نهاية مأساوية للعام 2021م
دماء ودموع وأحزان
معاذ زكريا المحامي
ربما لم يكن أكثرنا تشاؤماً ليتوقع إن تأتي نهاية العام 2021م على هذه الشاكلة ، العام الذي إستقبلناه بالآمال العراض إن يكون عاماً للسلام والأمن والإستقرار ، تتحقق فيه شعارات الثورة بالحرية والسلام والعدالة.
حتى جاء يوم الخامس والعشرون من أكتوبر وخرج علينا الجنرال البرهان ببيانه المشؤوم ، والذي إنقلب فيه على شركائه في الحكم ، لتدخل البلاد بعد ذلك في حالة من الإحتقان السياسي وإنسداد الأفق لم تشهد الفترة الإنتقالية لها مثيلاً.
إزاء هذا الجمود والتعنت في المواقف من قبل المكون العسكري ، جاء التصعيد الثوري من قبل لجان المقاومة السودانية ، والتي أعلنت عن عدد من المواكب والمسيرات السلمية تعبيراً عن رفضها للإجراءات التي أتخذها الفريق البرهان وعدم قبولها للإتفاق السياسي الموقع بينه وبين رئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
واجهت السلطة هذه المواكب بالقوة الغاشمة والعنف المفرط الغير مبرر ، وإستخدمت في مواجهة الثوار السلميين قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص الحي ، فكانت المحصلة – خلال شهرين فقط من المواجهات – جرح وإصابة المئات ، وقتل أكثر من خمسين شخصاً بحسب لجنة الأطباء المركزية ، نسأل الله تعالى أن يتقبلهم جميعاً شهداء عنده وأن يربط على قلوب أهاليهم وذويهم.
أحالت هذه الأحداث الدامية أيام السودانيين إلى سواد كالح ، وبدل أن يستقبل الناس العام الجديد بالفرح والغناء ، إستقبلوه بالأحزان والبكاء ” الكثير من الدماء والكثير من سرادق العزاء ورائحة الموت تفوح من كل مكان “.
ولكن لا يظنن واهم أن هذه الأحداث ستمر مرور الكرام ، لعل هذه السلطة الغاشمة لم تعي الدرس بعد ، لو كانت سياسة القمع هذه تجدي نفعاً لنفعت البشير ، وهو يحاول بكل ما أوتي من سلطان وأد الثورة في مهدها ، ولكن إرادة الشعوب دائماً أقوى من جبروت السلطان ، فما أكثر العبر وما أقل الإعتبار.
كل هذه الإنتهاكات التي وقعت إنما حدثت على مرأى ومسمع العالم ، الذي يراقب ويرصد ، وبيانات الشجب والإدانة تصدر من هنا وهناك ، وللأمر حتماً تبعات ، والشارع يغلي ويُصعّد ، ” وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ “.
معاذ زكريا المحامي