سميّة عزام تضع قائمة كتب شكّلت وجدانها في 2021

تحت عنوان «كتب أزهرت في وجداني» تتحدث الكاتبة والناقدة الأكاديمية اللبنانية سميّة عزام لـ«الدستور» عن أهم وأبرز الكتب التي شكّلت وجدانها في عام 2021.

تقول سميّة: «القراءة المثمرة والجادة لا تكتفي بما هو جديد من الكتب والمطبوعات والمنشورات الإلكترونية عموماً، بل في أن نعود إلى ما قُرئ سابقاً على غرار الطرح الفلسفي- الاجتماعي في أنّ حلّ مشكلة قديمة لا يقلّ أهميّة عن اكتشاف مشكلة جديدة».

وتضيف: «سأشير إلى بعض الكتب الصادرة حديثاً، وقد تأثّرت بها وجدانياً وليس من باب التزوّد المعرفي فحسب».

وفي السطور التالية تشير الكاتبة والناقدة الأكاديمية اللبنانية سميّة عزام إلى هذه الكتب:

ظلام مرئي 

ظلام مرئي- مذكرات الجنون (دار الكرمة، 2019)

للكاتب الأمريكي وليام ستايرون سيرة ذاتية بعنوان «ظلام مرئي- مذكرات الجنون» (دار الكرمة، 2019)، يحكي عن أزمة اكتئابه الحاد، ويستحضر أسماء مَن عانوا من هذا المرض، وجاءت نهاياتهم تراجيديّة بالموت انتحاراً، مثلا الناشط الاجتماعي الأمريكي آبي هوفمان، ورومان جاري وزوجته الممثلة الأمريكية جين سيبيرج، والشاعر الإيطالي سيزار بافيز.

كما يتأمل في موت الروائي الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو وفي مقالاته عن الانتحار.

ستايرون هو صاحب رواية «اختيار صوفي» التي حوّلت إلى فيلم سينمائي (إخراج آلان باكولا، 1982) وحيث انتهى بطلاها منتحرين.

ويتابع أنّ الاكتئاب ليس نهاية العالم؛ فالذين تعافوا من هذا المرض شهود على ما قد تكون ميزة الاكتئاب الوحيدة وهي أنه مرض يمكن قهره، وأنّ ضحايا الاكتئاب ربما كان بوسعهم أن يتحاشوا الكثير من عواقبه الوخيمة لو قدّر لهم أن يحظوا بدعم كالذي منحته إياه زوجته روز.

بفرح العبور ينهي مذكراته بما يشبه بيان الانتصار والتخطّي حين يعلن «وهكذا خرجنا، ومرة أخرى أبصرنا النجوم».

رسائل  السجن 

رسائل السجن ناديا وسلافوي جيجك

عن دار الرافدين (2021) في باب رسائل السجن كتاب يجمع مراسلات بين قائد من قادة المعارضة العالمية الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك وفنانة مفاهيميّة تتمتع بقدر من الفكر الفلسفي الجدلي وتوصف بأنها رمز للمضطهدين، نادشيتدا تولوكونيكوفا (ناديا) التي سجنت لسنتين في موردوفيا، وهو المقر التقليدي للجولاج، معسكر العمل الإجباري المتبقي من العهد السوفيتي.

ناديا من مؤسّسات «بوسي رايوت» Pussy Riot، فرقة البانك السياسية الروسية. 

تقول في رسالة مستحضرة أفكار ملهمها الفيلسوف الروسي نيكولاي برديائيف: «عندما تلمسك روح العالم، لا تعتقد أنك ستمضي سالماً».

ويدافع جيجك عن «المظهر البهلواني المفتقر للوقار» لأفعال بوسي رايوت بوصفها رد الفعل الوحيد المناسب للأحداث العنيفة والمؤلمة. 

وتأسّست الفرقة سنة 2011، واعتقلت الفتيات في إثر تأديتهنّ أغنيتين «بوتين بلّل نفسه» تهزأ بترشّح بوتين، و«صلاة البانك» (في قلب كاتدرائية قرب الكرملين)، تسخر من الدعم المنافق من الكنيسة الروسية لسياسة الكرملين، فاستهدفت الفرقة بذلك التابو المطلق.

 تأتي أهمية الكتاب في الروح الفلسفية طيّ الرسائل، والإشارات اللماحة وسط المراقبة على مضامينها، ولمعنى التجربة داخل السجن وخارجه. 

اعتمدت رسالة توضح فيها ناديا أسباب إضرابها عن الطعام، واصفة العنف والقسوة التي تعاني منهما السجينات، لصناعة فيلم قصير (24 دقيقة)، بعنوان «The Penal Colony» (أستراليا، 2017). 

وحالما خرجت من السجن، طالبت بالعدالة للسجناء فأنشأت مع ماريا حركة زونا برافا Zona Prava هدفها إعادة تأهيل حراس السجن، وإقامة برنامج تدريبي احتجاجي داخل المخيمات.

بخط اليد وعلم الوصول 

بخط اليد وعلم الوصول 

 وفي مجال الرسائل أيضاً، كتاب «بخط اليد وعلم الوصول» (بتانة، 2021) للصحفي المصري طارق الطاهر، وهو حلقة من سلسلة أعمال تدوّن سيرة الروائي المصري نجيب محفوظ، إنما من وجهة نظر مختلفة، ذلك عبر تقنيّة كتابة موجزة تشبه «التوقيعات»؛ ألا وهي الإهداءات في تصدير الكتب المهداة إلى الأديب الراحل. 

