة للمدير الفنى للفريق، الألمانى يورجن كلوب».