أ. د/ عزيزة سليمان علي*
يقسم الباحثون الشيخوخة على النمط الفيزيولوجي والنمط المبكر أي الشيخوخة المبكرة حيث يحدث ضمور وعجز مبكر وهو يعتبر حالة مرضية ويتميز بظهور التغيرات الناجمة عن العمر مبكرا. تحدث الأعراض ما بعد 40 إلي 50 عاما في شكل ضمور، عجز وموت. هناك عناصر داخلية منها وراثية تؤثر في حدوث الكبر المبكر. العناصر الداخلية يمكن أن تؤدى إلى:
حدوث تصلب الشرايين التاجية والدماغية، مرض السكري وزيادة في نسبة الدهون في الدم.
ينقص فيتامين E و بذلك تتجمع مادة صبغية مؤكسدة تسمى (لايبوفوسين).
هذه التغيرات تسمى بمتلازمة الكبر المبكر وتجمع هذه الصبغة تعتبر من اكثر المميزات المورفولوجيه لكبر الخلايا. فالتغيرات التي تحدث في العته ألما قبل الشيخى (مرض الزهايمر) أي التي تحدث ما بعد الخمسين عاما تشبه تلك التغيرات التي تحدث في العته الشيخي. يظهر المرض بفقد الذاكرة المتطور وفقد التلقائية. ويحدث ضمور في المخ بفقد كبير في عدد الخلايا. كما يحدث تضخم في البطين الثالث والجانبي.
يتخذ الباحثون البروجيريا ومتلازمة ويرنر كنموذج لدراسة التغيرات التي تحدث بالكبر. تحدث تغيرات فيزيولوجية وعضوية ابتداء من العقد الخامس. وهكذا يصبح العمر البيولوجي اكبر من العمر ألزمني للإنسان.
أسباب الشيخوخة المبكرة:
- التغيرات الفيزيولوجية والعضوية التي تحدث بالأمراض حين ظهورها مبكرا.
- هناك الأسباب النفسية.
- أيضا الإشعاع النووي.
- العادات الضارة مثل استعمال الكحول والتدخين.
- تلوث البيئة.
- قلة الحركة.
- الوضع الاجتماعي وما يتميز به من مؤثرات كثيرة خارجية تؤثر على متوسط عمر الإنسان.
- الضغوط النفسية تؤدى إلي حدوث الكبر المبكر بارتفاع ضغط الدم. أمراض الشرايين التاجية، مرض السكري الخ.
- سؤ التغذية من الأسباب الهامة في حدوث الكبر المبكر، يكثر حدوث مرض تصلب الشرايين والسمنة التي تقلل من متوسط العمر كثيرا
- من الأسباب الهامة في حدوث الكبر المبكر هو التدخين فقد تأكد بان الناس الذين يدخنون يصابون اكثر من غيرهم بأمراض الكبر المبكر، فحدوث جلطات الشرايين التاجية يحدث بمعدل (3) مرات عند المدخنين.
تنقص بالشيخوخة المبكرة المقدرات الجسمانية في التأقلم على الظروف المختلفة أيضا تنقص المقدرات الوظيفية في الأعضاء والأجهزة المختلفة في الجسم. هذا تماما كما يحدث في الكبر الفيزيولوجي.
أجريت بحوث كثيرة في الكبر المبكر بالمقارنة مع الكبر الفيزيولوجي وفى هذه البحوث درس النشاط البيوكهربائى للمخ، نشاط القوى الدفاعية للجسم وايضا نشاط الاستقلاب الدهني وقد تأكد ان كل هذه المؤشرات تساوى عند مرضى الكبر المبكر ما يساوى بزيادة من 10 إلي 15 سنة لكبار السن بالكبر الفيزيولوجي. في هذه الحالة الوضع الصحي لا يناسب العمر الحقيقي ولذلك وجب استعمال مفهوم العمر ألزمني والحيوي فالمريض بحالة صحية متدهورة يزيد عمره الحيوي بعشرة أعوام في المتوسط عن عمره ألزمني. ويستعمل هذا التقدير في تقييم الحالة الصحية والتشخصية.
يلفت النظر ان الأناس الذين يموتون مبكرا يموت آباؤهم مبكرا أيضا وذلك يدل على ان العامل الوراثي أي الكروموسومات لها دور كبير في ذلك.
الكشف الصحي الروتيني لكل السكان مع العلاج الصحيح للحالات المرضية أمر هام جدا أيضا الإجراءات الوقائية من الأمراض الإكلينيكية التي تقود للكبر المبكر مثل تصلب الشرايين التاجية والدماغية، مرض السكري و زيادة نسبة الدهون. فللوقاية والعلاج من الكبر المبكر نستعمل بعض العقاقير لمواجهة التغيرات الفيزيولوجية والميتابوليكية، تحسن هذه العقاقير نشاط جسم المسن الذي به نقص فيتامينات ومواد معدنية وهذا يضعف القوى الدفاعية ولذلك يجب تغطية هذا النقص باستعمال الفيتامينات، المواد المعدنية والحوامض الأمينية لها دور كبير في الوقاية من الكبر المبكر.
*استشاري الطب الباطني القلب و طب الشيخوخة
