د. أحمد ماطر: المركز ساهم في النهوض بالفنون البصرية

منى القصبي: (حنين) يعكس شوقي لوالدي

(الشغف) هو المعيار الأفضل للاختيار

جودة الفن تقاس بمدى تمكن الفنان من أدواته

الفن وصل الجميع والوعي ساهم في تقييم الفنان

أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز، أن الفن التشكيلي بات اليوم جزءاً مهماً في منظومة الثقافة السعودية، ويعيش أزهى أوقاته في ظل الدعم والاهتمام الكبيرين اللذين يحظى بهما من لدن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله.

وأوضحت الأميرة حصة بنت سلمان، خلال افتتاحها المعرض الشخصي الرابع للفنانة التشكيلية منى القصبي الذي حمل عنوان (حنين)، أن موافقة المقام السامي الكريم على مقترح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، بشأن توجيه الجهات الحكومية لاقتناء الأعمال الفنية والمنتجات الحرفية الوطنية في مقراتها، يأتي تأكيداً للدعم اللامحدود الذي توليه الدولة للفن التشكيلي، والذي جعله -حفظه الله- جزءًا من استراتيجية رؤية المملكة 2030.

(الشغف)

وبينت الأميرة حصة أن أهمية كلمة (الشغف) التي ذكرها سمو ولي العهد، تكمن في كونها المعيار الأفضل للاختيار بما يدفع الشخص ليقدم لوطنه وأرضه والعالم عملاً متواصلاً ولا تتوقف أنفاسه، مبينة أن الفنانين والأدباء سيكون لهم دور حيوي في ترجمة (الشغف) إلى واقع لدى اختيارهم للمواضيع، ليصل العمل للأرواح ويخاطبها في الأمكنة والأجواء ويعطي الطاقة الإيجابية ويثري الإلهام إلى النفوس حوله للمضي في الحياة والأعمال المختلفة.

انتشار الوعي

وقالت الأميرة حصة إن الفن وصل لجميع مناطق المملكة، وتجلى لتنقية الأرواح مما جعل الجميع يتأثر بهذا الجو العام، مضيفة أن انتشار الوعي مكن الجمهور من تقييم عمل الفنان ومدى تفرده وتميزه الفردي في لغته الفنية مما يؤهله للاستقاء من روحه لغة أعمق من الكلام أو الكتابة للغة رمزية تسبق الفكرة إلى الإلهام.

جودة الفن

وأشارت سموها إلى إن جودة الفن لا تقاس بمدى درجة الفنان التشكيلي العلمية إنما بتميزه بإضافة تعبيره الفردي وعكسه على تعبير موجود أو أسلوبه وأدواته النابعة أحياناً بعشوائية من الروح والإحساس بنفسه والآخرين وتصل بشكل غير مباشر للناس وتبث التواصل والوحدة الكونية وفهم الآخر سواء أكان فناً به صور جميلة أو ليس كذلك.

شباب وشابات مولعون بالفنون

وكشفت الأميرة حصة أن الجامعات السعودية تزخر بالشباب والشابات المولعين بالمجال الفني سيما بعد أن أصبح المنهج فيها مدعماً بالفكر والثقافة، ودراسة المدارس الفلسفية والنقد الفني وليس مسألة جمالية أو حرفية كما كان الحال بالسابق. متمنية لأبناء وبنات الوطن المضي بالمملكة العربية السعودية، التي هي قبلة المسلمين ومهد القرآن، لتكون مشكاة نور تضيء للعالم الدين النقي والروحانية والعلم والتكنولوجيا والثقافة والسلام والحب ووحدة الإحساس بالآخرين في العالم.

وذكرت سمو الأميرة حصة أن جهود الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- الرئيس العام لرعاية الشباب لتأسيس أول مركز لتعليم الفنون التشكيلية للمرأة والرجل والأطفال بشهادة معتمدة عام 1402 الموافق 1982، فتح المجال واسعاً أمام ذوي الاهتمام من الجنسين لممارسة الفن التشكيلي بجميع مدارسه وتخريج أكثر من 1200 طالب وطالبة سنوياً.

لغة عالمية كونية

وأبدت الأميرة حصة سعادتها بافتتاح معرض التشكيلية منى القصبي مبينة أنه يضم أنواعاً من الفن التعبيري الانطباعي وغيره، مؤكدة تطورها في المدارس الفنية التي تدرجت فيها منذ بداية مشوارها الفني المفعمة بالأصالة والمنطلقة من الجذور والتراث وفي نفس الوقت بعضها صور لمست روحها من لغة عالمية كونية.

رائدة الفن التشكيلي التعبيري

وقالت الأميرة حصة إن التشكيلية مني القصبي تعتبر إحدى رائدات الفن التشكيلي التعبيري وأول من افتتح معرض لوحات في محافظة جدة للنساء والرجال لعرض الأعمال التشكيلية للفنانين السعوديين والأجانب والمتخرجين من المركز السعودي للفنون التشكيلية، وكان يلفت نظري اتجاه المرأة وانجذابها إلى الفن الرمزي والسريالي بشكل كبير وقد فسرت ذلك ربما أنها تخفي ملامح صور إلهامها وراءه ولقدرة هذا النوع من الفن على التعبير بشكل غير مباشر فربما كان يعتبر المتنفس لهم حتى أصبحنا في هذا الوقت الذي لا توجد فيه عوائق تحد من أفق المرأة السعودية المختلفة وانطلاقها في مجال التعبير في الفن التشكيلي والكتابة الأدبية المباشرة من رويات ومسرح وغيرها، وأصبحت المرأة أيضاً في كل مجالات الفن تضرب بيدها في ديناميكيات مختلفة مثل الفن التجريدي (installation) والتماثيل والفن التصوير.

شكر لراعي النهضة السعودية

وفي ختام حديثها تقدمت الأميرة حصة بالشكر لراعي النهضة السعودية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، كما قدمت سموها الشكر والتقدير للفنانة المخضرمة منى القصبي والرعيل الأول من الفنانين التشكيلين المبتعثين وغير المبتعثين الذين أسهموا وجاهدوا لنرى منهم لوحاتهم في البينالي وجاكس لتزهو بها الرياض اليوم، رحم الله من لم يرَ هذا الاحتفال الفني بعمله مثل الأستاذ محمد السليم والفنان عبدالحليم رضوي، وغيرهم الكثير وأيضاً داعم الثقافة والفن والشباب الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أوصل لنا لوحاتهم التي تقتنى الآن في أبرز المعارض حول العالم.

معرض مليء بالشوق

من جهتها أعربت الفنانة التشكيلة منى القصبي عن خالص شكرها وتقديرها لسمو الأميرة حصة بنت سلمان على رعايتها الكريمة لمعرضها الشخصي الرابع، كاشفة أن من أجمل اللحظات التي تصادف الفنان التشكيلي هو افتتاح المعرض الشخصي له بمشاركة وحضور المحبين والمهتمين بالفن التشكيلي.

وأضافت منى أن المعرض حوي (70) عملاً فنياً مليئاً بالشوق إلى كل من افتقدهم بجانبي في هذا المعرض، وشوق إلى لقاء كل من أحبوا أعمالي، متمنية أن ينال المعرض إعجاب الجميع. مبينة أن اختيار اسم (حنين) لهذا المعرض يأتي ترجمة لمدى الشوق لوالدها -رحمه الله- الذي كان يدعمها ويتابع أعمالها منذ البداية ويوجهها. مشيرة إلى أن المعرض تأخر كثيراً بعد وفاة والدها.

النهوض بحركة الفنون البصرية

وبدوره يقول د. أحمد ماطر: إن المركز السعودي للفنون التشكيلية يعتبر من أوائل المراكز التي ساهمت بشكل باكر ومميز في النهوض بحركة الفنون البصرية، وعلى وتيرة مستمرة ساهمت الفنانة منى عبدالله القصبي بفنها وبتأسيسها لمركز الفن السعودي للفنون التشكيلية في اتخاذ الفن كشكل من أشكال التعبير الإنساني، ووسيلة لإثراء التجربة الإنسانية والتعبير الثقافي والتعليم وحتى التغيير الاجتماعي، فهو يؤثر بالحياة بطريقة أو بأخرى، ويأتي معرض الفنانة القصبي لنحتفي بأعمالها في وقت أصبح فيه الفن احتفاء ومرآة لتاريخنا وثقافتنا وتنوع تراثنا في هذه اللحظة المميزة.

انتقال المعرض

الجدير بالذكر أن المعرض الشخصي الرابع للفنانة منى القصبي (حنين) يقام بالمركز السعودي للفنون التشكيلية بجدة، خلال الفترة (9-12/ يناير 2022م). وسينتقل المعرض إلى جاليري نايلا بالرياض خلال الفترة (16-20/يناير 2022م).

الفنانة منى القصبي
من أعمال الفنانة منى القصبي
من أعمال الفنانة منى القصبي
من أعمال الفنانة منى القصبي