حمزة صفوي

ونحن على أبواب منافسات كأس إفريقيا للأمم والتي تستضيفها الكاميرون إنطلاقا من التاسع من الشهر الجاري، نستعرض من خلال مجموعة من الحلقات، مجموعة من المشاركات القارية للمنتخب الوطني المغربي منذ بداية الألفية.

بعد توالي الإخفاقات داخل الكرة المغربية، كاد الأسود أن يغيبوا من جديد على العرس الإفريقي الذي نظم بجنوب إفريقياّ، فبعد الهزيمة في ذهاب المباراة الفاصلة المؤهلة للمونديال الإفريقي أمام الموزنبيق بهدفين مقابل لاشئ، أقالت الجامعة المغربية لكرة القدم الناخب الوطني ايريك غيريس، وتعاقدت الجامعة مع الإطار الوطني رشيد الطاوسي لإصلاح مايمكن اصلاحه، والتأهل لكأس إفريقيا 2013 في مهمة كانت أشبه بالمستحيلة، نجح فيها الطاوسي وتأهل الأسود، ليقعوا في مجموعة كانت في المتناول للتأهل الى الدور التاني على الأقل على الورق، بعدما غاب الأسود عن نسخة 2010 وغادروا المسابقة من الدور الأول سنة 2012 .

المجموعة كانت تضم كل من أنغولا الرأس الأخضر والمستضيف جنوب إفريقيا، وتعادل فيها الأسود في المباراة الأولى أمام أنغولا صفر مقابل صفر وتعادلوا بعد ذلك أمام الرأس الأخضر بهدف مقابل هدف، ليلعبوا المباراة الثالثة والأخيرة أمام جنوب إفريقيا من أجل الفوز والتأهل، لكن كالعادة لم يحقق الأسود الفوز، وإكتفوا بالتعادل أمام البلد المنظم بهدفين لكل فريق، ليودعوا البطولة من الدور الأول بعد ثلاث تعادلات في مشاركة أخرى كسابقاتها، غادرها الأسود من الدور الأول.

بعد فشل رشيد الطاوسي في بلوغ مونديال البرازيل 2014، تعالت أصوات الجماهير المغربية للتعاقد مع الناخب الوطني بادو الزاكي صانع أفراح الكرة المغربية والمدرب المغربي الوحيد الذي بلغ الدور النهائي من البطولة سنة 2004، لتتجاوب الجامعة المغربية لكرة القدم في شخص رئيسها فوزي لقجع مع الجمهور المغربي وتتعاقد مع بادو الزاكي، والهدف هذه المرة الفوز بنسخة كأس أمم أفريقيا التي سيحتضنها المغرب، لكن سرعان ما تبخرت الأحلام بقرار حكومي يقضي بعدم احتضان المغرب للبطولة بسبب تفشي وباء إيبولا في القارة السمراء، ما دفع الإتحاد الإفريقي الى اعتبار المنتخب الوطني غائب عن البطولة، ويتم تعويضه بمنتخب غينيا الإستوائية التي استضافة البطولة في تلك النسخة، والتي فاز بيها منتخب ساحل العاج بقيادة الثعلب الفرنسي هيرڤي رونار.

لتمضي بعد ذلك الأيام وتعلن الجامعة المغربية لكرة القدم الإنفصال عن الإطار الوطني بادو الزاكي، والسبب هذه المرة غياب التفاهم بين المدرب والجامعة، لتتعاقد الجامعة المغربية لكرة القدم مع الفرنسي هيرڤي رونار، والهدف هذه المرة التأهل لكأس إفريقيا بالغابون 2017، وكأس العالم روسيا 2018.

ووقع الأسود هذه المرة في مجموعة تضم كل من حامل اللقب الكوديفوار والكونغو الديمقراطية والتوغو ، وهي مجموعة صعبة ولكن كتيبة الفرنسي هيرڤي رونار تمكنت من احتلال الرتبة التانية بفيها، بعد هزيمة أمام الكونغو الديمقراطية بهدف لصفر وفوز على كل من التوغو بثلاثة أهداف لهدف تلاه فوز أخر أمام حامل اللقب ليبلغ الأسود الدور الربع النهائي لمواجهة المنتخب المصري، في مباراة نجح أحفاد الفراعنة في خطفها في اخر أنفاس اللقاء، لتنتهي بعدها مغامرة المنتخب في كان 2017 من الدور ربع النهائي، بعد غياب دام أكثر من 13 لسنة عن هذا الدور.