وزيرة التخطيط لـ«الدستور»: المرحلة الثانية من «حياة كريمة» منتصف 2022
وزيرة التخطيط لـ«الدستور»: المرحلة الثانية من «حياة كريمة» منتصف 2022
كشفت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، عن أنه سيجرى إطلاق المرحلة الثانية من مشروع تطوير قرى الريف المصرى، مبادرة "حياة كريمة"، منتصف العام الحالى ٢٠٢٢، لافتة إلى أن المبادرة تستهدف تحسين جودة حياة أكثر من ٥٨ مليون مواطن باستثمارات تقارب ٥٠ مليار دولار أمريكى خلال ٣ سنوات. وأضافت وزيرة التخطيط، فى حوارها لـ"الدستور"، أن مصر لديها تجربة تنموية متميزة ورائدة فى مواجهة الفقر، تعتمد على التعامل مع مفهوم الفقر متعدد الأبعاد، الذى لا يقتصر على الفقر المادى فحسب، وإنما يمتد أيضًا إلى الحرمان من خدمات التعليم والصحة ونقص خدمات البنية الأساسية من مرافق وصرف صحى ومياه وسكن لائق. وأشارت إلى تحقيق مؤشرات إيجابية فى قرى المرحلة التمهيدية لـ"حياة كريمة"، مثل تراجع معدل الفقر من ١٠٪ إلى ١٤٪، وتحسن معدل إتاحة الخدمات الأساسية من ٣٠٪ قبل المبادرة لـ٦٣٪ بنهاية عام ٢٠٢١/٢٠٢٢، إضافة إلى زيادة أعداد الأطفال المقيدين فى التعليم وفى نسب الانتقال إلى مراحل التعليم الأعلى، ورفع نسب وصول خدمات الصرف الصحى بنحو ٦٦٪.
■ بداية.. ما تقييمك للنسخة الرابعة من منتدى شباب العالم التى أقيمت فى ظل جائحة كورونا؟
- أرى أن منتدى شباب العالم نموذج مهم وملهم لدول كثيرة، لأن النسخة الرابعة تعقد هذا العام فى ظروف استثنائية.
المنتدى يعد منصة دولية للحوار مع الشباب فى إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويستهدف بناء إنسان واعٍ قادر على مواجهة جميع التحديات.
■ كيف واكبت أجندة المنتدى الأحداث والتحديات العالمية؟
- المنتدى ناقش مجموعة من القضايا التى تهم جميع دول العالم، وليس مصر فقط، فى مقدمتها تغير المناخ والتحول الرقمى، وغيرها من الموضوعات الحيوية التى تعكس ملامح الواقع الجديد بعد جائحة كورونا.
وخلال الجلسات، تبادل شباب من دول مختلفة الرؤى حول القضايا المشار إليها، واطلعوا على ما يحدث فى مصر من تطورات.
وأرى أن المنتدى يعد بروفة جيدة لاستضافة مصر قمة المناخ، ورسالة مهمة بأن الدولة قادرة دائمًا على تنظيم المؤتمرات والمنتديات الدولية.
■ كيف أثّر انتشار «كورونا» على جهود التحول الرقمى؟
- جائحة كورونا كانت محنة ومنحة فى نفس الوقت، وقد نجحنا فى تحقيق إنجازات كبيرة فى هذا الملف، بعدما أعطت الجائحة دفعة لتسريع معدلات تنفيذ مشروعات ومبادرات التحول الرقمى. ولأول مرة، جرى إطلاق مراكز تكنولوجية متنقلة لتقديم الخدمات الحكومية، وعددها ٩٥ مركزًا متنقلًا و٤٠ وحدة مرور متنقلة، وجرى تطوير أكثر من ٩٤٪ من مكاتب الصحة.
■ كيف كانت نظرة المشاركين بالمنتدى لتجربة مصر فى مواجهة الفقر؟
- رأى الجميع أن مصر لديها تجربة تنموية متميزة ورائدة فى مواجهة الفقر، تعتمد بالأساس على المفهوم الحديث والمتكامل لمعالجة الفقر متعدد الأبعاد، الذى لا يقتصر على الفقر المادى فحسب، وإنما يمتد أيضًا إلى الحرمان من خدمات التعليم والصحة ونقص خدمات البنية الأساسية، من مرافق وصرف صحى ومياه وسكن لائق.
قضية الفقر فى مصر مرتبطة بشكل وثيق بالزيادة السكانية وارتفاع عدد السكان، بمعدل ٢.٥ مليون مولود سنويًا، أى مولود كل ١٥ ثانية، ومن هنا جاءت فكرة إطلاق العديد من المبادرات الرئاسية فى مقدمتها مبادرة "حياة كريمة"، التى حققت المعالجة المتكاملة لقضية الفقر وحظيت بإشادة كبيرة من جانب المؤسسات الدولية، وجرى إدراجها ضمن أفضل ممارسات التنمية المستدامة عبر منصة الأمم المتحدة.
■ كيف أسهمت مبادرة "حياة كريمة" فى تغيير شكل الحياة بالريف؟
- مبادرة "حياة كريمة" تعد أكبر مبادرة تنموية على مستوى العالم، وتستهدف تحسين جودة حياة أكثر من ٥٨ مليون شخص من سكان القرى، باستثمارات تقارب ٥٠ مليار دولار أمريكى، يجرى توجيهها لتحسين جودة جميع الخدمات الأساسية، مثل التعليم والصحة وشبكات الطرق والمياه، وغير الأساسية مثل شبكات الإنترنت والغاز الطبيعى.
■ متى سيجرى إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة؟
- نحن حاليًا بصدد إنهاء أعمال المرحلة الأولى والتمهيدية من مبادرة "حياة كريمة"، التى شملت ١٧٧٥ قرية منذ عام ٢٠١٩ وحتى الآن، ومن المستهدف إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية بحلول شهر يوليو المقبل ٢٠٢٢، لتشمل عددًا مماثلًا من قرى المرحلة الأولى فى ٢٢ محافظة، وجارٍ تحديدها وفق خريطة الفقر المعلنة من قبل الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
■ كيف انعكست الجهود التنموية على تحسن جودة الحياة بقرى المرحلتين التمهيدية والأولى؟
- حققنا بالفعل مؤشرات إيجابية فى قرى المرحلة التمهيدية، أبرزها تراجع معدل الفقر بنسب تراوحت بين ١٠٪ و١٤٪، وتحسن معدل إتاحة الخدمات الأساسية من ٣٠٪ قبل المبادرة لـ٦٣٪ بنهاية عام ٢٠٢١/٢٠٢٢، إضافة إلى زيادة أعداد الأطفال المقيدين فى التعليم وفى نسب الانتقال إلى مراحل التعليم الأعلى، ورفع نسب وصول خدمات الصرف الصحى بنحو ٦٦٪.
■ أشار الرئيس السيسى لإمكانية مد فترة عمل "حياة كريمة" بسبب الزيادة السكانية.. كيف يمكن تحقيق ذلك؟
- ندرس ربط مبادرة "حياة كريمة" بسياسات ضبط الزيادة السكانية من خلال المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، المزمع إطلاقه قريبًا، بما يسهم فى تحقيق تكامل السياسات من أجل الحفاظ على معدلات النمو السكانى دون زيادة، بل وخفضها عن مستوياتها الحالية، نظرًا لأنه كلما زاد عدد أفراد الأسرة ارتفعت نسبة الفقر.
وأود أن أشير إلى أن ٨٠٪ من الأسر الأعلى إنجابًا فقيرة، وبالتالى فأى جهود تنموية لتحسين جودة الحياة ما لم يقابلها تراجع فى الزيادة الطبيعية لعدد السكان لن تؤتى ثمارها.
■ ما مستهدفات موازنة العام المالى المقبل ٢٠٢٢/ ٢٠٢٣؟
- نتوقع استعادة معدلات النمو الاقتصادى المرتفعة، والوصول لنسبة ٥.٧٪ خلال العام المالى المقبل ٢٠٢٢/٢٠٢٣، ثم ٧٪ خلال عام ٢٠٢٣/٢٠٢٤، وزيادة معدل الاستثمار إلى ٢٠٪ من الناتج المحلى الإجمالى، وخفض نسبة الفقر لـ٢٨.٥٪.
كيف استطاعت الدولة حماية اقتصادها من تداعيات كورونا؟
- مصر نجحت فى التعامل مع فيروس كورونا بشهادة مؤسسات دولية وإقليمية، بسبب الإجراءات الاستباقية لدعم القطاعات والفئات المتضررة، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على صحة المواطنين، واستمرار دوران عجلة الإنتاج وإعادة ترتيب أولويات الإنفاق وفق حزمة الـ١٠٠ مليار جنيه. وضاعفت الدولة الاستثمارات الموجهة لقطاعات الصحة والتعليم والاتصالات ٣ أضعاف، مقارنة بما كانت عليه قبل الجائحة، وحاليًا ليس من المتوقع اتخاذ إجراءات مالية استثنائية فى ظل استقرار الوضع الصحى محليًا.
