في إطار ما أصبح يطلق عليه “الجنس مقابل النقط” وهو اختصار لجرائم التحرش والابتزاز الجنسي المؤدي إلى جناية الاتجار في البشر المتصاعد صداه إعلاميا في الأسابيع الأخيرة وضحاياه طالبات جامعيات، قام عدد من رؤساء الجامعات والمؤسسات الجامعية بتشكيل لجان للإنصات، وإطلاق رقم أخضر وبريد إلكتروني للتبليغ عن جرائم التحرش الجنسي في الوسط الجامعي.
هاته الإجراءات الجديدة أخرجت اللجنة الوطنية لقطاع الجامعيين الديمقراطيين التابع للحزب الاشتراكي الموحد، للتعبير عن رفضها المطلق لها، معتبرة ذلك خرقا سافرا للمقتضيات القانونية المعمول بها وسابقة خطيرة في تاريخ الجامعة المغربية.
وحذروا من أن الإجراءات التي أقدم عليها المسؤولون الإداريون تعتبر إدانة قبلية غير مسؤولة لكل هيئة الأساتذة الباحثين وتطاولا معيبا على اختصاصات السلطات القضائية واللجان المنصوص عليها قانونيا، وتفكيكا ممنهجا لأواصر البنيات المتراصة والمتينة التي تربط الطلبة بأساتذتهم خدمة لمستقبل ومصلحة البلاد.
وطالب “الجامعيين الديمقراطيين” في بيانهم، رؤساء الجامعات إلى فتح أبواب مكاتبهم لاستقبال الشكايات “في حال وجودها”، ومعالجتها في إطار المجالس واللجان المنصوص عليها قانونيا وإحالتها على السلطات القضائية المختصة.
حملة مسعورة
ونبه الأساتذة الجامعيون المنضوون تحت لواء اللجنة الوطنية لقطاع الجامعيين الديمقراطيين، إلى أن الجامعة العمومية تتعرض لـ”حملة تشويه مسعورة وممنهجة تستهدف المس بمكانتها الأخلاقية والاعتبارية في المجتمع”، بحسب وصفهم.
كما قللوا من الوقائع المتعلقة بالابتزاز الجنسي التي تفجرت في الأسابيع الأخيرة، مشددين على أنه “يتم استغلالها بشكل فج ومكشوف لممارسة سياسة الإلهاء والتغطية على فشل الدولة في مباشرة الإصلاح الحقيقي للتعليم العمومي والتنصل من الالتزامات الحكومية تجاه مطالب هيئة الأساتذة الباحثين وتعبيد الطريق لتنفيذ مخططات كارثية في هذا القطاع الحيوي”.
وحذر “الأساتذة الجامعيون” من “حملة ممنهجة تهدف تشويه الجامعة العمومية وهدم أسس الثقة فيها وعزلها عن محيطها تمهيدا لوأد التعليم العالي العمومي، وخدمة لمصالح لوبيات القطاع الخصوصي وعرابي التعليم العالي المؤدى عنه”.
واختتموا بيانهم بتجديد التأكيد على أن هناك “حملات تشويه مسعورة تستهدف سمعة هيئة الأساتذة الباحثين، ومن خلالها سمعة الجامعة العمومية المغربية، في محاولة يائسة وبئيسة لتعميم صورة نمطية مغلوطة بناء على ممارسات مرضية شاذة ومعزولة”، بحسب وصفهم.
