على الرغم من قطعها من جانب واحد للعلاقات الدبلوماسية مع المغرب لأسباب وصفتها بـ”أعمال عدائية” ترتكب ضدها دون أن توضح أكثر أسباب هذه القطيعة، عادت مجلة الجيش الجزائري عبر افتتاحيتها إلى كيل تهما ثقيلة إلى الرباط، وسعت كعادتها إلى تأجيج العلاقات بين البلدين، وضخ كمية جديدة من الزيت في نار هذه العلاقات الملتهبة من جانبها والباردة من جانب المغرب، الذي يستخدم أسلوب التجاهل في الرد على تلك الاستفزازات.
وزعمت مجلة قيادة الجيش الجزائري، في عددها في شهر يناير 2022 إن المجال الإقليمي للبلاد “يشهد تعدد التهديدات، وتنامي الأجندات التي تخدم الكيان الصهيوني”، داعية “الشعب الغيور على بلده والمدافع عنه، إلى الالتفاف حول الجزائر وجيشها، من أجل إفشال المناورات المفضوحة التي تَحوكها المملكة المغربية…”، حسب تعبيره.
وجاء في افتتاحية جيش الجارة الشرقية للمملكة، التي حملت عنوان “الولاء للوطن والوفاء للشهداء”، أنَّ “المجال الإقليمي لبلادنا يشهد تعدُّد التهديدات والمخاطر المرتبطة بانتشار الإرهاب والجرائم ذات الصلة، مع تنامي الأجندات الأجنبية والوجود العسكري، وتكريس الخدمة الاستراتيجية المغربية للمشروع الصهيوني”، حسب قولها.
وفي 24 غشت الجاري، أعلنت الجزائر قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما سماه “خطواتها العدائية المتتالية”. فيما أعربت الرباط عن أسفها جراء تلك الخطوة، ووصفت مبرراتها بـ”الزائفة”.
يشار إلى أنه منذ بداية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء نهاية سبعينيات القرن الماضي، والجزائر تقول بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء، و لا أطماع لها في الإقليم، و انها فقط تدعم الصحراويين في المطالبة بحقهم المزعوم، لكن بعد 13 نونبر 2020، تغيرت لغة الجزائر، وصار ساستها يقولون أنه لا حل لقضية الصحراء دون الجزائر، وأن القضية تمثل قضية سيادية للجزائر تتعلق بعمقها الأمني الاستراتيجي.