كشفت دراسة استقصائية تحليلية مختصة في الهجرة النظامية والسرية معا، عن اتجاهات الشباب المغربي نحو الهجرة خارج أرض الوطن، والدول الأجنبية التي يحلم بها
وشملت الدراسة أكثر من 500 شخص تتراوح أعمارهم بين 16 و40 سنة، موزعين على كافة جهات المملكة.
ويحلم 40.2 بالمئة ممن شملتهم الدراسة بالهجرة إلى أوروبا، فيما اختار بنسبة 28 بالمئة الهجرة إلى كندا، و97 اختاروا الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أي بنسبة 21.4 بالمئة، فيما اختار 19 الهجرة من المغرب دون مكان محدد وكيفما كانت وجهة الاستقبال بنسبة 4.2 بالمئة.
أما بالنسبة لباقي الشباب والشابات فاختاروا الهجرة إلى آسيا بنسبة 2.6 بالمئة، ونسبة 2.4 بالمئة اختاروا الهجرة إلى إحدى دول الخليج العربي، ونسبة 0.11 بالمئة منهم اختاروا الهجرة إلى أفريقيا أو إحدى دول أمريكا اللاتينية.
أما فيما يخص خيار العيش في المغرب أو خارجه، عبر 327 مستجوبا عن تفضيلهم العيش خارج المغرب بنسبة 65.1 بالمئة، بينما 175 فضلوا العيش داخل أرض الوطن، بنسبة 34.9 بالمئة.
وفي تعليق على الدراسة التي أعدها مصطفى تاج، وهو باحث في سلك الدكتوراه تخصص القانون العام والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أوضح “تاج” أن خلاصات الدراسة تعكس مدى انبهار الأجيال الجديدة من الشباب المغربي بدول الغرب، وبمستوى التقدم الاقتصادي والاجتماعي والعلمي فيها، كما يعكس بالمقابل عدم رضى وسخط ضمني على الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يعيشونها بالبلاد.
وأشار تاج في تصريح خاص لـ”الأيام24″، أن “التقارير الدولية المختصة التي تصنف المغرب في أدنى الترتيب على مستوى مجموعة من المجالات أًصبح محفز من المحفزات التي تجعل الشباب المغربي اليوم يفكر في الهجرة، بالإضافة إلى ضيق الأفق وقلة فرص الشغل الكريم”.
وشدد على أنه أصبح مطلوبا من الدولة الانكباب على إعداد برامج لتربية الأطفال واليافعين والشباب على القيم الوطنية التي تنتصر للوطن والتي تذكي حب الوطن في النفوس، عوض التغاضي عن الروح الفردانية التي بدأت تستشري بقوة في صفوف الأجيال الحالية.
الهجرة السرية القاتلة
وفي باقي الدراسة التي شملت مجموعة من الاتجاهات والتساؤلات، فكشفت أن 83.5 بالمئة من الشباب المغربي لا يوافق على الهجرة السرية ولو أتيحت له الفرصة لذلك، فيما 16.5 بالمئة عبروا عن استعدادهم لها لو أتيحت لهم الفرصة المناسبة.
مما أصبح من خلال المعطيات السابقة التفكير بسرعة من طرف الدولة في إيجاد حلول ناجعة لتذويب الفئة الأخيرة في المجتمع بالشكل الذي يحد من تفكيرها في الهجرة السرية، فالهجرة السرية اليوم أصبحت سبة في حق دول التصدير، كما أصبحت مقترنة بالموت والضياع والتشرد والوضعيات اللا نظامية واللا قانونية، بحسب مصطفى تاج.
حلم الهجرة النظامية
جدير بالذكر أن 58.3 بالمئة، ممن شملتهم الدراسة يفكرون في الهجرة النظامية، فيما عبر 25.3 بالمئة برفض الفكرة، في حين عبر 82 مستجوبا عن تردده في الإجابة عن سؤال التفكير في الهجرة النظامية بنسبة 16.4 بالمئة.
وتفاعلا مع الهجرة النظامية مع توفر الفرصة، عبر 386 مستجوبا عن استعدادهم للهجرة النظامية إذا ما أتيحت لهم الفرصة لذلك بنسبة 77.4 بالمئة، فيما عبر 113 مستجوبا عن رفضهم للهجرة النظامية حتى لو أتيحت لهم الفرصة لذلك، بنسبة 22.6 بالمئة.
وبالنسبة لتجاوب المشاركين مع سؤال أسباب إقدام الشباب المغربي على الهجرة، أرجع 217 مستجوبا لأسباب متعددة بنسبة 43.1 بالمئة، و215 أرجعوها لأسباب اقتصادية بنسبة 42.7 بالمئة، و52 منهم قالوا إنها “لأسباب اجتماعية” بنسبة 10.3 بالمئة، وبنسبة 9.6 بالمئة من المستجوبين لهم أسباب أخرى.
أما فيما يخص وجهات نظر المستجوبين حول الخطوات التي يجب على الدولة القيام بها من أجل وضع حد لظاهرة الهجرة، فإن أغلب التوصيات اتجهت نحو ضرورة توفير فرص الشغل والحياة الكريمة للشباب.
وخلصت الدراسة إلى أن الأغلبية الساحقة من الشباب المغربي تعزي أسباب الإقدام على الهجرة خارج أرض الوطن لدوافع متعددة، اقتصادية واجتماعية على وجه الخصوص، وتدعوا الدولة إلى توفير فرص العيش الكريم، وذلك بتبني إصلاح اجتماعي عميق والاهتمام بالدرجة الأولى بقطاع التشغيل.
