قالت الكاتبة الروائية  سونيا بوماد  للدستور" انها سعيدة بصدور روايتها  ثقب الذاكرة الأسود " الصادرة مؤخرا عن دار مدبولي للنشر، واعتبرتها امتداد لمشروعها  للكتابة في مجال الخيال العلمي.

وعن لماذا ذهبت  إلى  مجال كتابة الخيال العلمي، قالت  تقول بوماد " هذا ليس  أول عمل لي فقد قدمت "أنا الآخر" عن الاستنساخ البشري ومن بعدها رواية  "سبايا" ، ورواية "كايا" والتى كانت مشغولة الأساطير الإغريقية وما حرضني على الكتابة في هذا المجال  هو إدراكي بأن إذ لم نمتلك أدوات المعرفة سنبقى مجرد متلقي يستقبل ما يرسل إليه وعليه أن يصدق.

وتابعت الكاتبة اللبنانية، وبما أننا لم نمتلك بعد حق إبداء الرأي والمشاركة العلمية والتي تتطلب أبحاث وقراءات وتحليل واستقصاء حول ما لم يصل لأيدينا وما لم يترجم بعد، ولهذه الأسباب قررت أن أكتب من موقعي المحدود هذا جزء من حيرتي وتساؤلاتي وما قرأت وما لم أصدقه وما صدقته وما أتمنى ان أناقشه بحرية مع وبين أبناء امتي دون تطرف، أو تعصب أو تكفير، او تخوين، نقاش من اجل المعرفة رغم إدراكي لصعوبة هذا النقاش ولكن علينا ان نحول وعلينا أن نسأل وأن نكتب وان ندخل دون خوف، وحقيقي إن الكتابة في هذا المجال تعد الكتابة في هذه المنطقة بمثابة السير في الطرق الوعرة، والكتابة هنا خطرة ومنبع خطورة يتأتى من المزج بين  الأدب والعلم وتحويل  النظرية وتسريب المعرفة عبر لغة وحبكة أدبية .

 وحول عن العنوان "ثقب الذاكرة الأسود كعتبة أولى للدخول إلى عالم وأجواء الرواية ، قالت سونيا بوماد، "سال أينشتاين مرة "هل الكون مكان ودود؟ وطبعا لكي ندرك الإجابة علينا ان نتحرر من الاحكام المسبقة، لنتمكن من تشريح كل ما تقع أعيننا عليه في مجال بحثنا الذي ننوي خوضه، ولهذا كانت رواية "ثقب الذاكرة الأسود"، وإذا عدنا بالاسم فهو مصطلح يطلق على المكان الذي تدخل فيه المعلومات والأسرار التي يراد التخلص منها واخفاءها كليا دون رجعة، ولهذا أطلقت على روايتي هذا الاسم لكي نتشارك بتلك المعلومات التي ربما ساعدني الحظ قليلا بان اطلع على بعض ملفاتها قبيل اتلافها او فتحها للعموم بقصد تسخيف محتواها. 

- مضمون وأحداث الرواية

وعن مضمون الرواية وعالمها تقول بوماد “ الرواية تحكي قصة حب معقدة بين ثلاثة من رواد الفضاء العاملين في ناسا، والذين تشعبت جذورهم كخليط من بين قارات وحضارات العالم، و "يالندا" جذورها عربية وتحمل معها أطنان من المشاعر والتناحر والصراعات بين الواقع والمفاهيم المكتسبة.

و تابعت أما عن "روبرت"، فهو  شاب أمريكي ينتمي إلي عالمه الذي يقبله ويفتخر به أحيانا ويرفضه ويلعنه أحيانا أخرى، أما ماثيو وكرائد فضاء أميركي من جذور ألمانية فلقد كان فخورا بذلك الانتماء رغم ان أمته لازالت تشعره بالعزة والعار معا بعد ما حصل على أرضها من صراعات.

وتضيف والد ““ماثيو”، كان من أهم علماء الرايخ الألماني ومن المقربين لهتلر ولكن بعد سقوط برلين اخذوه مع أترابه إلى أمريكا مع علومه وأبحاثه، وشاء القدر ان يكون ماثيو ابنه الوحيد أحد أضلاع مثلث برمودا في روايتي هذه، بين أرجاء المنطقة 51 وبين محطة الفضاء الدولية في فضاء الارض ووكالة ناسا او مركز كندي لعلوم الفضاء، أما القطب الأهم في روايتي هذه فليس بعيدا عن بيتنا وحارتنا، جمال ومريم أصدقاء يالندا وربما كانوا هم ابطال القصة الحقيقيين في مجتمع عربي يصارع من أجل العيش.

 وحول إذا ما كانت تلجأ إلى محرر علمي، تقول عندي لجنة قراءة مصغرة حول العالم يتابعون ويطالعون أعمالي وعندما انتهى من الكتابة يقولون لي رأيهم وانا بسمع بامانة السلبي والايجابي وبشتغل على هذا الأساس، وبطبيعة الحال لا أكتب معلومة دون التأكد منها.

- سونيا بوماد

كاتبة روائية ومسرحية نمساوية من جذور لبنانية، حاصلة على شهادة في التعليم، الاقتصاد، العمل الاجتماعي، وتدرس حاليًّا الإعلام في جامعة فيينا. عملت كمدرسة بيانو، مساعدة اجتماعية وتدير منظمة شرق غرب لدمج الحضارات. صدر لها: لاجئة إلى الحرية 2011، كايا 2014، التفاحة الأخيرة 2016 ،أنا الآخر 2017، سبايا 2018، الرصاصة الصديقة 2017 ، عنكوب المحبوب 2019 باللغة العربية  والانجليزي. وعرضت لها مسرحية محاكمة زيوس، في مسرح الهناجر 2021 (صدر لها باللغة الألمانية) ووطن بنكهة الحرية 2018، والبحث عن وطن 2020، وكتاب آخر قيد الإصدار باللغة الإنجليزية