شتاء هذا العام ومآسي الفقراء


يختار الله سبحانه من عباده من يحب، فيمنحهم أخلاقا يتميزون بها عن غيرهم، هي مساعدة الناس، ومنحة أخرى يمتن الله عليهم بها، هي شعورهم بسعادة تغمر أعماق قلوبهم ما داموا يتنفسون وما دام فيهم عرق ينبض، يكفي أنها منحة وعطاء من رب العالمين.

فتقوى روابط المحبة والألفة وتسمو، خاصة بين الأقرباء والأرحام والجيران والأصدقاء، وترقى بالتضحية بالنفس والجهد وبكل ما تحتاجه متطلبات الحياة.


والواقع المشهود يشهد بذلك.

خاصة مساعدة المتعففين الذين يخفون معاناتهم وحاجتهم، وتأبى نفوسهم وكرامتهم التصريح بها فيحسبهم الجاهل من التعفف أغنياء، هؤلاء كتبت كثيرا عنهم ولن أتوقف عن الكتابة عنهم، لأنهم الأحق باهتمام المجتمع وأخص المقتدرين ماليا، لا أشك في مساعدتهم للمحتاجين الذين لا يظهرون حاجتهم للناس.

هذه الشريحة من المحتاجين لديهم قناعة وعزة نفس، أرجو من المؤسسات المعنية بالفقراء الحكومية والأهلية البحث عنهم وليس لهم عذر في التقصير في البحث ولا مبرر مهما كانت الأسباب.

آمل أن تتسع دائرة المسئولية فالكل مسئول ولا يستثنى ويعذر أحد، الكبير والصغير والغني والفقير كلهم مسئولون أمام الله وأمام ضمائرهم.

إذا اجتهدنا في البحث سنصل لا شك، لا تستغربوا قد يكونون من الأهل والأرحام القريبين أو البعيدين ولا تبدو عليهم علامات الحاجة لأنهم متعففون.. «يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف».

شتاء هذا العام قارس لا يرحم القادرين الذين استعدوا له بكل مصادر التدفئة، دفايات، ثياب وكل ما يقاوم شدة البرد ويبعده عنهم فكيف بالفقراء وأخص المتعففين.

المؤسسات الخيرية في جميع مناطق هذا الوطن وأهل الخير جزاهم الله خيرا يبذلون قصارى جهدهم وغايتهم لسد حاجة الفقير بكل ما يحتاجه، في كل الأوقات، لكن المتعففين لا يعرفون لخلو سجلات المؤسسات الخيرية من أسمائهم، لأنهم لا يسألون الناس إلحافا وهم في أمس الحاجة، ولنتعرف عليهم يجب البحث عنهم دون تهاون.

قادتنا ولله الحمد خيرهم وأفضالهم على هذا الوطن لا يقارن بغيره من أوطان العالم خيرهم ممتد لداخل الوطن وخارجه، جعل الله أعمالهم في ميزان حسناتهم.

أعود وأذكر بأمطار هذا العام، غزيرة تشمل أكثر مناطق المملكة وفي حالة عدم توافر الإمكانات الخاصة بتوفير مصادر التدفئة من الطقس البارد للمتعففين قد يتعرض الكثير منهم لمجموعة أمراض البرد خاصة كبار السن والأطفال لا قدر الله.

علينا البحث ومن الله التوفيق وسنوفق بإذن الله تعالى، تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا.

رجاء، رجاء، رجاء.. من كل المواطنين العمل بجد وبكل وسائل البحث، تذكروا مشكورين ومأجورين قول الله تعالى «تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا»، فلا هم ممن يتسول عند إشارات المرور، أو يجلس عند المساجد يمد يده للناس كمهنة للكسب المريح، أو لأغراض لا نعرف وجهتها ولا طريقة استخدامها.

aneesa_makki@hotmail.com
تاريخ الخبر: 2022-01-15 01:46:33
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية