وصف راشد الغنوشي رئيس البرلمان التونسي المعلّقة أعماله، الثلاثاء، إجراءات الرئيس قيس سعيّد بأنها استعادة لتجارب فاشلة، كما دعا إلى حوار وطني شامل يترفع عن كل إقصاء ويرسم ملامح مستقبل البلاد.

جاء ذلك في كلمة للغنوشي، خلال زيارة أداها في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، لمقر الإضراب عن الطعام الذي يخوضه عدد من أعضاء مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" بالعاصمة تونس، وفق مقطع فيديو بثته حركة النهضة عبر صفحتها على فيسبوك.

والخميس، أعلنت المبادرة دخول نواب في البرلمان وشخصيات عامة وسياسية وبعض أعضاء المبادرة، في إضراب عن الطعام، "رفضاً للحكم الفردي وإخماد أصوات المعارضين".

وفي كلمته وصف راشد الغنوشي، إجراءات الرئيس قيس سعيّد بأنها استعادة لتجارب فاشلة وقال إن البلاد تسير نحو العودة للاستبداد والإقصاء.

وكان سعيّد قد علّق في يوليو/تموز الماضي عمل البرلمان واستأثر بالسلطات التنفيذية في خطوة وصفها معارضوه بالانقلاب على الانتقال الديمقراطي في البلاد.

وقال الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية: "لو وضعنا الشعارات جانباً، فإن الواقع يشهد أننا نسير قدُماً نحو مخاطر الاستبداد، وعقلية الإقصاء ما تزال قائمة".

ومضى يقول: "يريد تونس بلا أحزاب. فيها صوت واحد هو صوت الرئيس، ودولة في يد شخص يديرها مثلما يشاء، يشكّل القانون ويلغي الدستور ويقيل الحكومة ويحلّ مجلس النواب ليكون حاكماً على كل شيء".

وأردف قائلاً: "العالم العربي وبقية العالم جرب الديكتاتورية، فأين وصلت؟".

كما دعا الغنوشي، إلى "حوار وطني شامل في بلاده يترفّع عن كل إقصاء ويرسم ملامح مستقبل تونس ويعالج كلّ التحديات وفي مقدمتها التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".

وقال إن "تونس المتنوعة تسطّر اليوم مشهداً رائعاً يلتقي فيه الإسلامي واليساري والقومي والدستوري، يجمعهم الالتقاء على المشترك الديمقراطي والقطع مع الفكر الاستبدادي والقبول بحق الآخر في الاختلاف وحرية الرأي وبناء تونس التي تتسع لجميع أبنائها دون إقصاء ولا تهميش".

وأشاد رئيس حركة النهضة (53 مقعداً من أصل بالبرلمان المجمدة اختصاصاته من أصل 217) بـ"نضال المضربين عن الطعام"، مؤكداً أن "هذا العمل من صميم ما تدافع به النخب والشعوب الحرة عن حريتها وحقوقها وديمقراطيتها في وجه عودة دولة الاستبداد وحكم الفرد".

ونبّه إلى أن "البعض ما زال يفكّر إلى اليوم رغم مرور أكثر من عشر سنوات على الثورة (يناير/كانون الثاني 2011) في إقصاء هذا الفريق أو ذاك متناسين أن تونس مثل السفينة التي تبحر بجميع ركابها".

و"مواطنون ضد الانقلاب" مبادرة شعبية قدّمت مقترح خريطة طريق لإنهاء الأزمة السّياسية في تونس، تتضمن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في النّصف الثّاني من 2022‎.

وخلال يومي 17 و18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، منعت قوات الأمن، عشرات المحتجين من نصب خيام اعتصام في شارع الحبيب بورقيبة، بدعوة من مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، وفرّقت المعتصمين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.

TRT عربي - وكالات