عودة الروح لشركة هيرتز تحقق مكاسب هائلة لاثنين من الداعمين الجريئين


في الوقت الذي يواجه فيه المسافرون ارتفاعا حادا في أسعار تأجير السيارات في موسم العطلات الحالي، وسط ارتفاع في الطلب ونقص في المركبات الجديدة، حققت مجموعتان استثماريتان غير معروفتين كثيرا عوائد ضخمة لقاء واحدة من أكثر الصفقات ربحا في صناعة صناديق التحوط في 2021.
فقد حققت كل من سيرتاريس مانيجمنت ونايتهيد كابيتال مانيجمنت مكاسب مالية تبلغ نحو ثلاثة مليارات دولار بعد رهان جريء تقدمتا به بقيمة ملياري دولار في أيار (مايو) على شركة هيرتز، وهو جزء من الخروج الريادي لشركة تأجير السيارات ـ التي تأسست منذ قرن ـ من الإفلاس الذي تعرضت له بسبب الجائحة.
فمن أساسيات الأطروحة الاستثمارية للمجموعتين الاستثماريتين أن الضربة التي ستواجهها هيرتز بسبب الجائحة، عندما يتسبب انهيار صناعة السفر العالمية في سحق الطلب على مركباتها، فإن ذلك سيكون حالة مؤقتة تحل محلها فرصة طويلة المدى.
يعتقد المستثمرون في نيويورك أنه يمكن إعادة نشر وتشغيل أسطول الشركة وشبكة مواقعها كبنية تحتية كي تخدم كلا من صناعة السيارات الكهربائية المزدهرة والفترة المقبلة لسيارات الأجرة ذاتية القيادة.
قال توم واجنر، العضو المنتدب السابق في "جولدمان ساكس" الذي أسس "نايتهيد" في 2008 للاستثمار في الأصول المتعثرة، "دائما ما يقع أحد القطاعات في خضم كل دورة اضطراب. في هذه الحالة، كان الدور على قطاع السفر والاستجمام. لكن إذا تمكنا من التعامل مع الوضع بشكل صحيح، فسنتمكن من تحقيق أهداف المحفظة بالكامل بالشكل الصحيح".
مع أخذ ذلك في الحسبان، فإن كلا من نايتهيد التي تدير الآن أصولا بقيمة 8.3 مليار دولار، وشركة سيرتاريس، المتخصصة في الاستثمار في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، قد جمعت 1.5 مليار دولار في ربيع 2020 للاستثمار في قطاع السفر المتعثر.
لم تضطر المجموعتان الاستثماريتان للانتظار طويلا حتى توظفا هذا المال. فعندما تقدمت شركة هيرتز بطلب لإفلاسها في أيار (مايو) 2020، كانت تلك هي الفرصة التي كانت تدور في خلدهما.
حينها شرعت المجموعتان معا في المسارعة للمزاودة من أجل إخراج الشركة من وضعها تحت الإدارة بموجب الفصل 11. وعندما خرجتا منتصرتين، قامتا مجتمعتين باستثمار ملياري دولار في هيرتز، مدعومتين بالأموال التي جمعتاها في وقت سابق، إضافة إلى صناديقهما الحالية.
ارتفعت قيمة استثماراتهما 2.5 مرة في الأشهر السبعة، منذ ذلك الحين - وهو عائد متميز يحققه المستثمرون المتعثرون الذين لم يكن لديهم سوى القليل من فرص الاستثمار الجيدة، خلال فترة طويلة، قدم فيها تدخل البنك المركزي الدعم لأسواق الأسهم.
في تشرين الثاني (نوفمبر)، أعادت "نايتهيد" و"سيرتاريس" إدراج "هيرتز" في بورصة ناسداك وباعتا ما يقارب 500 مليون دولار من أسهمها، لكنهما احتفظتا بـ39 في المائة من الشركة، بقيمة 4.5 مليار دولار. أما مجموعة الأسهم الخاصة، أبولو جلوبال، التي قامت باستثمار مفضل بقيمة 1.5 مليار دولار في "هيرتز" كجزء من المزاد على إفلاسها، فقد استردت حصتها في الشهر نفسه مقابل 1.9 مليار دولار تقريبا – محققة مكسبا بلغ أكثر من 25 في المائة في ستة أشهر فقط.
وعلى الرغم من استمرار الجائحة إلا أن ثروات صناعة تأجير السيارات قد انعكست، ما أضاف زخما إلى تجارة "سيرتاريس" و"نايتهيد". بينما تسير شركة هيرتز على المسار الصحيح لتوليد أكثر من ملياري دولار من الأرباح قبل دفع الفوائد، والضرائب، والاستهلاك، وإطفاء الدين هذا العام، أي نحو أربعة أضعاف المستوى الذي كانت عليه قبل الجائحة، على الرغم من انخفاض الأحجام 43 في المائة، وفقا لتقديرات المحللين في "جيه بي مورجان".
ويعد الدافع الأكبر لتحقيق هذه الأرباح هو النقص العالمي في أشباه الموصلات الذي أدى إلى الحد من إنتاج السيارات الجديدة.
ومع القدرة المحدودة على توسيع أساطيلها، قامت شركات تأجير السيارات مثل هيرتز وأفيس بدجيت، برفع الأسعار كي تتناسب مع الطلب المتزايد. فقد أصبح متوسط أسعار تأجير السيارات اليومية خلال العطلات أعلى كثيرا من 100 دولار لليوم الواحد في الوجهات الشاطئية، مثل هاواي، ووجهات التزلج في كولورادو، ومونتانا، ويوتا، ووايومينج، وذلك وفقا لوكالة كاياك للسفر عبر الإنترنت.
في الوقت نفسه، أدت القيود التي تواجهها سلاسل التوريد إلى ارتفاع أسعار السيارات المستعملة، الأمر الذي ساعد "هيرتز" في تحقيق الأرباح – حيث تمتلك شركات تأجير السيارات أساطيل ضخمة تبيعها لتجار السيارات المستعملة عندما تصبح قديمة.
لكن على الرغم من أن المجموعة تستفيد من ظروف ستتلاشى في النهاية، إلا أن "نايتهيد" و"سيرتاريس" تعتقدان بوجود فرصة لاستخدام الأرباح في إعادة تشكيل "هيرتز" ـ التي تأسست في 1918 لتأجير سيارات فورد من طراز موديل تي ـ في البنية التحتية الحيوية للسيارات الكهربائية وسيارات الأجرة ذاتية القيادة.
وقال واجنر، "من أجل إنجاح هذه الفكرة، قررنا أنه يتعين علينا الدفع بقوة نحو كهربة السيارات. لدى "هيرتز" موقع على بعد عشرة أميال من 90 في المائة من سكان الولايات المتحدة".
أضاف، أنه مع وجود أكثر من 12 ألف موقع في جميع أنحاء العالم، تشمل معظم المطارات الأمريكية، بإمكان "هيرتز" أن تصبح مركزا للسيارات الكهربائية، حيث يستأجر المسافرون من شركات صناعة السيارات مثل تسلا التي تفتقر إلى شبكات واسعة من الوكلاء، وبذلك يتم عرض السيارات الكهربائية للمشترين الجدد المحتملين.
كشفت "هيرتز" في وقت لاحق من هذا العام، أنها طلبت 100 ألف سيارة من تسلا للتسليم بحلول نهاية عام 2022، كجزء من استراتيجية وضعتها لاستخدام مواقعها بنية تحتية لشحن السيارات الكهربائية. كما أنها أبرمت شراكة مع مجموعة أوبر التي من المتوقع أن توفر 50 ألفا من سيارات تسلا لسائقي "أوبر" بحلول 2023.
تعد المواقع الحالية لشركة هيرتز ضرورية لنجاح هذه الاستراتيجية، لأن إنشاء مواقع جديدة لتأجير السيارات أمر مكلف ومرهق. ويمكن أن تكون مواقعها في المدن مفيدة لسائقي "أوبر" الذين يستخدمون السيارات الكهربائية، وفقا لجريج أوهارا، مؤسس شركة سيرتاريس.
يعتقد أوهارا أن منافذ "هيرتز" الكهربائية ستصبح في النهاية مواقع خدمة لشحن سيارات الأجرة ذاتية القيادة وتنظيفها، ويتوقع الكشف عن شراكات جديدة لوضع محطات الشحن في مواقف السيارات التابعة لسلاسل الفنادق.
قال، "ينبغي أن تكون هذه هي أحد أفضل الاستثمارات في مجال البيئة والمجتمع والحوكمة في السوق اليوم"، مشيرا إلى الطلب المتزايد بين المستثمرين على الاستثمارات الملتزمة بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. أضاف، "إنها تساعد شركة تعتمد سياراتها على محركات الاحتراق الداخلي كي تتحول إلى شركة سيارات كهربائية، وأسطول خدمات لشركة القيادة الذاتية".
لكن المكاسب المفاجئة للشركة أثارت الجدل في واشنطن. في تشرين الثاني (نوفمبر)، أرسلت إليزابيث وارين، عضو مجلس الشيوخ البارزة عن ولاية ماساتشوستس، رسالة إلى "هيرتز" تنتقد فيها رفع الشركة أسعار الإيجار والسماح ببرنامج إعادة شراء الأسهم بملياري دولار بعد أن باعت الشركة سياراتها وسرحت آلاف الموظفين خلال فترة إفلاسها، الأمر الذي أدى إلى رفع شكاوى من العملاء ضدها.
كتبت في الرسالة، "الشركة سعيدة بمكافأة المديرين التنفيذيين، والمطلعين على الشركة وكبار المساهمين، بينما تسببت في ظلم المستهلكين بتحميلهم تكاليف قياسية لاستئجار السيارات، متجاهلة الأحداث غير البعيدة التي كادت تقضي على الشركة". أضافت، "هيرتز مدينة للجمهور بشرح جشع الشركة هذا".
لكن واجنر وأوهارا يريان، أن استثمارهما في "هيرتز" لا يعد جشع شركات، لكنه تمويل لصناعة سيارات المستقبل.
قال فاجنر، "إننا ملتزمون بكهربة السيارات"، مشيرا إلى شراكة "هيرتز" مع "تسلا"، و"أوبر"، ومنصة بيع السيارات المستعملة عبر الإنترنت كارفانا. وهذا "يتطلب الاستثمار في السيارات، والاستثمار في شبكات الشحن والاستثمار في شراكات السيارات المستعملة (...) بإمكانكم أن تتوقعوا رؤية هذه الشراكات تنمو وسنكون مبدعين للغاية في كيفية قيامنا بها".

تاريخ الخبر: 2022-01-05 22:23:39
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 41%
الأهمية: 41%

آخر الأخبار حول العالم

أخنوش..الحكومة استطاعت تنفيذ جل التزاماتها قبل منتصف الولاية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:54
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 56%

العالم يسجل ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-09 00:24:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية