نالت بعض الفيتامينات شهرة واسعة كونها من الممكن أن تقي من الإصابة بالفيروس القاتل، هذا ما أكده عدد من الصيادلة خلال جولة لـ(الرياض) شملت عددا من الصيدليات.

في البداية أكّدَ عدد من الصّيادلة ارتفاع مبيعات أدوية الأنفلونزا الموسمية وأدوية أعراض فيروس (كورونا-19) إلى جانب المعقمات والكمامات والفيتامينات خاصة فيتامين D وفيتامين C وفيتامين الزنك بنسبة تصل إلى 90% منذ بداية ديسمبر الماضي، واستحواذها على مبيعات الصيدليات بشكل كبير، وذلك بسبب « فوبيا» الإصابة بفيروس كورونا «كوفيد-19»، ومتحور أوميكرون.

أكّد الصيدلاني مروان حاتم يعمل بإحدى الصيدليات الكبرى أن 90% من المبيعات تتركز على أدوية الأنفلونزا الموسمية وأعراضها من الرشح وارتفاع درجات الحرارة والإسهال والسعال إلى جانب المعقمات والكمامات والفيتامينات خاصةً فيتامين C وسط زيادة في إقبال المواطنين والمقيمين منذ بداية نشاط المتحور في ديسمبر الماضي، وذلك بسبب إصابة البعض بفيروس كورونا أو كإجراء احترازي لتحفيز المناعة.

وقال: «مع تغيّر الأجواء وانخفاض درجات الحرارة من الطبيعي أن يصاب الأفراد بالأنفلونزا الموسمية، ولكن مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) وخاصة المتحور أوميكرون بات لدى الأفراد حالة من الخلط وعدم الفهم للتفرقة بين الاثنين، حيث يتصور البعض إصابتهم بكورونا، ولكن في الحقيقة هم مصابون بالأنفلونزا».

وتابع: « وبسبب هذا الخلط بين الأعراض، ارتفعت مبيعات الفحص المنزلي السريع لـ «كوفيد-19» بأرقام قياسية، وحرصهم على الكشف السريع دون اللجوء إلى المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية والخاصة، فضلًا عن تباهي البعض بنتيجة الاختبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

من ناحيته، أكد الصيدلاني محمود عشيوي ، أن هناك عودة واضحة وإقبال كبير على شراء واستخدام الفيتامينات المختلفة من مختلف الجنسيات والأعمار منذ بداية تفشي المتحور مرجعاً ذلك إلى خوف الناس من الإصابة بالفيروس، ورغبتهم في تعزيز مناعة أجسادهم عبر تناول فيتامينات معينة، في مقدمتها «سي» و«دي»، وبعض المعادن، مثل الزنك والماغنسيوم.

وأشار إلى ضرورة توعية الجمهور بأهمية الاعتماد على المصادر الطبيعية للحصول على الفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم، وهي متوافرة في أنواع الأطعمة المتاحة، خصوصاً الخضراوات والفواكه، وفي هذه الحالة تكون الفيتامينات صحية أكثر، لأنها خالية من المواد الكيميائية والمركبات المصنعة.

كما حذر عشيوي من التأثيرات السلبية لتناول الفيتامينات دون استشارة الطبيب، والتأكد من حاجة الجسم لها، حتى لا تتسبب في مخاطر صحية «فعلى سبيل المثال يعتبر فيتامين (د) مهماً للحفاظ على صحة العظام ونموها بشكل أفضل، إذ يساعد الجسم في امتصاص الكالسيوم بصورة أفضل، لكن الإفراط في تناوله يمكن أن يتسبب في ارتفاع ضغط الدم، وتكوّن حصى الكلى وتلفها، وكذلك تصلب الشرايين.وأوضحت دكتورة طب الأسرة هنادي المسحل، هناك العديد من العوامل التي يمكن أن توفر الحماية للإنسان، فالوقاية من الأمراض والأوبئة لا تعتمد على تناول الفيتامينات فقط، مثل الغذاء الصحي، والتعرض لأشعة الشمس والهواء الطلق، بما يمنح الجسم ما يكفي من الفيتامينات التي يحتاجها، وإذا قام الشخص بتناول فيتامينات ومعادن إضافية ستكون زائدة عن حاجة الجسم وتتسبب في إلحاق الضرر به، مشددة على أهمية الالتزام بالوصفة الطبية، فهو ضروري للحماية من هذه المخاطر.

وأضافت المسحل: « تعزز المُركبات الغذائية نظام المناعة لدينا، وتساعده على العمل بشكل فعال، ولذلك إذا حصلنا على هذه العناصر من الغذاء فلا حاجة إلى تناولها عن طريق الفيتامينات، في المقابل يمكن أن يؤدي تناول جرعات زائدة من الفيتامينات إلى حدوث مشكلات صحية، مثل الإصابة بحصوات في الكلى، والإسهال، واختلال وظائف الكبد»، لافتة إلى أن الغذاء الصحي وأيضاً ممارسة الرياضة وترك التدخين من أفضل وسائل تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان.