بالرغم من التحذيرات الدائمة تجاه سخانات الغاز، التي تستخدم في المنازل وخطورتها وحساسية التعامل معها، إلا أن الوقائع لانفجار تلك السخانات ما زالت مستمرة والتي تطول أبناء الأسرة أو البعض منهم.

ولا يمر يوم إلا وتقع حادثة جديدة لانفجار سخان يعمل بالغاز داخل أحد البيوت، مُسببًا حرائق وخسائر بشرية لأهل المنزل، لكون تلك السخانات غير مطابقة للمواصفات القياسية، حيث يتم بيعها في أماكن خارج النطاق الرقابي بأسعار أرخص.

اتساقًا مع ذلك، لقيت ربة منزل وابنتها مصرعهما؛ اختناقًا ببخار الماء داخل مسكنهما بمنطقة الهرم غرب الجيزة، حيث وجدت الشرطة جثتين لأم وابنتها، فارقا الحياة إثر إصابتها بإسفكسيا الخنق؛ نتيجة تصاعد كثيف للأبخرة من سخان الغاز.

جرى إيداع الجثتين المشرحة ومن قبلها لقي شخص ونجله مصرعهما اختناقًا بالغاز داخل منزلهما بمنطقة الطالبية وكانت الوفاة نتيجة إسفكسيا الخنق، نتيجة حدوث تسرب من سخان الغاز الموجود داخل المنزل.

ولم تكن تلك الوقائع هي الأولى من نوعها فهناك ضحايا كثيرون لسخانات الغاز غير المطابقة للمواصفات، "الدستور" تحدثت مع عدد من الضحايا عن أماكن بيع تلك السخانات وأسعارها وما الذي حدث لهم.

أميرة سليمان، ثلاثينية، كادت أن تكون ابنتها الوحيدة إحدى ضحايا سخانات الغاز غير المطابقة للمواصفات، خلال مطلع شهر يناير الماضي، حيث ابتاعت سخانا للغاز منذ شهر من شارع عبدالعزيز، دون أن يكون له ضمان أو أي أوراق لإحدى الماركات العالمية.

قالت: "السخان انفجر وبنتي كانت بتأخد دش وقفلت المياه واتفاجأت أن رغم إغلاق المياه النار ما زالت مشتعله  داخل السخان وصوتها بيزيد وفجأة السخان انفجر، صوت الانفجار كان قويا ومفزعا مع صوت صريخ بنتي".

أضافت: "جريت فتحت باب الحمام لقيت نار خارجة من أسفل السخان خرجت بنتي بسرعة من جوه، وفي لحظة وصلات المياه اتمزقت من قوة الانفجار وربنا سلم المياه طفت النار وعرفت أقفل محبس الغاز".

وتابعت: "اتصلت بالشركة بلغتهم قالولي طالما مشترتهوش من منفذ البيع الرسمي يبقى مقلد ومضروب، كان ممكن بنتي تموت فيها أو تطولها النار بسبب عيوب تصنيع وغش من الباعة، لازم يكون فيه رقابة على المحلات دي".

عبدالرحمن منصور، لديه واقعة أيضَا مع سخانات الغاز، فعقب عودته من عمله، بمجرد ما دخل منزله فوجئ بكميات ضخمة من الدخان باتجاه الحمام، وكانت الرؤية بسبب كثرة الدخان معتمة للغاية بحسب وصفه.

 قال: "كان فيه ريحة بلاستيك محروق وبخار مياه والدخان في كل مكان، لحد ما وصلت لمكان الحمام لاقيت السخان انفجر والقاعدة بتاعته مطلعة نار والحمام غرقان ميه سخنة بتغلي، فتحت كل الشبابيك والأبواب عشان الدخان يخرج".

تابع: "الشركة بالرغم من أنها مشهورة لكن قالت إن دا سوء استخدام والسخان كان بقاله 6 شهور عندي، وكان مطفي محدش استخدمه يوم الانفجار، ورغم كدة انفجر ولحد الآن السخان متصلحش ولا تم تعويضي".

اختتم: "حاولت أصلحه لكن الفني قالي إنه سخان مش مطابق للمواصفات وفيه عيوب تصنيع وعيوب في التركيب لما فني الشركة جه ركبه وحاجات تخص البطارية بتاعة السخان مش متركبة صح أدت للانفجار".

كانت إحدى الوقائع الشهيرة ما حدث خلال منتصف الشهر الحالي، حين لقي سائق توك توك وزوجته مصرعهما اختناقًا داخل حمام المنزل، بسبب حدوث تسرب غاز من سخان المياه، ناحية مركز المراغة شمال محافظة سوهاج.

ووفقا للتحقيقات فإنهما توفيا، أثناء قيامهما بالاستحمام داخل حمام مياه بالمنزل، بسبب حدوث تسرب غاز من سخان المياه، وبتوقيع الكشف الطبي على الجثتين بمعرفة مفتش الصحة أفاد بأن سبب الوفاة إسفكسيا الاختناق، نتيجة استنشاق الغاز المسرب من سخان المياه ولا توجد شبهة جنائية.