لم تكن الإهداءات إلا جسر عبور إلى عالم العلاقات بين المرسلين والمرسل إليه؛ وقل إنّها وثائق وحيلة فنيّة، في الوقت نفسه، للتنقيب في حكاية الورقة التالية لأغلفة الكتب، مشفوعة بصور هذه التوقيعات بخط اليد بما يرضي فضول القارئ. 

يتعلّق الإنسان بالرسائل والمذكّرات، لانجذابه إلى أيّ نص ذي حكاية مرجعيّة، فالكاتب لا يكتفي بتوثيق الإهداءت في صورها الأصليّة، ويبيّن اختلافات الخطوط وصيغ الكتابة لأصحابها، بل يذهب إلى حكاياتها ليكشف الوجه الإنساني- الأخلاقي، والعلائقي لنجيب محفوظ، وقد وعى مبكراً قيمة الصداقات والعلاقات، نستشفّها ممّا رواه الطاهر عنه في قوله: «هو لا يريد لنفسه أن ينسى، فاحتفظ بهذه الإهداءات، وتعامل معها على أنّها رسائل، تشكّل في مجموعها سيرة له».

لماذا يخذل الشعر محبيه 

لماذا يخذل الشعر محبّيه؟

وفي الهمّ الشعري، كتاب «لماذا يخذل الشعر محبّيه؟» (دار الأدهم، القاهرة، 2021)، للشاعر المصري محمود قرني. ليس غريباً أن نخرج منه بمخزون معرفيّ ونقديّ يتسرّب إلينا من ثقافة صاحب الكتاب المتابع تطّور الشعر وتيّاراته وهمومه ومآلاته في المستويين العربي والغربي. 

إلمام تعضده رؤية نقديّة ثاقبة لولاها لكان الكلام لغوًا لا يضيف، بل يدخل في باب التراكم الكمّي.

يتطرّق الكاتب إلى تعداد عداوات الشعر، وهي تاريخيّة تكاد تتكرّر هي نفسها، غالبًا ما تكون من خارج عالم الشعر لتدجينه وقمعه، غير أنّها تأتي أيضًا من داخله لأسباب تعود إلى صانعيه. 

تُختزل الأولى في فوائض القوة المتمثّلة في رجال المال والساسة ورجال الدين وأمراء الحروب، بمعنى أشمل وأعمّ في «السرديات الكبرى»، إذ إنّ الشاعر يكتب ضد تقديس المثال الذي يتوجّب عليه تقديسه.

يعقد قرني مقارنة مع الساردين الجدد فيجدهم أكثر طواعية لحاجات زمنهم، وأكثر قدرة على التكيّف وتبادل المواقع مع السلطة. فمشكلة الشاعر هي البحث عن الذات وسط ذوات متنافرة، في حين أنّالرواية دينامية وتمتلك رؤية متعددة، مختصرة ذاتيات جَمعيّة. 

وعن وظيفة الشعر وتحوّلاتها، يرى الكاتب أنّ الحظوة، في المستوى العالميّ وليس العربيّ فحسب، لم تعد دائمًا للشعر؛ فالمسافات تتزايد يومًا بعد يوم بينه وبين بشر تستعبدهم الضرورات، لكن ينبغي ألّا ننسى أنّ الشعر قد ساهم في بناء الذاكرة التاريخيّة للأمم.

الفلسفة في الفضاء الافتراضي

للأكاديمي جمال نعيم كتاب عن دار التنوير (2019)، بعنوان «الفلسفة في الفضاء الافتراضي». 

يعرّف بنهجه قائلاً إنه يطمح إلى تغيير أسلوب الكتابة بما يتماشى مع العصر الذي فرض نوعاً جديداً من القرّاء؛ وعليه بات لزاماً إيجاد توجّه شكلي آخر للكتّاب. ولكي تكون الفلسفة ممكنة وتأخذ دورها في الحياة المعاصرة، يسوّغ الكاتب اعتماده الأسلوب الشَذَري- تمثّلاً بنيتشه الذي يجد رواجاً في الفضاء الافتراضي- أسلوب يراه مناسباً للتوجّه إلى الجميع عبر التدوينات والشذرات والمقالات المقتضبة.الكتاب في الأصل مجموع فَسْبَكات نابضة بالحياة، عنوانها الإيجاز فالإنجاز، تومئ إلى قضايا راهنة في ما يمسّ وجدان الإنسان وطرق عيشه.هوذا دور الفلسفة، وما يحييها بأن تجد من يقرأها ليفيد مما تثيره من أسئلة تعنى بالإنسان بما هو إنسان. 

يرى نعيم أنّ «ليس هناك من موضوعات لا يمكن للفيلسوف أن لا يخوض فيها». فما يهمّ الكاتب ليس تناول موضوعات مختلفة بقدر تناول الموضوعات بطريقة مختلفة؛ إذ لا يهتمّ في شذراته، أو مقالاته المفتوحة، بثنائيّتي الصّواب والخطأ، بل بقدرة الفكرة على الالتقاء بأفكار أخرى في المجال نفسه. لأنّ «الحقيقة باتت حقائق وباتت أمراً يُبتدع لا أمراً يُكتشف»، على ما يذهب إليه.

تاريخ الخبر: 2022-01-02 10:30:07
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:15
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 54%

مركز دراسات مصري : المغرب رائد إقليمي في مجال صناعة السيارات

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 18:25:06
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية