إن "الغرب تجاهل مطالب موسكو الأمنية من أجل خفض التوتر بين الجانبين حول مسألتي أوكرانيا والحلف الأطلسي". هذا ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مكالمة هاتفية دامت ساعة تقريبا، حسب الكرملين.
وجاء في تقرير للكرملين حول مضمون المكالمة بين الرئيسين أن "أجوبة الولايات المتحدة والحلف الأطلسي لم تأخذ بالاعتبار مخاوف روسيا الجوهرية".
وتابعت الرئاسة الروسية "تم تجاهل المسألة الأساسية، وهي كيف تعتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها تطبيق المبدأ القائل بأنه يجب ألا يعزز أي طرف أمنه على حساب دول أخرى".
وذكر الكرملين أن روسيا "ستحدد ردها المقبل" بعد أن تدرس بالتفصيل رد خصومها.
من جانبه أكد الإليزيه في بيان أن مكالمة الرئيسين "أتاحت التفاهم على ضرورة نزع فتيل التصعيد"، مضيفة أن "الرئيس بوتين لم يبد أي نية عدوانية (...) لقد قال بوضوح إنه لا يسعى إلى المواجهة".
وبالنسبة إلى الأمن الاستراتيجي في أوروبا، توافق الرئيسان "على مواصلة الحوار الذي يستدعي أن يكون الأوروبيون (...) طرفا معنيا في هذا الحوار" الذي يعني الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الدرجة الأولى.
وحول النزاع في شرق أوكرانيا حيث يواجه انفصاليون موالون لروسيا كييف منذ 2014، شدد بوتين على الآلية الموجودة أصلا للمفاوضات (النورماندي) والتي تجمع روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا وتهدف إلى تنفيذ اتفاقات مينسك للسلام 2015، بحسب بيان للكرملين.
وأضاف الإليزيه أن بوتين "أمل أيضا بأن يواصل مع الرئيس (ماكرون) النقاش الذي بدأ اليوم، موضحا أن "الحوار صعب" لكن "قنوات النقاش مفتوحة".
حشود عسكرية روسية على الحدود مع أوكرانيا
تحشد موسكو أكثر من مئة ألف عسكري على الحدود الأوكرانية منذ نهاية 2021، بحسب تقديرات الغربيين الذين يخشون هجوما روسيا وشيكا على أوكرانيا.
واشترطت موسكو من أجل خفض التوتر وقف توسيع الحلف الأطلسي ولا سيما بضمه أوكرانيا، وعودة الانتشار العسكري الغربي إلى حدود 1997.
ورفضت واشنطن في ردها الأربعاء فرض أي حظر على انضمام أوكرانيا إلى الحلف، لكنها عرضت على موسكو "مسارا دبلوماسيا جاداَ" للخروج من الأزمة.
وشدد بوتين من جانبه خلال المكالمة مع ماكرون على أن روسيا تريد مواصلة العمل على تسوية النزاع بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا الجاري في شرق أوكرانيا منذ ثماني سنوات.
وأعلن بهذا الصدد تمسكه بصيغة المفاوضات القائمة حاليا بين موسكو وكييف وبرلين وباريس.
وعقد اجتماع لمستشاري قادة الدول الأربع في 26 كانون الثاني/يناير، كان الأول منذ أشهر، على أن يعقد اجتماع آخر في شباط/فبراير.
"عدم إثارة الذعر"
خلال مؤتمر صحافي مع وسائل إعلام أجنبية، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي الجمعة الغربيين إلى عدم إثارة الذعر بسبب التوتر مع روسيا، المتهمة بالتحضير لغزو أوكرانيا.
وقال "لسنا بحاجة لهذا الذعر" لأن "علينا تأمين استقرار اقتصاد" الجمهورية السوفياتية السابقة.
وأكد زيلنسكي أن "احتمال الهجوم موجود ولم يتبدد، ولكن لم يكن أقل خطورة في 2021". وأضاف "لا نرى تصعيدا يتجاوز ما كان موجودا" العام الماضي.
وأشار في المقابل إلى أن متابعة وسائل الإعلام العالمية و"حتى قادة الدول المحترمين" تجعلنا نعتقد أننا "في خضم حرب" في كل البلاد، وأن "هناك جيوشا تتقدم على الطرقات، ولكن الوضع ليس كذلك"، على قوله. وتساءل: "كم يكلف هذا الذعر بلدنا؟"
وتجدر الإشارة إلى أن مساعدة وزير الخارجية الأمربكي ويندي شيرمان صرحت الأربعاء أن "كل المؤشرات تدل" على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "سيستخدم القوة العسكرية في وقت ما، ربما بين الآن ومنتصف شباط/فبراير".
حظر على المسؤولين الأوربيين
على صعيد متصل، قالت موسكو الجمعة إنها حظرت دخول مزيد من مسؤولي الاتحاد الأوروبي إليها ردا على قيود فرضتها بروكسل على موسكو، دون الكشف عن عدد الأشخاص المعنيين أو ذكر أسمائهم.
وقالت وزارة الخارجية في بيان على موقعها الرسمي على الإنترنت "قرر الجانب الروسي... في إجراءات المعاملة بالمثل توسيع قائمة ممثلي دول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، الممنوعين من دخول روسيا".
جاء في البيان أن روسيا أدرجت في القائمة السوداء بعض رؤساء الشركات العسكرية الأوروبية الخاصة وبعض أعضاء أجهزة الأمن وأعضاء في البرلمان الأوروبي ومسؤولين آخرين "يتحملون بصفة شخصية المسؤولية عن الترويج للسياسات المعادية لروسيا". ولم تعلق المفوضية الأوروبية فورا على هذه الخطوة.
فرانس24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
