لا شك أن التأهيل الجامعي يأتي كبوابة رئيسة في سبيل نيل الوظيفة وهذا حق لكل طالب اجتهد وسهر الليالي للحصول على الشهادة، ولكن ما يغيب على كثير من الخريجين في هذا الزمن أن وثيقة التخرج وحدها لا تكفي!
المقارنة بالخريجين قبل عشرة أعوام غير عادلة، فالموازين تغيرت والمعايير بدأت تتعقد ومع هذا ما زالت المفاهيم السابقة هي المسيطرة على عقول الخريجين تجاه الحصول على الوظيفة. مع الأسف كثير من الخريجين بعد حصوله على الشهادة يمضي جل وقته بلا تطوير لنفسه وكثيرا ما نسمع قصصا في مقابلات التوظيف وعبارة "تخرجت وبعدها جلست في البيت"، أو "أقدم على الوظائف وما حصل نصيب"، مع الأخذ في الحسبان أن فترة الجلوس قد تمتد إلى بضعة أعوام وهذا المأزق الحقيقي.
لو سألت أحد الخريجين قبل عقد من الزمن عن مهارات التفكير التحليلي والابتكار واستراتيجيات التعلم والإبداع والمبادرة والقيادة والتأثير الاجتماعي والذكاء العاطفي وغيرها من المهارات الحديثة، لما استطاع فك رموزها.
إن أهم ثلاثة عناصر جوهرية للحصول على الوظيفة في الوقت الحاضر تستمد من ثلاثة أحرف وهي K وتعني Knowledge المعرفة، وS وتعني Skills المهارات، وA وتعني Attitude السلوكيات أو الاتجاهات. مع شعار السعودية KSA إضافة إلى الشهادة، فإن الوضع سيختلف من عاطل يبحث عن أي وظيفة إلى حائر في اختيار أي الوظائف يقبل!
من المؤلم أن يمضي يوم واحد على خريج دون أن يستفيد من تلك الثلاثية فالمنافسة قائمة والتحدي موجود والبقاء للأفضل. جميل أن يبحث الخريج عن وظيفة وفي الوقت نفسه يغذي عقله بشيء جديد ومفيد يضيف له نقاطا إيجابية في حياته ومستقبله الوظيفي.
* نقلا عن صحيفة الاقتصادية.
