يبدو أن الاتفاق الأمني الموقع بين المغرب وإسرائيل، وطبيعة التحالفات التي أقدمت عليها الرباط في الفترة الأخيرة، قد دفع مسؤولين في إسبانيا، إلى التعبير عن قلقهم، من المستوى الذي أصبحت تنهجه الدبلوماسية المغربية، في التعامل مع العديد من الملفات الهامة.
ولم يقتصر الأمر لدى مسؤولين حكوميين أو قادة الجيش في إسبانيا، بل شمل الأمر وزراء سابقين في خارجية مدريد، الذي يحاولون فهم التطور الذي شهده السلوك المغربي، منذ بداية الأزمة الدبلوماسية، حينما استقبلت مدريد، زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، سرا، وبهوية جزائرية مزيفة، إلى جانب مستوى التحالفات التي أصبحت تشهدها علاقات الرباط مع دول كبرى.
وفي إنتظار إعادة تطبيع العلاقات بين الرباط ومدريد، طلب ماريسيلون أوريخا، وزير الخارجية الأسبق (يوليوز 1976 – شتنبر 1980) في ظل الحكومة الانتقالية، التي ترأسها أدولفو سواريز، مدريد بضرورة استئناف الحوار مع المغرب، ولكن دون الاستسلام لضغوط المملكة ، سيما بشأن قضايا مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين والصحراء.
مارسيلينو أوريجا ، البالغ من العمر 86 عامًا ، والذي يوصف بكونه “أحد أقوى المدافعين عن القيم والمبادئ التي تميز دستور الاتحاد الأوروبي”، قال في مقابلة مع صحيفة ABC الإسبانية، “إنه يجب أن نحاول التوافق مع المغرب ، واحترام القيم والمبادئ التي لا يمكننا التخلي عنها بأي حال”.
وأضاف الدبلوماسي السابق، أنه “لطالما كانت العلاقات مع المغرب صعبة ، كما هو الحال مع الجزائر. في الآونة الأخيرة ، وكانت هناك بعض الأحداث التي قطعت العلاقات والتي خلقت بالفعل في زمن حكومتي صعوبات جدية في محاولة تعديل سياستنا للتوازن مع دول شمال إفريقيا ، وخاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء”، حسب تعبيره.
وأوضح مارسيلينو أوريجا، في رده على سؤال بشأن “إمكانية تغيير إسبانيا موقفها حول قضية الصحراء”، “أن “بلاده لن تغير موقفها” من النزاع الإقليمي وأصر قائلا “لا يمكننا التخلي عن مبادئنا”.
وتعيش العلاقات بين المغرب وإسبانيا، حالة من الصمت في ظل التطورات التي شهدتها، على خلفية الأزمة التي طفت على سطح، بعد استقبال مدريد، سرا بهوية جزائرية مزيفة، لزعيم البوليساريو، إبراهيم غالي.