مراهقة بلجيكية تكمل بمفردها 5 أشهر من الطيران حول العالم


منذ نحو خمسة أشهر، عندما أقلعت من بلجيكا للسفر حول العالم، أحست زارا رذرفورد البالغة من العمر 19 عاما بشعور سيئ، ماذا لو علقت في شمالي روسيا، حيث بالكاد يوجد أي شخص وعدد قليل من المتحدثين باللغة الإنجليزية؟
الآن، بينما تستعد الطيارة البلجيكية للعودة إلى أوروبا وإكمال مهمتها، فإن الشهر الذي كان يجب أن تقضيه في أقصى شرقي روسيا لم يصنف على أنه الأكثر رعبا في تجربتها حتى الآن. كان هناك وقت حلقت فيه أيضا بجانب عاصفة رعدية بالقرب من سنغافورة، حيث ضربة من البرق جعلت قلبها يتوقف عن الخفقان. أو عندما اضطرت إلى الانعطاف بطريقة مرهقة للأعصاب فوق بحر اليابان، لأن الصين رفضت السماح لها بالطيران في مجالها الجوي بسبب قيود كوفيد- 19.
قالت رذرفورد في مكالمة فيديو من غرفتها في أحد فنادق دبي في وقت سابق من هذا الأسبوع، حيث وصلت من مومباي بعد رحلة استغرقت ثماني ساعات، قضت معظمها بمعزل عن العالم الخارجي وعانت خلالها ضعفا في الرؤية، "لقد كان أمرا مذهلا، لكنه صعب للغاية".
من المقرر أن تكمل جولتها التي امتدت 32 ألف ميل في 31 دولة وتهبط غدا في مطار فلاندرز في مدينة كورتريك البلجيكية، وهو وصول سيحطم رقمين قياسيين في موسوعة جينيس، أصغر امرأة تطير بمفردها حول العالم، وأول امرأة تحلق حول العالم في طائرة خفيفة الوزن. وستكون أيضا أول بلجيكية تطير حول العالم بمفردها.
كافحت رذرفورد ضد سوء الأحوال الجوية طوال الرحلة. كانت هناك غيوم متجمدة في أقصى شرقي روسيا - متجمدة لدرجة أنها يمكن أن تجعل طائرتها تسقط من السماء. في الفلبين، تعين عليها أن تسابق إعصارا كان يجتاح المنطقة. حتى في الإمارات التي عادة ما تكون مشمسة وجافة في هذا الوقت من العام استقبلتها عواصف رعدية وأمطار قياسية، ما أجبرها على الهبوط في العين، على بعد 70 ميلا جنوب دبي، وجهتها المقررة.
تأخرت جولتها - التي انطلقت من بلجيكا في آب (أغسطس) وتوجهت غربا إلى المملكة المتحدة وجرينلاند والولايات المتحدة - لأكثر من شهرين. بعد وصولها إلى نومي، ألاسكا، في نهاية أيلول (سبتمبر)، اضطرت إلى الانتظار لمدة أسبوع حتى يتم تجديد تأشيرتها الروسية. بحلول الوقت الذي وصل فيه جواز سفرها من القنصلية الروسية في تكساس، كان الطقس قد تغير واضطرت إلى الانتظار ثلاثة أسابيع أخرى قبل أن تتمكن من عبور مضيق بيرينغ ـ أمضت ذلك الوقت، جزئيا، في عمليات صيانة وتقديم طلبات جامعية عبر الإنترنت.
ثم أجبرت على قضاء تشرين الثاني (نوفمبر) في أقصى شرقي روسيا، في انتظار تحسن الطقس للطيران من أيان، وهي بلدة لا يتجاوز عدد سكانها 800 شخص، لا أحد بينهم تقريبا يتحدث الإنجليزية. وكانت العواصف الثلجية قوية هناك وشبكة الواي فاي غير موجودة. قالت، "فكرت في إمكانية التأجيل حتى الربيع أو الصيف، لكن في الواقع لم يكن ذلك سيجعل الأمور أسهل كثيرا".
حصلت رذرفورد، وهي ابنة طيارين، على رخصة طيار خاص في الـ17 من عمرها. وأثناء الانتهاء من دراستها في المدرسة الثانوية، حصلت على عديد من الرعاة للرحلة، بما في ذلك "فيرجن جروب" و"شارك أيرو"، الشركة المصنعة للطائرة التي أعارتها الطائرة مجانا.
سرعة الطائرة السلوفاكية الصنع يمكن أن تصل إلى 300 كيلو متر في الساعة ولها خزان وقود يسمح بالطيران لمدة أقصاها 12 ساعة. لكن باستخدام محرك واحد فقط، يجب أن تبتعد قدر الإمكان عن المسافات الطويلة فوق المحيطات. وتفتقر رذرفورد إلى مؤهلات الطيران باتباع أجهزة الطائرة وحدها، لذا يجب أن تتجنب الطيران ليلا أو في السحب.
قالت، "الغيوم بالنسبة لي مشكلة كبيرة حقا. في روسيا، كان من المحتمل أن تكون مهددة للحياة. نظرا لأن الجو بارد جدا هناك، تتجمد قطرات الماء على الأجنحة. في النهاية، سيوقف الجليد الأجنحة عن فعل ما يفترض أن تفعله. إنه سبب رئيس للحوادث، قد تسقط ببساطة".
خلال الرحلة التي استغرقت ست ساعات إلى سيئول، واصلت النظر بقلق في الأفق بحثا عن السحب والتفكير فيما إذا كان بإمكانها السفر إلى كوريا الشمالية في حالة الطوارئ، أو المخاطرة بثلاث ساعات أخرى للوصول إلى اليابان. في مرحلة ما، عندما كانت تحلق على ارتفاع منخفض جدا بحيث لا تستطيع أبراج المراقبة الجوية التقاط إشارة الراديو الخاصة بها، ساعدها طيار من الخطوط الجوية الملكية الهولندية KLM في نقل رسالتها.
لم تكن العطلات حافلة بالنسبة لها. أمضت ليلة عيد الميلاد في عزلة ذاتية في فندق في سنغافورة، تلاها يوم مخصص لإصلاح إطار طائرتها المثقوب، وكانت مستغرقة في النوم في فندق في مومباي عندما بدأ العد التنازلي للعام الجديد.
من الناحية الإيجابية، كانت هناك فرصة لبناء علاقات ستستمر "لبقية حياتي"، وقضاء بعض الوقت في مجتمعات روسيا وألاسكا النائية التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالطائرة. وأثناء وجودها في الولايات المتحدة نظرت من نافذة قمرة القيادة الخاصة بها لرؤية إطلاق صاروخ سبيس إكس.
تقول، "إنها بالتأكيد تبدو كأنها مغامرة. أنا ممتنة لأنني عشتها، لكنني ممتنة أيضا لأنني ذاهبة إلى الوطن".

تاريخ الخبر: 2022-01-11 22:23:05
المصدر: صحيفة الإقتصادية - السعودية
التصنيف: إقتصاد
مستوى الصحة: 40%
الأهمية: 35%

آخر الأخبار حول العالم

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:26:03
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:50
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 69%

مويس يغادر منصبه كمدرب لوست هام في نهاية الموسم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:56
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

أول تعليق إسرائيلي رسمي على موافقة حماس على مقترح الهدنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 21:25:58
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية